الميمر 198 على القديسة والدة الله مريم لما ذهبت عند اليصابات

الميمر 198

 

        يا رب الكل بكَ تتحرك كنارتي على تسبيحك، لانه بك يتقوى من يحاول ان يصفك، ربي انجب لي الحانا وكلمات وانغاما، ليتكلم فمي عنك باسهاب، ليكن لساني قلمك ايها المعلم المليء حكما، وصوّر عليه ميمرك على السمع بمحبة، لتحركني محبتك لاصفك بتمييز بنفس بسيطة ومليئة عجبا، ولهذا يتشكك المجادل الذي لا يعرفك، وكلمته مربوطة بالنقاش لئلا يزمر لك، بايمان لا يعثر بصغرك ساعدني لاتامل بافكاري وانا مندهش.

        الرب لا تسعه المواضع: ربي لو شئت فان السماء هي صغيرة لك، ولو اردتَ فان بطن مريم عظيم لك، ولو اردتَ كفاك الحضن لانه لو لم تشأ لما تكفيك كل العوالم يا ابن رب الكل،! ربي متساوية هي لديك العظمة والصغر، لانه في كلتهيما انت كما انت بالنسبة لمن يعرفك، لما حملك حضن مريم لانه حسن لديك، كانت كل العوالم مليئة منك، واذ لم يكن يوجد موضع في الاقاصي غير مليء منك، كنتَ كلك حالاّ في شبر لحمي بارادتك، موضع عظيم لا يسعه ان يحددك، ولست متضايقا لو حللت في موضع صغير، كيف لا اتعجب به لانه كان في مريم وكان في ابيه وكله في الكل ولا يُحدد.؟

        عظمة الكلمة الالهي: هذا هو العظيم لما لا يصغر بالصغر، ولو كان يخاف لئلا يصغر لما كان عظيما، ولو لم يسعه بطن مريم الصغير لكانت تسعه السماء التي هي اعظم ولكان يُحدد، لو كان الموضع الصغير صغيرا له، والعظيم عظيما له لما كان عظيما لانه كان يُحدد في موضع صغير، وبما ان السماء العظيمة والبطن الصغير هما متساويان بالنسبة اليه، فبهذا برهن على عظمته التي لا تُدرك.

        مقارنة السماء بمريم: بالنسبة اليه متساوية هي السماء ومريم لما سكن فيها، لكنها ليست متساوية لان مريم اعظم منها بالنسبة لمن ينظر اليها، السماء كرسيه ومريم امه فليست متساوية، الكرسي لا يشبه الام، فالام هي اعظم، السماء ومريم كلتاهما يخصان الواحد الذي اختارهما وجعل الواحدة كرسيا والاخرى امّا.

        مريم بتول وامّ: الحبَل في بطنكِ والبتولية على اعضائك والحليب في ثدييك وحضنك مختوم من الزواج، بعيد عنك الم نكاح المتزوجات، وحالّ في حضنك الثمرة الذي يبهج جميع الامهات، جسمك نقي من شكل (فحص؟) القابلات، وبطنك مليء بجنين الوالدات المحبوب، الرجل بعيد والولد قريب بدون زواج، ولهذا يخيب المعلمون ولا يفهمونك.

        مريم رسالة مختومة: كانت رسالة مكتوب فيها سرُ الآب، ومنها كشفه في الجسد للعالم ليتجدد به، يا لها من رسالة لم يكتبوها ثم خُتمت لكن ختموها ثم كتبوها: يا له من عجب عظيم، ولما كانت مختومة كُتبت رمزيا ولما لم تُحل وتُفتح فقد قُرئت بوضوح، كانت الرسالة وكان مكتوبا فيها الكلمة ولما قُرئت استنارت المسكونة من بشائرها.

 

        مريم المشرق هي الصباح واليصابات المغرب هي المساء: رأتا بعضهما بعضا كالجهات باشكالها المشرق والمغرب المصورة فيهما اوقاتهما، العجوز تشبه هذه الجهة المصور بها المساء لانها بقِدمها تكفّن وتقبر النيّر، والشابة تشبه المشرق امّ الصباح العظيم لانها تحمل النهار في حضنها لتجلبه الى الارض، الصباح والمساء شاهدا بعضهما بعضا بمحبة ليكثر العجب في الشباب والشيخوخة.

        رقص داؤد امام التابوت، ورقص يوحنا في البطن: الاسرائليون معتادون ان يرقصوا امام الله لما يتزيح في البلدان، داؤد الملك تعرى امام التابوت ولم يحترم منزلة تاجه العظيم بسبب فرح قلبه، يوحنا رقص اكثر من داؤد وهو صبي، واذ كان جنينا لم يحترم الوقت الذي ليس وقته، كانت ايضا الام البتول والمباركة ابهى من التابوت المليء باسرار بيت الله، داؤد الذي رقص امام التابوت هو موقر، وقد صوّر يوحنا الذي ارتقص امام مريم، لم يُسمع بان ملكا رقص ما عدا داؤد، ولا جنينا رقص (ما عدا يوحنا) فرُسم حادث بحادث آخر، الانبياء والملوك صوروا درب ابن الله ولما اتى كمّل الاسرار التي كانت تبحث عنه.

        الابن ينفخ الروح القدس في يوحنا: بفم مريم قدّم ابنُها الروحَ لرسوله وهو في الحضن، وقبله وهو في بطن امه، بصوت مريم كان الروح القدس يُرسل على العاقر، وكانت تمتليء قوة عظيمة، ذاك الذي نفخ الروح القدس في الاثني عشر، نفخ في الجنين وتحرك بالروح ليرقص، انه صامت في الشابة ويعطي الروح والنبؤة، لانه لا احد يقدر ان ياخذ شيئا الا بواسطته.

        الروح القدس يعلم يوحنا ان يشهد للابن: كان الطفل قد غلي بالروح القدس في بطن امه، وعرف من هو الابن وبشّر به بصورة غير طبيعية، حيث لا توجد امكانية ليتكلم الاجنة، كرز هناك ليعرّف بانه بدأ باعجوبة، برهن بانه عرفه دون ان يراه لئلا يتشكك احد من برهانه لما يراه ويقول: ها هوذا.

