الميمر 161 على سقوط المختارين (الثاني على شمشون)

الميمر 161

 

        لما كنت اتاملُ بمحبة في خبر شمشون، كان يسألني بحكمة شخص متميز: لماذا سقط الرجل النذير وضعف، ولم يسنده الرب الذي اختاره لما كان يقع،؟ قبل ان يصوّره في بطن امه عرفه واختاره، ونزل الملاك ايضا ليبشّر به، وهذا الرجل الذي هو هكذا كان مختارا وساميا، والرب الذي اختاره لماذا لم يمسكه لئلا يقع،؟ او الرجل ذاته لماذا سلّم نفسَه للسقوط،؟ او لماذا تركه الله وسقط،؟ فبطلت هذه الامور الاولى التي جرت، وفسد كل جمال تزهده.

        سقوط سليمان الملك: يوجد سؤال يشبه هذا (السؤال) وهو: سليمان الذي صلى ونزلت نار الذبائح على قربانه، وباركه الرب واعطاه العقل والحكمة والاستنارة والاستقامة مع المملكة، هذا الذي كان مختارا جدا ومنتصرا ومليئا جمالا سقط هو ايضا، والرب لم يمنعه من السقوط. لو تبكي على شمشون لانه سقط وصار اضحوكة هلم وابكِ اذاً على سليمان الذي صار سخرية.

        سقوط يهوذا: ليدخل موضوع يهوذا الرسول الذي وقع، ولنتعلّم كيف وقع المختار من اختياره، يهوذا الذي وقع كان مختارا قبل انشاء العالم، ومحصى ومخلوطا بالرسل مع التلاميذ، ونفخ ابن الله في وجهه واعطاه الروحَ، وشفى المرضى واخرج الابالسة مع التلاميذ، وقع من درجة مصف الرسل التي كان قائما فيها، وذاك الذي اختاره قبل ان يصير الرقيع والارض، لما كان يقع لم يمسكه لئلا يقع.

        تدبير الله هو بلا لوم: انه لواضح بان الله يسمو على اللوم، وبان تدبيره حكيم بلا نقاش، وانه مكتوب ايضا: انه لا يقدر احد ان يسبر احكامه، والكل يعلم بان طرقه لا تُعقب، الرب يختار من يختار ويمجده ويكرمه ليفيد رفاقَه، لما يختاره لا ياخذ الحرية منه لئلا يكون المختار غير مسلّط لو اراد ان يقع، لو ربط من يختاره باللاحرية، لما وُجد مجال ابدا بان يُمجد المختار، وكان يقال انه لا توجد فرصة ليقع المختار، ولا يقدر ان يقع لو اراد لانه مختار، وكان يُرفع ذلك المجد الموجود للمختارين، لانه ليس مجدا ما لم يكونوا جميلين من ذاتهم.

        المسيح لم يمسك يهوذا ولا سمعان من السقوط: ابن الله مثل ابيه اختار الاثني عشر وعظّمهم واعطاهم التطويبات والكراسي والدينونة العظمى، وعملوا معه بحريتهم وبدون اكراه، ولما وقع يهوذا لم يمسكه لما كان يسقط، لانه لم يمسكه بالاكراه حتى يصير رسولا مختارا، كان قد وقع ذاك الواحد وحفظ المجد لانداده، لانهم ثبتوا بحريتهم بدون سقوط. لو كان يريد كان من السهل ان يقع يوحنا ايضا، ولانه اراد فقد احب الابنَ وها انه يُمجد، ويشهد سمعان الذي وقع ايضا في الكفر، وركض حالا الى التوبةالتي تحلّ العقدَ، ولو لم يتب لكان ساقطا وغير قائم، ولم يمنعه ربه لما نكره لئلا ينكره.

        الرب ثابت في خصوصيته: كان سليمان قد وقع من الله، وكان الله ذاته حريسا على تاجه لئلا يقع،! كان (الله) مسلطا لتدبير ما يعود اليه، اما ان يحيد و لا يحيد فهذا يعود الى (سليمان)، مكث الرب في خصوصيته مثل الواهب، وذاك الذي حاد بيّن خصوصيته مثل الظالم والناكر للجميل.

