الميمر 117 الثاني على اليشع وعلى ملك موآب الذي ذبح ابنه على السور

الميمر 117

 

        الكتاب ينير عينَي النفس من القراءات، فاقرأ ايها المتميز وامتليء نورا منه بمحبة، من قراءات اللاهوت تشرق الشمس على الافكار التي تصادفها بتمييز، وضع الله الكتبَ في العالم كمصابيح النور العظيم في الظلمة حتى نستنير بها، من يحب تستنير نفسه من القراءات ويمشي في ولاياتها كانما في نهار عظيم، اقترب من الكتاب وانت تحبه وشاهد جماله لانه لا يسمح لك ان ترى وجهه الا بالمحبة، لو تقرأ بدون محبة لن تستفيد لان المحبة هي باب به يدخل الانسان الى الفهم، لما تمسك الكتاب يطلب منك ما يلي: لا تقرأ فيه ما لم تحبه اكثر من نفسك، يقول لك: لو تقرأ فيّ بكسل انا ايضا املّ منك لاكشف لك معانيّ، إما احببني وافتح واقرأ وشاهد جمالي، وإما لا تقرأ لانه لو لم تحبني لن تستفيد، تلك الفكرة التي تكوّنها عني لما تمسكني اكوّنها انا ايضا عنك لما اصادفك، لو تتحرك فيك المحبة والرغبة الى معانيّ، ساحرّك نحوك كل ثرواتي لتاخذها، لو ارى نفسك مفتوحة لي بمحبة، سافتح لك كل ابوابي لتدخل فيها، لي اكيال وموازين ومعايير واجازي بعدالة كل احد، من يحبني لما يقرأني احبه، ولو يطلب مني ساعطيه كل كنوزي، لما يقرأ فيّ بدون محبة الاقيه مثله ايضا واطلقه باصوات خارجية، من يمسكني بمحبة نفسه يقدر ان يستعبدني، ولو احبني ساصفّ امامه كل كنوزي، ما لم يحب لا يُضِع وقته فيّ فلن يستفيد مني لانني اقدم له كلمات فقط بدون معان.

        تعجب من ذبيحة ملك موآب: اخذتُ الكتاب واذ انا اقرأ صادفني عجب من ملك موآب الذي ذبح ابنه على السور، وتركتُ القراءة ووقفت بعجب عظيم، ودخلت واجتهدت لافهم بمحبة عظمى، ذبح الوثني ابنه على السور لابليس الدنس، ومن الله حلّ الغضب على اسرائيل، ولهذا اخذتني الحيرة لاتكلم عن فعله لان هدفه خفي عن الكثيرين، وسماع الموضوع يقلق الكثيرين.

        ملك موآب صدّق بان صنمه الفاسد ينقذه، وشعب الرب كان متشككا من انقاذ الرب له، راى الله بان ملك موآب حتى لو مات لا يترك صنمه او يبغضه، وراى بانه لو يصنع للشعب ربوات القوات، فانه منقسم وراخ وايمانه غير صادق، قبل عليه ان يظن الوثني بان الهه عظيم، وهذا ما كان يظنه قبل ان يذبح وهو ضالّ، سمح ايضا بان يتشكك منه ابناء العبرانيين، ليتشككوا سواء انتصروا او لم ينتصروا.

        الموضوع يشكك لو لم يفسر: هل يبدل شعوب الارض آلهتهم كما يبدل اسرائيل كرامتي بدون فائدة،؟ هنا وبخهم بذبيحة الوثني لانهم لا يحبونه مثل ذلك الضال الذي احتقرهم، كان قد تنازل وقارن نفسه باله الشعوب الباطل ليخزي شعبه الذي لا يحبه.

        حفظ دينونة ملك موآب الوثني في السِفر مع الهالكين ليعقّب عن دينونته لما يظهر غيرته في الوثنيين، واهمله الى وقت المجازاة لئلا يُقاصص لانه كان قد سكب دما بريئا، كان خارجيا ولم يكن قد حان وقت تاديبه، فاراد ان يرشد به الداخليين ليخجلوا.

