الميمر 136 الذي يبرهن بان واضع ناموس (العهدَين) القديم والجديد هو واحد

الميمر 136

 

        ربي أفِض فيّ كلمة مليئة بكل الفوائد تزمر تسبيحك باسهاب في جماعاتك، يا ابن الله تتحرك الحاني لتسبيحك واهتف علنا للعالم كله: كم انت غني، فم صامت عن تسبيحك هو فارغ وباطل، ربي لا اصمت لئلا افرغ من عِشرتك، كلمتك شابة وهي ذاتها في كل الاجيال، ولا يوجد فيها ملل ولا قطع الرجاء، كلمتك نار ولا يقترب منها العتق ولا الشيخوخة لان اللهيب لا يشيخ.

        غصب الحرية “اسميا” لاجل الشفاء مثل الطبيب الذي يغصب المريض لياخذ جرعة الدواء: اغصب حريتَنا لتحمل نيرك بلذة، ولو تمردت انت اخضعها بصلبك، الطبيب يغصب ويضمد جرح من هو مريض، اغصبنا وضمدنا واشفنا ايها الطيب الصالح، قُدْ بالاكراه واغصب الحرية لتتفق معك، ولو لم ترد اصنع الشفاء بدون ارادتها، يجمل بك ان تُفسِد حرية الانسان، ولا ان تفسد النفسُ التي هي صورتك بالاثم، لنكن بدون حرية بالاسم لما تشفينا، ولا ابناء الاحرار الذين صاروا امواتا بخطاياهم.

        محبة الاعداء موجودة في العهدين القديم والجديد: هوذا في (العهد) القديم اللبن والعسل لمن هو مريض، وفي (العهد) الجديد ايضا الذبيحة العظمى لمن هو معافى، ارضعوا الحليب وذوقوا العسل وكلوا الذبيحة يا محبي الحياة، لا يغشكم العالم باغراءاته، شاهدوا في التوراة جمال الاسرار والالغاز، وهلموا الى البشارة وتلذذوا واستنيروا من التعليم، مكتوب في البشارة لتحب عدوك، ويصعب عليك سماع الكلمة لانك ناقص، فلو تقرأ في التوراة ستجد تلك الوصية جلية وقائمة كالنيّر، حيث هو مكتوب: لو ضاع مقتنى عدوك اعِده اليه.

        الخد بالخد: كان قد امر الآب ان تضرب الخد بدل الخد، وقال ابنه: حوّل خدَك لمن يضربك، وبما ان كلتا الوصيتين هما واحدة بالنسبة اليك، فالطعم واحد والمعنى واحد والارادة واحدة لمن يفهم.

– الزنى: امر الناموس بالا يزني احد، وقال ربنا: من ينظر ويشتهي امرأة في قلبه زنى بها.

– امر الناموس بالا يكذب احد في الأيمانات، وقال ربنا وهو يعلّم: لا تحلفوا البتة.

        قراءة الكتب المقدسة: لو كنتَ تواقا لتقرأ كتب اللاهوت لكنتَ تجد فيها الطريق المؤدية الى الملكوت، النفس التي ترعى بين اسفار النبؤة هي نعجة لها مروج الحياة لتسمن بها، لو ترعى النفس في الاسفار الالهية تتلذذ وتسمن وتدخل وتقوم في الفردوس، وتستقبلها شجرة الحياة برائحتها الحلوة وتربع هناك في ظله المليء تطويبات.

        الابن اتم وصايا الآب حتى تكمل، ولم يكن يعاكس الناموسَ لما كان يعلّم، توجد في كتب اللاهوت بالنسبة لمن يفهم قوة واحدة وفكر واحد وارادة واحدة، والناموس الاول الذي وضعه الآب، وضعه بواسطة كلمته، وفي النهاية ارسل كلمتَه، المسيح هو امس واليوم ابن الله كلمة الآب الذي وضع النواميسَ ليحيا العالم، هوذا الآب منذ الازل يصنع بابنه وكلمته كلَ الوصايا وكل النواميس وكل الاعمال، لا تجد ارادتَين للآب وللابن، ولا تناقضا ولا تغييرا في وصاياهما.

