الميمر 144 / السادس / على التسبيح (على) المائدة

الميمر 144

 

        ربنا ارعِنا ولذذنا من موهبتك، وسمنّا روحيا بتعليمك، مع الطعام اعطِنا كلمتك لنتهجأ بها، لان طعمها احلى بكثير من شهد العسل، كما اتكأتنا الآن لنتلذذ بالاشياء المنظورة، بمحبتك احفظ لنا هناك اشياء غير منظورة، ربي نطلبك اكثر من جمال الاطعمة، فلا توجد حياة للنفس الا بك.

        ابنك الحبيب هو قضيب مستقيم يسلينا من الضيقات التي جلبتها الحية على اجيالنا، الجفنة البتول اعطت عنقودا خمره حلو، وها انه يُشرب في الاقطار الاربعة كدواء الحياة، الجفنة التي لم تُفلح ابدا من قبل الاكار، نزل خمرها الى ارض الاموات وايقظهم.

        صفّ لنا جسده ودمه على المائدة المقدسة سلاحا به يخيب جميع الابالسة والشياطين، سكب على راسنا دهن المعموذية المعطر ليكون معطرا وتطرد رائحته الشريرَ عنا، بالدهن جعلنا نصير اخوة لوحيده، ومعه ندعو اباه: ابانا الذي في السماء.

        الكتب الالهية هي مروج الخصب وقد تكلم عنها داؤد: نشكر الرب الذي رعانا واسمننا في مروج الخصب اي الكتب المليئة الحياة كل يوم، ودبرنا بماء المعموذية الهادئة، وبما انه وضعنا في مروج الخصب فلنرعَ منها، فمن يرعى منها يحيا ويجد الامان، من الزائد ان يوجد الخبز والاطعمة، لان الله قد وضع لنا طعاما في الكتب، يوجد في الكتب طعام حي لمن يحبه، والملك داؤد يسميها مروج الخصب.

        الحية تقيأت سمها في ماء العالم: في مروج العالم توجد اشواك وادغال ومياه سيئة تقيأتها الحية العظمى وافسدتها، وافسد سمّ الحية المروجَ.

        لو تُخلط كلمة الحياة في خبز الاوجاع، يصلح طعمه ويهرب الموت من آكليه، ملّح وليمتك من المرعى الموجود في الكتب لتاكل منه النفس وتسمن وتحيا حسنا.

        لو لم يُملّح التعليم بالخبز والماء فالنفس محرومة من الفائدة التي تبهجها، الارض مقفرة ومياه العالم كله سيئة الى ان سكبت مريم الملحَ على الينابيع.

– المخطوطتان: ماردين وبيروت

– يرد في البداية اسم الملفان مار يعقوب. الميمر بحث في الكتب الالهية حيث يكمن تعليم الحياة. العالم مليء بقيء الحية وسمها. مريم تسكب الملح في العالم وتصلحه. قد يرقى تاريخ تاليف هذا الميمر والميامر الاخرى التي تعالج موضوع التسبيح على المائدة الى حوالي سنة 485-490م.

 

 

للملفان مار يعقوب

الميمر 144

السادس على التسبيح (على) المائدة

 

كلمة الرب احلى من شهد العسل

1 ربنا ارعِنا ولذذنا من موهبتك، وسمِّنا روحيا بتعليمك،

2 مع الطعام اعطِنا [ كلمتك[1] لنتهجأ بها، لان طعمها احلى بكثير من شهد العسل،

3 كما اتكأتنا الآن لنتلذذ بالاشياء المنظورة، بمحبتك احفظ لنا هناك اشياء غير منظورة،

4 ربي نطلبك اكثر من جمال الاطعمة، فلا توجد حياة للنفس الا بك،

5 احلّنا في مروج الخصب لنرعى فيها، ومنها نشرب المياه [ الحية والالهية،[2]

