الميمر 172 على المرأة ذات الرجال السبعة (وحياة الموت)

الميمر 172

 

        قيامة الموتى دعتني اليوم لاتكلم عنها، ربي انت ساعدني لاكرز غناها بين المتميزين، عالم البرارة العظيم اخذني وراءه، ربي املأني محبة لاتكلم عنه وانا مندهش، من يعطني كلمة جديدة مليئة جمالا وصوتا عاليا مليئا رجاء لمن يسمعه،؟ واذنا عطشانة وجائعة الى صوت التعليم وتواقة الى الكلمة كما الى النور في الظلمات، يسهل على النفس المليئة عجبا عظيما ان تسمع الخبر عن الانبعاث الذي هو ايضا عجب عظيم، لما يثور استفسار في النفس بتمييز تميل اذنها بمحبة الى الحلول، اما لو كانت النفس ميتة من التمييز، فلا الاستفسار ولا الحل يكون محبوبا من قبلها، من يحب ان يسمع عن الانبعاث بعجب، ليمِل اذنه اليّ بمحبة وبتمييز، من يهتم بعِلم الحقائق فانه موجود كله هنا فلنسمعها كلها بمحبة.

        كيف يقوم الموتى:؟ هل يقوم الرجال والنساء كما هم اي مع اعضاء التناسل،؟ هل يقوم الشيوخ شيوخا؟، والاطفال اطفالا،؟ والصغار صغارا،؟ والسقط سقطا،؟ والمشوهون مشوهين،؟ وذوو الالوان كل واحد حسب الوانه الخ..؟

        يسوع يجيب على الاسئلة حول القيامة: من يجد حلّ هذه التساءلات،؟ ومن يقدر ان يبين لنا تفاسيرها،؟ انها تفوق المعرفة ولا تُدرك ولا توجد في افكار المعلم المتميزة، انها خفية عن الملافنة وعن العارفين، واسئلتها تصعب كثيرا على الحكماء، من يقدر ان يحدثنا عن الخفايا الا المعلم الواحد الخفي الذي هو كله عقل،؟ يسوع هو النور وكنز الاسرار والحِكم وبحر الحلول والتفاسير العظيم، هو القيامة وحياة الموتى والانبعاث، وكل اخبار العالم الجديد توجد فيه.

        المرأة ذات البعول السبعة لمن تكون في يوم القيامة:؟ بجنونهم علّم الصدوقيون ان الموتى لا يقومون، او اذا قاموا فانهم ياخذون النساء لما ينبعثون، فكّروا بشرَّين على الانبعاث: إما لن يصير، واذا صار فهو جسدي، لا وجود لقيامة الموتى عندهم، واذا أُلزموا ان يتكلموا عنها افسدوا كل خبرها.

        سيقوم البشر في حالة الشباب: ابناء القيامة هم مثل ملائكة النور، هناك بين الملائكة لا يوجد شيخ ولا صبي ولا كبير ولا صغير بين صفوفهم، يقوم العالم كله شابا في الانبعاث، لا توجد هناك الشيخوخة ولا الطفولة، القيامة تصير مربية للصغار، هناك تجعل الشيوخ شبابا لانها كلها نور، من راى قط الريح تشيخ،؟ او الملاك يُسند بسبب الشيخوخة،؟ من يصوّر نارا صغيرة في طفولتها،؟ او صادفته ريح صبية لم تكمل،؟ في حياة الموتى انهم كاملون مثل الملائكة ومتساو هو منظر الاطفال والجبابرة، الصبيان الذين ماتوا في اكناف الوالدات، لن يعودوا ليطلبوا الاثداء لما ينبعثون، متى وكيف طلب الملاك الحليب قط،؟ الاجنة الذين اخذهم الموت واخرجهم من البطون سيقومون مثل الجبابرة المشهورين، المرأة التي ماتت ومات ولدها في بطنها، سيقوم معها بالكمال بمجد عظيم، ويعرف من هي كما هي معروفة حواء من قبل آدم.

        تقوم الاجساد ممجدة وبلا عاهات: تقوم في المجد كل الاجساد بدون ارجاس، والقيامة تعتني بالجروح مثل الطبيبة، في يوم الانبعاث لن توجد الجروح في الاجسام، لانه لا يوجد من هو ابرص واعور بين الملائكة، ولا يمكن نهائيا ان يصير جرح للروح، ولا اوجاع في جسم اللهيب، يقوم الجسد مثل ملائكة النار والروح: معافى ونقيا وبهيا ومليئا نورا.

