الميمر 150 (الرابع) على قائين وهابيل

الميمر 150

 

        يا ولدا مجيدا يشبه اباه كما (يشبه) شيتُ آدمَ، ضع على لساني جمال سرك لاتكلم عنه، ايها الابن الذي عزّى حواء بسره وازال حزنها، اثرِ كلمتي بقوتك لاذكر خبرك، تالمتُ بسبب الحزن الذي حدث لآل آدم، ربي ساعدني لاتكلم عن تسليتهما بشيت الزهي.

        آدم وحواء يتسليان بشيت: حينئذ تطلع سر الابن بشيت الجميل، وبجبروته هجم الاساس الذي شيده الالم، تكلم مع جوق الآلام وبددها، ودعس الحزن ولم يعد ثابتا في جواره، الايل الشاب نفر بالالم-الحية فهربت الملعونة لتي كانت معشعشة في آل آدم.

        تفسير اسم شيت: حسب نص الكتاب المقدس يعني: الله اعطاني زرعا او نسلا آخر (تكوين 4/25)، ملفاننا يذكر تقليدا عبرانيا يسميه “باحد الاخبار”. انظر البيت 107 ويشرح اسم شيت “بالجميل الذي سلى ابويه”: ابتهجت الحزينة على ولدَيها، وبدأت ترتل لحنا يدل على الافراح، وجدت الطفل جبارا وبهيا مثل والده، ودعت اسمه شيتا الذي يدل على التعزية، يوجد تفسير هذا الاسم عند العبرانيين كما لو تقول: لقد نجوتُ من الضيقات، لقد كنّته شيتا: تسليتُ بعد هابيل، وهذا هو تفسيره ايضا في احد الاخبار.

        شيت يشبه آدم: انجب آدم بشبهه ومثل صورته، وماذا (يعني) هذا (الشيء) الذي كتبه موسى بعناية،؟ لو لم يكن يرمز الى شيء ليبينه لنا، لماذا لزم ان يكتب عن شيت من يشبه.؟

        التشابه البشري محدود وناقص: لا يشبه البنون آباءهم، ولو شبهوهم فانهم يشبهونهم ببعض الشيء فقط، واذا حدث ووُجد ولد يشبه اباه فهو ينقص عنه بشيء ولا يشبهه بالضبط.

        شيت نمط للابن الكلمة الذي يشبه اباه في كل شيء: واحد هو المسجود له الذي يشبه اباه بالمجد، ولا يوجد شبه كامل الا فيه، انه متباه ويشبهه وممجد معه ومطبوع باقنومه: بدون اختلاف ولا تغيير ولا نقص، انه يشبهه وهو موجود معه وهو من حضنه: قوة واحدة وسلطة واحدة وولاية واحدة، من يراني يرى جهرا الآبَ الخفي: انه شبهه وقوته وحكمته وجبروته.

        نظرية سروجية اصيلة: شيت نمط ثالث الثالوث (الروح القدس؟ الابن؟): السر حفظ الشبه الكامل للثالث ليصور نمط ثالث اللاهوت، من كان يوجد ليعزّي آل آدم، لو لم يسندهم سر ابن الله.؟

        لو لم ينصت الي ذهن متمرس العقل، فان كلمتي مغطاة بالدهاء ولا تُسمع، لو لم يفتح التفكير بابا لميمري فانه ثقيل جدا على السمع ولا يدخل فيه، انه سر عظيم وعلى الانسان ان يصغي اليه بفهم لئلا يتحير العقل به لما يوصف.!

 

        السروجي ينشغل بامور اخرى ويترك قول الشعر وترتيله: الى هنا نهاية الموضوع، اصمت ايها اللسان ولا تعد وتخلط ميمرا في ميمر رفيقه، لقد تسلت الاذن بسماع خبر هابيل، فاخفت صوتك من القصة التي انتهت، هوذا مهام اخرى متنوعة تدعوك، فاترك هذا وسِر بسرعة في هذه (المهمات). لا يفصح السروج عن هذه المهمات التي تنتظره.

