الميمر 163 على عوزيا الملك واشعيا النبي

الميمر 163

 

        يا رب الاعالي الذي شاء ان يبيّن نفسَه في العمق اعطني كلمة تصل اليك لاتكلم عن خبرك، يا قدوس العوالم المخوف ميمره بين العلوين اسكب ميمرك على ضعفي لاجل مجدك، ايها الخفي في الجوهر الذي ظهر لنا بمحبته بيّن لي طريق الايمان لامشي فيها، ايها الآب الذي لم يتوصل الى دراسته جميع المعلمين باسئلتهم مدّ لي خبرك لآتي اليك بمحبة، ايها الابن الذي لم يعرفه جميع الحكماء بتعقيباتهم اكشف لي ميمرك لاقول: انك متساو مع والدك، ايها الروح الذي هو من جوهر لا يُفحص انفخ فيّ لازمر ميمر مجدك كثيرا.

        اتحركُ الآن لاتكلم بعجب عظيم لان ميمرك اسمى من الناطقين، جمال اسرارك هبط خفية على الفكر الذي يتضايق به ولا يستريح الا اذا وصفه، بمحبة الميمر سخنت النفس وحبلت بخبرك ليلدك الفم للاذن حتى تتسلى بك، هوذا السمع يسرع بمخاض يفوق مخاض البنين ليعلن اخبارك، فاعطهِ نفسَك.

        كلمة الابن لؤلؤة في البحر يغطس العقل ليخرجها: الصورة العظمى مصورة في اسفار النبؤة، وهي مستترة هناك كاللؤلؤة في البحر، نزل العقل مثل غطاس وجسّ الكتب، واخذك وصعد ليرى العالم كم انت جميل، خبرك مغطى بين القراءات كما لو كان في الامواج، وهوذا ميمرك مسرع ليسبَح في البحر لاجلك، الغطاس جسّ اللؤلؤة في عمق البحار، وكلمتي تريد ان تقتني صورة اسرارك.

        اعتراض اليهودي: لو كان لله ابن فلماذا اخفاه؟: اخفى خبرَه عن الجسورين وعن الظالمين وعن النظرية التي تحب ان تكثّر الاصنام على الارض، الشعب كان يشتهي ان يكثّر له جميع الآلهة، ولهذا سمع في الانبياء ان الرب واحد. بدل الآب، صاغ الشعب عجلا ليسجد له، ولما راى الآب ذلك اخفى الابن عن اليهود، مَن يُقنع اليهودي ليفتح عينيه ويرى بان للشمس نورا وهو منها،؟ اخفى ابنَه الى ان يحين وقت اعلانه لما تُعرف طريق الشعوب المؤدية الى الله، ولما ينقضي زمن عبادة الاصنام ولن يعود وينتهي نول الضلالة في البلدان.

        النبؤة كانت تعرف ابن الله: النبؤة كانت تعرف هذا السر وكانت تشعر في الخفاء بان لله ابنا، كان الآب قد كشف عن ولده في النبؤة لبني بيته ولاقرباء لاهوته، كان يقول ايضا: لي سر لي ولبني بيتي لانهم كانوا يستحقون ان يعلن لهم حبيبه، بعين النبؤة الخفية التي تجسّ كنوزه، كان انبياء الروح يرون ابن الله.

        اليهود يبغضون الانبياء والقراءات: ليس الانبياء محبوبون ولا اسفارهم، ولهذا لا تقرأها رفيقة العجول، ولما تُغصب لتقرأ الانبياءَ ترى الابنَ فتحمرّ وتخضرّ وتغلق الكتاب وتمل، صهيون زنت بجميع الآلهة الباطلة ولئلا يفضحها وارث الآب سلمته الى الموت، منذ ان دخلت عند العجل الذي زنى بها، ابغضت الآبَ ولو سهل عليها لصلبته.

        لا الانبياء ولا الطبيعة تُقنع اليهودي، بجنونه يعرف ان يفتري فقط، وينقض ويرذل كل اسرار الوحيد، يسهل عليه ان يقول: يوجد آلهة والهات، ولا يتنازل ليقول ان لله ابنا، لا يعترف اذاً بان للشمس ضوءا، ولا للهيب حرارة، ولا للشجرة ثمرة وهي منها، ولا للنفس كلمة وهي مستترة فيها.

        تفسير قصة الملك عوزيا الذي خطف دور الكاهن عازريا. لم يكفه تاجه بل خطف المبخرة الكهنوتية: اعطى الله للبشر سلطتين، الواحدة للمملكة والاخرى معها للكهنوت، الملك مسلط على الاراضي وعلى والولايات، والكاهن مسلط على النفوس وعلى الضمائر، الامور الروحية هي للكاهن من قبل الله، وللملك ان يدبر الامور الجسدية، لا ذاك مسلط ليامر الامور العلنية، ولا ذاك يقدر ان يدبر الامور الخفية، الكاهن كاهن والملك ملك: سلطتان لكي ينتظم العالم بالكهنوت وبالمملكة.

        الكاهن عازريا يوبخ الملك عوزيا، واشعيا لم يوبخه ولهذا فقد نبؤته: اشعيا الذي ميمرنا يدور عليه كان قريبا من كل هذه الامور التي جرت وكان يعرفها، لم يملأ فمه توبيخا ضد الملك، ولم يساعد الكاهن بالحديث لما كان يوبخه، خاف من التاج وفزع من السلطة، والنبي لم يؤنب الملكَ بسبب الاثم الذي اقترفه، وهذا السكوت كان اهانة للنبؤة، النبي والكاهن كانا يتحركان بروح واحد: ذاك يتنبأ، وهذا يقوم على خدمته، تحرك الكاهن موبخا الملك، ولان النبي سكت اخذوا نبؤته منه، من العدالة صدر امر على اشعيا: ما لم يوبخ سوف لن يتنبأ، سكت ولم يوبخ عوزيا. ليكن صامتا ايضا من رؤى النبؤة، من لم يوبخ ليكن اذاً لانبيا، وليسكت سكوتا ليبطل من كلتيهما، بطل اشعيا من ايحاءات النبؤة، وصار عوزيا ايضا غريبا عن المملكة، عن اشعيا عبر روح النبؤة، وعن عوزيا عبرت سلطة الرئاسة، بدل اشعيا مكث هوشع في النبؤة، وبدل الملك دبر يوثام المملكة.

        عودة نبؤة اشعيا: حفظ الرب ابن عاموص بالا يتنبأ الى سنة وفاة عوزيا الملك المدنس، وكان في سنة موت عوزيا كما هو مكتوب، اراد الرب ان يعلن مجده لاشعيا، كان الرب غاضبا من اشعيا لئلا يتنبأ الى سنة وفاة عوزيا كما قلنا، كان النبي محتاجا الى الغفران وبعده يتنبأ، والآب لا يغفر الخطايا لاحد الا بابنه، ابن العظمة ابان نفسَه في ذلك الوحي ليتصالح الآب بواسطته مع النبي، ويعود النبي الى نبؤته بواسطة الوحي، كما يعود الورثة بواسطته الى تخومهم، الجنة تُعاد الى آدم بواسطة الابن، كما عادت الى اشعيا رؤيته ونبؤته، وبالغفران الذي تحقق هناك لاشعيا يتعلم اسرارَ النبؤة التي كانت خفية.

        اشعيا يكشف سر الثالوث ويسمي اقانيم الآب والابن والروح القدس باسمائهم: الاقداس التي نُطقت لا تقسّم الاقانيمَ ليُخصص اي هو (قدس) الآب واي هو (قدس) الابن، الصوت الاول ليس (صوت) الآب، والثاني (صوت) الابن، والثالث (صوت) الروح فقط، لا يوجد لكل واحد منهم قدس واحد، لكن (توجد) ثلاثة (تقاديس) غير مجزأة لثلاثتهم، في فمنا الاصوات هي مصفوفة الواحد بعد الآخر، في اللاهوت لا توجد صفوف واجزاء، ثلاثة اصوات ليتضح الثالوث: الرب واحد لان اللاهوت لا ينقسم.

        رؤيا اشعيا ترمز الى الاوخارستيا والى البيعة: قرّب الساروف له جمرة في كلبة وهي سرّ جسد ابن الله، ظهر له النمط المزمع ان يصير على الارض: كيف تشرق المراحم لتغفر لجميع الخطأة، كان يقول له: ها قد اقتربت هذه الى فمك ليزول اثمك وتُغفر لك خطاياك، باللؤلؤة الموضوعة هنا على المائدة هي مصورة الجمرة التي اعطاها الساروف لاشعيا، اسرار رؤى النبؤة هذه، ها انها تُخدم هنا كل يوم في بيت العفران، وبما ان الجمرة بانت جسديا، فها انها تؤكل من مائدة اللاهوت، هوذا الكاهن يمسكها باصابعه ويقربها الى الخاطيء لياكل منها وبها يطهر، ها انها تؤكل وتُشرب بالخبز والخمر، وهوذا جميع الخطاة يوزعونها بحفناتهم، وتعلّم النبي منذ ذلك الحين سر البيعة.

