الميمر 173 على الوزنات الخمس التي وهبها ربنا لعبيده

الميمر 173

 

        في بداية ميمري ادعوك ايها الآب الرحوم، اعطني كلمة تزمر التسبيح لك مما لك، في بدء عباراتي اسجد لك ايها الابن الحنون، اثلم لي شراب التعليم بغزارة، بلفظ شفتيّ اشكرك ايها الروح الحي تحنن على الضعيف الذي يتزاحم ليتكلم دون ان يفحص، اجبل فيّ كلمة مليئة حياة تزمر كل يوم التسبيح الجديد بصوت عال، خلص افكاري من كل الادناس، فتثمر التسبيح لنعمة لطفك، قدس حواسي لتعطي التسبيح وكل الشكر، ليلد لساني من موهبتك الكلمة التي تزمر التسبيح لمراحمك التي لا تُدرك، اخلق فيّ ميمرا يلد كل يوم تسبيحا لمراحمك التي ارسلتك لتاتي وتخلص الناس، اجمع لي كنز النبؤة الى افكاري لاصرخ بلساني ميمر العجب.

        يعقوب يفسر للبيعة: الى هنا مشت الكلمة في درب المثل، ومن هنا وصاعدا تتزاحم لتدخل الى تفسيره، اذهب ايها الذكاء والتجيء الى الايمان، وهو يقربك عند النعمة صاحبة الكنوز، يا ابن الله اعطِ لمحتاج الذي يطلب منك كلمة الحياة التي تزمر تسبيحا جديدا لابيك، اعطني لآخذ واغتني واثري من يسمعني، سمعت البيعة العروس الشابة المثل الذي سردته وهي مشتاقة كثيرا الى تفسيره، فساعدني حتى يوصف، باسمك بدأتُ منذ البداية في الطريق التي سلكتها، وبك اصل الى التفسير ثم اتكلم.

        كلمة الرب لؤلؤة لها عدة تفاسير: كلمة الابن لا تُحبس بتفسير واحد لانها كلها نور وهي مليئة وجوها من كل الجهات، اللؤلؤة هي مليئة نورا من كل الجهات: كم هي افضل كلمة الحياة لمن يحبها.؟ نزل الذكاء مثل السبّاح وغطس في الكتب ووجد هناك لؤلؤة مليئة غنى، واراد ان يُصعدها للعالم المحتاج ليغتني بها، ربي سدّ عوز التعبان الذي نزل حتى يصعد معه اللؤلؤة المليئة غنى، ربي، البيعة واولادها تتوسل اليك، ليُنطق ميمرك العظيم من قبلي.

        سمعان هو الحجر الاول في البيعة: سمعان شتل البيعة وبنى فيها نفسه الحجر الاول، كان قد وضع شخصه كاساس لعروس النور، وبنى في اسوارها الرسلَ رفاقه قواعد محبوبة، هو في الاساس ورفاقه في الاسس وقام البناء واتى المسيح في رأس الزاوية وصارسقفا، وضع في وسطها الصليب-المنارة وربنا-النور ولا تحتاج لتنير الشمس في جوارها، فتح فيها حضنا روحيا-المعموذية التي تحبل الموتى وتلد الاحياء وتعطيهم للآب، بنى فيها مذبحا مائدة الملك المليء حياة، وفوقه وضع وليمة الجسد والدم.

        موسى هو تلميذ يرضع الحليب وقد استلم لوحي الشريعة: موسى جمال النبؤة الذي تعلّم اسرار التلمذة باللوحين اللذين اخذهما، التلميذ حالما يدخل الى المدرسة ياخذ يتعلم صورة الحروف على الالواح، وهكذا موسى جمال التلمذة المحبوب قبِل اللوحَين من جبل سيناء وتعلّم بهما، تعلّمهما مثل التلميذ وصنعهما وصار معلّما مليئا جمالا في الملكوت، من الناموس رضع الحليب الروحي مثل الطفل وصار رجلا الهيا.

        سمعان الصفا ليس طفلا ليرضع الحليب، انه رجل يتناول خب الحياة: سمعان الصفا لم يرضع الحليب مثل الطفل لان البكر اعطاه خبز الحياة وجعله رجلا، لم يتعلّم السِفر الالهي من اللوحَين انما اعطاه الجسد والدم فاغتنى في مصف الرسل.

        يعقوب يتوسل لاجل قطيعه: بمراحمك احيِ المشترين بدمك من عن يمينك، حاشا لمتناولي جسدك ان يتعذبوا في الظلمات، حاشا للجسد الذي اكل جسدك بايمان ان يكون حصة للنار المسجورة منذ الازل، حاشا للنفس التي اخذت هنا كأس دمك ان تشرب هناك كأس الآلام لانها مخلصة بك، اخذناك من هنا كعربون الحياة لنصير خاصتك في الملكوت ونحيا معك، لم نعمل افعالا صالحة لنقرّبها لك، انما نُظهر لك الايمان الذي تحبه، باسم الآب والابن والروح صرنا ابناء للآب المجيد (بفضل) بطن المعموذية المبارك، واخوة محبوبين للابن المسيح بواسطة الروح القدس: ثالوث به نحن مختومون ومرسومون، ربي، اعترفنا بلاهوتك وبناسوتك، واخذنا سلاحا جسدك ودمك، فبه انصرنا.

– تفسير هذا المثل: صاحب البيت هو رب العالمين. العبد الاول هو موسى صاحب التوراة اي الكتب الخمسة والتجارة هي الحواس الخمس. العبد الثاني هو سمعان الصفا الذي اخذ الوزنتين اي الجسد والدم والتجارة هي نفس جسد البشر. العبد الاخير هو يهوذا الذي اسلم معلمه وشنق نفسه والوزنة التي اخذها هي علامة التلمذة التي طمرها ولم يتاجر بها. مجيء صاحب الوزنات للمحاسبة يعني مجيء الابن للدينونة الاخيرة في نهاية العالم.

