الميمر 195 (الخامس) على نهاية العالم

الميمر 195

 

        الآخرة دعتني لاتكلم ايضا عن النهاية، ربي اعطني الصوت الذي يكرز الحقائق، اليوم الاخير اعطاني موضوعه لاتامل فيه، ربي اقنني كلمة مليئة بكل فوائد، النهاية رهيبة وتحيرني لاكرز ميامرها، واظن بان الزمان يثير قصتها، كما تثور فيّ الآن ميامر الآخرة، ريح النهاية هبّت على المعرفة كما لو كان على الاشجار وجعلتها تغلي لتثمر كلمات على النهاية.

        الفصول الاربعة: في تشرين يركض البرد ليبشر بقدوم الشتاء، وبجليده يجفف الاوراق التي رباها الصيف، في كانون يحل البرد والجليد والثلج ويجمل بان يحل كل شيء في وقته، نيسان البهيج يبسط جماله على الاشجار وفيه تُرى طريق الصيف التي مهدها الزمان، وبهذا الشبه كل الاشهر تجلب ما هو خاصتها، لا يليق ان يحدث الحر في كانون ولا يطلب حزيران ان ينهمر فيه المطر.

        الصباح والمساء يفتحان ويغلقان باب الزمان: الصباح والمساء يركضان منذ الازل ويسحبان العالم ليذهب الى النهاية، عاملان نشيطان تنتهي الازمنة في هجعاتهما ولا يوفران الراحة للعالم الا بعد انتهائه، هوذا الواحد يشلّح والآخر يوشح، ويفتحان ويغلقان لتعبر البرية الى النهاية.

        الله رب الاوقات: رب الازمان يدفع الازمان ويزيلها لتعطي المجال للمجيء حتى يبيّن نفسَه العالم الجديد، رمز الى هذا (العالم) المليء ضيقات: ابتعد لاقوم لانك مضطرب جدا في افعالك، هوذا الازمنة تهدم العالم لينتهي الى الابد، وكل يوم ياخذ حجرا من بنائه.

        مقارنة بين العروس والجثة: الجثة والعروس هذه مع تلك، ولو نظرت بتمييز فان خطوبتهما واحدة، في كلتيهما مصورة النهاية بالنسبة لمن يفهم، فطريق الولادة والموت التي يسلكانها هي واحدة، من مهر العروس تعلّم ما هي غايتها، ان موتها وموت زوجها مرسوم هناك.

        الرب يدبر الزمان والعالم: القوة الخفية تحركه بقوة ليقطع طريقه لياتي ويدخل الشيء العظيم الذي لا يتغير، ياتي العالم الجديد وهو سريع ومتجبر ويرعب هذا الضعيفَ ليفسح المجال، في هذا العالم كل ما هو قائم يقع، وضيقاته وافراحه ايضا هي وقتية.

        كل يوم يمر يقربنا من النهاية: الختن يفرح في يوم زفافه، ولا يفكر بان عرسه نقّص من حياته الطويلة، والليل الذي التقت العروس بالختن رَجلها فقد استاصلت وازالت حجرا من بناية الزمان، قبل يوم كانت حياتها اطول بيوم، ولما دخلت فانها نقّصت من اوقاتها، ولم يوفر لها الزمان يوما واحدا بدون محاسبته لان الليل نقلها لتقترب الى النهاية.

        لما يشيع الاحياء الميت تتناقص ايام حياتهم: لما يُكفّن الميت يؤلم جميع احبائه، ولما يبكون عليه فانهم يخسرون اوقاتهم، يخرجون معه الى درب القبر ليرافقوه وتتناقص الساعات من اعمارهم ولا يفكرون، يذهبون معه ويذهب معهم ليرافقهم لانهم يمشون ايضا الى النهاية، يجلسون في الحِداد ولا يتوقفون عن الذهاب، يرثون الميت وتنتهي الساعات من ايامهم.

        عمر البشر في تناقص وفي حركة نحو النهاية: هوذا الاولاد والشيوخ يسيرون فيها، وهوذا الشباب مرتبط مع الشيخوخة للزوال، حتى الجنين في بطن امه لا يهدأ من الركض، لان ايام العالم تزداد به كلما تربى، لما تُحسب اشهر الحبل به يبدأ منذ ذلك الحين بداية لدربه لكي يعبر هو ايضا، مع بدايته في (حضن) امه (يذهب) الى نهايته، وبدخوله مرتبط خروجه حتى يزول.

