الميمر 145 / السابع / على التسبيح (على) المائدة

الميمر 145

 

        قم ايها التعليم امزج لنا خمرك الحلو طعمه، لانه لذيذ جدا لمن يريد ان يشرب منه، النفس لم تنتفع شيئا من خمر الجفنات، اعطها من خمرك لتشرب منه وتشبع، شبعنا من الخبز لكننا جائعون اليك ايها التعليم ليفرح قلبنا باذواقك الحسنة، من الاطعمة يثقل الجسد وتظلم النفس، ومن عِشرتك (يصدر) نور وحياة صالحة.

        الارادة هي مسلطة على الاكل لانها تُكثِّر او تقلل كما تريد مثل الآمر، فلو اعطت للطبيعة قليلا يكفيها، ولو تكثرّ او تصبح شرهة فهذا يعود اليها.

        العادة المرتخية هي قيد قوي لمن يقتنيها وتُخضِعه حتى يسقط من الحرية، العقل يظلم بالشهوات عن الفهم، ومن يقلل من الطعام استنارت افكاره.

        من يكثّر الاكلَ يُنزل نفسَه لتصير جسدا، ومن يقلله يحث الجسدَ ليصير روحا، الجسد عبد وبقدر ما تريد يخضع لك، ويطلب العادة فلا تعطه العادات السيئة، والا قوي ولو تدعوه سوف لن يسمعك.

        سبّح تسبيحا عظيما بسبب الطعام القليل، وبالشكر كن متميزا بدل الاكّال، البهيمة تاكل اكلا كلما اعطيتها بلا تمييز، واذ لا تشبع فهي لا تتوقف عن الاكل، ولهذا يصنع مقياسا لطعامه وشرابه بعقل مليء حكمة، وكل متميز يملّح اطعمتَه بالتسبيح وبالشكر وبالبركات.

– المخطوطتان: ماردين وبيروت

– يرد في البداية اسم الملفان مار يعقوب. الميمر دعوة للانسان لياكل بتمييز وبمقياس ليجعل جسده روحيا، لئلا يجعل نفسه جسدية بشراهته. الارادة هي آمرة للجسد العبد المطيع. قد يرقى تاريخ تاليف هذا الميمر والميامر الاخرى التي تعالج موضوع التسبيح على المائدة الى حوالي سنة 485-490م.

 

 

 

للملفان مار يعقوب

 الميمر 145

السابع على التسبيح (على) المائدة

 

كلمة الرب والتعليم اهم من الطعام

1 قم ايها التعليم امزج لنا خمرك الحلو طعمه، لانه لذيذ جدا لمن [ يريد[1] ان يشرب منه،

2 النفس لم تنتفع شيئا من خمر الجفنات، اعطها من خمرك لتشرب منه وتشبع،

3 /905/ شبعنا (من) الخبز لكننا جائعون اليك ايها التعليم ليفرح قلبنا باذواقك الحسنة،

4 من الاطعمة يثقل الجسد وتظلم النفس، ومن عِشرتك (يصدر) نور وحياة صالحة،

5 ليس الطعام الذي يعطي الحياة للبشر، هلموا نتلذذ روحيا من كلمة الرب،

6 ناكل الخبز لان الطبيعة تطالب بما يخصها، لا نحبّ تناول الطعام الذي ليس طبيعيا.

 

الارادة مثل آمرٍ تنظم وتوزع الاطعمة

7 الارادة هي مسلطة على الاكل لانها تُكثِّر او تقلل كما تريد مثل الآمر،

8 فلو اعطيت للطبيعة قليلا يكفيها، ولو تكثرّ او تصبح شرهة فهذا يعود اليها،

9 الارادة تنظّم الاطعمة، وبها يتعلّق التزهد والشراهة،

10 وهكذا فان الطبيعة بارادتها تشرب الخمر وتسكر وتنسى نفسها.

 

العقل يظلم بالشهوات

11 العادة المرتخية هي قيد قوي لمن يقتنيها وتُخضِعه حتى يسقط من الحرية،

12 وتحدث فيه امور اضافية غير حسنة خاصة من جراء الاطعمة الكثيرة،

13 /906/ العقل يظلم بالشهوات عن الفهم، ومن يقلل من الطعام استنارت افكاره.

الطعام يُنزل النفس لتصير جسدا، وقلّته تحث الجسد ليصير روحا

14 من يكثّر الاكلَ يُنزل نفسَه لتصير جسدا، ومن يقلله يحث الجسدَ ليصير روحا،

15 الجسد عبد وكلما تريد يخضع لك، فلو اعطيتَه الزوائد تمرد عليكَ،

 

16 يطلب العادة فلا تعطه العادات السيئة، والا قوي ولو تدعوه لن يسمعك،

17 اجعل مقياسا لاكله ولشربه، ولا تجعل له ابدا العادات بدون مقياس.