 

– المخطوطة: لندن 17184 ورقة 27

– لا يرد في البداية ولا في النهاية اسم المؤلف. الميمر معقد لغويا ولا توجد فيه النكهة السروجية الشعرية كما نجدها في بقية ميامره، باستثناء تحليله الرائع للمحاورة بين الكتاب والقاريء. فيه التكرار لفكرة واحدة وهي توبيخ العبرانيين الذين لا يصدقون الاله الحقيقي كما صدق ملك موآب الوثني الهه الباطل ونحر ابنه البكر امامه لينجو من الحرب. يرقى تاريخ تاليف هذا الميمر كبقية ميامره البديعة على اليشع الى فترة الشباب اي الى حوالي سنة 490م.

 

– الدراسات:

Traduction anglaise, in, HTM, TV 1 (1989), pp. 51-67

 

 

 

الميمر 117

الثاني على اليشع وعلى ملك موآب الذي ذبح ابنه على السور

(2ملوك 3/4-27)

 

المقدمة

 

1 الكتاب ينير عينَي النفس من القراءات، فاقرأ ايها المتميز وامتليء نورا منه بمحبة،

2 من قراءات اللاهوت تشرق الشمس على الافكار التي تصادفها بتمييز،

3 وضع الله الكتبَ في العالم كمصابيح النور العظيم في الظلمة حتى نستنير بها،

4 من يحب تستنير نفسه من القراءات ويمشي في ولاياتها كانما في نهار عظيم،

5 اقترب من الكتاب وانت تحبه وشاهد جماله لانه لا يسمح لك ان ترى وجهه الا بالمحبة،

6 لو تقرأ بدون محبة لن تستفيد لان المحبة هي باب به يدخل الانسان الى الفهم،

7 لما تمسك الكتاب يطلب منك ما يلي: لا تقرأ فيه ما لم تحبه اكثر من نفسك،

8 يقول لك: لو تقرأ فيّ بكسل انا ايضا املّ منك لاكشف لك معانيّ،

9 إما احببني وافتح واقرأ وشاهد جمالي، /283/ وإما لا تقرأ لانه لو لم تحبني لن تستفيد،

10 تلك الفكرة التي تكوّنها عني لما تمسكني اكوّنها انا ايضا عنك لما اصادفك،

11 لو تتحرك فيك المحبة والرغبة الى معانيّ، ساحرّك نحوك كل ثرواتي لتاخذها،

12 لو ارى نفسك مفتوحة لي بمحبة، سافتح لك كل ابوابي لتدخل فيها،

13 لي اكيال وموازين ومعايير واجازي بعدالة كل واحد (حسب أعماله)،

14 من يحبني لما يقرأني احبه، ولو يطلب مني ساعطيه كل كنوزي،

15 لما يقرأ فيّ بدون محبة الاقيه مثله ايضا واطلقه باصوات خارجية،

16 من يمسكني بمحبة نفسه يقدر ان يستعبدني، ولو احبني ساصفّ امامه كل كنوزي،

17 ما لم يحب لا يُضِع وقته فيّ فلن يستفيد مني لانني اقدم له كلمات فقط بدون معان،

18 يقول الكتاب هذه الكلمات لمن يقرأ فيه ويحثه ليقتني المحبة وبعدئذ يلتقيه،

19 اذاً يلزم لمن يقترب من القراءات ان تحركه المحبة، وهوذا عقله قد اغتنى من الفهم.

 

يعقوب يتكلم

20 اخذتُ الكتاب واذ انا اقرأ صادفني عجب /284/ من ملك موآب الذي ذبح ابنه على السور،

21 وتركتُ القراءة ووقفت بعجب عظيم، ودخلت واجتهدت لافهم بمحبة عظمى،

22 ذبح الوثني ابنه على السور لابليس الدنس، ومن الله حلّ الغضب على اسرائيل،

 

23 ولهذا اخذتني الحيرة لاتكلم عن فعله لان هدفه خفي عن الكثيرين،

24 كان قد ذبح لابليس وغلب الشعبَ العظيم بواسطة الرب، وسماع الموضوع يقلق الكثيرين،

25 الآن صممتُ لاتكلم عنه لو توجد المحبة في الاذن التي تسمع لكي تفهم.

 

حرب اسرائيل ويهوذا وآدوم على موآب (2ملوك3/4-26)

26 ثلاثة ملوك خرجوا لمحاربة بني موآب: الاسرائيليون واليهود والآدوميون،

27 ثلاثة ملوك تجمعوا لمحاربة موآب الضعيف ويشنوا عليه معركة قاسية.