        الاستعارات والصور البشرية يقبلها الله لاجل البشر: الآب ابان تواضعا يفوق كثيرا الناطقين لما صنع له صورة في التراب، كان قد تنازل من قمة قدرته البارية وبرى البشر من التراب على صورته، نزل الله حتى التراب لما كان يبري، واليه نظر ولده لما تنازل ليخلص العالم، كان الآب قد اخذ تراب الارض وجعله صورته، واخذ ولده شبه العبد وصار منا. الفاظ الآب تشهد على تواضعه، يوم تكلم مع الانسانية بالمقاييس والاوزان، انه مرسوم في الكتاب قال الرب: اين انت يا آدم،؟ وايضا سمع آدمُ في الجنة صوت خطواته، وسأل ايضا قائينَ اين هابيل اخوك،ظ وانه مكتوب: تندم الرب لانه صنع آدم في الارض، تجد في النبؤة: الامعاء والمراحم، والكرسي، والمجلس، وقيامه على السلّم، ونزوله ليرى برج بابل لما بُني، وذهاب الرب لما كان يتكلم مع ابراهيم، كان قد استعمل الفاظا ليست خاصته، الى ان تحققت كما نُطقت من قبل ابنه الوحيد.

 

– المخطوطات: اوكسفورد 135 ورقة 307؛ لندن 17160 ورقة 11؛ روما 117 ورقة 272 (ناقص)

– يرد في البداية اسم مار يعقوب الملفان، وفي النهاية اسم مار يعقوب. الميمر تفسيري. يبرهن ملفاننا بان وصايا العهدين هي هي نفسها لان المسيح هو مصدر العهدين. في الميمر قواعد مهمة لتفسير الكتاب المقدس. قد يرقى تاريخ تاليف الميمر الى فترة شباب ملفاننا اي الى حوالي سنة 480-485م.

 

 

 

الميمر 136

الذي يبرهن بان واضع ناموس (العهدَين) القديم والجديد هو واحد

له لمار يعقوب الملفان[1] (يعقوب 4/12)

 

المقدمة

 

1 ربي أفِض فيّ كلمة مليئة بكل الفوائد تزمر تسبيحك باسهاب في جماعاتك،

2 يا ابن الله تتحرك الحاني لتسبيحك واهتف علنا للعالم كله: كم انت غني،

3 الفم الصامت عن تسبيحك هو فارغ وباطل، /804/ ربي لا اصمت لئلا افرغ من عِشرتك،

4 [ كلمتك[2] شابة وهي ذاتها في كل الاجيال، ولا يوجد فيها ملل ولا قطع الرجاء،

5 كلمتك نار ولا يقترب منها العتق ولا الشيخوخة لان اللهيب لا يشيخ،

6 كلمة الحياة تجعل من القدماء جددا، بها تجددت كل البرايا التي كانت قد فسدت،

7 الصليب القى نارا في العالم وها هي مضطرمة في البشر لتطهرهم من الشرور،[3]

8 ربي ايقظ فينا نار محبتك لتلتهب فينا، ولا [ يعمينا ويظلمنا[4] دخان العالم،

9 ربي بك نحيا ومنك ناكل لان طعمك حلو، لان كل الحياة خارجا عنك هي موت،

10 ربي لا تنطفيء نار محبتك المطمورة فينا، انت القيتها فاضرمها انت في قلوبنا،[5]

11 يا ابن الله تشتمّ نفسنا رائحتك الحلوة، لان رائحة العالم تخنق خنقا من يشتمّها،

12 منك نشرب الماء الحي لانك الينبوع، مياه العالم [ جعلتنا[6] امواتا فانت ابعثنا،

13 قيء الحية افسد مياهَ العالم، يا ابن البتول كن دواء واصلحها،[7]

