الميمر 207 ضد اليهود

الميمر 207

 

– يرد في البداية: ميمر مار يعقوب ضد اليهود. السروجي يعتبر لسانه قلما في يدي الرب وبه يكتب ميامره لتعليم الشعوب خاصة الشعب اليهودي. يفند نظريات اليهود حول مجيء مسيح آخر مستندا الى نصوص الكتاب المقدس. يحرض ملفاننا مستمعه على الايمان بالثالوث مقدما له البراهين السريانية الكلاسيكية: الشمس، والنار.

        الّف السروجي ونظم مجموعة الميامر السبعة وكتبها ضد اليهود مجادلا معهم بقوة وبقناعة المدافع عن دينه، مستندا الى الكتاب المقدس والى الطبيعة والى البراهين اللاهوتية الرائجة في عصره. اغلب الافكار الواردة في هذه المجموعة تجدها في بقية ميامره. اسلوب هذه الميامر بديع بالرغم من تفوه ملفاننا بكلمات قاسية واحيانا “نابية” موجهة ضد اليهود الذين كانوا يضايقونه شخصيا. نجده يدعوهم الى اعتناق المسيحية ويوقظهم ليتخلوا عن فكرة “وجود ومجيء مسيح آخر” التي عفا عليها الزمن ناقضا نظريتهم بنصوص كتابية. يرقى تاريخ تاليف هذه الميامر الى نهاية القرن الخامس او بداية القرن السادس أي الى حوالي سنة 494م وسنة 506م، استنادا الى ما جاء في الميمرين الرابع والخامس المرقمين حسب ترجمتنا: 210-211. وردت في هذين الميمرين عبارة: منذ 500 سنة تعلقت البرية بالمسيح. لقد تجسد المسيح قبل 500 سنة. لو حسبنا 500 سنة منذ ولادة المسيح لاعتبرناها الفترة التي تفصل بين ولادة المسيح وعصر ملفاننا المولود حوالي سنة 451م والمتوفي سنة 521م. قد يتاخر تاريخ نظم الميمر السابع الى حوالي سنة 510-515م.

 

– المخطوطات: ل 17161، ل 14608، دمشق 12/14، ر 117، مر 137، مر 167

– الدراسات: دراسة السيدة ميشلين البيرت جيدة جدا، لكن ترجمتها السريانية الى الفرنسية غير موفقة في عدة امكنة.

Jacques de Saroug, Homélies contre les juifs, édition critique du texte syriaque inédit, traduction française, introduction et notes, in PO, tom. 38, fasc. I, n. 174, Brepols 1976-1977, édit. M. Albert. pp. 44-66

 

 

ميمر مار يعقوب ضد اليهود

 

يعقوب يتكلم

1 ايها المعلم الماهر كن لي معلما مليئا حِكَما وانا (اكون) تلميذا مليئا ذكاء لكلمتك،

2 ليكن لك فمي موضعا طاهرا واستقامة، وتكلم انت في الحق الظاهر بصوت عال،

3 لساني هو قلمك،[1] وانا اكتب به الحقائق ليتعلم الشعوب والعوالم سِفرك بجلاء.

 

جدال مع اليهودي

4 صادفني جدال مع اليهودي وها انه يقلقني، يا رب موسى اعط الغلبة لمن يستحقها،

5 ختان الشعب تخاصم مع غرلة الشعوب، يا رب ابرام ليحاكموا بواسطتك لاجلك،[2]

6 ربنا اعطني استقامة القلب والبساطة والكلمة المتسامية على الخصومات والانقسامات،

7 تكلم انت فيّ وبواسطتك ولاجلك اتكلم انا ضد الشعب الذي يناهضني بسببك،

8 الليل يتخاصم مع النهار الساكن فيّ، يا شمس الشعوب بك اطرد كل الظلال،[3]

9 الشعب يدعي بانه علق الانسان على الخشب، هلمي ايتها العدالة وافحمي الاعور الذي ظلمك كثيرا،

10 انه يكفر، ويضيف ايضا (قائلا): انه لا يوجد ابن لله، لنستفسر الآن (لنرى) عند من ظَل الكذب،؟