        سيقوم البشر بدون الاعضاء التناسلية: يقوم الرجال والنساء جميعهم في العالم الجديد بدون فساد وهم جميلون، تقوم سوية مثل الملائكة في اشكالها، حركات الشهوة ورموز الهمجيين القبيحة، هي ماخوذة من العاهرين والعاهرات، وهناك لا توجد اشكال الذكور والاناث، الطبيعة لن تعود الى استعمال الاوجاع هناك، لا يوجد هناك الرجل الراس والمرأة العقب، واحد هو الختن في تلك الوليمة التي لا تنقضي، وعروس واحدة كل البرية للاله الواحد.

        يقوم البشر بمقياس واحد وهم مضيئون كالشمس: تقوم البرية بمقياس واحد بدون اضطراب ولا يجد احد بين الملائكة من هو طويل او قصير، يقومون مثل واحد وياتون بمقياس واحد ومتساو. انهم مضيئون كالشمس ولا يوجد اسود بين صفوفهم، جميع الهنود الذين تلمذهم توما للصلب، تضيء وجوههم هناك كالمصابيح، والكوشيون الذين كانوا سودا في موضعنا، تستنير وجوههم كاشعة الشمس، انه مكتوب بان البشر هم مثل الملائكة، وللنور لون واحد لا (الوان) كثيرة.

        سيتمتع البشر برؤية الله: يسعد جميع القديسين برؤيا الله الطوباوية لانهم يمتصون من وجهه البهاء.

– المخطوطتان: اوكسفورد 135 ورقة 382؛ روما 117 ورقة 111

– يرد في البداية اسم مار يعقوب الملفان. الميمر روعة لاهوتية وتفسيرية فيه يشرح السروجي كيف ستكون القيامة استنادا الى تعليم ربنا: سيصير البشر مثل الملائكة. قد يرقى تاريخ تاليف هذا الميمر الى فترة نضوج السروجي الفكري والعاطفي اي الى حوالي سنة 500-505م.

– الدراسات:

Sony Behnam, la résurrection des morts chez Jacques de Saroug, Rome 1979 ( licence non Publiée ).

 

 

للقديس مار يعقوب الملفان

الميمر 172

على المرأة ذات الرجال السبعة (وحياة الموت)

(متى 22/23-33؛ مرقس 12/18-27؛ لوقا 20/27-40)

 

المقدمة

 

1 قيامة الموتى دعتني اليوم لاتكلم عنها، ربي انت ساعدني لاكرز غناها بين المتميزين،

2 عالم البرارة العظيم اخذني وراءه، ربي املأني محبة لاتكلم عنه وانا مندهش،

3 اليوم [ الاخير[1] اخذني بعجب لاتكلم عن خبره، اعطني كلمة تقدر ان تكرز عظمته،

4 حياة الموتى سكبت اشراقها على الفكر، بكَ ايها النيّر ارى جمال ذلك الوحي،

5 ولد جديد لعالم جديد دعاني بجماله العظيم لاتكلم على تجديد كل البرايا،[2]

6 /570/ من يعطني كلمة جديدة مليئة جمالا وصوتا عاليا مليئا رجاء لمن يسمعه،؟

7 واذنا عطشانة وجائعة الى صوت التعليم وتواقة الى الكلمة كما (لو كان) الى النور في الظلمات،

8 يسهل على النفس المليئة عجبا عظيما ان تسمع خبرا عن الانبعاث هو ايضا عجب عظيم،

9 لما يثور الاستفسار في النفس بتمييز، ستميل اذنها بمحبة الى الحلول،

10 اما اذا كانت النفس ميتة من التمييز، فلا الاستفسار ولا الحل يكون محبوبا من قبلها،

11 من يحب ان يسمع عن الانبعاث بعجب، ليمِل اذنه اليّ بمحبة وبتمييز،

12 من يهتم بعِلم الحقائق فهو موجود كله هنا فلنسمعها كلها بمحبة.

 

القيامة تتطلب العجب

13 القيامة برعبها تتطلب عجبا من المستمع اليها، لانه لا تُسمع الا بعجب مليء فزعا،

14 انه لعجب عظيم لما سيهجم المخاض على الارض، وتركع لتلد جميع الاجنة المطمورين فيها،

15 انه لعجب وخوف لما تُطالب الشيول البالعة ان تتقيأ وتُخرج منها جميع الموتى بالرمز،

16 ان هذا لعجب لما يُقلب تراب الارض لينبت ويُخرج ويلد الاجسام بتراكيبها،

17 /571/ هذا هو العجب لما ستُثلم هوة الموتى، ويصب ويُخرج البحرُ الناسَ بصوت الانبعاث،

18 انه لقول عجيب لما يُقلب كل جنس البشر للانبعاث من التراب،

 

19 وتقوم الاجسام من الهلاك بدون فساد، وبرمز واحد تركب الاعالي وترتفع،

20 القبور المنقورة، والحفر المجوفة المليئة امواتا، تُخرج وتعطي اماناتها جماعات جماعات،