14 /805/ خشبة موسى كانت قد حلّت مياهَ مريبة، صليبك ليُحلِّ كل مرارتنا.[8]

 

 

الرب يغصب الحرية مثل الطبيب الذي يجبر المريض لمداواته

15 اغصب حريتَنا لتحمل نيرك بلذة، ولو تمردت انت اخضعها بصلبك،

16 الطبيب يعصي ويضمد جرح من هو مريض، [ اغصبنا وضمدنا[9] واشفنا ايها الطبيب الصالح،

17 لا يوجد طبيب يقطّع جسده ويضمد الجروح ما عداك انت الذي القيتَ جسدك على جروحنا،

18 لا يوجد طبيب يلقي دمه على القروح ما عداك انت المثلوم جنبك على جروحنا،[10]

19 الاطباء ياخذون الدم اخذا من الجسد، وانت القيتَ دمك القاء ليشفي جميعنا،[11]

20 صار لنا هذا الجهد العظيم لاجل شفائنا، [ اغصبنا[12] واشفنا لاننا هربنا من الشفاء،

21 قُدْ بالاكراه واغصب الحرية لتتفق معك، ولو لم ترد اصنع الشفاء بدون ارادتها،

22 يجمل بك ان تُفسِد حرية الانسان، ولا ان تفسد بالاثم النفسُ التي هي صورتك،

23 لنكن بدون حرية بالاسم لما تشفينا، ولا ابناء الاحرار الذين صاروا امواتا بخطاياهم،

24 النفس متاذية لو لم تُخرّب الحرية، /806/ لانها لما تُغصب من قبلك تاتي الى التوبة،

25 يا ابن الله [ قُدنا[13] وراءك لنكون معك، لان طريقك ممهدة وعالية ومليئة نورا،

26 طريق العالم هي مليئة بالتيه لمن يسلكها، لنركض وراءك يا رفيقا صالحا فنحيا معك.

 

محبة الاعداء

27 ابن الله كله نور لمن يحبه وهو الطريق التي يسلكها الانسان نحو والده،[14]

28 كلمته سراج وهي مليئة نورا لمن يسمعها، وتبيّن للعالم السبيلَ ليسلكها،[15]

29 نحن اهملنا التعليم المليء حياة بسبب محبة العالم المليئة موتا لمن يقتنيها،

30 اذننا مصغية الى اصوات العالم الفارغة، ولا نريد ان نسمع كلمة الحياة بمحبة،

31 ابن الله صار ملفانا للبشر، وفتح بابا مليئا نورا للعالم كله،

32 لقد أُمرنا بان نحب الاعداء والمبغضين، ولعلنا لم نحب الاصدقاء كما يلزم،؟[16]

33 من يحب عدوه كما أُمر: وجهه مسفر بالنسبة الى تعليم ابن الله،

34 ولو لا يحب حتى الاصدقاء كما يلزم، من يعلّمه لان اذنه مسدودة من الفائدة،؟

 

35 /807/ ايها التلميذ احكم الآن على نفسك بالحق واعتبر [ من[17] انت ازاء تعليم ابن الله،؟

36 ادخل الى باطنك وافحص نفسك، وتساءل هناك هل تقدر ان تحب من يبغضك،؟

37 ادعُ افكارك واسألها بينك وبينها: هل خضعتْ لتحب من يبغضك،؟

38 فتش في كنز نفسك وانظر: هل تجد فيك محبة لعدوك كما أُمرتَ،؟[18]

39 تكلم مع انسانك الخفي الذي في الباطن، وتعلّم منه: هل يقدر ان يبارك من يلعنه،؟[19]

40 فتش الاقفال الخفية الموجودة فيك وانظر: هل تقدر ان تعدّ خدك لمن يضربك،؟[20]