        قالت مريم تعظم نفس الرب: قالت الشابة اعظّم الربَ الذي صنع بي عجبا عظيما وبنعمته ملأني عجبا، من الآن تعطيني الطوبى العظيم كل قبائل كل العالم في كل الاوقات، اصير في العالم مثلا عظيما مليئا عجبا، وستصفني باسهاب كل الافواه، يشكر بدلي البحر والارض وكل العالم، لان فمي اصغر من ان يسبّح لاجل هذه (الامور)، ينتقل اسمي على الجزر البعيدة، وستصفني كل الاقطار وهي متعجبة بي، من الآن وصاعدا يتبارك بي الجنس البشري لان عار حواء يُرفع بواسطتي من الاناث، الجنين الموجود فيّ يرضّ راس الحية العظيمة، وبه يعاد آدم المطرود الى ميراثه، حواء الخجلة تكشف عن وجهها وترفع راسها بواسطة ربّ الجنة الذي اتى عندي، يرقص الاجنة وبعد قليل جميع الموتى بواسطة رب القبائل الذي زارهم في منازلهم.

        يوحنا-الصوت، والمسيح-الكلمة: هناك كان يوجد كلمة وصوت في حضنين، الكلمة في مريم، وفي اليصابات الصوت، بدون زواج وبزواج: كلمة وصوت، صوت في النكاح، وبدون النكاح الكلمة المطلقة، هكذا هي الكلمة والصوت باشكالهما، والطبيعة تطلب ان نعرّفهما هكذا، الكلمة حالّة في الفكر بدون زواج وبدون نكاح وهي كاملة وصامتة حيث هي، ولما يفكر فيها الفكر لتكشف موضعها ترسل صوتا ليمهّد الطريق الى السمع، الصوت يتحرك ويخرج من زواج الفم والاسنان واللسان الذي يرسله، يلده الالم ويحبل به من الشفتين بالتزاوج الذي تصنعه الاسنان مع اللسان، هذه الاعضاء الجسمية الخارجية لما تتزاوج تلد الصوتَ لتنتقل به الكلمة الى موضعه، بالنكاح الذي يتم برفرفات الشفتين تلد الصوتَ الذي يكشف الكلمةَ علنا.

– المخطوطة: لندن 14515 ورقة 154

– يرد في البداية اسم القديس مار يعقوب الملفان الشهير السرياني. في الميمر تكرار لنفس الافكار الواردة في ميامره الاخرى على مريم. انه من روائع ميامره المريمية. يتعجب من مريم ويسخر من المجادل “المتميز” ويقول له: لا اسمي مريم سماء لئلا تهان امّ الملك باسم كرسيه ويغضب عليّ، ايها المتميز احكم الآن على كلماتي بالحقيقة، ولو لم تغضب فسّر لنا انت اية هي الاعظم.؟ قد يرقى تاريخ تاليف هذا الميمر الى حوالي سنة 490م.

 

– الدراسات:

الميمر السادس عشر، على مضي مريم الى اليصابات، قبطي، 221-231

Costantino Vona, Sulla Santa Generatrice di Dio Maria, quando si recò da Elisabetta, in Vona, pp.151-167

 

 

ايضا

الميمر 198

على القديسة والدة الله مريم لما ذهبت عند اليصابات لترى الحقيقة التي ذكرها لها جبرائيل.

للقديس مار يعقوب الملفان الشهير السرياني

 

المقدمة

 

1 يا رب الكل بكَ تتحرك كنارتي على تسبيحك، لانه بك يتقوى من يحاول ان يصفك،

2 ربي انجب لي الحانا وكلمات وانغاما، ليتكلم فمي عنك باسهاب،

3 ليكن لساني قلمك ايها المعلم المليء حكما، وصوّر عليه ميمرك على السمع بمحبة،[1]

4 [ لتحركني[2] محبتك لاصفك بتمييز بنفس بسيطة ومليئة عجبا بميلادك،

5 يا ابن العلي الذي شاء ان يصير من السفليين، /662/ بكَ ترتفع كلمتي الضعيفة الى سمو ابيك،

6 ربي انت اسمى من الافكار ومن الالسنة، والعقول والاذهان هي اصغر من ان تصورك،

7 ميمرك مستتر عن العلويين وعن السفليين، وخبرك خفي عن الروحيين وعن الجسديين،

8 لا يفهمك البشر ولا الملائكة لان عجبك اسمى من الارضيين والسماويين،

9 لو زمر لك جميع [ الشعوب[3] بسعانينهم، فالكلام عنك هو اسمى من ان ينطقوه،

10 وسعك البطن، كيف تصل الكلمة حتى تفهمك،؟ حملك الحضن، ومن لا يخاف من وصفك،؟

11 حملك الذراعان: انها لجسارة ان يتكلم عنك احد، الثديان ربّياك ولو لم نتعجب فهذا ظلم،

12 السماء خافت وصغرت وقُهرت من عظمتك، والبطن كفى واحتوى وحمل مجدك.

 

الدعوة الى عدم الجدال

13 وبسبب هذه الامور يعثر المعلم لما ينظر اليك وتخيب كلمة العالِم الذي لا يفهمك،

14 لما ينظر العقل ويرى ان السماوات مليئة من عظمتك، ويرى ان سكينتك حالّة في البطن يضطرب،

15 ولهذا يتشكك المجادل الذي لا يعرفك، وكلمته مربوطة بالنقاش لئلا يزمر لك،

16 /663/ بايمان لا يعثر بصغرك ساعدني [ لاتامل[4] بافكاري وانا مندهش.

 

السماء لا تسع الرب وبارادته احتواه بطن مريم

17 ربي لو شئتَ فان السماء هي صغيرة لك، ولو اردتَ فان بطن مريم عظيم لك،

18 ولما اردتَ كفاك الحضن لانه لو لم تشأ لما تكفيك كل العوالم يا ابن رب الكل،!