        المساواة في محبة الله للبشر: الرب بار وكل اعماله هي اسمى من اللوم ومن الذم ومن الشتيمة، حسنا اذاً يترك ان يسقط ايضا المختارون لما يريدون ان يقعوا من الحرية، المختارون الذين وقعوا في بعض الاماكن صاروا شهودا له لان محبته متساوية ويحب البشر بالتساوي، ومن ليس مختارا ومن هو مختار هما كلاهما خاصته، وحسن لديه وصنع ذلك رأسا وذلك عقبا، وحكمة الرب لا تُفحص من قبل المخلوقين، وحسب العدالة واحد هو اجر هذا وذلك، ومن يسمع كلمة الرب وصنعها انتفع، وليس قائلها الذي لا يفعلها.

        سقوط المختارين عبرة للجميع: ولعله يوجد معنى آخر روحي لما قلتُه ويفوقني الكلام عنه، لعل الرب ترك ان يقع هولاء الذين وقعوا ليخاف ويفزع كل العالم من السقوط:

بواسطة الملك سليمان القى الرعب على الحكماء ليخاف كثيرا من هو حكيم لئلا يقع. بواسطة يهوذا القى الرعب على التلاميذ ليخافوا من السقوط حتى لما يصنعون القوات. بواسطة شمشون النذير الذي وقع ليخَف الجبابرة ايضا، فلو لم يحترس المرء يقع كل واحد حيثما وُجد.

– المخطوطة: روما 117 ورقة 448

– لا يرد في البداية ولا في النهاية اسم المؤلف. السروجي ابدع في هذا الميمر التفسيري واللاهوتي والفلسفي. يبرهن فيه بان الله لا يسلب حرية الانسان حتى لو كان مختارا قبل انشاء العالم. هذه العبارة تدل على خطأ لاهوتي لو قال يعقوب ان ارادة الانسان تبدل تدبير الله. في ميامر اخرى يقول: يتنازل الله الى مستوى اللامعرفة حتى يحترم حرية الانسان مؤكدا بان الله لا يتبدل ويعرف كل شيء ازليا. وهكذا يوافق ملفاننا بين حرية الله المطلقة وحرية الانسان (المحدودة). لو يجرد الله الانسان من الحرية ويمنعه من السقوط مثلا لكان هذا الانسان بلا اجر ولا يستحق المديح. هذه الحرية هي مبدأ مساواة محبة الله للجميع أي لمن هم مختارون ويظلون مختارين ولمن كانوا مختارين ثم يغيرون سيرتهم ويقعون. الميمر هو جواب لشخص ذكي لا يذكره السروجي بالاسم تشكك من سقوط المختارين. قد يرقى تاليف هذا الميمر مثل الميمر 160 الى فترة شباب ملفاننا اي الى سنة 485-490م.

 

 

الميمر 161

على سقوط المختارين (الثاني على شمشون)

 

المقدمة

 

1 لما كنت اتاملُ بمحبة في خبر شمشون، كان يسألني بحكمة شخص متميز:[1]

2 لماذا سقط الرجل النذير وضعف ولم يسنده الرب الذي اختاره لما كان يقع،؟

3 قبل ان يصوّره في بطن امه عرفه واختاره، ونزل الملاك ايضا ليبشّر به،[2]

4 وامر امَه ان تنتبه كيف تحيا لاجله (واوصاها) بالا تشرب الخمر والمسكر لما تحبل به،[3]

5 واحتفل الملاك بخبر شمشون فصار نذيرا وعظيما ومختارا والهيا،[4]

6 /356/ مرة قطّع شبل الاسد لانه كان مختارا، ومرة صلى ونبع الماء من العظم وشرب،[5]

7 وهذا الرجل الذي هو هكذا كان مختارا وساميا، والرب الذي اختاره لماذا لم يمسكه لئلا يقع،؟

8 او الرجل ذاته لماذا سلّم نفسَه للسقوط،؟ او لماذا تركه الله وسقط،؟

9 فبطلت هذه الامور الاولى التي جرت، وفسد كل جمال تزهده،

10 ولو زل الرجل ليقع مثل الانسان، الرب الذي اختاره لماذا لم يشفق على اختياره،؟

11 لكنه نظر اليه وهو يسقط وتركه، فسقط واهمله كانه لا يراه ولا يعرفه،

12 ولم يمسك الرب تلك العظمة وذلك الاختيار والتزهد لئلا يميلا الى السقوط.