41 لو لم تضطرب من ضربك فزرعُ ابن الله الصالح صنع فيك الثمرات،

42 لو اقلقتك كلمة الاهانة واحتد غضبك، افضح نفسَك واخجل واعترف بانك لستَ تلميذا،

43 الاميال موضوعة في درب الملك لمن يسير عليه، انظر الى نفسك: هل تسلك او لا (تسلك) فيه،؟

44 لو لم تسمع الوصايا التي [ امر بها الملك،] فانك لم [ تعرف[21] درب الملك لتمشي عليه،

45 لو لم تحب العدوَ بالحقيقة، /808/ فقد جذبك سبيل آخر لتتيه خارج الدرب،

46 لو تسمي اخاك احمق فقد [ تيّهت] الدرب، وها انك [ تمشي[22] في العثرات وبين الاشواك.

 

ليفحص كل واحد عمله (غلاطية 6/4)

47 قال بولس: ليفحص كل واحد عمله، فافحص عملك وانظر ماذا تعمل الآن،[23]

48 لو تحب عدوَّك كما هو مكتوب، ولو تهيء لتقدم خدك لمن يضربك،[24]

49 ولو ليس لك اثنان (ثوبان) لتلبس كما أُمرتَ، ولو ليس لك كيس ولا مزود،[25]

50 ولو لم يكدنك الذهب بنيره لتعمل معه، ولو لم تكن مهتما لتجمع لك المقتنى،

51 ولو لم تحمل همّ الغد كما أُمرتَ، فانت تلميذ وها انك تمشي في درب الملك،[26]

52 افحص افحص عملك وانظر في اية اميال تمشي وسِرْ من وصية الى اخرى مثل التلميذ،

53 درب الابن ممهد وعال ومليء [ نورا،[27] ويمشي فيه عبيد الملك بدون عثرات،

 

54 ولو تقول: يصعب عليّ السير فيه، فانت مرتبط بالعالم ولهذا لا تسهل عليك الطريق،

55 لو تهتم بان ترث ملكوت العلى، لما كنتَ تحسب كل العالم سوى بطلان،[28]

56 /809/ لو كنت مشتاقا لتلبس مجد المستيقظين، لما كنت تقدر ان تقتني اثنين (ثوبين) في هذا العالم،[29]

57 لو اضطرمت نار الابن في فكرك، لما كنت تريد ان تبغض عدوك او تسيء اليه.

 

قراءة كتب اللاهوت

58 لو كنتَ تواقا لتقرأ كتب اللاهوت لكنتَ تجد فيها الدرب المؤدي الى الملكوت،

59 النفس التي ترعى بين اسفار النبؤة هي نعجة لها مروج الحياة لتسمن بها،[30]

60 مروج العالم مليئة اشواكا ودغلا بغيضا ومياه عكرة تقيأتها الحية وانتنتها،

61 والنفس التي ترعى في مروج العالم الشرير، تذوق منها كل يوم الموت الذي يفنيها،

62 لو ترعى النفس في الاسفار الالهية تتلذذ وتسمن وتدخل وتقوم في الفردوس،

63 وتستقبلها شجرة الحياة برائحتها الحلوة وتربع هناك في ظله المليء تطويبات.[31]

 

العهد القديم: عسل ولبن، والعهد الجديد: ذبيحة المسيح

64 اشرق الناموس من جبل سيناء المليء نورا، وهو نفسه (اشرق) ايضا من الجلجلة وهو مليء حياة،

65 يوجد في الكتب نور وحياة فادخلي وتلذذي واسمني واجملي ايتها النفس التي هزلت بالشرور،

66 هوذا في (العهد) القديم اللبن والعسل لمن هو مريض، وفي (العهد) الجديد ايضا الذبيحة العظمى لمن هو معافى،[32]

67 /810/ ارضعوا الحليب وذوقوا العسل وكلوا الذبيحة يا محبي الحياة، لا يغشكم العالم باغراءاته،

68 شاهدوا في التوراة جمال الاسرار والالغاز، وهلموا الى البشارة وتلذذوا واستنيروا من التعليم،