19 ولما حسن لديك حللتَ في البطن بينما انت عظيم ولهذا انت عجيب لمن يحبك،[5]

20 ربي متساوية هي لديك العظمة والصغر، لانه في كلتهيما انت كما انت بالنسبة لمن يعرفك،

21 لما حملك حضن مريم اذ حسن لديك، وكانت كل العوالم مليئة منك: فانت هكذا (كما انت)،

22 واذ لم يكن يوجد موضع في الاقاصي غير مليء منك، كنتَ كلك حالاّ في شبر لحمي بارادتك،[6]

23 موضع عظيم لا يسعه ان يحددك، ولست متضايقا لو حللت في موضع صغير،

24 السماء صغيرة، والشابة عظيمة حسب ارادتك، تلك لا تكفي، وهذه تحمل لانك عضدتَها.

 

الحبل الالهي عجيب: كله في الآب وكله في مريم ولا يُحدد

25 حبَل مريم حيرني ولا اقدر ان [ اتكلم[7] عن خبره الا باندهاش وبدون تفسير،

26 كيف لا اتعجب به لانه كان في مريم، /664/ وكان في ابيه، وكله في الكل ولا يُحدد،؟

27 في حضن الآب قديم الايام والاقدم من الكل، وهو جنين محبول به في البطن [ وهو كما هو،[8]

28 كله يجلس على مركبة اللهيب، وكله حالّ في بطن اللحم وهو كما هو،

29 كله في العلى مستتر ومسبّح مع والده، وكله في [ العمق[9] محبول به في الشابة وهو كما هو،

30 انه مستتر في الجوهر وخفي في العظمة ولابس اللهيب ومتوشح باللهيب ومتباه على العرش ومخيف على العجلات،[10]

31 ويخيف الكواريب ويدهش السواريف وهو مسبّح بين الصفوف ولباسه شعاع ومعطفه بهاء وحواليه النار،

32 اللهيب يفزع خوفا ويرتعب منه، والام الشابة تحمله وهي حبلى به وتحضنه.

 

الابن عظيم لم يصغر لما حل في مريم

33 هذا هو العظيم لما لا يصغر بالصغر، ولو كان يخاف لئلا يصغر لما كان عظيما،

34 ولو لم يسعه بطن مريم الصغير لكانت تسعه السماء التي هي اعظم ولكان يُحدد،

 

35 واذ حل في بطنها فانه معروف بانه بدون حدّ، والسماء والعوالم هي صغيرة له ليحل فيها،

36 لو كان الموضع الصغير صغيرا له، والعظيم عظيما له لما كان عظيما لانه كان سيُحدد في موضع صغير،

37 /665/ وبما ان السماء العظيمة والبطن الصغير هما متساويان بالنسبة اليه، فبهذا برهن على عظمته التي لا تُدرك،

38 لا يوجد موضع في حضن ابيه ليس مليئا منه، ولما حل في البطن لم يفِضْ عنه لانه [يملأ[11] الكل،

39 الاعالي الممدودة ليست واسعة بالنسبه اليه، لانه الاعظم من الكل، والشابة الصغيرة ليست صغيرة بالنسبة اليه لانه بسيط مع الكل،

40 نزل وحلّ فيها وحضنها الصغير كان عظيما بالنسبة اليه، فلا يقدر موضع صغير ان يضايقه او ان يحصره.

 

مقارنة بين السماء وبين مريم

41 بالنسبة اليه متساوية هي السماء ومريم لما سكن فيها، لكنها ليست متساوية لان مريم اعظم منها بالنسبة لمن ينظر اليها،

42 السماء كرسيه، ومريم امه ولهذا ليست متساوية، الكرسي لا يشبه الام، لان الام هي اعظم،[12]

43 السماء ومريم كلتاهما يخصان الواحد الذي اختارهما وجعل الواحدة كرسيا والاخرى امّا،

44 لا اسمي مريم سماء لئلا تهان امّ الملك باسم كرسيه ويغضب عليّ،[13]

45 ايها [ المتميز[14] احكم الآن على كلماتي بالحقيقة، ولو لم تغضب فسّر لنا انت اية هي الاعظم،؟

46 انظر الى السماء والى الام الشابة والى الوحيد، وبين كلتيهما اية هي اعظم ولاية الطوبى،؟[15]

47 اية منهما هي الاقرب اليه والمحبوبة عليه /666/ والمكرمة لديه والعزيزة عليه والمختلطة فيه،؟

48 السماء لم تعطِه الحليب لما صار طفلا ومسك [ الثدي[16] في صدر مريم التي صارت امه،

49 تلك لم تحبل به ولم تلده ولم تُرضعه، وهذه حملت وحضنت وربّت ولها الطوبى،[17]

50 يا مريم المباركة في النساء والمليئة تطويبات ان كلمتي لا [تسع[18] موضوعك ليُحدد بها،

51 البتول الطاهرة والام الاسمى من الزواج المليئة تطويبات التي لا تكفي ربوات الافواه (لوصفها)،

52 الحبَل في بطنكِ، والبتولية على اعضائك، والحليب في ثدييك، وحضنك مختوم عن الزواج،

 

53 بعيد عنك الم نكاح المتزوجات، وحالّ في حضنك الثمرة الذي يبهج جميع الامهات،

54 جسمك نقي من شكل (فحص؟) القابلات، وبطنك مليء بجنين الوالدات المحبوب،[19]

55 الرجل بعيد، والولد قريب بدون زواج، ولهذا يخيب المعلمون ولا يفهمونك.

 

القاب مريم

56 غيمة المراحم المليئة رجاء للعالم كله، وبها اطمأنت كل الارض التي كانت خربة،

57 سفينة الغنى التي فيها أُرسل كنز الآب /667/ الى البلد المحتاج عند الفقراء واثراهم،

58 الحقل الذي اعطى باقة الحياة بدون اكار، ومنها شبعت كل البرية التي كانت محتاجة،

59 الجفنة البتول التي اعطت العنقود دون ان تُقضب، وهوذا البرية الحزينة تفرح بخمرها،

60 بنت الفقراء التي صارت امّا للغني الوحيد، وهوذا كنوزه مبعثرة على المتسولين ليثريهم،

61 كانت رسالة مكتوب فيها سرّ الآب، ومنها كشفه في الجسد للعالم ليتجدد به،

62 يا لها من رسالة لم يكتبوها ثم خُتمت لكن ختموها ثم كتبوها: يا له من عجب عظيم،

63 ولما كانت مختومة كُتبت رمزيا [ واذ[20] لم تُحل وتُفتح فقد قُرئت بوضوح،

64 كانت الرسالة وكان مكتوبا فيها الكلمة ولما قُرئت استنارت المسكونة من بشائرها.