 

يعقوب يتكلم

13 هذا المطلب وُجّه الي من قبل متميز، وانا اجبتُ الى كلماته قائلا:

14 مع سؤالك لتأتِ ايضا اسئلة اخرى ليصير (لاسئلة) كثيرة تفسير واحد.

 

 

لماذا سمح الرب ان يقع سليمان الذي احبه؟

15 يوجد سؤال يشبه (سؤال) سليمان الذي صلى ونزلت نار الذبائح على قربانه،[6]

16 وباركه الرب واعطاه العقل والحكمة والاستنارة والاستقامة مع المملكة،[7]

17 /357/ ووعد بانه لا بعده ولا قبله يصير آخر عظيما مثله بالحكمة،[8]

18 وبنى البيتَ واصعد الذبائح وانزل النار مثل موسى وايليا على القربان،[9]

19 وهذا الذي كان مختارا جدا ومنتصرا ومليئا جمالا سقط هو ايضا، والرب لم يمنعه من السقوط،

20 وضعف ايضا وحاد قلبُه من الهه، واصعد الذبائح لاصنام الصيداناويات،[10]

21 ووقع بيدَي النساء الصيداناويات والمصريات والحثيات ليذبح لآلهتها،

22 وذاك الحكيم الذي لم يصِر مثله لا قبله ولا بعده سقط بالذبائح الباطلة،

23 والرب الذي احبه واعطاه كل الحكمة لما كان يسقط لم يمسكه لئلا يقع،

24 لكن تركه وسقط الحكيمُ كما شاء، والرب لم يغصبه لئلا يقع او لا يقع،

25 فلو تبكي على شمشون لانه سقط وصار اضحوكة، هلم وابكِ اذاً على سليمان الذي صار سخرية،

26 وانظر الى كليهما لانهما كانا مختارَين ذكيَين وساميَين ولدَي ابراهيم وصاحبَي بيت الله،

27 وبالنسبة لمن يفهم فان موضوع هذا وذلك هو واحد، ويوجد استفسار واحد لكليهما فيما لو وُجد (استفسار).

كيف وقع يهوذا المختار؟

28 /358/ وليدخل موضوع يهوذا الرسول الذي وقع، ولنتعلّم كيف وقع المختار من اختياره،؟

29 يهوذا الذي وقع كان مختارا قبل انشاء العالم، ومحصى ومخلوطا بالرسل مع التلاميذ،[11]

30 والكراسي الاثني عشر التي وعدها ابن الله كان الواحد خاصته لما كان ضمن الاثني عشر كما قلنا،[12]

31 ونفخ ابن الله في وجهه واعطاه الروحَ، وشفى المرضى واخرج الابالسة مع التلاميذ،[13]

32 وهذا المختار الذي اختاره ربه مثل سمعان ومثل توما ومثل يعقوب ويوحنا،

33 وقع من درجة مصف الرسل التي كان قائما فيها، وصار ماكرا وخلط نفسه مع الصالبين،

34 وذاك الذي اختاره قبل ان يصير الرقيع والارض، لما كان يقع لم يمسكه لئلا يقع.