 

اليشع يصنع اعجوبة الماء (2ملوك 3/17)

28 وصادفهم عطش عظيم وعذبهم، وجاء الملوك عند اليشع واستجاب لهم،

29 وصلى النبي وفاضت جداول المياه السريعة للشعب العظيم بدون ريح وبدون مطر،

30 وامتلأ الوادي بمستنقعات الماء بالرمز الخفي، وشرب الشعوب المتجمعون للمعركة،

31 وتقووا وجابهوا الخطر بجبروت، /285/ ودمرت الحرب الموآبي وقُهر الاثيم،

32 احاط به العساكر المتجمعون وخربوا ارضه وكسحوا [ ميراثه[1] بغضب،

33 حميت المعركة [ واستاصلوا[2] قراه المحصنة وافسدوا وابادوا جمال ارضه ومدنه،

34 راى الوثني بان الحرب اشتدت عليه، ولم يقدر ان يقاوم خطر تلك المعركة،

35 صمم الملكُ ان ينهزم ولم يسمحوا له، وتوسط ووقف بين الافواج السريعة،

36 واحاطت به الحرب كموج بحر عظيم، ولا يوجد مساعد ولا منقذ ولا معين.

 

ملك موآب يذبح ابنه على السور وينجو (2ملوك 3/27)

37 قبض حالا على ابنه البكر الذي كان يحبه، واصعده محرقة فوق السور امام الكثيرين،

38 واشتد غضب الرب على الشعوب المحيطة به، واشتد الشر على العبرانيين والآدوميين،

39 وصار فرج للملك الوثني بذبيحة ابنه، وتوقفت حرب الملوك التي كان تُشن عليه،

40 وبذبيحة ابنه زالت عنه المخاصمة العظمى، وبدم بكره كسب الحرب الجبارة.

 

كيف انتصر ملك موآب بواسطة الذبيحة لابليس؟

41 ولهذا فالاستفسار هو عظيم: كيف /286/ انتصر وثني بذبيحة دنسة اصعدها،؟

42 الحرب هي حرب الرب، والذبيحة قُربت لابليس، كيف نصره الرب بذبيحة دنسة،؟

 

43 صنمُ الملك الذي ذبح له ابنه على السور لم يكن يقدر ان ينتصر ولا ان يدحر،

44 الرب الذي بيده توجد الغلبة والخسارة، ذبيحة الوثني لم تكن ذبيحته بل كانت ذبيحة الاصنام،

45 انه مكتوب: ان غضب الرب اشتد على اسرائيل، ابليس الذي قبل الذبيحة لم يحقق الغلبة،

46 لنستفسر الآن لماذا نصر الرب ملكَ موآب بينما كان قد ذبح بكره للصنم،؟

47 وجد كم كان الوثني متكلا على الهه، واشتد غضبه على شعبه اسرائيل،

48 ذاك صدّق بان صنمه الفاسد ينقذه، وشعب الرب كان متشككا من انقاذ الرب له،

49 ولهذا احتد غضبه على العبرانيين لانهم لا يحبونه ولايفتخرون به مثل الوثنيين،

50 الوثني احب الهه الذي ليس الها، حتى انه ذبح له بكره،

51 انا الرب والاله والمخلص لماذا لم تحبوني ايها العبرانيون كالاصنام،؟

52 ذاك اللاشيء احبه ملكُ موآب كما لو كان شيئا عظيما، /287/ وبمحبة عظمى ذبح له بكره،

53 وانا الكائن والرب والشيء العظيم حسبني الشعب كلاشيء وهو يبغضني،

54 ولهذا ادحرُ من لم يحبوني امام ذلك الوثني الموجودة فيه المحبة لالهه،

55 هذا صدّق الكذبَ ولم يتشكك، وشعبي يكّذب الحقيقة ويتشكك من الخلاص،

56 هذا الوثني الذي لم يجد في الهه القوة ولا العون ولا اعجوبة الجبروت،

57 ولا الآيات ولا الانتصارات باي شكل من الاشكال كان قد صدّقه وذبح له ابنه ولم يتشكك،

58 اسرائيل الذي راى قواتي وذراعي العالي الذي شطر البحر وفجر الصخرة وحلّى الماء،[3]

59 وانزل المنّ واصعد السلوى واجزل الخيرات وثلم النهر واستاصل الاسوار وقهر الملوك،[4]