11 يلزم اذاً ان تاتي مدارج النبؤة ونقرأ فيها، وهي ستبين لنا الابن الحقيقي،

12 لنفتش في عهدَي الآب، فلو وجدنا الوارث هناك، فان اليهودي الذي لا يسجد له هو محتقر،[4]

13لنتعلم الحقيقة من ايحاءات الله، /46/ ولو وجد ابن لله، سيخجل اليهود،

14 ليأت المعلمون وليكشفوا اسفار النبؤة، ومن هو ماهر ليقرأ وليصرخ وليفسر لنا،

15 ان الشعب اصم، فارفع صوتك ايها القاريء ووشوش في اذنيه ليسمع بان لله ابنا،

16 هلم يا موسى الذي رأى الابن في حضن ابيه وتوسل معنا الى شعبك بخصوص ربك.

 

 

آدم-الصورة هو صورة للمسيح-آدم الجديد

17 لمن قال الآب لنصنع الانسان على صورتنا،؟ ومن يشبه آدم الذي صار،؟ فها اننا قد عرفنا،[5]

18 المسيح هو آدم الثاني الذي صار منا، وذاك الاول المصور على صورته يشبهه،

19 نظر الله الى ما سيحدث لابنه: باي شبه سيخرج الى العالم لما يخلصه،

20 ولما جبل آدم جبله بنفس الشبه، لما اخذ الرب شبه العبد عندما خلصه،[6]

21 قبل ان ياتي علّم العالم كيف سياتي لئلا ينظروا اليه مثل الغريب لما يرونه،

22 ولما برى عرف ورسم آل آدم بشبه صورة ابنه،

23 ولهذا قال: لنصع الانسان على صورتنا لان الرب صنع آدم على صورة الابن.

 

آدم يشبه الآب روحيا ويشبه الابن جسديا

24 آدم يشبه الآب روحيا بالعقل، ويشبه الابن جسميا بجسده،

25 يوجد شبه الآب وصورة الابن في آدم، ولهذا قال: على صورتنا وايضا على شبهنا،

26 المسيح الذي جاء ليصير آدم بنعمته يشبه آدم كما شُبّه آدم به،

27 هو اعطاه شبهه اولا لما جبله ثم عاد واخذه من البطن لما خلصه،

28 والا نقول: اية صورة توجد لله،؟ واي شبه يوجد في المسيح وهو غير المنظور،؟

29 /48/ كان الآب قد نظر الى تجسد وحيده وبرى آدم على شبه جسده،

30 ها انه منذ ذلك الحين قد نظر الى صليب وحيده وصور في آدم كل صورة الصلب.

 

نوم آدم رمز لموت المسيح

31 نومه ايضا واخذُه ضلعا منه يعني ما حدث لابن الله على الجلجلة،[7]

32 مات على الصليب وموته هو نوم آدم، ولهذا ارقد الرب آدم لما براه.

 

حواء صورة للمعموذية-الام الثانية

33 جرت من جنبه الام الثانية-المعموذية، وهذا السر قد صور بواسطة حواء لما بريت.[8]

 

الرجل ينجب المرأة بدون زواج دليل على بتولية مريم

34 ويشهد انجاب الرجل للمرأة بدون زواج على بتولية مريم كم انها حقيقية،

35 ولد الرجل والكلمة تفوق السمع، وهذا يشبه البتول التي ولدت لمن يتطلع اليها،

36 ولعل انجاب الرجل يصعب، غير ان انجاب المرأة في بتوليتها اكثر صعوبة،

37 كلتا (الولادتين) متساويتان هذه وتلك: البتول والرجل انجبا بعجب بدون نكاح.[9]

 

الطبيعة لا تعصي امر الرب

38 الطبيعة لا تعصي على ربها لما يامرها ولا تصنع كما هي مكونة وحسب لما يرمز اليها،[10]

39 امر الرجل وانجب حواء بعجب عظيم ، امر البتول واعطت ثمرة بدون زواج.

