الميمر 106 على المزمور: سبّحوا الرب تسبيحا جديدا

الميمر 106

 

        يا ابن الله ليكن لك فمي كنارة الالحان، وليهتف لك التسبيح النقي بعجب عظيم، لتتحرك كنارتي لتتحدث عن تسبيحك، وانا عارف بان كلمتك تفوق الناطقين، ربي اتكلم بفم مفتوح وانا مندهش لانك فتحتَه من موهبتك حتى يصفك، ساعدني لاتعجب بحواس اسمى من العادة، واذ يتعجب بك العقل يصفك الفم الذي فتحته، ليسبحك العقل، ليسبحك القلب بالدقات السريعة، والافكار النقية والقائمة مثل الملائكة للخدمة، ربي يعطي لك التسبيح النقي الضمير ايضا لانه نظر وراى كم انك مسبّح باعمالك، ربي تسبّحك كل الحواس النفسية والروحية والجسدية لانك مسبّح.

        ربي، القوال هو جسم كل الجمع ويقوم ليسبّح بدل كل الجمع، ربنا اعطه الكلمة لاجل كل الجمع حتى يرعد التسبيح بفم واحد من الكثيرين، ذاك الذي ينطق الكلمة التي يتلفظها ليست مُلكه لكنها مُلك عمومي وهي موضوعة لخدمة العموم، كما ان الفم والكلمة والصوت هو لكل الجسد، وكل الجسد يستخدمها وينطق بها، هكذا يقوم الملفان ايضا لكل الشعب ليصير لكله سببا لتسبيح الله.

        دعوة الى تسبيح الله: كل هذه الامور التي قالها داؤد هي زائدة، وقد قالها لاجلك حتى تسبّح بتمييز، مثل الحكيم كان يوقظ المستيقظين على التسبيح ليوقظ البشر من سباتهم، ولما تسمع بانه قال للملائكة: سبّحوا تتحرك وتستيقظ من البطالة حتى تسبّح، وتقول هكذا: إذا كان الملائكة لا يسكتون وها انهم يُطالبون بالتسبيح، اقوم انا (لاسبّح)، اذا كان داؤد يوقظ البرايا البعيدة على التسبيح، انا القريب كم سيردعني،؟ يطلب من الرياح والعواصف والتنانين ان تسبّح، انا الانسان ماذا يقوله لي،؟ لم يكن قريبا ليعلّم التسبيح للسماويين، لانه بنبؤته قد جُعل ملفانا للبشر، وبما انه راى بان البشر بطلوا من التسبيح فقد صرخ لتسبّح البرايا البعيدة، صار ملفانا للدبيب وللزحاف وللطير حتى يحتقر حرية الناس التي انكرت الجميل.

        الانسان هو صورة اللاهوت وقد جُعل ناطقا حتى لا يهدأ من التسبيح، ولازم عليه ان يعطي التسبيح الذي يخصه والذي لا يخصه لانه فم كل البرايا الصامتة.

        التسبيح الجديد كشمس جديدة تشرق كل يوم، سبّحتَ البارحة وذهب البارحة ودخل في منزله، اليوم اعط تسبيحا جديدا، لماذا انت بطال،؟ لاتتكل على التسبيح الذي دخل البارحة، فاليوم يطلب منك ان تسبّح هكذا، الشمس التي مشت وخدمتك البارحة لا تتركها اليوم تتوقف كما لو كانت مسيرتها في الامس كافية، لكن كما قامت لتنيرك اليوم فقط تنظر الى نور اليوم لتتنعم به، لو سبّحته البارحة واول البارحة ربوات المرات، فانت مدين له اليوم بتسبيح جديد، ولا تقل اشرقت شمس البارحة فاتركها تستريح ولا يلزم لي نورها اليوم.

        التسبيح الجديد كخبز الوجوه الحار والجديد المقدم في يومه: الناموس ايضا يامر هكذا: ليوضع خبز الوجوه اليومي في يومه على المائدة.