 

الكوكب والجنين اعلنا مجد الابن الالهي المتجسد

65 كان قد تنازل الى الصغر لانه كان سهلا عليه، ولحقته عظمته ليُكرم بها،

66 ولما صار طفلا فقد تاق اليه الاطفال في البطون، وصار ولدا والكوكب كرز بانه الله،

67 واذ كان ممجدا فقد اخبرت السماوات بمجده، واذ كان عظيما فقد بشّر به اطفال المتزوجات،[21]

68 /668/ الرقيع ارسل رسولا الى البلدان ليكرز في الارض بان رب الاعالي اشرق من العمق،[22]

69 والاجنة من البطون اعطوا كاروزا ليحس العالم بان مصور الاجنة هو حالّ في الشابة،

70 الجنين والكوكب اعلنا في البرية الحبَل به وميلاده لئلا يهان بالصغر الذي نزل اليه،

71 زمرت الاعالي تسبيحه بمسيرة نيراتها، والاجنة كرزوا قوته برقص تمييزاتهم،

72 النور والصوت صارا [ كاروزَيه] باشكالهما وبشّر [ به[23] الواحد من العلى والآخر من العمق،

73 خبره مخيف اذ يكرزه جنين سجين في حضن بنت اللاويين العاقر بعجب عظيم.

 

يعقوب يتكلم

74 [ لقاء النسيبتين المحبوب] يحيرني ايضا، والكلمة عنه تثور فيّ لتبين [ جماله،[24]

75 الشابة والعجوز [ اعطتا[25] لي خبرا مليئا عجبا، والمحبة تحركني لاتكلم عنه وانا مندهش،

76 طالبني الميمر بان اتكلم عن كلتيهما: البتول بسبب محبتها، وتلك العاقر بسبب طيبها.

 

لقاء مريم-المشرق واليصابات-المغرب

77 رأت بعضهما بعضا كالجهات باشكالها المشرق والمغرب [ المصورة[26] فيهما اوقاتهما،

78 العجوز تشبه هذه الجهة المصور بها المساء لانها [ بقِدمها] تكفّن وتقبر [ النيّر،[27]

79 والشابة تشبه المشرق امّ الصباح العظيم لانها تحمل النهار في حضنها لتجلبه الى الارض،

80 الصباح والمساء شاهدا بعضهما بعضا بمحبة ليكثر العجب في الشباب والشيخوخة،

81 الصباح الحامل شمس البرارة العظيم، والمساء الموجود فيه كوكب يكرز على النيّر،[28]

82 الملك العظيم وظافر التيجان [ حالّ] في الشابة، والعجوز حاملة [ العبد[29] الذي يبشر بالملكوت،

83 رب الطبائع كان يُزيح في البتولية، وكان يتربى ابن اللاويين في العقر،

84 الشابة حاملة الطفل-الشيخ الذي انجب آدمَ، والعجور (حاملة) الطفلَ الذي صار اليوم من الزواج،

85 في اليهودية شبل الاسد الذي كتب عنه يعقوب، وفي اللاوية الكاهن الذي فتح المعموذية،[30]

86 اتت [ هذه[31] البتول العظيمة والمليئة اقداسا لتفرح مع تلك العجوز بالحبَل الجديد،

87 التقت المليئة تطويبات ببنت اللاويين: سفينتا كنوز اغتنى منهما كل العالم،

88 /670/ اثنتان ولدتا الكاروز والكلمة ببشارة واحدة مليئة حياة للعالم كله،

89 الشابة زارتها وتكلمت في اذنيها بسلام نقي، وشعر حالا الجنين السجين وبدأ يرقص،

90 حسن لديها سلام مريم الذي حييّتها به، لانها زرعت السلام للبعيدين وللقريبين،[32]

91 كانت مثل كنز مليء بسلام للبشر، وكان مخبأ فيها امان عظيم للغاضبين،

 

92 اعطت السلام كما قبلت ايضا السلام [ من[33] العلي ليصير الفيض للعالم كله،

93 كان يُكرر السلام كثيرا في فمها، وكان يليق بالمباركة ان تكرزه،

94 الامان في بطنها واعطت السلام بشفتيها، والجنين الذي سمع بدأ يرقص بقوة.

 

داؤد الملك ويوحنا يرقصان امام الرب

95 الاسرائيليون معتادون ان يرقصوا امام الله لما يتزيح في البلدان،

96 داؤد الملك تعرى امام التابوت ولم يحترم منزلة تاجه العظيم بسبب فرح قلبه،[34]

97 يوحنا رقص اكثر من داؤد وهو صبي، واذ كان جنينا لم يحترم الوقت الذي ليس وقته،

98 كانت ايضا الام البتول والمباركة ابهى /671/ من التابوت المليء باسرار بيت الله،

99 داؤد الذي رقص امام التابوت هو موقر، وقد صوّر يوحنا الذي ارتقص امام مريم،

100 لم يُسمع بان ملكا رقص ما عدا داؤد، [ ولا[35] جنينا رقص (ما عدا يوحنا) فرُسم الحادث بحادث آخر،

101 الانبياء والملوك صوروا درب ابن الله ولما اتى كمّل الاسرار التي كانت تبحث عنه،

102 لما كان يُزيح التابوت رقص داؤد ليشترك ايضا بصورة الملك ربه،

103 وبالنمط صوّر درب مريم عند يوحنا لان الشابة ايضا كانت تابوت اللاهوت،

104 رب الاسرار حل فيها ولهذا ارتقص الجنين مثل ذلك الملك المليء انتصارات،

105 كانت تُزيح كتابوت مليء [ اسفارا،[36] وكان قد حل فيها تفسير اسرار النبؤة،

106 ولكي يصير الاحتفال بها اعظم من الاحتفال بالتابوت، ارتقص الجنين لتُكرم بالاعجوبة،

107 حركة سريعة في حضن مغلق لجنين [ صامت،[37] رقص بهيج في بطن كئيب لمدة طويلة.

