الميمر 24
يا يسوع لتكن كلماتي كلها لمجدك. من الصوم قطفت اثمار الصوم الحلو. اصغوا الي يا محبي حياة اشخاصهم لاستعرض امامكم موضوع الحياة. تزاحمنا كثيرا على الاطعمة الزائدة، لنصم اليوم لئلا يغرق عقلنا في الزبل.
السروجي مرة يقول النفس تامر الجسد ومرة يقول الارادة تامر النفس والجسد، ويصور الجسد والنفس مثل اخوين وشريكين وزوجين. يقول ملفاننا: على الجسد ان يطيع النفس التي تغصب الجسد مثل معلم يدرّس ويغصب التلميذ ليتعلم. ايتها الارادة التي بها تؤمر النفس والجسد، انتِ مسلطة على الخيرات وعلى الشرور، الجسد والنفس يستمعان اليكِ.
الانسان يمكنه بارادته ان يقوم باعمال البرارة على مثال النحلة التي تجمع رويدا رويدا مادة العسل: لو ايقظت الطبيعة فقد جُعلت رفيقة للسماويين وقامت باعمال البرارة، ولو اطلت اناتك عليها لنامت على الطين واحتضنت ترابها. ايها الصائم ايقظ نفسك ببرارة، لانك تعمل البرارة بقدر ما تريد، البرارة سهلة الاكتساب جدا لمن يحبها ويجمعها ويلتقطها من الاعمال الصغيرة على مثال النحلة التي تلتقط من الازهار المادة الحلوة ومنها تصنع العسل.
بعد الصوم يفرح الصائم بالقيامة. في يومه العظيم لما يلزم اسفرار الوجه، كيف تفرح ما لم تحزن مع الصائمين.؟ الصوم، والسهر، والصلوات مع الصدقات تدخل كهدايا امام الختن لما ينبعث.
الصوم عمومي والبيعة تصوم جماعيا وهذا هو الصوم “الكبير”: ليصم الراعي والكهنة والرهبان والمتزوجون والاطفال والشباب والشيوخ والنساء والمتوحدون والبتولات والارامل والفقراء والاغنياء والابرار والخطأة. محبوبة جدا هي البرارة الجماعية، وفيها القوة لتنال كل يوم كل مطاليبها، قطرات المطر واحدة واحدة تشكل قطرات، ومتى ما تجمعت تصير غديرا لا يُعبر، بكثرة الافواه الناطقة تسبحة واحدة، انها تسأل وتنال ولا تُمنع من قبل الديان.
البيعة تصوم لتاكل الختن في نهاية الصوم. حسب تقليد بيعة الرها لم تكن تقام الذبيحة الالهية الا في نهاية الصوم لكي يحتفل الشعب بعيد القيامة ببهجة: بتول النور تحفظ نفسها من الطعام حتى تأكل الختن الشهي في نهاية الصوم.
- المخطوطات: باريس 195 ورقة 76؛ روما 117 ورقة 176؛ لندن 12165 ورقة 65
– يرد في البداية اسم القديس مار يعقوب. الميمر راعوي. لا جدال فيه ولا نقاش. اسلوبه رائع لا يمل القاريء من التامل في معانيه الروحية. هل كان السروجي صارما في شبابه،؟ انه يقول بقساوة التربية لما يتكلم عن غصب التلميذ وقهره وضربه وتاديبه لئلا يتمرد.! هل يفكر السروجي بنفسه بصفته راعي القطيع لما يقول: ليصم الراعي بدل رعيته وبدل نفسه، وبالصلوات ليحمل ثقل كل القطيع، ليسيج الرؤساء ايضا كل الترعات بالصوم، وليحرسوا بعناية القطيع من اللصوص.؟ قد يرقى تاريخ تاليف هذا الميمر الى فترة شيخوخة ملفاننا اي الى حوالي سنة 513-515م.
