الميمر 187 الموتى لمار يعقوب

الميمر 187

 

        ربي انا خاصتك إن متُ وإن حييتُ، انت الذي يربط في الموت وفي الحياة، سابشّر بك، انا خاصتك في البطن وفي القبر، انت دبرتني في عالم الاحياء وفي موضع الموتى، جبلتني وصرتُ اناء ناطقا لمجد اسمك، واتت الحية وافسدت صوري، فاعطني جمالي، بريتني لاحيا وانا ذقتُ الموت بارادتي، اعطني الحياة التي كانت موجودة في جمال بريتي، محبتك وضعتني في قمة عدن لما اتقنتني، وجرّني الثعبان ليسخر مني وجعلني ميتا، اعطني الجنة التي بُريت لاجلي، واسجن الثعبان في الشيول ليسكن هناك، انا اصعد الى العلى الذي هو خاصتي وها انه ينتظرني، ولتنزل الحية الى حفرة الموتى لانها اضلتني، تعبتَ وصنعتني وتالمتَ وخلصتني ومتَ واحييتني، فاشفِ وضمد كل جروحي واحيا معك.

        الانسان قيثارة عشارية الاوتار تزمر للرب: اشفق على تلال الجثث التي ادخلها الموت وجمعها في الشيول، واقمها لتزمر التسبيح لاسمك، ربي تاسف على القيثارة العشارية الاوتار التي قطع الموت اوتارها وبطل لحنها، جسد آدم متقن لتسبيح ربه، وها انه جامد في الشيول فاصلح اوتاره ليزمر لك.

        الانسانية يعصرها الموت كالعنب: بريتَ آدمَ وحدثت فاجعة وجعلته ميتا، ايها الرب اضِف تكرار يدك واحيِ الموتى، ابناء القضاة الجميلون صاروا حمأة في الشيول، اغسلهم من طين الموتى وابعثهم، الموت جعل كل عالم البشر معصرة الموتى العظيمة، وها انه يرفس فيها، افسد الاجسامَ كالعنبات الجميلة، ودمّر الاجساد كعناقيد الكرم المختار، اعطِ البطالة للفاعل البغيض والمفسد، ومُرْ بان تهبّ ريح الانبعاث على الاجساد البالية.

        مسكني هو عدن لا الشيول: عدن تنتظرني وحزنت جدا لانني خرجتُ منها، الشيول تريدني وتمسكني في الظلمات، اجلبني الى بيت ابي الى موضع الحياة الذي خرجتُ منه، ولا يكن لي مسكن في الشيول لان مسكنها بغيض، يوجد لي تنفسّ عند شجرة الحياة العظيمة، اجلبني الى هناك حيث وضعتني منذ البداية، بارادتي نزلتُ من قمة عدن العظيمة، اصعدني اليها لانني معتاد ان اسكن هناك.

        الموتى لا يسبّحون الرب: تراب الموتى لا يشكرك ولا يسبّحك، أصعِد مسبّحيك الى ارض الاحياء، فم الموتى مغلق عن التسبيح في القبر، لياتوا الى الجنة حيث لا يصمت المسبحون، هلم ايها الروح من عند الآب، وهبّ في المقبورين واقمهم للتسبيح.

        لتُغلق الشيول ولتُفتح عدن: لتسقط لتسقط بابل التي هي كالشيول، ولتقم الجنة بجمع الشعوب والقبائل، ليُغلق باب الشيول المفتوح منذ هابيل، ولتبتهج ابواب عدن العالية بآل آدم، ليعد الورثة الى تخومهم لانهم كانوا مطرودين، لقد مات رئيس الاحبار ليعيد آدم الى عدن موضعه.

– المخطوطة: لندن 14589 ورقة 13

– يرد في البداية اسم مار يعقوب. (فنقيث ميامر مار يعقوب الملفان المختارة المنظومة على الحروف الابجدية). يعقوب يصف عودة آدم الى الجنة بعد فساده في الشيول. قد يرقى تاريخ تاليف ميامر الموتى الى حوالي سنة 485-490م.

 

 

الميمر 187

الموتى[1] لمار يعقوب

 

المقدمة

 

1 ربي انا خاصتك إن متُ وإن حييتُ، انت الذي يربط في الموت وفي الحياة: انا ابشّر بك،

2 انا خاصتك في البطن وفي القبر، انت دبرتني في عالم الاحياء وفي موضع الموتى،

3 جبلتني وصرتُ اناء ناطقا لمجد اسمك، واتت الحية وافسدت صوري، فاعطني جمالي،[2]

4 بريتني لاحيا وانا ذقتُ الموت بارادتي، اعطني الحياة التي كانت موجودة في جمال بريتي،

5 محبتك وضعتني في قمة عدن لما اتقنتني، وجرّني الثعبان ليسخر مني وجعلني ميتا،

6 اعطني الجنة التي بُريت لاجلي، واسجن الثعبان في الشيول ليسكن هناك،

7 انا اصعد الى العلى الذي هو خاصتي وها انه ينتظرني، ولتنزل الحية الى حفرة الموتى لانها اضلتني،

8 تعبتَ وصنعتني، وتالمتَ وخلصتني، ومتَ واحييتني، فاشفِ وضمد كل جروحي واحيا معك.

 

الانسان صورة وقيثارة

9 /797/ اشفق على الصورة المصورة فيها صورتك والمليئة جمالا، واعطني كل جمالها كما في البداية،[3]

10 اشفق على تلال الجثث التي ادخلها الموت وجمعها في الشيول، واقمها لتزمر التسبيح لاسمك،

11 ربي تاسف على القيثارة العشارية الاوتار التي قطع الموت اوتارها وبطل لحنها،[4]

12 جسد آدم متقن لتسبيح ربه، وها انه جامد في الشيول فاصلح اوتاره ليزمر لك،

13 ساعد المدفونين ليقوموا من قبورهم، واملأ فمهم حتى يعطوك التسبيح يا متقن الكل.

