الميمر 139 / الاول / على التسبيح (على) المائدة

الميمر 139

 

        يا ابن الله الذي هو ثروة وكنز ابيه، اعطني كلمتك التي هي غنى لمن يحبها،، ايها الباب افتح لي نفسك لادخل واغتني من كنوزك، يا صورة مجد الآب الخفي، ساعدني لاراك واصوّر جمالك بالالحان لكل العالم، ايها النور انرني لاجل المراحم الكثيرة الموجودة فيك، انت المقيت وانت الغني وانت الرحمن، ساعدني لاشكر وانا اتعجب بقدرتك البارية.

        ربي مما لك تاخذ العوالم احتياجاتها، وانت الذي تسدّ نواقص البشر، كل ما يوجد في موضعه يحيا منك حيثما وُجد، لانك مائدة مليئة حياة لكل الطغمات، مستيقظو العلى يمتصون الحياة من لهيبك، وتحيي النورانيين بالنار روحيا، ها انك تغذي البشر بالخبز والماء، وكل واحد يطلب منك الحياة حسب جنسه، ها انك تقيت الروحانيين روحيا، وها انك تطعم الجسدانيين جسديا.

        انك تقيت الاجنة المحبوسين في بطون الامهات في موضع صعب حيث هم مسجونون، لقد حبستَ التنفس النقي في بطن الام ليحيا الجنين ولئلا يصعب عليه الموضع ويموت، ويستلم الطعام بدون فم من موهبتك المليئة حياة للعالم كله، انه لا يجوع ولا يعطش ولا يتعذب وياخذ الحياة من نعمتك بحسب الموضع، ويحفظه رمزك الخفي هناك، ويربيه ويدبره لكي يخرج من الظلمة الى النور.

        انك تضع الحليب في صدر الوالدة، وبعدئذ تامر ان يخرج الجنين ويجد طعامه، وحالما يخرج الجنين من الوالدة بالولادة، يفتح فمه ويجد الحليب في ثدي امه.

        اطعم الشعبَ بالمن والسلوى في آشيمون: طعام نقي لشعب نقي بدون غلات، الرمز الخفي هيأ مائدة وجمع الشبع واعطى الملذات واطعم الشعب دون ان يهتم، رمزه طالب من صخرة صغيرة لجة عظيمة، فتفجرت واعطت جيحون العظيم ليشرب الشعب، صارت ارادته مثل الوكيل واقاتت الاسرائليين باطعمة بدون غلات.

– المخطوطتان: ماردين وبيروت

– في البداية يرد اسم الملفان مار يعقوب. الميمر قطعة شعرية رائعة. فيه يبرهن السروجي بان الرب هو مقيت كل الكائنات الروحية اي الملائكة والبشرية والحيوانات كل كائن في موضعه. قد يرقى تاريخ تاليف هذا الميمر والميامر الاخرى التي تعالج موضوع التسبيح على المائدة الى حوالي سنة 485-490م.

 

ايضا نكتب سلسلة ميامر الملفان مار يعقوب

الميمر 139

الاول[1]

على التسبيح (على) المائدة[2]

 

المقدمة

 

1 يا ابن الله الذي هو ثروة وكنز ابيه، اعطني كلمتك التي هي غنى لمن [ يحبها،[3]

2 يا بابا عظيما فيه يدخل الانسان عند والدك، افتح لي نفسك لادخل واغتني من كنوزك،

3 يا صورة مجد الآب الخفي، ساعدني لاراك واصوّر جمالك بالالحان لكل العالم،

4 ايها النور الذي اشرق على البرايا وابهجها، انرني لاجل المراحم الكثيرة الموجودة فيك،

5 انت المقيت وانت الغني وانت الرحمن، ساعدني لاشكر وانا اتعجب بقدرتك [ البارية.[4]

 

الرب يقيت كل الكائنات الروحية والجسدية

6 ربي مما لك تاخذ العوالم احتياجاتها، وانت الذي تسدّ نواقص البشر،

7 كل ما يوجد في موضعه يحيا منك حيثما وُجد، لانك مائدة مليئة حياة لكل الطغمات،

8 /873/ مستيقظو العلى يمتصون الحياة من لهيبك، وتحيي النورانيين بالنار روحيا،

9 ها انك تغذي البشر بالخبز والماء، وكل واحد يطلب منك الحياة حسب جنسه،[5]

10 ها انك تقيت الروحانيين روحيا، وها انك تطعم الجسدانيين جسديا،

11 مائدتك مليئة شبعا للاسماك في البحر، وبدون همّ تتلذذ هناك من موهبتك،[6]

 

12 في قلب البحار في موضع يخنق من ينزل اليه، هناك يبتهج سكان [ المياه[7] في سبلهم،

13 يقوم رمزك مثل الوكيل ومثل الخادم، وهناك لا توجد سمكة محتاجة الى القوت،

14 ولا يحتاج الدبيب ابدا ليقرض الحياة، كلها تتلذذ وكلها تاخذ وكلها تعيش،

15 لان رمزك الخفي يسدّ احتياجاتها، وانت تعطي للطير من خزينتك،

16 [ يحيا[8] كل يوم دون يهتم بما ياكل، وتحرسه بلا اهراء وبلا مخازن ليحيا كفافه اليوم يوميا،

17 انت تعطي للفلاحين كل الغلات من الحقول لتحييهم في تخومهم،

18 /874/ من هو نشيط ومن هو عاطل عن العمل يحيا كل واحد من موهبتك اينما وُجد،

19 لم تزرع الغربان ولا الاسماك حصدت حقولا وتشبع كل يوم مثل الاغنياء في قصورهم،

20 من هو نشيط يهتم ومن لا يهتم يحيا كل يوم، ورمزك يقيت كل الطغمات بدون همّ.