 

يوحنا يعترف بلاهوت المسيح

108 ولعله كانت تقال مثل هذه الامور من قبل يوحنا عن ربه وهو يرقص في بطن امه:

109 /672/ هوذا مصوّر جميع الاجنة قد صار جنينا، والعظيم الذي السماء هي مليئة منه قد حل في البطن،

110 هذا هو حمل اللاهوت الذي اتى ليصير ذبيحة عظيمة بدل الخطأة ليحييهم،

111 هذا يرفع خطيئة العالم بشخصه ويحرر جنس البشر من الاستعباد،[38]

 

112 هذا يشرق نوره في الشيول في الظلمات، ويحل ويُخرج آدم المربوط [ في[39] الهلاك،

113 هذا يمزق ذلك الصك الذي كتبته حواء واذنبت ضد ربها بين الاشجار لما اخرجها،[40]

114 هذا الجنين يحرر اجنّة الوالدات من لعنة القصاص بميلاده الجديد،

115 هذا الحالّ في بطن صغير، وتحمله ولا تسعه السماء العظيمة ليُحدد بها.[41]

 

يوحنا عرف الابن بواسطة الروح القدس واعلنه قبل ميلاده

116 كان الطفل قد غلي بالروح القدس في بطن امه، وعرف من هو الابن وبشّر به بصورة غير طبيعية،

117 حيث لا توجد امكانية ليتكلم الاجنة، كرز هناك ليعرّف بانه بدأ باعجوبة،

118 سبق وبشّر به في موضع خال من البشائر لئلا يُعاتب لما يكرزه بين الجموع،

119 جعل كرازته مسفرة الوجه لتكون كلمته علنية /673/ في العالم: لا صلة لها بالمحاباة،

120 برهن بانه عرفه دون ان يراه لئلا يتشكك احد من برهانه لما يراه ويقول: ها هوذا،

121 قبل ان [ يخرج[42] بشّر العالمَ حتى لا يهرب احد من شهادته لما يكرزه بعد خروجه،

122 ترك الطبيعة وشهد للابن بدون الطبيعة ليكون معروفا بان رب الطبائع قد حلّ في الشابة.

 

لا يُعالج موضوع الابن وامه ونسيبتها وابنها الا بالتعجب والايمان

123 كل مواضيع الابن تفوق التفسير، ولا تُسمع الاباذن الايمان،

124 كل مواضيعه هي جديدة ولا تُدرك ولا تُرى الا بالتعجب لمن يحبها،

125 في مريم التعجب وفي اليصابات العجب العظيم: مناظر جديدة في هذه، وفي تلك لمن هم متميزون،

126 وبين كلتيهما تتعطل الكلمة ويبطل الميمر ويخيم السكوت على القصة بعجب،

127 عند اية منهما تصل الكلمة لتتكلم عنها،؟ فهوذا كلتاهما تفوقان التفسير،

128 لو اقترب الميمر من مريم سيسكت لانه يرى البكارة وداخلها يحل الجنين،

129 ولو توجه الموضوع الى اليصابات سيضطرب لانه يسمع الكرازة من بطنها بعجب،

130 /674/ البتول حبلى وهوذا جنين العاقر يرقص: عجب الجنينَين المجيدين مضاعف والي اي منهما ننظر،؟

131 الواحدة لم تُعرف وفيها ثمرة بدون زواج، والاخرى يرقص في بطنها جنينها (قبل) ولادته،

132 في اية نتعجب أبالعجوز التي جُعل جنينها كاروزا،؟ ام بالشابة التي فيها الجنين وهي بتول،؟

133 تلك لم تشعر بلقاء رجل وبطنها مليء، وتلك جنينها يهيء الطريق وهو غير مولود،؟

 

134 من لم تتزوج هي مليئة عجبا بالحبل الطاهر، ومن لم تلد يرقص جنينها بالكرازة،

135 قُهرت الطبيعة ودرب النساء من قبل كلتيهما، لان فعلَيهما لم يتحققا طبيعيا،

136 ليس طبيعيا ان يشعر الجنين في بطن امه، وليس اعتياديا ان تحبل النساء بدون زواج.

 

سلام مريم ملأ يوحنا بالروح القدس

137 اذاً تلزمنا الكلمة المليئة عجبا لنتكلم فقط بعجب عن هذه الامور التي حدثت،

138 سلام مريم دخل من الاذن [ وسمعه الجنين،] وبدأ حالا يمهّد [ الطريق[43] كما أُرسل،

139 ركض الصوت من شفتي مريم وبشّر الجنين في البطن: لقد اتى ربه وشرع يرقص،

140 ابن البتول يوزع الروحَ بحصص /675/ وقد ملأ يوحنا من موهبته وهو في البطن،[44]

141 هو ارسل الروح القدس الى الجنين الساكت، وملأه قوة وكرازة حيثما هو موجود،

142 منه هبط ذاك الوحي على يوحنا، وشرع في مسيرة الرسل قبل اوانه،

143 بفم مريم قدّم ابنُها الروحَ لرسوله وهو في الحضن، وقبله وهو في بطن امه،

144 بصوت مريم كان الروح القدس يُرسل على العاقر، وكانت تمتليء بقوة عظيمة،

145 ذاك الذي نفخ الروح القدس في الاثني عشر، نفخ في الجنين وتحرك بالروح ليرقص،[45]

146 صامتٌ في الشابة ويعطي الروح والنبؤة،[46] لانه لا احد يقدر ان ياخذ شيئا الا بواسطته.