60 في مصر القوات، وفي البحر المعجزات، وفي الصحراء المذهلات، وفي سيناء المخاوف، وفي كل المواضع كل الانتصارات،

61 بعد هذه العظائم التي صنعتُها، شعبي مرتاب ومرتخ ولا يصدقني بانه سينتصر بواسطتي،

62 ولهذا ارذله امام الخاسر ليتعلم منه كيف يتكل على الهه،

63 ذاك يحب صنمه دون ان يختبره، /288/ وانا جربني الشعب بالقوات ولا يحبني،

64 موسى علّمه ان يحب الهه، وبما انه لم يسمعه فقد زيحه الوثني بمحبته البالغة لصنمه،

65 ذبح له بكرَه وهو لم يجربه حتى يساعده، وانا احتقرني شعبي بينما مساعداتي كثيرة جدا،

66 لاجل هذا اشتد الغضب على اسرائيل لما ذبح الموآبي ابنَه على السور لصنمه،

67 ليخجل الشعب الذي لم يحب الرب ربه مثل الوثني الذي برهن على محبته بذبيحة ابنه،

68 هولاء الملوك الثلاثة الذين حاربوا ذلك الوثني راوا الاعجوبة التي اجترحها اليشع،

69 مستنقعات الماء للعطاش للشعب العظيم انهار سريعة في الصحو بدون ضباب،

 

70 شرب اولائك العساكر ولم يسبّحوا، ورأوا الآية ولم يتحركوا ليشكروا بسبب الاعجوبة،

71 ولهذا طُردوا بذبيحة الوثني لانه ربط اتكاله بالله بدون آية،

72 راوا في اليشع قوات موسى العظيم الذي صلّى وملأ الوادي الماء وسقاهم،[5]

73 وتفجرت السيول للعساكر في درب آدوم كتلك الصخرة التي ولدت المستنقعات في آشيمون،[6]

74 ولانهم نكروا مجد حدوث آية عظيمة، /289/ كانوا يُحتقرون بواسطة وثني لم ير آية وآمن،

75 خسر الشقي وخربت ارضه وفنى شعبه وراى القوات التي صنعها رب بني يعقوب،

76 وسمع اخبار القوات التي صنعها اليشع وراى بامّ عينيه ذراع آدوناي السامية،

77 اشتدت الحرب العظمى التي احاطت به، وضعف بالخطر الذي داهمه من كل الجهات،

78 لم يبتعد عن الهه بسبب حدوث الاعجوبة، ولم يتشكك الشقي ويحتقر صنمه لانه خسر،

79 ولم يترك ايمانه لانهم قهروه، ولم يظن بان الهه ليس الها لانه لم يخلصه،

80 وبعد كل هذا ذبح له بكره وصدّق بانه يساعده ولم يتشكك من الخلاص،

81 راى الرب وصعد غضبه على اسرائيل لانه لم يكن ثابتا عند الهه مثل الوثني،

82 تلك الثقة الموجودة في (الموآبي) باللاشيء، كان يطلبها الرب لتصير لشعبه ويثق به،

83 كان يوبخهم ليقتنوا بمحبة فكر الايمان اللامائل به،

84 بذبيحة الوثني احتقرهم وهزّمهم لانهم لم يكونوا متكلين على الله مثله.

 

ملك موآب والملوك الثلاثة ابناء ابراهيم

85 /290/ هولاء الشعوب الثلاثة الذين تعاركوا معه هم ابناء ابراهيم ومن قبائله،

86 ابناء اسرائيل وابناء يهوذا وابناء آدوم، ابناء انجبهم عيسو ويعقوب من بيت اسحق،

87 هولاء كانوا يُطالبون بإظهار مثل محبة آبائهم لله في سِيَرِهم،

88 تلك الفكرة التي كان يلزم ان يقتنيها هولاء عن الله، اقتناها الوثني عن الهه،

89 مثل ابراهيم الذي ربط ابنه امام الهه ذبح بكره لذلك الذي كان يُظن بانه الهه،[7]

90 المحبة التي كان يلزم على هولاء ان يبينوها، ابانها لذلك الابليس الذي كان يسجد له،

91 وغضب الرب لان الآخرين احبوا آلهتهم بالمحبة الواجبة له من قبل الساجدين له،

92 الايمان الذي شوهد عند ابراهيم اقتناه الوثني لذلك الابليس الذي كان يذبح له،[8]

