الميمر 16
السروجي راع يتكلم لاجل الفائدة ويطلب ان يسقي القطيع. رِد بي لاريد بك واسلم ارادتي لارادتك. الحجارة تنطق بتسبيحك كم بالحري يلزمني ان اسبحك: ربي، لا اهدأ من تسبيح لاهوتك، لئلا تقوم الحجارة مقامي لو اسكتُ. الرب لا يستفيد من تسبيحنا انما نحن نستفيد.
السروجي يقول يلزم التمييز في القراءة. الحيوانات تسمع صوت الكلمة اما الانسان فيميز الكلمة بعقله وفهمه ولهذا يلزمنا ان نقلل من القراءة ونكثر من التمييز لنرى جمال الكلمة.
ثلاث درجات البرارة: درجة الابن الذي يحب اباه لانه وارث، والاجير يطمع بالملكوت، والعبد يخاف من جهنم. الرب كشف لنا عن العالم الجديد بقوله الويل للاغنياء الذين ليسوا اغنياء في الله فانهم يتعذبون في جهنم، وقال الطوبى للفقراء كما يسرد مثل الغني ولعازر.
شرّان موجودان في العالم: الفقر والمرض. لعازر كان مريضا وفقيرا واشتهى فتات الخبز اليومي دون ان يشتهي شهوة الهمّ القتالة.
الصحة هي مهمة: من هو فقير ومعافى هو افضل من غني مريض. الفقير مهمل في العالم، والغني مسموع صوته. كانت الكلاب رفيقة لعازر: عالمنا كله مصبوغ بالمحاباة، ويعرف ان يحب الغني بكذب، محبته هي وقتية، ومن حالفه الزمن يزداد محبة له ويكرمه باثم. الرب يوزع الفقر والغنى على البشر ولهذا لم يتذمر لعازر.
مات لعازر نعم ولكن يلزم ان اقول لقد عاش لانه كان ميتا في حياته. استقبله الملائكة وقادوه الى النعيم. مات الغني وقُبر. يصف السروجي نعيم لعازر في الجنة ويصف سعادة الغني على الارض وعذابه في الجحيم. كما يصف يعقوب درجات العذاب في جهنم. يول ملفاننا لا يمكن ان يعبر ابناء النعيم عند الهالكين نظرا لوجود هوة بين الجهتين. ولا تفيد التوبة في العالم الآتي، كما انها ليست ممكنة هناك. لا يوجد زمان في العالم الجديد ولا تغيير مثل عالمنا الحالي.
البشارة علمتنا بان الجهتين تريان بعضعما بعضا: الاشرار والصالحون. يصف السروجي فرح المظلومين لما يرون ظالميهم يتعذبون. يذكر ويلات الغني ويظن بان جميع الاغنياء هم في الجحيم. يطلب الغني من لعازر ان يبلل لسانه بقطرة ماء ويرفض طلبه من قبل ابراهيم. الغني تعلم في جهنم كما لو كان في المدرسة بانه لا يجوز احتقار الفقراء. الغني طلب ان يرسل احد الموتى الى العالم ليقص لاخوته عن عذاباته. رُفض طلب الغني لانه لا ينفع لانه تعلم واراد ان يعلّم بعد فوات الاوان. اجاب ابراهيم: لهم موسى والانبياء. لو لم يسمعوا منهم فلن يسمعوا حتى لو قام احد الموتى.
السروجي يتوسل الى الرب قائلا: نحن لا نتوسل مثله لترسل احد الموتى، انت اذهبْ وقلْ له كما جئتَ وعلمتنا. لا يصعب عليك ان تذهب الى السماء والى الجحيم بينما لعازر لم يقدر ان يعبر الهوة ولو امرت قدّم للغني قطرة ماء لم يعطها لعازر! وكما اتيت عندنا وزوّدتنا هنا بالدم زوّد من هم هناك بالماء لتنطفيء النار.! هذه نظرية سروجية تقول بوقتية وجود عذابات جهنم. في عموم تعليمه وفي نفس الميمر ينقض ما اكده هنا أي انتهاء عذابات
الجحيم وزوال ونارها، بينما استنادا الى الكتاب المقدس يقول نار الجحيم لا تنطفيء ودودها لا يموت. كيف صدر مثل هذا التعليم من ملفاننا؟. لم تعد تفاجئنا تعددية نظريات السروجي.
البشارة لا تحتاج الى تفسير لانها كلها نور وما تقوله هو واضح ولا يحتاج الى شرح: العالم الحالي خيراته هي شرور، وشروه هي خيرات وهو ضد العالم الآتي. في الكتب الالهية توجد الحياة وكل التعليم للعالم، ولا ينقصها شيء لاجل الخلاص فهي تشفي مثل الاطباء وتنير كالمصابيح. السروجي يبكي ويبكّي الآخرين لما كان يتلو هذا الميمر، ويطلب له المغفرة والنجاة من نار الجحيم بواسطة سفينة مياه المعموذية.
- المخطوطتان: باريس 196 ورقة 133؛ لندن 12162 ورقة 141
– يرد في النهاية اسم مار يعقوب. ملفاننا يبكي ويبكّي ويفكر باهمية الصحة التي يفضلها على الغنى مع المرض، ويطلب ان ينجو من الجحيم وان يستحق الملكوت. نجد في الميمر الحنان الابوي لانه يطلب الرحمة للغني الذي احبنا ويقول: لنحبه نحن ايضا ولنتوسل لاجله. في الميمر احتقار للغنى ومدح للفقر ويقول انهما من صنع الرب. ملفاننا ينقد الاغنياء ويلوم محاباة العالم. اسلوب هذا الميمر رائع ولا يمل القاريء من قراءته بالرغم من طوله وتكرار بعض الافكار فيه. قد يرقى تاريخ تاليف هذا الميمر الى فترة شيخوخة يعقوب لعله قبل اسقفيته سنة 519م بقليل.
– الدراسات:
الميمر الثالث والاربعون، على الغني ولعازر لاجل يوم الجمعة ختام الصوم المقدس، قبطي، 456-480
الميمر 16
على الغني ولعازر
(لوقا 16/19-31)
المقدمة
1 لك ايها الواهب اسلّم طلباتي ساجدا، منك انال كل [ الاحتياجات لما[1] اطلب،
2 ربي، اتكالا عليك [ انظم[2] طلبتي بتمييز، بارادتك سدّ عوزي بسخاء،
3 ربي، رِدْ بي لأريد ان اسلم حياتي لارادتك، ولك احيا حسنا ولو كان حاليا،[3]
4 اجرِ فيّ المعين المصدّر لمياه الحياة، ليشرب القطيع المشترى بدمك من ينبوعك،[4]
5 سرّك نقر الصخرة لتلد الانهار، ليحرك صليبك النفس [ لتسرد اخبارك بعجب،[5]
6 /365/ النفس العاقر تشبه الصخرة العاقر، انجبْ ميامرك كما (انجبت) الصخرة الانهار،
7 مجدك يسهل ان تنطقه حتى الحجارة، كم بالاحرى (تنطقه) النفوس التي تعرفك،[6]
8 ربي، لا اهدأ من تسبيح لاهوتك، لئلا تقوم الحجارة مقامي لو اسكتُ،
9 انه مكتوب: لو تسكتون ستصرخ الحجارة، اصرخ اذاً لئلا تُطالَب الحجارة بالتسبيح بدلي،[7]
10 ربي، اعطِ للحجارة السكوت، ولي الكلمة المستقيمة، ليسبحك الفم الناطق بتمييز،[8]
11 ايها المتميزون، ان تسبيحنا لا يفيد الله لانه متباه كما هو ومسبّح، ومليء سعادات،
12 من يتزاحم للتسبيح يستفيد، لنملأ اذاً افواهنا تسبيحا [ لننتفع منه،[9]
13 يعطي الاجر بسخاء للمسبحين، واذ [ لا يفيده التسبيح، فقد اشتراه بالاثمان،[10]
14 واذ يستفيد طيلة حياته ذاك الذي يسبّح، فقد صمم ان يعطيه ايضا الملكوت اجر تسبيحه،
15 ووعد بجهنم لذلك الذي ينكر التسبيح، وبتهديده يصطاده للحياة الروحية،
16 الكسلان الذي حفظ وزنته بلا تجارة، /366/ طرده الى القيود والسلاسل والى الظلمة الرهيبة،[11]
17 يخيف كثيرا ويلقي الرعب على البطالين، وانه بغضبه يفيدهم لما يقتربون منه،
18 في كل علل يريد ان يقتني كل واحد حياته، [ ليجمع[12] العوالم في كل الفرص عند والده.
المحبة تربط الانسان بالله دون تهديده بالجحيم
19 فتح الملكوت ليحث به من هو ضعيف، ووضع جهنم ليخيف بها من هو متراخ،ٍ
20 ها انه يمارس الاغراءات والارهاب ليربط البشر بمحبة ابيه،
21 لا الملكوت ولا جهنم تصير سببا لمن يحب حتى تربط محبتَه بالله،
22 المحبة لا تطلب [ الاغراء ولا الترهيب،[13] لانها مربوطة بالله جسميا بدون سبب،
23 من يقف على درجة المحبة العظمى: الملكوت وجهنم هي [ زائدة[14] بالنسبة اليه،
24 لا يغريه الاجر حتى يعمل مع الله، انما يكمل رغبته ولا ينتظر منه اجرا،
25 لا تخيفه النار حتى يهرب من الشرور، لانه يبغض الاعمال الشريرة بغضا بدون ترهيب،
26 [ ومَن[15] هي محبته قريبة هكذا من الله، /367/ لا يغريه ولا يخيفه لانه (متحد) به،
27 ومتى ما سقط احد من درجة المحبة وهوى، اقترب الله ليغريه ويسنده ويشجعه،
28 فتح الملكوت، ونظم المواعيد، واجزل التطويبات، [ لياخذه[16] عنده ولو كان بفضل اجر يعده به،
29 ومن يتكاسل ولا يريد ان يصير حتى اجيرا، اضرم النار واشعل جهنم، وها انه يهدده،
30 ليخاف منه بالتهديدات والترهيبات والتحذيرات لئلا يقترب من الشرور.
درجات البرارة الثلاث: المحبة والاجر والخوف من جهنم
31 اذاً انظمة البرارة هي ثلاثة، وبثلاثتها يسير درب الله،
32 الواحد من المحبة، والثاني من اجل الاجر، والثالث ليخاف المرء من جهنم،
33 من يحب هو وارث ولا يعرف ان يشتغل بالاجر، كما هو مكتوب: كل شيء لي هو [لك،[17]
34 ذاك الذي يتوق الى ملكوت الله، هو اجير عادل ينال اجرته باسفرار الوجه،
35 ومن يخاف من جهنم وهو بارّ، هو عبد صالح يحفظ نفسه من المضرات،
36 توجد ثلاث طغمات للآب وهي عزيزة عليه: اجراء، وعبيد، وبنون هم ورثته،[18]
37 /368/ يخاف العبد من الضربات، وهذا امر حسن وكلما خاف لا يذنب في تصرفاته،
38 ويفرح الفاعل بالاجرة الصالحة ويتشجع بها، وبسببها يزيد العمل بنشاط،
39 الابن الذي محبته هي مربوطة بابيه نفسيا، يحبه محبة ويحببه [ تحببا،[19]
40 الطبيعة تحركه ليحب اباه دون ان يعرف لماذا يحب اباه الا لكونه ابا،
41 ولو لم يوجد له ملكوت ولا جهنم، فالابن يحبه ويكرمه لكونه اباه،
42 الله محبوب من قبل المتميزين لانه اله، ويعملون معه من اجل محبته بدون دافع،
43 [ يتعب آخر] لاجل التطويبات المحفوظة [ له،[20] وهذا ايضا هو جمال ثان عند الله،
44 [ ويجمل آخر] بسبب خبر النار المرعبة، [ ولا يقترب من الشرور لئلا يحترق.[21]
اين هو موقعنا الآن من هذه الدرجات؟
45 الآن نحن في اية درجة مصنَّفون، وفي اية طغمة لنا جمال لكي [ نرى[22] نفسنا،؟
46 لا نشبه البنين ولا العبيد ولا الاجراء حتى نسعى وراء الحسنات،
47 /369/ الابناء [ يحبون،[23] والاجراء يعملون، والعبيد يخافون، بينما نحن لا نحب ولا نعمل ولا نخاف،
48 لسنا قريبين من محبة الابناء، ولم ندخل الى عمل الاجراء،
49 ولا نخاف من الضربات مثل العبيد؛ من نشبه اذاً في البيت، لا (نشبه) احدى (هذه) الطغمات،؟
50 [ لم نثبت[24] في درجة الابناء السامية، ولم نستمر في عمل الاجراء،
51 وقد جُردنا من مخافة العبيد، فاتضح بانه لا يوجد لنا محل في البيت لنمكث فيه،
52 الاعمال الشريرة [ وضعتنا[25] في البعد عن الله، وجعلتنا مثل غرباء عنه، والى اين نذهب،؟
53 [ دعانا[26] ابناء، وحسبنا اجراء، وجعلنا عبيدا، وقد تركنا الطغمات الثلاث لننتقل منها،
54 [ صوّرنا] على صورته وهذه حصة البنين، لنكون معه، ونرث مُلكه ونتشبه [ به،[27]
55 ولاننا تركناه ونسينا محبة ابوّته، فقد [ نزل[28] وحثنا لنعمل معه ونأخذ اجرتنا،
56 ولما راى اننا متكاسلون في هذا الامر، فقد هددنا ايضا بالنار لنعود اليه ونحن خائفون،
57 /370/ كشف وابان لنا هوة النار وحفرة اللهيب الكبرى، لنركض اليه بخوف.
