الميمر 184 (الثاني) على الموت

الميمر 184

 

        ايها الموت كم انك تتكبر على القبائل، وتغضب لتبيد الجنس البشري،! ايها الشرير الغاشم الى متى لا تشبع من القبائل التي ابتلعتها بشراهة،؟ ها انك تجمع رويدا رويدا كل الاجيال، وبطنك العظيم بعدُ جائع الى البشر، هوذا في منزلك الطغمات والآلاف وجمع الشعوب: النهبُ العظيم الذي جمعته وانت بعدُ فقير،! ايها الموت كم انت مرّ: من لا يتشكى منك،؟ واي فم لا تلجمه وانت ساكت.؟

        الانسانية تنتظر الانبعاث: كل واحد ينتظر العالم الآخر ليسخر منك، لانك هنا اقلقتَ بالسوء وبالمرارة، العالم ينتظر صوت الانبعاث ليرى سقوطك، لكي يسقط تاجك ويطرح رئاستك ارضا، كل البرية تنتظر الآخرة لتنجو منك، لما تُخرب مدينتك العظمى ويزول غناك، لما يطالبك القرن الاخير ان تعيد الموتى، وتُخرجهم كامانة بغير فساد، لما تشرق قيامة الموتى في طرفة العين، وتدوس القوات سلطتَك، سيبطل البكاء من كل الافواه وانت ستبكي، ويقوم الموتى وهم غير فاسدين وانت ستفسد.

– المخطوطة: لندن 14608 ورقة 5

– يرد في البداية اسم القديس مار يعقوب الملفان وفي النهاية اسم الملفان مار يعقوب. (فنقيث ميامر مار يعقوب الملفان المختارة المنظومة على الحروف الابجدية). في الميمر تتكرر فكرة تشخيص الموت الذي ينغص عيش الانسان. في النهاية ينتصر الانسان على الموت بواسطة الانبعاث. قد يرقى تاريخ تاليف ميامر الموتى الى حوالي سنة 485-490م.

 

الميمر 184

الثاني للقديس مار يعقوب الملفان على الموت[1]

 

الموت يفتك بالبشرية ولا يشبع

1 ايها الموت كم انك تتكبر على القبائل، وتغضب لتبيد الجنس البشري،!

2 ايها الشرير الغاشم الى متى لا تشبع من القبائل التي ابتلعتها بشراهة،؟

3 /785/ ها انك تجمع رويدا رويدا كل الاجيال، وبطنك العظيم بعدُ جائع الى البشر،

4 هوذا في منزلك الطغمات والآلاف وجمع الشعوب: جمعتَ نهبا عظيما وانت بعدُ فقير،!

5 ايها الموت كم انت مرّ: من لا يتشكى منك،؟ واي فم لا تلجمه وانت ساكت،؟

6 هوذا خبرك السيء يُحكى في كل البلدان، وفي جميع الشعوب يقول عنك كل واحد: آه منك!،

7 هوذا الوالدات تندبك باصوات شجية، لانك افرغت اكنافهن من اولادهن،

8 والاهل يصرخون منك ايها الموت بالم، لانك جعلتهم يذوقون وجعا عظيما باحبائهم،

9 هوذا الندب من كل الافواه في كل البلدان، وانت نشيط في عملك لتزيد المصائب،

10 سيفك اخلى المتزوجات من مساكنهن، وبطون الوالدات من اثمارهن،

11 [ بطغيانك[2] افرغت المسكن من الورثة، وما كان يرعد خرّبته على سكانه.