 

93 ابناء اسحق الذي كان مربوطا ليصير ذبيحة نسوا محبة اله آبائهم،[9]

94 احبوا الاصنام وتبعوا الاباطيل ونسوا وتركوا ايمان بيت ابراهيم،

95 وغضب الرب لانه راى ملكَ موآب قد اخذ ايمانهم لالهه،

96 /291/ وذبح بكره بغليان ايمانه المضطرم لذلك الصنم الذي كان يسجد له،

97 ولهذا صعد غضب الرب على العبرانيين لانه راى بان ايمانهم هو بارد،

98 ولا يحبونه مثل الوثنيين (الذين يحبون) آلهتهم، ولا يكرمونه كما (يكرم) الضالون اصنامهم،

99 ولا يفتخرون به مثل الموآبيين بمنحوتاتهم، ولا يصدّقونه ليذبحوا له افكارهم،

100 محبتهم لله هي تفهة ونتنة وكل احساناته هي منسية ولا يُكرم،

101 ولكي يُحقروا بذبيحة الوثني لكونهم فارغين من العدالة اشتد الغضب واقلقهم.

 

لا يفكر الوثن بان الصنم خلصهم ولا يفكر اليهود بان ابليس هزّمهم

102 ولم يخف الرب لئلا يفكر ذاك الهالك (ويقول): لعل الهه ابعد عنه الحرب،

103 ولئلا يفكر عساكر ابناء يعقوب بان الابليس قبل ذبيحته وهزّمهم،

104 لم يمنع الشكوك عن الاسرائليين لانهم يريدون حجة حتى يذبحوا للاصنام الخربة،

105 كان يعرف ان من هو ثابت عند الهه، لا توجد حجة تقدر ان تفصل محبته عنه،

106 من يبغض لا يقدر ان يحب بواسطة الآيات ولا بالانتصارات لانه منقسم في ايمانه،[10]

107 /292/ راى الله بان ملك موآب حتى لو مات لن يترك صنمه او يبغضه،

108 وراى بانه لو يصنع للشعب ربوات القوات، فهو منقسم وراخ وايمانه غير صادق،

109 وهو متشكك من نفسه بغير داع للشكوك، ويحب ذبائح الابالسة في كل الفرص،

110 ولو اهمل ولم يصعد غضبه كما صعد لم يكن ينتفع الموآبي ولا الاسرائلي،

111 لان ذلك الوثني لم يكن يتشكك من الهه، ولا كان الشعب يلتئم ليحب الرب،

112 وراى الرب بانه لو اطال اناته لما كان يفيد، فصعد غضبه ومعهم افسد ايمانه،

113 غضب على شعبه بذبيحة ابن الوثني، وجرّمهم ثم نصر ذلك ولم يحزن،

114 حتى يفكر الوثني بان الهه اتى الى عونه، ويفكر هولاء بان ابليس هزّمهم بواسطة الذبيحة،

115 وتملك هناك كل الضلالة على الهالكين، في ارادتهم الرب هو واحد ثم اضلّهم،

116 قبل عليه ان يظن الوثني بان الهه عظيم، وهذا ما كان يظنه قبل ان يذبح وهو ضالّ،

117 سمح ايضا ان يتشكك منه ابناء العبرانيين، ليتشككوا سواء انتصروا او لم ينتصروا،

118 /293/ الرب ثبّت كل احد في خصوصيته بموجب عمله ولم يتغير فكرهم بما حدث،

 

119 ماذا كان لملك موآب ان يقرّبه بقلب صالح لابليس حبيبه الا بكره،؟

120 وبشدة غضب الله على اسرائيل لم تحدث اضافة الى محبته لالهه،

121 ذاك الضال العظيم ظَل ضلالة لانه سواء غلب ام لم يغلب يحب صنمه،

122 واشتد غضب الرب على بني شعبه بذبيحة الوثني ليوبخهم بسبب نكورهم له،

123 كان يعرف ان من يحبه سيحبه ايضا كلما ادّبه بواسطة التاديب،

124 ومن هو منقسم ومليء شكوكا وكفرا، كل الخيرات التي يصفّها امامه هي مُرّة له،

125 وبما ان اسرائيل كان ينكر كل الخيرات فقد احتقره بواسطة وثني لم يترك صنمه بشروره،

126 وجد قوة الوثني: كم كان بهيا في خصوصيته بذبيحة دنسة وبتوبيخ لشعب طاهر بغضب عظيم.

