الميمر 140 / الثاني / على التسبيح (على) المائدة

الميمر 140

 

        هلموا نتنعم بكلمة الرب على مائدتنا لانها ايضا طعام لمن يحيا بتمييز، شبعنا من الخبز فلنخلط معه كلمة الحياة التي بها تقوم حياة النفس روحيا، من ياكل دون ان يشكر هو كالحيوانات التي لا تتحرك لتسبيح الرب ابدا، لنا فم ولنا كلمة ولنا عقل وبهذه نحن افضل من الحيوانات.

        خبز الاكار مطمور في التراب ويعفن في الحقول ويفسد وقد جُعل طينا في قلب الارض، والباري المليء عجبا في صنائعه يدعو الزرعَ ويوقظه من العفونةحتى ينبت، يامر الرعود وترتل له بكناراتها، ويشق خطوط (الحقل) ويبعج الارض امّه، وترش الغيمة الرذاذ عليه ليغسل وجهه، وتركض البروق لتصير مثل سعاة للمطر، وتقوم الرياح لخدمة الزرع حتى يكبر، ويقوم رمز القدرة البارية مثل المهندس على الحقول ويهيء الحنطة في سنابلها.

        السنابل مزينة مثل العرائس في اخدارهن والحنطة تشبه المخطوبات باغطيتهن، الحنطة مغطاة ولا تسمح لاحد ان يرى وجهها الى ان تصل الى خدرها-البيدر، عندئذ الاكار الذي خطبها يكشف عن وجهها، وينزع عنها غطاءها ويرى جمالها، ويحتضنها في الهري العظيم ويفرح معها، ويصنع زفافها بالبواكير وبالقرابين، ويدعو الكاهن ويبارك العروس التي جلبها وتصير خبزة لتسبّح باريها.

        اعطاك الخمر فاشرب قليلا واشكر كثيرا وسبّح صانعَه بعجب عظيم، وانظر بفكرك وتعجب بتمييز من المادة المليئة كلها عجبا لمن ينظر اليها، كيف يُجري باري الكل المياه في الجفنات، ويُصعدها ويجلبها ويضغطها في الاغصان،؟ ومنها يصوغ العنب ويعلّقها في عناقيدها ويبسط الاوراق-الستائر على وجهها، ويغطيها مثل العرائس ويحترمها ويهتم بها ليكملها بالتمام، ويامر الشمس خادمته لتهتم بها، وباشعتها تسخّنها وتغليها وتهيئها، بحرارتها تسكب الشمس كما هي مامورة من قبل باريها رائحة ولونا في العنب، ولئلا تحرق الشمس بحرارتها (العنبات) الجميلات يُنزل المطر ويجعل الرياح الباردة تهب، يقوم الرمز مثل المهتم المليء حكَما، وبمعرفته يدبر العنب في عناقيدها، ها انك تشربه، ليكون الخمر لتسلية جميع الحزانى لما يشربونه، وقد مثّله ابن الله بدمه ومزجه ليشربه العالم الميت ويحيا منه.

        اعطاك الخبزَ اعطِهِ التسبيحَ على موهبته، ولانك مدين له فاشكر مثل المتميز، شاهد في الجفنة عجبا عظيما لانها حبلت المياه وولدت الخمر واعطِ التسبيح.!

– المخطوطتان: ماردين وبيروت

– يرد في البداية اسم الملفان مار يعقوب. اروع ميمر قاله السروجي فيه يصف بشعر بليغ كيف تنمو الحنطة العروس، وكيف تنضج الجفنة العروس وتصير الحنطة خبزا والجفنة عنبا وخمرا للقربان. قد يرقى تاريخ تاليف هذا الميمر والميامر الاخرى التي تعالج موضوع التسبيح على المائدة الى حوالي سنة 485-490م.