21 المغائر والعظام ومحابس الجثث تتقيأ وتُصعد من احضانها افواجا افواجا،

22 الكمائن والمخابيء التي استترت فيها اجساد الناس، صوت الانبعاث يخيف ويخرج اماناتها،

23 يتحرك التراب وينفض منه جسد آدم، ويطرح ويلقي الاجساد التي فسدت،

24 الصخور الصماء والصوان تسمح للعظم الصغير ان يطير ويفتش على اقرانه،

25 يخرج الرمز ويقلب الجبال من اسسها ليجد ذرة جسد واحدة ويجلبها الى موضعها،

26 يخيف الارضَ ويوقعها ويثلمها ويفحصها ويُخرج الاجساد المطمورة فيها،

27 تشرق القيامة وتُهدم بها امخال الشيول، وتُخرج منها كل الكنوز المطمورة فيها،

28 /572/ صوت القرن الاخير العالي يقلع ويلقي ابواب بنت الهلاك العالية وتخرب كلها،[3]

29 امّ الاموات تركع وتلد الحياة الجديدة بقوة عظمى وبخوف عظيم يحيرها،

30 البطن العظيم الذي ابتلع وهجم على كل الاجيال، يحبل ويلد كل القبائل برمز صغير.

 

يعقوب يتكلم

31 من يعطني عقلا عظيما مليئا عجبا، ونفسا اجمل من الافكار الجسدية،

32 وفهما مسلطا ليفحص الخفايا، وعينا ترى روحيا الاعماق والغوامض،

33 وحركات نقية بها اتخطى الخفايا وارى القيامة ونتائجها التي لا تُدرك.؟

 

كيف يقوم الموتى وباية حالة ينبعثون؟

34 من يعطني ان انظر وارى وانا منذهل كيف يقوم الموتى وينبعثون بالصوت،؟

35 كيف يقوم الشيخ الذي احناه العمر،؟ وباي شبه ياتي الشاب لما ينبعث،؟

36 هل يقوم الشيخ من الشيول بشيخوخته، والطفل الصغير بطفولته بدون تغيير،؟

37 رضّع الحليب باية مرحلة،؟ وكيف هم،؟ او ما هي قامات جميع المولودين،؟

38 الطفل الصغير هل يقوم بصغره،؟ والجنين الذي مات وهو في البطن كيف تكون قيامته،؟

39 /573/ الزوجة التي ماتت وفي بطنها مات ولدها، كيف يقوم الجنين وامه من الهلاك،؟

40 الاجنة السِقط والوالدات الذين ماتوا بالشدة، باية طغمة يقومون هناك،؟ او ماذا يصيرون،؟

41 عيوب الجسد والجروح الموجودة في الطبيعة، ماذا وكيف واين ستصير في الانبعاث؟

42 الرجال والنساء واهواء الذكور والاناث بتراكيبها كيف تقوم اعضاؤهم،؟

43 هل تقوم المرأة بدون تغيير كما هي مكونة،؟ او هل ليس الذكور مفصولين هناك عن الاناث،؟

 

44 هل يقوم جسد الرجل بخصوصيته،؟ او هل هم واحد الرجال والنساء في الانبعاث،؟

45 الاتقان الذي للطبيعة منذ البداية هل يا ترى يقوم او يتغير لما ينبعث،؟

46 هل المرأة هي معروفة امرأة من قبل الناموس،؟ وهل تقوم معها انواع جسدها باشكالها،؟

47 وهكذا هل يقوم الرجل حسب اتقان الذكَر،؟ او هل يقوم الرجال والنساء شيئا واحدا،؟

48 الوان الاجساد واجناس الشعوب والقبائل كيف هي هناك لما يقوم كل الجنس،؟

49 [ اشتهيتُ[4] ان اعرف هل يقوم الهندي بمنظره، /574/ والاسباني بلونه الابيض وبدون تغيير،؟

50 هل يسودّ او يظلم جسم الكوشي هناك،؟ وهل الآرودي يحمر او يبيضّ لما ينبعث،؟

51 الاشباه التي اخذها الموت من هنا هل يجلبها هي ذاتها،؟ او هل ينبعث الكل بشبه واحد،؟

52 ها قد مات قِصار وطِوال القامات، لما يقومون باي مقياس وكيف ياتون،؟

53 توجد بيننا اجساد مشوهة واجسام سليمة، كيف تكون اتقاناتها في القيامة،؟

54 الموت ياخذ من هنا القبيحين والجميلين، ماذا سيحدث للجمال وللقبح في العالم الجديد.؟[5]

 