 

اليهودي يصدق ولادة آدم للمرأة ولا يصدق ولادة البتول-مريم

40 اليهودي يكذب الواحدة ويصدق الواحدة لانه غير صادق،

41 ايها اليهودي لو استصعبت انجاب البتول فلا تصدق ايضا لما تسمع بانجاب الرجل،

42 انظر الى الصورة التي رسمت بآل آدم وهلم وانظر هنا فالصورة هي واحدة بالنسبة لمن يتامل،

43 قال موسى انجب الرجل امرأة لكي لا تتشكك لما تسمع بان البتول قد ولدت،

44 صور الله آل آدم بواسطة وحيده لتقوم صورة ابنه على براياه.

 

الثالوث الاقدس

45 /50/ بالابن الذي هو منه وهو الكلمة من الجوهر اقام العوالم لتصير شيئا من لا شيء،[11]

46 يشهد داؤد: بكلمة الرب صنعت السماء وبروح فمه القوات الخفية التي في العلى،[12]

47 الله واحد وله الكلمة وله الروح، الرب هو واحد وكلمته وروحه هما معه،

48 اقانيم ثلاثة، اله واحد لا يحدد، ثالوث واحد، ربوبية واحدة لا تؤمر.

 

 

دعوة اليهودي الى الاعتراف بالثالوث

49 هلم ايها اليهودي الذي يعترف بالآب ويكفر بالابن ويظلم الروح تعال وشاهد الحقيقة بين القراءات،

50 لم اقل ولن اقول ثلاثة آلهة، غير انني اعترفت بان للآب الكلمة والروح.

 

الشمس والنور والحرارة: برهان على الثالوث

51 الشمس واحدة ولها النور، والحرارة، ولا احد يسمي ثلاثتها ثلاث شموس،

52 الشمس هي شمس، والنور هو نور، والغليان هو غليان: وثلاثتها هي شمس واحدة لا (شموس) كثيرة،

53 هكذا الآب والابن والروح (هم) اله واحد وليس آلهة كما ظن الشعب الجاهل،

54 يريد ان يقول ليس لله الكلمة ولا الروح، لكن الرب هو واحد فقط،

55 انا ايضا لم اقل ابدا “اربابا” لكن (قلت) الرب وكلمته وروحه الذين هم واحد،

56 يريد ان يفتري بجسارة على الشمس (قائلا): لا يوجد لها النور ولا الغليان،

57 ايها اليهودي لو نزلت الشمس الى الارض بنورها وسارت عليها بينما كرتها هي حالة في العلى،

58 بحرارتها تنضج الاثمار والزهور لكي تصور ثلاثيا صورة لتلك العظمة،

59 انها تلد الشعاع وترسله ليتفقد الارض، وذاك الشعاع المولود منها هو شمس معها،

60 /52/ لا توجد شمس اخرى خارجا عنها لكنها ايضا شمس معها ولاجلها،

61 وابن الله الذي هو شمس البرارة فهو الاله لاجل الآب ومع الآب،[13]

62 انه صورة مجده والضياء المولود من جوهره وبه يصنع الكل كما تنير الشمس بشعاعها.[14]

 

النار والنور والحرارة: برهان على الثالوث

63 النار ايضا لها النور والحرارة والنار هي واحدة وتقوم كلها ثلاثيا،

64 الطبائع تصور ثلاثة اقانيم اللاهوت ، الكتب تشهد بانه يوجد الابن والروح مع الآب،

65 يا ابن الشعب اسمع إما الطبيعة وإما الكتاب واعط لله الكلمة والروح الموجودين له،

66 ما قيل لاجل آدم نصنع الانسان على صورتنا وهو سر عظيم يبرهن على الاقانيم،[15]

67 واذ صار آدم مثل واحد منا يعني ويشهد علنا بان للاهوت اقانيم،[16]

 

68 وفي بابل عرّف بان له ابنا معه بقوله: لننزل ونوزع السنتهم،[17]

69 ولما طرد البابلي من المملكة دعاه وقال له: يقولون لك يا نبوخذنصر،[18]