 

اليصابات تمتليء من الروح القدس وتتنبأ

147 لما زاره ملأ اليصابات من الروح القدس وشرعت العجوز تنطق بالنبؤة،

148 سمعت السلام وقبلت الروح واعطت الصوت وسجدت امام مريم وقالت بمحبة:

149 ايتها الشابة مباركة [ انتِ[47] في النساء، ومبارك الثمرة المحبوب الحالّ في بطنك بقداسة،

150 مبارك بطنكِ ومبارك جنين بتوليتك، ومبارك جنينك لان لعنة الارض به تُرفع،[48]

151 /676/ من اين لي ان تاتي عندي المباركة،؟ يا حاملة العظيم الذي شاء ان ياتي الى الصغر،[49]

152 يا امّ الملك ليت لي عدة افواه لاسبّح ذلك الحالّ فيك الذي اتى وزارني في بيت فقري،

153 ايتها الطوباوية يحل فيك اللهيب ويخاف منه حتى الناريون لو يرونه،

 

154 النار الحية ومحرقة العوالم صامتة فيكِ، ولما ستتجلى تُطهر دغل الضلالة،

155 بطنكِ مليء بذلك اللهيب المسجور ابديا، وبه تتلاشى الاشواك التي نمت في الارض كلها،

156 ايتها المجيدة يشرق منكِ شبل الاسد، وكل الذئاب ستهرب منه لما تراه،

157 انتِ [ حاملة[50] الشمس الذي باشعته تستنير المسكونة، وكل الظلمة التي اظلمت العالم تتبدد به،

158 نور عظيم مستتر ومخفى في بتوليتكِ، ويهزّم كل الظلال من الاقاصي،

159 فيكِ متجمع البحر، وكل الارض هي اصغر من ان تحدده، وبه تُخنق الخطيئة التي خنقت البشر،

160 ايتها البتول العجيبة من اين لي ان تاتي عندي، لان ابنك هو الرب واخاف لئلا يهان،؟

161 ايها الشابة التي شاء عتيق الايام ان يتزيح فيها /677/ من اين لي ان اقطف السلام من شفتيك،؟[51]

162 يا صاحبة التطويبات ويا مليئة جمالا، من اين لي ان اسمع صوتك وارى جمالك وافرح بابنك،؟

163 الحجر الذي انجب الانهار لا يضاهيك، لان المياه الحية ستخرج منك للعالم كله،[52]

164 قرعتكِ هي اعظم من المركبة المجيدة المناظر لان ذلك الذي تحمله يتربى فيكِ ويربيكِ.[53]

 

مريم تستفسر من اليصابات وتقول لها من كشف لك سرّ حبَلي؟

165 قالت مريم: تكلمي ايتها العجوز لانه يليق بكِ، [ تكلمي[54] واصرخي عن الحبل الذي يحيرني كثيرا،

166 كلامكِ يشبه كلام جبرائيل رئيس الملائكة، انا لم افشِ سرَّ المستيقظ: من اخبركِ به،؟

167 هل جبرائيل ذكر لك كيف جرى السرّ،؟ لانه وحده الوسيط في الخبر الذي ذكرتُه لكِ.

 

اليصابات ترد على مريم: يوحنا الجنين كشف لي السرّ وليس الملاك

168 قالت العاقر: جبرائيل لم يكشف لي السرّ، الجنين الذي فيّ هو امين سرّ ذلك الذي [تحملينه،[55]

169 وهو الذي بيّن لي بان ربه حالّ فيكِ ايتها الطوباوية، ومنه تعلمتُ من هو،؟ وابن من هو،؟ وكيف هو،؟

170 منذ ان رايتكِ لم يبطل من الضغط عليّ /678/ اركع اذاً واسجد وافرح بربه الذي اتى عندي،

171 حالما اتى السلام الى اذنيّ من شفتيكِ، رقص فيّ الجنين الذي احمله بفرح عظيم،

172 وتحرك فيّ فخفتُ ورقص فيّ فتعجبتُ بكِ، وها انه يرعبني لاكرم الملك ربه،

173 ويهتم ويبتهج ويرقص ويرتعب وهو مليء محبة، ونفسه عظيمة لان ربه اتى عنده.

 

قالت مريم: تعظم نفسي الرب (لوقا 1/46-55)

174 قالت الشابة: اعظّم الربَ الذي صنع بي العجب العظيم وبنعمته ملأني عجبا،[56]

175 من الآن [ تعطيني[57] الطوبى العظيم كل قبائل كل العالم في كل الاوقات،

176 اصير في العالم مثلا عظيما مليئا عجبا، وستصفني باسهاب كل الافواه،

177 يشكر بدلي البحر والارض وكل العالم، لان فمي اصغر من ان يسبّح بسبب هذه (الامور)،

178 ينتقل اسمي على الجزر البعيدة، وستصفني كل الاقطار وهي متعجبة بي،

179 بي تفرح كل طغمة الوالدات، لان الثمرة الذي حملته سيزجر الموت (ويبعده) عن اولادهن،

180 من الآن وصاعدا يتبارك بي الجنس البشري لان عار حواء يُرفع بواسطتي من الاناث،

181 /679/ الجنين الموجود فيّ يرضّ راس الحية العظيمة، وبه يعاد آدم المطرود الى ميراثه،[58]

182 حواء الخجلة تكشف عن وجهها وترفع راسها بواسطة ربّ الجنة الذي اتى عندي،

183 يرقص الاجنة وبعد قليل جميع الموتى برب القبائل الذي زارهم في منازلهم،

184 يُقرب له اكليل المجد من الحبالى، لانه حل في البطن ليُبارك به احباؤهن،

185 الفقراء ايضا يسبّحون اسم ابن الغني، لانه اراد ان يختلط مع الفقراء ويثريهم،

186 يشكر بعجب كل جمع البتولات، اذ يشرق منهن المخلص العظيم للعالم كله،[59]

187 يرتفع صوت الشابات للتسبيح، لان الرجاء ينتقل الى العالم بواسطة واحدة منهن،

188 ترسل اختها (السماء؟) اكليلا عظيما للعالم وللارض لان رب السماء يُزيح من قبل [الارضية[60] (مريم).

 

بيت اليصابات صار قدس الاقداس

189 ما احبّ تلك الاصوات التي لُفظت في بيت الكاهن بخصوص حبَل المباركة،

190 كم كان هذان الحضنان الحاملان الاجنة عجيبَين ومليئي اندهاش لان كل العالم تزين بهما،

191 سرُّ الآب نُطق في بيت الطاهرتَين /680/ لما كان يُرتل بمحبة من قبل كلتيهما،

192 بيت الكاهن العظيم صار قدس الاقداس، وفيه [ كانت[61] العظمة تُخدم بتواضع،

193 كانت موجودة هناك كل الامور الجديدة التي لا تحدث: الجنين يرقص، والبتول حبلى والعجب عظيم،

 

194 العاقر مسرورة برقص جنين كان يحيرها، وتفرح البتول بحبَل مجيد حالّ فيها،

195 كان منزلا تقطنه كل الثروات: تفسير الاسرار، وترجمة اسفار النبؤة.