– المخطوطة: روما 464 ورقة 335

– يرد في البداية اسم مار يعقوب. مقدمة هذا الميمر هي ثالوثية على مثال الميمرين 19، 163. السروجي يستعمل عبارة اخوتي ويتكلم كثيرا عن نفسه ويكتب مثلا: اللهم اشفق على الضعيف الذي وصف خبرك، وفي يوم الدين يجد المراحم امام نعمتك، والقطيع الذي سمع كلمة التعليم الحية، ليكن خاصتك في يوم دينونتك. قد يرقى تاريخ تحبير الميمر الى فترة شيخوخة السروجي لانه يتكلم عن القطيع الذي سمعه، اي الى فترة اسقفيته حوالي سنة 519-520م.

 

 

لمار يعقوب

الميمر 173

على الوزنات الخمس التي وهبها ربنا لعبيده

(متى 25/14-30؛ مرقس 13/34؛ لوقا 19/12-27)

 

المقدمة الثالوثية

 

1 في بداية ميمري ادعوك ايها الآب الرحوم، اعطني مما لك الكلمة التي تزمر لك التسبيح،

2 في بدء عباراتي اسجد لك ايها الابن الحنون، اثلم لي شراب التعليم بغزارة،

3 بلفظ شفتيّ اشكرك ايها الروح الحي تحنن على الضعيف الذي يتزاحم ليتكلم دون ان يفحص،

4 ايها الآب الجابل اجبل فيّ الكلمة المليئة حياة /588/ التي تزمر كل يوم التسبيح الجديد بصوت عال،

5 ايها الابن المخلص خلص افكاري من كل الادناس لتثمر التسبيح لنعمة لطفك،

6 ويا ايها الروح الذي قدسني بالمياه برفرفته، قدس حواسي لتعطي التسبيح وكل الشكر،[1]

7 ايها الآب الذي لم يولد ليلد لساني من موهبتك كلمة تزمر التسبيح لمراحمك التي لا تُدرك،

8 ايها الابن المولود اخلق فيّ ميمرا يلد كل يوم تسبيحا لمراحمك التي ارسلتك لتاتي وتخلص الناس،

9 ايها الروح الذي تكلم في النبؤة عن الخفايا واتى ليكرر لنا بواسطة مصف الرسل (الكلام) عن الظواهر،

10 اجمع لي كنز النبؤة في افكاري واصرخ بلساني ميمر العجب بواسطة مصف الرسل.

 

يعقوب يتكلم

11 ربي لا تمنع عن الفقير الذي يريد ن ياخذ، انظر الى ارادته التي تريد ان تعطي لمن يطلبون منه،

12 لو آخذ ولا اعطي احجب موهبتك عني، ولو اعطي وانا افرح اضِف لي (موهبتك)،

13 هوذا الفلس الاول الذي اخذته جرّب وانظر: لو لم اضاعفه لا تترك لديّ (الفلس) الذي املكه،[2]

14 لو آخذه واخبئه لادخل الى المحاكمة مثل العبد الشرير الذي اخفى وزنته في الارض،[3]

15 ولو اوزع كنز ثرواتك على المحتاجين، /589/ زِد لي موهبتك لاشكرك ايضا،

 

16 يا ابن العظمة انحدر عندي لانه يسهل عليك ذلك، وارفع كلمتي عند والدك بمؤانستك،

17 اعطني وغادر دون ان تنتقل يا صاحب الاجر، وهلم وطالبني بالوزنة التي اخذتها مع ربحها،

18 لو آخذ سوف لن اخبيء ولن اخفي لان دينونة العبد الذي اخفى وزنته ستلعنني،

19 ربي، الطوبى الذي ناله العبد الصالح يغريني واتوق اليه، فاهلني لآخذ كما اقرضته،

20 ويل العبد الشرير الشقي يخيفني ايضا، اغسلني منه يا مطهرا احتمل الآلام لاجلنا،

21 حاشا لي ان اقول: انت رجل قاس، وحاشاك ان تحاسب الذنوب التي صنعتها حريتي في شخصي،

22 اقول: انك تحصد ما لم تزرعه، فاحصد الخطيئة التي زرعها الشرير في البشر،

23 اقول ايضا: انك تجمع ما لم تبدده، والشرير بدد الشعوبَ بالضلالة وانت جمعتهم،

24 ليسِر العقل الى تعليمك ببساطة ايها الصالح الذي يعطي لمن يطلبون منه فساعده حتى ياخذ،

25 لا يقدر ان يعطي بل يستطيع ان ياخذ فاعطِه الكلمة وخذ التسبيح بصوت عال،

26 العقل جسور ويريد ان ياخذ فلا ترده، /590/ لقد زاره ضيف فاعطِه ايها الصالح كما وعدتَ،[4]

27 هوذا صوت كلمتك ياتي اليّ من سِفرك، وهانذا اسمع محبة خبرك من قراءتك،

28 لو اتى صديق ويدعو الصديق رفيقه في منتصف الليل ليطلب منه حاجته،

29 لو كان الباب مغلقا وهو نائم في السرير، يقوم ويعطيه ويطلقه بسبب لجاجته كما طلب منه،

30 النفس تطرق على بابك العظيم فلا تردّها، اعطِها المراحم وتطلق عنها الخطايا الضيوف،

31 قدّس حواسي مع افكاري يا بارّ الآب، فتركض كلمتي بسرعة الى تعليمك،

32 مثلُ الابن دعاني لاتكلم عنه، يا كلمة الآب ساعدني لاتكلم عنك.

 

مثل الوزنات (متى 25/1-30)

33 انه مكتوب في البشارة: قال ربنا وهو يعلم: كان يوجد رجل غني وصاحب اموال،

34 اراد ان يسافر ودعا عبيده واعطاهم خمس وزنات، ووزنتين، ووزنة واحدة،

35 اعطى للاول خمس وزنات كما سُمع، وللثاني اعطى اثنتين، وللاخير واحدة،

36 اعطى الحساب وامرهم، وسافر في دربه وحذرهم: انه سيطالب بما له مع رِباه،

37 عليكم ان تهتموا وتربحوا وتغتنوا الى ان آتي، /591/ ولما آتي ادعوكم للمحاسبة،

38 واطالبكم باستقامة حتى الفلس الاخير الذي سوف لن انساه،

39 سلّم في ايديهم وعلّمهم وحذرهم، وغادر وذهب كما قيل: انه سافر،[5]

40 وبدأ العبيد كل واحد منهم يدبر ويعطي ويقرض وياخذ ويحفر ويطمر كما يشاء،

41 الاول اخذ خمس وزنات وخرج يعمل بعناية ويركض ويستغل الفضة التي اعطاها اياها سيده،

 

42 واجتهد الثاني الذي اخذ اثنتين، ليجمع الفضة التي اخذها مع فائدتها،

43 ذاك الشقي الذي اخذ الوزنة فقط ذهب وحفر وطمر في الارض الفضة التي اخذها.