لا احد يقدر ان يجيب على هذه التساءلات ما عدا يسوع

55 من يجد حلّ هذه التساءلات،؟ ومن يقدر ان يبين لنا تفاسيرها،؟

56 انها تفوق المعرفة ولا تُدرك ولا توجد في افكار المعلم المتميزة،

57 انها خفية عن الملافنة وعن العارفين، واسئلتها تصعب كثيرا على الحكماء،

58 من يقدر ان يحدثنا عن الخفايا الا المعلم الواحد الخفي الذي هو كله عقل،؟

59 يسوع نور وكنز الاسرار والحِكم وبحر الحلول والتفاسير العظيم،[6]

60 هو عقل الآب الذي به ظهرت اعماقه، /575/ وحكمته العظمى وقوة وبأس جبروته،[7]

61 هو الذي يُخرج اسرارَ الآب الى العالم كله، وبه تُعلن الخفايا التي كانت مستترة،

62 هو القيامة وحياة الموتى والانبعاث، وكل اخبار العالم الجديد [ توجد[8] فيه،

63 الاستفسار عن هذه الامور التي نُطقت ينتظره وهو الغني بالحلول والتفاسير،

64 من شفتَيه خرج تفسير العالم الجديد لما سئل عن المرأة ذات الرجال السبعة،[9]

65 وابان بان استعمال (اعضاء) الذكور والاناث يبطل ويقوم جميعهم روحيا مثل الملائكة.

 

لمن ستكون المرأة التي تزوجها سبعة رجال؟ (متى 22/23-33)

66 الصدوقيون تقيأوا اسئلة جسدية، ليبينوا بان الموتى لا يقومون نهائيا،

67 وبفكر مليء اثما وظلما، اقتربوا عند ربنا ليسألوه كذبا،

68 في شعبنا، امرأة اخذها سبعة اخوة لاي منهم تكون امرأة في الانبعاث،؟

69 كانوا جسورين ومظلمين وجهلة وسذجا واشرارا، ورجاء افكارهم مقطوعا،

70 برهنوا بكل الفرص لمن يصدّق تجديفهم بان الموتى لا ينبعثون حسب كلامهم،

71 برهنوا بامرَين بانهم كانوا عميانا بالنسبة لكليهما /576/ فخسروا واحدا ووجدوا الاثنين كاذبَين،

72 الامر الواحد الحقيقي اللازم لهم لم يكن موجودا، ولهذا كانوا قد تعذبوا بالشرَّين،

73 بجنونهم علّموا بان الموتى لا يقومون، او اذا قاموا فانهم ياخذون النساء لما ينبعثون،

74 فكّروا بشرَّين على الانبعاث: إما لن يصير، ولو صار فانه جسدي،

75 لا وجود لقيامة الموتى عندهم، ولو أُلزموا ليتكلموا عنها افسدوا كل خبرها،

76 انهم سمعوا عبارة يقوم الموتى هكذا: انهم سيعودون عودة الى الزواج لما ينبعثون،

77 والى نفس استعمال (اعضاء) الذكور والاناث والحبَل والمخاض وكل هذه الامور الثقيلة،

78 ظنوا بان القيامة (تكمن) بهذه الامور، ولكونهم عميانا لم يعرفوا ما هي قوتها،

79 وصنعوا سؤالا مثل الجهلة الذين يدّعون المعرفة بخصوص المرأة ذات الرجال السبعة،

80 وبخداع مليء كله تناقضا سالوا ربنا عن الانبعاث كما سمعتم،

81 لمن تكون المرأة ذات الرجال السبعة لو قاموا في الانبعاث كما تقول.؟

 

سيقوم البشر مثل الملائكة

82 /577/ وبدأ ربنا يحتقر بني الاثم، ووبخ كثيرا ضلالهم لكونهم سذجا،

83 لقد ضللتم لانكم لم تتعلموا الكتبَ ولا تعرفون قوة الله من قراءاته،[10]

84 في العالم الجديد الرجال لن ياخذوا النساء ولا النساء تصير للرجال في الانبعاث،[11]

85 يقوم جميعهم مثل ملائكة النار والروح انقياء وطاهرين واصفياء ونظيفين وروحيين،[12]

86 بتفسير واحد ضمّن امورا كثيرة وهو يعلّم ليتكلم علنا عن الانبعاث مع الكثيرين،

87 قال: ابناء القيامة هم مثل الملائكة الموجودين في السماء، وبجواب واحد علّم امورا كثيرة،[13]

88 هذا التعليم المليء نورا يكفي لتُفسر به كل القيامة بوضوح،

 

89 بهذه المناسبة التي تجاسروا وسألوا بجنونهم، نحن تعلّمنا ان نرى القيامة كانما بالعين،

90 الصدوقيون صاروا لنا سببا لُيفسر لنا الانبعاث واشكاله ونتائجه.