70 كان يرمز الى الثالوث بهذه الاصوات ثلاثة اقانيم اله واحد لا يتجزأ،

71 ليكن السواريف شهودا بصوت تقاديسهم وهم يبينون كانما بالاصبع بان الثالوث موجود،[19]

72 لقد شاهدوا اقانيم اللاهوت بعقل اللهيب العظيم وصفّوا الاقداس سريا،

73 صرخ الناريون: قدوس قدوس قدوس الرب لكي يبرهونوا جليا على وجود الثالوث،

74 اعطوا للاقانيم اصواتا تدل على الخفايا ليشهدوا على وجود الآب والابن والروح،

75 /54/ عرفوا الاقانيم لكنهم لم يسموا آلهة لانهم لم يسموا هناك اربابا بل “ربا”،

76 الآب قدوس وقدوس الابن قدوس الروح وثلاثتهم رب واحد وليس كثيرون،

77 واذ يوجد الثالوث يوجد ثلاثة تقاديس،الرب واحد وليس ثلاثة ارباب،

78 ايها العبراني لو كنت تلميذ الانبياء فاقرأ وستتعلم بان الابن تكلم في كتبهم،

79 انه مكتوب في النبي: ارسل كلمته وشفاهم ، انه هذا الابن الذي كان قد ارسل ليشفينا،[20] 

80 بخصوصه توسل موسى على الجبل الى الآب اطلب يا ربي: ان ترسل بواسطة من ترسل،[21]

81 كان قد راى الابن بانه قد توجه لياتي الى الارض وكان يتوسل الى الآب ليكن هذا لاجل ذلك،

82 واذ كان موسى قد تجاسر ليامر وهذا لم يكن عائدا اليه كان قد تصاعد غضب الرب عليه وحرمه من الوحي،

83 كان الانبياء يعرفون سر النبؤة وكانوا يصفونه من موضع الى آخر،

84 قال اشعيا: ان الرب وروحه ارسلني لاكرز، استفسر ايها اليهودي ما هو الرب وما هو روحه،؟[22]

85 لو لم يوجد اقنوم الروح كما سمعتم لما كا يقول بنوع خاص الرب وروحه،

86 وبما انه له ابن وله كلمة وارسله ليشفي فقد قيل حسنا انه ارسل كلمته وشفاهم،

87 واذ يوجد الروح القدس فها قد اعلن: ارسلني الرب وروحه عليكم للتبشير،

88 هوذا الآب والابن والروح معروف في الانبياء ولا يفهم الشعب لانه لا يريد ان يتعلم.[23]

 

 

موسى تكلم عن المسيح

89 يقيم الرب من اخوتكم نبيا مثلي، مَن هو هذا الا المسيح الابن الحقيقي،؟[24]

90 /56/ اي نبي يشبه موسى ما عدا ربنا لان موسى رسمه في كل درب سيرته،؟

91 اخذ موسى امّا مستعارة وجعلها امّه كما اخذ المسيح امّا بنت الفقراء،[25]

92 لما كان موسى مولودا وكاملا في ولادته اقتنى امّا وصور مريم امّ الابن،

93 لم يكن يحتاج الى آلامها موسى ولا ربنا لانهما كانا مولودين وكاملين،

94 لما ارسلا للخلاص اخذ كل واحد منهما والدتين من الموضع الذي ارسل اليه،

95 المصرية صارت امّا لموسى بينما هو عبراني ولما ارسل مشى مثل المصريين في البلد،

96 بنت الانسان صارت امّا لربنا وهو الاله وخرج الى البرية مثل الانسان لما خلصها،

97 كان موسى يحمل عصا الاسرار في كل طريقه لكي يصور بها صليب الابن بالنسبة للناظر اليها،

98 بها كان يشق الحيات التي حاربته، وبها كان يخزي السحر لما صادفه،[26]

99 بها شق البحر، وثلم الصخرة، وانزل المنّ، واصعد السلوى، وحلى المياه التي كانت مرة،[27]

100 صور صليب ابن الله صورة جلية ولهذا كان يسميه نبيا مثلي.

