الميمر 32 على الآخرة والدينونة

الميمر 32

 

        وصف للدينونة: يقوم البشر في حال الشباب بدون عيوب وعاهات. البوق ينفخ وتظلم الشمس ومستيقظو النار يزيحون الابن. الرمز الالهي يحل البرايا ويجمع الموتى ويفرغ الشيول بطرفة عين. يقوم الموتى في حال الشباب اي كاملين اذ تزول عنهم عيوبهم الجسمية.

        بقية الشعوب يدانون بالمراحم: في حكمه توجد المراحم والرجاء والحياة، انه يدين بالمراحم وبالمراحم يغفر الذنوب. الشعوب الذين احبوه واعترفوا باسمه يدخلون الى خاصته ويعامل خاصته كخاصته ويقتني خاصته، كل من استحق ان يدخل الى المحكمة لا يهلكه، فهو ينال العذاب حسب جهالته ثم ينال المراحم.

        محاكمة اليهود هي خاصة: الشعب اليهودي الملعون لن يدينه الرب لئلا تصير عليه المراحم بل سيدينه الرسل لان دينونة البشر قاسية.

        اليهود لا يرون الرب: يقف حجاب النار بينه وبين اليهود لئلا ينظروا اليه لئلا تصير عليهم المراحم، ولا يتركونهم ينظرون الى العلى لئلا يروا ضياءه وينالوا منه الرجاء، كل انسان يستوجب حكم الموت لو يرى وجه الملك لن يموت، ولهذا لا يراه جميع اليهود الذين لم يترجوه ولن ينالوا ايضا منه الرجاء.

– المخطوطة: روما 117 ورقة 217

– يرد في البداية اسم القديس مار يعقوب وفي النهاية يرد اسم مار يعقوب. في المقدمة لا يستعمل السروجي الاسلوب الشخصي.كيف يؤكد السروجي بان اليهود لن يروا الرب لئلا يصير لهم رجاء؟. لعله يريد ان يثبت قول يسوع لرسله الذين يدينون الاسباط الاثني عشر؟. كيف يؤكد بان تصير الرحمة في الدينونة (هنا الدينونة الاخيرة) بينما في بقية تعليمه لن تنفع ولن تصير التوبة في العالم الآخر.؟كيف ولماذا يبغض السروجي اليهود بهذه الدرجة.! اسلوب الميمر رائع وبليغ. قد يرقى تاريخ تاليفه الى فترة الشيخوخة كبقية ميامره على الآخرة اي الى سنة 510-515م.

 

 

للقديس مار يعقوب

الميمر 32

على الآخرة والدينونة

 

المقدمة

1 مخيف هو اليوم الذي تصير فيه الدينونة الاخيرة، وفيه يشرق ابن الله بمجد عظيم،[1]

2 من يمينه ومن يساره بروق النار ويزيحه مستيقظو النار وصفوف النار،

3 لو نظر الى العلى ارتجت البرايا: السماء والارض، ولو نظر الى الارض ارتجفت الاسس: اللجة والارض،

4 البوق ينفخ والمستيقظون مسرعون والطبائع ترتعد والغيوم مبسوطة وفوقها علامته المخيفة،[2]

5 وتظلم الشمس ويمحق القمر وتتناثر الكواكب وتتحرك كل قوات العلى امام بهائه،

6 /714/ تؤخذ كل النيرات من انظمتها. وضياؤه فقط ينير على كل البرايا،

7 كما تختفي الكواكب صباحا باشراق الشمس، يغطي ضياء نوره الخفي كل النيرات،

8 بروق النار تسير بخوف مع النورانيين لئلا ينعكس نظره عليهم ويبيدهم،

9 حتى مركبته لا تقدر ان تتحمل شدته وتحمل مجده ما لم تسندها قوة مساعدته،[3]

10 حيثما يميل نظرُ عينه تنظر هناك كل المراتب بخوف قدام بهائه،

11 ترتعب السماوات وترتجف الارض وترتج الجبال وتذوب الصخور وتسقط الاسوار على المباني،

12 تخرب البحور والينابيع والانهار وتيبس الغابات مع نباتات كل اللذات،

13 تزول القوة وتبطل الطاقة وينطفيء الجمال ولن يثبت فينا الا سر الايمان.