 

صاحب الوزنات الخمس: هو العبد الصالح (متى 25/19-21)

44 وبعد مدة اتى السيد ليطالب ما له، فدعا العبيدَ لياخذ منهم الوزنات التي اخذوها،

45 دخل الاول وكنفه مليء، ووجهه مسفر، وقلبه جذل اذ تضاعفت الوزنات التي اخذها،

46 اقترب وسجد العبد الصالح للسيد الصالح، وعرض كنفه وابان فضته مع ربحها،

47 قا له: خمس وزنات اخذتُ منك وتاجرت ايضا خمس وزنات فتضاعف كيسك،

48 سيدي خذ فضتك مع ربحها وهي غير ناقصة، /592/ واكون في المراحم امام نعمتك واحيا معك،

49 فرح السيد بالعبد الصالح الذي ضاعف التجارة، واعطاه الطوبى بصوت عال وقال له:

50 [ نعمّاً[6] يا عبدا امينا صالحا ومليئا جمالا، ادخل بفرح الى بيت سيدك مع فائدتك،

51 ائتمنتك على القليل لما سافرت، والآن هانذا اقيمك على الكثير لانك مستحق،

52 محبتك جميلة، وصِدقك لائق، وفائدتك مضافة، ادخل بسلام واسترح من تعبك بسبب تجارتك.

 

صاحب الوزنتين: هو العبد الصالح (متى 25/22-23)

53 اعطى الاولُ وقبل السيدُ بفرح، واقترب الثاني ليعطي [ الوزنات[7] التي اخذها،

54 هذا ايضا دخل عند سيده بوجه مسفر، وهو يحمل الفضة التي اخذها منه مع ربحها،

55 اقترب الجميل وسجد امامه قائلا: سيدي هوذا وزنتان اخذتهما منك مع ربحهما،

56 اخذتُ اثتنين وتاجرت باثنتين اخريين، فاستلم كيسك مع ربحه واصير معك،

57 فرح السيد بالعبد الصالح الذي ضاعف تجارته، واعطاه الطوبى بصوت عال وقال له:

58 [ نعما[8] يا عبدا امينا صالحا ومليئا جمالا، /593/ ائتمنتُك على القليل وانا اسافر،

59 والآن اقيمك على الكثير ادخل بفرح وسلّم الحساب، فقبل الطوبى ودخل وهو فرح.

 

العبد الذي طمر وزنة سيده: هو العبد الشرير (متى 25/24-25)

60 وامر السيد ان يدخل العبد صاحب الوزنة الواحدة، ليعطي ايضا الفضة التي استلمها مع فائدتها،

61 سمع العبد ولم يكن يعرف ماذا يصنع، لانه حفر في الارض واخفى الفضة التي اعطاها اياه سيده،

 

62 كان يفكر بينه وبين نفسه (ويقول): ماذا افعل،؟ وقال آخذُ فضته واذهب عنده،

63 اقول له: كنتُ اعرفك رجلا قاسيا، فخفتُ منك، هوذا فضتك وهي غير ناقصة،

64 طمرتهُا في الارض وكانت محفوظة لك الى ان تاتي، زِنها لو نقصت سوف لن ابتعد الا وعوّضتُ،

65 دخل الآن العبد الشقي وراسه منحن، وكنفه فارغ من الفائدة، وقلبه مكسور،

66 فتح فمَه موبخا سيده وتكلم معه مثل جسور وقال له:

67 اعرف بان حكمك قاس على المذنبين، ونقمتك عظيمة لمن يقرض ولا يوفيِ،

68 انت رجل عظيم ومخيف وقاسي الحكم، والشيء الذي لم تزرعُه تحصده ولا تخاف،

69 ويسهل عليك ان تجمع ما لم تبذره، /594/ فخفتُ منك وذهبتُ واخفيت وزنتك في الارض،

70 هوذا ما لك وهو غير ناقص من وزنه، تكلم بهذه الامور فاجابه سيده قائلا:

71 ايها العبد الشقي والشرير والكسلان، كنتَ تعرفني رجلا قاسيا كما تقول،

72 وانني احصدُ ما لم ازرعه كما تعد، واجمع ما لم ابذره كما ذكرتَ،

73 كان يلزم عليك ان تلقي الفضة على المائدة الى ان آتي واطالب بالوزنة مع رباها،

74 وامر حالا ان ياخذوا منه الوزنة التي جلبها، ويعطوها للعبد الذي جلب عشر وزنات،

75 ذاك الذي له يُعطى له ويُزاد، ومن يكفر لن يُترك له ما يملكه،

76 العبد الشرير اخرجوه من هنا الى موضع مظلم حيث البكاء وصريف الاسنان.

 

يعقوب يتكلم

77 الى هنا مشت الكلمة في درب المثل، ومن هنا وصاعدا تتزاحم لتدخل الى تفسيره،

78 اذهب ايها الذكاء والتجيء الى الايمان، وهو يقربك عند النعمة صاحبة الكنوز،

79 بالايمان تاخذ النفس كل المطاليب، من الينبوع يطلب العطشان ان يرتوي منه،

80 بالايمان اغتنى القديسون والآباء /595/ وبه انتصر جميع العادلين والآباء،

81 وابن الحي قال في البشارة وهو يعلّم: كل ما تطلبونه بالايمان اعطيكموه،[9]

82 يا ابن الله اعطِ المحتاج الذي يطلب منك [ كلمة[10] الحياة التي تزمر تسبيحا جديدا لابيك،

83 كل الثروات التي يملكها الآب هي في يديك، اعطني لآخذ واغتني واثري من يسمعني،

84 سمعت البيعة العروس الشابة المثل الذي سردته وهي مشتاقة كثيرا الى تفسيره، فساعدني حتى يوصف،

85 ايها الصالح اعطني وانا اعترف بانني لا استحق، انت تستحق ويجمل بك تسبيح الناس،

86 لو تنظر اليّ كما انا سوف لن آخذ، انظر اليك لانك مليء بالمراحم فاعطني كلمة الحياة،

87 حنانك معتاد ان يعطي كل الاسئلة كل يوم لمن يستحق ولمن لا يستحق لانك الصالح،

 

88 لم يقف احد على بابك وذهب فارغا، لانك تريد في كل الفرص ان تعطي لمن يطلب منك،

89 باسمك بدأتُ منذ البداية في الطريق التي سلكتها، وبك اصل الى التفسير ثم اتكلم.