6 /900/ اعِد نفسنا من عثرات العالم الشرير، ودبرنا في طريق الحياة لنسير عليها،

7 ليرافقنا اسمك مثل جبار في المضيق المخيف، وليعبّرنا موضع القنوط الى الملكوت،

8 ما دمتَ معنا فلو صادفنا الموت لا يقدر ان يخيفنا لاننا نعرف بانك الانبعاث،[3]

9 ابنك الحبيب هو قضيب مستقيم يسلينا من الضيقات التي جلبتها الحية على اجيالنا،[4]

10 عصا يسى افرعت غصنا مليئا افراخا، وهوذا البرية كلها تجلس في ظلها الشهي.[5]

 

مريم-الجفنة اعطت لنا المسيح-العنقود

11 الجفنة البتول اعطت عنقودا خمره حلو، وها انه يُشرب في الاقطار الاربعة كدواء الحياة،

12 الجفنة التي لم تُفلح ابدا من قبل الاكار، ونزل خمرها الى ارض الاموات وايقظهم،

13 العالم شرب من ذلك الخمر الجديد الذي فاض على الجلجلة، وبه تسلى جميع الحزانى،

14 هوذا الموائد مصفوفة على الارض امام الخطأة، ويأكلون منها الحياة روحيا كل يوم،

15 للاجساد الخبز، وللنفوس كلمة الحياة التي اعطاها المقيت ليحيا كل واحد من موهبته.

 

 

المعموذية والاوخارستيا سلاح ضد الابالسة

16 ابن الله صفّ الموائد وكسر جسده، والشعوب والعوالم ياخذون منه الحياة كل يوم،

17 /901/ هوذا الاعداء الابالسة ازاءنا ويحيطون بنا، فاتى المسيح وصفّ ضدهم سلاحا عظيما،[6]

18 صفّ لنا جسده ودمه على المائدة المقدسة سلاحا به يخيب جميع الابالسة والشياطين،

19 سكب على راسنا دهن المعموذية المعطر ليكون معطرا وتطرد رائحته الشريرَ عنا،[7]

20 [ بالدهن[8] جعلنا نصير اخوة لوحيده، ومعه ندعو اباه ابانا الذي في السماء،

21 مزج لنا كأس الحياة بدمه نرتوي منه، وبشرابه ننسى كل اهواء الكفر،

22 مزج واسكرنا خمرُه الحي الحلو طعمه وجعلنا ننسى كل لدغات الحية العظمى،

23 ابن البتول مزج لنا الكأس على الجلجلة، وبه اسكرنا وها اننا نقبّل صلبه،

24 شرب العالم خمرا حيا وجديدا ولذيذ الطعم وحلوه، وها انه سكران بمحبته ويرشفه،

25 ذاك التنين كان قد لسع آدمَ وصار ميتا، [ مزج [9]ابن الله كأسا واعطانا لنشرب،

26 وشرب آدم من خمر الصلب، وزال منه سمّ الحية الذي كان قد قتله.

 

النعمة امّ جبلت آدم وخلصته

27 تلك النعمة التي جبلت آدم منذ البدية، /902/ هي انزلت ابنَ الله ليصير معه،

28 راته ساقطا وحاضنا التراب في عمق الشيول، فاشفقت عليه مثل المرضع على الطفل،

29 والنعمة مثل الامّ الرحوم كانت قد توسلت الى الآب ليرسل وحيدَه،

30 فارسله ابوه من مساكنه العالية، ونزل الوارث ليجدد الصورة التي بليت،

31 صارت النعمة والمراحم معنا من عند الله، وتحررنا من التبِعات لنحيا حسنا.