للقديس مار يعقوب
الميمر 24
ب-[1] على الصوم المقدس الاربعيني
المقدمة
1 من التعليم قطفتُ اثمار الصوم الحلوة، يا رب عدن اقبل قرباني على مائدتك،
2 اعراض التقشف المميزة خطرت على المعرفة، وها انها توزعها على اقربائها، لتنتظم بك،
3 الصوم نهب الفكر بمحبته لتتكلم فيه، يا يسوع لتكن كل كلماتي لمجدك وانا ساجد،
4 طالبني الزمان لاتكلم فيه بعدل، لتكن كلمتي عطرا لذيذا في بيت المغفرة،[2]
5 بك تحرك اللسان على الصوم الذي هو جمال البرارة، ليتقلب بك لتسبيحك،
6 اصغوا الي يا محبي حياة اشخاصهم لاستعرض امامكم الخبر الذي هو كله حياة،
7 تعطلنا كثيرا من الفوائد الروحية، لنسعَ الآن لئلا يدركنا الفقر،
8 نمنا كثيرا واهملنا صنع الخيرات، لنستيقظ الآن ولنفتح الباب للحسنات،
9 /572/ تزاحمنا كثيرا على الاطعمة الزائدة، لنصم اليوم لئلا يغرق عقلنا في الزبل،
10 سايرنا كثيرا الجسد بما يخص الاطعمة، لنطلب الآن حياة النفس حتى نقتنيها،
11 احببنا كثيرا ان نجمع الامور الجسدية، لنتعب قليلا في الامور الروحية لعلنا نجدها،
12 تلذذنا كثيرا بالطعام الذي هو كله زبل، لنتعب الآن قليلا بالصوم لئلا نثقل،[3]
13 هوذا الاطعمة والاغذية قد اصبحت فاسدة، لماذا تُطلب بنشاط وهي غير موجودة،؟
14 كل سعينا اخذه البطن وفسد فيه، انه الشيول التي تُفسد كل الهبات التي تُعطى لها،[4]
15 خلال السنة كلها اعطينا كل تعبنا للجسد، لنعطِ الآن شيئا للنفس لتتعزى به،
16 اطعمة الجسد نتنت وفسدت وصارت زبلا، لنذق الآن الصوم الذي لا يفسد ابدا.
الجسد شريك النفس
17 لو كان الجسد شريكا [ للنفس،[5] لماذا يظلمها ويأخذ كل سعي النشاط:
18 الثوب الدافيء، والخبز الجيد، والخمر اللذيذ، واللحم والدهن والاطعمة الزائدة.؟
الارادة توزع بعدل بين النفس والجسد مثل زوجين
19 /573/ ايتها الارادة الموجودة بين الجسد والنفس، قومي وابيني لنا بانك توزعين بعدل،
20 شريكان يطلبان منك احتياجاتهما، وزعي اذاً باستقامة لو انت عادلة،
21 اعطيتِ كل التعب للجسد في اطعمته، وظلت النفس بدون حصة في التوزيع،
22 اكثرتِ للجسد كل الولائم، وكل اللذات، وكل الاطعمة الفاخرة، وكل المأكولات الرئيسية،
23 والملذات البهيجة، والراحات الدائمة خلال كل السنة، والنفس ساقطة، ولا تُحسب ولو هي زوجة،
24 ايتها الموزعة التي اكثرت للجسد ماذا تفعلين،؟ اعطي للنفس حصتها لتحيا هي ايضا،
25 ظلمتيها خلال السنة كلها وبطلت من الارباح، وقد اصطادكِ الصوم فاعطي للنفس اغذيتها،
26 الآن في هذا الشهر المجرد من الغلات اتعبي مع النفس التي لها عمل لا يفسد،
27 في هذا الوقت الخالي ممن يعصرون ويحصدون، اسندها ايها التعبان بالصوم الذي يثري من يتعب فيه،
28 اليوم يصعب الوقت للقيام بالاعمال الجسدية، لننهض النفس لتعمل الخيرات،
29 اليوم جميع الفلاحين بطالون من العمل، قوموا ايها التائبون واجمعوا غلات البرارة.