المسيح يتحدث عن امور العالم الجديد
58 وحيد الآب جعلنا اخوته بالمراحم، وكشف [ واعلن لنا كل[29] اسرار ابيه،
59 تحدث لنا عن جهنم، وعن الغني، وعن لعازر، وعن ملكوت الله،
60 اراد ان يعّرفنا على الهوة الموجودة في الوسط، وكيف يرى الصفوف بعضهم بعضا [بالم[30] عظيم،
61 قبل ان نذهب، كشف لنا الاسرار الموجودة هناك، ليرشدنا خبر الدينونة بدل القصاص،
62 لما جاء الى بلدنا جلب لنا اخبارا مفزعة، [ ليحذرنا[31] باخبار الدينونة العظيمة،
63 اراد ان يعلمنا عادة البلد الذي قدم منه، لنكون مهيئين للنار المهددة لنا،
64 رأى الغني وهو يحترق في جهنم، وجاء وكشف لنا لينجينا من عذابه،
65 كشف عملا واحدا من اعمال البلد، وبعد ان سمعناه يرتعب [ قلبنا[32] من الشرور،
66 احبنا كثيرا ولكي يعرّفنا كم انه احبنا [ كشف لنا سرّ[33] العالم الجديد،
67 /371/ لم يكن يعلن في عالمنا الشرير سرّ عالمه، لو لم ييبين لنا محبته بوضوح،
68 كشف الخفايا الموجودة في ابيه، ليؤكد لنا بانه جعلنا بني سرّه واصدقاءه واخوته،
69 بيّن في بلدنا [ ما] حدث هناك في بلده، [ لنعرف[34] افعاله قبل ان نذهب (الى هناك)،
70 مَن كان يعرف خبر ذلك الغني، لو لم يكشف ربنا خبره ليحذرنا،؟
71 مَن كان يفهم قصة لعازر، لو لم يذكرها هو ليشجع مَن هو معوز،؟
72 وبما ان [ العالم الجديد كان خفيا ولم[35] نشاهده، جاء وابان لنا كل قصته بفعل واحد،
73 علّم بواسطة لعازر الضعيف والمجروح الذي سرد خبره بالا يتذمر المحتاج،
74 وبواسطة الغني المتباهي الذي ذكره، افهمنا كم ان نار الدينونة تهدد [ الغني،[36]
75 لما كان يعلّم عرّفنا بالا يقتني احد الذهب، وعاد وبرهن بان الغني كان يشتعل،
76 ليعرف كل واحد مما حدث للغني: الغنى يهيء النار لاصحابه لو اقتنوه،
77 /372/ مرة قال: الويل للاغنياء، ولم يكن معروفا سبب الويل هناك،[37]
78 وبواسطة الغني المعذب الذي ذكر خبره بيّن لكل واحد لماذا: الويل للاغنياء،؟
79 اعطى الطوبى لجميع الفقراء ولم يكن واضحا لماذا قال: طوبى للفقراء،؟[38]
80 ولما سُمع كم تعاظم لعازر، بواسطته فُسر الطوبى الذي اطلقه على الفقراء.
كلمة الرب نور
81 كلمة الرب كلها نور ورجاء وحياة وكل الفوائد لمن يسمعها،
82 تكلم لنستفيد، فلنستفد اذاً من تعليمه لتكون كلمته لمنفعة المتميزين،
83 لماذا لزم [ ان يذكر خبر لعازر والغني[39] ويكشف افعالهما،
84 إلا ليفيد البشر من اخبارهما، ولينتفع جميع المستمعين من ايحاءاتهما.؟
يعقوب يتكلم
85 لنعط اذاً الميعاد لكلمتنا لاجل الفائدة، ولهذا نتكلم فقط حتى نفيد،
86 يتوفر للقوال فيض عظيم كله فوائد، بفضل قصة ذلك الغني [ في جهنم،[40]
87 /373/ لنسمع جميعنا اذاً الآن بتمييز وليكن خبره للفائدة عندما يُذكر.
لعازر والغني (لوقا 16/19-21)
88 مكتوب في البشارة: كان يوجد رجل غني لابس الحرير والارجوان ومتباه ومتفاخر،
89 كان يتنعم ويسمن [ ويتباهى[41] ويعيش كل يوم ببهاء وبافتخار،
90 وكان فقير ملقى ازاء بابه وهو معوز ومتضايق وحقير ومتجرد ومليء اوجاعا،
91 وكان يشتهي ان يملأ بطنه من فتات ذلك الغني الموجود ازاءه ولا يعطون له،
92 وكان ذاك الفقير مليئا اوجاعا وجروحا وكانت الكلاب تلحس دائما جروحه.
يوجد شرّان في العالم: الفقر والمرض
93 اسمعوا ايها المتميزون عن الغني وعن لعازر وعن حياتهما وعن تفاصيل سيرتهما،
94 ذاك الفقير لم يكن فقيرا فقط، لكنه كان يتعذب باوجاع كما سُمع،
95 كان يرزح تحت ثقل الفقر والاوجاع: يوجد شرّان [ في[42] العالم وكانا موجودَين فيه،
96 كان قد احاط به الفقر والكرب، وكان يتعذب بكليهما ولم يكن يتذمر،
97 من هو فقير ومعافى هو افضل من غني مريض، /374/ لان الغني المريض [يتسلى[43] بغناه،
98 ايها [ المستمع[44] ضع القوة السليمة ازاء الذهب، وقارن وزِنِ الفقر مع المرض،
99 ولما يصادف واحد منهما الانسان فانه يحتمله بالم عظيم وهو يتذمر،
100 لما (يجتمعان) [ سوية] من يقدر ان [ يلاقيهما[45] بدون تذمر هو اكثر نصرا من الظافرين،
101 هوذا لعازر الذي كان فقيرا ومريضا وينقصه الخبز، وكل يوم كان مليئا اوجاعا وجروحا،
102 متى ما وُجد [ الالم[46] لو وُجد اصدقاء يصبحون تعزية يسندون القلب وبصحبتهم يبرد الالم.
الكلاب رفاق لعازر: في العالم توجد المحاباة
103 لم يكن للعازر اصدقاء في بلدنا، ولهذا صارت له الكلاب رفاقا،
104 عالمنا كله مصبوغ بالمحاباة، ويعرف ان يحب الغني بكذب،
105 محبته هي وقتية، ومن حالفه الزمن يُكثر محبته له [ ويكرمه[47] باثم،
106 لا [ اصدقاء ولا اقرباء[48] للفقير، لان محبة العالم ليست الهية لكن (محبة) المحاباة،
107 لو كان (احد) فقيرا ومريضا وملقى، مَن يعرفه /375/ سوى هذه الكلاب التي تجمعت عند لعازر،؟
108 كان مليئا جروحا ولم يكن يجسه الاطباء، اذ لم يكن له ليعطي الاجر نظرا لاحتياجه،
109 انه محروم من الاصدقاء، ومن القوت، ومن العافية، وله الجروح والفقر واصدقاؤه الكلاب،
110 لا مقتنى له ليتعزى به وينسى [ آلامه،] ولا عافية ليتشجع بها لانه كان [ محتاجا،[49]
111 ولا اصدقاء ليعزوه في ضيقاته: (له) الكلاب والاوجاع والعوز ولا شيء آخر،
112 لا [ مضمدين] لجروحه ولو كانوا كثيرين، ولا [ ساندين[50] لقلبه المنكسر بالفاقة،
113 انـه مريض وجائع ومليء [ ويلات،[51] وماذا يعمل، واذ كانت حالته هكذا لم يتذمر لانه كان متميزا.؟
الغني
114 اسمع كيف كان يتباهى ويسعد الغني الذي كان (لعازر) ملقى ومطروحا على بابه،
115 كان جسمه سليما وغنيا في مقتناه، ولباسه لائقا واطعمته جيدة،
116 ومائدته زاخرة، وبيته يرعد، ومنزلته مخيفة، وغني ومعافى وكل واحد يحبه ويكرمه،
117 لبـاس بهي، وجسد معافى، وكيس مليء، /376/ وحياة هنيئة [ بكل[52] الخيرات بدون مضرات،
118 مبتهج بغناه، ومتكبر بثيابه، وكله بهي ومتنعم ومعافى ولم يكن ينظر الى الفقير،
119 لعازر كان على باب هذا المتباهي، وهو مليء ويلات، ويرى الخيرات ولا يتذمر،
120 كان يشتاق فقط ان يشبع من الفتات، ولم يكن يطلب الزوائد الموجودة هناك،
121 لم يكن يرغب في اللباس، ولا في الغنى، ولا في الاطعمة المتوفرة على المائدة،
122 كان محتاجا فقط على الفتات التي تاكلها الكلاب، هذا ما تتطلبه الطبيعة، وهذا ما تاق اليه.
طلب الخبز اليومي طبيعي وليس شهوة قتالة
123 لو لم تفرض الطبيعة الجوع العظيم، لما كان يشتاق حتى الى الفتات بفضل تمييزه،
124 الشهوة رديئة لما يطلب احد الزوائد، ومتى ما طلبت الطبيعة ما هو لها، فهذا جميل،
125 من الطبيعي ان يشتاق الانسان الى الخبز اليومي، لكن لما يبدل [ الاطعمة، فشهوته[53] هي موت،
126 ذاك المتميز لم يشته حتى الخبز [ البسيط،[54] انما ليشبع من الفتات ويسدّ رمقه،
127 لما قامت الطبيعة والزمته مثل الحاكم، /377/ كان يشتهي ان يقدّم لها القليل،
128 كان يشتهي ان يملأ بطنه من الفتات، ولم يُعط له حتى هذا ليزداد جماله.
الله واهب الفقر
129 كان يشتاق لكنه لم يكن يجدف تجديفا، ولم يكن يتذمر على واهب الفقر،[55]
130 من الله وصلته قرعة الفقر، ولانه كان يعرف بانها من الله فقد اخذها وصمت،
131 اطال اناته على الجوع والمرض والفاقة، واحتمل وجعه مثل متميز بدون تذمر،
132 وهكذا فقد احتمل الفقر [ بدون تذمر[56] كانه موهبة أُعطيت له من قبل الله،
133 نظر الى الله الذي وزع الغنى والفقر، ولما اعطاه الفقر لم يتذمر،
134 نظر الى الموزع المستقيم، وبما انه متميز لم يفهم بانه مظلوم لكنه (فهم) بان ذلك الذي يوزع هو مستقيم،[57]
135 للمقهور بلغه جسم مريض، وبيت فارغ، ولم يشأ ان يبدل ما بلغه لكونه مستقيما،
136 راى بانه لا يوجد في قرعته غنى ولا [ مقتنى،] ولم يشته ان يقتني ما ليس له،[58]
137 وجد بان الفتات كانت تفسد فسادا [ لدى الغني،[59] واشتاق اليها لتُعطى له،
138 /378/ لو كانت تنفع او تفيد [ الغني،[60] لما اشتاق اليها لئلا يُدان من قبل العدالة،
139 بعد ان [ تناثرت من المائدة،[61] تاق اليها وهي تُداس لئلا يتضرر صاحب البيت،
140 اشتهى هذه (الفتات) التي [ فضلت[62] ولم تصله، وتحمّل دون ان يتذمر من الفاقة،
141 لم يكن يحسد الغني ولا مائدته ولا لباسه ولا صحته ولا راحاته،
142 استقرت شهوته علىالفتات ليطلبها، وبما انها لم تصله فقد سكت وترك هذه ايضا،
143 الغني متنعم وبهي، ولا ينظر الى الشقي المطروح امام بابه والمليء جروحا،
144 عيناه عاليتان، وقلبه واسع، ويفرح ويحتقر المتضايق الذي لم يكن يبتعد عن بابه،
145 يخرج ويتكبر، ويدخل ويتبختر، ويجلس ويتباهى، ويقوم ويتفاخر، ويذهب ويبتهج، وياتي ويرتقص،
146 انه متكيء ومتنعم وجالس ويسمن وبهي الثياب ووفير الاطعمة ويحل في الراحات وينغمس في الملذات،[63]
147 وبيته مليء بالمؤن وبطنه مليئة وجسمه معافى وتتوفر له كل الخيرات الموجودة في العالم.
