الميمر 119 الرابع على اليشع: على نعمان الآدومي وعلى جيحزي تلميذه

الميمر 119

 

        السروجي معلم في الجماعات وفي البيع: ربي، انت عجب اعطني نفسا مليئة عجبا، وبها اصفك في الجماعات المخطوبة لك، الموتى الذين احييتهم بصلبك ينتظرون كلمتك، ايقظ كلمتي وايقظهم على التسبيح، منك تستنير كل النفوس المظلمة، كن لكلمتي نورا مشرقا في الظلمات، كلمتك سراج، وبتعليمك تستنير المسكونة، بكلمتك تشرق كلمتي وتنير المظلمين. كلمة الرب احلى من العسل: نام العالم ولا يستيقظ احد على التعليم يا محبي الحياة لنتلذذ بالكلمة بتمييز.!

        اليشع يعامل نعمان قائد الجيش مثل عامة الناس: امام باب ذاك القديس لم تكن توجد المحاباة حتى يُكرم السلاطين، هناك كان متساويا الغني والفقير ولعل من كان فقيرا كان يُكرم بزيادة.

        لماذا سبح نعمان سبعا في الاردن؟: في ستة ايام قامت البرايا وتخومها، وفي اليوم السابع استراح من اتقاناته، ولهذا اكرم السبتَ سباعي الايام لانه اكليل به خُتمت كل البرايا، الحكمة بنت لها بيتا عظيما مليئا جمالا، وسندته بسبعة اعمدة اقامتها فيه، العالم يسير بسبعة ايام نحو التغييرات، وهي تدور فيه كل يوم وتقيمه، ايام الاسبوع السبعة التي بها يقوم العالم كله تقف كالعواميد وتحمله، بحيث لما يستفسرون عن عدد المرات السبع يعرفون القوة من التوراة صاحبة الكنوز.

        اليشع يرفض هدايا نعمان وجحزي الطماع يقتني الفضة والبرص: كلمة اليشع الواحدة نزعت عن نعمان قميص البرص والبست قميص البرص لجحزي.

– المخطوطة: لندن 17184 ورقة 37

– لا يرد في البداية ولا في النهاية اسم المؤلف. يقول السروجي: وقتي قصير لاتكلم عن اليشع مبغض المال ومحب كل الفقر بعد ان خصص له ستة ميامر!. لعل السروجي كان مهتما بامور اخرى لا يفصح عنها. الميمر روعة ادبية وتحليل للحياة الروحية: اليشع يرى كل شيء مثل كل قديس. قد يرقى تاريخ تاليف هذا الميمر كبقية ميامره على اليشع الى فترة الشباب اي الى حوالي سنة 490م.

 

 

الميمر 119

الرابع على اليشع: على نعمان الآدومي

وعلى جيحزي تلميذه

(2ملوك 5)

 

المقدمة

 

1 ربي، انت عجب اعطني نفسا مليئة عجبا، وبها اصفك في الجماعات المخطوبة لك،

2 الموتى الذين احييتهم بصلبك ينتظرون كلمتك، ايقظ كلمتي وايقظهم على التسبيح،

3 منك تستنير كل النفوس المظلمة، كن لكلمتي نورا مشرقا في الظلمات،[1]

4 كلمتك سراج، وبتعليمك تستنير المسكونة، بكلمتك تشرق كلمتي وتنير المظلمين،[2]

5 هوذا الامسيات والصبحيات تحملك على اشراقاتهما وعلى هجعاتهما وعلى تغييرات اوقاتهما،

6 ربي، تسبحك كل الايام والليالي ودورة الازمنة التي تحركها بعجب عظيم،

7 النيرات تركض في سبلها لتسبيحك وتبشر بانك النور الذي لا يُحدد،

8 الطريق العظمى المطرودة فيها القوات تزمر تسبيحك لانك [ مهدتها[3] بقوة عظمى،

9 /319/ الموانيء والمعابر والجزر البعيدة تتعجب بك: كم انت عظيم في اعمالك،[4]