النفس والجسد مثل اخوَين
30 /574/ هلمي ايتها الارادة ووزعي وساوي بين الاخوَين واعطي للنفس ما يلزمها كما (اعطيت) للجسد،
31 في الصيف كلاهما سعيا الى الحقل بنشاط، ضعي للنفس حصتها من الغلات لتأخذها،
32 اعطي حصة النفس للمحتاجين وللمتسولين، واطعمي الجياع لتكوني مستقيمة في توزيعك،
33 ليس بجميل ان تكون النفس التي عملت مع شريكها محرومة من الضروريات اللازمة لها،
34 انها تريد ان تكسو العراة، فاتفقي معها وقللي من مصاريف الجسد واتركيها تفعل،
35 تتوق النفس ان نحرم الجسد من اطعمته ومن قوته، لتقيت بصومه جميع المحتاجين.
دعوة الجسد لطاعة النفس
36 ايها الجسد احنِ كتفك واعمل مع النفس التي تريد ان تحفظ الحياة لك ولها،
37 القِ نيرها على عنقك واعمل معها كل الخيرات، فعملها لائق لان كل ما تسعى اليه لا يفسد،
38 لا تريد ان تجمع الغنى لها وحدها، ان [ سعيها عمومي فاترك[6] المجتهدة في الحسنات.
النفس تغصب الجسد مثل المعلم الذي يجبر التلميذ
39 ايتها النفس اغصبي شريكك ليسعى معك، ولا تعطي له الراحة لئلا يغرق في الشهوات،
40 /575/ المعلم يغصب الطفل ليتعلم ما يفيده، ولو انه يحبه فهو لا يغنجه لئلا يتأذى،
41 اضغطي على تلميذك لئلا [ يتمرد[7] من تعليمكِ، وبسقوطه من الاستقامة يُسقطكِ معه،
42 لا تعطي الراحات غير الصالحة للجسد، اسحقيه واخضعيه، لانه بقدر ما يتعب يزداد جمالا،
43 انه لمن المحبة بألاّ تتركيه في الشهوات، اعطيه العمل ليجد الحياة في التمارين،
44 المعلم بدافع حبه يؤدب الطفل ليتعلم، ويجلده ولو انه يحبه لكي يصير حكيما،
45 لو يشفق عليه ويحببه ولا يعلّمه، فانه يعمل عملا بغيضا ولو انه يحبه،
46 الطفل يريد ان يأكل ويشرب ويلعب، ولو اعطاه المعلم رغبته سينتج الاذى،
47 الجسد يريد ان يقتني الراحات مع اللذات، لا تسمحي له ان يحقق شهوته لئلا يهلكَ،
48 اعطيه الصوم [ وافطميه[8] من الاغذية، لان الجوع يفيده ويسعده اكثر من الخبز.
على الجسد ان يطيع النفس معلمته
49 ايها الجسد امِل اذنك الى المعلمة واسمع منها النصائح الصالحة ونفّذها،
50 اذهبْ وراء النفس التي تحب الحسنات، /576/ لو سمعتَها سيتلألأ جمالكَ بين الملائكة،
51 سِرْ معها لانها تحب ان تطير في العلى، واصعد من الطين لانها تريد ان تسكن في السماء،
52 ترابك ثقيل ولو اعطيت يدك للنفس يسهل عليها ان تصعدك من المزبلة الى الملكوت،[9]
53 جنسك هو حمأة، ولو سمعتْك لتأتي معك ستفسد انت وهي في اللتّة النتنة،
54 اشفق على جمال النقية لئلا يفسد، واتعب معها في (صنع) الحسنات لتملك معها،
55 لو تشير اليك لتقوم بالصيام لا تحزن، اقبل وافرح لان الاكليل الذي تجده فيه لعظيم،
56 لو تحرمك من الاطعمة لا تصبح نهما، لانها بتقشفها دعتك الى مائدة الملك،
57 لو تسحقك بالسهر الطويل وبالصلوات، استيقظ واتعب لتكون رفيقا للسماويين،
58 اعطها يدك في كل اعمال البرارة لتجد معها كل الجمال الروحي.