        طوبى للبيعة التي تؤمن بالثالوث: لكِ الطوبى ايتها البيعة رفيقة اسرار النبؤة، جمالك انتصر بكل كنوز مصف الرسل، هوذا الثالوث يُكرز بفم ابنائك، كما سبق السواريف وبيّنوا لاشعيا، اعترفتِ بالآب ولم تبدليه بالاباطيل، وآمنتِ بالابن ولم تفصليه عن والده، صدّقتِ الروح ولم تجعليه غريبا عن الجوهر، وايمانكِ عال ونقي بكل الاصوات، فيك توزع جمرة النار بدون كلبتين بحفنات ابنائك، وها انهم ياكلونها وبها يُغفر لهم.

  • المخطوطتان: روما 117 ورقة 355؛ روما 252 ورقة 6

– يرد في البداية اسم الطوباوي مار يعقوب. مقدمة وخاتمة هذا الميمر هما ثالوثيتان. مقدمة الميمر 19 والميمر 173.هما ثالوثيتان. يشكل هذا الميمر تفسيرا كتابيا بديعا. قسمه السروجي الى قسمين القسم الاول يعتبر مقدمة طويلة جدا هي عبارة عن جدال مع اليهود الذين لا يقبلون النبؤات التي تنبيء بالابن، والقسم الثاني مخصص لتفسير قصة اشعيا الذي فقد نبؤته لانه لم يوبخ الملك، وعودتها اليه بعد توبته. لعل فقدان نبؤة اشعيا استقاه ملفاننا من تقليد منهجية تفسير مدرسة الرها، لان الكتاب المقدس لا يقول بمثل هذا الفقدان، انما يكتفي النص الكتابي بذكر “تقديس” اشعيا. الميمر قطعة شعرية بليغة. قد يرقى تاريخ تاليفه الى حوالي سنة 480-485م.

 

الميمر 163

على عوزيا الملك واشعيا النبي

الذي قاله الطوباوي مار يعقوب

(اشعيا 6/1؛ 2أيام 26/1-23؛ 2ملوك 15/1-7)[1]

 

المقدمة الثالوثية

 

1 يا رب الاعالي الذي شاء ان يبيّن نفسَه في العمق اعطني كلمة تصل اليك لاتكلم عن خبرك،

2 يا قدوس العوالم المخوف ميمره بين العلوين اسكب ميمرك على ضعفي لاجل مجدك،

3 ايها الخفي في الجوهر الذي ظهر لنا بمحبته بيّن لي طريق الايمان لامشي فيها،

4 ايها الآب الذي لم يتوصل الى دراسته جميع المعلمين باسئلتهم مدّ لي خبرك لآتي اليك بمحبة،

5 /394/ ايها الابن الذي لم يعرفه جميع الحكماء بتعقيباتهم اكشف لي ميمرك لاقول: انك متساو مع والدك،

6 ايها الروح الذي هو من جوهر لا يُفحص انفخ فيّ لازمر ميمر مجدك كثيرا،

7 ايها الكائن الذي هو واحد وقد بان لنا ثلاثيا، اسردُ خبرك لاجلك بجمال اسرارك،

8 اللسان ليس كفؤا لميمرك انت تقدر ان تعطي مجانا كل الاسئلة لسائليها،

9 الفم لا يستحق ان يتكلم عن خبرك، انت مستحق ان تصفك حتى (الطبائع) الصامتة،

10 لما تصفك (الطبائع) الصامتة والناطقة يظل ميمرك فوق الكلمة لانك بدون حدود.

 

ميمر الابن يفوق الطبائع الناطقة

11 اتحركُ الآن لاتكلم بعجب عظيم لان ميمرك اسمى من الناطقين،

12 جمال اسرارك هبط خفية على الفكر الذي يتضايق به ولا يستريح الا اذا وصفه،

13 بمحبة الميمر سخنت النفس وحبلت بخبرك ليلدك الفم للاذن حتى تتسلى بك،[2]

14 هوذا السمع يسرع بمخاض يفوق مخاض البنين ليعلن اخبارك، فاعطهِ نفسَك،

15 العقل اخذك من عند ابيك بعجب عظيم ليخرج ويعطيك للارض مجانا حتى تفرح بك،

16 /395/ قوى النفس تجاسرت وتزاحمت على خفائك لتعلن ميمر خفائك.

 

 

صورة الابن مخفية في التوراة كاللؤلؤة في البحر التي يخرجها العقل-الغطاس

17 الصورة العظمى مصورة في اسفار النبؤة، وهي مستترة هناك كاللؤلؤة في البحر،

18 نزل العقل مثل الغطاس وجسّ الكتب، واخذك وصعد ليرى العالم كم انت جميل،

19 خبرك مغطى بين القراءات كما لو كان في الامواج، وهوذا ميمرك مسرع ليسبَح في البحر لاجلك،

20 الغطاس جسّ اللؤلؤة في عمق البحار، وكلمتي تريد ان تقتني صورة اسرارك،

21 ربي، هوذا التوراة تحملك في نبؤتها وتبيّنك لانك مثل ابيك في امجادك،

22 هوذا الانبياء يزمرون تسبيحك بالوحي جيلا بعد جيل مع اوقاتهم وعلى اختلاف اشكالهم.

 

اليهودي يغضب من رؤية صورة ابن الله في الكتب

23 غضب اليهودي لان ابن الله كان خفيا، ولا يريد ان يرى صورته بين القراءات،

24 وها انه يفتري (ويقول): لو يوجد ابن لله، لماذا اخفى خبرَه عن الاولين،؟

25 لو كان موجودا لماذا كان مخفيا وجوده ولم يعرّف لآب للعالم بانه له ولدا.؟

 

ردّ على النظرية اليهودية: اخفى الرب ابنه تلافياً لعبادة الاصنام

26 /396/ لتُقاض الآن تلك النظرية اليهودية، ولنرَ لماذا اخفى الآب خبر ابنه،؟

27 اخفى خبرَه عن الجسورين وعن الظالمين وعن النظرية التي تحب ان تكثّر الاصنام على الارض،

28 الشعب كان يشتهي ان يكثّر له جميع الآلهة، ولهذا سمع في الانبياء بان الرب واحد،[3]

29 بدل الآب، صاغ الشعب عجلا ليسجد له، ولما راى الآب ذلك اخفى الابن عن اليهود،[4]

30 لئلا يصوغ الشعب بدله شيئا آخر ويقول: ان للعجل ابنا كما لله (يوجد ابن)،

31 ويصير الله سببا حتى يضيف الشعبُ اصناما اخرى على الآلهة الكثيرين،

32 ولهذا صرخ الانبياء: واحد هو الرب، واحد هو الرب، ولم يرد ان يستمع اليهم،[5]

33 واذ كانوا يقولون له: انه واحد، فقد صنع كثيرين، ولو اعلنوا له الثالوث كم (اله) كان يصنع،؟

34 في كل وقت كان الله يستنبط علة (ليذكّر) للعالم كله بانه يوجد اله واحد،

35 وكان يقول له في الايحاءات والرؤى ويعلّمه: واحد هو الرب الرب ربه،[6]

36 واذ كان الامر هكذا فانه كثّر وصاغ جميع الآلهة الصغار والكبار وصنع جددا وعتقا،

37 /397/ جمع وجلب وخلط الذكور مع الاناث اصنام الشعب والاصنام الانثوية الكثيرة،

 

38 صور مصورة واصنام انثوية مصرية وعجل وعجول وصنم رباعي الوجوه القبيح،[7]

39 وعشتروت وكاموش وبعل حبيب كل الشعب، ووتد الصنم وملكوم وكيوان الكوكب مع (اصنام) كثيرة،[8]

40 بكت نساؤهم على الابالسة ابنائها وعلى تموز، والرجال على الشمس وسجدت النساء للآلهات،[9]

41 كان الشعب قد سجد للبطمة والحور والبلوطة ، وكانت آلهته على عدد كل قراه،[10]

42 وهكذا كثّر وصنع له اصناما بلا عدد، وقد صرخ الانبياء جميعهم : ان الرب واحد،[11]

43 لو كشف له اقانيم اللاهوت الثلاثة، اية ارض وسعت الاصنام التي كان سيسميها،؟

44 اقام كل هذه الاصنام ضد الآب ولو احسّ بان له ولدا كان سيضيف اليها ايضا،

45 ولو عرف بان الروح هو اقنوم اللاهوت، لكان يصفّ في البرية فوج الآلهات الآخر،

46 كا يردد: الرب واحد، الرب واحد، وكان يتعلم بانه لا يوجد اله خارج الرب،[12]

47 انبياء الروح لم يكتبوا له شيئا آخر ليجده في الاسفار ما عدا ان الرب ربه واحد،

48 /398/ كانوا يعرفون بان القلب المكلوب يحب الاصنام ولم يعطوا له الحجة ليتعلّم سوى انه واحد،

49 وحمله جميع الانبياء الملافنة على القراءة: ان الرب واحد لا (اربابا) كثيرين بدون احصاء،

50 تمرد طالب العلم على معلمي الحقائق وكان يسبح في الكذب كما لو كان في البحر،

51 لم يكن يلزم ان يكشف الآب للنظرية التي تحب ان تكثر الاصنام بان له ولدا،

52 لئلا يملأ الشعبُ الارض بابناء الآلهة والآلهات لو يشعر بان لله ابنا،

53 ولئلا تؤخذ ذريعة سببها الله بها تتعلم الارض بان تدعو الارباب،

54 كان يُذكر في النبؤة ان الرب واحد، وخارجا عنه لا يوجد اله آخر معه،

55 اخفى ابنَه الى ان يحين وقت اعلانه لما تُعرف طريق الشعوب المؤدية الى الله،

56 ولما ينقضي زمن عبادة الاصنام ولن يعود وينتهي نول الضلالة في البلدان،

57 ولما يصبح العالم ابرص ولن يوجد جسم سليم سياتي اليه ابن الله كانما للتطهير،

58 ولهذا كان الابن الحقيقي محفوظا في الخفاء لياتي الى الاعتلان في النهاية ويُصلح العالم.