 

– المخطوطتان: روما 117 ورقة 411؛ مخطوطة ماردين

– يرد في البداية اسم مار يعقوب ويرد في النهاية اسم الطوباوي مار يعقوب. قد يرقى تاريخ تاليف هذا الميمر والميامر التي تعالج قصة قائين وهابيل الى فترة شباب السروجي اي الى حوالي سنة 480-485م.

 

 

الميمر 150

الرابع على قائين وهابيل وعلى تعزية آل آدم التي صارت بواسطة شيت

الذي الفه مار يعقوب

 

المقدمة

 

1 يا ولدا مجيدا يشبه اباه كما (يشبه) شيتُ آدمَ، ضع على لساني جمال سرّك لاتكلم عنه،

2 ايها الابن الذي عزّى حواء بسرّه وازال حزنها، اثرِ كلمتي بقوتك لاذكر خبرك،

3 تالمتُ بسبب الحزن الذي حدث لآل آدم، ربي ساعدني لاتكلم عن تسليتهما بواسطة شيت الزهي،

4 كنت قد تكلمتُ عن الم هابيل العظيم وعن اللعنات التي لُعن قائين من قبل الله،

5 ذكرتُ امامكم عن ذبائح ولدَي آدم وتسلسل الخبر الى القراءة بحسب نظامه،

6 كنت قد تكلمتُ ايضا عن [ مراثي[1] امنا حواء /48/ وعن شدة حزن الامّ على حبيبها،

7 اليوم علي ان اتكلم عن تسليتهما، وباية علة نسيا ضيقاتهما المرة،

8 اسرد اولا اية آلام ادركتهما وبعدئذ اعود الى التعزية التي ابهجتهما.

 

قصة آدم وحواء وسقوطهما

9 [ بكر] الاوجاع هو عريهما بين الاشجار، والجرح الثاني هو [ اوراق العار التي لبساها،[2]

10 الجرح الثالث هو الخروج من الفردوس، والوجع الآخر هو قتل هابيل الذي حطمهما،[3]

11 خوف قائين ظفر اكليل الآلام لابويه، وتجمعت وصارت كلها حزنا عظيما،

12 دعت الضيقات بعضها بعضا وادركتهما ووصلت المصائب من كل الجهات وكسرتهما،

13 بالكد تخلصا من الفضيحة التي طردتهما، ولما صار قائين ليفرحا به قتل اخاه،

14 واذ خيمت حيرة السكوت عليهما بسبب الميت، ارتجف الحي وبعلامة رجفه عذبهما،

15 القتيل بدمه، [ والحي برجفه] جعلاهما يتالمان، جثة مطمورة وجسد [ مرتجف اضافا[4] الوجع (الى وجعهما)،

16 البكر يرتجف، والسيف مرتو من الثاني /49/ الذبيح وملقى، واخوه يرتجف كما لوكان بالريح،

 

17 القاتل مرضوض، والمقتول نتن لانه مطمور في الارض، وكان يؤكل واحد من قبل العثة والآخر من قبل الخوف،

18 هابيل مقطّع، وجسد قائين يرتجف ويخاف، الواحد مطروح وملقى، والآخر قائم ويرتجف،

19 الحي كان يخيفهما برجفه مثل ذلك القتيل، والميت المطمور كان يعذبهما بذبيحته،

20 ولم يتمكنا من التعزية باي شكل بسبب ذلك الميت، ولم يتشجعا بسبب ذلك الحي،

21 كان خراب الارض مقفرا عليهما، ولم يوجد صوت في موضع خال من السكان ولا عون لهما.