10 العالم والبحر واللجة العظمى مع التنانين تقوم بقوتك ولو اهملت لبادت الاتقانات،

11 صوت تسبيحك المخيف يرعد في الجماعات، وبه خرس ترتيل الوثنية الفاحش،

12 من تهاليلك ومن تراجمك ومن تعليمك صرخت ورعدت كل المسكونة للتسبيح،

13 باصوات الشابات الحلوة التي تزمر تسبيحك سبيت العالم ليتحرك كله لتسبيحك،

14 بتراتيل البتولات بنات الآراميين نست المسكونة نغمة الوثنية،[5]

15 السبي الذي اعدته من العثرات صفّق وجمع والّب جميع الشعوب على تسبيحك،

16 ربي، انت مسبّح والمسبحون لا يبلغون اليك، بك ولك التسبيح والعجب والجبروت،

17 هولاء العساكر العلويون المستترون لما يسبّحون لا يفيدون لاهوتك شيئا،

18 السواريف الذين يقدسونك وهم خائفون، لا تخرج الاقداس من افواههم لمنفعتك،

19 لما يبارك الكواريب بخوف عظيم لا يفيدونك شيئا لانك رهيب على العلويين،

 

20 /320/ كل الاصوات التي تُرسل لك من كل الافواه لا تفيدك لانك لست محتاجا الى التسبيح،

21 المحبة الموجودة فيك تجعلك متواضعا وتُنزلك لتتقبل اصوات المسبحين كالباكورة،

22 تتنازل لتسمعهم حتى يستفيدوا منك ويلقوا التسبيح على مائدتك كالفلسَين،[6]

23 وتتقبل [ لحن] تقاديس [ ولحن[7] بركات ولحن تراتيل المسبحين بكل اشكاله،

24 انت الباري ولو لم يصعد لك التسبيح من براياك ماذا لها لتقدمه لك،؟

25 ربي، انا بريتك فحرك كلمتي لتسبيحك، والقي فلسي على مائدتك ولو لستَ محتاجا،

26 كلمة الرب هي احلى من العسل على الفم لنتنعم بها لانها نور لمن يحبها،[8]

27 نام العالم ولا يستيقظ احد على التعليم يا محبي الحياة لنتلذذ بالكلمة بتمييز.

 

العالم زائل

28 كل العالم هو باطل وظِل، اما الله فهو نور وغنى لمن يحبه،[9]

29 هوذا العالم مسرع ويحل ويزيل اجيالا بعد اجيال وقبائل بعد قبائل وشعوبا بعد شعوب في ولاياتهم،

30 محبو العالم زالت اوقاتهم واسماؤهم، /321/ ومحبو الرب هوذا ذكرياتهم منتصرة،

31 السلاطين المتوّجون امسوا هالكين والذين ابغضوا غنى العالم اغتنوا بالله،

32 الفقر هو اسم جميل لمن يقتنيه، ومحبة المال هي مشنقة وخزي،

33 انظر الى اليشع الذي ابغض المال كم انه انتصر، والى جيحزي الطماع الذي اراد ان يقتني كم انه صار سخرية،

34 احكم الآن بين القاني واللاقاني: اي هو الفقير،؟ واي هو الغني بالنسبة لمن ينظر اليه،؟

35 لمن يوجد الاسم الجميل والرائحة الطيبة، ومن يهان ويُعاب عليه في العالم كله،؟[10]

36 الاقتناء اعطى الجرب والاسم السيء، والفقر صنع قوات الجبروت،

37 المعلم البهي الذي بغض الذهب اقتنى الانتصارات، والتلميذ الذي احب المال اقتنى الخزي،

38 ليُحكم الآن على الموضوع بواسطة الرجلَين: جيحزي الطماع، واليشع مبغض الذهب،

39 بهذين نرى غنى العالم وفقره: من (منهما) له الاسم والنصر واسفرار الوجه،؟

40 ومن (منهما) يبغض الفقر والاسم الصالح، ومن يحب الذهب والبرص والسخرية العظمى.؟

 

 

اليشع الفقير رجل العجائب

41 وقتي قصير لاتكلم عن اليشع /322/ مبغض المال ومحب كل الفقر،

42 ذي الانتصارات المضاعفة واناء النبؤة المختار وعجيب الايحاءات وبحر اسرار اللاهوت،