 

الموضوع يسبب الشكوك للبسيط

127 من يقرأ خبره يعثر لما يصادفه، ولو لم يجد حلّه ويفتش عليه سيضطرب،

128 لما يوصف في القراءات يشبه عثرة بالنسبة لمن يحيد نظره قليلا عن الفهم،

129 /294/ ويكلّ العقل بخبره ويقف ناظرا اليه، لانه غامض وخفي لو لم يوضحه التفسير،

130 المتميز لا يضطرب لما يصادفه لان درب الملك خال كله من العثرات،

131 تدبير الله كله نور والنفس العمياء تعثر به لانها لم تعرفه،

132 بذبيحة بكره اشتد الغضب على اسرائيل، والعارف يفهم دون ان يعثر،

133 بعد صوت الرب غضب على العبرانيين الذين لا يفخرون به مثل شعوب يفتخرون بآلهتهم.

 

شعوب الارض لا يبدلون آلهتهم كما يبدل اسرائيل كرامتي

(ارميا 2/10-11)

134 وهذا ما قاله في احدى المرات معاتبا يوم ارسل الى جزر قيدار ليوبخهم،[11]

135 هل يبدل شعوب الارض آلهتهم كما يبدل اسرائيل كرامتي بدون فائدة،؟ [12]

136 اخذ برهانا من آلهة الشعوب الباطلة وتنازل ليخزيهم لكثرة نكورهم له،

137 هنا وبخهم بذبيحة الوثني لانهم لا يحبونه مثل ذلك الضال الذي احتقرهم،

138 كان يوبخهم (قائلا): لا يبدل شعوب الارض آلهتهم وشعبي يبدلني بالاصنام،

139 /295/ كان قد تنازل وقارن نفسه باله الشعوب الباطل ليخزي شعبه الذي لا يحبه،

140 حتى يلقي الرعب على اسرائيل وهو يوبخه لانه باية جسارة واهانة دعا الهه،

 

141 افرض بانني صنم وتسجد لي، لماذا بدلتني،؟ هذا ما لا يحدث في الشعوب،

142 تنازل كثيرا ليعلّمهم فاحتقرهم لانهم لم يحفظوا له حتى مقام صنم لئلا يُبدّل،

143 وهنا اخزاهم بذبيحة ملك موآب لانهم لا يحبونه مثل ذلك الوثني الذي يحب اللاشيء.

 

دينونة ملك موآب حُفظت لليوم الاخير

144 حفظ دينونة الوثني في السِفر مع الهالكين ليعقّب عن دينونته لما يظهر غيرته في الوثنيين،

145 واهمله الى وقت المجازاة لئلا يُقاصص لانه كان قد سكب دما بريئا،

146 كان ذاك هالكا ولم يكن بوسعه ان يهلك ايضا، فحفظ الرب قصاصه للدينونة العظمى،

147 جعله العادل بلا لوم الى ان يلوم به الشعبَ الذي لم يحب كم احب ما سجد له،

148 كانما لم يذمه بينما لومه عظيم جدا، حتى يلوم به الشعبَ بغضب وبعدئذ يدينه،

149 كان خارجيا ولم يكن قد حان وقت تاديبه، فاراد ان يرشد به الداخليين: كم عليهم ان يخجلوا.

 

الخاتمة

150 /296/ ولهذا كان قد صعد غضبه على اسرائيل، المجد للصالح الذي يقاصص ويقتني من يطلبونه.

 

كمل (الميمر) الثاني على اليشع

 

 

 

 

[1] – نص: ميراثها، بيجان يصوب: وميراثه

[2] – نص: واستاصل، بيجان يصوب: واستاصلوا

[3] – خروج 14، 13/3. 17/1-7. 15/22-25

[4] – خروج 16. يشوع 3. يشوع 6-7

[5] – 2ملوك 3/16-17

[6] – 2ملوك 3/16-17. خروج 17/1-7

[7] – تكوين 22

[8] – تكوين 15/6، رومية 4/3

[9] – تكوين 22

[10] – من يبغض لا يقدر ان يحب لانه منقسم حتى ولو شاهد الآيات !

[11] – ارميا 2/10-11، اشعيا 48/11

[12] – ارميا 2/10-11، اشعيا 48/11