 

يعقوب-اسرائيل تكلم عن المسيح

101 يعقوب كان قد رآه في بيت ايل على السلم ودهن حجرا وصنع صورة للمسحة،[28]

102 صور عظيمَ الرعاة بالقطيع الذي رعاه وبالخطيبتين اللتين حافظ عليهما من العثرات،[29] 

103 صوره بالعصيات التي ثبتها في المناهل ازاء الغنم الذي حبل بواسطة الماء وولد كما لو كان بالسر،[30]

104 كان يعقوب قد صور الشعوب المختلطة بالالوان المتفرقة الذين ولدتهم المعموذية لابن الله،[31]

105 /58/ ايها اليهودي الذي قرأ الكتب انظر الى الكتب وستجد الابن هناك بين القراءات،

106 موسى ويعقوب حارسا خدر اللاهوت صورا الابن الحقيقي في كتبهما،

 

107 اقرأ في بركات ذلك الذي تعارك مع الملاك ومنها تتعرف بالحقيقة على ابن ربك،[32]

108 لماذا كان يسمى يهوذا شبل الاسد الا لكون المخلص العظيم قد اشرق منه،؟[33]

109 قال انه لن يخلو منه نبي وملك الى ان ياتي مَن الرئاسة هي مُلكه،[34]

110 اتى المسيح وغاب الملك والرائي عن ذلك السبط الذي كانت تجري فيه الرئاسة،

111 وعلم العالم بان المُلك هو خاصته والنبؤة والرئاسة والامر،

112 فتش في يهوذا فيما لو وجد في سبطه ملك او راء، انه يصنع حسنا لكونه ينتظر ان ياتي الملك،

113 ولو فرغ المُلك وايضا النبؤة من ذلك السبط فسوف لن ياتي ايضا ملك آخر،

114 لقد اتضح بانه هو الذي اتى وصلبه الشعب ولما كانت الرئاسة مُلكه فقد اخذها منهم،

115 يعقوب الشيخ لما مات اعطى آيات، ولكون الشعب اعمى فهو لا ينظر اليها،

116 صبغ بالخمر لباسه وبدم العنب رداءه، جسده (مصبوغ) بدمه والشعب اعمى ولا يفهم،[35]

117 لما اتى ربط عفوه في الجفنة وابن اتانه في الغصن ولا يصدقونه بانه الملك.[36]

 

زكريا تكلم عن المسيح

118 كان قد صرخ زكريا: سياتي الملك وهو راكب عفوا ولما اتى لم تفتح له بنت العبرانيين،[37]

119 ايها اليهودي عاتب النبي لماذا كرز،؟ واذ كرز حسنا اقبل كلماته كما تنبأ،

120 /60/ فإما صدق النبؤة واقبل الملك وإما صِر غريبا عن اختلاط النبؤة،

121 علمك يعقوب بان له عفوا ابن اتان، وصرخ النبي بان الملك سياتي راكبا عفوا،

122 واتى المسيح راكبا عفوا كما تنبأوا، وانت رذلت الانبياء والمسيح ايضا،

123 لو وجد اليوم في الشعب ملك او رؤى النبؤة، ليقولا ليات الملك،

124 ولو خلا النبي والملك من اسباطهم، لماذا ينتظرون ان ياتي لانه ليس موجودا كما يظنون،؟

125 ايها العبراني يا ناكر اسرار النبؤة في اي نظام سياتي المسيح حسب قولك،؟

126 هل تصدق بانه راكب عفوا ابن اتان كما رسم زكريا ويعقوب في كتبهما،؟

127 لو تصدق الانبياء والآباء: تعلم منهم بان المسيح قد اتى ولم تقبله.[38]

 

ميخا تكلم عن المسيح

128 انه مكتوب في النبي بان الملك سيخرج من افراتا، وقد اشرق المخلص كما هو مكتوب وانت لا تصدق.[39]

 

داؤد تكلم عن المسيح

129 كان قد صور داؤد صورة عظمى للصلب في سفر المزامير، لماذا لا تفهم،؟

130 لقد سبق وابان بان يديه ورجليه ستثقب ويعطون له ان يشرب الخل ابان عطشه،[40]

131 ويخلطون المرارة في طعامه على الجلجلة، ويقسمون ثيابه هناك بين الاثمة،[41]