 

تناول الطعام بحسب الحاجة

18 لو صُفّت ربوات الخيرات على المائدة، خذ طعامك بمقدار جوعك [ ولا شيء (آخر)،[2]

19 ولو لا [ تشكر[3] مسبحا اثناء الطعام على المائدة، عندما لا تكون جائعا ابتعد ولاتقترب منها،

20 من الافضل ان يتلف الطعام وانت بعيد عنه من ان تقع في الشراهة البغيضة جدا،

21 لا تفقد عادة التسبيح والحرية حينما تهتم بذلك الطعام الذي لا يفسد،

22 لما تاكله يبلغ كله الى المخرج، ويهلك هلاكا لان البطن لا يحافظ على الجمال،[4]

23 انت جميل ما لم تتزاحم على الشيء الزائد، /907/ وانت حكيم لو تهمل العادات الراخية،

24 وانت عظيم لو تعطي البطن بمقياس، انتبه لئلا تفسد امورَك الجميلة،

25 لما تهتم بالطعام لئلا يفسد، [ انتبه لئلا تُفسِد هذا[5] الجمال الكثير الموجود فيك،

26 الطبيعة ذهب وبقدر ما تُطالب تجد فيها جمالا، فطالبْها ان تبغض الشراهة غير الجميلة.

 

محبة الرب تملّح الاطعمة

27 لما تدخل الاطعمة عندك انتبه بالا تبدأ تذوق لترى هل هي مالحة او تفهة،؟

28 لتكن محبة الرب موضوعة على المائدة، وبها ايها المتميز ملّح اطعمتك،

29 لما تكون الاطعمة تفهة لو وُجدت المحبة فانها هي تملّحها لانها الملح بالنسبة الى المتميزين،

30 اذا وصلتك مادة مالحة وغير لذيذة ألقِ المحبة وهي تصلحها وتجعلها مثل اطعمة فاخرة،

31 لا تهتمّ لتنتقد الاطعمة لكن اهتم لتتواجد المحبة عند المدعووين.

 

الخمر العكر لا يعكر المحبة

32 لا تنظر الى خمر الجفنات اذا كان عكرا، لان الخمر العكر لا يعكّر المحبة الصافية،[6]

33 انت كن صافيا وكن اناء مليئا امانا، /908/ وبك وبامانك يتنقى جميع المضطربين.

 

 

الانسان والبهيمة والطعام

34 سبّح تسبيحا عظيما بسبب الطعام القليل، وكن متميزا بالشكر بدل الاكّال،

35 [ البهيمة[7] تاكل اكلا كلما اعطيتها بلا تمييز، واذ لا تشبع فهي لا تتوقف عن الاكل،

36 الانسان المليء [ عقلا] وتمييزا يعرف ان يقلل الطعام لئلا [ يثقل،[8]

37 (ولو) يريد ايضا يقع في الشراهة البغيضة كثيرا ويصل الى النهم رويدا رويدا،

38 ولهذا يصنع مقياسا لطعامه وشرابه بعقل مليء حكمة،

39 وكل متميز يملّح اطعمتَه بالتسبيح وبالشكر وبالبركات.

 

التسبيح على المائدة واجب

40 يجمل ان يصعد التسبيحُ من المائدة، ويجمل ان تُرتل كلمة الحياة في الوليمة،

41 لئلا ينسى ذاك الذي ياكل مَن اعطاه هذه الخيرات وهذه الهدايا المصفوفة له،

42 لكن ليعظم الرب الذي اجزل وصفّ على مائدتنا كل الملذات بالتسبيح وبالشكر،

43 من ياكل هو ملزم ان يعطي كجزية /909/ التسبيح لربه الذي اعطاه ليشبع من خيراته،

44 ولو لا يسبّح (يُعاقب) من قبل العدالة بالجلدات، ويوفي ما [انكره[9] لما اكل ولم يشكر،

45 لنوفِ اذاً قبل ان نُجلد من قبل العدالة، ولنسبّح لئلا نُعذب من قبل الديان،

46 الفم الذي قبل واستلم وابتلع الاطعمة ليسبّح ويوفِ بدل الاطعمة،

47 لك التسبيح ايها الرب مقيت العبيد الاشرار الذي يسدّ كل احتياجاتهم ولو ينكرون فضله،

48 لك الشكر لانك لا تنتظر المكافأة، غير ان العوالم تشبع منك مجانا.

 

الخاتمة

49 لتتحرك كل الافواه لتسبيحك بعجب عظيم وبصوت عال، لك التسبيح.

 

كمل الميمر السابع على التسبيح (على) المائدة

[1] – مد: يحب

[2] – مد: شيء لا

[3] – نص: تميز التسبيح

[4] – متى 15/17. حسب الفشيطتو، يستعمل يعقوب كلمة (ةدكيةا تذخيثو) اي التطهير بدل “المخرج” من باب الحشمة

[5] – بر: تفسد هذه

[6] – لا تنظر الى الخمر العكر لانه لا يعكر المحبة !

[7] – نص: بعيراو، بيجان يصوب: بعيروي

[8] – مد: المحبة. مد: يثقل به

[9] – نص: الذي ذاق، بيجان يصوب: انكر