 

النبؤة والانبياء يعرفون سرّ الله ويعلمون بوجود ابن الله

59 النبؤة كانت تعرف هذا السرّ وكانت تشعر في الخفاء بان لله ابنا،

60 كان الآب قد كشف عن ولده في النبؤة لبني بيته ولاقرباء لاهوته،

 

61 كان يقول ايضا: لي سر لي ولبني بيتي لانهم كانوا يستحقون ان يعلن لهم حبيبه،[13]

62 بعين النبؤة الخفية التي تجسّ كنوزه، كان انبياء الروح يرون ابن الله،

63 موسى رآه حالاّ في العليقة عند والده، وتوسل الى الآب ليرسله الى مصر لاجل الخلاص،[14]

64 دانيال رآه تحمله الغيوم وياتي مثل ابن الانسان ليحل تاج السلاطين،[15]

65 يونان رآه ينزل الى قلب الارض، فغطس ونزل ليمهد الدرب للرب ربه،[16]

66 رآه النبي راكبا عفوا ابن اتان وركض وبشّر بنت العبرانيين بان ملكها ياتي،[17]

67 زكريا رآه مثل رجل واسمه اشراق، وجلب صورته الى العالم ليعرفه لما يشرق فيه،[18]

68 حزقيال رآه على المركبة مثل الانسان واخذ اشباهه من بين الاجنحة ليجلبها الى الارض،[19]

69 داؤد الملك رأى الحبل به بدون زواج وصوّره بعشب نبت من الارض بدون زرع،[20]

70 /400/ شعر ايوب بانه يوجد مخلص لكل من هو مجرب، وسيتجلى في النهاية وبتجليه يخلص الارض،[21]

71 ابن يسى راى يدَيه ورِجلَيه تُثقب، ويعطونه [ مرارة[22] وخلا اثناء عطشه،

72 يعقوب راى صليبه في ماء المعموذية وصوّر له صورة ووضعه في المجاري في العصيات التي ثبتها،[23]

73 اسحق رآه في الكبش المولود بدون زواج الذي يحل ربطه وينقذه من السكين،[24]

74 ابراهيم رآه في الكبش الذي اصعده على قمة الجبل وفرح به لانه كان يتوق ان يرى يومَه،[25]

75 ملكيصاداق رآه يعطي جسده ودمه للعالم، وصوّر له صورة بالخبز والخمر الذي كان يقربه،[26]

76 لاجله نوح البار احترم البتولية التي سيظهر منها مدة خمسماية سنة،[27]

77 هابيل رآه ياتي ليصير ذبيحة في العالم فسكب دم عنقه على الارض ليُكرم،[28]

 

78 شيت الجميل جلب صورة جماله الى الارض، وعلّم العالمَ بان الابن كله يشبه الآب،[29]

79 جبلة آدم هي مرسومة بالابن جسديا واعطى صورته للتراب ليعظم بسببه،[30]

80 /401/ عرف آلَ آدم ورسمهم بصورة ابنه روحيا لما كان يبريهم.[31]

 

اليهودي يتجنب قراءة كتب النبؤة لئلا يكتشف ابنَ الله

81 اليهودي لا يتنازل الى القراءات، لان رقبته قاسية ولا يحنيها لينظر في الكتب،[32]

82 له عملٌ وليس فارغا ليقرأ انبياء الآب لانه لو قرأ فيها لعرف منها ابن الله،

83 يصوغ بكثرة صورة لاصنامه وليس فارغا ليقرأ الكتب ويرى الحقيقة المكتوبة،

84 فكره مسبي بالقدر وبالفأل وبالعرافة وبصور الآلهات ليصنعها على قواعدها،

85 العبراني مهتم ليصنع صورة رباعية الوجوه او ليجدد عجول يوربعام المصاغة،[33]

86 الجماعة تهرب من قراءات النبؤة لئلا تكشف القراءة فيها: مَن الذي صلبته،؟

87 القت ارميا في الجب لانه كان يوبخها، فلو صادفها مدرج سِفره ماذا ستفعل به،؟[34]

88 رجمت حورا رفيق هارون بالحجارة وجعلت هارون نفسه سخرية حتىيصوغ عجلا،[35]

89 موسى مهان، واشعيا نُشر بالمنشار، وميخا يُلطم، وسُحب هوشع عند الزانية،[36]

90 وحزقيال محلوق، وابن بوزي ملقى في السلاسل، وايليا يهرب واليشع تبغضه الجماعة،[37]

91 /402/ ليس الانبياء ولا اسفارهم محبوبين، ولهذا لا تقرأها رفيقة العجول،

92 ولما تُغصب لتقرأ الانبياءَ ترى الابنَ فتحمرّ وتخضرّ وتغلق الكتاب وتمل،

93 وترى بانها صلبت الوارثَ الذي أتى ليفتش عن خاصته، وابغضت الانبياء الذين سبقوا وصوروه في كتبهم،

94 وما دامت لا تحبه، ولو تُغصب لتقرأ فيها فانها تبغضها بسببه لما تراه،

95 وبما ان له ابنا في قراءة النبؤة، فانها تبغض ان تقرأ الانبياءَ لانهم ارعبوها،

96 لما تقرأ يبين السرّ من بين الاسفار، ويعطيها الويلَ فتخاف وتبطل من القراءة،

97 تفتح الكتاب وترى صورة ابن الله، فتخجل وتغلقه وكأن الشقية غير قادرة على القراءة،

 

98 لماذا تقرأ،؟ وكيف تقرأ في النبؤة لان رب الانبياء مصلوب بالحسد من قبل الجاهلة،؟

99 وكلما ترى الصورة حاضرة بين القراءات، تبغض سماع القراءات او التفاسير،

100 باي وجه تقرأ في موسى او في صموئيل اللذين صوّرا المسيحَ في كتبهما وهي قد صلبته،؟

101 كيف تقرأ في حزقيال ابن السبي، لان ابن الانسان هو على المركبة في نبؤته،؟[38]

102 /403/ ماذا يفيدها دانيال او حكَمه لانه يوبخها وقطع المسحة عن اللاويين،؟[39]

103 لماذا تنتظر يونان ليصعد من البحر لانه على صورة موت الابن وانبعاثه.؟[40]

 

نبؤات اشعيا عن المسيح وعن مريم

104 عن اشعيا تقول ليته لم يتنبأ، لانه يحتقرها من البداية وفي النهاية،

105 انها تحتقر هذا لانه ممجد في النبؤة، ولو تيسر لجماعة المكلوبين لمزقت سِفره،

106 كل يوم تفيض للشعب [ مرارة[41] من قراءته، وتخجل كل يوم من دعوة الحق لتوبيخها،

107 يوبخها (قائلا): ان البتول تحبل بدون زواج، وما لها (ان تفعله) ضد هذا الا ان تفتري،؟[42]

108 في نبؤته كان قد سمى المسيحَ عمانوئيل، وعلّم الارض بانه اله بالحقيقة،[43]

109 سبق وصوّره بانه اقتيد كحمل الى الذبح ولم يفتح فمه وقت القضاء لما كان يُسأل،[44]

110 سماه عشبا، وسمى مريم امه ارضا عطشانة لم تر سقيا ولا شاتلا وقد اعطت الثمرة،[45]

111 عرف الابنَ بانه مولود ويأتي ليصير ولدا، وبشّر الارض بانه وُلد لنا ولد كامل،[46]

112 راى بان خبره يمسي عجبا ولا يُفسر ،/404/ فاضاف وسماه ايضا اعجوبة في نبؤته،[47]

113 سمى المسيح بمن وعد بتطويبات لآل آدم، ولهذا فقد دعاه مشيرا للحسنات،[48]

114 رآه الها ولهذا سماه الها وجبار كل العوالم المصنوعة من قبله،[49]

115 راى بانه اراد ان يبين نفسَه ببساطة للعالم فسماه حقيرا ومتواضعا لانه تواضع،[50]

 

116 راى بان بهاءه العظيم مغطى بجسده، فسبق وصوّره: بلا منظر ولا مشهد،[51]

117 راى الصالبين يكذّبونه باسئلتهم، فاعترف النبي باننا راينا وكذبناه،[52]

118 احس بانه ياتي لياخذ اثم العالم كله، فسبق وصوّره يحمل الاوجاع ويتحمل الآلام،[53]

119 راى بان الافواه لا تقدر ان تصف خبر دربه، فقال: من يقدر ان يصف جيله،؟[54]

120 لو تريد الجماعة ان تتكلم مع اشعيا، لكان يعلّمها درب الابن بدون نقاش،

121 ولما صلبته فهي تبغض ان تسمع النبؤة التي صفّت ووضعت كل آلامه بين القراءات،

122 وباية صحيفة تفتحها من اشعيا لا تعثر به لان الابن عثرة لمن يبغضه،؟[55]

123 لو احبت الابنَ الذي اتى ليغفر اثمها /405/ لاحبت النبي الذي ارسله ليسرد خبره.