69 مكتوب في البشارة لتحب عدوك، ويصعب عليك سماع الكلمة لانك ناقص،[33]

70 لو تقرأ في التوراة ستجد تلك الوصية جلية وقائمة كالنيّر،

71 حيث هو مكتوب: لو ضاع مقتنى عدوك اعِده اليه، ماذا قال لك،؟[34]

 

72 من الذي يرعى مقتنى رفيقه الا صاحبه،؟ او من يقدر ان يهتم ويفيد دون ان يحب،؟

73 لو لم يحب احد عدوَّه لا توجد فرصة ليعيد مقتناه الضائع كما هو مكتوب،[35]

74 لو لم يبعد الغضبَ والحقد من الفكر لا يصنع احد الخيرَ لرفيقه كما أُمر،

75 لو امر الناموس ان يحب (المرء) عدوه، وقال كلمة دون ان تكون واضحة للشعب الجاهل،

76 ابن الله الذي به فُسرت اسرار ابيه كتب في بشارته ان يحب كل واحد عدوه،[36]

77 ومن يسمع روحيا يفهم بانه توجد هنا وهناك قوة واحدة ووصية واحدة،

78 /811/ واله واحد اعطىالناموسَ المليء حياة في (العهد) القديم وفي (العهد) الجديد للعالم كله.

 

الابن-الكلمة كشف فكرَ الآب واسراره

79 الكلمة تكشف اسرار الفكر علنا، والابن الكلمة كشف اعماق الآب،

80 كلام الآب كان يُنطق سريا، وابنه الكلمة كشف اسراره في الارض كلها.

 

الخد بالخد، ومن لطمك على خدك حوّل الخد الآخر

81 كان قد امر الآب ان تضرب الخد بدل الخد، وقال ابنه: حوّل خدَك لمن يضربك،[37]

82 وبما ان الوصيتين كلتيهماهما واحدة بالنسبة اليك، فالطعم واحد والمعنى واحد والارادة واحدة لمن يفهم،

83 كلتاهما تريدان ان تمنعا الشر حيثما نُطقتا، فضربُ الخد وتحويلُ الخد (له) قوة واحدة،

84 حيث يامر بان يُضرب الخدُ بدل الخد، يطفيء غضبَ من يُلطم لئلا يتذمر،[38]

85 لا ان يهيء عوض الخد قضيبا او سكينا، ولهذا امره بان يهدأ ويجازي رفيقه الخد (بالخد) فقط،

86 ويزول الشر بوصية المجازاة بالمثل، ولا يضاف غضب الى الجهتين الواحدة ضد الاخرى،

87 من لُطم على خده، وضَرَبَ خدا، يحدث امان فلا يُجرَّم ولا يذنب من قبل العدالة،

88 هدف الناموس في كل الفرص هو الامان، وربنا الذي اتى القى الامان في العالم كله،[39]

89 ربنا يامر من يُلطم بان يدير خدَه، لانه حالما يدير الخد لرفيقه يهدأ الغضب،[40]

90 وذاك الفكر الهمجي الذي يريد ان يضرب يتبدل حالا لما يجد التواضعَ،[41]

 

91 من لُطم لو يرفع يده ليضرب بدأت الحرب واشتد الشر بالمخاصمة،

92 ولهذا أدِر خدَك لمن يضربك ليزول الغضب بامانك لو تُلطم،

93 ربنا وابوه يريدان ان يلقيا الامان في العالم وبوصاياهما تبيّنت الارادة الواحدة ذاتها.

 

لا تزن، ومن نظر الى امرأة واشتهاها فقد زنى في قلبه

94 امر الناموس بالا يزني احد، وقال ربنا: من ينظر ويشتهي امرأة في قلبه زنى بها،[42]

95 ولكي يدعم ربنا تلك الوصية بالا يزني احد حذّر كثيرا لئلا يحدث حتى النظر بشهوة،

96 استأصل [ الزنى[43] من اساسه من الانسان، لانه ما لم ير (المرء) ويشتهي امرأة لا يزني.