 

زواج آدم وحواء لتعمير الارض

22 المسكونة مقفرة على الساكنيَن فيها، ولما اثمرا لتزداد البرية حدث القتل،

23 في كل العالم كان يوجد اثنان فقط آدم وحواء، ولما تزوجا ليكثر النوع نبع الموت،

24 زوج من الناس في سعة الارض كلها، ولما اضيف لهما ولد مات هابيل،

25 الاقاصي فارغة ولا يوجد سكان سواهما، والارض واسعة وهي متروكة بدون القبائل،

26 درب العالم ممدود وسالك ومسافته طويلة، وكان يسير فيه التاجران بدون رفاق،

27 /50/ واذ تبعهما [ زوج[5] الاخوَين بفضل الولادة، صدر من واحد منهما المكر وقتل اخاه،

28 الطريق التي بدأت تطمئن خربت بالقتل، وقطع الدم سبيلَ الحياة بواسطة قائين،

29 كان يوجد اثنان فقط في بيت العالم الواسع والعظيم، واذ بدأ يعتمر خرب بالدم،

30 عائلة واحدة في جوار المسكونة الواسعة، ولما انجبت ليكثر الشعب برز القاتل،

31 صار زفاف على الارض لتطمئن بواسطة آدم، ولما رعدت الوليمة بالولد قطفه الموت،

32 حفلة العالم بدأت تعتمر على وجه الارض، فقام اللص والقى فيه الجثة وخرب،

33 معين القبائل مشى على الارض ليحيط بالمستنقعات، فجاء العدو وعكّر سيله بدم المكر.

 

العروس حواء فرحت بولديها لكن الموت عكر فرحتها

34 العروس حواء رات الولدَين اللذين ولدتهما لآدم، ولما فرحت قام واحد منهما وقتل اخاه،

35 لم يكن لها اخت لتقول لها: ازيلي حزنك، ولا نسيبة لتعزّي قلبها على حبيبها،

36 لا امّ لها ولا جارة لتاتي عندها، ولا قريبة لتنصحها حتى تنسى المها،

37 كانت تبكي ولما تتعب كانت تتوقف، /51/ وكانت تتحطم بالآلام ولا توجد رفيقة لتقيمها،

38 كانت امّ الاجناس قد سكرت بكأس الموت، وتعذبت بمرارة بالحِداد الجديد،

39 من (العنبة) البكر التي دعسها قائين الماكر، مزج طعما جديدا من الالم لآل آدم،

40 من المرارة التي بكّر وعصرها ذاك القاتل، سقاهما كأسا عكرة وبها سكرا.

 

بموت هابيل عرف آدم ما هو الموت

41 بموت هابيل عرف آدم ما هو موته، وبه وجد بان جنسه تراب كما قيل،[6]

42 بالجسد المقتول الذي [ رآه] على الارض، فُسر له [ ذاك[7] الصوت الخفي الذي قال له: انك تعود الى ارضك،

43 راى هابيل [ الناؤوس[8] الشهي مدمرا ومطروحا، وبه عرف ما هو بناء جسمه،

44 راى [ تركيب[9] الجسد المقتول الذي حله الموت، وفهم بانه ايضا سيصير ترابا بالموت،

45 باستئصال مقصورة الجسم قدر ان يعرف بان هيكل جسده مشيد من التراب من قبل صانعه،

46 بدم الجسد المقتول المهراق، كان قد عرف بان طبيعته قائمة في المنطق بالنعمة،

47 بالفم المغلق الذي وجده اخرس تعلّم /52/ بان ذلك [ اللسان[10] المتقلب يتحرك بالمراحم،

48 بعينَي النور الفاسدتين بالظلمة [ استنار[11] (وفهم) بانه راى النيّرَ بالنعمة،

49 بالجسم الذي اصدر الرائحة الكريهة فهم بانه ايضا حمأة وهو مملح بالنفس حسيا،

50 بموت هابيل ذاق الموت قبل الموت، وبه راى ما سيحدث لترابه في النهاية،

51 حينذاك لم يكن يوجد معزّ لآل آدم، ولا قريب ليخفف الحمل عنه ويشجعه،

52 الّفا ميمر الالم بدون مستمعين، وصرخا اصواتا شجية في الارض ولا احد يسمع،

53 رُتلت ترتيلة الم من قبل احدهما للآخر، وقبلها [ ذاك[12] من هذا بدون وسطاء،

54 وُجدت [ حمامتان فقط في عش] عظيم على كل الارض، [ ورتلتا[13] الحان الالم للنوح،

55 واذ كانا يطاردان من قبل هذا الحزن العظيم، وكانا خائرَي القوى بمثل هذا الحزن،

56 ولما صدر الالم عليهما من كل الجهات، وصلا الى قطع الرجاء بسبب ما جرى.