موت لعازر (لوقا 16/22)
148 لعازر كان شقيا، وفقيرا، وضعيفا، ومحتاجا، /379/ ومريضا، وجائعا، ومتضايقا، ومتروكا، ومحتقرا، ومنبوذا،[64]
149 بطنه فارغ، ومسكنه مقفر، ومليء جروحا، وله اوجاع وحياة رديئة، ويتحمل المخاوف،
150 بليته اشتدت كثيرا، وطال عذابه، وبلغ اجَله ليفارق العالم وشروره،
151 كانـت سفينته المتعبة مضطهدة في عالم [ الاوجاع،[65] وبلغت الى الموت كانما الى ميناء الراحة،
152 قام الفقر ضده كالموج وطاردته الاوجاع كالعواصف في اليم الكبير،
153 وبما انه كان حكيما فقد دبر سفينته بدون اذى، ومن الآلام جمع تجارة الثروة الكبرى،
154 زالت الحياة الرديئة [ يوما[66] بعد يوم، ومثل تاجر دخل الى المنزل المليء راحة،
155 سنوات الآلام والضيقات طردت بعضها بعضا وعبرت كلها كالظل ولا تُعرف،[67]
156 جمع سنواته وجمع اوقاته بالتنهدات، وانتهى دربه المتعب ودخل الى [ الراحة،[68]
157 قفز [ ولفلف[69] شهور عذاباته الواحد بعد الآخر، وطاردت بعضها بعضا وخرجت وانتقلت الى النهاية،
158 نقله وحمله المساء والصباح هذا الى ذلك، /380/ وتخلص من كل الازمنة المؤذية واوجاعها،
159 انقلبت عجلة حياته الى النهاية، وحملته من بين الاوجاع ووضعته في موضع سام،
160 مات لعازر، نعم بالحقيقة كان موته راحة، لعله يلزم ان اقول: عاش لانه كان ميتا في حياته،
161 سقط الفقير من المزبلة في الملكوت، وانتقل من موضعه الى موضع الحياة الصالحة البهي،[70]
162 سقط من العمق وقبله عُلى ابراهيم: مات المريض اعني عاش لانه كان [ ميتا.[71]
الملائكة يستقبلون لعازر (لوقا 16/22)
163 مات لعازر وتجمع ابناء النور لاكرامه واستقباله، واكرمته الصفوف باحتفال كبير،
164 [ بسط] الملائكة مناديلهم المقدسة، [ ونشروا له في درب[72] الملكوت كُلاّت النور،
165 العساكر السماويون مدّوا صفوفهم ليأتي ويجتاز المتعب بالاوجاع عند الملائكة،
166 غيوم النور [ اجتازت[73] كالاسفنج الابيض على جروحه ونسي قروحه،
167 هربت الامراض وانتهت الاوجاع والفقر، ودخل الرجل ووقف في موضع السعادات والملذات،
168 [ خرج[74] الملائكة وظفروا له التاج كانما للختن، /381/ واحتفلوا وادخلوه ليرى خدر ابراهيم،
169 كان الشجاع قد اجتاز مواضع مخيفة وجسر النار الرهيب، وهو مبتهج ولم يفزع،[75]
170 جموع [ النور] رافقته اثناء مسيرته في [ البحيرة] المخيفة المليئة [ ظلمة[76] ولم يخف،
171 عبر معه جوق آل جبرائيل الصنديد في موضع الموت، ولم يخف مثل الضعيف،
172 عبر الهوة العظمى على يد آل ميخائيل، ونقلوه ووضعوه [ عند[77] ابراهيم في الملكوت،
173 كان قد انحدر الى درجة الفقر مثل نشيط، وبما انه لم يتذمر فقد انتصر به وصعد مثل ظافر،
174 وقف في جهاد الجوع والامراض وفاز فيه، وتعجب المستيقظون بثباته بدون تذمر،
175 وبما انه فاز، فقد خرج الملائكة باكاليلهم ليستقبلوه وهو يُكرم من قبل جموعهم،
176 الذهب الخالص كان قد دخل الى كور الفقر، وبما ان جماله صفي فقد نقلوه ووضعوه في الملكوت،[78]
177 انطرح على سرير الاوجاع كالذهب على السندان، وصاغته الآلام الى ان صار للتاج العظيم.[79]
موت الغني (لوقا 16/22)
178 الفقير متكيء في حضن ابراهيم في الملكوت، وحان الوقت ليموت الغني بالحقيقة،
179 /382/ مات الغني، وموت هذا كان موتا، مات وقُبر، ودفنُه يشهد على ان موته موت،
180 انه مكتوب عن لعازر بانه مات ونقلوه عند ابراهيم، وعن الغني لما مات وقبر [نزل[80] الى الشيول.
التمييز في القراءة
181 يلزم الكثير من التمييز مع القراءة، ولو لم يميز الانسان تمييزا عليه ألاّ يقرأ،
182 بالحقيقة كل واحد يعرف ان يقرأ قراءة، اما التمييز فتجده عند القليلين،
183 يلزم ان ننقص قليلا من القراءة، ولتمكث النفس لدى التمييز بوضوح،
184 صوت الكلمة تسمعه حتى الحيوانات، اما تمييزها (فمحفوظ) لذوي العقل والفهم،
185 اذاً ليفتح العقل اذنيه للتعليم، لانه يقدر ان يرى الجمال الموجود في [ القراءة.[81]
لماذا لم يُدفن لعازر، ولماذا دُفن الغني؟ (لوقا 16/22)
186 لم يُكتب بان الفقير قُبر، ولماذا؟ الا لكون موته محبوبا وليس موتا،
187 ابعده الموت من الشرور الى الخيرات، وكانه عاش حياة، ولم يُكتب بانه قُبر لانه كان حيا،
188 [ عن[82] الغني كُتب بانه قُبر لانه بموته ورث الويل والموضع الضيق والهوة العظمى،
189 لما مات هذا دفنوه دفنا لانه كان ميتا، /383/ ونزل الى الشيول، هذا ما لم يحدث للعازر،
190 دفنوا هذا، اما ذاك فنقلوه كما سُمع: أُرسل الواحد الى السماء، والآخر الى اللجة،
191 انه مكتوب عن هذا بانه لما كان يتعذب هناك في الشيول، رفع عينيه ورأى ابراهيم ولعازر،[83]
192 اتضح [من[84] عبارة: انه مكتوب رفع عينيه، بانه كان في العمق، وذاك الفقير في العلى العالي،
193 مات ودُفن هذا الشقي كما قيل، ونزل وورث هوة النار بالم عظيم،
194 تلاشت خيراته كظل المغيب السريع، ودخلت الشرور غير المتناهية واحاطت به،[85]
195 اغتنى وتنعم كما لو كان في الحلم، ونسي نفسه واستيقظ فوجد بانه معذب ومتضايق ومليء آلاما،
196 تفاخر [ بثوبه[86] كورد بهي اللون، وحالما وصله غليان النار تناثر وذبل،
197 سمن بالاطعمة وبالخمور واللذات، ولما صادفته نار الدينونة هزل [ وضعف،[87]
198 خانه الزمن واسقطه من فراشه العالي، ودهوره في العمق المجوف الذي هو بلا قعر والمليء نارا،[88]
199 انقلب سريره البهي والمكلل، ونزل منه واستقبلته جمرات اللهيب،
200 /384/ الموت اسقط مائدته المليئة بالخيرات، وجعل له موضعا في جهنم الخالية من الماء،
201 الضعيف ترك الشراب الصافي في المسكن البهي، ونزل الى موضع حيث لا تُعطى له قطرة الماء،
202 اصطاده العالم باغراءاته، ولانه احبه كثيرا فقد احبته النار وصار خبزا للهيب،
203 نزل الى اللجج وورث الظلمة في مسكن الشيول، واحاطت به المخاوف والآلام والاوجاع وكل الضيقات،
204 ولما كان يتعذب هناك في الشيول، رفع عينيه ورأى ابراهيم ولعازر في الملكوت،
205 راى المسحوقَ الذي كان يُداس يوميا على بابه متنعما كثيرا في الموضع السامي،
206 رأى الضعيفَ موضوعا عليه الاكليل مع الظافرين ومتباهيا في العلى [ ومليئا[89] بتطويبات السماويين،
207 نظر اليه متكئا على مائدة ابراهيم، وهو يأكل النور ويشرب الضياء ليسمن،[90]
208 رآه متكئا على الاجانة المليئة حياة، ويشرب منها روحيا كل الملذات،
209 ظهر له في موضع حيث لا تدخله الآلام، ولا تقترب نهائيا الاوجاع من سكانه،
210 رآه في الخدر الذي شيده الآب لخليله ابرام، /385/ الذي جُعل فيه نديما مع القديسين،[91]
211 كان قد فهم [ بانه ذاك] المحتاج الملقى [ ازاء[92] بابه الذي كان ينظر اليه ولا يشفق عليه،
212 عرف بانه ذاك المريض الذي كانت الكلاب تحيط به وتلحس بالسنتها جروحه.
البشارة كشفت لنا العالم الجديد
213 البشارة مليئة بعين النور في كل كلماتها، ولها وجوه مستنيرة من كل الجهات،
214 هي علمتنا على تجلي العالم الجديد، وعلى اشكاله وافعاله وتدابيره،
215 [ بها[93] قدرنا ان نعرف هنا بوضوح ماذا يوجد فوقُ، وكيف هي الدينونة العظمى،؟
216 لو لم تبين البشارة لنا، مَن كان يعرف بان الجهتين تريان بعضهما بعضا في العالم الجديد،؟
217 مما حدث للغني وللعازر، نفهم رؤيا الجهتين هناك كلها.