43 انه لجة الروح العظمى والقوة والقدرة الفاعلة والكنز المليء كل انتصارات الهية،

44 كان البهي لابسا تجرد ايليا، وبالفقر كان يدوس غنى العالم،

45 كان ينبوعا تجري منه كل المعونات وكل الشفاءات وكل ايحاءات النبؤة،

46 كان مقتنيا القوة ليعطي ابناء للعواقر، وحيث لزم كان يتعامل مع حياة الموتى،[11]

47 كان مليئا روحا ولم يكن يحتو شيئا آخر، ولهذا لم يكن يقبل ان يقتني المال،

48 ولم يوجد فيه محل للذهب وللمقتنى، فالبهي كان مليئا بالروح القدس كاشف الاسرار،

49 كان يستند على ايحاءات النبؤة وكان يجتر ويمضغ القداسة والنقاء،

50 كان يسهل عليه ان يداوي الامراض ويصنع القوات ويشفي المرضى ويفرّج عن المجروحين،

51 كان اسم جبروته مشهورا بين العبرانيين، واخباره الحسنة اقلقت ارض الآدوميين،

52 تطبيبه صار كالينبوع فجرى وسقى /323/ الاسرائيليين وفاض ليسقي الآدوميين.

 

نعمان الابرص واليشع

53 نعمان الابرص قائد جيش بني عيسوكان قد سمع خبره: يسهل عليه شفاء البرص،

54 كان اسمه قد اشرق في البلدان كالشمس ومن كل الجهات كل الامراض تجمعت على بابه،

55 اتى نعمان الآدومي مع الكثيرين ليشلح قميص البرص بفضل اليشع،

56 اتى قائد الجيش اللابس البرص ووقف على بابه وهو يتوسل ليشفيه اليشع،[12]

57 النبي العجيب ارسل وقال له: اسبح في الاردن سبع مرات وستطهر،[13]

58 غضب نعمان واحتقر الكلمة التي سمعها وخرج غاضبا ومنتقدا ثم غادر،[14]

59كان حاقدا ومنتقدا وشتاما (وقال): لماذا لم يخرج عندي ويشفي مرضي،؟

60 الانهار لا تنقص في ارض آدوم لو كان الامر هكذا ساذهب واسبح واطهر.[15]

 

 

على باب اليشع لا محاباة لاكرام الاقوياء والاغنياء: المفضلون هم الفقراء

61 قائد الجيش الذي اتى عند اليشع كان يعتمد على عظمة السلاطين،

62 وامام باب ذلك القديس لم تكن توجد المحاباة حتى يُكرم السلاطين،

63 هناك كان متساويا الغني والفقير /324/ ولعل من كان فقيرا كان يُكرم بزيادة،

64 لم يفتحوا للآدومي ليدخل عند اليشع لانه كان يستند على العظمة،

65 دخل الفقراء ليُشفوا من امراضهم ومنعوا قائد الجيش من الدخول عند القديس،

66 كان قد فكر بان الناس يخرجون للقائه في بيت اليشع ويستقبلونه باكرام مثل عظيم،

67 وهم يسجدون له ويقدمون له المجلس السامي والسجدات مثل قائد ورئيس البلد،

68 اتى واحتُقر لانه لم يدخل عند اليشع، ولا النبي خرج عنده ليشفي مرضه،

69 على ذلك الباب لم يجد المحاباة التي يُكرم بها عادة الاسياد،

70 غضب ليغادر فاقترب عبيده وتوسلوا اليه: سيدي من الافضل ان تذهب وتسبح كما بلّغك.[16]

 

نعمان يسبح سبعا في الاردن: رمز ايام الاسبوع واعمدة العالم السبعة

71 ذهب وسبح سبع مرات كما أُمر وشلح جربه وصار طاهرا بقوة عظمى،[17]

72 لماذا امره ان يسبح سبع مرات:؟ ان القوة واحدة لا تخضع للارقام،

73 بقوة عظمى انزل موسى من جبل سيناء تعليما لكل عالم البشر،

74 منه تعلم كل العالم بان له ربا، /325/ ويوجد بارٍ وهو الذي حرك العالم ليقوم،

75 في ستة ايام قامت البرايا وتخومها، وفي اليوم السابع استراح من اتقاناته،[18]