 

تحليل للكلمة وللصوت

196 هناك كان يوجد: كلمة وصوت في حضنين، الكلمة في مريم، وفي اليصابات الصوت،

197 بدون زواج وبزواج: كلمة وصوت، صوت بالنكاح، وبدون نكاح الكلمة المطلقة،

198 هكذا هي الكلمة والصوت باشكالهما، والطبيعة تطلب بان نعرّفهما هكذا،[62]

199 الكلمة حالّة في الفكر بدون زواج وبدون نكاح وهي كاملة وصامتة حيث هي،

200 ولما يتامل فيها الفكر لتكشف موضعها ترسل صوتا ليمهّد الطريق الى الاذن،

201 الصوت يتحرك ويخرج من زواج /681/ الفم والاسنان واللسان الذي يرسله،

202 يلده الالم ويحبل به من الشفتين بالتزاوج الذي تصنعه الاسنان مع اللسان،

203 هذه الاعضاء الجسمية الخارجية لما تتزاوج تلد الصوتَ لتنتقل به الكلمة الى موضعه،

204 بالنكاح الذي يتم برفرفات الشفتين تلد الصوتَ الذي يكشف الكلمةَ علنا.

 

يوحنا المعمذان صوت لانه ثمرة الزواج

205 كما ان الحبل بيوحنا صار من الزواج لانه الصوت الذي كان يُرسل امام الكلمة،

206 حُبل به بالنكاح، وبدون نكاح لا يوجد صوت، واستعد للكرازة بفضل الزواج،

207 تركّب بصِلة اجسام متميزة، كما يركض الصوت في اعضاء جسمية الى الاذن،

208 لا يمكن ان يحدث صوت بلا نكاح، ولا يولد انسان بدون زواج،

209 يوحنا الذي سُمي صوتا كان انسانا، وحبلت به امه من الزواج بنكاح ابيه،

210 ولئلا يكون الحبل به في البطن بدون اعجوبة، حبلت به العجوز العاقر مؤخرا ليكثر التعجب.

 

اختيرت البتول للكلمة لان الكلمة لا تحتاج الى الزواج

211 اختيرت بتول للكلمة من قبل العظمة /682/ لان الكلمة لا تحتاج ابدا الى الزواج،

212 شابة طاهرة لا تحتاج الى ممارسة النكاح للكلمة البعيد الحبل به وولادته من الزواج،

213 للصوت متزوجة وبدون نكاح لا يوجد مطلقا، وبتول للكلمة غير المحتاج نهائيا الى الزواج،

214 هذا هو شكل الكلمة اينما وُجدت: انها خفية في النفس ولا تقترب منها الزيجة،

215 انها مستترة في العقل وحالّة في النفس بدون نكاح ولا مجال للزواج ليصل اليها،

 

216 ولهذا الكلمة اختار بتولا تسمو على الزواج ليشرق منها جسميا،

217 وارسل الصوت الذي حُبل به من الزواج ليمهّد الدرب ويسوّي السبيل قبل ان ياتي،

218 الصوت ايضا يسبق الكلمة الى الاذن ويطرق عليها لتفتح الباب لتدخل الكلمة،

219 يجلب الصوت بشرى الكلمة الى باب الاذن التي يركض امامها وبه تشرق على السمع،

220 يشق الهواء ويمهد الطريق لتسلكها، ولما يصل الى باب الاذن يتوقف وتدخل هي.

 

يوحنا سعى من البطن الى النهر فقط

221 يوحنا ركض من البطن الى النهر كالصوت من الفم الى الاذن ولا يقترب ايضا اكثر،

222 لم يدخل الى خدر الختن ليصبح ختنا، /683/ [ خطب[63] عروس ربه وابتعد مثل الصادق،

223 واحد يدخل الى قدس الاقداس عند العظمة، الكاهن البسيط لا يتجاوز حجاب الباب،[64]

224 الصوت يظل خارج الاذن وتدخل الكلمة: معروف هو موضع الصوت الى اين يصل،

225 لا يخرج معها من العقل لما تُرسل، ولا يدخل معها الى الاذن لما تشرق،

226 انه خادمها بين الفم والاذن، ولا يقترب من مكان مجيئها ومن مكان رواحها،

227 يوحنا ايضا الذي صار صوتا للكلمة ربه، يُعرف اين بدأ، واين انتهى تخومه،

228 صنع بداية لكرازته من البطن، وعند ينبوع المعموذية نهايتها،

229 اخذ ختم الختن بفرح من عند امه، وذهب واراحه في اذنَي العروس عند الاغتسال،

230 ركض كصوت وجلب شعورا بالكلمة وغاب، بشّر الجمعَ ولما عرفوه غادره،[65]

231 دخل الختن واتم سرَّه لما بُشّر به، وظل يوحنا كصوت لما يُرسل،

232 وما دام كان صوتا كما تنبأ عنه اشعيا، فقد رقص رقصا امام الكلمة بفرح عظيم،[66]

233 /684/ رمزَ الكلمةُ في حضن البتولية المجيد فتحرك الصوت ليعتلن من العقر،

234 ابن البتول رمزَ خفية من البطن، ورقص علنا ابن المتزوجة وهو في امه،

235 رمزُ الكلمة [ يحرك[67] الصوتَ الى الاذن، وتُبعده ليخرج ويصرخها للخارجيين،

236 الصوت رسول الكلمة ومبشّر [ بها،[68] ويكشفها ويعرّفها ويزيّحها،

237 ولهذا كان الصوت مصورا من قبل النبؤة: كاروز أُرسل امام الكلمة،

 

238 ولما سئل من قبل العبرانيين: من هو،؟ اعترف بانه صوت مرسل ليكرز الكلمة،[69]

239 ولم يلقّب نفسَه نبيا ولا ايليا لكن صوتا حسب المهمة الملقاة على عاتقه،[70]

240 نظر الى مهمته التي ارسله الكلمة لاجلها كصوت، ولما سألوه اعطى لشخصه اسما حسب مهمته،

241 انا صوت، واستنادا الى الاسم يعرف كل واحد بان الكلمة تركض الى السامعين بعد الصوت،

242 وكان يقول ايضا: ياتي [ بعدي،[71] وانا صوت، وبهذا يبرهن بان من يبشر هو الكلمة،

243 بحسب هذا النظام كان يحركه في بطن امه /685/ لما حرضه الكلمة ليرقص ويبشّر.