 

الرمز الالهي يتدخل ليحل البرايا

14 يخرج رمزه ويشق القبور ويفتت الصخور ويهجم الكهوف لتخرج منها اجساد الموتى،

15 يشرق منه ندى المراحم وينزل الى الشيول وينبت جثث كل القبائل،[4]

16 يرمز الى الموت ويأمر الشيول لتؤدي الحساب عن عدد جميع الموتى من جيل الى جيل،

17 /715/ اطالبكم بآدم ذلك (الميت) الاول وبالذين ماتوا في الحروب وفي الغرق وفي الحرائق،

 

18 بحركة رمزه تنحل الشيول ويولول الموت والكهوف تتقيأ والحفر تُخرج والبحر يعطي،

19 اليبس يعيد ما أكله الطير وبلعته الارض وتفرز الارض الحيواناتِ والدبيب الصغير،[5]

20 تطرح منها تراب الجسد وكل العظام وتخرج الى النور جثث كل القبائل،

21 الجثث التي فسدت فيها وصارت “رميما” تنفضها وتنقيها وتخرجها للقاء الباعث،

22 بالرمز الرهيب يهجم المخاض كما على الوالدة وبطرفة العين تلد كل الاجساد التي بلعتها.[6]

 

القيامة تجعل الجميع شبابا على مثال تجدد النسور وبدون عاهات

23 يقوم الموتى [ باجسادهم[7] في حال الشباب بدون دنس ولا ضرر في اعضائهم،

24 بعد انبعاثهم يعود الشيوخ الى حال الشباب ويكبر الصبيان لتبلغ طبيعتهم نفس القياس،

25 الشيخوخة ممثلة بالنسر وعلى مثال النسر الذي يلقي [ ريشه[8] ويصبح شابا،

26 السقط الذين لم يخرجوا ولم يروا النور في ذلك الحين، ستسير طبيعتهم نحو كمال الشباب.

 

الجموع ترى بعضها بعضا وتُنزع عنها المحبة

27 متى ما قام اولاد آدم من قبورهم /716/ يصير جميعم جموعا مختلطة صالحين واشرارا،[9]

28 قبل ان تأتي امامه تلك النار المزمعة لتأكل الهباء الذي هو الشرير وعساكره،

29 يرسل المستيقظين بسرعة الى الاقطار الاربعة ليفصلوا مثل الحصادين الحنطة من الزؤان،[10]

30 يجلبون الاب الذي يستحق، ويتركون الابن، ويجلبون الام التي تستحق، ويتركون البنت،

31 يجلبون الاخ الذي يستحق، ويتركون اخاه، ويجلبون كذلك الصديق من عند صديقه،

32 لقد مُثل في الكتاب: اثنتان تطحنان في رحى واحد، تُدعى الواحدة وتُترك الاخرى بمرارة،[11]

33 ومكتوب في البشارة: اثنان ينامان في سرير واحد ويُجلب المستحق ويُترك رفيقه عند جهنم،[12]

34 الانسان يرى رؤية فقط مَن يحبه، ولو لا يستحق لا يتركونه ان يذهب معه،

35 الاب (يرى) ابنه والام بنتها والصديق صديقه والرفيق رفيقه والاخ اخاه والاخت اختها،

36 هكذا يكون ذاك الفصل في اليوم الاخير، ولا يجوز لاحد ان يخطيء بسبب رفيقه،

 

37 الاجناس والعشائر ممثلة بالايادي والارجل والعيون، وكالاعضاء يرافقون بعضهم بعضا في الحياة الزمنية،

38 انه مكتوب: على الانسان ان يقطع ويلقي ما يحمله على الخطيئة /717/ لئلا يستحق كلاهما النار بحجة المحبة،[13]

39 لا سلطة للاشرار ليهربوا نحو الصالحين لانه توجد هوة عظمى تفصل بينهم،[14]

40 ولئلا يحزن الاب بسبب ابنه والصديق بسبب صديقه تُرفع المحبة وتكثر الغيرة في الضمير.