76 ولهذا اكرم السبتَ سباعي الايام لانه اكليل به خُتمت كل البرايا،

77 الحكمة بنت لها بيتا عظيما مليئا جمالا، وسندته بسبعة اعمدة اقامتها فيه،[19]

78 العالم يسير بسبعة ايام نحو التغييرات، وهي تدور فيه كل يوم وتقيمه،

79 ايام الاسبوع السبعة التي بها يقوم العالم كله تقف كالعواميد وتحمله،

80 ولهذا النبي علّم الآدومي سرَ السبت بالمرات السبع التي سبح وطهر،

81 بحيث لو يثور سؤال على العدد ياتي ويدخل سرُ السبت ويظهر نفسه،

82 ومن التوراة يشرق جمال ذلك العدد الذي به اقام الباري العوالم واتقاناتها،

83 طهر الآدومي كان اعجوبة وكان يلزم مع الاعجوبة التعليم،

 

84 فوضع النبي عدد الايام السبعة ليصير دافعا للآدوميين ويفيدهم،

85 بحيث لما يستفسرون عن عدد المرات السبع /326/ يعرفون القوة من التوراة صاحبة الكنوز،

86 اشرق خبر القدرة البارية والاتقانات والباري الذي اقام العوالم في سبعة ايام.

 

شفاء نعمان

87 سبح نعمان وهرب برصه وتعافى جسده واقتنى جسما جديدا يشبه جسم الولد،

88 لما سمع الكلمة احتقرها لكونها ناقصة، ولما تحققت خاف من العجب بسبب عظمته،

89 القوة العظمى التي ترافق النبؤة قامت في النهر وتعافى الجسم الذي كان فاسدا،

90 القدرة العاملة التي انجزت العالم بسبعة ايام غيّرت الجسم بسباحة نعمان سبع مرات،

91 تعافى جسمه وخاف من العجب وفرح قلبه وامتلأت نفسه بايمان الله،

92 هرب برصه وهربت الشكوك من فكره، وراى العجب وتحرك ليسبّح بسبب الاعجوبة،

93 عاد فرحا الى باب الرجل الالهي ليسبّح لاجل الاعجوبة العظمى التي شاهدها،

94 اقرّ علنا بانه لا يوجد اله في كل الارض الا في اسرائيل وله اسجد،[20]

95 هذا هو الذي اقام العالم بسبعة ايام، وهو مسلط على البرايا ليغيرها.

 

نعمان يقدم الهدايا لاليشع ويرفضها النبي

96 الادومي جلب الفضة واعطى لاليشع، /327/ وتوسل اليه لياخذها منه كقربان،[21]

97 تعارك الغنى والفقر على باب بيت ذلك الفقير الالهي،

98 داس الغنى البغيض والبعيد عن الله، ولم يمد يده لياخذ المال الذي قُدم له،

99 كان عيبا على ذلك الذي صرخ في البرص وهرب ان يحني يده مثل ضعيف الى المال،

100 كان مال وبرص الآدومي بغيضا في عينيه، ومثل صادق طرد كليهما من عتبته،

101 هزّم برصَه ورذل ماله المساوي له، واحتقر البرص والمال ورذل كليهما،

102 ضغط عليه كثيرا لياخذ منه ولم يتنازل لانه كان يحتقر كل كنوز السلاطين،

103 كان الايمان مضطرما في نفس نعمان، واضطرمت فيه محبة الرب كاللهيب،

104 كان يشتهي ان يعطي المال بكثرة، والرجل الذي يبغض ان يقتني الغنى لم يكن يقبل،

105 هربُ برص نعمان كان من عند الله، واحتقار النبي للمال كان من عنده،

106 جمال نفسه هو كونه هرب من المال واحتقر الغنى الذي يحرق الكثيرين بناره،

107 محبة المال التي تقتل مرارا حتى القديسين، /328/ قتلها النبي واخرجها وداسها خارج بابه،

 

108 بطهر نعمان [ غلبت[22] فيه قوة الله، ونصرُ النبي يعني انه غلب محبة الذهب،

109 الوصية التي اعطاها ابن الله لرسله كانت موضوعة في نفسه ليبغض الذهب مثل التلميذ،[23]

110 بعين النبؤة السامية راى درب الرسل وسار فيه بدون المقتنيات.