 

الموت المرّ يقضي على كل طبقات المجتمع

12 ايها الموت كم انت مرّ،! من لا يولول منك،؟ لانك تجلب كل الضيقات على كل الاجيال،

13 هوذا الارملة تتشكى منك بمرارة، /786/ لانك سببتَ سبيا وجعلت شريكها يُفقد بالغزو،

14 اليتيم المظلوم يصرخ منك بالم عظيم ويقرفونه ولا عون له ولهذا يلعنك،

15 هوذا النحيب من كل الافواه على الموتى، البكاء العظيم الذي علّمته للبشر،

16 بك فسد جمال البتولات المنتظم، لانك دخلت عليهن مثل السالب ونهبتهن،

17 ايها الموت انت لا تشفق على الجميلين، ولا تتاسف على كل الزينات التي تفسدها،

18 الجمال جميل الى حين وصوله اليك، ثم يفسد لانك تفسد الجمال البهي في منزلك،

19 لو صادفتَ الختن البهي يضطرب، ويظلم نوره، ويذبل جماله، ويتغير بهاؤه،

20 وينطفيء سراجه، ويقع اكليله، وينتهي عرسه، وفي خدره يتلبد الظلام بدخولك اليه،

 

21 لو تدخل الى الوليمة تعكرت لان كل واحد يعود الى الندب بدل الرقص،[3]

22 لو رآك خدر العروس تسقط صوره، وتصبح الزينات المصفوفة والمتجمعة فيه دخانا،

23 لو التقاك من يضحك سيفسد، لانك تبدل فرحه الى الحِداد العظيم،

24 انت غاضب على الافراح لتقضي عليها، /787/ لان طريقك ممهدة بالضيقات من البداية،

25 بك يفقد العفيف حشمته لما يبكي على حبيبه، والساكت لما يرفع صوته على ميته،

26 بك يرتفع صوت الحرة على فقيدها، لانها كانت محتشمة وعفيفة وهادئة فافقدتها الحشمة،

27 انت ترفع نقاب العفيفات لانك بالندب تجعلهن غير محتشمات،[4]

28 بك ايها الموت تُفضح كل المظاهر، وكأسك تسكر من يشربها وتجعله مجنونا،

29 ولما يشرب احد خمر الضيق ياخذ عقله ويجن مثل السكران ويبدأ يتكلم بامور تافهة،

30 بك ايها الموت تفسد كل الامور السليمة، وبك تُفقد كل زينة الجميلات.

 

العالم ينتظر الانبعاث يوم يتلاشى الموت

31 كل واحد ينتظر العالم الآخر ليسخر منك، لانك هنا اقلقتَ بالسوء وبالمرارة،

32 العالم ينتظر صوت الانبعاث ليرى سقوطك، لكي يسقط تاجك ويطرح رئاستك ارضا،

33 كل البرية تنتظر الآخرة لتنجو منك، لما تُخرب مدينتك العظمى ويزول غناك،

34 لما يرهبك صوت القرن فجائيا، ويرعبك فزع ذلك المجيء العظيم،[5]

35 لما يطالبك القرن الاخير ان تعيد الموتى، /788/ وتُخرجهم كامانة بغير فساد،

36 لما تشرق قيامة الموتى في طرفة العين، وتدوس القوات سلطتَك،[6]

37 لما يعمي النور العظيم بصرَك في الظلمة، ويفزعك اشراقه العظيم لتصير سخرية،

38 لما يُهدم سور سلطتك العالي ويدخل الرعب ويوقظ الموتى (قائلا): قوموا من هناك،

39 في ذلك الوقت المكافاءات التي اعطيتَها تعاد اليك، والضيقات التي جلبتها على الكل تُعاد اليك،

40 سيبطل البكاء من كل الافواه وانت ستبكي، ويقوم الموتى وهم غير فاسدين وانت ستفسد.

 

الخاتمة

41 في ذلك الوقت ساعدنا لنقوم من عن يمينك، ونصرخ ونقول: لك التسبيح الى الابد آمين.

كمل الميمر على الموتى لمار يعقوب الملفان

[1] – الميمر يبدأ بحرف الالف: أ

[2] – نص: بطرنوثخ، بيجان يصوب: بطرونوثخ

[3] – تلاعب على الندب (مرقودةا مرقوذتو) وعلى الرقص (رقدا  رقذو)

[4] – هل المرأة العفيفة كانت محجبة في القرن الخامس؟ هذا ما يقوله يعقوب!. انظر، ميمره 197/150

[5] – متى 24/31؛ 1قورنثية 15/52

[6] – 1قورنثية 15/52