 

 

للملفان مار يعقوب

الميمر 140

الثانى على التسبيح (على) المائدة

 

المقدمة

 

1 هلموا نتنعم بكلمة الرب على مائدتنا لانها ايضا طعام لمن يحيا بتمييز،

2 شبعنا (من) الخبز فلنخلط معه كلمة الحياة التي بها تقوم حياة النفس روحيا،

3 من ياكل دون ان يشكر هو كالحيوانات التي لا تتحرك ابدا لتسبيح الرب،

4 لنا فم ولنا كلمة ولنا عقل وبهذه نحن افضل من الحيوانات،

5 ولو لا نتامل في كرامتنا كما هو مكتوب، ها قد تشبّهنا بالبهيمة بافعالنا،[1]

6 /878/ مائدتنا باطعمتها تثير فينا التسبيح لئلا نصير مثل الظالمين لو لم نسبّح،

7 لا نهتم فقط بالماكولات لو كانت هنيئة، لكن لنخلط كلمة الحياة في الاطعمة،

8 لنتعجب بالخبز ولنعطِ التسبيح لباريه، وطعامنا يصير دافعا لتراتيلنا،

9 الباري عجيب ومدهش وممجد في أعماله: كيف يبري،؟ وكيف يقيت الاحياء كل يوم.؟[2]

 

كيف تنمو الحنطة في الحقول؟

10 خبز الاكار مطمور في التراب ويعفن في الحقول ويفسد وقد جُعل طينا في قلب الارض،

11 والباري المليء عجبا في صنائعه يدعو الزرعَ ويوقظه من العفونة حتى ينبت،

12 يامر الرعود وترتل له بكناراتها وينهض ويصعد من الهلاك كما لو كان من السبات،

13 يشق [ خطوط[3] (الحقل) ويبعج الارض امّه، ويلقي عنه التراب الذي طمره ويبذره،

14 وينتصب امام الرعد لما يدعوه، وترش الغيمة الرذاذ عليه ليغسل وجهه،

15 وتركض البروق لتصير مثل سعاة للمطر، وتقوم الرياح لخدمة الزرع حتى يكبر،

16 ويقوم رمز القدرة البارية مثل المهندس /879/ على الحقول ويهيء الحنطة في سنابلها،[4]

17 ويقوي قصبة السنبلة بالعُقَد لتثبت وتقف ضد الرياح الخادمة،

 

18 ويفجّر المياه من السواقي التي في الغيوم، وتسقي الحقول لينمو الزرع الموجود فيها،[5]

19 والغيوم تربي الزروع برذاذها، والرياح والندى تخدم الحنطة في سنابلها،

20 وما كان مطمورا وعفنا وفاسدا في الارض ينمو ويصير جارا للرياح ويتباهى.

 

وصول الحنطة الى البيدر ومنه الى الهري لتصير قربانة

21 [ السنابل] مزينة مثل العرائس في اخدارهن، والحنطة تشبه المخطوبات [ في اغطيتهن،[6]

22 الحنطة مغطاة ولا تسمح لاحد ان يرى وجهها الى ان تصل الى خدرها-البيدر عند الاكار،

23 الاكار الذي خطبها يكشف عن وجهها، وينزع عنها غطاءها ويرى جمالها،

24 ويحتضنها في الهري العظيم ويفرح معها، ويصنع زفافها بالبواكير وبالقرابين،

25 ويدعو الكاهن ويبارك العروس التي جلبها وتصير خبزة لتسبّح باريها.[7]

 

ضرورة الشكر على المائدة

26 وبعد كل عجائب القدرة البارية هذه/880/ وُضع الآن الشبع في الخبز على مائدتك،

27 اعطاك الخبزَ اعطِهِ التسبيحَ على موهبته، ولانك مدين له فاشكر مثل متميز،

28 لما كنت تنام ربى الحنطة في سنابلها، وحافظ عليها من المضرات واعطاها لك،

29 ولو لا تشكر عندما تاكل فانت ناكر الجميل، وفهمك ناقص كالبهيمة،

30 اختم مائدتك واكسر عليها [ خبزك[8] بالشكر لئلا تؤنبك العدالة لو لا تميز،

31 هوذا المقيت يهتم كل يوم باطعمتك، فاعطهِ التسبيح بدل اقاتته التي تبهجك.