الجهتان تريان وتسمعان بعضهما بعضا لان الديان عادل يريد ان يرى المظلومُ ظالمَه
218 تريان وتعرفان وتسمعان الصوت هذه من تلك لانه [ كان[94] يوجد حديث واسئلة من هذه الى تلك،
219 الديان عادل، ولكون دينونته العظمى مستقيمة، فقد اتضح بان الجهتين تريان بعضهما بعضا هناك،[95]
220 حتى ينظر اليتيم المظلوم من الملكوت، ويرى مَن ظلمه يتعذب في النار،
221 /386/ تقف الارملة في العلى من اليمين، وتنظر الى سالبها ملقى في جهنم،
222 حتى يرى قائين الماكر من اليسار، هابيل المقتول متكئا وظافرا من اليمين،
223 حتى يرى المظلومون ظالميهم يُجازون، وينسبون العدل الى الديان بعدالة دينونته،
224 ولهذا تتطلع الجهتان الواحدة الى الاخرى، لئلا تختفي دينونة الرب عن براياه،
225 ومَن شعر بانه كان مظلوما هنا ومتضايقا كثيرا، يفرح هناك لما يرى الظالمين في النار،
226 ومَن ظن بانه كان مهملا هنا، يفرح هناك لانه يوجد تحقيق حتى على كلمة الفم الصغيرة،[96]
227 وليعرف الشعوب بان الرب عادل في كل احكامه، ويدين بعدالة كل واحد حسب اعماله،[97]
228 ولهذا جلب واعاد ووجّه موضع الملكوت العالي نحو جهنم،
229 لئلا يدين البشر خفية، ولهذا فقد كشف كالنور دينونته العظمى امام البرايا،
230 صنع وجوها لاستقامته لينظر اليها الشعوب والعوالم لانها لا تميل الى المحاباة،[98]
231 كل الخفايا تنجلي في دينونته العظمى، ولهذا صُفت الجهتان الواحدة ازاء الاخرى،[99]
232 /387/ وبعدما اعلنت الدينونة وصدرت باستقامة، تصرخ الجهتان: عادل هو الواحد ديان الكل،[100]
233 كان من العدل ان يرى هذا الرجلُ البهي ذلك الفقيرَ في تلك العظمة الحالّ فيها،
234 وكما اشتهى ان يملأ بطنه من فتات خبزه، كان يتوق الى قطرة صغرى من لذاته،
235 العدالة وزعت وساوت افعالهما، وكافأت اعمالهما بكيل مستقيم،
236 وضعت كمثال قطرة الماء مع الفتات، لتجازي هناك بالتساوي كما لو كان بكفَّي (الميزان)،
237 كان يشتاق هذا الى الفتات، وذاك الى قطرة (الماء) وبما ان ذاك لم ينل، فلم يكن من العدل ان ينال هذا ايضا،
238 رآه من بعيد في الملكوت كما كان قد رآه، وكان يُقرف ايضا من قبل العدالة،
239 ذاك الرائي الخفي الذي رأى ذلك الفقير التواق الى الفتات ولا يعطون له،[101]
240 هو كان قد غصب ذلك الغني ليتوق الى قطرة الماء، وآل لعازر لا يعطونها له،
241 هو فرش له سرير النار في جهنم، بدل فراش الاوجاع التي رآها لذلك الفقير،
242 بدل ارجوانه وحريره الذي كان يفتخر به، اعطى للمحتاج ان يلبس البهاء والجلال،
243 /388/ بدل الحياة السعيدة التي عاشها هذا، نال لعازر ذلك الملكوت غير الزائل،
244 بدل اطعمة ذلك الغني، اعطى للمحتاج مائدة التطويبات التي لا فساد لاطعمتها،
245 قارنِِ الآن بين اللهيب وبين الجروح، وبين نار الدينونة عوض حمّى ذلك الفقير،
246 وبين العطش الكثير الذي احاط بالغني في النار، مع جوع الفقير القاسي والفادح،
247 وكما كان قد سأل ذاك المحتاج الفتات، سأل الغني قطرة الماء بالم عظيم،
248 كان ملقى في النار، ويحيط به اللهيب، ويولول الشقي ولا يشفق عليه آل لعازر،
249 النار مشتعلة فيه ويصرخ بالمه، ويقف الاصدقاء بعيدا عنه ولا يستجيبونه،
250 في اللهيب، غصبه العطش الى الماء وبدأ يصرخ: ابي ابراهيم ترحم عليّ،[102]
251 رأى صفّ العادلين حالاّ فوقُ في العلى، ومن جهنم طلب بالم عظيم،
252 رأى لعازر المعروف والمحبوب بين القديسين، وسأله ان يأتي عنده الى النار ليبرد غليله،
253 وجد بان ذلك الفقير لو أُرسل من تلك الجهة، لكان يقدر ان يريحه من ضيقه،
254 /389/ وجد بانه لو يزجر النار لاطاعته، ولهدأ قليلا اللهيب المحيط به،
255 ولهذا صرخ متوسلا الى ابراهيم ليرسله اليه لعله يفرّج عنه قليلا،
256 كان يتوسل (قائلا): ابي ابراهيم ترحم عليّ، وارسل لعازر عندي،
257 ليجلب معه قطرة الماء من عندكم، ويرطب بها رأس لساني الذي احترق عطشا.[103]
الويلات للغني
258 الويل للغني المتباهي بشرابه وخموره، الى اية درجة انحدر ليطلب قطرة (الماء) فقط،؟
259 الويل الويل للمتفاخر باطعمته وبملذاته، اي عطش عظيم احاط به في جهنم،؟
260 الويل، من اين الى اين تدهور في مجال التنعم، ليصير محتاجا الى قطرة الماء دون ان ينالها،؟
261 الويل للشقي الذي تباهى كثيرا في الحياة هنا، وذهب ووجد حياة كل العذابات السيئة،
262 الويل للمتكبر كم كان عاليا اكثر من العديدين، فدهوره الزمن في واد مليء لهيبا،
263 الويل له لانه كان متباهيا ومتلذذا ومتنعما، فنُكب وها انه يُجرجر على اللهيب،
264 الويل، لانه كان شهيا ولائقا ومحبوبا كوردة، فاضطرمت نار الدينونة وانطفأ كل جماله،
265 /390/ الويل للغني الذي كان يبدل الخمور، وقد سأل قطرة صغيرة وحرموه منها فتألم كثيرا،
266 الويل له لانه كان متبخترا بسقاته وبخبازيه، وعطش الى الماء في النار واستنجد ولم يسمعه احد،
267 الويل له لانه كان معتادا على (امتلاك) جمع العبيد والخدام، فتوسل الى الفقير ليسقيه الماء.[104]
يعقوب يظن بان الاغنياء هم في الجحيم!
268 ابي ابراهيم ارسل عندي اخي لعازر؛ عرفه معرفة بانه نفس ذاك الموجود امام بابه،
269 كما لو قال احد: انه يعرفني وانا اعرفه، ويفهم مَن انا، ومَن كنتُ،
270 رأى الغني ان بني جهته وبني مشورته وبني طغمته ليسوا موجودين في وليمة ابراهيم،
271 لم ير هناك ندماء مائدته، ولا احباءه، ولا اصدقاءه، ولا بني عِشرته المتباهين،
272 من معارفه هولاء الموجودين هنا لم ير هناك احدا، ما عدا ذلك الفقير (الذي كان) امام بابه،
273 لو شاهد في الملكوت صاحبه او صديقه، لما كان يطلب من لعازر ان يأتي عنده،
274 [ وصادف[105] بانه لم يكن يوجد هناك احد من خاصته، فطلب ان ياتي ذاك الذي كان دائما ويوميا على بابه،
275 اظن بان اصدقاء هذا [ لم[106] يكونوا عنده، /391/ ولهذا لم يشاهد احدا من جوقه عند ابراهيم،
276 من كل ذلك الجمع الموجود على بابه العظيم، شاهد في الملكوت اضعف جميعهم.
سؤال الغني لياتي لعازر هو سبب لتقرفه العدالة
277 وطلبه باسمه ليأتي عنده مثل من يعرفه، وهذه ايضا اهانة له لانه كان ظالما جدا،
278 بدأ يدعوه بتوبيخ نفسه ليُقرف بتلك الحجة من قبل العدالة،
279 يوم كان ملقى ومطروحا على بابه لماذا لم يعرفه،؟ وبعد ان ابتعد عنه كثيرا لماذا كان يدعوه،؟
280 طلب منه ان يأتي عنده الى النار [ مثل صديق،[107] ويشهد بؤسه وسقوطه بانه لم يكن صديقا،
281 كان ملقى ازاء بابه في الاوجاع والفاقة، ولم يعرفه في حينه، والآن لماذا يدعوه،؟
282 داس عليه في خروجه، واوقعه في دخوله، ونساه بلذته، وبعد ان بلغ الى الراحة، ها انه يتعبه،
283 بالكد نجا من الجروح والاوجاع والفاقة، فقام ليدعوه ليأتي عنده ويغرق في جهنم،
284 لما كانت مائدته مليئة بكل الخيرات، لم يكن يعرفه، وبعد ان احاطت به بحيرة النار اعتبره رفيقه،
285 لما كان يتنعم باطعمته كان بعيدا، وبعد ان وقع بين الجمرات صار قريبا،
286 /392/ كان يتوسل (قائلا): ابي ابراهيم اشفق عليّ، وارسل لعازر عندي ليريحني من ضيقي.[108]
ابراهيم يرفض الاستجابة لسؤال الغني
287 اطلق الغني اصوات الالم من جهنم، فاجاب ابراهيم من الملكوت قائلا له:
288 يا ابني تذكر بانك قبلت خيراتك، وتحمل لعازر شروره الكثيرة،
289 والآن، ها انه مستريح وانت معذب، سعادتك هناك، وسعادته هنا، وماذا تريد.؟[109]
البشارة نور ولا تحتاج الى التفسير
290 البشارة لا تتطلب التفسير بالنسبة الى المتميزين، لانها كلها نور، وتفسير كل الاسرار،
291 تظلم الشمس، ونورها لا يتبدل، ويغيب القمر واشراقه ينير البرايا،
292 لنفتح فقط عيون القلب التي اغمضناها، وها انها تُرى بوضوح وهي جميلة،
293 لو ننظر بتمييز، فها قد برهنت لنا بان هذا العالم هو ضد ذلك (العالم) في كل افعاله.
خيرات العالم هي شرور وشروره هي خيرات
294 خيراته هي بالحقيقة شرور، وشروره ايضا هي بالتأكيد خيرات،
295 كل خيرات هذا العالم هي مليئة موتا، ومَن يحتمل يجمع الحياة من شروره،
296 من هو مستريح فيه: العذابات هي مهيأة ومحفوظة له، ومَن هو معذب فيه: يستريح في العالم الجديد،
297 /393/ بشارة ربنا تعلم البشر هكذا، ومَن اراد ألاّ يفهم ،فهذا يعود اليه،
298 قال بوضوح: مَن وجد نفسه يهلكها، ومَن [ اهلك[110] نفسه في العالم يجدها،
299 مَن يهلك نفسه هو ذاك الذي يتعب ويُضطهد ويُسحق ويصلب يوميا الاهواء والشهوات،[111]
300 ويموت كل يوم لاجل رجاء العالم المزمع، وحياته في العالم الذي لا يحبه هي زيادة،
301 ومَن يهلك نفسه هنا يذهب ويجد موضعا شهيا وحياة النور بدون نهاية،
302 ويجد نفسه مليئة تطويبات في العالم العظيم، وتكمل فيه (عبارة): يجد نفسه لو يهلكها،
303 ذاك الذي يتباهى ويستريح ويخطيء ويتبختر والموجودة فيه حياة العالم وكل ملذاته،
304 ويحب الغنى، ونفسه مرتبطة بالمقتنيات، ويبغض المشاكل وينهزم من العذابات،
305 ويجد نفسه في الحياة الهنيئة بدون مضايقات، هذا يهلك ويجعل النفس التي وجدها تذنب،
306 ويذهب ويرث بحر النار مثل الغني الذي قبِل هنا كل خيراته كما قيل.[112]
راحة العالم
307 يا لراحات هذا العالم ما امرّها، /394/ فمنها تصدر كل العذابات لمقتنيها،
308 يا لها من ثياب وملذات ومقتنيات تلد الآلام والاوجاع والموت وكل العذابات،
309 يا لها من مأكولات واطعمة وخمور: اي عطش تاجر له [ ذاك[113] الغني،؟
310 يا لها من مائدة زاخرة ومليئة بكل الملذات، ومنها تنبع بعد قليل كل الضيقات،
311 يا له من غنى اكرم صاحبه وقتا قصيرا، ثم قاده واسقطه في بحر النار بدون نهاية،
312 يا له من مقتنى، ماذا صنع لذلك الشقي لانه اقتناه كما لو كان في الحلم وها انه يتعذب الى الابد،؟
313 يا له من ذهب كم يضل ولا يثبت، لانه ينفخ ويكبّر وفي النهاية يلقي في النار،؟
314 يا لها من كرامات عبرت وزالت كالظل، ونبع منها العار والاهانة وكل الشرور،[114]
315 يا لها من ولائم وحفلات الرجل المتباهي: اية آلام تاجرت له في جهنم،؟
316 يا لها من خيرات اخذتها الحموة الكبيرة، وبدلها جلب الزمان كل الشرور،
317 يا له من عالم كم انه يضل البشر، وبشهواته يغريهم ويخنقهم ويبيدهم،[115]
318 /395/ اكفر بالعالم: كم ان حسناتك بغيضة، وكم ان خيراتك شريرة ومليئة ويلات،
319 انت مخوف فطوبى لمن زاد في احتقارك وحسبك عدوه الكبير كما انت،
320 الويل لمن احبوك، والويل هنا لمن يبغضونك، مَن احبك احترق وتعذب، وتعب من ابغضك،
321 اذاً يلزم الهرب من خيراتك ايها العالم الشرير، لان المرء يجد فيها العذاب والنار والدينونة العظمى،
322 ليخف كل واحد من موهبتك لو هو متميز، لانك تضع السمّ في العسل عندما تعطيه،
323 انت حلو وتخنق، وحلاوتك هي مرارة، وخيراتك هي شرور كما هو مكتوب،[116]
324 اذاً لا يفزعن الآن احد من شرورك، لكن ليفزع من خيراتك لو هو عارف،
325 شرورك التي احتملها ذاك الفقير، بها وجد ملكوت ابراهيم،
326 ومَن يقدر ان يضع قلبه على شرورك ويحبها الا القوي مثل لعازر،؟
327 لو احب احد شرور هذا العالم، لاتضح بانه يرث منها كل الخيرات،
328 لا يسمحون للمرء ان ياخذ هنا وهناك، انه يستريح في عالم واحد فقط، في (العالم) الذي يحبه،
329 /396/ من تبعت نفسه هذا العالم هنا واحبه كثيرا، ليس له موضع في ذلك العالم،
330 من يتوجه الى ما هو فوقُ بتمييز يحسب الراحة الموجودة هنا شوكة تلدغ وتؤذي.
جواب ابراهيم للغني (لوقا 16/25)
331 [ وهذه هي[117] الامور التي يلزمك ان تعرفها بوضوح من كلام ابراهيم الموجه الى الغني،
332 استوفيتَ كل خيراتك، وهو كل شروره، وبدل هذه ها انه يستريح وانت تتعذب،
333 الكلمة قاسية جدا، ومن يقدر ان يسمعها الا ذاك الذي يبغض الراحات والحياة الهنيئة،؟
334 ذاك الغني استراح وها انه يتعذب، ولانه تنعم في هذه الحياة ابتلعته النار،
335 لم يُكتب بانه اخطأ، لكنه كان يستريح ويتنعم ولم يكن يعطي للفقير،
336 لم تشتك عليه العدالة لانه نهب او خطف، ولا لانه اثم وظلم رفاقه،
337 لم [ يشتكِ عليه اليتيم الذي خطفه واستولى على[118] امواله، ولا الارملة التي دخل مقتناها في بابه،
338 كان يُقرف امام الديان بهذه (العبارة) فقط: كان يتنعم، ولم يكن ينظر الى الفقير،
339 لما صدر التوبيخ من ابراهيم، /397/ ذكّره العادل بكل اهوائه وافعاله،
340 لو كان يوجد شيء آخر يلام عليه، لما كان يخفيه البارّ ويستر عليه،
341 وبخه الحق فيما يخصه دون ان يظلمه، وقال له فقط: انه اخذ كل خيراته،
342 لم يكن يعيبه بسبب الخطف والابتزاز، فلو كانت هذه موجودة فيه لكان يفضحه،
343 [ لكان يذكّره تذكيرا[119] بهذه الامور التي حدثت، لكنه لم يقل له سوى انه استوفى كل خيراته.