 

جيحزي ومحبة المال (2ملوك 5/20-27)

111 محبة المال التي غُلبت من قبل اليشع، صنعت كمينا لتُهلك التلميذَ الراخي،

112 وبما ان المعلم غلبها فقد عادت الى التلميذ، واذ وجدته راخيا داسته واستضعفته،

113 النار التي انطفأت عند اليشع اضطرمت وشبّت في جيحزي ليحترق بها بدل معلمه،

114 الخطيئة التي دُحرت من قبل المعلم العظيم المليء بهاء عادت الى التلميذ المليء طمعا،

115 وجد بان معلمه رذل مال الآدوميين، فذمّه واحتقره لانه كان ثملا بمحبة الذهب،

116 شهوة الغنى رمته بالسهم فطُعن وسقط، وقادته ليخرج ويصبح ايضا سارقا،

117 لم ينتظر ان يقتني فقط لو يعطونه، لكنه ركض ليسرق سرقة مثل نشيط،

118 بجسارته صار بدل القاني سارقا، /329/ وكان يحترق بمحبة المال المضطرمة فيه،

119 وذمّ معلمَه قائلا: لماذا رفض الآدومي ولم ياخذ منه المال الذي اعطاه اياه لما شُفي،؟

120 ولكونه ثملا بشهوة محبة الذهب البغيضة، كان تمييز معلمه العظيم بغيضا في عينيه،

121 واذ ظن بانه يكمل نقص معلمه، ركض السارق وراء نعمان وقال له:

122 اتى اناس محتاجون عند معلمنا لنسندهم فاراد ان يعطي وزنة فضة للمعوزين،[24]

123 قائد الجيش اعطى الوزنة والثياب بقلب صالح وهو مسرور كما طلب ذاك السارق.[25]

 

اليشع يرى الخفايا

124 اعطاه ضعفا وجلبه وعاد بسرعة وقد اخفى وطمر وستر وهيأ بحكمة،

125 جيحزي الجاهل: إما نسي من هو معلمه، وإما سكر سكرا وفقد عقله بمحبة الذهب،

126 يا جيحزي ماذا اختفى عن اليشع،؟ واين لا يتطلع الى الخفايا ليراها،؟

127 اي سرّ اختفى قط عن اليشع حتى تعصي فضتك عليه ولا يشعر بها.؟

 

 

الشهوة تغطي وجه النفس لئلا ترى الشرور

128 شهوة الشيء تحجب وجه النفس، /330/ وتغطيه لئلا ترى العمل السيء،

129 لو ضمير المرء يدينه قبل ان يخطيء فهو يبين له ان خطيئته بغيضة ولن يخطي ابدا،

130 لما تتحرك الشهوة وتركض لتقوم بعمل، حكمُ الضمير يبطل بالشهوة عن (القيام) بالواجب،

131 شهوة الفضة خطفت جيحزي ولم يفهم بان معلمه كان يقتني عينا خفية ترى الاسرار.

 

جيحزي يخفي فضته عن اليشع

132 حفر وطمر وهو يظن بانه لا يشعر به وبما انه كان ثملا فقد اظلمت نفسه عن الفهم،

133 حاول وطمر فضته بحيلة واتى ووقف امام اليشع مثل وديع،

134 المعلم الذي نفسه هي مليئة بروح الايحاءات بدأ يسأل: من اين اتى جيحزي،؟[26]

135 بفرية تتبعها السرقة قال الجاهل: عبدك لم يحِد الى هنا، ولا الى هناك،[27]

136 بدأ النبي يوبخه ويزجره ويفضحه ويبين له العمل الذي جرى في دربه،

137 ابان لي قلبي ان رجلا نزل من المركبة للقائك، واعطاك فضة وجلبتها واخبأتها،[28]

138 قلب هذا النبي العجيب كان مرآة مليئة نورا ترى الاسرار روحيا،

139 لما كان في بيته راى نعمانَ وراء الجبل، /331/ لما صرّ الوزنة واعطاها لجيحزي السارق.[29]

 

