الميمر 143 / الخامس / على التسبيح (على) المائدة

الميمر 143

 

        التعليم في وقته وفي غير وقته: يا من يتكلم لا تملّ من الغوغائيين لانه يوجد من ينصت وهو متعطش كثيرا لتمزج له (شراب التعليم)، اسمعوا ايها المتميزون كلمة الحياة المليئة تطويبات، انها كطعام لمن هو جائع ليتلذذ بها، لانه لا يوجد وقت ليس وقت كلمة الحياة، ولا حين لا يجوز لها ان تتكلم فيه، لتتكلم في البيع وفي الجماعات وفي الاديرة وفي الاسواق وفي البيوت وعلى المائدة.

        مائدة الخبز والكلمة والتعليم: الآن بعد ان اخذ الجسد ما يخصه من الخيرات، هلموا نعطي للنفس ما يخصها لتتنعم هي ايضا، اكلنا الخبز لنسمع الكلمة المليئة حياة، لان الخبز هو للجسد، والكلمة للنفس لتتنعم بها، مائدة التعليم: قم ايها التعليم واظهر نفسك على المائدة، وامزج انت ايضا خمرك الجيد ليسعدنا.

        هوذا المسيح يقف على الابواب بواسطة من هو محتاج، فاخرج واعطهِ من مائدتك الخبز والخمر، ولما تعطيه يحفظه لك ويكافئك كما وعد في الملكوت الذي لا يزول.

        الثالوث شتل الانسان-الشجرة: ايها الانسان الذي اكل ثمرة من الشجرة انت ايضا شجرة فبيّن ايضا ثمراتك، لا تشته الفواكه وتاكلها وانت لا تعطي اثمار التسبيح المتوفرة لديك.

– المخطوطتان: ماردين وبيروت

– يرد في البداية اسم الملفان مار يعقوب. الميمر روعة بلاغية وشعرية. فيه يشرح السروجي الموائد الثلاث التي تسعد الانسان: الخبز، الكلمة، والاوخارستيا. يلقب الانسان بشجرة شتلها الثالوث في العالم لتسبّح الباري. قد يرقى تاريخ تاليف هذا الميمر والميامر الاخرى التي تعالج موضوع التسبيح على المائدة الى حوالي سنة 485-490م.

 

 

 

للملفان مار يعقوب

 الميمر 143

الخامس على التسبيح (على) المائدة

 

مائدة الخبز والماء والكلمة

1 الآن بعد ان اخذ [ الجسد[1] ما يخصه من الخيرات، هلموا نعطي للنفس ما يخصها لتتنعم هي ايضا،

2 اكلنا الخبز، لنسمع الكلمة المليئة حياة، لان الخبز هو للجسد، والكلمة للنفس لتتنعم بها،

3 هوذا مائدتنا مهيأة ومليئة كل ملذات، فلو هي ناقصة من كلمة الحياة ليست وليمة،

4 هوذا الوليمة: فيها الخبز والماء وكلمة الحياة، وفيها كمل الاتقان بدون نقص.[2]

 

مائدة التعليم

5 قم ايها التعليم واظهِر نفسك على المائدة، وامزج انت ايضا خمرك الجيد ليسعدنا،

6 هوذا الخدام مسرعون ويجلبون الاطعمة، انت ايضا اجلب طعمك الحلو لمن يحبك،

7 يوجد من هم جياع الى الخبز والخمر بشراهة، ويوجد آخرون يطلبونك بتمييز.