اين يكون مصير بقية الخطأة في الجحيم؟
344 ذاك الذي اثم وظلم، ولم يتنعم فقط بل جعل رفاقه يصرخون، ماذا سيحل به،؟
345 هذا احترق لانه اهمل الفقير، ومن ابتز الفقير ايضا [ ماذا[120] سيحل به،؟
346 ذاك تعذب لانه تنعم بمقتناه، من اخذ خبز الجائع كيف سيكون احتراقه،؟
347 لبس اللهيب لان لباسه كان [ بهيا[121] جدا، ذاك الذي شلّح الارملة، كيف ستكون دينونته،؟
348 [ لماذا[122] وُصف خبر هذا مطولا، ولم (يُذكر) خبر الناهب والسالب،؟
349 طُرح هذا البهي في النار لانه تنعم، اي موضع سيكون نصيب السالب هناك،؟
350 /398/ هذا صار معروفا في جهنم لانه استراح، من سحق رفاقه اين نفتش عليه،؟
351 اظن بان السالب نزل الى قعر الهوة..،[123]
352 هجم عليه اللهيب في اسفل اللجة، ولم يسمح له ان يرى ابراهيم ولعازر،
353 هذا الذي لم يسلب راى ابراهيم ولعازر، والخاطف ملقى ومدهور في قعر الهوة،
354 جرفته النار وانزلته ووضعته في اسفل اللجج، وانعدم خبره لانه اختفى باللهيب،
355 انه مطمور في الجمرات، وخبره صامت ولا يوصف وبلعته الهوة وتعطل الكلام عنه.
دينونة الغني واضحة
356 دينونة هذا المتباهي عظيمة ومعروفة وجلية وخبره وكلامه وسيرته مدونة في البشارة،
357 ميمر هذا يلقي الرعب على الاغنياء، ومن [ قصته[124] يقع الفزع على من هو متباه،
358 ليحرك الالم الفادح كلمتي لتذكر خبره، وليصفه الفم بتنهدات لان وجعه عظيم،
359 يصرخ في النار ويرفع اصواته من جهنم، ويقرع كثيرا، والباب مغلق ولا يجيبونه،
360 حيث لا باب للمراحم طلب المراحم، وبعد ان أُغلق الباب بغضب قرع ليدخل،
361 /399/ آه من العالم ماذا صنع بذلك الشقي، لقد ربطه بمحبته ولانه فرح به فقد تحمل الضيقات،
362 لانه استراح وفيه ملأ بطنه خبزا، ها هو معذب وحزين وعطشان ومولول من الحريق،
363 توسل وسأل قطرة الماء من بيت الملك، فثقل (الطلب) عليهم لانه لم يقدمه في حينه،
364 أُغلق باب الملكوت العظيم، ولم يكن الوقت مناسبا ليصغوا الى الطلبات،
365 خدر الختن أُكرم ودخل الى عرسه، ولم يُقبل [ نديم آخر[125] في ذلك الحين،
366 دخلت العروس الى خدرها لتُزفّ، والقارع كان عدوا فلم يستجيبوا له،
367 آل نوح دخلوا وأُغلق باب ذلك [ الفُلك،[126] والذين ظلوا في الخارج لم يكن من السهل عليهم ان يدخلوا،
368 من لم يدخل جرفه البحر [ وموج الماء،[127] ولم يكن يقدر ان يدخل الى سفينة الحياة،
369 كان البـاب مغلقا من قبل موج النار العظيم، وهولاء الناجون في الداخل لم يفتحوا.
الله رحوم في دينونته، ولكن الندم لا ينفع بعد فوات الاوان
370 ليس الله خاليا من المراحم في دينونته العظمى، وقت ذلك الغني كان بدون مراحم،
371 تقرر الشر وخرج على الاثمة، /400/ [ فدخل[128] الاصدقاء وأُكرموا في الملكوت،
372 لما يقضي الديان بالحُكم لا يسأل بعدُ: مَن أُدين قد أُدين، ومن تبرأ قد تبرأ، ولا [اسئلة[129] (بعدُ)،
373 ذاك الغني كان يتوسل بعد انتهاء الدينونة العظمى، ولهذا لم يسمعوه،
374 كان قد أُلقي لجام اللهيب على فمه، ولم يكن الديان يشاء ان يسمع بعدُ كلمته،
375 صارت [ الاسئلة،[130] وصدر الحكم باستقامة، ولا توجد فرصة للطلب ولا للتوسل،
376 ولهذا لم يرسل ذاك البارّ قطرة الماء لذلك الذي كان قد تأخر وبعدئذ طلبها،
377 كان يقول له: استوفيت خيراتك، ولم تعرف لعازر لما كان معك،
378 لو كان معتادا ان يجلس معك على مائدتك، لما كان بعيدا الآن عن صحبتك،
379 لو طيبتَ نفسه معك في وليمتك، لكان قد تعوّد بعادتك وأتى اليك مثل حبيب،
380 لو شرب من اجانتك يوم كان معذبا، لعله كان [ الآن[131] يفتح نهرا للهيبك،؟
381 لم تسعده معك هناك [ بالاطعمة،[132] فليس له درب ليأتي عندك، لماذا تصيح اذاً.؟
الهوة بين الجهتين تمنع من عبور هولاء عند اولائك (لوقا 16/26)
382 /401/ ومع هذا ان الهوة موضوعة بين الجهتين، ولا يوجد [ جسر[133] ليذهب ويجيء احد عند رفيقه،
383 لا يوجد جسر لنعبر من هنا عندكم، ولا [ توجد[134] فرصة لتأتوا من هناك عندنا،
384 الجسر مقطوع والحفرة عميقة ومليئة نارا والمضيق مخيف ولا يقدر احد ان يمشي فيه،
385 الغضب قطع طريق الجهتين لئلا يُسلك، فليستقر كل واحد في مكانه حيثما وُجد،
386 الموضع لا يقبـل ان [ يتدخل] فيه موضع (آخر)، ولا ان [ يجتاز[135] عمل من جهة الى جهة اخرى عند رفيقه،
387 يا ابني لماذا تأخرت هكذا لتطلب المراحم ونسيت واهملت الطلب وقدمته بعدئذ،؟
388 الى الآن لماذا كنت بطالا من [ التوسل،[136] لا احد يسمع صوتك، فلماذا تولول،؟
389 [ زمن[137] التوبة في الزمن الماضي مرفوض، لقد رُذلت ولن تُقبل من الآن وصاعدا،
390 الى الآن كانـت النعمة تسمع الاصوات، ومن الآن وصاعدا هوذا العدالة [حاملة[138] العذابات،
391 لماذا تكاسلت طيلة كل هذه المدة؟، لقد فات وقت التوبة وبعدئذ قدمتها،
392 /402/ الموضعان مقطوعان الواحد عن رفيقه، وفي الوسط هوة بدون جسر، وماذا ستعمل،؟
393 ايها الشقي امكث في نارك وابطل من التنهدات، فلا احد يعبر من هنا الى هناك كما تقول.
يعقوب يبكي ويبكّي
394 انه لالم عظيم لمن يسمع بتمييز: انه ميمر نار الدينونة المخوف والقاسية كثيرا،
395 مَن يساعدني لابكي وابكّي مَن يسمعني، فلا [ يوصف[139] خبر الشقي بدون دموع،
396 خبره مصيبة، فاصرخ [ بالم[140] واقول: كم كانت رهيبة الساعة التي فيها تكلم مع ابراهيم،
397 لما ضربوا طلبه في وجهه على الباب العظيم، وظل التوسل مرذولا وبغيضا وغير مقبول،
398 ورُدّ اليه ذاك الجواب المليء غضبا، وعلم الشقي بانه لا توجد فرصة للسؤال.
الغني تاكد من ابدية عذاباته
399 وتيقن بان الزمن لا يساعده ليتوب، وتحقق من انه لا توجد مراحم لتنقذه،
400 واصابه قطع الرجاء في جهنم، وبطلت اصوات الطلب الموجهة الى ابراهيم،
401 وصغرت نفسه في عينيه، وترك [ التوسل،[141] وفكر في قلبه بان آل ابراهيم لا يشفقون عليه،
402 وتلبدت حوله غيمة النار من كل الجهات، /403/ وخبطته جمرات اللهيب في الموضع الصعب،
403 وعلم وتأكد بانه لا توجد فرصة للخروج، وفهم بانه لا نهاية لعذابه،[142]
404 زاد صراخا وقطع رجاءه لانهم لم يستجيبونه، وسأل القطرة ورُدّ عليه بانهم لا يعطونه،
405 وعلم بانهم ليسوا معتادين على الاسئلة في (ذلك) الموضع، ورأى بان الجهتين بعيدتان الواحدة عن رفيقتها،
406 ولا احد يمكنه من هناك ان يعبر عنده، [ والدرب[143] مغلق لئلا يذهب ويمشي فيه،
407 والجسر مقطوع ولا احد يعبر كما [ ظن،[144] والباب مغلق ولا يفتحون لمن يقرع،
408 وكل موضع محدد في موضعه، ولا يقبل بعدُ باي شكل كان الداخلين ولا الخارجين،
409 ولا يوجد طبيب ليأتي ويجس مرضه الخطير، ولا زائر ليصنع شيئا لجروحه،
410 وعلم بان الجرح ابدي وبلا شفاء، وازال من قلبه تقديم الطلب،
411 في ذلك الوقت كان قد ابغض غناه وخيراته، واحتقر ورذل راحاته وملذاته،
412 كان قد لعن كل ذهبه ومقتناه، وامتهن كثيرا الثياب والتبرج.[145]
النار وجهنم علمتا الغني بانه لا يلزم احتقار الفقراء
413 /404/ تعلم هناك لانه لم يشأ ان يتعلم هنا بان الشهوات توقظ النار على اصحابها،
414 اصبح اللهيب معلمه ولقنه بانه كان يجب عليه ألا يحتقر الفقير ابدا،
415 ضُرب بسياط النار وعرف من الديان بانه [ ليس حسنا] ان يغمض احد عينيه عن [الفقراء،[146]
416 اصبحت جهنم [ كمدرسة،[147] وفيها تعلم كيف يجب ان يتصرف بالثروة صاحبُها.
الغني يعطي الطوبى لمن ليس غنيا مثله
417 ولعله كان يطلق من جهنم هذه الاصوات: طوبى لمن لم يجد الغنى كما وجدتُه،
418 طوبى لمن لبس الخرق في العالم وتسوّل، لان الحرير الذي لبستُه ايقظ عليّ اللهيب،
419 طوبى لمن صار محتاجا مثل لعازر ووصل الى موضعه وورث طوبى بيت ابراهيم،
420 طوبى لمن صار هناك جائعا [ وظمأ،[148] لانههم سيعطونه الماء هنا لو طلبها،
421 طوبى لمن لم يشبع الخبز في العالم الشرير، لانني شبعت، وهانذا اشتعل بمرارة،
422 طوبى لمن لم يتلذذ في الحياة هناك، وجاء الى هنا وعاش حسنا مثل لعازر،
423 طوبى لمن هو مريض وجائع مثل الفقير /405/ ووضعوه ليحيا معه بدون عذاب،
424 طوبى لمن عذبته الجروح في العالم هناك، ولم يجد هنا جمرات النار المحيطة [ بي،[149]
425 طوبى لمن سحقته اوجاع الفاقة ولم يتعذب مثلي بين امواج النار،
426 طوبى لمن لم يتوفر له الخبز اليومي، ونجا هنا من اللهيب الذي يهددني،
427 طوبى لمن صار عبدا للفقر، ولم يُلقب بصاحب الثروة واحترق مثلي.[150]
ظن الغني بان قطرة الماء تطفيء اللهيب
428 اكفر بثياب ومقتنيات ولذات وسعادات وخيرات العالم الآخر،
429 مَن يجعلني هناك عشا للاوجاع اليومية، ويعطيني هنا لاقترب من موضع لعازر،؟
430 ليـت الكلاب احاطت بي في العالم ولعقت جروحي، وليت مَن ينقذني هناك من لسعات اللهيب،؟
431 اتمنى لو وُجد طريق للموت في جهنم ومتُ فيه كما متُ عن السعادات،؟
432 زالت كالحلم والظل كل خيراتي، وهنا لا توجد نهاية لشروري، وماذا اعمل،؟
433 ليت احد الموتى يذهب ويتحدث عني في العالم هناك (ليصف) في اية آلام انا مدهور هنا،؟
434 /406/ كان يتعذب الشقي بهذه المخاوف في الشيول، ورفع صوته بالتنهدات ولا يستجيبونه.