 

الذكاء يغطس في الكتب ليخرج منها اللؤلؤة-التفسير

90 نزل الذكاء مثل السبّاح وغطس في الكتب [ ووجد[11] هناك اللؤلؤة المليئة غنى،

91 واراد ان يُصعدها للعالم المحتاج ليغتني بها، ولو لم تساعده نعمتك فان طريقه هي فارغة،

92 ربي سدّ عوز التعبان الذي نزل حتى يصعد معه اللؤلؤة المليئة غنى،

93 الرسل توسلوا اليك قائلين: ربي فسّر لنا هذا المثل، ولما تضرعوا اليك بالايمان لم تخفه عنهم،[12]

94 ربي، البيعة واولادها تتوسل اليك، ليُنطق ميمرك العظيم من قبلي، وانا اقر بانني غير مستحق،

95 يا ينبوع الحياة اثلم لها نفسك لتتلذذ بك لاجل القطيع العطشان حتى يشرب من تعليمك،

96 الرسل هم مُلكك، والمثل هو مُلكك، والبيعة هي مُلكك، والميامر والكلمات وكل التراجم بك فُسرت.

 

بدون الابن لم يكن شيء مما كان (يوحنا 1/3)

97 لم يغتنِ العادلون بتراجمهم الا منك، ولا الانبياء تكلموا بشيء من دونك،

98 ولا الآب يصنع شيئا الا بك، وبدونك لم يكن شيء واحد كما هو مكتوب،[13]

99 بكَ كان قد صنع العالمَ كله لما كان يبري، وانت كلمته التي صنعت العوالمَ وقامت في الوجود،

100 انت قوته وبك تقوّى العالم وصار، وبك يحيا العالم ولو تركتَه لما كان يقوم.

 

النفس مبدأ حياة الجسد، الابن مبدأ وجود العالم

101 لا توجد الحياة للجسم الا بالنفس، ولولاك لما قام العالم او يقوم،

102 /597/ بدون النفس لا توجد امكانية ليحيا الجسد، ولا يمكن ان يقوم العالم الا بك،

103 كلما تسكن النفس في الجسد فهو حي بها ومعها، ولو تخرج صار صامتا وكانه غير موجود،

104 وهكذا ان العالم حي بك ومعك ولاجلك، فلو تركه رمزك الحي لصار كانه غير موجود،

105 انا حي بالنفس، والعالم حي بك بالحقيقة، والنفس ايضا حية بك والا فانها ميتة،

 

106 لو تحيا النفس في الجسد ولا تحيا بك، فانها كلها محرومة من الحياة هنا وهناك،[14]

107 ولو تحيا بك لا يستولي عليها الموت حتى وإن ماتت لانها متكلة عليك ومتعلقة بالرجاء لانك تقيمها.

 

كل البرايا توجد وتعمل بواسطة الابن

108 النور ايضا لا ينير الا منك، ولا الظلمة تقدر ان تسير بدونك،

109 السراج-الشمس تاخذ منك كل يوم الاشراق، ولو لا تعطيها نعمتك لا تقدر ان تشرق،

110 بك تتحرك كل الايام والليالي، ومنك تاخذ وتذهب وتاتي الى تخومهما،

111 السماء والارض والبحر واليابسة والعالم والهواء تزمر تسبيحك في منازلها وهي صامتة،

112 فلو تزمر (الكائنات) الصماء تسبيحَك بدون هدوء، انا الناطق كم سأُزجر لو اصمتُ،؟

113 /598/ مهما يتيه العقل وراءك لا يدركك فهو مهتم ومعوز وعطشان لياخذ، وانت تعطي ايضا،

114 سلك الدرب ومشى معك وها انه معك، فهلم انت معه وكافئه لانه ذهب معك.

 

يعقوب يتكلم

115 نعم ايها الحنان تحنن على الضعيف الذي يطلب منك واعطه لياخذ دون ان يقوم على موهبتك،

116 ربي لا اصفك كما انت لانني لا اقدر، اعطني كلمة تزمر التسبيح بصوت عال،

117 الميمر الذي اعالجه جبار، وانا ضعيف يا قوة الآب قوِّ كلمتي لاجل قصتك.

 

من هو صاحب البيت ومن هم العبيد الثلاثة؟

118 لنسمع الآن من هو صاحب البيت،؟ ومن هم العبيد،؟ وما هي الوزنات التي اخذوها،؟

119 من هو العبد الاول الذي اخذ خمسا واستغل الفضة التي تضاعفت لصاحب البيت،؟

120 ومن هو العبد الثاني الذي اخذ اثنتين وركض وتعب وضاعف تجارته مثل الاول،؟

121 ومن هو الذي دعاه عبدا شقيا اخذ الوزنة وحفر وطمرها وصار مطرودا من بيت اصحابه.؟

 

الله رب العالمين هو صاحب البيت

122 الله ذاته رب العالمين هو السيد، والعبيد الذين دعاهم وسلّم في اياديهم هم هولاء.