الارادة مسلطة على صنع الخير والشر
59 ايتها الارادة التي بها تؤمر النفس والجسد، انتِ مسلطة على الخيرات وعلى الشرور،
60 الجسد والنفس يستمعان اليكِ بشكليهما، شدديهما انتِ ليعملا الحسنات،
61 قومي ايتها الارادة، ومري مثل ملك يأمر العساكر، /577/ لان الجسد والنفس يسمعانك ولا يعصيانك،
62 لو اردتِ لانتصر الشريكان في مهامهما، ولو اهملتِ لاصبح كل الجسم فاسدا،
63 ارادتك ايها الصائم تدبرك، فاحبب النصر وستجده في كل الفرص،
64 ما دام الزمان يسمح بصنع البرارة اصنع الخيرات لتجدها كالكنوز،
65 من شأنك ان تحب الصوم والتنسك، ولو تريد لاقتنيتَ كل الشراهة،
66 يسهل عليك ان تاكل، ويسهل عليك ان تصوم لو تشاء، رِدْ ايها الصائم [ وهوذا التقشف قد طاب لك.[10]
في الطبيعة توجد الامكانيات لتقبل كل التغييرات
67 الطبيعة سهلة وتمدّ اليد لكل التغييرات، وبقدر ما تغصبها فيها القوة للتقبّل،
68 لو تبررت تقدر ان تصعد حتى الى السماء، ولو اجتهدت يسهل عليها ان تنحدر حتى الى اللجة،
69 بقدر ما تطالبها تقدر ان تعمل الحسنات، ولو ارتخت لنامت ونعست عند الرذائل،
70 لو ايقظتها فقد جُعلت رفيقة للسماويين، ولو اطلت اناتك عليها لنامت على الطين واحتضنت ترابها.[11]
عمل البرارة
71 ايها الصائم ايقظ نفسك ببرارة، لانك تعمل البرارة بقدر ما تريد،
72 /578/ البرارة سهلة جدا لمن يحبها ويجمعها ويلتقطها من الاعمال الصغيرة،
73 يمدّ قليلا من الخبز للجائع ويشبعه، ويسند قليلا من هو محتاج ويعينه،
74 مرة يشفق على الفقير وبه يتبرر، ويشفق على المتسول ولا يحتقره،
75 ويصدف مرارا بانه يزور [ مريضا محتاجا،[12] وبموهبته يزيل شهوته بلا شيء،
76 [ يحفظ نفسه ويتجنب قليلا[13] الاطعمة، واذ لا يخسر يحتقر الخمر ولا يشربه،
77 يسهل عليه ان يحفظ نفسه من [ الأيْمان،[14]ويتمرن بالعادة وبدون تعب يصير صادقا،
78 يفطم فمه من شتائم انداده، ولا يخرج من شفتيه كلام بذيء،
79 يربط محبته في باب بيت اللاهوت، ويطلب كل يوم من الطبيب ليضع الحنان عليه،[15]
80 يخاف كثيرا من المضرات الروحية، ويود ان يستفيد في باطنه وظاهره،
81 لو صادفته خطيئة صغيرة تصير له كالرمح فيهرب منها كانما من عشّ الحيات،[16]
82 ويخطف له كل عون صغير يجده، ولما يقتنيه يفرح به كما لو كان بشيء عظيم،
83 من يحب البرارة يهتم ويحافظ حتى على رمز العين من الاضرار.