لو أُعطيت للغني قطرة الماء ماذا كانت ستنفعه؟
435 توسل وسأل قطرة صغيرة ولم يعطوا له، ولو اخذ القطرة ماذا كانت ستنفعه،؟
436 ايها الغني العظيم والمتباهي وابن الملذات، لماذا سؤالك هو بسيط جدا لما تسأل،؟
437 ما هي نتيجة قطرة الماء لبحر النار، وكم كانت ستقاوم في تلك صحراء اللهيب،؟
438 لـو اتتك قطرة صغيرة كما [ طلبتها،[151] ماذا كانت ستعمل بذلك اللهيب الذي لا قعر له،؟
439 طلبك بسيط وحاجتك عظمى جدا، ولماذا تسأل قليلا من الملك،؟
440 قال الشقي: اذا كان الطلب هكذا بسيطا ولم انله، لو سألت شيئا عظيما ماذا كان سيحدث،؟
441 وبما انني طلبت من هناك قطرة ورُدّ طلبي، لو اكثرت ماذا كانوا سيقولون لي،؟
442 جربتُ بشيء صغير لاتعرف على عادات سكان البلد، وها قد عرفت بانهم ليسوا معتادين على الاسئلة،
443 انهم يجازون الارباح: من قدم ارباحا حسنة ينال من العدالة بموجب الكيل الذي به يكيل،[152]
444 ارباحـي هي سيئة لانني لم اشفق ابدا على الفقير، /407/ ولهذا لا يشفقون عليّ لانهم عادلون.
طلب الغني بان يُرسل احد الموتى الى العالم (لوقا 16/27-28)
445 قال الشقي: لقد نقضتُ عملي، ولا توجد فرصة [ للمراحم[153] لتأتي وتنجيني،
446 ابي ابراهيم ارسل احد الموتى ليذهب ويصف لاخوتي العذاب الذي انا ملقى فيه،
447 ارسلُ الى بيت ابي واحبائي ورفاقي (واصف لهم) كيف انا،؟ وباية عذابات أُنكب،؟
448 ليذهب احد الموتى ويكرز في اسواق العالم كله، حتى يخاف كل واحد من الملذات،
449 ليأخذ من هنا رسالة واحدة مليئة مخاوف وكل الضيقات، وينقلها الى اغنياء العالم،
450 بكلمات مؤلمة اصور صورة لضيقي الكثير، ولتُنقل وتُعرض بين الاغنياء لينظروا اليها،
451 ارسلُ لهم بألا يتشبهوا بي باعمالهم، وبالا يتكلوا مثلي [ على مقتنيات العالم،[154]
452 ليبغضوا الغنى، ولانني احببته هانذا احترق، ولا يفرحوا بالراحات ولا بالالبسة،
453 اعرّفهم كم ان جهنم قاسية، وكم ان نار الدينونة تهدد الاغنياء،
454 انصحهم بان يسجدوا للفقير ويحتضنوه باذرعهم لو وجدوه في السوق،
455 /408/ اعرّفهم بان الدالة المعطاة للفقراء هي عظيمة جدا هنا في العالم العظيم،
456 ابرهن لهم بان من يهمل الفقير، سيطلب قطرة الماء ولا يعطون له،
457 ليتحكّموا بي لئلا يصطادهم ويضلهم العالم باغراءاته كما اضلني واوقعني هنا،
458 ليكن عملي كالمرآة بين الاغنياء لينظروا [ الي] ولا يتشبهوا [ بي[155] فيحترقوا مثلي،
459 اقص لهم عن لهيب، وعن حريق، وعن عذابات اصحاب الذهب كم انها مُرة،
460 اصير سببا وميمرا ومثالا مليئا آلاما بين الاغنياء ليتحدثوا به وهم يرتجفون،
461 يتذكرونني ويتركون مقتنياتهم التي منها يُقدح اللهيب ليحرقهم،
462 اصير انا كقصة مليئة مخاوف، ويكررني هذا لهذا بلوم عظيم،
463 اصير ملاما وابعدهم عن الذم، وبسببي ايضا ينجون من التاديب،
464 ليذهب الآن احد الموتى كما توسلت، وليتحدث هناك عما يوجد هنا ليفيدهم.
الغني تعلم ويريد ان يعلّم الآخرين بعد فوات الاوان
465 انظروا ايها المتميزون كم تفقّه ذاك الغني /409/ من التاديب حتى انه اخذ يعلم لو سمحوا له،
466 في النهاية نار الدينونة تعلّم جميع المتمردين، وتدلهم الى سبيل الحقيقة التي لم يتعلموها،
467 مَن لم يتفقه من الكلمات ومن التعاليم، يُضرب بقضبان النار ويتعلم مثل الغني،
468 مَن تمرد على الوصايا وعلى الناموس، يتعلم بلهيب النار ما كان يلزم،
469 مثل الغني الذي اهمل العلم هنا، وما ان وصلته النار تنشط حتى يعلّم،
470 لما كان في غناه لم يكن يبصر امام عينيه، ولما تعذب نظر بعيدا الى [ ما[156] كان يلزم،
471 تعلم لما لم يعد العلم ينفع، فلو زرع احد على النار، ماذا سيحصد،؟
472 في جهنم صرخت نفسه نحو احبائه، وكان يتحين الفرصة ليرسل لهم تعليما،
473 لما كانت يداه مليئتين لم يرح المحتاج، ولما استنفذ كل ما له، علّم دون ان يطلبوا منه،
474 اراد ان يرسل رسولا من بين الموتى ليجلب من جهنم تعليما للعالم.
موسى والانبياء يعلمون البشر (لوقا 16/29-31)
475 اجابه ابراهيم مثل معلم الحقائق: يوجد في العالم الانبياء وموسى [ ليعلمهم،[157]
476 /410/ ومن هذا (الجواب) فائدة للبشر لئلا يتشككوا من ذلك العالم،
477 لئلا يقول احد: ليت احد الموتى يحدثني عما يوجد هناك، وكيف هم (سكانه)،؟
478 ويحدثني عن جهنم وعن الملكوت، ويفسر لي مطولا ما هي تلك الدينونة،؟
479 لاجل هذا اراد ذاك الغني ان يرسل ميتا الى العالم لو استمعوا الى طلبه،
480 وقد سُمع بالا يطلب احد ما طلبه، لانه من الزائد ان يعلّم الميتُ البشرَ،
481 هوذا موسى ومعه الانبياء والكراريز، فليتعلم منهم كل العالم ما ينفعه،
482 مَن يريد ان ياتي ميت ويحدثه عن ذلك العالم، فان قلبه يشبه (قلب) ذلك الغني.
الكتب المقدسة: اطباء ومعلمون ومصابيح نور
483 وقيل له من قبل ابراهيم: انها لفضولية، لان الانسان يجد كل التفاسير في الانبياء،
484 الكتب في العالم هي اطباء النفس، انت تجد فيهاكل الشفاءات لكل الاوجاع،
485 هي تعلّم البشر طريق الحياة، وبايحاءاتها تفتح الباب الى الملكوت،
486 انها موضوعة في العالم كمصابيح النور العظيم، وتطرد الضلالة كالظلمة من النفوس،
487 /411/ فيها يجد المرء العلى والعمق والعرض والطول والغنى وكل كنوز بيت الله،
488 فيها يجد الانسان حتى فكر اللاهوت، ويصل ليدرك فكر ذلك الجوهر السامي،
489 هوذا كل حياة البشر موجودة في الكتب، وهي تعلّم كيف تقترب من الله.
لو كان ينفع تعليم الميت لكان الله يرسله
490 لو وُجدت فائدة من إرسال الميت، لكان يُرسل كما كان قد توسل ذاك الغني،
491 الله اراد ان يساعد البشر في كل الفرص وان يجلبهم الى التوبة،
492 ولو كان طلبُ ذلك الغني مفيدا، لكان يُقبل من قبل الله ويرسل (ميتا)،
493 ذاك الذي ارسل وحيده واتى عند المائتين، ما كان يمنع مجيء ميت لو كان يفيد،
494 ماذا كان يقوله الميت للبشر لو ارسلوه من عندهم وجاء الى بلدنا.؟
تعليم الكتاب المقدس لا ينقصه شيء
495 الكتب لم تُنقص لنا شيئا من التعليم، وقد نطقت بكل ما هو ضروري ليقال عنه،
496 كان مكتوبا في موسى بالا يهمل احد ابن جنسه، وليعط الصدقة للفقير وللنزيل،[158]
497 ولما يحصد احد لا يصل الى تخوم حقله، ولا يلقط كرمه لاجل مَن هو محتاج،[159]
498 انه مكتوب في النبي بان تكسر خبزك للجائع وتأوي الى بيتك الغريب المعذب،[160]
499 ولقد اعطى الطوبى لمن ينظر الى الفقير، ووعد بانه ينقذه في يوم السوء،[161]
500 لو كان ذاك الغني قد سمع كل هذه (الكلمات) لكانت تكفيه ليحيا بها حسنا،
501 موسى علّم بان يحب المرء قريبه مثل نفسه،[162] ولماذا لم يسمع ذاك الغني،؟
502 ذاك الفقير الذي كان عنده كان قريبه، وكان سهلا ان يجلبه ويجلسه على مائدته،
503 وبما انه اهمل ابن جنسه الذي كان على بابه، فاهمله العادل ولم يعطه القطرة التي [طلبها،[163]
504 كان قد سمع (عبارة): طوبى لمن ينظر الى الفقير، ولو نظر اليه لكانوا يشفقون عليه ولما كان يحترق،[164]
505 في يوم السوء ينجيه الرب كما وعد وبما انه لم ينظر فلم ينج من الضيق،[165]
506 يوم السوء هو يوم الدينونة العظمى، ومن ينظر الى الفقير سينجو،
507 ولهذا لم يخرج ذاك من النار، [ لانه[166] لم يكن ينظر الى الفقراء،
508 هـذه (الامور) كلها مكتوبة في موسى وفي الانبياء، /413/ ولم ينقص التعليم في العالم ليحيا منه،
509 كان من الزائد ان يأتي الميت كما كان [ يطلب،[167] لانه لم يكن يفيد في العالم حيث موسى يعلّم،
510 اجابه ابراهيم بعدالة وقال له: ها انه يوجد موسى والانبياء ليطيعوهم.[168]
الغني يؤكد بانه لو ذهب الميت الى العالم لعرّفه الحقيقة
511 قال الشقي: لا يا ابي ابراهيم، بل اريد ان يذهب الميت الى العالم ليعلّمهم،[169]
512 قال العادل: لو لا يطيعون الكتب حتى وإن ذهب الميت لن يطيعوا [ تعليمه،[170]
513 لو كانوا يحتقرون هناك الانبياء امناء فكر اللاهوت، مَن يقدر ان يعلّمهم،؟
514 لو لم تُقبل كنارة موسى الناطقة، مَن يقدر ان [ يُسمعهم[171] بواسطة التعليم،؟
515 لو كان ذاك العظيم المليء ايحاءات محتقرا لما يعلم، البسيط الذي يذهب [ ماذا سيفعلون به[172] لما يتكلم،؟
516 انهم يظلمون موسى، مَن سيسمعون [ لما يتكلم،[173] يا ابني انه من الزائد ان يذهب ميت لانهم لن يستجيبوا له.
عذاب الغني بعد رفض طلبه
517 ذاك البار تكلم حسنا مع الغني، واهمل طلبه بعدل ولم يقبله،
518 في ذلك الوقت تضاعفت الضيقات على المنكوب، /414/ وانتقص وصغر وهزل وتلاشى بالالم العظيم،
519في ذلك الوقت تعطلت كل كلماته، ولم يوجد [ مجال[174] ليتكلم ايضا مع ابراهيم،
520 في ذلك الوقت انتهت اسئلته وتوسلاته، وخرس صوته وانطفأ خبره ومكث في ناره،
521 في ذلك الوقت قطع حديثه مع ابراهيم، ولعل اللهيب اضطرم فيه اكثر،
522 في ذلك الوقت [ قُدّم مطلبان واهملوهما، فتضاعفت ضيقاته[175] بوجع عظيم،
523 في ذلك الوقت صرخ به بحر اللهيب، وكان [ يتعذب[176] بموج النار العظيم،
524 في ذلك الوقت كان يعذبه موج بعد موج، وتسلمه جمرات الى جمرات ليزداد ألمه،
525 في ذلك الوقت انتهت كل حججه، ولم تعد موجودة مؤانسة ابراهيم ليتسلى بها،
526 في ذلك الوقت سكت العادل ولم يتكلم، وكان يُسمع فقط صوت النار المزمجرة،
527 في ذلك الوقت اعاد الغضب كلماته من الباب، لا ذريعة له الا ليقول فقط: الويل لي،
528 في ذلك الوقت كان يتذمر مع نفسه، /415/ ويصرخ [بألم] وصوته مختلط مع [اللهيب،[177]
529 في ذلك الوقت خفض عينيه عن ابراهيم، ولم يعد ينظر اليه ولا يراه ولا يسمعه،
530 في ذلك الوقت نظر الى اليمين والى اليسار وهو يصرخ ولا احباء لينقذوه.