 

الجماعة تبغض الآب والابن واحباء الابن

124 انها تبغض الآب ولا تحب الابن ايضا: صلبت الابنَ وبسببه ابغضت احباءه،[56]

125 بدل آدوناي صاغت عجلا في آشيمون، وبدل ولده اختارت اللص لانها مدنسة،[57]

126 كانت زانية ورات بان الابن سيفضحها امام والده، ولهذا ابغضته وصلبته وكذّبته.

 

صهيون ابغضت الآب وابنه ولو تيسر لها لصلبت الآب ايضا

127 كل زانية تبغض ابن بعلها كثيرا لانها تعرف بان كل عيوبها سيسردها لابيه،

128 صهيون زنت بجميع الآلهة الباطلة ولئلا يفضحها وارث الآب سلمته الى الموت،

129 بصلبها اياه فضح زناها دون ان تشاء، وعرف العالم كم انها تبغض اباه وتبغضه،

130 منذ ان دخلت عند العجل الذي زنى بها، ابغضت الآبَ ولو سهل عليها لصلبته،

131 واذ كان يوجد مكر في قلبها على الله، فقد صلبت ابنه لانها وجدت بانه يشبه اباه،

132 وجدته يحمل كل الشفاءات للمجروحين والدواء العظيم للقروح وللكلوم الضماد العظيم،

133 ومثل والده يُكثر الخبز للجياع ويشبعون، ومثل مرسله صنع صفوفا في القفر،[58]

 

134 وفي أعماله يشبه في كل شيء اباه /406/ وبما انه يوجد فيها بغض للآب فقد ابغضته هو ايضا،

135 ومن الغضب الموجود في نفسها فاض السمّ ومزجته للابن في الخل على الجلجلة،[59]

136 ومن عنباتهم التي كتب عنها موسى بانها كانت مُرة مزج الصالبون [ مرارة[60] ليشرب ابن الله،

137 الانبياء كانوا يعرفون كيف سيأتي الابن، واخفوا السرّ كما أُمروا في اوقاتهم،

138 الاب حفظ السرّ خفيا عن الخارجيين، وكشفه لاحبائه [ ورسموا[61] له صورة في كتبهم.

 

اشعيا يكرز سر اقانيم الثالوث (اشعيا 6/1-3)

139 الجماعة تبغض الانبياء والتفاسير والتراجم وايحاءات الحقائق،

140 كيف تحب اشعيا او كتابه لانه يكرز علنا: الآب والابن والروح القدس،؟

141 اشعيا لم يصوّر درب الابن فقط، لكنه ابان علنا كل الثالوث،

142 باصوات تقديس السواريف الثلاثي كرز بوضوح الثالوثَ للارض،

143 نطق العساكر: قدوس قدوس قدوس [ فتعلّم[62] العالم ثلاثة اقانيم اللاهوت،

144 صوّر السواريف صورة باصوات تقاديسهم /407/ للآب ولابن وللروح القدس بلا ارتياب،

145 صوروا الآب الذي له ولد ابن الجوهر، والروح القدس الاقنوم الذي منه في لاهوته،[63]

146 السواريف وجدوا الاصوات وبرهنوا على الجوهر الذي هو قوة واحدة لما يُعرف ثلاثيا،

147 التقاديس الثلاثة للقدوس الواحد غير المحدود: اقانيم ثلاثة، اله واحد لا يتجزأ،

148 قدوس الآب، وقدوس ولده، وقدوس روحه: اقانيم المجد بكرامة واحدة لا تنتقص،

149 الرب هو واحد ولما يُقدس ثلاثيا لا يوصف من قبل العلويين الا واحدا،

150 قدوس قدوس قدوس الرب وليس الارباب: اسماء ثلاثة وتقاديس ثلاثة والرب واحد،

151 سرّ يشتهي السماويون ان ينظروا اليه، واخفى نفسَه لئلا يهان بين الهائجين،

152 كرز الآبُ بفم السواريف المسجور بان ابنه وروحه هما معه منذ الازل،

153 اشعيا سمع من ألسِنة اللهيب بان لله ثلاثة اقانيم قدوسة،

154 سمعت المسكونة بخوف عظيم بان الثلاثة هم واحد باصوات مخيفة ارتفعت من اللهيب،

155 بلسان العساكر الخفية الموجودة فوقُ، /408/ تعلمت الارض بانها لما تدعو: ثلاثة انهم واحد،

 

156 اعلن السواريف لاشعيا سرّا موجودا عند الملائكة بصوت كان يبرهن على الثالوث،

157 العلويون زمروا مزمور الاسرار بتقاديسهم، لان النبي كان اهلا لسرّ اللاهوت،

158 اشعيا سمع التقاديس الثلاثة من الروحيين وعرف الربَّ ثلاثيا وسريا،

159 كان يوصف السرّ خفية بصوت عال لان النبي ايضا كان من اهل بيت اللاهوت.

 

بنت ابراهيم احبت العجل وعلّمت ملوكها ايضا ان يحبوا الاصنام

160 جماعة الشعب احبت العجل منذ طفولتها، وصاغت اصناما وصنعت مواسم للاباطيل،

161 وكانت اسرار النبؤة تُخفى عنها لانها لم تكن تستحق ان تسمعها كما هي،

162 وكان الآب يحرك صورة ابنه بالالغاز، لئلا تُحتقر من قبل الكذابين بعد ان يعلنها،

163 وكان يكشف حبيبَه لامناء السرّ ليعرفوا بان ابنه معه ومثله،

164 بنت ابراهيم شتامة منذ الازل، ولهذا كان سرّ الابن خفيا عنها،

165 صار لها الملوك وابغضوا الرب كما ابغضته، /409/ والقضاة احتقروا الله بسيَرهم،

166 صارت معلّمة ومنها تعلّم الملوك الاثم، واسكرتهم علنا بالوثنية،

167 كان يعرف الملوك بانها تحب الاباطيل، وكل واحد منهم كثّر صنما ليحسن لديها،

168 رقد داؤد الملك العادل والالهي وقام سليمان الشاب الذي تربى مع العاهرات،[64]

169 الجماعة نصبت له فخاخا بفضل نساء كثيرات، وعلّمته ان يُصعد الذبائح للآلهات،[65]

170 اخذت وربّت رحبعام ليصير وثنيا لانها كانت تتوق ان تُكثر الاصنام بكل الفرص،[66]

171 كمل شهوتها يربعام الذي صاغ العجول واراح نفسها آحاب وايزابل باصنامهم،[67]

172 الواحد اراحها لانه صنع صنما رباعي الوجوه، والآخر عزّاها اذ اجاز ابنه في النار وصار وثنيا،[68]

173 ياهو ابهجها لانه وصل الى نهاية سليمان: انها تتمنى كل يوم ان يحب كل واحد الاباطيل.[69]

 

الملك عوزيا يخطف دور الكهنوت (2أيام 26)

174 عوزيا الذي حفظ نفسه من الوثنية جعلته يخطف مكان الكاهن بجسارة،[70]

175 ولو لا يمل السامع من التعليم فان الميمر قد تحرك ليبين خبر عوزيا،

 

176 خبر ذلك الوحي الذي (صار) عند اشعيا /410/ سببه موجود هنا لمن يسمع بتمييز،

177 عوزيا لبس جسارة وكبرياء قلب ملوك الارض لكي يضع البخور امام الله،[71]

178 ظفر في الحرب وعظمت نفسه في المملكة، وتكبر ليضع البخور في مكان الكاهن،

179 ولم يكفه انه لم يحسب حسابا للكاهن الذي وطئه بل تجاسر وخطف الكهنوت باثم،

180 التاج الذي ناله من الله وجده صغيرا بعينيه، فدخل ليخطف المبخرة بالاكراه من اللاوي،[72]

181 لم يكفه انه قام في ولاية ملوك الشعب، فحسن لديه ان يخطف بجسارة درجة الكهنة،

182 وبكبرياء مهين للاهوت خطف باثم مبخرة [ الكاهن[73] من يديه،

183 دخل بعنف الرئاسة الى هيكل الرب، وضل بالسلطة وسقط عن اداء الواجب،

184 نفخه كبرياء الرئاسة ولم يفهم بانه لا يعود اليه وضع البخور امام الله.