 

الجفنان حاجبان للعين

97 لقد اغلق ذلك البابَ الذي منه يدخل الزنى لئلا يدخل فيه عمل شرير الى الانسان،

98 بصر العين لما يميل بنظرة بغيضة يفتح للانسان بابا للزنى،

99 /813/ ولهذا لقد جُعل الجفنان حاجبين للباب لتغلق العين ابوابها امام الشرور،

100 وبما ان رؤية البشر هي موضوعة في المياه، فلو تركتها مفتوحة ستميل في كل ساعة،

101 وترى جمالا مستعارا وتركض بعهارة، ولكونها في المياه فانها تنسكب على الجريمة،

102 البصر والشهوة ورمز العين لما تكون مفتوحة تخدم الزنى عندما تكون الارادة محلولة وطليقة،

103 ابن الله الذي كان يريد ان يمنع الزنى اراد ان يغلق ذلك الينبوع الذي يسيل منه،

104 لقد القى اللجامَ على البصر وعلّمه ان يغلق ابواب المياه لئلا تصنع المزالقَ،

105 لك جفنان ولك ارادة تفتح وتغلق، فاخفض والصق وهوذا الزنى قد بطل لئلا يدمرك.

 

وصية ابن الله تتفق وتدعم وصية ابيه

106 لاجل هذا قال ربنا وهو يعلّم: من يرى ويشتهي امرأة في قلبه زنى بها،[44]

107 لا تشاهد ولا تشتهِ امرأة، وها قد كملت الوصية التي اوصاها الآب: بالا يزني احد،[45]

108 ابن الله يريد ان يثبّت وصيةَ ابيه، لانه لا يريد ان يصنع تغييرا في الفرائض.[46]

 

 

لا تكذب بالأيمانات، لا تحلفوا البتة

109 امر الناموس بالا يكذب احد في الأيمانات، وقال ربنا وهو يعلّم: لا تحلفوا البتة،[47]

110 /814/ وتلك الوصية التي بها امر الآب بالا يكذب احد، ابنه دعمها بتعليمه بالا يحلف احد،[48]

111 عندما لا يحلف المرء لا يوجد مجال للكذب، ولهذا امر المخلص بالا تحلفوا البتة،[49]

112 ربنا استأصل الشجرة التي تصنع اثمار الكذب لئلا تنبت مطلقا بين الصادقين،

113 من لا يحلف يسد ذلك الباب الذي منه يدخل الكذب كما قد أُمر،

114 ولكي تكمل تلك الوصية بالا يحلف احد، علّم ربنا بني سرّه بالا يحلف احد.

 

الآب والابن لا يتناقضان في وصاياهما

115 الابن اتم وصايا الآب حتى تكمل، ولم يكن يعاكس الناموسَ لما كان يعلّم،[50]

116 توجد في كتب اللاهوت بالنسبة لمن يفهم قوة واحدة وفكر واحد وارادة واحدة،

117 والناموس الاول الذي وضعه الآب، وضعه بواسطة كلمته، وفي النهاية ارسل كلمتَه،

118 امس واليوم المسيح ابن الله هو كلمة الآب الذي وضع النواميسَ ليحيا العالم،[51]

119 هوذا الآب منذ الازل يصنع بابنه وكلمته كلَ الوصايا وكل النواميس وكل الاعمال،

120 لا تجد ارادتَين للآب وللابن، ولا تناقضا ولا تغييرا في وصاياهما.