البرارة تُكتسب رويدا رويدا على مثال النحلة التي تصنع العسل رويدا رويدا
84 يجمع ويصنع [ البرارة[17] بامور صغيرة الى ان يتكوّن جبل عال اضخم من الارض،
85 النحلة ايضا تجمع قليلا قليلا من النباتات، وتصنع مادة حلوة مليئة عجبا،[18]
86 لا تنزعج من الاشواك، ولا من الزؤان، بل تحمل وتأخذ ما ينفع لحاجتها،
87 وتتعب كل يوم لتضيف كل يوم على ربحها، وتقيت نفسها رويدا رويدا من القطرات،
88 لا تأخذ من [ كنز[19] كبير وتملأ كنزها، انما (تاخذ) بتعب ما ينثر من كل الورود،
89 اليوم قليلا، ويوم آخر اقلّ من القليل، ولما تجمعه يصير كثيرا بفضل نشاطها،
90 البرارة التي تشبه بطعمها شهد العسل يجمعها الانسان[20] قليلا قليلا من الافعال،
91 لو استولى الملل على النحلة تحتقر الاشواك ولا تحط على الزؤان،
92 وتفقد الامل بسبب التعب في مهماتها، /580/ وتذم العسل لانه مبذور على الاكمات،
93 وتطلب الراحة بدل العذاب في الاماكن، لما كانت تجمع تلك الحلاوة التي جمعتها،
94 [ شهد العسل هو شبه البرارة،[21] ومن يهتم كالنحلة يجمعها،
95 لو يحتقر الامور الصغيرة عندما تُصنع: يرذل هذا، ويسخر من ذلك، ويعيب على ذلك،
96 ولو صادفه محتاج يتسول تركه واجتاز، ويمل ممن هو مريض ويمرّ ولا يزوره،
97 ولو حدثت مشكلة يحلف ولا يخاف ويكذب ولا يعتبر قسَمَه خطيئة،
98 ويحلّ صومه لاي سبب كان مدعيا الحكمة، وبسبب اصدقائه يشرب الخمر محبة بهم،
99 وبسذاجته افسد فرائض الصوم، ونام واستراح وهو بدون خطيئة كما يظن،
100 ويهمل الفائدة الصغيرة ولا يخطفها، ومحبته لا تقتنع (بالفائد) العظمى ولا تطلبها،
101 فتتعطل كل البرارة رويدا رويدا، ومَن يهمل واجباته لا يقتنيها،
102 ولم يجتهد كالنحلة التي جهزّت نفسها (بمؤن) صغيرة، وها انها تُمدح بفضل المادة العظيمة (= العسل).
مكافأة الصوم هي الفرح بقيامة يسوع
103 /581/ يقتني الانسان البرارة بالاستمرارية، ومَن يتكاسل تهرب منه ولا يدركها،
104 هوذا ايام للبرارة، اتعب ايها الصائم لتقدر ان تجمع تلك الحلاوة المليئة حياة،
105 [ تشرق] البشارة ويفرح [ الفعلة[22] بتمييزهم، واشراق اليوم العظيم يطلب اسفرار الوجه،
106 اركض في (درب) الصوم مثل نشيط يفتش عن حياته لتصير نديما لما تُظهر القيامة نفسها،
107 صمْ للختن لتفرح معه في وليمته لانه جاء لينصر الصائمين باكاليلهم،
108 في يومه العظيم لما يلزم اسفرار الوجه، كيف تفرح ما لم تحزن مع الصائمين،؟
109 في ذلك العيد الذي يبهج وجه جميع الحزانى، اية فائدة تجدها فيه لانك مبتهج (الآن)،؟
110 لما تُعطى كل الاشياء اللذيذة لجميع الصائمين، ماذا ستأخذ لو انت متنعم منذ اليوم،؟
111 لما تأتي الراحة بنظامها الى مَن تعب، لو لم [ تتعب[23]، كيف تستريح مع الصائمين،؟
112 لو لم يؤلمك ألم الوحيد، فليس لك حصة في فصحه لتسعد [ فيه،[24]
113 اليوم العظيم الآتي ليُنسي (اتعاب) جميع الصائمين، /582/ ماذا سينسيك ما لم يتعبك الصوم،؟
114 لما تعطي البشارة اجر الفرائض، ماذا ستعطيك ما لم تحفظها ببرارة،؟
115 اعط للصوم الاتعاب ومسيرات البرارة حتى تذهب وتجد في نهايته الاكليل العظيم،
116 اكليل الصوم هو انبعاث الوحيد، وما لم تصم فانت غريب ايضا عن الاكليل،
117 الصوم، والسهر، والصلوات مع الصدقات تدخل كهدايا امام الختن لما ينبعث،
118 يذهب الصوم، وتأتي قيامة الوحيد، ماذا ستقدم له ما لم تصم ببرارة،؟