 

سلطتان على الارض: الكهنوت يامر الارواح والملوكية تامر الاجساد

185 اعطى الله للبشر سلطتين، الواحدة للمملكة والاخرى معها للكهنوت،

186 الملك مسلط على الاراضي وعلى والولايات، والكاهن مسلط على النفوس وعلى الضمائر،

187 الملك يامر الاجسام وتسمع صوت امره، /411/ والكاهن يامر الارواح وتسمعه،

188 للملك سيف يقتل الجسد فقط، وللكاهن الحرم الذي يقدر ان يقطع النفس،[74]

189 الملك مسلط على المقتنيات وعلى البنايات، والكاهن مسلط على الارواح ليقرفها،

190 الملك يقدر ان يعطي الذهب لمن يحبه، ويقدر الكاهن ان يغفر للشعب الذي يطلب منه،

191 للملك تاج علني ورئاسة، وللكاهن كلمة خفية التي تحل العقد،[75]

192 الناموس اعطى القوس للملك والمبخرة للكاهن ليقوم كل واحد منهما بما يخصه حسب سلطته،[76]

193 لا يليق السيف بالكاهن لو استله، ولا الملك ان يحمل المبخرة اذا اشتاق اليها،

194 الامور الروحية هي للكاهن من قبل الله، وللملك ان يدبر الامور الجسدية،

195 لا ذاك مسلط ليامر الامور العلنية، ولا ذاك يقدر ان يدبر الامور الخفية،

196 الكاهن كاهن والملك ملك: انهما سلطتان لينتظم العالم بالكهنوت وبالمملكة.

 

الكاهن عازريا يؤنب الملك عوزيا على فعله

197 عوزيا الذي كان ملكا تجاوز على الواجب، واسقط الكاهنَ وبجسارته اخذ مكانه،

198 له القوس وله المبخرة، وكما ظن /412/ تعود اليه المملكة والكهنوت ايضا،

199 اخذ ما هو للملوك وفتش عما هو للكهنة، ولو امكن لخطف الرمح الخارجي والعطر الداخلي،

200 بكبرياء يتجاوز الواجب كل يوم دخل الى الهيكل واخذ المبخرة باثم،

201 والقى البخور ليدخل ويعطر امام العظمة، فتحرك الكاهن بتوبيخ مليء نورا،

202 ابن اللاويين بدأ يتكلم بدون خوف ضد الملك بصوت عال وهو يقرعه،

203 الهيكل المقدس هو بيت سلطة الكاهن، والكاهن لم يكن يخاف من توبيخه،

204 وشرع الكاهن يقول للملك وهو يوبخه: اعلم ايها الملك بان هذه الدرجة ليست درجتك،[77]

205 انت مسلط في الخارج لتدبير الولايات، الرئاسة في بيت الغفران ليست خاصتك،

206 انت ملك فقط لا كاهن لا تضل، المبخرة ليست خاصتك من قبل الله،

207 عليك ان تامر الحروب الخارجية، اما الذبائح الداخلية فعليّ انا ان أُصعدها،

208 ليس لي قوس، وليس لك عطر من قبل الله، خذ خاصتك ولا تتصرف بما لا يخصك،[78]

209 يكفيك تاج ورئاسة كل الشعب، /413/ فلا تخطف درجة اخرى ليست خاصتك،

210 ها انك ملك ولستَ مسلطا على الكهنوت، فامكث في ما انت عليه ولا تشته ما لا يخصك،[79]

211 خذ السيف واخرج وكن قويا على الاراضي، واعطني المبخرة لاضع البخور في بيت الغفران،

212 العلي اعطاك المملكة واعطاني الكهنوت يا ملك الشعب ماذا تتوخى من درجة الكهنوت.؟

 

غضب عوزيا من عازريا الكاهن

213 تكلم الكاهن بطهر القلب ضد الملك لئلا يسكت ويصير ملاما من قبل [ الله،[80]

214 لم يكن يتذمر لان الملك خطف درجته لكنه كان يتذمر بسبب عنف جسارته،

215 كان الكاهن متضايقا لان النظام اضطرب هناك فاغتاظ لاوي وابناؤه الاحبار من عوزيا،

216 اخذ الرجل المبخرة ليدخل (ويعطر) ولم يكن لاويا، وقد وُطيء وأُبطل ناموس بيت الله،[81]

217 الكاهن البهي تسلح بالتوبيخ ضد هذه الامور واحتقر الملكَ بسبب الاثم الذي ارتكبه،

 

218 واذ كان قد صدر التوبيخ على عوزيا وصار محتقرا ومهملا امام جنوده،

219 رماه الكاهن بكلمات الحق كما لو كان بسهام وطُعن الملك وتصاعد غضبه كالدخان،[82]

220 /414/ تضايق وغضب وصار اضحوكة امام افواجه، وكان يهدد الكاهن مفكرا بما يصنعه به،

221 والكاهن واقف وفمه مليء توبيخا ويقرعه مثل الصبي الملام الذي اذنب،

222 والملك مليء حقدا وغضبا وقساوة قلب، وفكر بالضربة التي يضرب بها الكاهن.

 

عوزيا يلبس قميص البرص (2ايام 26/19)

223 ثم ابان الرب ما يخصه في بيت الغفران فصدر البرص وقبض على الملك وجعله مدنسا،

224 لبس عوزيا قميصا من مائدة اللاهوت لانه كان قد لبس الجسارة،

225 العين الخفية فحصت وتطلعت الى مبخرته ورات بانه وضع بخورا بكبرياء لا بعدالة،

226 رات بانه احتقر الكاهن القائم في بيت الغفران ولم يسمح له بوضع البخور للاهوت،

227 واراد ان يدوس ذلك الكاهن الفقير والبهي، فاخذ مبخرته ليُدخلها هو امام الله،

228 حسب الملك اهانةً وقوفَه وراء الكاهن، وعودة الرئاسة في الهيكل المقدس الى الكهنة،

229 وبكبريائه لم يتنازل حتى يُغفر له بالبخور الذي يُدخله ابن اللاويين لاجل الكثيرين،

230 ولهذا صعد من مبخرته عطر نتن، وفاحت رائحة كريهة الى العدالة وتصاعد غضبها،

231 /415/ ولما تدنس بحرمه وبالعطر الذي قرّبه البسته ثوبا مدنسا على اعضائه،

232 برص الملك لانه اشتهى سلطة ليست خاصته، ولبس الكاهن اسفرارَ الوجه امام الكثيرين،

233 من البيت المقدس خرج الجرب لعوزيا لئلا يخطف لباس الكاهن ويعطر البخور،

234 البرص صار شاهدا للكاهن ووبخ الملك وصار مقرفا له لانه كان يسيء التصرف،

235 اراد ان يتجاوز على الافود لباس الكهنة، فلبس بدل الافود البرص البغيض.[83]

 

القلب النقي والافكار الطاهرة هي ذبيحة امام الله

236 القلب النقي هو محرقة امام الله وهو يحب الافكار الطاهرة كالعطور،[84]

237 محبة النفس هي مبخرة مليئة حياة، ومحبة الرب هي سكيب تصاعد امام العظمة،

238 كان الرب قد طلب من ابناء لاوي ان يُدخلوا امامه افكارهم مع مباخرهم،

239 بحجة المبخرة نقّى النفس التي تحملها لتكون رائحتها طيبة كالعطور،

240 نار المبخرة هي مشبهة كلها بمحبة الرب، والعقاقير بالحركات الصادرة من الفكر،

 

241 ولما تصدر الافكار الصالحة من الحرية، وقبلتها محبة الرب بحرارة،

242 /416/ يتصاعد عطر لذيذ الرائحة الى الله، ويصدر غفران من العظمة للمقرب،

243 عوزيا لم يقرب عطر النفس، لكنه كان قد خطف باثم مبخرة الكاهن،

244 وبعدل صدر عليه البرص من البيت المقدس: اجر بغيض للمبخرة المقربة ببغض،

245 كان قلبه دنسا وجسده طاهرا، ولهذا بسط دنسَ نفسه على اعضائه،

246 لما كان يدخل عوزيا الى الهيكل المقدس كان متكبرا بالمملكة وبالعجرفة وبالسلطة،

247 ولما خرج كان تاجه مطأطأ وروحه هابطة ولابسا البرص وقد جُعل سخرية للبلدان،

248 جرى كل هذا لانه تكبر فتواضع وتجاسر ليدخل ويعطر البخور امام العظمة،[85]

249 واذ اخذ المبخرة من الكاهن ابن اللاويين، لبس الجرب وأُهين امام المشاهدين،

250 وتجاوز واثم عوزيا بخلاف نظامه فصار غريبا عن المملكة لانه اخذ المبخرة.