        الاصالة السروجية: شيت يكسب 800 سنة من عمر آدم: الطفل يُسقط اباه من الحساب ويدخل ويقوم ليبدأ بالجيل الجديد، عاش آدم تسعماية وثلاثين سنة، وبموجب الحساب له مئة وثلاثون سنة فقط، ولده شيت اخذ الثماني مئة سنة واضافها الى سنواته وترك آدمَ، لماكان ابوه حيا معه مدة سنوات عمره لم يعد صالحا لتُحسب له لانه كان قد عتق، كان قد دخل عهد الطفل واستولى على الحساب، واسقط الاخيرُ الاولَ ليفسح له المجال.

– المخطوطتان: لندن 17155 ورقة 61-67 (ناقص)؛ روما 117 ورقة 286-287

– لا يرد في البداية ولا في النهاية اسم المؤلف. (ميامر على الآخرة). ملفاننا يستعمل عبارة اخوتي. اصالة ملفاننا اذ يقول: ان شيت اخذ سنوات آدم في حياته. اسلوب الميمر معقد وصعب وفيه الغموض. يستعمل ملفاننا هذه العبارة: كل الازمنة تطالب بما هو خاصتها، ولهذا اتكلم عن المجيء الذي ليس بعيدا ليحل على الارض. لو لم تكن هذه العبارة ادبية لدلت على فترة تحبير الميمر في حوالي سنة 495-500م.

 

 

الميمر 195

الخامس على نهاية العالم

 

المقدمة

 

1 الآخرة [ دعتني[1] لاتكلم ايضا عن النهاية، ربي اعطني الصوت الذي يكرز الحقائق،

2 اليوم الاخير اعطاني موضوعه لاتامل فيه، ربي اقنني الكلمة المليئة بكل فوائد،

3 /887/ النهاية رهيبة وتحيرني لاكرز ميامرها، واظن بان الزمان يثير قصتها.

 

فصول السنة الاربعة

4 كل وقت يثير فعالياته الموجودة فيه، والآخرة بلغتني وفيها اتكلم عن النهاية،

5 فعل شهور السنة يمضي مع ازمنتها، وتسعى اوقاتها مع تغييرات المناخ،

6 في تشرين يركض البرد ليبشر بقدوم الشتاء، وبجليده يجفف الاوراق التي رباها الصيف،

7 في كانون يحل البرد والجليد والثلج ويجمل ان يحل كل شيء في وقته،

8 نيسان البهيج يبسط جماله على الاشجار وفيه تُرى طريق الصيف التي مهدها الزمان،

9 وبهذا الشبه كل الاشهر تجلب ما هو خاصتها، كما تثور فيّ الآن ميامر الآخرة،

10 ريح النهاية هبّت على المعرفة كما لو كان [ على الاشجار وجعلتها تغلي[2] لتثمر الكلمات على النهاية،

11 لا يليق ان يحدث الحر في كانون، ولا يطلب حزيران ان ينهمر فيه المطر.

 

مجيء ابن الله ليس بعيدا

12 كل الازمنة تطالب بما هو خاصتها، ولهذا اتكلم عن المجيء الذي ليس بعيدا ليحل على الارض،

13 هوذا الاوقات تركض الواحد تلو الآخر /888/ لتنقل النهاية وتجلبها وتُدخلها لتشغل محلها،

14 هوذا النهار والليل يسيران بسرعة ليمهدا الدرب امام المجيء لئلا يتأخر،

15 الصباح والمساء يركضان منذ الازل ويسحبان العالم ليذهب الى النهاية،

16 عاملان نشيطان تنتهي الازمنة في هجعاتهما ولا يوفران الراحة للعالم الا بعد انتهائه،

17 هوذا الواحد يشلّح والآخر يوشح، ويفتحان ويغلقان لتعبر البرية الى النهاية،[3]

 

18 ايها النهار الى اين تسرع ومن يطاردك،؟ انت مطارد من قبل الآخرة ولهذا لا تقدر ان تستريح،

19 ايها الليل [ توقف[4] لو استطعتَ لنرى راحتك فيما لو لم تطردك النهاية لتعبر امامها،

20 رب الازمان يدفع الازمان ويزيلها لتعطي المجال للمجيء حتى يبيّن نفسَه.