 

 

العبد الاول هو موسى. الوزنات الخمس هي اسفار التوراة الخمسة

123 ذاك الاول الذي اخذ خمسا هو موسى العظيم الجبار القوي ومتعلم اسرار بيت الله،

124 /599/ الوزنات الخمس المذكورة التي اخذها هي اسفار التوراة الخمسة المليئة اسرارا،

125 وقد اخذها من جبل سيناء وخرج وعلّمها للشعب ليصير شعبا للرب اذا سمعها،

126 ركض وتنشط وتعب وعلّم وصار عظيما كما قيل: من يعلّم ويعمل يصير عظيما.[15]

 

العبد الثاني هو سمعان الصفا. الوزنتان هما جسد ودم المسيح

127 ليأتِِ الآن العبد الثاني الذي اخذ اثنتين، لنرَ من هو،؟ وما هما الوزنتان اللتان اخذهما،؟

128 سمعان الصفا العبد الثاني الذي اخذ اثنتين وهاتان الوزنتان هما جسد ودم ابن الله،

129 اخذ الصادق جسدَ ودم ابن الله، وخرج ووزعه بين الشعب وتاجر به،

130 اخذ الصادق وزنتين اي الجسد والدم وتاجر به جسد ونفس البشر،

131 خلط جسد الابن بجسد البشر، ودمه الحي مزجه بدم الناس فعاشوا،

132 اخذ التاجر غنى عظيما اعطاه اياه ربه، وخرج ووزعه في العالم المحتاج ليغتني منه،

133 كنزه مفتوح له ويبذر مجانا لمن يطلب منه، ويضاعف غلته يوما بعد يوم مع فوائدها،

134 /600/ يوزع غناه ويلقي كلمته على المحتاجين: هلموا ايها الناس [ خذوا[16] الحياة التي تُوزَّع مجانا،

135 مجانا اخذتُ وانا مأمور لاعطي مجانا، ايها المعوزون لا تتعذبوا بالفاقة،[17]

136 هذا هو العبد الذي لم يطمر الفضة التي اعطاه اياها ربه لكنه استغلها وتاجر بها وتضاعفت فائدتها،

137 العامل التعبان حمل على كتفه الصليب-الفأس، وخرج ليفلح الارض التي خربت بالوثنية،

138 الثور التعبان كان قد ربط نفسه بالصليب-النير وبدأ يستأصل دغل الضلالة من الحقول.

 

سمعان اساس البيعة، والرسل قواعدها، والمسيح-السقف راس زاويتها

139 كان قد استاصل والقى هياكل الوثنية العالية، وشتل البيعة وبنى فيها نفسه الحجر الاول،

140 كان قد وضع شخصه كاساس لعروس النور، وبنى في اسوارها الرسلَ رفاقه قواعد محبوبة،

141 هو في الاساس، ورفاقه في الاسس وقام البناء، واتى المسيح في رأس الزاوية وصار السقف.[18]

 

 

في البيعة يوجد الصليب-المنارة، وحضن المعموذية، والمذبح

142 وضع في وسطها الصليب-المنارة وربنا-النور ولا تحتاج لتنير الشمس في جوارها،[19]

143 فتح فيها حضنا روحيا-المعموذية التي تحبل الموتى وتلد الاحياء وتعطيهم للآب،

144 بنى فيها مذبحا مائدة الملك المليء حياة، /601/ وفوقه وضع وليمة الجسد والدم،

145 كسر خبز الحياة ومزج الاجاجين ودعا المدعويين ووزع الغنى الذي اعطاه ربه وتاجر به.[20]

 

الوزنتان هما جسد ودم المسيح وجسد ونفس البشر

146 بالوزنتين كان قد تاجر باثنتين اخريين أي بالجسد وبالدم، وبجسد وبنفس البشر.

 

يهوذا هو العبد الاخير والكسلان، ووزنته هي علامة التلمذة

147 اخوتي، ليأتِ العبد الشقي والكسلان، ونرَ من هو،؟ وما هي الوزنة التي اخذها،؟

148 العبد الاخير الذي اخذ الوزنة الواحدة وحدها هو يهوذا الماكر الذي اسلم معلمه وخنق نفسه،[21]

149 والوزنة التي اخذها وطمرها في الارض ولم يتاجر بها، هي علامة التلمذة المجيدة التي اعطاه اياها ربه،

150 اعطاه كلمة التعليم وحفر وطمرها، وهذه هي الوزنة ولم يخرج يتلمذ البلدان،

151 علّق له حبلا وخنق نفسه وسقط في الشيول، وها قد طمر الوزنة في التراب ولم يتاجر.

 

كلمة الرب لا تُحبس في تفسير واحد لانها لؤلؤة كلها نور

152 كلمة الابن لا [ تُحبس[22] بتفسير واحد لانها كلها نور وهي مليئة وجوها من كل الجهات،

153 اللؤلؤة هي مليئة نورا من كل الجهات: كم هي افضل [ كلمة[23] الحياة لمن يحبها،

154 الابن الاعجوبة قال مثلا عجيبا، وذكر كله كما حدث ولكن ليس كله،[24]

155 /602/ قال: كان رجل عظيم وصادق جدا، وكرر الكلمة وله عبيد وهذا واضح،

156 بان كل واحد منهم اخذ الوزنات كما قيل، وقد اتضح ما هي هذه الوزنات،

157 الاول ركض وتعب مع فائدته، والثاني ضاعف التجارة التي اعطاها اياه ربه،

158 والثالث الذي حفر في الارض واخفى فضته الى هنا تم بالحقيقة كل ما قيل،

 

159 اعطى الناموس لموسى العظيم وتاجر به، واعطى جسده ودمه لسمعان الصفا ودبّرهما،

160 والتلمذة ليهوذا وطمرها ولم يغتنِ بها، وقوله انه دعا عبيده للحساب،

161 (يعني) انه سيطالب في نهاية العوالم بكل الحسابات من الابرار ومن الخطأة كما هو مكتوب.[25]

 

الابن الوحيد لا يطرأ عليه تغيير

162 نزل على الجبل واعطى الناموس لموسى وصعد، ولما نزل وصعد لم يتغير عما هو،[26]

163 ولما اتى الوحيد وصار انسانا من بنت الناس لم يقطع جذوره من عند الآب الذي ارسله الى الارض،

164 سكن في البتول واخذ منها الجسد، واتى الى النهر ووضع الغفران في المعموذية،[27]

165 صعد الى الصليب وحرر العروس التي خطبها بدمه، ودخل عند الموتى وزرع رجاء حياة الموتى،

166 /603/ قام من القبر واقام معه الجمع العظيم ليعطوا الويل للشعب الجاهل الذي لم يؤمن به،

167 دعا الرسلَ الذين كانوا حزانى بسبب موته وجمع الراعي الصالح الحملان الساذجة،[28]

168 دخل عندهم والابواب مغلقة الاقفال، وشجعهم لانهم كانوا حزانى بسبب موته،[29]