132 وقد وضع في كتابه: اقترعوا قرعة على لباسه وكل ما صار رتله بالروح قبل ان يصير،[42]

133 جلدات ظهره، وثقب يديه، وتقسيم ثيابه ورتل الرائي بانه اضيف وجع الى وجعه،[43]

134 كان قد اصغى وسمع بانه صرخ: ايل ايل على الجلجلة فسبق وكتبها لتعتلن لما تسمع،[44]

135 /62/ الاصوات والكلمات والافعال التي حدثت في الصلب وصفها داؤد مثل الصادق،

136 وتحققت كل كلمات النبؤة واشرقت وظهرت كل الاسرار التي كانت خفية،

137 وابان المسيح نفسه في العالم كالنهار ولا يسير فيه ابناء العبرانيين لكي ينيرهم.

 

اشعيا تكلم عن المسيح

138 صرخ اشعيا: ان البتول ستلد بدون زواج، وظلم الشعب البتول واشعيا ايضا،[45]

139 لماذا ينتظر مسيحا آخر بينما ليس موجودا،؟ وباي نظام يتوقعون ان يجيء ما لم يكن موجودا،؟

140 يقولون ستلد بتول اخرى، لننظر اذاً في كتبهم فيما لو وجدت امكانية لتلد اثنتان،

141 لو تلد واحدة فقط فها انها قد ولدت، والا ليبرهنوا اين توجد اثنتان في الكتاب،؟

142 ربنا الذي اتى تمسك بحد النبؤة ولم يعط آية بمجيء آخر لانه غير موجود،

143 ربنا اخذ بتولا واحدة وجعلها امه، ولن يعطوا لذلك الذي سياتي بتولا اخرى،

 

144 ابن الله صور وختم النبؤة، واشعيا ايضا كان يتنبأ ويصور (؟) الشهادة،[46]

145 ربنا مشى واتى في طريق النبؤة، ولا تقبل مسيحا آخر ليسير عليها،

146 لا يوجد منزل ليحل مسيح آخر على الارض لان ابن الله شغلها لما اتى اليها،

147 البتول اخذت وولدها معروف في كل المسكونة ولا توجد بتول لذلك الذي سياتي ليوصف بها،

148 ولا توجد له بيت لحم-الموضع ليحل هناك لانه مشغول من قبل ذلك الاول الذي هو الحقيقي،

149 ولو سياتي فانه لن يقدر ان يدخل الى الناصرة لانها تقبل ناصريا واحدا وليس الكثيرين،[47]

150 /64/ جذر واحد ينمو من بيت يسى، لا يسهل ان يسموا جذورا ولا ناصريين،[48]

151 يسوع الذي اتى قاد العفو ابن اتان، والنبؤة عرفت واحدا راكبا عفوا،

152 انبياء الآب لا يقبلون من سياتي لانه قد اتى واحد هو ذاك الذي وصف في كتبهم،

153 من يجرؤ ان ياتي بعده سوف لن يقبل لانه لا يوجد له موضع ولا محل في ايحاءاتهم،

154 لقد تهيأ تسبيح واحد في فم الاطفال ولن يعطوه لاحد آخر سواه،[49]

155 لا يوجد نبي ولا ايحاءات بين الرائين لذلك الذي يتوقعه وينتظره بنو العبرانيين،

156 هذا هو الذي اتى وعنه تكلم الانبياء ولا يوجد خبر آخر في ايحاءاتهم،

157 وكيف سياتي،؟ ومتى سياتي،؟ ولماذا سياتي،؟ انه ليس موجودا لياتي وها انهم ينتظرونه بينما ليس موجودا،

158 ايها اليهودي قل لي الآن ماذا تفكر عمن سياتي فيما لو اتى كما تقول،؟

159 هل تهيء له الصليب والمسامير والرمح والخل،؟ او هل ستستقبله بسلام بدون ضربات،؟

160 لو لم يتعذب فانه ليس المسيح فلا تنتظره، ولو يتعذب فهو الذي تعذب من قبل الصالبين،