 

تزول الاوقات لتنقض العالم القديم ليحل محله العالم الجديد

21 ايتها الاوقات من طردكِ لتنتقلي،؟ انكِ تسيرين بطاقة [ سريعة[5] في سبلك،

22 طريق العالم قلقة ومسرعة ومليئة ضجة، وتسافر وتحل ولا تتوقف عن الذهاب،

23 تسبق الشمس وتفيق العالم لينتقل من هنا، ويرافقه القمر في الليل ليسير في دربه،

24 /889/ في النور وفي الظلام يسير سيرا نحو النهاية ولا راحة للطريق السريعة التي سلكها،

25 الليل يقود العالم بواسطة النوم ليصل الى الصباح، لئلا يتاخر عن ذهابه ولو هو نائم،

26 النهار يركض ويخطو امامه [ ليذهب معه،[6] ويرافقه الى النهاية كما (يُرافق) الميت،

27 هذا العمل يحركه الشيء العظيم لكي يعبر، ولهذا يركض في مسيرته [ ولا يتاخر،[7]

28 الآخرة راكبة على القوة وتطارد الازمنة، وهي التي تنقلها لتفسح المجال لعزتها،[8]

29 العالم الجديد رمز الى هذا (العالم) المليء ضيقات (قائلا): ابتعد لاقوم لانك مضطرب جدا في افعالك،

30 هوذا الازمنة تهدم العالم لينتهي الى الابد، وكل يوم ياخذ حجرا من بنائه،

31 رويدا رويدا تنتهي الايام وتزول لتقوم الزاوية على اساس العالم الجديد،

32 القَلِق لا يمكن ان يتقن كما هو مكتوب، ولا الناقص يمكنه ان يكمل دون ان يتغير،[9]

33 العالم قلق وناقص كل يوم من الحسنات، ويحتاج الى بعض الوقت ثم يصل الى النهاية،

34 /890/ تدبيره موضوع على المركبة المليئة حركات، وتسير باضطراب وبقوة بدون نظام،

35 فيه الغنى مثل الحصان الهمجي، والفقر البهيمة المريضة المليئة امراضا،

36 انه مربوط مرة في الضيقات ويسير فيها، ومرة اخرى ياتي الوقت المليء الافراح غير الحقيقية،

37 يحدث بان قوته تُفقِد الغنى، ويقع ويحدث احيانا بان الفقر ينتصر فيه،

38 يحدث احيانا بانه بركضه يتاخر عن (الكائنات) الثقيلة، واحيانا يتجاوز (الكائنات) السريعة وهو جالس،

 

39 الركض المضطرب لا يفهم احد تغييراته، منظر مبلبل مليء [ مذمة[10] لمن هو غير صادق،

40 انه يشبه الصدفة بينما ليس بصدفة لمن يفهم، لكنه عمل يعلن[11] النهايةكل يوم.

 

كل شيء متغير في العالم الحالي، في العالم الآخر لا يوجد تغيير

41 العالم يركض تحت التغييرات لينتقل وياتي آخر لا يتبدل في افعاله،

42 تخطو وتعبر الضيقات والافراح مع اوقاتها لتفسح المجال لما بعدها،

43 اول امس ترتيل، والبارحة بكاء، واليوم ضحك، ولعله غدا تنتهي كل هذه الامور المبلبلة،!

44 /891/ يحدث احيانا بان البكاء يشرق من الضحك، لا يوجد في العالم شيء ابدي،

45 توجد الوليمة: لو دخل اليها الموت صارت حِدادا، ومن كان يرقص بدأ يرثي حبيبه،[12]

46 دخل الموت ووبخهم في ولائمهم (قائلا): يوجد لله عالم آخر قوموا وانتقلوا اليه،

47 الموت يغلق الخدر الزمني ليعلمهم بانه يوجد آخر لا يفسد جماله نهائيا،

48 العالم زمني وكل ما ياتي اليه يذهب ذهابا، طريقه سريعة لتصل الى النهاية بعجلة.