 

سرّ الابن يشرق بواسطة شيت

57 حينئذ تطلع سرّ الابن بواسطة شيت الجميل، /53/ وبجبروته هجم الاساس الذي شيده الالم،

58 تكلم مع جوق الآلام وبددها، ودعس الحزن ولم يعد ثابتا في جواره،

59 اسقط الضيقَ وفسح له المجال ليبرز، وطرد الكآبة لتخرج من عندهما،

 

60 الايل الشاب نفر بالالم-الحية فهربت الملعونة لتي كانت معشعشة في آل آدم،

61 كان الحنان قد اعطى ضمادا عظيما لوجع عظيم، وطلا الجرح المستعصي بدواء سليم.

 

يعقوب يتكلم

62 هذا الموضوع يتطلب سمعا صافيا بزيادة، وهو محتاج الى فهم ماهر من قبل السامعين،

63 لو لم ينصت الي الذهن المتمرس العقل، فان كلمتي مغطاة بالدهاء ولا تُسمع،

64 لو لم يفتح التفكير الباب [ لميمري[14] فانه ثقيل جدا على السمع ولا يدخل فيه،

65 انه سرّ عظيم والانسان يصغي اليه بفهم لئلا يتحير العقل به لما يوصف،!

66 صيروا لي فرقة لامشي معكم على طريق السرّ ونذهب ونرى جمالا جديدا قد تحقق به.

 

آدم انجب شيتا بشبهه ومثل صورته (تكوين 5/3)

67 انجب آدم بشبهه ومثل صورته، وماذا (يعني) هذا (الشيء) الذي كتبه موسى بعناية،؟

68 لو لم يكن يرمز الى شيء ليبينه لنا /54/ لماذا لزم ان [ يكتب[15] عن شيت من يشبه،؟

69 لقد سجل القبائل من آدم الى عهده، ولم يذكر بان فلانا يشبه اباه الفلاني.

 

التشابه بين الاولاد وآبائهم ناقص

70 لا يشبه اولاد آدم آباءهم، ولو شبهوهم فانهم يشبهونهم ببعض الشيء فقط،

71 واذا حدث ووُجد ولد يشبه اباه فهو ينقص عنه بشيء ولا يشبهه بالضبط،

72 كم من وجه يوجد في جمعنا، راقبوا وشاهدوا ايا منها يشبه الآخر بدون اختلاف،؟

73 يوجد شبه قليل في الانسان للانسان رفيقه ولا يشبهه كله تماما، ولماذ يا ترى.؟

 

ابن الله وحده فقط يشبه اباه بالضبط

74 واحد هو المسجود له الذي يشبه اباه بالمجد، ولا يوجد الشبه الكامل الا فيه،

75 انه [ ممجد[16] مثله وعجيب بشبهه ومسجود له كما هو مسجود له ومولود منه ويشبهه بدون اختلاف،

76 انه متباه ويشبهه وممجد معه ومطبوع باقنومه: بدون اختلاف ولا تغيير ولا نقص،

77 انه يشبهه وهو موجود معه وهو من حضنه: قوة واحدة، وسلطة واحدة، وولاية واحدة،

 

78 من يراني [ يرى[17] جهرا الآبَ الخفي: انه شبهه، وقوته، وحكمته، وجبروته،

79 /55/ وشبه ابيه، وذراع وقوة قدرته البارية، ابن يمينه، وصورة مجده العظيمة،[18]

80 هو وحده يشبه اباه كما يشبه شيتٌ آدم، ولا يوجد ولد آخر متساو مع والده،

81 يوجد من يشبهون آباءهم ببعض الشيء، ومن المعلوم ان صورة الجنس تجري في جنسه،

82 ومن يشبه اباه كثيرا من بين الاولاد، يوجد فيه شيء لا يشبهه بالكلية،

83 فهو إما اعلى منه او اقصر منه، إما [ بالشخصية[19] وإما بالمنظر وإما باللون المتغير فيه.