 

اشعيا يفقد نبؤته لانه لم يوبخ الملك عوزيا

251 اشعيا الذي ميمرنا يدور عليه كان قريبا من كل هذه الامور التي جرت وكان يعرفها،

252 ولم يملأ فمه توبيخا ضد الملك، ولم يساعد الكاهن بالحديث لما كان يوبخه،

253 /417/ خاف من التاج وفزع من السلطة، ولم يؤنب النبي الملكَ بسبب الاثم الذي اقترفه،

254 كان النبي قد سكت ولم يبين للملك بانه اذنب، وهذا السكوت كان اهانة للنبؤة،

255 النبي والكاهن كانا يتحركان بروح واحد: ذاك يتنبأ، وهذا يقوم على خدمته،

256 فتحرك الكاهن موبخا الملك، ولان النبي سكت فقد اخذوا نبؤته منه،

257 من العدالة صدر امر على اشعيا، وقاضاه هكذا: ما لم يوبخ فسوف لن يتنبأ،

258 لانه سكت ولم يوبخ عوزيا ليكن صامتا ايضا من رؤى النبؤة،

259 من لم يوبخ ليكن اذاً لانبيا، وليسكت سكوتا لكي يبطل من كلتيهما،

260 حكم الديان: ليكن غريبا ايضا عن جمال النبؤة لانه صار غريبا عن التوبيخ،

261 بطل اشعيا من ايحاءات النبؤة، وصار عوزيا ايضا غريبا عن المملكة،

262 عن اشعيا عبر روح النبؤة، وعن عوزيا عبرت سلطة الرئاسة،

263 بدل اشعيا مكث هوشع في النبؤة، وبدل الملك دبر يوثام المملكة.[86]

 

 

عودة نبؤة اشعيا بعد موت عوزيا (اشعيا 6/1)

264 /418/ وحفظ الرب ابن عاموص لئلا يتنبأ الى سنة وفاة عوزيا الملك المدنس،

265 وكان في سنة موت عوزيا كما هو مكتوب، اراد الرب ان يعلن مجده لاشعيا،[87]

266 كان الرب غاضبا من اشعيا بالا يتنبأ الى سنة وفاة عوزيا كما قلنا،

267 وبعد موته اراد الرب ان يتصالح معه ويعيد اليه ايحاءات نبؤته،

268 كان قد قاصصه بالسكوت مدى حياة عوزيا، وبعد موته اراد ان يعيده الى نبؤته،

269 وفي سنة موت عوزيا قال اشعيا: رايتُ الرب جالسا على كرسي عال،[88]

270 وكان كل البيت ممتلئا من وقار مجده، ويقوم فوقه السواريف ويحيطون به،[89]

271 وراى النبي بانه كان لكل واحد منهم ستة اجنحة، وكانوا يغطون وجوههم وارجلهم،[90]

272 كان قد سمع صوت القدس الذي يسكبونه من افواههم، وكانوا يتحركون هذا نحو ذلك وهم مرتجفون،[91]

273 وارتجت عتبات الهيكل المقدس من اصواتهم، واضطرمت نارهم وامتلأ البيت من الدخان.[92]

 

الآب لا يغفر خطايا احد الا بابنه

274 كان قد انكشف السرّ الخفي لاشعيا، لينعلن الثالوث له برؤيا عظيمة،

275 /419/ صرخ الناريون: قدوس قدوس قدوس الرب ليحسّ النبي بسر اللاهوت،[93]

276 كان النبي محتاجا الى الغفران وبعدئذ يتنبأ، والآب لا يغفر الخطايا لاحد الا بابنه،

277 ولهذا ظهر سرّ ابن الله واشرق كل الثالوث بوحي واحد،

278 رأى اشعيا شبهَ الابن بالكرسي العالي وحركة الخدام المخيفة الذين يحيطون به،

279 ويزمرون لخبر اللاهوت ثلاثيا باصوات التسبيح التي كانوا يحركونها من افواههم،

280 وبما انه يوجد الآب وله الولد ويوجد الروح القدس، فقد نُطقت ثلاثة اقداس من قبل العلويين،

281 حتى تُكرز سريا لاشعيا اقانيم اللاهوت الثلاثة بفم النار،

282 ويعتلن الثالوث الذي لم يكن مكشوفا، وليحسّ العالم بابن الله بفضل الالغاز،

283 ابن العظمة ابان نفسَه في ذلك الوحي ليتصالح الآب بواسطته مع النبي،

284 ويعود النبي الى نبؤته بواسطة الوحي، كما يعود الورثة بواسطته الى تخومهم،

 

285 الجنة تُعاد الى آدم بواسطة الابن، كما عادت الى اشعيا رؤيته ونبؤته،

286 /420/ حان الوقت ليتصالح الآب مع النبي وكانت تلزم صورة الابن لتصنع الامان،

287 وبالغفران الذي تحقق هناك لاشعيا سيتعلم اسرارَ النبؤة التي كانت خفية،

288 ويتاكد النبي من ان لله ابنا ويفرح لانه رآه مع عودة نبؤته،

289 ويصير الثالوث واضحا بالسرّ العظيم ويُعرف بواسطة قداسة السماويين.

 

السواريف يؤمنون بسرّ الثالوث الذي علموه لاشعيا

290 سواريف النار صنعوا ميمر الايمان، وكانوا يكررونه امام اشعيا ليتعلم ايضا،

291 وكانوا يزمرون خبر الايمان المخيف بكنارة مؤهلة ومصاغة من اللهيب،

292 وكان يُشكر الابن مع ابيه من قبل العلويين بنغمات اللهيب الجميلة،

293 لو كان اقنوم اللاهوت واحدا فقط لكان القدس واحدا لا ثلاثة كما نُطقت،

294 وما دام للسواريف ثلاثة تقاديس، فقد تعلّم العالم بان لله ثلاثة اقانيم،

295 الولد الكامل معروف ومساو مع والده كما يشهد الميمر المؤلف من قبل السماويين،

296 كان يقال: قدوس قدوس قدوس الرب: اقداس ثلاثة، موقر واحد لا يُفسر،

297 /421/ لا يقال ارباب في اللاهوت لان الرب واحد والاقداس الثلاثة هي خاصته.

 

التقاديس الثلاثية تعني مساواة الاقانيم في الثالوث

298 الاقداس التي نُطقت لا تقسّم الاقانيمَ ليُخصص اي هو (قدس) الآب واي هو (قدس) الابن،

299 الصوت الاول ليس (صوت) الآب، والثاني (صوت) الابن، والثالث (صوت) الروح فقط،

300 لا يوجد لكل واحد منهم قدس واحد، لكن (توجد) ثلاثة (تقاديس) غير مجزأة لثلاثتهم،

301 لا توجد درجة واحدة عالية وواحدة وسطى وواحدة سفلى ليصير عمقٌ في اللاهوت،

302 الآب لا يقبل صوتا واحدا هو الصوت الاول، والصوت الآخر الوسطي هو للابن،

303 في فمنا الاصوات هي مصفوفة الواحد بعد الآخر، في اللاهوت لا توجد صفوف واجزاء،[94]

304 ثلاثة اصوات القداسة لثلاثتهم، لان كل الاصوات هي عمومية بالقداسة،

305 ثلاثة اصوات ليتضح الثالوث: الرب واحد لان اللاهوت لا ينقسم،

306 واحد هو القدوس ولانه ثلاثة تُرسل اليه سريا ثلاثة اقداس من قبل الملائكة،

307 جمعُ النار تحرك ليقول امام اشعيا: قدوس الرب، وليس قدوس الارباب،

308 /422/ ثلاثة تقاديس لان الاقانيم هم ثلاثة، اما الرب فهو واحد لان الله لا يتجزأ،

 

309 لما يُقدس ثلاثيا يُنطق واحدا، ولما يُعترف به الها واحدا فهو ثالوث،

310 الاصوات لا تُفصل لتصبح اجزاء: (جزء) الروح (وجزء) الابن (وجزء) الآب،

311 كلها هي (اصوات) الآب، وكلها هي (اصوات) الابن بدون انقسام، وكلها هي (اصوات) الروح القدس لان اللاهوت واحد،

312 في النبؤة وفي تسبيح السماويين الواحد هو ثلاثة والثلاثة هم واحد بوضوح،

313 ومنذ الازل كان الثالوث يُقدس بحركة ابناء النور النارية الحية.

 

اليهود لا يؤمنون بان للآب ابنا كشفه لبني سرّه

314 الآب ابان في كل مناسبة بان له ولدا، وكان يكشف لبني سرّه عن وحيده،

315 وكان ينتظر بالا يُفضح امام اليهود، ويلومونه ويفصلونه عن والده،

316 سواريف النار كانوا يعرفون السرّ الخفي وكانوا يتحركون الهيا على تسبيحه،

317 بالابن ذاته كانوا يتحركون على الكلام، لانهم به يوجدون ويؤمرون على خدمته،

318 سبقوا وتعلموا بالاحساس الذي اعطاه لطبيعتهم ان يزمروا ثلاثيا للاهوت،

319 /423/ لانهم راوا الابن حالاّ في حضن ابيه وكان يُترجم بفمهم مع الروح القدس،

320 عرفوا ثلاثيا بان الرب هو واحد، وقد زمر العلويون: قدوس قدوس قدوس الرب،

321 اليهودي لم يكن يسمع السرّ العظيم كما نُطق لانه اراد ان يثقل اذنيه،

322 ولا يرى صورة الابن المصورة في الكتب كالنيّر لانه اراد ان يصير اعمى،

323 لماذا استعمل السواريف اقداسا ثلاثة الا ليتعلم العالم بان الثالوث موجود،؟

324 ولو نظر الشعب الذي شاء ان يصير اعمى لكان يرى صورة الابن في القراءات.