 

الجنين يقتات من موهبتك في رحم امه

21 انك تقيت الاجنة المحبوسين في بطون الامهات في الموضع الصعب حيث هم مسجونون،

22 لقد حبستَ التنفس النقي في بطن الام [ ليحيا الجنين ولئلا[9] يصعب عليه الموضع ويموت،

23 ويستلم بدقة الطعام بدون فم من موهبتك المليئة حياة للعالم كله،

24 [ والجنين[10] حالّ في موضع ضيق ومظلم وغير واسع ويحسبه كمقصورة الملك ولا يضايقه،

25 انه لا يجوع ولا يعطش ولا يتعذب وياخذ الحياة من نعمتك بحسب الموضع،

26 ويحفظه رمزك الخفي هناك، ويربيه ويدبره لكي يخرج من الظلمة الى النور.

 

الطفل بعد الولادة يجد الحليب في ثديَي امه

27 انك تضع الحليب في صدر الوالدة، وبعدئذ تامر ان يخرج الجنين ويجد طعامه،

28 /875/ لما يكون في امه يحيا هناك من نعمتك، وتهيء مادة نقية ليتربى بها،

29 وكلما يكبر داخل الرحم بعناية، يكبر معه طعامه ايضا لئلا يحتاج اليه،

30 وحالما يخرج الجنين من الوالدة بالولادة، يفتح فمه ويجد الحليب في ثدي امه،

31 وهكذا ايضا تعطي لفراخ الغراب الطعام في وقته بينما ابواهما هما بعيدان.[11]

 

 

الرب مقيت الكل

32 انت مائدة مليئة شبعا لمن هو جائع، وانت اجّانة شرابها حلو لمن هو عطشان،

33 انت ينبوع يكفي ليشرب منك الكل، وخبز الحياة الذي يطرد الموت من آكليه،[12]

34 هوذا الكل متعلق بك وانت تُطعم كل الطبقات، وكنزك مليء لياخذ منه الشعوب والعوالم،

35 يدك مليئة شبعا عظيما للبشر، واذا فتحتَ يدك يشبعون جيدا،[13]

36 من كنوزك يقتات العالم كله، ويحيا منك الاخيار والاشرار لانك ابن الصالح،

37 تشرق شمسك على الابرار وعلى الخطأة، وينزل مطرك على العادلين وعلى الاثمة،[14]

38 ايها الرب الصالح الذي يقيت العبيد الظالمين ولا يحجب الاحتياجات عن الكافرين،

39 /876/ انه يعطي الحياة من كنزه كل يوم مجانا، ورمزه يقيت العالم كله بدون اثمان.

 

المن والسلوى

40 اطعم الشعبَ بالمنّ والسلوى في آشيمون: طعام نقي لشعب نقي بدون غلات،[15]

41 الرمز الخفي هيأ مائدة وجمع الشبع واعطى الملذات واطعم الشعب دون ان يهتم،

42 وبدون زرع وبدون حصاد وبدون تعب اعطى الطعام واشبع الجياع من موهبته،

43 امر الطبائعَ ففجّرت الخيرات من كل الجهات: العلى المنّ، والعمق السلوى على المعسكر،

44 رمزه طالب من صخرة صغيرة لجة عظيمة، ففجّرت واعطت جيحون العظيم ليشرب الشعب،[16]

45 صارت ارادته مثل الوكيل واقاتت الاسرائليين باطعمة بدون غلات،

46 كان يعطيهم [ احتياجاتهم يوما فيوما، وكان يعلّمهم بعناية[17] بالا يهتموا،

47 علّمهم ان يستندوا ويتكلوا عليه، وامرهم بالا يهتموا بالزائد،

48 ما دام يقيت لا يلزم الهمّ للناس لان كنزه مليء والذي يهتم يتعذب عبثا.

 

الخاتمة

49 /877/ هو الشبع وهو المائدة المليئة حياة، مبارك من يقيت كل العوالم من موهبته.

 

كمل الميمر [ الاول[18] على على تسبيح على المائدة

[1] – من اضافة الناشر.  نظن بان ميامر التسبيح على المائدة كانت ترتل قبل ليتورجية الافخارستيا حسب الميمر 146 (او بعدها مباشرة؟). هذه الاحتفاليات على المائدة هل كانت تصير في مناسبات مهمة في حياة البيعة كفترة الصيام لتعوض عن الاوخارستيا؟ او في الاعياد مثلا كعيد القيامة في فترة اسبوع البياض؟ او في مناسبات اخرى للاحتفال بعيد احد القديسين مثلا شارا  وهذا ما نسميه بطعام المحبة والشكر أي: Αγάπη ؟ يعقوب نفسه يخدم المؤمنين ويصير ساقيا للخمر الروحي بعد ان ارتوى الشعب من الخمر المادي. انظر، ميمره 146

[2] – في نسخة: بر

[3] – مد: يحبك

[4] – بر: بكرازتك، مد: ببرُيوثخ، نص: ببرويوثخ

[5] – ملفاننا يكرر هنا عبارة “الخبز والماء” كقوت للبشر، كما يكررها في جواب المسيح للشيطان: ليس “بالخبز والماء” يحيا الانسان. انظر، ميمره 82

[6] – متى 6/25

[7] – بر: البحر

[8] – متى 6/25

[9] – بر: الذي احتيا ولا

[10] – نص: في الجنين؟ بيجان يصوب؟: الجنين

[11] – مزمور 146/9. انظر، ميمره 71

[12] – يوحنا 6/35، 48

[13] – مزمور 104/28

[14] – متى 5/45

[15] – خروج 16

[16] – خروج 17/1-7؛ تكوين 2/13

[17] – بر: بعنايته. بر: تهمل عجز البيت. متى 6/25

[18] – من اضافة الناشر