 

البشر يقومون مثل الملائكة

91 ابناء القيامة هم مثل ملائكة النور، لنتكلم الآن ونقول من هم الملائكة،؟[14]

92 هناك بين الملائكة لا يوجد شيخ ولا صبي ولا كبير ولا صغير بين صفوفهم،

93 /578/ يقوم العالم كله شابا في الانبعاث، لا توجد هناك شيخوخة ولا طفولة،

94 القيامة تصير مربية للصغار، وهناك تجعل الشيوخ شبابا لانها كلها نور،

95 تلدهم جميعهم في بطن واحد ميلادا واحدا في حالة شباب بدون شيخوخة ولا طفولة،

96 من راى قط الريح تشيخ او الملاك يُسند بسبب الشيخوخة،؟

97 من يصوّر نارا صغيرة في طفولتها، او صادفته ريح صبية لم تكتمل،؟

98 في حياة الموتى انهم كاملون مثل الملائكة، ومتساو هو منظر الاطفال والجبابرة،

99 الصبيان الذين ماتوا في اكناف الوالدات، لن يعودوا ليطلبوا الاثداء لما ينبعثون،

100 متى وكيف طلب الملاك الحليب،؟ الصبيان الذين يقومون هم كاملون مثل الملائكة،[15]

101 الاجنة الذين اخذهم الموت واخرجهم من البطون، يقومون مثل الجبابرة المشهورين.

 

ليس البطن الذي يربي الاجنة بل الرب ورمزه

102 المصور ذاته الذي بدأ يصور في البطون لا يضطرب ليكمّل الصورة التي بدأها،

103 ليس البطن الذي يربي الجنين ويصير انسانا /579/ لكن الرمز الذي يكمل الكل ويقيت الكل،

104 لم يربِّ آدمَ في البطن وصار رجلا، ولا حواء رضعت الحليب لما اكتملت،

105 تلك اليمين التي قوتها وحكمتها موجودة فيها ربّت الجنينَ في البطن وهي ارضعته،

106 لما بدأ يصور الاجنة في البطون لم [ يستشر[16] ولم يكمّل صوره ويتممها،

107 بدأ في الاجنة مثل المصوّر الذي لا يُعرقل لانه يسهل عليه (العمل) خارج البطن وداخل البطن.

 

قيامة الحبالى والاجنة سوية في حال الكمال

108 والحبالى اللواتي مات اجنتهن في بطونهن بسبب ضعفهن، هو لا يترك خصوصيته ليكملهم،

109 لا توجد فرصة ليخطف الموت منه عملا، ويتعطل ويبطل من الاتقان الذي بدأه،

 

110 كان يكمله ويتممه ويبعثه، وفي النهاية يقيمه بدون فساد في العالم الجديد،[17]

111 انه لعجب عظيم لما تستيقظ في الانبعاث المرأة التي ماتت ومات ولدها في بطنها،

112 ويقوم [ معها] بالكمال بمجد عظيم، [ ويعرف من هي كما هي معروفة حواء من قبل آدم،[18]

113 تفتح عينَيها وترى معها ابنها مثلها، وتعطي التسبيح لذلك الذي جعلها تنسى الاوجاع التي ذاقتها،

114 /580/ واذ لم تربِّه فقد وُجدت له مربية: قيامة الموتى التي تلد الكاملين بعجب عظيم،

115 اليد التي اتقنت وزينت حواء واعطتها لآدم، تربي الجنين وتعطيه لامه في الانبعاث.

 

القيامة بالمجد بدون عاهات وعيوب جسدية

116 تقوم في المجد كل الاجساد بدون ارجاس، والقيامة تعتني بالجروح مثل الطبيبة،[19]

117 في يوم الانبعاث لن توجد جروح في الاجسام، لانه لا يوجد من هو ابرص واعور بين الملائكة،

118 ولا يمكن نهائيا ان يصير الجرح للروح، ولا الاوجاع في جسم اللهيب،

119 يقوم الجسد مثل ملائكة النار والروح: معافى ونقيا وشفافا وبهيا ومليئا نورا،[20]

120 يشلح ويلقي عيوبه التي نزلت معه في الشيول، ويصعد من الانبعاث مشلحا وجميلا ومستنيرا،

121 العميان والصم يرون الجمال ويسمعون الاصوات، لان القيامة تعطي النور والسمع لمن يصادفها،

122 الخرس واللثغ يزمرون التسبيح بالسنتهم الحانا حلوة بدون اضطراب وبنطق عظيم،

123 انه مكتوب بانهم مثل الملائكة لما ينبعثون، ولا يُستعمل بين الملائكة كلام مشلول،[21]