 

اشعيا يتعجب وتُطهر شفتاه من الدنس (اشعيا 6/5-7)

325 اشعيا رآه على كرسي اللهيب العالي، وعرف السرّ واحسّ بان لله ابنا،

326 في ذلك الوحي راى عظمة السرّ الخفي، وتعجب وهو قائم امام العظمة،

327 اشعيا اندهش بالوحي المخيف الذي رآه ووقف مرتجفا من عظمة الرؤيا البهية،

328 وحالا خطرت نقيصته على باله، وكان يفكر في ذنبه بينه وبين نفسه،

329 وقال: الويل لي لانني رجل مدنس الشفتين، وانا اسكن بين شعب مدنس،[95]

330 /424/ لانه سكت عن توبيخ عوزيا، وكان يقول بالم: ان شفتيه مدنستان،

331 ومع الكلمة ظهر جمال التوبة، [ فهبطت[96] المراحم لتطهره جليا.

 

جمرة اشعيا ترمز الى سرّ جسد ابن الله (اشعيا 6/6)

332 حالا قرّب الساروف له جمرة في كلبة وهي سرّ جسد ابن الله،

333 ظهر له النمط المزمع ان يصير على الارض: كيف تشرق المراحم لتغفر لجميع الخطأة،

334 كان يقول له: ها قد اقتربت هذه الى فمك ليزول اثمك وتُغفر لك خطاياك،[97]

335 باللؤلؤة الموضوعة هنا على المائدة هي مصورة الجمرة التي اعطاها الساروف لاشعيا،

336 كان قد مسك كلبة اللهيب بيد نارية، وبها اخذ جمرة السرّ من المائدة،

337 وراى النبي كل صورة امور المستقبل: كيف وبماذا يُغفر للعالم اثمه،؟

338 الساروف لم يمسكها بيده لئلا يحترق، ولم ياخذها النبي بفمه لئلا يضمحل،

339 ذاك لم يمسك الممجدة، وذاك لم ياكلها لانها كانت بلا جسم، ولهذا لم تُمسك ولم تؤكل،

340 اسرار رؤى النبؤة هذه، /425/ ها انها تُخدم هنا كل يوم في بيت الغفران،

341 وبما ان الجمرة بانت جسديا، فها انها تؤكل من مائدة اللاهوت،

342 هوذا الكاهن يمسكها باصابعه ويقربها الى الخاطيء لياكل منها وبها يطهر،

343 ها انها تؤكل وتُشرب بالخبز والخمر، وهوذا جميع الخطاة يوزعونها بحفناتهم،[98]

344 كان يُسرد سرّ النار الغافرة بحركة الجناح وببهاء السماويين،

345 وتعلّم النبي منذ ذلك الحين سرّ البيعة، وفي نبؤته جلب الى العالم صورة الجمال.

 

الطبيعة والكتاب تبرهنان على الابن وعلى الثالوث، واليهودي يتنكر لهما

346 لا الانبياء بايحاءاتهم ولا رؤى الحقائق تُقنع اليهودي،

347 بجنونه يعرف ان يفتري فقط، وينقض ويرذل كل اسرار الوحيد،

348 كان يبين له بان لله ابنا في الخفاء، ولانه صار وثنيا فقد احتقر ووطيء النبؤة،

349 وبارادته اغمض عينيه واثقل اذنيه ولايريد ابدا ان يرى ولا ان يسمع،

350 يسهل عليه ان يقول: يوجد آلهة والهات، ولا يتنازل ليقول ان لله ابنا.

 

براهين للثالوث: الشمس وضوؤها والشجرة وثمرتها والنفس وكلمتها

351 لا يعترف اذاً بان للشمس ضوءا، ولا للهيب حرارة،

352 ولا للشجرة ثمرة وهي منها، ولا للنفس كلمة وهي مستترة فيها،

 

353 ولا يريد ان يصدق الطبيعة التي يراها ولا يشاء ان يسمع الكتاب وهو يقرأ فيه،

354 ولا اشعيا الذي راى مجد الوحيد وتكلم عنه، ولم يعطِ اذنه لسماع الحق.[99]

 

الرب يتصالح مع اشعيا ويرسله ليبشر (اشعيا 6/8)

355 اشعيا راى مجد الابن واستنارت نفسه، وفي نبؤته بدأ وانهى درب اسراره،

356 وصرخ للشعب: تحبل البتول بدون زواج، وذاك المولود بدون بداية سياتي الى الولادة،[100]

357 بالرؤيا العظيمة التي رآها النبي، كان قد تقوى بكل اسرار الوحيد وزمر لدربه،

358 كان الساروف يقرب له بخوف الجمرة في الكلبة، ليطهر بها ويكرزها بين الارضيين،

359 كان قد حل السكوت عن شفتيه كلجام، واعطاه السر ليفتح فمه للكلام،

360 ابان الرب لاشعيا شكل الغضب، لانه كان يندفع لاجل المصالحة،

361 قال الرب: مَن ارسلُ ومَن يذهب لانه اختار له نبيا ليذهب،؟

362 سامح له اثمه ووضع النبؤة امامه، /427/ ليكون نبيا بارادته وليس باكراه،

363 لقد ارسلتُك وتراخيتَ امام عوزيا، ولو تمل من النبؤة لا تذهب،

364 قال الرب: من ارسل،؟ واجابه: ربي هانذا ارسلني واقبل،[101]

365 بالنعمة استحققت ان ارى ابنك بالسرّ، سوف لن اسكتَ الا ووصفتُ كل دربه،

366 لقد صرتُ ابن السرّ سوف لن اسكتَ عن البشائر الى ان تشعر كل الارض بوحيدك.

 

اشعيا يكرز الثالوث ويسمي الآب والابن والروح القدس بالاسم

367 كان النبي قد وعد فخرج ليبشر، وشرع يبين للعالم السرّ الذي كان مخفيا،

368 ورفع صوته ليبين الابن للارضيين، ويكرز مجده في جمع السماويين العظيم،

369 سمع ترتيل السواريف المليء عجبا، وبوحيه خلط صوته ليزمر هو ايضا،

370 كان قد فهم بانهم رتلوا الخبر ثلاثيا، ومن كلمتهم تعرّف على كل الثالوث،

371 وتاكد بان للاهوت اقانيم، فبيّن للارض الاسرار التي كانت [مستترة،[102]

372 وصف الآبَ وسماه في نبؤته: “ابانا”، وكرز الابنَ، وقال: أُعطي لنا “ابن”،[103]

 

373 /428/ ولما اراد ان يبين اقنوم الروح كان يقول: الرب “وروحه” ارسلني، وكشف كل السرّ،[104]

374 اسماء الآب والابن والروح باقانيمهم هي مزركشة وجلية في النبؤة بدون [نقاش.[105]

 

اليهودي لا يقتنع ببرهان الشمس ونورها ولا باشعيا

375 والشعب يفتري (قائلا): الشمس ليست نيّرة، ويقدر ان يقول ان النار ذاتها ليست حارة،

376 انه يقرأ اسماء الآب والابن والروح الموجودة في اشعيا، وينكرها وكانه لا يسمع ما يتكلم به،

377 النبي صدّق بانه سياتي الى البطن لانه رآه على الكرسي، وتحدث عن السرّ بدون غطاء،

378 وباسمائهم سمى الآبَ والابنَ والروحَ القدس لانه عرفهم من اصوات السماويين،

379 مَن يُقنع اليهودي ليفتح عينيه ويرى بان للشمس نورا وهو منها،؟

380 ارسل السواريف الى الارض ميمرا بواسطة اشعيا، وهوذا كل البرية تردده وهو لا يسمع،

381 ولا يحني اذنه الى السواريف، ولا الى الانبياء، ولا يقنعه العلويون ولا السفليون،

382 انه يعرف ان يفتري وفيه القوة للكذب، ويبغض ويرذل كل من يقول الحقائق.

 

طوبى للبيعة التي تؤمن بالثالوث

383 لكِ الطوبى ايتها البيعة رفيقة اسرار النبؤة، /429/ فجمالك انتصر بكل كنوز مصف الرسل،

384 هوذا الكنوز وكل الاشياء الجديدة والعتيقة مخزونة في خزينتك، ليغتني العالم من خيراتك،

385 هوذا الثالوث يُكرز بفم ابنائك، كما سبق السواريف وبيّنوا لاشعيا،

386 [ اعترفتِ] بالآب ولم تبدليه بالاباطيل، [ وآمنتِ[106] بالابن ولم تفصليه عن والده،

387 وصدّقتِ بالروح ولم تجعليه غريبا عن الجوهر، وايمانكِ عال ونقي بكل الاصوات،

388 فيك توزع جمرة النار بدون كلبتين بحفنات ابنائك، وها انهم ياكلونها وبها يُغفر لهم،

389 هوذا الاصوات تختلط فيك بالاصوات بقداسة، ليكثر التسبيح من قبل العلويين ومن قبل السفليين،

390 هوذا اشعيا يفرح بك بنبؤته، لانكِ عرفتِ ايحاءاته كما نُطقت.

 

الخاتمة

391 رجاؤك في الآب، وحقيقتك في الابن، وفي الروح افتخارك، مبارك مَن بمحبته اعطاكِ جسده لتخلصي به.