 

تدبير الرب حكيم وهو غير ملام

35 ليصِر اذاً سؤال واحد بدل (اسئلة) كثيرة: لماذا يقع المختارون في بعض الامكنة،؟

36 لماذا يترك المختار نفسه ليصير اضحوكة،؟ او ذاك الذي اختاره لماذا يتركه ان يصير سخرية،؟

37 انه لواضح بان الله يسمو على اللوم، وبان تدبيره حكيم بلا نقاش،[14]

38 وانه مكتوب ايضا: بانه لا يقدر احد ان يسبر احكامه، والكل يعلم بان طرقه لا تُعقب،[15]

39 /359/ الرب يختار من يختار ويمجده ويكرمه ليفيد رفاقَه،

40 وبالمواهب التي يضعها عنده لما يختاره، يقيمه ليصير مثل المدبر على الكثيرين.

 

الرب لما يختار احدا لا يجرده من حريته

41 لما يختاره لا ياخذ الحرية منه لئلا يكون المختار غير مسلّط لو اراد ان يقع،

42 لو ربط من يختاره باللاحرية، لما وُجد مجال ابدا ان يُمجد المختار،

43 وكان يقال انه لا توجد فرصة ليقع المختار، ولا يقدر ان يقع لو اراد لانه مختار،

44 وكان يُرفع ذاك المجد الموجود للمختارين، لانه ليس مجدا ما لم يكونوا جميلين من ذاتهم.

 

الشمس جميلة لكنها لا تُمجد لانها ليست حرة

45 الشمس جميلة وهي طبيعة ثابتة مليئة نورا، وبما ان الحرية منزوعة عنها لا تُمجد،

46 انها نيّرة من قبل الله الذي اعطاها النور، ولو ارادت الشمس ان تُظلم لا تقدر،

47 ولا تُمجد من قبل المشاهدين لانهم يعرفون بانه لا يعود اليها ان تنير ولا ان تُظلم.

 

لو مُنع المختار من السقوط لحُرم من المجد

48 لو مسك المختارَ ايضا لئلا يقع كما يريد لكان يحرمه من المجد،

49 وكان يُعرف بانه حتى لو اراد من هو مختار ان يخطيء لما قدر ان يخطيء ولا يعود اليه (ان يخطيء)،

50 /360/ وكان يؤخذ ذاك المجد الموجود للمختارين وهذه التطويبات التي وعدها ابن الله لمختاريه.

 

 

سقوط يهوذا رسول المسيح

51 ابن الله اختار الاثني عشر وعظّمهم واعطاهم التطويبات والكراسي والدينونة العظمى،[16]

52 وملأهم روحا وقوة وايمانا وارسلهم ليكونوا معلّمين لكل الارض،[17]

53 اختار الاثني عشر لتستنير بهم كل المسكونة، وارسلهم للتبشير بارادتهم،

54 ووعد ان يعطي الاجر: الكراسي، وعملوا معه بحريتهم وبدون اكراه،

55 ولما وقع يهوذا فانه لم يمسكه لما كان يسقط، لانه لم يمسكه بالاكراه ليصير رسولا مختارا،

56 كان قد وقع ذاك الواحد وحفظ المجد لانداده، لانهم ثبتوا بحريتهم بدون سقوط،

57 لو كان يريد كان من السهل ان يقع يوحنا ايضا، ولانه اراد فقد احب الابنَ وها انه يُمجد.[18]

 

نكور سمعان تلميذ المسيح

58 ويشهد سمعان الذي وقع ايضا في الكفر، وركض حالا الى التوبة التي تحلّ العقدَ،

59 لو لم يتب لكان ساقطا وغير قائم، ولم يمنعه ربه لما نكره لئلا ينكره.[19]

 

المختار يختار بحريته إما السقوط وإما عدم السقوط

60 ولهذا فان الله يسمو على اللوم عندما لا يمنع المختارَ من السقوط لو اراد (ان يسقط)،

61 /361/ مَن اختاره يكفي ان يحفظ نفسَه من السقوط لانه لو اراد ان يقع ربه لا يمنعه،

62 ولو منعه لا اجر له ولا مجد، ومن يعمل بدون اجر فكأنه سقوط،

63 الطريق تسمو على اللوم وعلى الذم، والرب بار (لو) يقع المختار ولا يسنده،

64 الواحد الذي سقط لو مسكه لئلا يسقط لكان يُحرم رفاقه الاحد عشر من المجد،

65 ويجمل به لانه اهمل فسقط لما كان يسقط لكي يمُجد انداده غير الساقطين.