 

الخاتمة

244 بالكلمة وبالصوت عجب عظيم للمتميزين، مبارك الكلمة الذي كرز الصوتُ تجليه.

 

كمل الميمر على مريم واليصابات

 

[1] – مزمور 45/1. صورة رائعة: ملفاننا يطلب ان يكون لسانه قلما يصور عليه المسيح الميمر ليلقيه بمحبة !

[2] – نص: ليحركنا، بيجان يصوب: لتحركني. انظر، ميمره 207

[3] – نص: العوالم، بيجان يصوب: شعوب

[4] – ل 17: آخذ

[5] – اشعيا 9/6

[6] – المسيح يحل في زرةا شبر لحمي. هل هذه صورة اصيلة للسروجي لكي يعبر عن موضع تجسد الكلمة كمرادف لبطن مريم.؟ انظر، ميمره 201

[7] – نص: ايمر، بيجان يصوب: اِمر

[8] – ل 17: لانه

[9] – نص: بالعتق، بيجان يصوب: بالعمق

[10] – حزقيال 1، 10

[11] – نص: الذي ملأ، بيجان يصوب: يملأ

[12] – متى 5/34

[13] – مريم هي اعظم من السماء، غير ان ملفاننا يسمي مريم: بالسماء الثانية. انظر، ميمره 196

[14] – ل 17: السامع

[15] – لوقا 1/46-55

[16] – نص: والموضع

[17] – لوقا 1/46-55

[18] – نص: محتوية

[19] – يعقوب يذكر كلمة (حكيّمةا حكيمُثو) بمعنى النساء “الطبيبات” اي القابلات اللواتي يفحصن البكارة. تاثير اناجيل الطفولة. انظر، ميمره 201

[20] – نص: كذ، بيجان يصوب: وخذ. مريم هي رسالة. انظر، ميمره 93، 196. انظر، رسالة/4، 16، 36

[21] – مزمور 19/2

[22] – متى 2/1-12

[23] – نص: كراريز، بيجان يصوب: كاروزَيه. ل 17: بك

[24] – ل 17: لقاءات محبوب. نص: شوفرِه (في الجمع)، بيجان يصوب: شوفرِه (مفرد). انظر، ميمره 197

[25] – ل 17: اعطوا

[26] – نص: تعرفان، بيجان يصوب: مصورة

[27] – ل 17: بالقدم. ل 17: النيرات

[28] – ملاخي 4/2

[29] – ل 17: بدأ، حل. ل 17: لعبدو، نص: عبدو

[30] – تكوين 49/9؛ متى 3

[31] – نص: كانت، بيجان يصوب: هذه

[32] – اشعيا 57/19

[33] – ل 17: على

[34] – 2صموئيل 6، خاصة 6/14-15، 20-22

[35] – ل 17: وعلى

[36] – ل 17: سِفر. عبرانيون 9/4. يوجد في التابوت لوحا الشريعة. تثنية 10/5، وفي مريم يوجد المسيح مفسر النبؤة

[37] – ل 17: مستعار، بيجان يصوب: صامت

[38] – يوحنا 1/29

[39] – نص: من، بيجان يصوب: في

[40] – تكوين 3؛ قولوسي 2/14

[41] – بلاغة يعقوب استعمل 6 مرات (هذا) في البيوت: 110-115

[42] – نص: نُفق، بيجان يصوب: نفوق

[43] – ل 17: وسمعها. نص: المستيقظ، بيجان يصوب: الجنين. اشعيا 40/3

[44] – يوحنا 3/34؟

[45] – يوحنا 20/22

[46] – نقص في المخطوطة: ل 17. يوحنا 14/13

[47] – نص: انتَ، بيجان يصوب: انتِ. لوقا 1/42

[48] – لوقا 1/42؛ تكوين 3/17-19

[49] – لوقا 1/43

[50] – نص: حامل، بيجان يصوب: حاملة

[51] – دانيال 7/9

[52] – خروج 17/3-7؛ يوحنا 7/37

[53] – حزقيال 1، 10

[54] – نص: تكلم، بيجان يصوب: تكلمي

[55] – نص: تحمله، بيجان يصوب: تحملينه

[56] – لوقا 1/46

[57] – نص: نملعن؟، بيجان يصوب: تنطق، سوني يصوب: نِتلُن. لوقا 1/48

[58] – تكوين 3/15؟

[59] – ماذا يقصد يعقوب لما يؤكد بان المخلص (فرقا فُرقو) يشرق من كل البتولات؟ العبارة تعني بان مريم البتول رفعت درجة البتولات. الرب المولود منها ستلده ايضا روحيا جميع البتولات. انظر، ميمره 197/4-14

[60] – ل 17: دبارعيتو؟، بيجان يصوب: دبارعنيتو

[61] – نص: كان، بيجان يصوب: كانت

[62] – ملفاننا يحلل الكلمة والصوت باسلوب رائع واصيل. انظر، ميمره 38، 96،. انظر، رسالة/4، 36

[63] – نص: خطبه، بيجان يصوب: خطبها

[64] – عبرانيون 9/6-7

[65] – يوحنا 1/20

[66] – اشعيا 40/3

[67] – نص: يحركها، بيجان يصوب: يحركه

[68] – نص: به، بيجان يصوب: بها

[69] – يوحنا 1/19، 23، اشعيا 40/3

[70] – يوحنا 1/21

[71] – نص: بعد، بيجان يصوب: بعدي. يوحنا 1/27، 30، 23