169 اشرق ربنا النهار والصباح المحبوب والنور، وانارهم من الظلمة والحزن،

170 سلام الابن اعطى السلامَ لبني بيته، وعزاهم من الحزن الذي لفّهم،[30]

171 وشجعهم وقوّاهم وحذّرهم وارسلهم ليعطوا الحياة للعالم كله،

172 علّمهم ان يعمذوا الشعوب: باسم الآب والابن والروح القدس بدون انقسام،[31]

173 اعطى في ايديهم ليوزعوا جسده ودمه بين الشعوب والبلدان والتخوم،

174 وزع واعطى جسده الحي ليحيا العالم، ومحفوظة الدينونة لمن اخذه ولم يحافظ عليه،[32]

175 على جبل سيناء اعطى لموسى خمسة اسفار، وفي العشاء اعطى لسمعان جسده ودمه،

176 اعطى التلمذة ليهوذا ولم يثبت فيها، وفي يوم الدينونة يُطالب بان يعطي الوزنة التي اخذها،

177 /604/ ولما اخذ موسى خمسة اسفار: خُلط معه جميع الانبياء في النبؤة وفي الملكوت،

178 ولما اخذ سمعان جسد ودم ابن الله: خُلط معه الرسل رفاقه بروح واحد،

179 ولما اخذ يهوذا التلمذة وطمرها في الشيول: حصّته موضوعة مع الشيطان الذي حاد وسقط.[33]

 

محاسبة العبيد: رمز الدينونة الاخيرة في نهاية العالم (متى 25/19)

180 كل هذه الامور التي اوردتُها وذكرتُها لما تكلمتُ تمت ونُطقت مع اوقاتها باشكالها،

181 [ اما[34] مجيء السيد ليطالب بالوزنات التي اخذوها فقد حُفظ للنهاية ليتم في نهاية العالم،

182 في يوم نهاية الازمنة والاوقات الاخير سينحدر وياتي الملك بمجد عظيم،[35]

183 اليوم العظيم ياتي مثل السارق في الليل، ويقيم العالمَ بطرفة العين بخوف عظيم،[36]

184 بيدَيه جبل آدمَ صورته لما براه، ولما سيقيمه بالرمز سيبعث كل البرايا،[37]

185 لما جبله كانت تُرى قدرته العاملة، ولما سيقيمه كانت تشرق قدرته الباعثة،

186 يرسل صوتا يدعو الموتى: قوموا من هناك ولن يظل عظم في الشيول لا يستجيبه،

187 يقوم رمزه مثل [ الحاكم[38] في مسكن الشيول، /605/ ويطالبها بجميع الموتى الذين دخلوا الى منازلها،

188 جمعت جمعَهم بعد مضي اوقات واجيال وايام وبطرفة العين ستعطيهم بسرعة،

189 حالما تسمع صوت الانبعاث تهتز اسوارها وترتجف اسسها وتُخرج الموتى المحبوسين فيها،

190 يخرج رمزه الى اقاصي العالم وجهاته، ويجلب معه جميع الموتى بقوة عظيمة،

191 لما يُرسل في اثر الموت يخرج ويذهب، ولما ياتي يجلب الاحياء عند محيي الكل.

 

وصف الدينونة الاخيرة

192 انه لخوف عظيم في ساعة ينحدر وياتي فيها الملك وترتجف منه كل الطبائع باشكالها،

193 حالما يفتح ستارَ السكوت ليخرج الى الارض ترتجف منه اسس المسكونة في تخومها،

194 يقع الصوت فجأة: لقد اتى الختن، فيقوم العالم بخوف عظيم وبفزع،

195 يفرح العادلون لان يوم مجازاتهم وصل، ويبكي الاشرار لان الدينونة الاخيرة اقتربت،

196 يضيء الصالحون اكثر من الشمس باعمالهم، وفعلة الاثم هم مظلمون بافعالهم،

197 يُهيأ العرش وتتجمع وتقوم كل القبائل، ويجلس الملك وتقف امامه الرتب المخيفة،

198 /606/ ولا يوجد من يتكلم ولا من يسمع من رفيقه باستثناء الواحد ديان العالم بحكمته،

199 الديان مستقيم والدينونة مستقيمة، ويدخل كل واحد باستقامة ليقدم التعب وياخذ الاجر،[39]

 

200 في ذلك الوقت تصير كل الحسابات مستقيمة باستقامة لا تميل الى المحاباة،

201 هناك يدعو سيد العبيد للحساب ليعطوا الوزنات التي اخذوها منه مع الفوائد.

 

دخول موسى وسمعان الى الدينونة

202 يدخل موسى والاسفار الخمسة الالهية التي علّمها وحققها وضاعف تجارته،

203 يدخل سمعان العبد الصالح وحامل الوزنتين: الجسد والدم، والتجارة: النفس والجسد.

 

الاسفار الالهية الخمسة، والوزنات الخمس، والحواس الخمس

204 الاسفار الخمسة: الوزنات الخمس اعني الحواس الخمس التي للجسد من قبل الله،

205 اثناء حياتي اتاجر بالخمس الجسدية، خمس حواس روحية وقد ضاعف تجارتَه.

 

سمعان يتاجر بالوزنتين: اي جسد ونفس البشر

206 وهكذا اخذ سمعان الوزنتين وتاجر بهما: جسد ونفس البشر.

 

ثلاثية محبة الابن وتواضعه غايتهما إحياء البشر

207 بكل الامثلة التي نطقها ربنا وفي كل الفرص يريد ان يشتري البشر ويحييهم،

208 لماذا كان يلزم ان يعطي الاسفار لموسى العظيم الا لكي يعلّم البشر كيف يحييون،؟

209 /607/ ولما لم يثبتوا في الوصايا اشفق الباري وارسل ابنَه ليحتمل الآلام ويخلصهم،

210 منذ البداية حطّ ذاته ليصنع الانسان، في الوسط ايضا وضع نفسه وعلّمهم،[40]

211 وفي المرة الاخيرة ايضا اقتنى تواضعا لا حدود له وهو يخلص البشر من الهلاك،

212 هذه هي محبته من البداية والى النهاية لكي يحيي معه جنس البشر بمراحمه،

213 صنعهم وعلّمهم وخلصهم، وفي صباحه ايضا يقيم ويطالب بكل الحسابات.