 

شيت نمط ثالث اللاهوت اي الابن!

84 كان قد برز شبه كامل بواسطة شيت فقط ليصور نمطَ الواحد الوحيد الذي يشبه اباه،

85 انه مكتوب بانه كان بشبهه وبصورته ايضا، اذاً من الواضح بانه كان يشبهه بكليّته،

86 شيت لم يكن منفصلا عن آدم [ بالنسبة الى الناظر اليه لكنه كان يشبهه بالحقيقة بكليّته،[20]

87 لم تُطبع صورته في قائين ولو كان [ البكر] ولا شبهه في هابيل الطاهرالذي كان [الثاني،[21]

88 السر حفظ الشبه الكامل للثالث ليصور نمط ثالث اللاهوت،[22]

89 /56/ من كان يوجد ليعزّي آل آدم، لو لم يسندهم سرّ ابن الله،؟

90 ثلمة الحزن العظمى التي حدثت بالموت الجديد قدر ذاك الجبار ان يوصدها ببأسه،

91 لما سقطت الجثة في طريق العالم وخرب، كان السرّ قد مشى فيها لطمأنة الاولاد،

92 لما دخل الموت وفتح باب الحياة بالقتل، شبهُ الابن انفتح وخرج ليملأ الارض،

93 لما شُيد اساس الدم لئلا يعبر احد، سر ربنا ثلمه وخرج مثل الجبار.

 

 

آل آدم تعزوا بواسطة شيت

94 صارت تعزية لآل آدم بواسطة شيت الجميل، وبميلاده نسيا ضيقاتهما القديمة،

95 ضياء السرّ كان قد التهب من محياه، وابهجهما لانهما كان حزينَين بسبب هابيل،

96 رأيا فيه شبها مجيدا وتعجبا من بهائه، وبذلك العجب نسيا حِدادا كانا [ مكتئبَين[23] به،

97 اشرق منه شبهُ شمس البرارة، وبتعزية نوره الجديد شجعهما،[24]

98 كانت حواء ترى فيه شبه رَجلها آدم، ولما كان بعيدا كان كأنه غير بعيد لكونه امامها،

99 كانت تعزي آدم بجمال ابنه /57/ وتقول له: هلم وشاهد صورتك وازِل حزنك،

100 هلم وشاهد ذاتك وتعزَّ بشبهك، وانظر الى شخصك، هوذا صوَرُك: انه كله انتَ،

101 هلم ايها الشجرة وشاهد ثمرتك الذي هو مثلك، ايها النسر السامي هوذا اشباهك على فروجك،

102 اقترب ايها الجبار ويا رئيس الارض ويا ابا الاجناس، وشاهد ابنك فان ساقه عال كساقك،

103 انظر ايها الاكار، هوذا زرع حقلك يشبهك، والباقة التي جمعتها هي مثلك بكل جمالها.

 

حواء تسمي ابنها شيتا لانها تعزت به (تكوين 4/25)

104 الحزينة على ولدَيها ابتهجت بواسطة شيت الجميل، وبدأت ترتل لحنا يدل على الافراح،

105 وجدت الطفل جبارا وبهيا مثل والده، ودعت اسمه شيتا الذي يدل على التعزية،[25]