119 في وقت الصوم اجمع لك منه كل الهدايا، ولما يراك الختن في يومه يفرح بلقائك،
120 من صدقاتك اجمع المواد كالنحلة لتجلب معك شهد العسل الى الوليمة،
121 البرارة هي طعم حلو في العيد الكبير، لترافقك والا لن يفرح بك الختن،
122 لما يدخل الصائمون باشكالهم، ويحمل كل واحد سهره وصومه وتنسكه،
123 لما تغلب الصدقات في عيده كالنيرات، ماذا ستجلب لو انت مظلم في اعمالك،؟
124 لما يحيط المستيقظون بقبره ببياضهم، /583/ والتلميذات بعطورهن وبطيوبهن،[25]
125 في الصباح العظيم الذي فيه تستنير وجوه جميع الصائمين، كن الاول الذي يطالب باجره باسفرار الوجه،
126 اركض الى البشارة بسرعة مثل يوحنا، وشاهد القيامة وانت غير محتقر من قبل العدالة،[26]
127 البس [ في القيامة:[27] ثوبا منسوجا من الصدقات لتصير جميلا مثل الملائكة في بياضهم،
128 اتعب وهيّء لك ثيابا مجيدة للعيد الكبير: الصوم النقي والبرارة المليئة جمالا،
129 مَن يسمح لك ان تفرح روحيا في العيد ما لم تتعب جسديا مع الصوم.؟
على الجميع ان يصوموا
130 قم واجتهد في الصلوات، والصدقات، والفرائض التي يطلبها الصوم من الصائمين،
131 ليحفظ كل واحد نفسه من الاذى في رتبته، فالصوم عمومي وليتعب كل واحد بالحسنات،
132 ليصم الراعي بدل رعيته وبدل نفسه، وبالصلوات ليحمل ثقل كل القطيع،
133 ليسيج الرؤساء ايضا كل الترعات بالصوم، وليحرسوا القطيع من اللصوص بعناية،
134 ليسع السلك (الرهباني)[28] في اثر القداسة لانه بدونها لا احد يقدر ان يرى الرب،
135 ليصم الشيخ الذي قصر وصغر كيل سنواته، وليرضِ الرب في بقية عمره،
136 ليصم الطفل لان النصر يليق بالطفولة، وهي معرضة ايضا للسقوط بسهولة،
137 ليصم الشباب لان بأس الشباب قاس، ولو لم يحنه الصوم لنسوا فائدتهم،
138 يا نساء الرجال زركشن اشخاصكن بالصوم، وبالعفاف اجملن لله ولرجالكن،
139 الصوم حسن للبتولات وللمخطوبات، لانه اعطى استير جمالا لتنتصر بالحسنات،[29]
140 الارملة التي دفنت رجلها لتحب الصوم لانه يدنيها من الله ليصير رَجلها،[30]
141 ليصم اليتيم الذي فقد اباه، وهو يتوسل الى ابي الايتام ليسد نقصه،[31]
142 ليصم الفلاح لاجل حقله ولاجل نفسه لتكون النفس والغلة محفوظة من الاضرار،
143 الصوم يعين التاجر السائر في الطريق ليجمع مع تجارته كل الفوائد الروحية،
144 الصوم يفيد الاغنياء ليقتنوا بالصدقات اصدقاء يقبلونهم في مظالهم،[32]
145 يليق الصوم بالفقير الجائع بطنه، لانه بجوعه يصوم اراديا لالهه،
146 /585/ ليصم كثيرا المتوحدون ابناء الملكوت، بهم يليق الخطر والمعركة والغلبة،
147 ليصم الخاطيء لان ذنبه اكبر من طاقته، لعله سيتمكن من ايفاء القليل من صكه،
148 ليصم البار حتى يضيف جمالا الى برارته، لانه كلما صعد توجد درجة اسمى نحو العلى،
149 ليصم التائب لان وقت تضميد المجروحين حان، ولو اهتم ستُشفى خلاله كل جروحه،
150 في هذا الصوم ليصم البتولون والقديسون، لانه فيه صام ابن البتول لاجلنا،[33]
151 ليصم المتزوجون وليكسبوا بعضهم بعضا بالصـدقات، وليحترموا سرير الزيجة ولو هو طاهر جدا،[34]
152 لو صام الزاني ايضا فانه لا يخسر، لانه بالصوم يكبح الشهوة وينجو منها،
153 لو صامت الزانية ايضا لما خسرت لان الصوم قادر ان يخمد وقاحة العاهرات،
154 ليحترم كل واحد الصومَ المليء فوائد حسب نظامه: كل الطغمات باشكالها ودرجاتها.