 

الكتب الالهية هي مروج الخصب

32 نشكر الرب الذي رعانا واسمننا في مروج الخصب اي الكتب المليئة حياة كل يوم،[10]

33 ودبرنا بماء المعموذية الهادئة، كما كان قد سأل منه داؤد الالهي،[11]

34 واعاد نفسَنا من عثرات الاصنام الميتة، [ وهو[12] يدبرنا في درب الحقيقة الى بيت ابيه،

 

35 وبما انه وضعنا في مروج الخصب فلنرعَ منها، من يرعى منها يحيا ويجد الامان،

36 من الزائد ان يوجد الخبز والاطعمة، لان الله قد وضع لنا طعاما في الكتب،

37 ما اجمل مروج الخصب ما اجملها، وما الذ مياه [ الراحة[13] لشاربيها،؟

38 /903/ لا توجد فرصة ليدخل الى مروج الخصب ذئب ولا سارق ولا لص ليؤذيها،

39 يوجد في الكتب طعام حي لمن يحبه، والملك داؤد يسميها مروج الخصب.[14]

 

الحية العظمى تقيأت سمها في مياه العالم

40 في العالم توجد في المروج الاشواك والادغال والمياه السيئة التي تقيأتها الحية العظمى وافسدتها،

41 وافسد سمّ الحية المروجَ، ومن يرعى هناك يموت لان الطعام الموجود فيها كان ملوثا،

42 [ لو[15] تُخلط كلمة الحياة في خبز الاوجاع، سيصلح طعمه ويهرب الموت من آكليه،

43 ملّح وليمتك من المرعى الموجود في الكتب لتاكل منه النفس وتسمن وتحيا حسنا،

44 الرب هو مرعى لمن يحيا روحيا، وهو يسكنه في مروج الخصب كما هو مكتوب.[16]

 

مريم البتول سكبت الملح في مياه العالم

45 لو لم يُملّح التعليم بالخبز والماء فالنفس محرومة من الفائدة التي تبهجها،

46 الارض مقفرة ومياه كل العالم سيئة الى ان سكبت مريم الملحَ على الينابيع،[17]

47 وصلحت المياه وطاب المرعى وسمن القطيع واتى الله بالمراحم ورعانا بدل الانسان،

48 وهوذا كل البرية نيّرة من تعليمه /904/ وترعى في اسراره وتتباهى به لانه يحرسها.

 

البشارة فاضت في الارض كسيل عارم

49 وفاضت بشارته في الارض كلها كسيل، وصنعت مستنقعات للعطاش ليشرب قطيعه،

50 وهوذا كلمة الحياة محبوبة من قبل البشر اكثر من الخبز والمياه والخمر الجيد،

51 وهوذا ميمر مجده محبوب على المائدة اكثر من الحليب واكثر من العسل لمن يحبه.

 

الخاتمة

52 ويبتهج العالم بتعليمه كما لو كان بخمر، مبارك الذي اعطانا مروج الخصب لنحلّ فيها.[18]

كمل [ الميمر السادس على التسبيح (على) المائدة[19]

[1] – بر: كلمة. مزمور 19/10؟

[2] – بر: الحياة الالهية. مزمور 23/2

[3] – يوحنا 14/6؛ 11/25

[4] – مزمور 45/6

[5] – حزقيال 31/5-7

[6] – 1بطرس 5/8؟

[7] – نشيد 1/3

[8] – مد: مسيحيون، بيجان يصوب: ممسوحين؟، نص: بالمسحة بالدهن. متى 6/9

[9] – نص: وهيأ، وملّح، بيجان يصوب: ومزج

[10] – مزمور 23/1

[11] – مزمور 23/2

[12] – مد: وها

[13] – مد: الحية. مزمور 23/1-2

[14] – مزمور 23/1-2

[15] – مد: ان، نص: وان. تكوين 3/19؛ مزمور 126/2

[16] – مزمور 23/1-2

[17] – صورة رائعة: مريم تسكب الملح مثل اليشع لتصلح المياه التي تقيأت فيها الحية العظمى. 2 ملوك 2/19-22

[18] – مزمور 23/2

[19] – من اضافة الناشر