106 يوجد تفسير هذا الاسم عند العبرانيين كما لو انك تقول: لقد نجوتُ من الضيقات،

107 لقد كنّته شيتا: تسليتُ بعد هابيل، وهذا هو تفسيره ايضا في احد الاخبار،

108 الحزينة التي رات جمال ابنها وابتهج قلبها، بدأت تؤلف ميمرا يعلن عن تسليتها،

109 سجلت اسمه في [ الكنية[26] التي تشجعها، ولما كانت تذكر اسم الطفل كانت تتعزى،

110 /58/ شيت صار لامه جسرا يعبّر الى الافراح، وبابا محبوبا لما تدخل فيه تنسى المها،

111 كانت ترتل له بمحبة الحانا محبوبة، وهي تذكر خبر اخيه بصوت عال،

112 كانت تئن على الاولَين بالم عظيم ولما كانت تبكي كانت ترى الاخير فتضحك بلقائه،

113 لما كان الم هابيل يحملها على البكاء، تغلي فيها محبة شيت الجميل لتغني،

114 لما كان يؤلمها خوف [ قائين[27] لتبكي عليه، نظر اليها الطفل وفرحت ونست الرثاء،

 

115 لما كانت عيناها تذرفان [ الدموع[28] على ذلك القتيل، نظرت الى شيت ورشّت الضحك على وجهها،

116 لما حزنت على [ البكر[29] الذي كان يخاف ويرتجف، همس اليها الطفل فتضحك له ويزول الالم،

117 لما تنظر الى مكان هابيل بالالم، يقترب شيت [ ويتعلق[30] باهداب ثيابها فتحنّ عليه.

 

حواء ترتل لشيت وتطلب البركات

118 كان فمها مليئا بالحان بهيجة لثمرتها، وبزغاريدها نست الرثاء على هابيل واخيه،

119 كانت تقول له: يا ابني بك نجوت من الضيقات، وبميلادك نسيتُ الم ولدَي امّك،

120 يا ابني الجميل ارى فيك اخاك هابيل /59/ لقد عاش القتيل وليس في الشيول [ منذ ان[31] ولدتُك،

121 لقد نهضت جثة اخيك من التراب، واظن بانه ليس مقتولا فهو موجود امامي،

122 اعطاك الله لي بدله لاتعزى بك، فلا احزن لانني اراك يا نور امّه،

123 نسيتُ ضيقاتي التي جلبها [ قائين] اخوك، وانا مسرورة بك كما لو كان بالنور يا نور [ امه،[32]

124 بميلادك ينسى ابوك آدم كل آلامه، لانه لو [ مات[33] فها انه موجود بك ايها الجميل،

125 لتكن في الارض وارثا صالحا [ يعمّرها، وبك يتسلسل اصل العادلين في العالم[34] كله،

126 ليغتنِ بك اصل اخيك الذي افتقر، وبدل هابيل تثمر وتكثر جميع الجميلين،

127 لتاتِ حنطتك بباقة البشر العظيمة، وتطمئن بك الارض بالاجناس والقبائل،

128 لتجمل للرب كما كان قد جمل اخوك هابيل، ولا تكن قتيلا مثله بعد ذبيحتك،

129 ليرضَ العلي بقربانك الذي تقربه له حتى لا ياتي الحسد ويدخل ويذبحك انت ايضا،

130 /60/ لتجمل ذبيحتك ولا تمت لما تقربها، ولتتشبه بهابيل في كل جمال باستثناء القتل،

131 كان شيت يُرتل بمثل هذه الامور من قبل امه التي نست [ المها[35] وابتهجت به لانها كانت حزينة.

 

 

حواء كانت تحرس شيت كما تحرس الغنمة حملها

132 يا اخوتي لعلها كانت تتعذب بسبب الصبي لئلا يهوى عليه قائين فجأة،

133 كانت تحرسه من القاتل بحذر، لئلا يهجم مبغض الاصدقاء على [ الجميل[36]

134 كانت الشاة تثغي للحمل قائلة: لا تبتعد يا ابني لئلا يكمن لك قائين الذئب الذي ينتظرك،

135 تربى شيت بين القنوط والشجاعة وصار الشاب الوارث الصالح ليستولي على الارض،

136 صحراء العالم اطمأنت بالانسان الجديد، وبدأ جنس شيت وآنوش المبارك يكثر.[37]

 

يعقوب يتكلم

137 الى هنا نهاية الموضوع، اصمت ايها اللسان ولا تعد وتخلط ميمرا في ميمر رفيقه،

138 لقد تسلت الاذن بسمع خبر هابيل، فاخفت صوتك من القصة التي انتهت،

139 هوذا مهام اخرى متنوعة تدعوك، فاترك هذا وسِر بسرعة في هذه (المهمات).