رثاء الغني
531 في ذلك الوقت لعله [ اطلق[178] رثاء مليئا مخاوف باصوات الالم وكان يقول:
532 اين هم الاصدقاء والرفاق والاحباء الذين لا ينقذونني من حريق اللهيب،؟
533 اين هم مستشارو مشوراتي وبنو عشرتي الذين كانوا ينفخونني [ بالاستعارت[179] لانسى حياتي،؟
534 اين هو الغنى الذي اصطادني ولم يمكث معي، واضرم لي النار بزيادة وانتقل والآن ليس موجودا،؟
535 اين هي مائدتي التي كانت مليئة بكل الخيرات، فهانذا اطلب قطرة ماء ولا يعطون لي،؟
536 اين هو الذهب الذي سعيت لجمعه، فليُصرف كله فيما لو تبدل الى قطرة واحدة،؟
537 اين هي ثياب الحرير والكتان، لانني هنا لابس نسيج جمرات النار فقط،؟
538 اين سلطتي،؟ واين مقتناي،؟ واين اتكالي،؟ واين العالم الذي جعلني عارا واسما نتنا،؟[180]
539 /416/ ايتها النار المسجورة ابديا، ماذا اصنع لك لانه لا توجد فرصة [ في احدى الجهتين[181] للهرب منك،؟
540 يا جهنم الدينونة العظمى كم انتِ مُرة، ولا تهبّ فيك ريح المراحم على احد مثلي،
541 ايها اللهيب الذي اعطاني اياه الغنى كفّ وابتعد عني [ واهدأ[182] ولو قليلا إن امكن لانجو منك،
542 ايتها الآلام التي اكتسبتها من الملذات، في اي موضع اختبيء منك،؟ لا اعرف.[183]
اهمية قصة الغني ولعازر
543 مَن يريد ان يفتح اذنيه يستفيد كثيرا من هذا الخبر المليء كله [ ألما،[184]
544 بواسطته يتعرّف المرء على الملكوت وجهنم، فهذا شهي، وتلك مخيفة للمتميزين،
545 مَن يسمع بعذاب ذلك الغني ولا يرتعب من حريقه يبغض حياته،؟
546 او [ مَن يتعرف[185] على لعازر الذي عظم كثيرا ولا يحب الفقر لو هو عارف،؟
547 هناك الغنى، [ وهنا[186] يوجد الفقر، ولا يوجد تغيير لكن حقيقة في الحالتين.
التغيير والزمن موجودان في هذا العالم
548 /417/ هنا الازمنة راكبة على العجلات لتنتقل، وخلالها يُوزع يوميا الغنى والفقر،
549 مَن هو اليوم غني لعله غدا يفقر، والفقير الآن لعله بعد قليل يغتني،؟
550 المريض يُشفى ومَن هو معافى يمرض، فهذا العالم وفعالياته منسوج على التغييرات،
551 الطفل يكبر، والرجل يشيخ، والشيخ يموت، لانه لا توجد قامة كاملة بدون تغيير في العالم،
552 يعبر الصباح، ويأتي الظهر، ويدنو المغيب، وياتي المساء ويحل محل كلها،
553 النهار شهي، ومنظره محبوب، وجماله بهي، والليل يمشي ويدخل عوضه ويفسده.
لا زمان ولا تغيير في العالم الجديد
554 هناك ليست الازمنة مربوطة في العجلات، ولا الاوقات (تخضع) للتغييرات لتتنقل،
555 لا جسر للمساء ليعبر بعد الصباح، ولا لليل ليشغل المكان بدل النهار،
556 من اليمين يوجد نهار لا مساء له، وفي اليسار يحل الليل الذي لا صباح له،
557 ليس لتدور لكن لتقف بدون تغيير، ويوجد في الوسط هوة كبرى لا جسر [ لها،[187]
558 الطريق مقطوع امام الاوقات لئلا يدور، /418/ ومحور [ العجلة[188] محطم وهي حِلّ من التغييرات،
559 لا جسر للنور ليجتاز عند الظلمة، ولا للظلمة درب لتتوجه نحو النيّر،
560 [كل مَن له الاعمال والبرارة هناك، كل غناه[189] هو مُلكه ويبقى له،
561 ومَن هو فقير فذاك هو فقير بالحقيقة، لان الزمن هناك لا [ يتغير[190] ويبدله،
562 لندعُ اذاً ذلك الغني فقيرا، ولعازر غنيا مشهورا،
563 الاسماء (الموجودة) هنا يتركها كل واحد هنا في العالم، وبعمله يقتني هناك اسما حقيقيا.
المسيح يتكلم عن العالم الجديد
564 مِن التعليم اشرق النور على البرايا، وطرد عنا ظلمة العالم [ الذي يعمينا،[191]
565 انه عالم جديد لم نره لانه كان خفيا عنا، وجاء المسيح وكشفه واظهره لنا بوضوح،
566 ابان لنا [ الويلات[192] والتطويبات الموجودة في الموضع، وتحدث لنا عن كلام الجهتين وعن كل ما جرى،
567 ذاك الغني كان يطلب من ابراهيم ان يأتي ميت، وتحقق لاجلنا اعظم من (هذا المطلب)،
568 /419/ [ الله ذاته صار انسانا[193] وجاء الى موضعننا وكشف كل خبر العالم الجديد كما هو،
569 بدل طلب ذلك (الغني) بمجيء الميت، ها قد اتى رب الموتى وتكلم عن كل (الاشياء) ليساعدنا،
570 نظر الى الفعل، لو وُصف لافاد كثيرا، ولهذا لم يشأ رب الكل ان يهمله كما وعد،
571 لم يُرسل الميت ليأتي لانه لم يكن يفيد، هوذا باعث جميع الموتى قد اتى وتكلم معنا،
572 ولئلا ينتقص هذا الامر من مساعدتنا فقد ذُكر كما حدث ليعيننا،
573 رب كل المواضع نزل من موضعه وجاء وكشف لنا عن الكلام في ذلك الموضع،
574 واذ لم تُسمع طلبة ذلك الغني، لقد تمّ ما طلبه بواسطة ربنا،
575 توسل ان يُسرد خبره في موضعنا، وتضرع الى ابرام حتى تُذكر لنا ضيقاته،[194]
576 ارسل الآبُ ابنه ليس لانه توسل بل لانه شاء فاتى وذكر لنا كل الخبر،
577 واذ لم يقدر الميت ان يعبر ويأتي الى موضعنا، فقد [ جاء الحي وكشف سر العالم،[195]
578 نقل الى عالمنا الاصوات التي صعدت من جهنم، /420/ والكلام الذي صدر من الملكوت الى الغني،
579 من ذلك الموضع جلب الى موضعنا صورة الآلام، وعرضها في اسواق العالم باسره [ليراها[196] كل واحد،
580 رسم للعالم الموجود فوقُ صورة عظمى بالكلمات بدل الالوان بفضل قصة الغني،
581 ونشر خبره في اذن جميع الاحياء ليعرفوا ما هو نوع الكلام في ذلك الموضع،
582 لئلا يطلب ايضا آخر مثل الغني ان يخرج ميت [ من[197] جهنم ويأتي ويعلّم،
583 ولئلا يقال: لو [ كان يجيء] لكان يفيد، ولو سمعه [ العالم[198] لكان ينتفع،
584 مرفوضة هي الحجة [ ولا يجب[199] ان يقال عن الله: توجد فرصة اخرى تفيد ومنعها عنا،
585 مَن كان له خفيا ومحبوبا مثل حبيبه، ومع ذلك اعطاه لنا،؟ اذاً ماذا يقدر ان يمنعه عنا،؟
586 كل اسرار بيت الآب اخرجها لنا ابنه، ولا يوجد للآب الآن شيء خفي عنا،
587 كشف لنا ربنا حتى قطرة الماء التي [ سألها الغني[200] ليبرهن لنا كم انه رحمن،
588 /421/ وبما انه طلب ان يأتي ميت ولم يستجيبوه، فقد تحقق كل المطلب[ بمجيئه.[201]
دعوة للتوسل لاجل الغني!
589 ذاك الغني ابان محبته من جهنم، وتوسل ان يرسل لنا (تعليما) بواسطة الميت،[202]
590 هلموا الآن نتوسل جميعنا لاجله كما كان قد توسل هو الى ابراهيم لاجلنا،
591 ربنا الذي جاء وذكر لنا كلماته، اذهبْ وقلْ له: اننا سمعنا باحتراقك وبعذابك،
592 علمنا بانك كنتَ تتضرع ليأتي ميت ليقص لنا عن ضيقك ويساعدنا،
593 ربي نحن لا نتوسل مثله بان ترسل احدا، انت اذهبْ وقلْ له كما جئتَ وعلمتنا،
594 انت وحدك طريقك مفتوح لتأتي وتذهب بسهولة الى جهنم والى الملكوت،
595 الهوة لا تمنعك من العبور الى المواضع حتى تتفقدها وتسد احتياجاتها،
596 الفجوة الموضوعة بين الجهتين لا ترعبك من توجيه سيرك لو شئتَ من هنا الى هناك،
597 ربي اذهبْ عنده كما رضيت ان تأتي عندنا، /422/ ولو أمرتَ ارحْه ايضا بقطرة،
598 لعازر لم يكن يقدر ان يحمل الماء ويقفز الحفرة ويسلك الطريق الذي لم يكن دربه،
599 بالنسبة الينا لقد حللتَ محل الميت الذي لم يُرسل، قمْ مقام لعازر بالنسبة اليه بخصوص الماء،
600 لم تشفق على دمك الذي سكبته لنطهر به، كيف تمنع الماء عن العطشان الذي تعذب كثيرا،؟
601 ربي، بما انك اتيتَ وجلبت فاذهبْ واحمل الرجاء الصالح، وبالمراحم زوّد من هم هنا بالدم، ومن هم هناك بالماء،
602 فرض ابراهيم بالا يُرسل الميت، وبالا تُعطى القطرة لمن طلبها،
603 [ وما دام قد تحقق ذاك (الامر)، فليتحقق لنا هذا (الامر)[203] بواسطتك ايها الشفوق على الكل، لتُسبّح انت في كليهما هنا وهناك.
يعقوب يتوسل لاجله
604 ربي اشفق علي فاحيا بالمراحم من (جهة) اليمين، وهناك لا اتعذب بالعطش مثل الغني،
605 ساعدني [ لاعبر بحر[204] النار بسفينة الماء، لئلا يضايقني موضع اللهيب الصعب،
606 [ لتسترني] هناك المعموذية من الحريق، ولتبسط [ اكنافها[205] على اللهيب لما اعبر،
607 ربي، ليرافقني معين الماء الحي /423/ لئلا اصير محتاجا على القطرة في مواضع الجفاف،
608 ربي، لن اطلب الماء هناك من ابراهيم، لانني اختبرتُ بان مَن يطلب لا يعطونه،
609 لو قادني الدرب الى النار باثم يديّ، أراك هناك مثل حنانيا (الذي راى) الرابع،[206]
610 لو القتني خطاياي هناك عند الغني، بك استتر مثل عزريا بواسطة ذلك الملاك،[207]
611 لو تامر العدالة ان ادخل الى الاتون، بك انجو من النار واخرج منها مثل ميشائيل،[208]
612 ربنا انت ماء الحياة، وقد اخذتك لي زوادا للنار حتى اشرب منك اذا عطشتُ،
613 كن لي جسرا على الهوة الموضوعة بين الجهتين، لاعبر عليك عند والدك واحيا معك،
614 من هنا خذ الدموع المحبوبة اليك، وهناك اعطني ماء الحياة فلن اتعذب،
615 ربي، من الآن هانذا اضرع اليك فاقبل طلبي، لاصير مطرودا من جهنم التي ترعبني،[209]
616 لتخجل النار من اعضائي لما تفوح مني رائحة جسدك ودمك الطاهر الممزوج فيّ،
617 ايها الصالح المتسلط على الملكوت وعلى جهنم، بك انجو من جهنم الى الملكوت.
الخاتمة
618 /424/ اثلمْ (وافض) حنانك العظيم على النار التي تهددني، مبارك انت من الكل، يا شفوقا على الكل في العالم العظيم.