 

النعمة حافظت على تاج سليمان بعد سقوطه

66 سليمان الملك اختاره الله واعطاه التاج، واعطاه المجد واجزل له الحكمة بوفور،

67 واعطاه الغنى، واعطاه كنوز داؤد ابيه، واعطاه الاموال وساعده ليبني بيتا لاسمه،

68 واصعد الذبائح واستجابه بالنار مثل موسى، ولو اراد ايضا لكان ينال ايضا العظمة،[20]

 

69 ماذا كان يوجد ليُضاف الى عظمته: لانه لم يصِر قبله ولا بعده مثله،؟[21]

70 واراد فسقط على ايادي النساء الوثنيات، وحاد قلبه ولم يمنعه الرب لئلا يحيد،[22]

71 وتلك النعمة التي مكثت عنده لما كان يملك ظلت عنده ولم تهرب لما وقع،

72 /362/ لما حاد حفظت النعمة تاجه، فكان ساقطا وتاجه محفوظ من السقوط،

73 ان هذه لعظمة: كان قد وقع من الله، وكان الله ذاته حريصا على تاجه لئلا يقع،!

74 اصعد الذبائح للالهات كما شاء، والرب لم يمنعه لئلا يُصعد لانه كان ابن الاحرار،

75 ولو كان يمنعه لكانت تتضرر حريته، ولو كان يمنعه بالاكراه لكان يصير بدون مكافأة،

76 الله يحفظ المجد للبشر ويهتم كثيرا بتواجدهم بسبب مراحمه،

77 لو حفظ سليمان الملك لئلا يقع، ماذا كان ينتفع لان الاكراه جنّبه من السقوط،؟

78 ولما كان ساقطا لم ياخذ منه المملكة ولا العظمة ولا الغنى والرئاسة،

79 كان (الله) مسلطا لتدبير ما يعود اليه، اما ان يحيد ولا يحيد فهذا يعود الى (سليمان)،

80 اعطاه الله الغنى واعطاه التاج، ولما حاد من الله فانه لم ياخذها،

81 ومكث الرب في خصوصيته مثل الواهب، وذاك الذي حاد بيّن خصوصيته مثل الناكر،

82 ولم يغصبه الرب ليظل عنده بلا حرية دون ان يحيد سواء اراد او لم يرد.

 

الرب بار في كل أعماله ويحب البشر بالتساوي

83 /363/ والرب بار وكل اعماله هي اسمى من اللوم ومن الذم ومن الشتيمة،[23]

84 حسنا اذاً يترك ان يسقط ايضا المختارون لما يريدون ان يقعوا من الحرية،

85 المختارون الذين وقعوا في بعض الاماكن صاروا شهودا له لان محبته متساوية ويحب البشر بالتساوي،

86 ليس كل الشعب يُشغل الرئاسة، وليس الرسل على [ رأس[24] جميع الشعوب،

87 لا يُرسل لانجاز العمل الا المختارون، وحيث يوجد القطيع يحتاج الى الراعي ليدبره،

88 وليكن حاكم واحد رئيسا لشعب واحد، ووضع اثني عشر نيّرا لكل البرية،

89 لزم ان يختار الرب المختارين لهذه الاهداف، ومن ليس مختارا ومن هو مختار هما خاصته،

90 وحسن لديه وصنع ذلك رأسا وذلك عقبا، وحكمة الرب لا تُفحص من قبل (كل؟) المخلوقين،

91 واذ توجد اعضاء عالية وتوجد سفلى، فالجسم واحد وهو منسوج ومحدد بالاعضاء،

92 وكما يسقط من ليس مختارا من قبل الله، يقع المختار الذي يريد ولا يسنده،

 

93 من ليس مختارا ليصير نبيا جُعل مستمعا، /364/ وحسب العدالة واحد هو اجر هذا وذلك،

94 ومن يسمع كلمة الرب فلو صنعها انتفع وليس قائلها الذي لا يفعلها.[25]

 

سقوط اشعيا

95 وقع مرة اشعيا تحت اللوم وأُخذت نبؤته مدة طويلة،[26]

96 وابان الرب بانه يدين ايضا المختارين والالهيين مثل الاشقياء لو وقعوا.