اليشع يوبخ جيحزي ويضربه بالبرص

140 كشف له السرّ كما لو كان معه وعنده، ووبخه وخجل لانه انفضح امام الكثيرين،

141 نعم ايها التلميذ ماذا علمتُك لو تعلمتَ،؟ ومتى وكيف تعاملنا مع محبة الذهب،؟

142 يا جيحزي لماذا تعمل عملا جديدا لم اشاهده فيك مثل سارق وطماع عظيم،؟

143 لماذا المقتنيات،؟ ولماذا الكروم،؟ ولماذا الزيتون والغنى المضطرب الذي لا يدوم في عالم شرير،؟[30]

144 امرتُك لما ارسلتُك لتحيي الميت بالا تُبارَك ولا تبارِك من يصادفك،[31]

145 امرتُك ان تسكت وتركض في طريق النبؤة العظمى، والآن لقد ملأتها سرقة،

 

146 ليلتصق بك برص نعمان الآدومي الذي اخذتَ فضته، فخذ برصَه واقتنه،[32]

147 اقتنِ البرص والفضة لان هذا وتلك بغيضة، اقتنِ كليهما وكن سخرية في العالم كله،

148 كلمة ذلك القديس تحققت الهيا والبست جيحزي الطماع قميص الجرب،

149 مع كلمته تم الفعل بقوة عظمى ولبس جسمُ جيحزي الدنس ومكث في عاره،

150 القميص الذي شلحه نعمان لبسه جيحزي، /332/ وابان النبي العظيم قوته بكليهما،

151 بكلمة فمه شلّح واحدا والبس آخر، لان قوة عظيمة كانت توجد في كلمته لما يتكلم،

152 طهّر نعمانَ واعطى الدنس لذلك الطماع، ووقفت خجلة شهوة الذهب والسرقة،

153 احتقر الغنى واعطى النصرَ للفقر، وجعل الطمعَ عارا في العالم كله،

154 وبما ان جيحزي تاق ليقتني الثياب، اعطاه النبي ثوب البرص ولبسه وخزي،

155 جعل هذا كمرآة لمحبي الغنى وجعل السارق مثلا في العالم كله،

156 صوّر النبي صورة العار لذلك السارق ووضعها في كتابه، وهوذا كل البرية تنظر اليه،

157 به يتعلم المرء كم ان محبة المال هي دنسة، وهي برص خفي وبغيضة جدا لمن يقتنيها.

 

الخاتمة

158 اكليل الانتصارات لذلك الذي ابغض ان يقتني الذهب، مبارك الذي اعطاه اسما جميلا في العالم كله.

 

كمل (الميمر) الرابع على اليشع

 

[1] – مزمور 97/11

[2] – مزمور 119/105

[3] – نص: مهدته، بيجان يصوب: مهدتها

[4] – مزمور 92/5

[5] – يذكر يعقوب ما فعله افرام يوم دعا الشابات والبتولات “بنات الآراميين” أي البيع او البتولات غير العبرانيات للترتيل في البيع لمناهضة برديصان وغيره. انظر، ميمره على افرام

[6] – مرقس 12/42

[7] – نص: لحني، بيجان يصوب: لحن. نص: لحني، بيجان يصوب: لحن

[8] – مزمور 119/103، 105

[9] – جامعة 1/2، 1يوحنا 1/5

[10] – يعقوب 2/7

[11] – 2ملوك 4/8-36

[12] – 2ملوك 5/9

[13] – 2ملوك 5/10

[14] – 2ملوك 5/11

[15] – 2ملوك 5/12

[16] – 2ملوك 5/13

[17] – 2ملوك 5/14

[18] – تكوين 1، 2/1-3

[19] – امثال 9/1. انظر، ميمره 71

[20] – 2ملوك 5/15

[21] – 2ملوك 5/15

[22] – نص: الذي طهر، سوني يصوب: غلبت

[23] – متى 10/9

[24] – 2ملوك 5/22

[25] – 2ملوك 5/23

[26] – 2ملوك 5/25

[27] – 2ملوك 5/25

[28] – 2ملوك 5/26

[29] – 2ملوك 5/22، 23

[30] – 2ملوك 5/26

[31] – 2ملوك 4/29

[32] – 2ملوك 5/27