 

للموت وللولادة درب واحد

49 قارنوا بالحقيقة: الجثة والعروس هذه مع تلك، ولو نظرت بتمييز فان خطوبتهما واحدة،

50 في كلتيهما [ مصورة[13] النهاية بالنسبة لمن يفهم، طريق الولادة والموت التي يسلكانها هي واحدة،

51 من مهر العروس تعلّم ما هي غايتها، ان موتها وموت زوجها مرسوم هناك،

52 الموت مصور في حياة العائلة السعيدة، والاجل معلّق فوق راسها: انه مشهد محبوب،

53 صنعا الفرح وذكرا الالم في كتبهما: ماذا سيحدث فيما لو مات هو، او ماتت هي،؟

54 موت لختن يسبق زفافه بتوقيعه، /892/ وقد قضوا على العروس الشقية قبل ان تفرح،

55 دعوا الموتَ لياتي ايضا الى العرس، انه مدعو حزين يُلحق الشرط في النهاية،

56 هو الوسيط لاعراسهم وولائمهم، وهو وراءهم ويوقظهم لينتقلوا.

 

كل ما في العالم متجّه الى النهاية

57 الحزن مختلط في تعزية هذا العالم، وكل ما فيه يوجه تعليمه الى النهاية،

58 العجلة العظمى التي ربطتها الطاقة وتدبرها لا تقف لكنها تتوجه الى النهاية،

 

59 تدفع الازمنة وتنقلها الى النزول، وتجرّ الاوقات وتركض لتزيلها،

60 كل الشهور مركبة عليها[14] الواحد بعد الآخر لتهيء مجالا امام المجيء الذي سيشرق،

61 تدور فيها السنوات والسبوت مع اوقاتها، والدائرة مسرعة لتنقلها الى النهاية،

62 تخطو الساعات ولا تتوقف تلك عند هذه لتفسح المجال لتلك الساعة لتنفيذ ما يخصها.

 

القوة العظمى تزيل العالم الزمني لياتي العالم الجديد

63 يوجد شيء يلاحق العالم ويجعله يركض ولا يسمح له بالتوقف [ مع[15] اتقاناته،

64 القوة الخفية تحركه بقوة ليقطع طريقه /893/ لياتي ويدخل الشيء العظيم الذي لا يتغير،

65 ياتي عالم جديد وهو سريع ومتجبر ويرعب هذا الضعيفَ ليفسح له المجال،

66 في هذا العالم كل ما هو قائم سيقع، وضيقاته وافراحه ايضا هي وقتية،

67 بتغييراته يعرّف بانه ينتقل ويزول ويزيل معه [ كل[16] من ياتي اليه،

68 يدخل الغنى ومعه قنوط الفقر، وفي الصحة يوجد الهمّ من المرض.

 

البشر هم كالزهور

69 ينمو البشر كالزهور في الاجيال المختلفة، ولما يسخن الظهر واحدة منها تحترق،

70 مضى الاولون ولا [ يوجد] الآن خبرهم، وهوذا الزمان مسرع لينقل [الاخيرين،[17]

71 العالم يسلك طريقا سريعة لانه [ ينتقل[18] ويسير ليل نهار الى النهاية،

72 ان طريقه سريعة لو يحزن او [ لو[19] يفرح فهو يذهب ذهابا في اطراحه وفي افراحه،

73 ياتي الزمن ويجلب الضيق الموجود فيه، وبعد قليل يعبر الزمان مع ضيقاته،

74 العجلة دارت وابعدت الضيقات /894/ لتصير الطريق ممهدة في المسيرة تحت التغييرات.

 

كل يوم يمضي ينقص من حياة العروس والعريس

75 الافراح ايضا لما تظهر تشبه [ العالم،] وتطير مثل [ رؤى[20] الليل وكانها غير موجودة،

76 الختن يفرح في يوم زفافه، ولا يفكر بان عرسه نقّص من حياته الطويلة،

 

77 وفي الليل الذي التقت العروس بالختن رَجلها استاصلت حجرا من بناية الزمان ليزول،

78 قبل يوم كانت حياتها اطول بيوم واحد، ولما دخلت فقد نقّصت من اوقاتها،

79 ولم يوفر لها الزمان يوما واحدا دون محاسبته لان الليل نقلها لتقترب الى النهاية،

80 لما كانت جالسة في خدرها لتفرح فيه وضعت نسيجَ الازمنة في النول [ وانهته،[21]

81 حتى في عرسها لم تتوقف عن مسيرتها لانها قصّرت من ايامها واضاعتها،

82 هوذا طريق العالم مسرعة الى النهاية، حتى العرائس تركض اليها في اعراسهن،

83 لا يسرع السالبون كالاوقات ليُخرجوا البهيات بسرعة من مساكنهن،

84 لا تفسح [ المجال[22] للافراح ولا للضيقات /895/ فلو تضايق احد او لو فرح فهو يسير في دربه.