 

كان شمشون قاضيا وسقط

97 كان شمشون قد وقع ولو لم يرد لما كان يقع، ولما شاء وسقط لم يمنعه الرب من السقوط،

98 جعله الله قاضيا لبني يعقوب، وصار نذيرا وصار عظيما مليئا انتصارات،

99 واعطاه الرب الجبروت والقوة والعظيمة، ووضعه في الجبهة ليقارع خطر الفلسطينيين،

100 اما الصبي فقد صار عاهرا بمحبة النساء لانه سكب نفسه نحو الزانيات واحبهن،

101 ولم يمكث في ذلك البهاء والتزهد، لكنه نزل الى ضعف الشباب،

102 ولانه ارتخى ونسي التزهد اراد ووقع بينما الله هو بلا لوم.

 

سقوط سليمان ويهوذا وشمشون يخيف الحكماء والتلاميذ والجبابرة

103 ولعله يوجد معنى آخر روحي لما قلتُه ويفوقني الكلام عنه،

104 /365/ لعل الرب ترك ان يقع هولاء الذين وقعوا ليخاف ويفزع كل العالم من السقوط،[27]

105 بواسطة الملك سليمان القى الرعب على الحكماء ليخاف كثيرا من هو حكيم لئلا يقع،

106 بواسطة يهوذا القى الرعب على التلاميذ ليخافوا من السقوط حتى لما يصنعون القوات،

107 بواسطة شمشون النذير الذي وقع ليخَف الجبابرة ايضا، فلو لم يحترس المرء يقع كل واحد حيثما وُجد،

108 من هو جبار اكثر من شمشون الذي شاء ووقع،؟ او من يصل الى حكمة سليمان،؟

 

109 او من هو قريب من ابن الله اكثر من يهوذا الذي كان رسولا وأُحصي في عداد الاثي عشر،؟

110 وبما ان هولاء وقعوا [ فليخَف[28] كل واحد من السقوط حتى وإن كان قريبا او حكيما او جبارا.

 

كلمة الرب لؤلؤة وهي نور من كل جهاتها

111 ولعل الموضوع يتطلب سمعا آخر، لان لكلمة الرب نورا من كل جهاتها،

112 ليس للؤلؤة ظهر او ظِل لانها مليئة بوجوه من كل جهاتها لمن ينظر اليها.

 

محبة المال ومحبة النساء وكشف السر سببت سقوط يهوذا وسليمان وشمشون

113 لنفتش الآن عن سبب سقوط كل من وقع، ليخَف كل واحد من الاسباب التي جعلت (هولاء) ساقطين،

114 سقط يهوذا لانه صار يحب المال، /366/ ليبغض كل واحد ذلك السبب الذي وقع به،

115 سقط سليمان لانه احب الذهب واحب النساء، ليبغض كل واحد ذلك السبب لو كان متميزا،

116 ووقع شمشون لانه كشف سرّه للمرأة ولانه سكب كل قلبه عند الزانية،[29]

117 هوذا الاسباب التي جعلت حتى المختارين ساقطين، ليبغضها من يخاف من السقوط.

 

الاختلاف بين سقوط شمشون وسليمان ويهوذا

118 شمشون الشقي لا يشبه يهوذا الذي وقع ولا سليمان الذي حاد قلبه عن الله،

119 انه اذنب في نفسه ولم يلقِ شتيمة على الله، ولو تتأمل فقد وُجد له مجال للمراحم،

120 اسلم نفسَه بيدَي الامرأة لتسخر منه، ليس مثل يهوذا الذي اسلم معلمَه بمكر عظيم،

121 لو اخطأ رجل ضد رجل يتوسل الى الله، ولو يخطيء الرجل ضد الله، الى من يضرع،؟[30]