 

الخاتمة

140 /61/ نعم يا ربي افِض سيل كلمتي بالحلول، لاصعد لك باسهاب التسبيح المنتظم.

 

كملت الميامر على قائين وهابيل التي قالها الطوباوي مار يعقوب

[1] – مد: رثاء

[2] – ر: في كور. ر: عار الاوراق الذي لبساه. تكوين 3/10-11؛ 3/7

[3] – تكوين 3/23-24؛ 4

[4] – ر: مخاوف بالحي. ر: مد: رجفة، ر: مرتجفون، بيجان يصوب: مرتجف. ر: نص: اضافا

[5] – ر: زوجان

[6] – تكوين 3/19

[7] – نص: فسد. ر: تلك. تكوين 3/19

[8] – ر: ولده

[9] – مد: مركبة؟

[10] – مد: لسانه

[11] – ر: تعلم

[12] – ر: وهو

[13] – نص: فقط، نص: في العالم. مد: فيه

[14] – نص: للقول، سوني يصوب: لميمري

[15] – ر: نختيب، نص: دنختوب

[16] – نص: متروك؟، سوني يصوب: ممجد

[17] – نص: راى. يوحنا 14/9؛ 1قورنثية 1/24

[18] – عبرانيون 1/3؛ اشعيا 53/1؟

[19] – مد: بشخصيته

[20] – ر: لمن يرونه ولم يكن معروفا ذاك من هذا للناظر اليه

[21] – ر: بكره. ر: الثاني وهو طاهر

[22] – عبارة السروجي غير صوابية اذا قصد بثالث الثالوث: الابن، كما فعل في البيوت 74-83. الابن هو الاقنوم الثاني من الثالوث وليس الاقنوم الثالث الذي هو الروح القدس. يكرر نفس النظرية في ميمره على الصلب 53/356. ثنائية الصورة والشبه تسمح ليعقوب ان يرى فيهما الابن في نمط شيت ثالث ابناء آدم “شبها وصورة” للآب. لو قصد بها الروح القدس فهذه اصالة سروجية ولو لا نجد اثرا لمثل هذا التفسير في ميامره الاخرى. يظهر بان ملفاننا هو ضحية لنظرية افرامية، فيما لو صحت نسبة الميمر اليه، القائلة ان الابن هو ثالث الثالوث. انظر، ميمره 5/145 على موت هارون. هذه تعددية نظريات السروجي!

[23] – نص: ماسكَين

[24] – ملاخي 4/2

[25] – نص الكتاب حواء تسمي ابنها شيت ويعني: الله اعطاني زرعا آخر. تكوين 4/25، يعقوب يستند الى تقليد عبراني يشرح معنى اسم شيت “بالمعزي او المسلي ويكتفي بالقول: وتسليت بعد هابيل وهذا هو تفسيره في احد الاخبار”. انظر البيت 107

[26] – ر: تسلية

[27] – مد: هابيل

[28] – ر: دموعها

[29] – ر: بكرها

[30] – ر: وتعلق بها؟

[31] – ر: لانني ولدتك

[32] – مد: هابيل. مد: جديدا

[33] – ر: تضايق

[34] – ر: يسكن فيها. ر: خبر العادلين في العالم. يقصد بالعادلين ابناء شيت او القضاة الذين تزوجوا بنات آلوهيم. انظر، ميمره 108/69-104

[35] – مد: الم

[36] – مد: جميلون

[37] – تكوين 4/26