 

الآب تواضع وقبل عليه الصور البشرية، وتشبّه به ابنه بعد تجسده

121 الآب الخفي كان [ يتنازل] بتواضعه ليتكلم مع الاولين بالالغاز [ والاسرار،[52]

122 ربنا ايضا تشبه بابيه لما تواضع، فنزل وكشف الاسرار الخفية للعالم كله،

123 الآب ابان تواضعا يفوق كثيرا الناطقين لما صنع له صورة في التراب،

124 كان قد تنازل من قمة قدرته البارية وبرى البشر من التراب على صورته،[53]

125 نزل الله حتى التراب لما كان يبري، واليه نظر ولده لما تنازل ليخلص العالم،

126 كان الآب قد اخذ تراب الارض وجعله صورته، واخذ ولده شبه العبد وصار منا،[54]

 

127 تلك الارادة التي انزلت الآب لما كان يبري هي ذاتها انزلت الابنَ لما كان يخلّص،

128 لو لم يرَ اباه ينزل لما كان ينزل، فالآب بدأ بالتواضع، ليتواضع هو ايضا.

 

العبارات البشرية منسوبة الى الآب باستعارة

129 والفاظ الآب تشهد على تواضعه، وقد تكلم مع الانسانية بالمقاييس والاوزان،

130 انه مرسوم في الكتاب قال الرب: اين انت يا آدم،؟ وايضا سمع آدمُ في الجنة صوت خطواته،[55]

131 وسأل ايضا قائينَ اين هابيل اخوك،؟ /816/ وانه مكتوب: تندم الرب لانه صنع آدم على الارض،[56]

132 هذه الكلمات لا تقال عن الله، وقد قبلها لاجلنا لما تواضع،

133 تجد في النبؤة: الامعاء والمراحم، والكرسي، والمجلس، وقيامه على السلّم،[57]

134 ونزوله ليرى برج بابل لما بُني، وذهاب الرب لما كان يتكلم مع ابراهيم،[58]

135 كان قد استعمل الفاظا ليست خاصته، الى ان تحققت كما نُطقت من قبل وحيده،

136 واخذ الابنُ هذه الفاظ من ابيه[59] وصارت خاصته ولهذا كانت قد نُطقت.

 

في الاجيال الاولى تكلم الآب باستعارات وفي الايام الاخيرة تكلم علنا بابنه

137 كان الآب الرحوم يتنازل ليتالم مع البشر ولم تكن طبيعته تقبل الالم،

138 وراى ولدُه فنزل وكمل ارادة ابيه، فتجسد وقبل [ الالم[60] بدل الخطأة،

139 ارادة الآب الخفي حققها حبيبُه، لانه بتواضعه خلص براياه التي كانت مقتولة،

140 اصوات الآب نفسها تشهد على تواضعه كم كان قريبا من البشر بارادته،

141 كان يتضايق لو يُحرمون من الاختلاط به، وكان يفرح لما يختلطون مع عظمته،

142 /817/ ولكي تتم ارادة الآب نزل ابنه وقبل هذه الاصوات المستعارة التي نطقها ابوه،

143 ولكي يصير فيه مجال [ للآلام[61] والتواضع، تالم جسديا لما صارت الولادة الثانية،

144 والتواضع الذي صار للآب لبراياه عرفه العالم من تواضع وحيده،

145 في الاجيال الاولى كان يستعمل كلاما مستعارا، وكان يظهر باجزاء وباشباه،

 

146 وفي الايام الاخيرة تكلم معنا بابنه بدون استعارات لكنه بيّن محبتَه علنا،[62]

147 لانه اتى في الجسد وكان يسهل عليه ان يحتمل الآلام، وان يحمل ثقل العالم جسميا،

148 ولئلا يتكلم مع السفليين بالاستعارة لكن ليصير اخا ورفيقا ومخلصا،

149 وليصير شاهدا لمحبة ابيه الاولى الذي وضع ذاتَه وصنع الانسان على صورته.