122 يهوذا وقع وصنع خديعة ضد الله ولا يشبه عمله او سقوطه (عمل وسقوط) شمشون،

123 هذا النذير اخطأ في نفسه لانه كشف سرّه ولم يذنب ضد الله ولا ضد رجل آخر،

124 ولم يحِد قلب هذا كقلب سليمان، ولم يلقِ شتيمة على ربه مثل يهوذا الخائن،

125 ولو كان سقوطه ايضا سقوطا فقد اذنب ووقع /367/ فلا يشبه يهوذا ولا سليمان،

 

126 لا احد يشبه يهوذا ما عداه، سقوط يهوذا فقط لا شبيه له،

127سقط شمشون دون ان يخدع الله، ولم تحدث فيه شتيمة ولا كفر،

128 ولما وقع فقد خلطتُ موضوعه بموضوع الساقطين ليعرف كل واحد بان ربه يسمو على كل ذمّ.

 

الخاتمة

129 ربي، بك نقوم لانك مقيم من هو مطروح، فلا احد ينتصر بدون عونك، لك التسبيح.[31]

 

كمل (الميمر) على سقوط المختارين

 

[1] – شخص متميز سأل ملفاننا عن سقوط المختارين. مع الاسف لا يذكر اسمه. قد يكون ايضا هذا الشخص شخصا معنويا أي من اختراع شاعرنا لكي يبحث في معضلة الحرية بحجة الاجابة لسؤال هذا الشخص

[2] – قضاة 13/3-5

[3] – قضاة 13/4

[4] – قضاة 13/5

[5] – قضاة 14/5-6؛ 15/18-19

[6] – 2أيام 7/1

[7] – 1ملوك 3/9-14

[8] – 1ملوك 3/12

[9] – 1ملوك 6؛ 8/62-66؛ 2أيام 7/1؛ خروج 9/23-24؛ 1ملوك 18/20-40

[10] – 1ملوك 11، خاصة 11/5-9

[11] – يوحنا 6/70

[12] – متى 19/28؛ مرقس 14/10

[13] – يوحنا 20/22

[14] – رومية 9/9-24، خاصة 9/19-23

[15] – اشعيا 40/13؛ رومية 11/33-36

[16] – متى 5/1-12؛  متى 19/28

[17] – متى 28/19

[18] – يوحنا 13/23

[19] – متى 26/69-75

[20] – 2أيام 7/1؛ خروج 9/23-24

[21] – 1ملوك 3/12

[22] – 1ملوك 11/1-13

[23] – دانيال 4/37؛ 9/14؟

[24] – مشكوك في الكلمة

[25] – متى 7/21

[26] – يعقوب مقتنع بان اشعيا فقد نبؤته لمدة طويلة ولم يسترجعها الا بعد موت الملك عوزيا (عازريا؟) سنة 740 ق م. اشعيا 6/1. 2أيام 26/1-23؛ 2ملوك 15/1-7. انظر ميمر 163. يقول اوريجانوس ان اشعيا اخطأ لكنه لا يذكر بانه فقد نبؤته. ابن العبري وغيرهم يقولون مثل السروجي: اشعيا فقد نبؤته واستعادها حسب نصه الآتي: اشعيا 6/1. انظر بيجان، المقدمة. انظر، سوني، 1أيام ستة 484-485

[27] – 1قورنثية 10/12

[28] – نص: ليخَفوا، بيجان يصوب: ليخف. ملفاننا ينقد بصورة غير مباشرة سليمان الذي يمثل الملوك والرؤساء المدنيين وايضا الحكماء ويقصد بهم ايضا المجادلين. وينقد ايضا يهوذا الذي يمثل التلاميذ أي رجال الدين. وينقد ايضا شمشون الذي يمثل الجبابرة أي الملوك والرؤساء المدنيين: البيوت 103-110

[29] – ميخا 7/5

[30] – متى 18/15-17؛ مرقس 3/28-29؟

[31] – مزمور 145/14. يؤكد ملفاننا بان النصر لا يتم للانسان الا بعون الرب. انظر ميمره 160 على شمشون