124 المشلولون يرتقصون، والمقعدون يركضون، لانه لا يوجد وجع يشبه الموت ما عداه،

125 /581/ الميت لا ينبعث حيا [ مريضا] لان حياة الموتى تنفض [ الجسدا[22] من كل الاوجاع،

126 وهكذا يقوم الرجال والنساء جميعهم في العالم الجديد بدون فساد وهم جميلون،[23]

127 تقوم سوية مثل الملائكة في اشكالها، حركات الشهوة ورموز الهمجيين القبيحة،[24]

128 وهي ماخوذة من العاهرين والعاهرات، وهناك لا توجد اشكال الذكور والاناث،[25]

129 الطبيعة لن تعود الى استعمال الاوجاع هناك، ولا توجد الحية التي توشوش وتمكر كالاولى،[26]

 

130 لا يوجد هناك زوجان زوجان انثوية، لان الجمع واحد وكله قديس ولا يتزوج،[27]

131 لا يوجد هناك الرجل الراس والمرأة العقب، بل مساواة واحدة لكل الطبيعة بلا استعباد،[28]

132 الرجال والنساء مختلطون ومتساوون وانقياء وازهياء وقديسون بشكل كرامة واحد،

133 وبفكر [ مذكّر[29] وبذكاء رجولي تقوم النساء بدون ضعف مؤذ،

134 مأخوذة هي الشهوة والافكار المعوجة والعدو والاغراءات التي صارت للنساء.

 

شجرة الحياة قضت على شجرة المعرفة

135 لا توجد شجرة المعرفة في العالم الجديد /582/ ولا الثمرة المليئة موتا لمن يقطفها،[30]

136 انتصرت شجرة الحياة وابانت نفسها، وبالثمرة قتلت الشهوة البغيضة من الاناث،[31]

137 الافعى العظمى شُقت بخشب الصلب وبطل مكرها ومشوراتها الشريرة من الانسانية.[32]

 

في القيامة لا يتزوجون ولا يزوجون

138 اليوم لا يوجد جهاد للنساء لاجل الغلبة، ولا معركة ليحاربن فيها لاجل النصر،

139 لا زواجات ولا نكاحات ولادات ولا شهوة، لان كل هذه الامور قد عبرت،

140 لا توجد ارملة ولا متزوجة وامرأة رجل ولا التي تُخطب ولا التي تؤخذ ولا المطلّقة،[33]

141 واحد هو الختن في تلك الوليمة التي لا تنقضي، وواحدة العروس: كل البرية للاله الواحد،[34]

142 في الانبعاث لن ياخذ الرجال النساء، ولا النساء تصير للرجال لما ينبعثون،

143 بين الملائكة لا يوجد ذكور ولا اناث، لانهم يقومون في الانبعاث مثل الملائكة،

144 ستتحرر المرأة التي اخذها سبعة رجال، ولن تعود الى الزواج في العالم الجديد،[35]

145 من دفنت سبعة لن لتصير لواحد منهم في الانبعاث، لان مسيرة الزواج المؤلمة بطلت،

146 تقوم معهم ولن يستحقها واحد منهم، /583/ لانه لا يوجد زواج في القيامة لانها كلها نور،

147 سبعة وواحدة يقومون ثمانية في الانبعاث بشكل واحد نقي وبسيط ومتساو كله،

 

148 الثمانية يصيرون رفاقا واخوة وابناء الطغمة اي انهم غير مفصولين في العدد الواحد،

149 لا تُحسب المرأة والرجل في جهتين، لان جهة الرجال والنساء لما ينبعثون هي واحدة،

150 المرأة..لان الموت قطع طريق الزواج المتعبة،

151 ولا توجد سارة ولا هاجر لابراهيم، ويعقوب بعيد عن راحيل وعن لية،[36]

152 الطبيعة تحررت وابتعدت عن الزواج، ويقوم الرجال مع نسائهم مثل الملائكة،[37]

153 لا توجد مصرية لتتعلّق بيوسف ليتدنس بها، لان شهوة النساء واغراءاتهن ستُنزع،[38]

154 لن تُسكب هناك مياه اوريا لينزلق داؤد، لان الارض جديدة ونقية،[39]

155 انها القيامة هناك ولا يخضع للسقوط كلا الجانبين: تقوم طغمة واحدة في المجد.