الصوم الجماعي يشبه قطرات المطر التي تشكل الغدير
155 محبوبة جدا هي البرارة الجماعية، وفيها القوة لتنال كل يوم كل مطاليبها،
156 قطرات المطر واحدة واحدة تشكل القطرات، ومتى ما تجمعت تصير غديرا لا يُعبر،
157 /586/ من القطرات الكثيرة (ينتج) جرف عظيم، وبصلوات كل الشعب (يتكون) صوم لائق،
158 عروس [ النور[35] تطلب المراحم بواسطة جميع اولادها، لتكثر الصلاة من كل الافواه، وها قد سُمعت،
159 اعني قطرات قطرات من الضباب، ويصير غدير لا يُعبر بسبب كبره،
160 بكثرة الافواه الناطقة (تحصل) تسبحة واحدة، انها تسأل وتنال ولا تُمنع من قبل الديان،
161 تصنع الصوم في جميع الصائمين وبكل المراتب، وتدعو ربها كثيرا بكل الافواه،
162 تجمع صوم كل واحد وتجعله صوما كبيرا يشبه النهر الذي تجمّع من القطرات.
البيعة تصوم
163 هلموا ايها الصائمون واجمعوا واخلطوا تمييزكم ليصير صوما كبيرا في جمع بنت النيرات،
164 جمال العروس هو صوم الكثيرين البهي، وزينتها وسهرها وصلواتها هي كالحلى.
البيعة تاكل الختن في نهاية الصوم
165 بتول النور تحفظ نفسها من الطعام حتى تأكل الختن الشهي في نهاية الصوم،[36]
166 بنت النور تحتقر وترذل كل الاطعمة و لا تستريح الا اذا اكلته،
167 ولهذا بنت الملذات تصوم وتفطم نفسها، /587/ ولما تاكله تصير مصانة من الشراهة،
168 اثناء الصوم تشتهي العروس ان تاكل الختن، وها انها تدعو الشعوب والعوالم لتطعمهم،
169 تصوم لاجل محبته، ولانها تشتهي ان تاكل منه فقد نست الخبز بشهوة الختن الذي تتوق اليه،
170 اين وجدتم عروسا تأكل الختن، او بتولا تضع خطيبها على المائدة،؟
171 اشتهت واحبت وصامت وجاعت واقتربت واكلت وتنعمت وسمنت ودخلت وورثت كنز الآب،[37]
172 خلال الصوم رأته يتعارك مع الركن، وصامت معه، وبما انه صار ذبيحة فقد كسرته لبنيها،[38]
173 اشتهته في القفر لانه كان يحارب عوضها، وها انها [ تتوسل[39] لتأكل وتشبع من الجميل،
174 الصوم لذيذ للبيعة خطيبة الوحيد، وفي نهايته ترى الختن بمجد عظيم،[40]
175 يا ابن الله، هوذا الصائمون ينتظرون عيدك لتجلب امانك من كنزك للجهات الاربع.
الخاتمة
176 اقبـل صومنا، واصنع امانك لاراضينا، المجد للمراحم التي ارسلتك الى الارض لتطمئن بك.