 

مرافقة الميت الى المقبرة تعني مسيرة الاحياء الى الموت

85 لما [ يُكفّن[23] الميت يؤلم جميع احبائه، ولما يبكون عليه فانهم يخسرون اوقاتهم،

86 يخرجون معه الى [ درب القبر] ليرافقوه [ وتتناقص[24] الساعات من اعمارهم ولا يفكرون،

87 يذهبون معه ويذهب معهم ليرافقهم لانهم يمشون ايضا الى النهاية،

88 يجلسون في الحِداد ولا يتوقفون عن المسيرة، يرثون الميت وتنتهي الساعات من ايامهم،

89 الزمان لا يطيل اناته حتى يعزيهم، [ لانه يطاردهم ويزيلهم حتى لما يبكون،[25]

90 لا يُتركون ليقضوا الحِداد الغارقين فيه لانهم يركضون لينتقلوا حتى اثناء الالم.

 

يسير الشيوخ والشباب والاجنة على درب النهاية

91 [ الطريق[26] السريعة تُطارد كل يوم من قبل العدالة ولا توجد فيها محاباة باي شكل من الاشكال،

92 لا راحة فيها لمن هو متضايق ولا لمن هو مسرور، فلو بكى احد او لو ضحك يسير عليها،

93 هوذا كل الطغمات مسرعة لتنتقل عليها، والواحدة تفسح مجالا للركض لتلك التي هي [ بعدها،[27]

94 /896/ هوذا الاولاد والشيوخ يسيرون فيها، وهوذا [ الشباب مرتبط مع[28] الشيخوخة للزوال،

95 حتى الجنين في بطن امه لا يهدأ من الركض، لان ايام العالم تتضاعف به كلما تربى،

 

96 لما تُحسب اشهر الحبل به يبدأ منذ ذلك الحين بداية لدربه لكي [ يعبر[29] هو ايضا،

97 مع بدايته في (حضن) امه (يذهب) الى نهايته، وبدخوله مرتبط خروجه حتى يزول،

98 امه تحسب الشهور والاوقات التي تحمله، وبحساباته يمشي في درب كل الارض،

99 يركض وهو سجين ولا يتيه في الظلمة، ويقفز مع الجبابرة في درب النهاية،

100 امه لا تسبقه بميل في مسيرة دربه، لانه منذ ان بدأ (الحياة) يسير معها لكي ينتقل،

101 قبل ان يتطلع من الظلمة ليرى النور اخذته الحموة على الطريق السريعة مع المسرعين،

102 الازمنة مسرعة [ لتفسح[30] المجال امام المجيء، ولا تترك في هدوء حتى الاجنة في البطون.

 

تضاف 800 سنة من عمر آدم الى عمر شيت (تكوين 5/3-5)

103 مع بداية الجنين يمشي [ ويخطو ويسير،[31] يُطرح هذا ويُجمع ذاك بموجب الحساب،

104 /897/ الطفل يُسقط اباه من الحساب ويدخل ويقوم ليبدأ بالجيل الجديد،

105 عاش آدم تسعماية وثلاثين سنة، وبموجب الحساب له مئة وثلاثون سنة فقط،[32]

106 ولده شيت اخذ الثماني مئة سنة واضافها الى سنواته وترك آدمَ،

107 لماكان ابوه حيا معه مدة سنوات عمره لم يعد صالحا لتُحسب له لانه كان قد عتق،

108 كان قد دخل عهد الطفل واستولى على الحساب والاخيرُ اسقط الاولَ ليفسح المجال.

 

الاجيال تزيل الاجيال وتحل محلها

109 وهكذا تطرد الاجيالُ (الاجيال التي) [ قبلها[33] وتتناثر الواحد بعد الآخر وتسقط عند النهاية،

110 بهذه الطريق رُبطت الازمنة بالركض وتتناوب فيها الاجيال لتعبر الواحد بعد الآخر،

111 هوذا الاجنة الهادئون في البطون يسيرون فيها، ولا يتوقف فيها حتى المرضى على الأسرّة،

112 يتساوى ركض (الكائنات) السريعة والبطيئة، لان الزمان يركض [ تحتها[34] ليزيلها،

113 العالم هو مرج والناس يشبهون الزهور، ما ان تنمو هذه وتورد تذبل تلك،

114 /898/ يذهب جيل وياتي جيل ضمن الحساب ليحل هذا الاخير محل ذلك الاول،

 