 

يقوم جميع البشر بالمساواة في اللون والقامة

156 الرجال والنساء مثل الملائكة بقداسة متساوون وبسيطون جميع اولاد العالم الجديد،[40]

157 وتقوم البرية بمقياس واحد بدون اضطراب /584/ ولا يجد احد بين الملائكة من هو طويل او قصير،

158 تقوم البرية مثل الملائكة في الانبعاث صفوفا متساوية لخدمة الملك العظيم،

159 يقومون مثل واحد وياتون بمقياس واحد ومتساو، وهم مضيئون كالشمس ولا يوجد اسود بين صفوفهم،

160 جميع الهنود الذين تلمذهم توما للصلب، تضيء وجوههم هناك كالمصابيح،[41]

161 والكوشيون الذين كانوا سودا في موضعنا، تستنير وجوههم كاشعة الشمس،

162 انه مكتوب بان البشر هم مثل الملائكة، وللنور لون واحد لا (الوان) كثيرة.[42]

 

في القيامة ستكون اللغة واحدة

163 نور جديد لابناء النور لما يولدون سيبدأون جميعهم يتكلمون بلسان واحد،[43]

164 هناك اجتاز تسبيح واحد مليء عجبا بصوت عال ومعه سمعوا كل الالسنة،

165 اشعيا ايضا وضع في كتابه: سقطت بابل، في العالم الجديد لا توجد بابل بنتُ الالسن،[44]

 

166 ولا العلية حيث وُزعت فيها للكلام، ولا الرومان ولا اليونان ولا الآلانيون،[45]

167 لكن كلام الناس والملائكة كلام واحد،[46]

168 القيامة ليست قريبة من بابل بنتِ الكلدانيين، /585/ ولا توزع الالسنة للشعوب في البلدان،[47]

169 سرقة راحيل لن تُعرف هناك لان جميع المتواضعين يرثون الارض المليئة تطويبات،[48]

170 واحد هو السِفر، وواحد التعليم، وواحد الكلام بلسان واحد لا يتبلبل كالاول،[49]

171 واحد هو الكلام، وواحد هو الجنس لا كثيرون، وواحد هو التسبيح لله الواحد بصوت عال.

 

البشر والملائكة مختلطون للتسبيح

172 هناك هي مختلطة جموع البشر والملائكة للتسبيح بشكل واحد،

173 السواريف بالقدوس، والكواريب بالبركات، والناس بالتسبيح، والمستيقظون بعجب تراتيلهم،[50]

174 يطير الافواج من القبور الى قمة الهواء، وتاتي معهم الجموع من قمة العلى الى العمق،

175 يصعد الموتى وينزل المستيقظون من مواعيدهم، والجموع مختلطة وسط الهواء بعجب عظيم،

176 هولاء يقلبون الارض ويصعدون من قبورهم، وهولاء يشقون العلى وينزلون من مساكنهم،

177 بصوت القرن يستيقظ الجمع الموجود تحت الارض، ويظفر ويصعد لمقابلة الختن المنحدر باحتفال من موضعه،[51]

178 تُفرغ الشيول وترعد السماء بالجمع العظيم لان الموتى يختلطون مع الملائكة بعجب عظيم،

179 جميعهم يقومون من الهلاك بالرمز القوي /586/ ويطيرون في الهواء مع الروحيين بمجد عظيم،[52]

180 الارض تحبل وتلد ابناءها في ساعة واحدة: ولد جديد [ لا[53] يقترب منه القِدم،

181 القيامة تعطي الضعيف القوة، والاعمى النور، والخرس السمع، والمرضى كل الشفاءات،

182 تجمع العظام، وتركّب الاجسام، وتعقد الاجساد، وتقيم جميعَهم بدون فساد وهم جميلون،

183 تدخل الفاجعة على الموت وتحيره لما تُفرغ الكنوز والشقوق حيث هي مخزونة،

 

184 القيامة تحل كل العقد التي عقدها الموت، وتعطي بنيها جمالا ونورا وحياة جديدة،

185 يشلحون ويلقون كل اثقال الطبيعة، ويطيرون بسرعة في الهواء مثل الملائكة.[54]

 

رؤيا الآب الطوباوية تشبع جميع القديسين

186 لما تنبعث الاجساد هناك، لن يقترب منها الكسل ولا الجوع ولا العطش،

187 انها تاكل روحيا من شجرة الحياة، وهي متكئة بقداسة على مائدة النور،[55]

188 رؤية الآب تُشبِع وتفطم وتسمّن وتدهن جميعَ قديسيه كوليمة مليئة بالتطويبات،

189 يمتصون البهاء من وجهه بلذة، ويحيون معه بدون فساد في النور العظيم،[56]

190 /587/ النساء تنسى اوجاع ومخاض الوالدات، وتقوم بدون الم بين الروحيين،

191 الرجال ينسون العرق والعذاب، لان ارض الاشواك هناك لن تُفلح بتعب.[57]

 

الخاتمة

192 واحد هو عملُهم: ان يعطوا التسبيح لباعث الكل، مبارك الذي اتى وجدد الارض، له التسبيح.