 

آدم الاول مات وجلب الموت للبشرية وآدم الثاني حي واحيا البشرية

14 بريتَ آدمَ وحدثت فاجعة وجعلته ميتا، ايها الرب اضِف تكرار يدك واحيِ الموتى،[5]

15 ابناء القضاة الجميلون صاروا حمأة في الشيول، اغسلهم من طين الموتى وابعثهم.[6]

 

الموت يعصر الانسانية كالعنب في المعصرة

16 الموت جعل كل عالم البشر معصرة الموتى العظيمة، وها انه يرفس فيها،

17 افسد الاجسامَ كالعنبات الجميلة، ودمّر الاجساد كعناقيد الكرم المختار،[7]

18 اعطِ البطالة للفاعل البغيض والمفسد، ومُرْ ان تهبّ ريح الانبعاث على الاجساد البالية،

19 انفض الغبار عن جمال آدم، وبالانبعاث جدد وابعث واقم (جماله)،

20 /798/ اشرق نورك في الظلمات وابهجهم، هوذا حزانىالشيول ينتظرون اشراقك العظيم.

 

ندى المراحم ينعش الموتى ويحييهم

21 لينزل ندى المراحم الى موضع الموتى، وبه تنتعش الاجسام التي بليت في الهلاك،

22 انهم صورتك، جدد صورتَك التي فسدت [ وادعُها[8] لتصعد الى موضع الحياة الذي هو موضعها.

 

عدن تنتظر الانسان، وتريد الشيول ان تحتفظ به

23 عدن تنتظرني وحزنت جدا لانني خرجتُ منها، الشيول تريدني وتمسكني في الظلمات،

24 اجلبني الى بيت ابي الى موضع الحياة الذي خرجتُ منه، ولا يكن لي مسكن في الشيول لان [ مسكنها[9] بغيض،

25 يوجد لي التنفسّ عند شجرة الحياة العظيمة، اجلبني الى هناك حيث وضعتني منذ البداية،[10]

26 بارادتي نزلتُ من قمة عدن العظيمة، اصعدني اليها لانني معتاد ان اسكن هناك.

 

الموتى لا يسبّحون الرب

27 موضع الشيول يفطس ويخنق من ينزل اليه، لا يليق ان افسد فيه لانه ليس مهيأ لي،

28 ربي صنعتَ عدن لي لاكون هناك، الشيول التي صارت لم (تصر) لاجلي فلا افسد فيها،

29 تراب الموتى لا يشكرك ولا يسبّحك، أصعِد مسبّحيك الى ارض الاحياء،[11]

30 /799/ فم الموتى مغلق عن التسبيح في القبر، لياتوا الى الجنة حيث لا يصمت المسبحون،

31 هلم ايها الروح من عند الآب، وهبّ في المقبورين واقمهم للتسبيح.[12]

 

الابن يخلص السبي من الشيول

32 هلم يا ابن الله وحلّ العقد التي عقدها الشرير، وخذ الغلبة والق اكليله لانه تجاسر كثيرا،

33 هوذا الجبابرة مربوطون ومطروحون على عتبته، اربط الغاشم وحلّ المربوطين الذين حبسهم،

34 اكسر بحنانك مناخس الشيول من القبائل، وخذ الغلبة من الموت واعطها لآدم،[13]

35 لتسقط لتسقط بابل التي هي كالشيول، ولتقم الجنة بجمع الشعوب والقبائل،[14]

36 ليُغلق باب الشيول المفتوح منذ هابيل، ولتبتهج ابواب عدن العالية بآل آدم،[15]

37 ليعد الورثة الى تخومهم لانهم كانوا مطرودين: لقد مات رئيس الاحبار ليعد آدم الى عدن موضعه،

38 هوذا شجرة الحياة متروكة بدون حارس، والجنة مفتوحة، هلم ايها الورثة وادخلوا الى تخومكم،[16]

39 مات ابن الحي وسلّم نفسه بدل جميع الموتى، وخلّصهم لياتوا ويرثوا بيت ابيهم،

40 ذاك القوي القى نفسه في بحر الموتى، ليُصعدهم من الحفرة التي ابتلعتهم.[17]

 

الخاتمة

41 /800/ وزاد رجاء لمن هم بلا رجاء في الهلاك، ودعاهم ليصعدوا الى موضع الآب، مبارك مرسله.

 

 

[1] – يبدأ الميمر بحرف الدال: د

[2] – مزمور 138/5

[3] – تلاعب على كلمة: الصورة بمعنى الانسان-الصورة المصور على صورة الله

[4] – مزمور 33/2

[5] – تكوين 3؛ اشعيا 11/11

[6] – تكوين 6/1-4؛ خروج 22/8-9، 28 انظر ميمره 108 على الطوفان؛ وميمره 157 على ايوب

[7] – اشعيا 63/1-4؟؟

[8] – نص: وقريهي، بيجان يصوب: وقريوهي

[9] – نص: مسكن، بيجان يصوب: مسكنها

[10] – تكوين 2/9

[11] – مزمور 114/17؛ اشعيا 38/18

[12] – حزقيال 37؟

[13] – هوشع 13/14، 1قورنثية 15/55

[14] – اشعيا 21/9

[15] – تكوين 4

[16] – تكوين 3/24

[17] – رؤيا 20/13؟