 

الخاتمة

150 صليب الابن ابان للعالم محبة الآب، مبارك الاول الذي هو الاخير، ولا يتغير.[63]

 

كمل الميمر على ان واضع ناموس (العهدين) القديم والجديد هو واحد الذي قاله مار يعقوب[64]

 

[1] – و: للملفان مار يعقوب على حفظ الوصايا

[2] – و: الكلمة

[3] – لوقا 12/49

[4] – نص: يظلمنا ويعمينا

[5] – لوقا 12/49

[6] – ل: جعلتني

[7] – قيء الحية افسد مياه العالم. انظر، البيت 60. تتكرر هذه الصورة في ميامر ملفاننا. بها يشرح كيف انتقل الدين العمومي من آدم الى البشرية

[8] – خروج 15/22-27

[9] – ل: اغصبني وضمدني

[10] – يوحنا 19/34

[11] – معرفة يعقوب الطبية تسمح له ان يقارن الطبيب الجسدي بالمسيح. الاطباء يفصدون، والمسيح يعطي ويلقي دمه

[12] – ل: اغصبني

[13] – نص: قدني، بيجان يصوب: قدنا. نشيد 1/3 (كذا)

[14] – يوحنا 14/6

[15] – مزمور 119/105

[16] – متى 5/44

[17] – و: ما

[18] – متى 5/44

[19] – لوقا 6/28

[20] – لوقا 6/29، متى 5/39

[21] – ل: الملك يامر. ل: تعرفها

[22] – ل: تيّتَه. ل: مهاليخ، نص: روذي. متى 5/22

[23] – غلاطية 6/4

[24] – متى 5/44، لوقا 6/29، متى 5/39

[25] – متى 10/10

[26] – متى 6/34

[27] – و: جمال، ر: حياة

[28] – جامعة 1/2

[29] – متى 10/10

[30] – مزمور 23/2

[31] – تكوين 2/9

[32] – خروج 3/8؛ حزقيال 3/3. يعقوب يعتبر العهد القديم رمزا لارض الميعاد التي تدر العسل واللبن، العهد الجديد فيه الذبيحة الكبرى أي ذبيحة المسيح!

[33] – متى 5/44

[34] خروج 23/4

[35] خروج 23/4

[36] – متى 5/44

[37] – خروج 21/25؛ لوقا 6/29، متى 5/39

[38] – خروج 21/25

[39] – يوحنا 14/27

[40] – لوقا 6/29

[41] – تحليل رائع للمحبة والتواضع سبب السلام والمصالح. تذكرنا هذه الاسطر بيعقوب نفسه الذي كان مستعدا ليصفع على خده لاجل امان البيعة. انظر، رسالة 16

[42] – خروج 20/14؛ متى 5/28

[43] – نص: دغاورو، بيجان يصوب: كاورو. حيثما وردت العبارة في النص ترد هكذا فيلزم تصويبها

[44] – خروج 20/14؛ متى 5/28

[45] – خروج 20/14

[46] – متى 5/17

[47] – لاويون 19/12، 6/3، 5؛ متى 5/34

[48] – لاويون 19/12، 6/3، 5؛ متى 5/34

[49] – متى 5/34

[50] – متى 5/17

[51] – عبرانيون 13/8

[52] – و: مثناحاث، نص: متتاحتي. نص: اسرار. عبرانيون 1/1-2

[53] – تكوين 1/26

[54] – تكوين2/7؛ فيليبي 2/7. كيف يقول يعقوب الرهاوي، استنادا الى ابن العبري، ان السروجي لا يقبل ان يكون التراب صورة الآب؟

[55] – تكوين 3/9؛ تكوين 3/10

[56] – تكوين 4/9؛ تكوين 6/6

[57] –  اشعيا 63/15، لوقا 1/78؛ مزمور 45/6، اشعيا 6/1، اشعيا 37/16؛ تكوين 28/12-13

[58] – تكوين 11، خاصة 11/7؛ تكوين 18/33

[59] – هنا نقص في المخطوطة: ر

[60] – و: الآلام

[61] – و: للالم

[62] – عبرانيون 1/1-2

[63] – اشعيا 41/4

[64] – و: كمل هذا الميمر بمعونة ربنا