 

كمل (الميمر) بمعونة ربنا على حياة الموتى

[1] – نص: آخر، سوني يصوب: اخير

[2] – 2بطرس 3/13

[3] – متى 24/31

[4] – نص: اشتهينا؟، بيجان يصوب: اشتهيت

[5] – 2بطرس 3/13. يعقوب يحاول في هذا الميمر ان يجيب على هذه التساءلات استنادا الى الكتاب المقدس والى المعطيات والاجتهادات اللاهوتية. بلاغة يعقوب استعمل علامات استفهام 21 مرة في البيوت 34-54

[6] – يوحنا 8/12

[7] – 1قورنثية 1/24

[8] – نص: تُسبّح، سوني يصوب: توجد. يوحنا 11/25؛ 2بطرس 3/13

[9] – 2بطرس 3/13

[10] – متى 22/29

[11] – 2بطرس 3/13

[12] – متى 22/30؛ مزمور 104/4

[13] – لوقا 20/34

[14] – لوقا 20/34-36؛ 2قورنثية 11/14

[15] – يعقوب لا يذكر بل يتناسى قصة طعام الملائكة: تكوين 18/8؛ قضاة 13/61؟

[16] – البيت غامض. نص: مَلكو، سوني يصوب: مِلكو مشورة؟. لعل بيجان حرك خطأ: مَلكو بدل مِلكو؟

[17] – 1قورنثية 15/42؛ 2بطرس 3/13

[18] – نص: معها، بيجان يصوب: معه. ر: ومعروف من هو كما هو معروف آدم من قبل حواء. تكوين 4/1؛ 1قورنثية 15/43

[19] – 1قورنثية 15/43

[20] – مزمور 104/4

[21] – متى 22/30

[22] – و: كَي (هل؟)، نص: كيث. و: الاجسام

[23] – يظهر بان البيت مضطرب. 1قورنثية 15/42؛ 2بطرس 3/13

[24] – يظهر بان البيت مضطرب؟ هنا يؤكد بان الاعضاء التناسلية ستقوم

[25] – يظهر بان البيت مضطرب؟ هنا يؤكد بان الاعضاء التناسلية لن تقوم ولن توجد اشكال الذكور والاناث

[26] – يظهر بان البيت مضطرب؟. تكوين 3/1-16

[27] – متى 22/30

[28] – تكوين 3/16؛ افسس 5/23. آدم هو الرأس وحواء هي العقب في العالم. انظر، ميمره 71

[29] – ر: طاهر

[30] – تكوين 2/9؛ تكوين 3/3؛ 2بطرس 3/13

[31] – تكوين 2/9

[32] – تكوين 3/1

[33] – هل يذكر ملفاننا “المطلقة” كالامر الواقع، ام يذكرها من باب البلاغة.؟ السروجي لا يؤيد الطلاق نهائيا لان رباط الزواج هو رمز لرباط محبة ووحدة المسيح مع كل الخليقة، وهذا الرباط لا ولن يحله او يفرقه الانسان

[34] – متى 22/1-14

[35] – 2بطرس 3/13

[36] – تكوين 11/29؛ تكوين 11/1-16، 21/8-20؛ تكوين 29

[37] – متى 22/30

[38] – تكوين 39/7-20

[39] – المياه: يعني بها امرأة اوريا. عادة تعني المياه زرع الرجل. 2صموئيل 11/2-17؛ 2بطرس 3/13. انظر، ميمره، 57

[40] – 2بطرس 3/13

[41] – انظر، ميمره 99 على توما؛ وميمره 100 على القصر الذي بناه توما الرسول في الهند

[42] – متي 22/30

[43] – يوحنا 12/36؛ لوقا 16/8

[44] – اشعيا 21/9؛ 2بطرس 3/13؛ تكوين 11/1-9

[45] – اعمال 2/5-12؛ غلاطية 3/28. آلانيون شعب كان يعيش في منطقة الديلم (التتر؟)

[46] – ينقص صدر او عجز البيت؟

[47] – اشعيا 47/1

[48] – تكوين 31/19؛ متى 5/14

[49] – تكوين 11/1-9

[50] – اشعيا 6/1-3؛ حزقيال 3/12

[51] – متى 24/31

[52] – 1تسالونيقي 4/17

[53] – نص: اذ، سوني يصوب: لا

[54] – 1تسالونيقي 4/17

[55] – تكوين 2/9

[56] – 1طيمثاوس 6/16. هنا يؤكد ملفاننا بان “رؤيا” الآب تفطم البشر في العالم الجديد. انظر، ميمره 50، 71، 79. في نصوص اخرى لا يقبل ان يرى الله الملائكة ولا البشر. انظر، ميمره 71، 125. هذه تعددية نظريات مار يعقوب!

[57] – تكوين 3/17-18