 

يعقوب يتكلم

8 يا من يتكلم لا تفشل بين الغوغائيين لانه يوجد من ينصت وهو متعطش كثيرا لتمزج له،

9 /895/ اسمعوا ايها المتميزون كلمة الحياة المليئة تطويبات، انها كطعام لمن هو جائع ليتلذذ بها،

10 كتب بولس: ارشد في وقته وفي غير وقته، اذاً هنا ارشدُ من يسمعني،[3]

11 لانه لا يوجد وقت ليس وقت كلمة الحياة، ولا حين لا يجوز لها ان تتكلم فيه،

12 لتتكلم في البيع وفي الجماعات وفي الاديرة وفي الاسواق وفي البيوت وعلى المائدة.[4]

 

 

كلمة الحياة تدعو الندماء

13 انها حاملة التطويبات ومليئة حياة ووجهها مسفر، وبصوت عال تدعو ندماءها لتحييهم،

14 هلموا وتلذذوا من الاتقانات المليئة حياة، واقطفوا الآن المواد الحلوة والروحية.

 

نهاية العالم

15 اين الذي اكل،؟ اين الذي شرب،؟ اين الذي تلذذ،؟ اين الاجيال التي مضت مع اوقاتها،؟

16 اين هي كل ولائم جميع الاغنياء،؟ ها قد جُعلوا حمأة في الشيول مع المتسولين،

17 اين رؤساء العالم الذين سمنوا ورفسوا،؟ هوذا فمهم مغلق ويحضنون ترابهم هناك،

18 اين هي ولائم السلاطين المجيدة، لان ذكرياتهم واسماءهم قد بطلت وزالت،؟

19 هوذا الاجيال قد عبرت ومضى الملوك والسادة وجميع الجبابرة وجميع الاقوياء وجميع السلاطين،

20 /896/ وها انهم محاصرون على الجسر لينتقلوا رويدا رويدا الواحد بعد الآخر،

21 انت ايضا تتلذذ وقتيا، فتذكر تلك النهاية التي اتت وبلغت اليك،

22 وتُق الى وليمة العالم الجديد، واطلب ان تُعطى لك الامور المزمعة.

 

المسيح واقف على بابك بواسطة المحتاج

23 هوذا المسيح يقف على الابواب بواسطة من هو محتاج، فاخرج واعطهِ من مائدتك الخبز والخمر،[5]

24 ولما تعطيه يحفظه لك ويكافئك كما وعد في الملكوت الذي لا يزول.[6]

 

لا نعمل للاكل الذي يزول

25 لا نعمل مثل النشيطين للاكل الذي يهلك، وننسى مائدة الحياة مثل البطالين،[7]

26 لنرعَ في الكلمة كما في المرج المليء حياة، منه تاكل النفس وتسمن وتقتني الجمال،[8]

27 لا نتلذذ بالاطعمة فقط كالحيوانات التي لما تاكل لا تتحرك لتسبّح.

 

 

الاشجار المختلفة تسعدنا بثمراتها وتحملنا على التسبيح والشكر

28 اتتنا اثمار الاطعمة من الاشجار، فلنعطِ نحن ايضا اثمار التسبيح من الالسنة،

29 هوذا جفنات الكرم تشوقنا بعناقيدها لنقطف ولنعطِ كل شكر من شفاهنا،

30 هوذا التفاح يخاصمنا برائحته الحلوة ما لم نسبّح عوضه لما ناكله.

 

الانسان شجرة عليه ان يثمر التسبيح كما تعطي الاشجار الثمرات

31 /897/ ايها الانسان الذي اكل ثمرة من الشجرة انت ايضا شجرة فبيّن ايضا ثمراتك،

32 لا تشته الفواكه وتاكلها وانت لا تعطي اثمار التسبيح المتوفرة لديك،

33 لك ثمرات هي اسمى من ثمرات [ الاشجار،[9] ولك ثمرة مختارة تصلح لمائدة الملك،

34 لك الفم، لماذا انت فقير من التسبيح،؟ تكلم واقطف من شفتيك اثمارا حلوة،

35 طنطن وانثر هدايا التسبيح من لسانك، وقرّب واعطِ الثمرة الممجدة للملك ربك.

الآب شتل الانسان ورباه بدم ابنه وصاغ الروح فيه الثمرات

36 شتلك الآب وربّاك بدم ابنه وروح الله صاغ فيك اثمار الايمان.