 

ابرار العهد القديم والجديد يدخلون الى الملكوت

214 يدخل آدم الاب الاول ويحمل معه الحرية التي اعطاه اياها ابن البتول بصلبه،

215 ويدخل هابيل الحمل الساذج والثمرة المحبوبة الذي بكّر وقتله الحسد البغيض ودهوره في الشيول،[41]

216 ويدخل وراءه شيت الجميل وآنوش واخنوخ ونوح وابراهيم واسحق ويعقوب المشهورون،

 

217 لهولاء العادلين لم يضع الله ناموسا، لانهم كانوا يحفظون الناموس قبل مجيئه،[42]

218 يدخل موسى وهارون الكاهن واليعازر وفنحاس العظيم ويشوع ابن نون المشهورون،

219 جميع الانبياء الذين كرزوا: ان ابن الباري سياتي ويلبس الجسد من بنت الناس ويصير انسانا،

220 /608/ يدخل سمعان الرسول المختار ويدخل معه جميع الرسل الذين صاروا فعلة للكرازة،

221 يدخل الى الراحة جميع هولاء العادلين والانبياء والرسل المحبوبون ويبينون التعب وياخذون الطوبى.

 

يهوذا يخرج الى الظلمة البرانية

222 يدخل يهوذا العبد الشقي والكسلان الذي اخذ رسم التلمذة ولم يتنشط فيها،

223 كل جهة اليمين تزجره، ويامر الملك فيخرج الى الظلمة المخيفة،

224 في ساعة يتهيأ كرسي الدينونة ويجلس الملك عليه، والسكوت مخيم ولا يوجد من يتكلم باستناء الواحد.

 

الرمز يميز البشر ويضع الخراف في اليمين والجداء في اليسار

(متى 25/31-46)

225 وتقوم هناك قبائل البشر المختلفة، واجيال مختلفة لشعوب مختلفة باشكالها،[43]

226 يخرج الرمز مثل الراعي ويميز الحملان ويقيمهم من اليمين بمجد عظيم،[44]

227 ويميز الاثمة الجداء من اليسار بخوف وفزع ورعب وفاجعة عظيمة،[45]

228 ابناء اليمين يزمرون التسبيح في النور البهي، وابناء اليسار يجهشون بالبكاء في موضع الظلمة،

229 من اليمين متجمع النهار الذي لا ظلمة له، ومن اليسار ليل كئيب لا صباح له.

 

كنتَ امينا في القليل اقيمك على الكثير

230 في ذلك الوقت يسمع العبد الذي تضاعفت تجارته ربَه يقول: ادخل بفرح يا عبدا صالحا،

231 /609/ كان يقول له: ائتمنتك على القليل اعني العالم الذي فيه الحياة القصيرة،

232 والآن اقيمك على الكثير اعني في الملكوت والحياة البهية بدون نهاية.

 

 

العبد الاول والثاني يرثان التطويبات (متى 25/21، 23)

233 العبد الاول والثاني اللذان تضاعفت تجارتهما ياخذان الطوبى كما (ورد) في المثل وفي التفسير،

234 يقبل الطوبى العظيم موسى العظيم وجميع العادلين الذين عملوا الحق منذ عهد آدم الى ربنا،

235 وياخذ الطوبى سمعان بطرس وجميع رفاقه ومن يتفق مع ايمانهم بدون شكوك.

 

العبد الثالث يرث الويلات (متى 25/24)

236 هناك يقول العبد الضعيف والكسلان: كنتُ اعرف بانك رجل قاس كما قيل،

237 هناك يرى يهوذا الدينونة ويصرخ: دينوتك قاسية، في موضع مليء بكل المخاوف،

238 تحصد ما لم تزرعه اعني زرع الشرير الخطيئة في العالم وانت حصدتها،

239 وتجمع ما لم تبذره كما قيل بدد الشرير الشعوبَ بالضلالة وانت جمعتهم،

240 خفتُ منك فذهبتُ واخفيت وزنتك في الارض اعني خفتُ منك لانني اسلمتك،

241 اخفيتُ شخصي في است الشيول الى ان تاتي لانني لم اكن مستحقا لارى الحياة بعد موتك،

242 /610/ خذ وزنتك رسْم التلمذة المجيد ولاني لم استحقها فقد اخذها من كان يستحقها،[46]

243 وامر الملك المستيقظين ان ياخذوا منه رسْم التلمذة لانه لم يستحق ان يصير تلميذا.

 

موسى، مثل طالب المدرسة، استلم لوحين ورضع الحليب من الناموس

244 وان يعطوها لموسى جمال النبؤة الذي تعلّم اسرار التلمذة باللوحين اللذين اخذهما،[47]

245 التلميذ حالما يدخل الى المدرسة ياخذ يتعلم صورة الحروف على الالواح،

246 وهكذا موسى جمال التلمذة المحبوب قبِل اللوحَين من جبل سيناء وتعلّم بهما،

247 تعلّمهما مثل التلميذ وصنعهما وصار معلّما مليئا جمالا في الملكوت،

248 من الناموس رضع الحليب الروحي مثل الطفل ثم صار رجلا الهيا.[48]

 

سمعان الصفا لم يرضع الحليب مثل الطفل بل تناول جسد الابن

249 سمعان الصفا لم يرضع الحليب مثل الطفل لان البكر اعطاه خبز الحياة وجعله رجلا،[49]

250 لم يتعلّم السِفر الالهي من اللوحَين انما اعطاه الجسد والدم فاغتنى في مصف الرسل،

 

251 الآب اعطى لوحَين لموسى المحبوب، ومخلصنا اعطى الجسد والدم لسمعان الصفا،

252 اعطى يهوذا كلمة الحياة ليخرج ويكرز، ولما نبذها خرج من الحياة الى موضع الظلمة،

253 /611/ في ذلك الوقت الذي يُصدر الحكم النهائي، وتمتليء جهة اليمين واليسار،

254 في وقت يسمع فيه العادلون الملكَ قائلا: هلموا يا مباركي ابي رثوا الحياة والنور البهي،[50]

255 ادخلوا الى الملكوت ورثوا الحياة التي هي بدون نهاية، واتكئوا وتلذذوا من المائدة الروحية،

256 ابي حفظ الملكوت لكم ولاجلكم لتستريحوا فيه من عذاب العالم الشرير،

257 ياخذ الصالحون الطوبى الذي يعطيه ابن الصالح الاوحد، ويدخلون ويحلون في خدر التطويبات بدون نهاية،[51]

258 يسمع الاشرار الملكَ من اليسار قائلا: اذهبوا من هنا ايها الملاعين الى الظلمة وجهنم،[52]

259 لقد فعلتم الاثم فاذهبوا وخذوا مكافآتكم، هوذا ابوكم الشرير ينتظركم هناك،

260 تعبتم معه اذهبوا وخذوا اجر مساعيكم، انه لا يحرمكم من الهدية التي يملكها وسيعطيكموها،

261 للآب توجد التطويبات ويعطيها لبني سرّه ، وللشرير توجد الويلات ولا يمنعها عن احبائه.