 

الشعب الملعون لن يرى الله وسوف يدينه الرسل

41 يستقيم عرش الدينونة ببرارة ويجلس عليه البكر بمجد عظيم ليدين الشعوب،

42 ويلقي بغضب ويبعد بحنق الشعب الملعون الذي صرخ في المحكمة: اصلبه اصلبه،[15]

43 يقف حجاب النار بينه وبينهم لئلا ينظروا اليه لئلا [ تصير[16] عليهم المراحم،

44 ولا يتركونهم ينظرون الى العلى لئلا يروا ضياءه وينالوا منه الرجاء،

45 كل انسان يستوجب حكم الموت لو يرى وجه الملك لن يموت،

46 الشعوب الذين احبوه واعترفوا باسمه يدخلون الى خاصته ويعامل خاصته كخاصته ويقتني خاصته،[17]

47 كل من استحق ان يدخل الى المحكمة لا يهلكه، انه ينال العذاب حسب جهالته ثم ينال المراحم،[18]

48 ولهذا لا يراه جميع اليهود الذين لم يترجوه ولن ينالوا ايضا منه الرجاء،

49 /718/ يُهيأ اثنا عشر كرسيا ويجلس الرسل ليدينوا الشعب الملعون الذين لم يؤمنوا به،[19]

50 واذ رأوا كم انه اهانه واحتقره وحطه لانه كفر به بحيث لم يؤهله ليدخل الى المحكمة مثل الشعوب،

51 حكمُ البشر قاس على البشر، لذا اسلم حكمهم للبشر لانهم يستحقون هكذا.[20]

 

الرب يدين بقية البشر بالرحمة

52 في حكمه توجد المراحم والرجاء والحياة، انه يدين بالمراحم وبالمراحم يغفر الذنوب،

53 كل انسان يستحق حكم الموت لو (كان) رجاؤه مقطوعا لا يُطلب ليدخل الى محكمته،

 

54 تقوم قدامه الجموع الكثيرة وهي غير قلقة، والقبائل والاجناس والعشائر وهي غير مضطربة،

55 يصير عليهم الهدوء والسكوت وحسرة القلب، ولا يوجد مَن يقدر ان يقول كلمة لقريبه،

56 سيقع الرعب على كل الضمائر وسيعرف كل واحد بان جميعهم سيسمعون صوت اوامره حسب استحقاقهم،

57 تتحير العقول بخوف عظيم ورجفة، ولا يوجد مساعد حتى ولا ضماد الايمان،

58 مَن عرف واهمل وسمع وعلم وسكت واحتقر سينال العقاب من العدالة لانه لم يجتهد،

59 لا توجد حجة ولا كلمات ولا حيل لان لغزه الخفي سيفضح كل زيفه،

60 /719/ الحيال لا يقدر ان يكذب ويتوسل لاجل جهالته لان ما صنعه هو مكشوف قدام العدالة،

61 لا يوجد غني يقدر ذهبه ان يقف امام وجهه، ما لم يرسل قدامه ذهبه في حياته،[21]

62 لا يوجد فقير ليساعده فقره ما لم يحافظ على فقره من العثرات،

63 اعمال كل واحد تقف في وجه كل واحد ذي صوت خافت وهي تصرخ على افعاله،

64 لا يقدر الاب ان يخلص ابنه ولا الام ابنتها ولا الابناء يقدرون ان يساعدوا آباءهم،

65 [ الاصدقاء] الذين قال ربنا انهم يُكسبون على الارض بالصدقات، هولاء يقدرون ان يساعدوا هناك،[22]

66 لا يوجد وقح يقدر ان ينتصر [ بفضل[23] كلماته، متى ما نظر الى جسده يرى جرائمه فيخاف ويرتجف،

67 تعلم كل واحد بان يذكر السِفر كما لو كان بفمه يعلن وينظم ما نسيه (قدام) العدالة،

68 لا يسمحون له بان يسمع عن افعاله من الغرباء، لكن هو يفضح نفسه امامه وامام كل واحد،

69 قدام العدالة تشبه اجساد البشر المجلات المكتوبة عليها كل الافعال،

70 خارج الحواجز تقوم الاعمال الصالحة والطالحة على اعضاء فاعليها مسجلة بالحروف،

71 ومَن زرع وجد ما هو مُلكه ويفرح به، ومَن لم يزرع يكون محتاجا ولا يعطون له،[24]