 

الانسان شتلة في ساقية المعموذية: اثماره الاعمال واوراقه الايمان

37 اصلك موضوع في ساقية المعموذية المباركة، وها انك تشرب من الينبوع الذي فجّره الرمح،[10]

38 شجرة الحياة جعلك اخاه لتنمو معه، فهاتِ اثمار التسبيح لربك بتمييز،[11]

39 اثمارك هي اجود من ثمرات الاشجار وعناقيد التسبيح من شفاه البرارة،

40 لا تعيّرك الجفنات بجمال عناقيدها، ولا الاشجار بالوان وروائح اثمارها،

41 لو تريد ان تعطي اثمار البرارة /898/ يمكنك ان تعطي كفردوس عدن المبارك،

42 لك الاثمار ولك الاوراق كما هو مكتوب الاثمار للأكل والاوراق للشفاء،[12]

43 الاثمار هي الاعمال، والاوراق هي كلمات الايمان، اظهِر هذا الجمال الاسمى من جمال الاشجار،

44 أخرِج هذه التي تخصك وتلذذ روحيا، وسوف لن تحتاج الى الاشجار والى اثمارها،

45 يوجد [ فيك] جمال لو حُفظ من المضرات، [ ليقتدِ[13] جمالك ويتشبه بشجرة الحياة،

 

46 اذاً لما تاكل الاثمار من الاشجار، اهتم لتجمّل اثمارك الخصوصية،

47 احسد الجفنةَ التي تعطي عنبا جميلا، واعطِ من شفتيك تسابيح متميزة احسن منها.

 

على الانسان ان يتعجب بروائح والوان الاثمار وان يشكر ويسبّح

48 تعجب ايها المتميز باللون والرائحة الموجودة في [ الفواكه،[14] وليفح منك لحن الشكر كالعطور،

49 احتقر الاشجار واذواق اثمارها، وكن شجرة مليئة جمالا،

50 واغلِ واخرِج اثمار التسبيح من شفتيك، وانطق لحن التسبيح بعجب عظيم،

51 ومن المأكولات التي تُصفّ لك على المائدة خذ لك ذريعة وتحرك لتسبّح بتمييز.

 

الخاتمة

52 /899/ وفي كل الفرص وفي كل المواضيع وبكل الذرائع، اشكر ربك لاجل كل هذه الامور، له التسبيح.

 

كمل [ الميمر الخامس على التسبيح (على) المائدة[15]

 

[1] – نص: جسده، بيجان يصوب: جسد

[2] – تثنية 8/3، متى 4/4. عبارة الخبز والماء لا توجد في الانجيل. ملفاننا يستعملها لعله كانت موجودة في النسخ القديمة ثم ليدل بها على الطعام البسيط المكون من الخبز والماء

[3] – 2طيمثاوس 4/2

[4] – كلمة الحياة يجوز القاؤها في البيع وفي الجماعات وفي الاسواق وفي الاديرة وفي البيوت وفي “المطاعم”-الموائد. هذه العبارة تشير الى ما كان يصنعه ملفاننا يوم كان يلقي ميامره في البيع وفي البيوت وفي امكنة اخرى بصفته معلم منطقة مدينة الرها !

[5] – رؤيا 3/20؟

[6] – متى 25/35

[7] – يوحنا 6/27

[8] – مزمور 23/2

[9] – بر: اشجار

[10] – يوحنا 19/34

[11] – تكوين 2/7؛ قضاة 9/7-15؟، رومية 11/17. يسوع هو شجرة الحياة والانسان-الشجرة هو اخو شجرة الحياة !

[12] – حزقيال 47/13

[13] – نص: يوجد لك. تكوين 2/7

[14] – بر: للفواكه، مد: باِبُنِا، نص: باِببُنِا

[15] – من اضافة الناشر