كمل الميمر الثاني على الصوم
[1] – ب: د بَ د: بـــ (الثاني؟)
[2] – ملفاننا يقول طالبه الزمان بان يلقي ميمره في فترة الصوم
[3] – بلاغة يعقوب استعمل 6 مرات (كثيرا) في البيوت: 7-12
[4] – ملفاننا يحب حياة “التقشف” ويستسمج الاطعمة ويقول: الطعام زبل والبطن هو الشيول حيث يفسد الطعام!
[5] – ر: النفس
[6] – ل: تعبها اتركها
[7] – نثمراذ (كذا)، ل: نمذار، بيجان يصوب: نثماراذ
[8] – وحسول (كذا)، بيجان يصوب: وحسولي
[9] – مزمور 113/8
[10] – ر: وها قد طاب لك التقشف
[11] – تكوين 3/19، مزمور 44/25
[12] – ر: المحتاج المريض
[13] – ر: قليلا يتجنب
[14] – ر: عثرات. متى 5/34
[15] – يذكر يعقوب تقليد وضع او شرب (حننا حنونو) الحنان كالدواء على الجرح؟ هنا الحنان لا يعني بالضرورة التراب انما يعني الشفقة
[16] – اشعيا 11/8؟. ملفاننا يعلم بان خطيئة واحدة تعتم النفس على مثال الغمامة الواحدة التي تغطي الشمس
[17] – ل: الباقة الكبيرة
[18] – يسمي يعقوب النحلة: ديبورةا ديبورتو، يكتب ديبوريةا ديبوريثو في ميمره 142 على التسبيح على المائدة
[19] – ل: هري
[20] – نقص في المخطوطتين: ب، ر
[21] – ل: برارة.. شهد العسل
[22] – ر: الحياة. ر: العوالم
[23] – ب: لُاإ آت، نص: لُايت
[24] – ر: فيها. خروج 12، متى 26/1-2، 17-19، 26-29
[25] – لوقا 23/56، 24/1-2، يوحنا 20/12
[26] – يوحنا 20/4
[27] – نص القيامة. يذكر يعقوب لبس البياض في عيد القيامة بالنسبة للمعتمذين الذين يصيرون مثل الملائكة. ينوه السروجي عن الرتبة التي تسمى اسبوع البياض (حوإا حيووري) في الليتورجية السريانية، فيها كان ينال “مةةإةينا. شموّعا الموعوظون، المستمعون” العماذ ويلبسون الثياب البيضاء. لوقا 23/56، 24/1-2
[28] – يعترف بامكانية رؤيا الرب بالقداسة. في اغلب نصوصه ينكر رؤيا الله من قبل اية خليقة كانت. عربنا “قيما قيومو” بالسلك (الرهباني). يسمي الراهبات بنات العهد (برة قيما. بنة قيما باث قيومو بنوث قيومو). يفكر يعقوب بالرهبان، ويسمي الراهبة بنت العهد. انظر، ميمره 191 على بنت العهد العفيفة والبتول التي تخرج من هذا العالم
[29] – استير 2/7، 4/16، 17 ك، 7/1-10
[30] – يعقوب يكرر مقولته: الله يصير رجل الارملة. انظر، ميمره 116 على اليشع
[31] – مزمور 68/5
[32] – لوقا 16/9
[33] – متى 4/1-11. بالقديسين يعني هنا المتزوجين او مرتبة ما بين البتولين وبين المتزوجين؟ 1قورنثية 7/5-17
[34] – عبرانيون 13/4
[35] – ر: الملك
[36] – يذكر يعقوب بان البيعة لم تكن تقدس خلال الصوم حتى تأكل “الختن” في نهاية الصوم اي في عيد القيامة
[37] – بلاغة يعقوب استعمل 10 افعال وراء بعضها بعضا بدون واو العطف
[38] – متى 4/1-11
[39] – ل: تجوع. احدى صفات المسيح: الجميل، الحسن. يعقوب 2/7؟
[40] – متى 25/31