كمل الميمر على الغني ولعازر الذي قاله مار يعقوب
[1] – ل: حاجة. ب: بقدر
[2] – ب: اربط
[3] – تلاعب على: ارادة وفعل اراد
[4] – 1 قورنثية 6/20، رؤيا 5/9؟
[5] – نص: بعجب تسرد. خروج 17/1-7
[6] – لوقا 19/40
[7] – لوقا 19،40
[8] – مزمور 51/17
[9] – نص: به ننتفع
[10] – ب: لا ينفعه بالاثمان ياخذه
[11] – متى 25/14-30، خاصة 25/24-30
[12] – ل: نخنوش، نص: نخانيش
[13] – ب: الاغراءات ولا الترهيبات
[14] – ل: زائد
[15] – نص: ولمن
[16] – ل: اخذه
[17] – لوقا 15/31. ل: مُلككم
[18] – غلاطية 4/1-7
[19] – ب: بدون اسباب
[20] – ب: الآخرون يتعبون. ب: لهم
[21] – ب: الآخرون يجملون. ب: يحترقون.. لا يقتربون
[22] – نص: لنبين
[23] – ل: محبوبون
[24] – ب: ورث؟
[25] – ب، ل: وضعوني، دعوني، ل: صورني
[26] – ب، ل: وضعوني، دعوني، ل: صورني
[27] – ب، ل: وضعوني، دعوني، ل: صورني. نص: له
[28] – ب: عاد
[29] – نص: وكلهم، ل: فسر
[30] – ب: في العالم
[31] – ب: لينيرنا
[32] – ب: يخاف
[33] – نص: كشف لنا سره
[34] – نص: من، ل: يعلّم
[35] – ب: عالمه الكبير لئلا
[36] – ب: الاغنياء
[37] – لوقا 6/24
[38] – لوقا 6/20
[39] – ب: الغني وعلى لعازر لماذا
[40] – ب: ولعازر
[41] – ب: بغناه الوافر
[42] – ل: كان
[43] – ل: كان. امثال 19/1؟. فلسفة سروجية رائعة: الصحة تاج على رأس الاصحاء!
[44] – ل: احبائي
[45] – نص: متساوون، بيجان يصوب: متساوية. ل: يعرّف
[46] – ب: الآلام
[47] – ب: ويحببه
[48] – ب: صديق ولا قريب
[49] – ب: المه، ب: دسنيق، نص: دسنيقو
[50] – ل: مضمد، ل: ساند
[51] – ل: ويل
[52] – ل: دخول، نص: وخول
[53] – ب: الطعام، شهوتها
[54] – نص: الكامل
[55] – 1صموئيل 2/7
[56] – ل: دلو روعومو، نص: وذلو رطنو
[57] – مزمور 25/8
[58] – ب: مقتنيات. خروج 20/17
[59] – ب: الاغنياء
[60] – ب: الاغنياء
[61] – ب: سقطت من مائدته
[62] – نص: فقدت
[63] – بلاغة يعقوب استعمل اسم الفاعل 20 مرة في البيوت: 145-146
[64] – بلاغة يعقوب استعمل اسم الفاعل 10 مرات
[65] – ل: كله. الانسان يشبه السفينة في بحر العالم الشرير حيث الآلام والفقر تعصف بها. سفينة نوح: للنجاة. سمكة-سفينة يونان: النجاة وللقصاص. انظر، ميمره 122 على يونان
[66] – ل: واحد
[67] – مزمور 143/4
[68] -ل: حياته (كذا)، نص: لراحاته، سوني يصوب: راحته. الفرق بسيط بين الياء والنون ليخلط الناسخ بين حاياو وبين نيوحاو حيوّؤي. نيحوّؤي
[69] – ل: وتلفلفوا
[70] – مزمور 113/7
[71] – ل: ميث، نص: ماييث. لوقا 15/24
[72] – ل: بسط (مفرد). ل: نشر لاكرامه. هذه الصورة تذكرنا بفرش الثياب امام المسيح وقت السعانين متى 21/1-11، 21/8. كيف عرف يعقوب بان للملائكة مناديل مقدسة؟ لعله يفكر بنص اشعيا 6/2؟
[73] – نص: اجتاز
[74] – ل: خرج (مفرد)
[75] – دانيال 7/10
[76] – ب: النار. ل: القرية. ل: الم
[77] – ل: في، بين. جبرائيل وميخائيل ينقلان لعازر (والموتى) الى خدر ابراهيم بصفتهما ملاكَي الموت!
[78] – امثال 17/3. لعازر ذهب خالص دخل الى كور الفقر. صورة شعرية وادبية بليغة لكور النار بعد ان بدلها بكور الفقر، وكور الماء، وكور التجارب الخ..!
[79] – اشعيا 41/7؟. لعازر ذهبٌ صاف صاغته الآلام على سندان (سادونو) أي سرير الاوجاع ليصير اهلا لتاج المسيح!. يذكر ملفاننا كيف كان يوضع الصليب على تيجان الملوك او يعلق على الرقبة !
[80] – ل: ونقلوه. لوقا 16/22
[81] – ب: في القراءات
[82] – ل: كير، نص: دين
[83] – لوقا 16/23
[84] – ب: دمين، نص: مين. لوقا 16/23
[85] – مزمور 102/11؟
[86] – ب: بالثياب
[87] – ب: تبدل
[88] – الجحيم هي بلا قعر (جيشا كيشو) ليستقر فيها الهالك اي ليسعد. بغياب القعر يعني غياب الموضع اي غياب الله “موضع المواضع” عن الجحيم. انظر، ميمره 105 على اطلبوا ما هو فوق (قولوسي 1/2)
[89] – ب: الذي مليء
[90] – طعام السماء هو روحي على مثال موسى الذي استنار بصومه يوم استلم الوصايا. خروج 20، 34
[91] – يعقوب 2/23، تكوين 17/5
[92] – نص: وكان هو ذاك. ل: لوقبال، نص: دلوقبال
[93] – نص: به (كذا)، بيجان يصوب: بها
[94] – نص: لانه لم يكن يوجد، سوني يصوب: كان يوجد
[95] – 2طيمثاوس 4/8، مزمور 25/8
[96] – متى 12/36-37
[97] – مزمور 11/7، 19/9، 2طيمثاوس 4/8، رومية 2/6
[98] – تثنية 10/17
[99] – 1قورنثية 3/13
[100] – مزمور 11/7
[101] – متى 6/6
[102] – لوقا 16/24
[103] – لوقا 16/24
[104] – بلاغة يعقوب استعمل (الويل) 10 مرات في البيوت: 259-268
[105] – نص: كان قد صادف
[106] – نص: كانوا عنده، سوني يصوب: لم يكونوا عنده
[107] – حابيبو: مشكوك في هذه الكلمة. ل: تهملها
[108] – لوقا 16/24
[109] – لوقا 16/25
[110] -ب: يهلك. متى 10/39
[111] – لوقا 9/23، غلاطية 5/24، 6/14
[112] – لوقا 16/25
[113] – ل: لهاو، نص: هاو
[114] – مزمور 143/4
[115] – بلاغة يعقوب استعمل (يا له يا لها) 11 مرة في البيوت: 308-318
[116] – اشعيا 5/20؟
[117] – ل: ما
[118] – ل: يشتكوا هناك اليتيم منه استولى
[119] – ل: مذكورو كير مذكار، نص: مذكورو كير مذكار
[120] – ب: مون، نص: مُن
[121] – ب: كإي، نص: كإإ
[122] – ب: لمون، نص: لمُن
[123] – هل النص مضطرب في المخطوطة مثل نص بيجان؟. ينقص عجز البيت؟
[124] – ب: قصصه
[125] – ب: ندماء آخرون. يوحنا 3/29
[126] – ل: كوالو، ب: كويلو، نص: كاولو. تكوين 7، خاصة 7/1، 7
[127] – ب: اللهيب. قيبوثو: سفينة نوح صورة للعماذ وللانسان وللبيعة
[128] – ل: ودخل (مفرد)
[129] – ب: سائل
[130] – ب: شاولي، نص: شوالي
[131] – ب: دين هوشو، نص: هو هوشو
[132] – ب: باطعمتك
[133] – ب: رجل. لوقا 16/26
[134] – ب: ايث هو، نص: ايث لوه
[135] – ل: يتمجد. ل: العمل الى الجهة ليجتاز
[136] – ل: المعركة
[137] – ل: زبنو، نص: زبنوه
[138] – ل: طعنو، نص: طعينو
[139] – ل: نوصف
[140] – ل: بخبره
[141] – ل: خدمته
[142] – يعقوب يقر بابدية عذابات ونار جهنم في البيوت 410، 431، 538، 539
[143] – ب: دربه
[144] – ب: كان
[145] – (ياب عويو) كفر، لعن: نفس العبارة تُستعمل في رتبة العماذ للكفر بالشيطان
[146] – ب: دسانيو، نص: دسني، ب: الفقير
[147] – ب: بيث سفوري، نص: بيث سيفري
[148] – نص: وعطشانة
[149] – ل: بي
[150] – بلاغة يعقوب استعمل (طوبى) 11 مرة في البيوت: 417-427
[151] – ل: اشلثيه، نص: دشالتوه
[152] – متى 7/2
[153] – ل، ب للاصدقاء؟
[154] – ب: وبالمقتنيات الباطلة
[155] – ب: به. نص: لي
[156] – ب: دمون، نص: دمُن
[157] – ب: يعلمهم
[158] – اشعيا 58/7، لاويون 19/9
[159] – لاويون 19/10
[160] – اشعيا 58/7-8
[161] – مزمور 41/1
[162] – لاويون 19/18
[163] – ل: داشيل، نص: دشإيل
[164] – مزمور 41/1
[165] – مزمور 41/1
[166] – ل: ميطول هونو، نص: ميطولهوذي
[167] – ب: طلب
[168] – لوقا 16/29
[169] – لوقا 16/27
[170] – ب: تعليم. لوقا 16/31
[171] – ب: يثبت
[172] – ب: ماذا سيفعلون
[173] – لو ارسلوا
[174] – ب: له ايضا
[175] – ل: كانت قد قربت اهملوهما تضاعف ضيقه
[176] – ل: يسكت
[177] – ل: وساكت. ل: بالكذب
[178] – ب: كان. بلاغة يعقوب استعمل (في ذلك الوقت) 14 مرة في البيوت: 518-531
[179] – ب: بشيالوثو، نص: باشيلوثو
[180] – بلاغة يعقوب استعمل (اين) 9 مرات في البيوت: 532-538
[181] – ب: الى احدى الجهتين اهرب. هنا يؤكد يعقوب بان نار جهنم ابدية
[182] – نص: نوح (كذا؟)، بيجان يصوب: نوحي
[183] – بلاغة يعقوب استعمل (ايتها) 4 مرات في البيوت: 539-542
[184] – ب: آلام
[185] – ل: يتعرف ايضا
[186] – ب: وثامون، نص: وثنون
[187] – ب: بها
[188] – ل: العجلات
[189] – ب: من له هناك الغنى ليقتنيه هناك لان كل الغنى
[190] – ل: مشتاحلاف، نص: مثحالاف
[191] – ل: يجعلنا ننام
[192] – ل: ويل
[193] – ذاك الله الذي صار انسانا
[194] – تكوين 11/26
[195] – ل، ر: جاء الرائي والاسرار.. وذهب
[196] – نص: ليرى، لنرى
[197] – ل: مِن، نص: دمِن
[198] – ب: جاء. ب: الشعب
[199] – ب: وليس ايضا
[200] – ل: داشإل، نص: دشإل. ب: من النار، نص: غني واحد
[201] – ب، ل: بميثيثيه، نص: بميثيه
[202] – يكتب بيجان: المؤلف يغلط في هذا المقطع اذ يعلم بعكس التعليم القويم الذي علمه في نفس هذا الميمر: لا خلاص لبني جهنم. انظر صحيفة من طبعة بيجان 399-403، 416، 418
[203] – ل: وبما ان هذه صارت لتصر تلك. يكتب بيجان: في النار المطهّرِة نعم، في جهنم لا
[204] – ل: اعبر..الهوة. دانيال 7/10. المعموذية هي سفينة بها يجتاز يعقوب بحر النار. هذه الابيات 604-614 مستعملة مبعثرة في الليتورجية في الاشحيم القديم المخطوط
[205] – ل: لتسترنا. ل: امواجها
[206] – دانيال 3، خاصة 3/49-50، (25-26)
[207] – دانيال 3، خاصة 3/49-50، (25-26). بيجان: لا ينجو الخاطيء من جهنم لكن فقط من النار المطهّرةِ
[208] – دانيال 3، خاصة 3/49-50، (25-26). بيجان: لا ينجو الخاطيء من جهنم لكن فقط من النار المطهّرِة
[209] – بيجان: لا ينجو الخاطيء من جهنم لكن فقط من النار المطهّرِة