72 ومَن يفلح ينال الاجر بوجه مسفر، ومَن لم يعمل صار كسلانا فيلقونه خارجا،[25]

73 ومَن تعب واحتمل ثقل اليوم وحره يطالب من ربه باجره وسيكون له،[26]

74 ومَن اضاف ربوات الاضعاف تعاد اليه، ومَن لم يعط يكون معوزا ولن يكافئوه،[27]

75 مَن اراح بما يملكه سيستريح من قبل النعمة، ومَن اكل وحده ما يملكه لا يشفقون عليه،

76 مَن خسر امواله للفقراء بقلب مسرور تُعاد اليه من قبل العدالة كل اللذات،

 

77 كل مَن تواضع تُعطى له الدالة ومَن صار متعجرفا لا يجد اسفرار [ الوجه،[28]

78 مَن ضغط على ذاته وصار طفلا كما أُمر، سيرفع رأسه ولا يقربونه الى اللوم.[29]

 

الخاتمة

79 وانا الخاطيء الذي استحققت ان ازمر تسبيحك العظيم، أرى حنانك في ملكوتك واشكر اسمك.

 

كمل الميمر الذي قاله مار يعقوب على الآخرة [ والدينونة[30]

 

 

 

 

 

 

[1] – يوئيل 2/1-11

[2] – متى 24/30-31

[3] – حزقيال 1، 10

[4] – صورة رائعة: ندى المراحم الذي يسقي الجثث وتنبت بالقيامة. زكريا 8/12؟ المسيح هو ندى الحياة وينبت الموتى. الفكرة لاهوتية وقد وردت باستمرار في ليتورجية دفن وتجنيز الموتى

[5] – هل تقوم جثث الحيوانات ايضا؟؟

[6] – 2تسالونيقي 5/3

[7] – نص: من اجسادهم، سوني يصوب: باجسادهم

[8] – نص: سيور، رباط، سوني يصوب: ريشه؟. مزمور 103/5

[9] – متى 13/24-30

[10] – متى 13/41، 24/31

[11] – لوقا 17/34-36، متى 24/41

[12] – لوقا 17/34

[13] – متى 18/8-9

[14] – لوقا 16/26

[15] – متى 27/22-23

[16] – نص: تصير، بيجان يصوب: تصير (في الجمع). هل ينوه يعقوب بامكانية حصول المراحم في الدينونة الاخيرة؟؟ رؤيا وجه الملك تعني عدم الموت، ولهذا لا يراه اليهود لئلا تصير عليهم المراحم ويحيوا. موقف السروجي قاس على اليهود

[17] – لوقا 12/8. تلاعب على كلمة “خاصة” حسب يوحنا 1/11، وخاصة بمعنى المُلك

[18] – ماذا يقول يعقوب؟ يظهر بانه يؤمن بوجود مراحم الرب حتى في العالم الجديد!. انه يؤكد بان كل من استحق ان يمثل امام الرب في المحكمة سينال المراحم وينجو من النار!. انظر، ميمره 31 على الآخرة

[19] – لوقا 22/28-30

[20] – 2صموئيل 24 خاصة 24/14

[21] – بواسطة الصدقات للفقراء والمحتاجين. انظر، ميمره 16 على الغني ولعازر

[22] – نص: المراحم، الاصدقاء؟، بيجان يصوب: الاصدقاء. العبارة غامضة. هل تعني ما عناه في ميمره 16 على لعازر والغني؟  في هذه الحالة لا يساعد الاصدقاء هناك. هل تعني ما يعنيه نص لوقا 16/9؟ في هذه الحالة المساعدة ممكنة لانها تصير وتتحقق على الارض

[23] – نص: بدون، بيجان يصوب: بحجة

[24] – غلاطية 6/7

[25] – 2قورنثية 3/18، متى 8/12

[26] – متى 20/12

[27] – متى 13/12

[28] – نص: تنقص كلمة: الوجه، بيجان يضيف: الوجه. متى 23/12، 2قورنثية 3/18

[29] – متى 18/2-5. بلاغة يعقوب استعمل 8 مرات (من) في البيوت 71-78

[30] – نص: تنقص كلمة: الدينونة، من اضافة الناشر