161 تود ان تضربه لما تراه كما تقول، وإما (تريد) ان تكذّب كل حلقة النبؤة،

162 لو لم ير زكريا الضربات في يديه لما ساله لماذا تبرز من بين يديك،؟[50]

163 لو لم يتعذب فليس راعي البشر، والقول: ضرب الراعي لا يخصه،[51]

164 لقد تعذب المسيح سوف لن يسائلوا آخر، وسوف لن يضربوه لانه ليس راعي الناس،

165 /66/ ها قد نجز كل ما كتب عن ربنا الذي اتى، لماذا تمهد طريقا اخرى غير معروفة،؟

166 ايها العبراني كيف تبني بدون اساس، وتحاول ان تكرز “بالمسيح” بدون الانبياء،؟

 

167 مَن يعرفه،؟ ومَن تنبأ على مجيئه،؟ ومَن احس به،؟ وفي اي كتاب هو مرسوم تجليه،؟

168 ليس موجودا في كتابات موسى لو نظرت اليها، لانه يصور في كل دربه صورة لربنا الذي اتى،

169 واشعيا تكلم كثيرا عنه لانه راى مجده ومهد الدرب امام قدومه،

170 زمر اشعيا: ان البتول ستحبل بدون زواج، والقى الرعب في كل فوج البتولات،[52]

171 واذ كان يقال مَن هي؟ مَن هي،؟ اشرق من مريم وبطلت الضجات والاقوال المضطربة والاسئلة،

172 وعرف جميع الشعوب والملوك والبلدان بان بتولا واحدة ولدت في اليهودية الها واحدا،

173 ولو قال احد ان لها رفيقة لا يُقبل ولو ينتظر مسيحا آخر سيحتقره الكل.

 

الخاتمة

174 الشعب يفتري على الشمس (قائلا): ليست نيرة، مبارك من فضح باشراقه ظلام الوثنية.[53]

 

كمل (الميمر) الاول ضد اليهود

 

 

 

 

 

 

[1] – مزمور 45/2. انظر، ميمره 198. وردت عبارة مماثلة لدى مار افرام

[2] – افسس 2/11

[3] – يوحنا 8/12، 17/23، ملاخي 4/2

[4] – مزمور 2/8

[5] – تكوين 1/26، رومية 5/12-20

[6] – فيليبي 2/7

[7] – تكوين 2/21، يوحنا 19/34

[8] – تكوين 2/22

[9] – انظر، ميمره 196

[10] – انظر، ميمره 71

[11] – يوحنا 1/3

[12] – مزمور 33/6

[13] – ملاخي 4/2

[14] – عبرانيون 1/3

[15] – تكوين 1/26

[16] – تكوين 3/22

[17] – تكوين 11/7

[18] – دانيال 4/31

[19] – اشعيا 6/3

[20] – مزمور 107/20

[21] – خروج 4/13

[22] – اشعيا 48/6

[23] – بخصوص البراهين على الثالوث. انظر، ميمره 206

[24] – تثنية 18/15. انظر، ميامره على موسى 3، 4، 49، 71، 79، 110، 158

[25] – خروج 2/10

[26] – خروج 7/12

[27] – خروج 14/16، 17/6، 16/3، 15/25

[28] – تكوين 28/13، 28/18

[29] – تكوين 30/31

[30] – تكوين 30/31

[31] – تكوين 30/39

[32] – تكوين 32/25

[33] – تكوين 49/9

[34] – تكوين 49/10

[35] – تكوين 49/11

[36] – تكوين 49/11

[37] – زكريا 9/9

[38] – يوحنا 1/10

[39] – ميخا 5/1

[40] –  مزمور 22/17، 69/22

[41] – مزمور 22/19

[42] – مزمور 22/19

[43] – اشعيا 50/6

[44] – مزمور 22/2

[45] – اشعيا 7/14

[46] – اشعيا 8/16

[47] – متى 2/23

[48] – اشعيا 11/1

[49] – مزمور 8/3

[50] – زكريا 13/6

[51] – زكريا 13/7

[52] – اشعيا 7/14

[53] – زكريا 3/8، 6/12