 

نمو الكرمة والعناقيد لتصير خمرا

32 اعطاك الخمر فاشرب قليلا واشكر كثيرا وسبّح صانعَه بعجب عظيم،

33 وانظر [ بفكرك[9] وتعجب بتمييز من المادة المليئة كلها عجبا لمن ينظر اليها،

34 كيف يُجري باري الكل المياه في الجفنات، ويُصعدها ويجلبها ويضغطها في الاغصان،؟

35 ومنها يصوغ العنب ويعلّقها في [ عناقيدها[10] ويبسط الاوراق-الستائر على وجهها،

 

36 ويغطيها مثل العرائس ويحترمها /881/ ويهتم بها ليكملها بالتمام،

37 وبمهارته حبس السواقي في افواهها، ومثل المهتم بالكل وجّه الينابيع صوب احضانها،

38 وسكب رمزه رويدا رويدا (ليسد) حاجاتها، ويحبس المياه في احضانها كما لو كان في الزقاق،[11]

39 ويامر الشمس خادمته لتهتم بها، وباشعتها تسخّنها وتغليها وتهيئها،

40 ويُنضج المياه في العنب طيلة الصيف بنار الشمس ليصير خمرا ليشربه العالم،

41 بحرارتها تسكب الشمس كما هي مامورة من قبل باريها رائحة ولونا في العنب،

42 ولئلا تحرق الشمس (العنبات) الجميلات [ بحرارتها] يُنزل [ المطر[12] ويجعل الرياح الباردة تهب،

43 يقوم الرمز مثل المهتم المليء حكَما، وبمعرفته يدبر العنب في عناقيدها،

44 مرة يغلي، ومرة يبرّد، ومرة يسخّن، ومرة (يعطي) الندى، ومرة الرياح للتبريد،

45 يزيل الاوقات الحارة والباردة، ويصنع ويهيء [ مادة مليئة[13] بكل الافراح،

46 ولما تنضج المياه التي القاها وصارت خمرا دعا الاكارين وقطفوا العناقيد من جفناتها.

 

الشكر على الخمر الذي يرمز الى دم المسيح

47 /882/ انظر وشاهد في الجفنة عجبا عظيما لانها حبلت المياه وولدت الخمر واعطِ التسبيح،!

48 واعلم بان الباري وضع المياه في الجفنات، وطبخها وصارت خمرا وها انك تشربه،

49 واقتنت لونا واقتنت طعما واقتنت رائحة واقتنت قوة، ولما يشرب احد يبتهج قلبه،[14]

50 ليكون الخمر لتسلية جميع الحزانى لما يشربونه، ويبتهج قلب جميع المتضايقين،

51 وبعد هذا فقد مثّله ابن الله بدمه ومزجه ليشربه العالم الميت ويحيا منه،

52 سبّح الآن ثم تشرب الخمر من كل بدّ، واستنشق الرائحة وتعجب واشرب واشكر مثل المتميز.

 

الخاتمة

53 واعطِ التسبيح لمن هيأ لك كل [ اللذات،[15] مبارك من مزج لنا كأسه الحي لنتنعم به.

 

[ كمل الميمر الثاني على التسبيح (على المائدة)[16]

[1] – مزمور 49/12، 20

[2] – الله يبري كل يوم ويقيت الاحياء كل يوم استنادا الى نص يوحنا 5/17

[3] – نص: خط

[4] – نص: في سنابلهم، بيجان يصوب: في سنابلها

[5] – ايوب 26/8، مزمور 77/17

[6] – بر: شبلي، نص: شنوني. بر: بغطائهن

[7] – الخبزة: “فريسةا فريستو” مصطلح يستعمله للقربانة اي للاوخارستيا

[8] – نص: خبز. يعقوب يستعمل فعل: كسر (قصو) للاوخارسيا ايضا

[9] – بر: ايضا بفكرك

[10] – بر: عناقيدهم

[11] – مزمور 33/7

[12] – مد: بنارها. مد: ندى

[13] – مد: مواد مليئة

[14] – مزمور 104/15

[15] – مد: اتقانات

[16] – نص: كمل الميمر 2 على المائدة، بيجان يصوب: كمل الميمر الثاني على التسبيح على المائدة