 

كمل (الميمر) على عوزيا واشعيا

[1] – يعقوب مقتنع من ان اشعيا فقد نبؤته لمدة طويلة ولم يسترجعها الا بعد موت الملك عوزيا (عازريا؟) سنة 740 ق م. اشعيا 6/1. 2أيام 26/1-23؛ 2ملوك 15/1-7. انظر، ميمر 161. يقول بعض الآباء مثل ايرونيموس واوريجانوس ان اشعيا اخطأ لكنهم لا يذكرون بانه فقد نبؤته. يقول الآباء السريان مثل السروجي وبعده ابن العبري: اشعيا فقد نبؤته واستعادها حسب نص: اشعيا 6/1. انظر بيجان، المقدمة. انظر، سوني، 1أيام ستة 484-485

[2] – ملفاننا يستعمل صورة: النفس التي تسخن بمحبة الميمر وتحبل خبر الابن ويلده الفم للسمع الذي يهجم عليه المخاض ليعلنه للسامعين !

[3] – تثنية 6/4

[4] – خروج 32

[5] – تثنية 6/4

[6] – تثنية 6/4

[7] – خروج 32؛ 2ملوك 10/29؛ 2أيام 33/7

[8] – 1ملوك 11/5؛ 1ملوك 11/5-7؛ تثنية 4/3؛ 1ملوك 11/5-7؛ عاموس 5/26

[9] – حزقيال 8/14؛ 2ملوك 23/ حزقيال 8/185

[10] – هوشع 4/13

[11] – تثنية 6/4

[12] – تثنية 6/4

[13] – اشعيا 24/16 حسب الفشيطتو. حسب السبعينية: الويل لي الويل لي

[14] – خروج 3/1-7؛ خروج 4/13

[15] – دانيال 7/13

[16] – يونان 2/1؛ متى 12/40

[17] – زكريا 9/9؛ متى 21/5

[18] – زكريا 6/12

[19] – حزقيال 10/5

[20] – مزمور 72/15

[21] – ايوب 42/5-6؟

[22] – نص: مرورو، بيجان يصوب: مروري. مزمور 22/16؛ مزمور 69/21

[23] – تكوين 30/25-43

[24] – تكوين 22

[25] – تكوين 22؛ يوحنا 8/56

[26] – تكوين 14/18

[27] – تكوين 5/32؛ 7/1

[28] – تكوين 4/1-16

[29] – تكوين 5/3. هذا البيت يفسر كيف اعتبر السروجي الابن ثالث الاقانيم لان شيت هو ثالث ابناء آدم. انظر ميمره 150 الرابع على قائين وهابيل

[30] – تكوين 2/7؛ 1/26-27

[31] – رومية 8/29

[32] – خروج 32/9

[33] – 2أيام 33/7؛ 2ملوك 10/29

[34] – ارميا 38

[35] – خروج 32؛ كيف يقول: ان حورا رُجم؟

[36] – خروج 17/4؛ عبرانيون 11/37؟؛ 1ملوك 22/13-28؛ هوشع 3

[37] – حزقيال 1/3؛ حزقيال 5؛ حزقيال 7/23؛ 1ملوك 19؛ 2ملوك 3؟

[38] – حزقيال 1؛ 10

[39] – دانيال 10/3؟

[40] – يونان 2/1؛ متى 12/40

[41] – نص: مرورو، بيجان يصوب: مروري

[42] – اشعيا 7/14

[43] – اشعيا 7/14

[44] – اشعيا 53/7-8

[45] – اشعيا 53/2

[46] – اشعيا 9/6

[47] – اشعيا 9/6

[48] – اشعيا 9/6

[49] – اشعيا 9/6

[50] – اشعيا 53/2

[51] – اشعيا 53/2-3

[52] – اشعيا 53/2-3

[53] – اشعيا 53/4

[54] – اشعيا 53/8

[55] – لوقا 2/34

[56] – الجماعة اليهودية تبغض احباء الابن اي الانبياء  او لعله يقصد بهم المسيحيين. وهذا ما يشرح تهجم يعقوب على الجماعة اليهودية في ميامر عديدة

[57] – خروج 32؛ متى 27/15-26

[58] – خروج 16؛ متى 14/13-21، 15/29-39

[59] – متى 27/34. يخلط يعقوب كلمة المرارة (مرثو) بمعنى السم والمرارة بمعنى العشب المر حسب المزمور 69/20

[60] – نص: مرورو، بيجان يصوب: مروري. تثنية 32/32

[61] – نص: ورسم، بيجان يصوب: ورسموا

[62] – نص: فتعلموا، بيجان يصوب: فتعلم

[63] – يعقوب يستعمل عبارة: ابن الجوهر (بو اصىرلا ا بار ايثوثو)، كما يستعمل عبارة: ابن الطبيعة (بو ضصعا بار كيونو) والمصطلحان يترجمان عبارة (ارغصا اوسيّا όυσία) اليونانية التي يعربها السريان بعبارة (ايثوثو) السريانية. وردت هذه العبارة في قانون ايمان نيقية: المساوي لآبيه في الجوهر (ريرا بارغصا ؤبرذص وشوي باوسيا لابوي)

[64] – 1ملوك 2/1-11؛ 1ملوك 11

[65] – 1ملوك 2/1-11؛ 1ملوك 11

[66] – 1ملوك 14/1-20

[67] – 1ملوك 14/21-31؛ 2أيام 11؛ 1ملوك 16/29-34؛ 1ملوك 18/17-46؛ 1ملوك 19-22

[68] – 2أيام 33/6-7

[69] – 2ملوك 9-10، خاصة 10/28-31

[70] – حسب الفشيطتو يُسمى عوزيا 2أيام 26، حسب السبعينية يُسمى ايضا عازريا 2ملوك 14/21؛ 15/1-7

[71] – 2ايام 26/16

[72] – خروج 30/7-9؛ عدد 18/1-7

[73] – نص: كهنة، بيجان: يكتب: هكذا؟، سوني يصوب: كاهن

[74] – متى 10/28. يفكر السروجي ايضا بالحرومات التي كانت تتراشق بها البيع ابان الخصومات الكريستولوجية

[75] – متى 18/8

[76] – عدد 16؟. يميز يعقوب بين السلطة المدنية التي يرمز اليها بالقوس وبالتاج.. وبين السلطة الروحية التي يرمز اليها بالمبخرة وبالكلمة. لا يحبذ ان ياخذ الملك سلطة الكاهن ولهذا هنا يفصل بين السلطتين. في نصوص اخرى يرحب بتزاوج السلطتين (مثلا ابجر واداي) في الرها وقسطنطين الملك. انظر، ميمر 180، 206، رسالة/20، 32، 35

[77] – 2أيام 26/18

[78] – يميز يعقوب بين السلطتين الدينية والمدنية ولا يخلط بينهما. هذا الموضوع مهم حاليا للتفكير المسيحي-السياسي حسب عبارة الانجيل: اعطوا لقيصر ما لقيصر ولله ما لله. متى 22/21، غير ان السروجي يؤيد تعاون السلطتين المدنية والدينية لخدمة البشارة الانجيلية كما ورد في ميمره 180 على الرها. هذه تعددية نظريات السروجي !

[79] – خروج 20/17؛ تثنية 7/25؟

[80] – بخط آخر: العدالة

[81] – خروج 30/7-9 عدد 18/1-7

[82] – 2أيام 26/19

[83] – خروج 28/6-14

[84] – مزمور 51/12، 18-21

[85] – متى 23/12

[86] – هوشع 1/1؛ 2ملوك 15/32-38، 2أيام 27

[87] – اشعيا 6/1

[88] – اشعيا 6/1

[89] – اشعيا 6/1-2

[90] – اشعيا 6/2

[91] – اشعيا 6/3

[92] – اشعيا 6/4

[93] – اشعيا 6/3

[94] – لا توجد في اللاهوت صفوف (غدلأّا سذري) او اجزاء (ظعرى ا مناووثو) او درجات (دلأجا داركي) لان هذا سيعني بان الله يخضع لظرف الزمان والمكان، وهذا ما لا تقبله طبيعة الله ولا الايمان

[95] – اشعيا 6/5

[96] – نص: وهبط، بيجان يصوب: وهبطوا

[97] – اشعيا 6/7

[98] – يعقوب يذكر ان التناول كان يُعطى على حفنات الايادي وهذا ما يفسر امكانية الصاق القربان على اعضاء الجسد كالعيون. انظر البيت 389

[99] – يعقوب يذكر بسرعة في البيوت 352-355 البراهين الطبيعية عن الثالوث: الشمس وضوءها، اللهيب وحرارته، الشجرة وثمرتها، النفس وكلمتها. يذكر البراهين الكتابية عن هذا الموضوع، ويذكر خاصة نص اشعيا 6/1-7. انظر، ميمره 135، 206. انظر، ميمره 19، 33، 42، 71، 105، 116، 124، 125، 153، 178، 204، 207، 215

[100] – اشعيا 7/14

[101] – اشعيا 6/8

[102] – نص: غاضبة، بيجان يصوب: مستترة

[103] – اشعيا 63/16، 64/8؛ اشعيا 9/6

[104] – اشعيا 48/16

[105] – نص: اضطراب، بخط آخر فوق الكلمة: نقاش

[106] – نص: اعترفتُ، بيجان يصوب: اعترفتِ. نص: آمن، بيجان يصوب: آمنتِ