 

حاشا لمن اخذوا الرب كعربون الحياة ان يتعذبوا في يوم العدالة

262 في ذلك الوقت الذي فيه تصير هذه الامور من قبل العدالة، اشفق يا ابن الصالح على النفوس المخلصة بك،

263 بمراحمك احيِ المشترين بدمك من عن يمينك، حاشا لمتناولي جسدك ان يتعذبوا في الظلمات،

264 /612/ حاشا للجسد الذي اكل جسدك بايمان ان يكون حصة للنار المسجورة منذ الازل،

265 حاشا للنفس التي اخذت هنا كأس دمك ان تشرب هناك كأس الآلام لانها مخلصة بك،

266 كما خلصتها من الضلالة في يوم مقاضاتك، خلصها هناك من الهلاك بمراحمك،

267 اخذناك هنا بالايمان لتكون معنا، خذنا بمراحمك لنحيا هناك مع نعمتك،

268 اخذناك من هنا كعربون الحياة لنصير خاصتك في الملكوت ونحيا معك،[53]

269 لم نعمل افعالا صالحة لنقرّبها لك، انما نُظهر لك الايمان الذي تحبه،

270 باسم الآب والابن والروح صرنا ابناء للآب المجيد (بفضل) بطن المعموذية المبارك،

271 واخوة محبوبين للابن المسيح بواسطة الروح القدس: الثالوث الذي نحن به مختومون ومرسومون،

272 ربي، اعترفنا بلاهوتك وبناسوتك، واخذنا جسدك ودمك سلاحا، فبه انصرنا.

 

يعقوب يتكلم

273 اللهم اشفق على الضعيف الذي وصف خبرك، وفي يوم الدين يجد المراحم امام نعمتك،

274 هنا يزمر التسبيح بكلمة الحياة، وهناك يشكر المراحم التي اشفقت عليه كثيرا.

 

الخاتمة

275 /613/ والقطيع الذي سمع كلمة التعليم الحية، ليكن خاصتك في يوم دينونتك، لك التسبيح.

 

كمل الميمر على الوزنات

 

 

 

[1] – اشارة واضحة الى عماذ يعقوب السروجي

[2] – مرقس 12/41-44. هذا البيت قد يكون اشارة الى كون ميمره هذا “فلسه الاول” أي احد ميامر شبابه الاولى. ! السروجي يطلب من الرب المعرفة حتى يعطي التعليم للآخرين. انه لا يحجز علمه لنفسه بل يوزع معارفه بسخاء لكل مستمع محب ومتميز لان الكلمة والعلم هما مُلك الجميع !

[3] – متى 25/25

[4] – لوقا 11/5-13

[5] – متى 25/17

[6] – نص: او، بيجان يصوب: نعمّا. متى 25/21

[7] – نص: وزنة، بيجان يصوب: وزنات

[8] – نص: او، بيجان يصوب: نعمّا. متى 25/23

[9] – يوحنا 14/12-14

[10] – نص: كلمتي، بيجان يصوب: كلمة

[11] – نص: ووجدوا، بيجان يصوب: ووجد. انظر، ميمره 14، 53، 163، 176، 191، 204. انظر، رسالة/12، 16، 19

[12] – متى 13/36

[13] – يوحنا 1/3

[14] – عبارة السروجي: “تموت النفس” وهي “محرومة من الحياة” في هذا العالم وفي ذلك العالم هي عبارة مستعارة. في ميامره يؤكد وبتكرار ويقول ان النفس لا تنحل ولا تموت. انظر، ميمره 30، 122

[15] – متى 5/19

[16] – نص: خذ، بيجان يصوب: خذوا

[17] – متى 10/8

[18] – مزمور 117/22؛ متى 21/42

[19] – خروج 25/6؛ متى 5/15

[20] – نشر بيجان البيوت: 139-145 ملحقا للميمر على نكران سمعان. الجزء الاول 533-534

[21] – متى 26/45-50، 27/3-10

[22] – نص: تُحسب

[23] – نص: كلمتي، بيجان يصوب: كلمة

[24] – اشعيا 9/6

[25] – جامعة 3/17؛ رومية 14/10-12

[26] – خروج 31/38؛ 34/6

[27] – لوقا 1/26-38؛ متى 3/13-17

[28] – يوحنا 10/11، 14

[29] – يوحنا 20/19، 26

[30] – يوحنا 14/27؛ 20/19، 26

[31] – متى 28/19

[32] – 1قورنثية 11/29

[33] – تلاعب على كلمة الشيطان (سطنا سُطُنو) وفعل (اسطي اسطي). انظر، ميمره 71 على الايام الستة

[34] – نص: حينئذ، بيجان يصوب: اما

[35] – متى 24/30

[36] – 1تسالونيقي 5/2

[37] – تكوين 1/26؛ 2/7

[38] – نص: حكام، بيجان يصوب: حاكم

[39] – مزمور 25/8؛ 118/137

[40] – تكوين 2/7. انظر، ميمره 30

[41] – تكوين 4/1-16

[42] – غلاطية 3

[43] – متى 25/31

[44] – متى 25/32

[45] – متى 25/33

[46] – اعمال 1/15-26

[47] – خروج 31/18؛ 34/4، 28

[48] – 1قورنثية 3/2

[49] – لوقا 2/7؛ رومية 8/29؛ عبرانيون 1/6

[50] – متى 25/34

[51] – تلاعب على طوبو وطُبو. متى 19/17

[52] – متى 25/41

[53] – 2قورنثية 5/5؛؟ افسس 1/14؟