115 هذا الركض يحتاج الى الراحة حتى ينتهي، ولهذا [ تتطارد[35] الازمنة لتزول بسرعة،

116 على هذه الدائرة ان تتوقف وتستريح لانها نقلت الايام الى النهاية،

117 هذه العجلة [ تركض] سريعا لاجل التدابير واذ شاخت ستنحل [ ويسقط[36] ختمها،

118 الآخرة وصلت الى العالم ليركض من موضعه والآن بعد وصولها اليه يلزم ان يهدأ لانه كمّل دربه،

119 مسيرة الازمنة تود ان تستريح من سَفرها لان سبت الاتعاب سيشرق مع استعداداته.[37]

 

دعوة الى التوبة

120 اخوتي اسرعوا السير في الحسنات، فالطريق سريعة والزمان مضطرب على من فيه،

121 حتى وإن لم يكن عمر العالم كله قصير، فان حياتنا قد طفطفت لانها قصيرة،

122 حتى وإن سكت الكتاب من التوبيخ، فالطبيعة تعلّم الاستقامة التي هي الفضلى،

123 الازمنة التي تعبر [كالظل] تصرخ هكذا: لا يضل احد وراء [ الزمان[38] لانه ينتقل،

124 /899/ السنوات مطاردة على الجسر السريع وتبرهن علنا بان الكل سيزول مع كل شيء،

125 الايام والشهور التي تخطو وتعبر الواحد تلو الآخر [ترمز]: الى انه سوف لن يضلّ احد [ في السلطات.[39]

 

الخاتمة

126 بالحقيقة العالم سيزول وكل من ياتي اليه، واحد هو الباقي، مبارك سلطانه الذي لا يتغير.[40]

 

كمل[41]

[1] – الميمر يبدأ بحرف: ح. ل: قرُث لي، نص: قرُثَني

[2] – ل: الشجرة وهي غلته

[3] – انظر، ميمره 71، انظر، رسالة/43

[4] – ر: قَوُو، نص: كَتَر

[5] – ر: عظيمة

[6] – ر: لئلا يتاخر

[7] – ر: بدون تاخير

[8] – ر: لعزتهم

[9] – 1قورنثية 15/53؟

[10] – ر: مذمات

[11] – نقص في المخطوطة: ل. السروجي يؤكد بان العالم ليس وليد الصدفة (شجما شغمو) بل هو خليقة الرب، وبذلك يضادد الفلاسفة الملحدين. انظر، ميمره 71

[12] – تلاعب على: راقيذ، رقاذ رثى ورقص

[13] – نص: عند، بيجان يصوب: مصور

[14] – هنا ينتهي النقص

[15] – نص: على

[16] – نص: كل

[17] – ر: ليس موجودا وآخرون

[18] – ر: وينتقل

[19] – ر: وافِن، نص: افِن

[20] – ر: الحلم. ر: رؤيا

[21] – ر: دثكوذ، نص: تيكوذ

[22] – ر: افثو، نص: اثرو

[23] – ر: يُرافَق

[24] – ر: الميت في القبر. نص: ويتناقصون

[25] – ر: لانه متوجه الى النهاية كما أُمر

[26] – ر: دربه

[27] – ل: للانتقال

[28] – ر: والشباب

[29] – ر: يذهب

[30] – ل: ياتون

[31] – نص: جيل يثمر

[32] – نظرية سروجية اصيلة. ملفاننا يوافق نص التكوين 5/3 يوم ولد شيت كان عمر آدم مئة وثلاثون سنة. بعد ولادة شيت عاش آدم ثماني مئة سنة ومجمل عمره هو تسعماية وثلاثون سنة. تكوين 5/4-5، وكأن سنوات آدم بعد ولادة شيت لم تعد محسوبة لآدم لانه كان قد شاخ وهكذا نرى شيت يستولي على سنوات ابيه ليحل محله

[33] – ل: لاولهم

[34] – ر: دثحوثَيون، نص: دثحيثَيهون

[35] – ر: تركض

[36] – ر: ركضت. ر: ويتناثر

[37] – خروج 16/23-26. تذكير بالنظرية الالفية. انظر، ميمره 71 على الايام الستة

[38] – ر: ظلال. ر: عالم

[39] – ر: يقولون بالسلطة

[40] – كل شيء يزول، الباقي الوحيد الذي لا يتغير ولا يزول هو الرب. يوحنا 12/34؟

[41] – ر: كمل على الآخرة