        البيعة تسبّح: بيعة الشعوب كانت عاهرة وصديقة الاصنام التي خطفها الابالسة وزنت وشبعت في بيت الآلهة، يقول الابالسة: هذه هي التي نكحناها لما كانت صبية ووجدناها في محبة الاصنام الباطلة، اتى الصليب واخذها منا وجعلها خاصته، وهوذا صوتها عال وتزمر التسبيح بقداسة.

– المخطوطة: لندن 12165 ورقة 145

– يرد في البداية اسم القديس مار يعقوب ويرد في النهاية اسم مار يعقوب. الميمر قطعة شعرية راقية وبديعة وذات بلاغة. لا يمل القاريء من مطالعته. يقول ملفاننا: يجب على الانسان ان يسبّح الرب الذي لا يحتاج الى تسبيحه، انما يريد الرب ان يقرب البشر اليه. السروجي يعتبر الانسان هنا ثلاثي التركيب: له حواس نفسية وروحية وجسدية. قد يرقى تاريخ تاليف الميمر الى فترة شباب ملفاننا يوم كان يعلّم في منطقة الرها أي حوالي سنة 480-485م.

 

 

للقديس مار يعقوب

الميمر 106

على المزمور: سبّحوا الرب تسبيحا جديدا

(مزمور 96/1، 149/1)

 

المقدمة

 

1 يا ابن الله ليكن لك فمي [ كنارة[1] الالحان، وليهتف لك التسبيح النقي بعجب عظيم،

2 لتتحرك كنارتي لتتحدث عن تسبيحك، وانا عارف بان كلمتك تفوق الناطقين،

3 ربي اتكلم بفم مفتوح وانا مندهش لانك فتحتَه من موهبتك حتى يصفك،

4 /893/ ساعدني لاتعجب بحواس اسمى من العادة، واذ يتعجب بك العقل يصفك الفم الذي فتحته،

5 ليسبّحك العقل لاجل عجائب خفائك التي هي اسمى من ان يعرفها العقل،

6 ليسبّحك القلب بالدقات السريعة، والافكار النقية والقائمة مثل الملائكة للخدمة،

7 ربي، يعطي لك التسبيح النقي الضمير ايضا لانه نظر وراى كم انك مسبّح باعمالك،

8 ربي، تسبّحك كل الحواس النفسية والروحية والجسدية لانك مسبّح،[2]

9 لتسبّحك العين لانك اعطيت لها كل جمال كل البرايا لتسعد به برؤيتها،

10 لتسبّحك الاذن التي فيها تنسكب كل حلاوة كل الاصوات وتقبلها بلذة،

11 ربي، لتسبّحك اليدان الاثنتان والاصابع العشرة التي تتحرك للعمل بدل كل الجسد،

12 لتسبّحك الرِجلان اللتان تحملان كل الجسد وتزيحانه كمركبة في كل المواضع،[3]

13 لتسبّح حاسة الشم التي هي مُلكها كل العطور والروائح وبها تسعد كثيرا،

14 ليشكر الحنك الذي يميز الحلو من المر، ويعرف ان يفحص كل اختلافات الاطعمة،

15 /894/ ليسبّح الفم تسبيحه والتسبيح الذي ليس خاصته لانه يملك الكلمة ليشكر بدل كل الجسم،

16 الفم ملزم بالتسبيح بدون جدال بدل الاعضاء الموضوعة في الجسم التي هي بلا كلمة،

17 اللسان ايضا والاسنان التي منها يرنّ الصوت لتسبّح كثيرا باصوات عمومية،

18 ربي، كل الجسم ملزم بتسبيحك، وهوذا الفم مفتوح ليسبّح بدل كله،

19 ساعد الفم ليوفي كل هذه الامور بدل كل الحواس الصامتة التي تحرك الفم حتى يشكر.

 

 

مهمة القوال او الملفان: التسبيح بدل كل الجماعة (1قورنثية 12)

20 ربي، القوال هو جسم كل الجمع ويقوم ليسبّح بدل كل الجمع،

21 ربنا، اعطه الكلمة لاجل كل الجمع حتى يرعد التسبيح بفم واحد من الكثيرين،

22 ذاك الذي ينطق الكلمة التي يلفظها ليست مُلكه لكنها مُلك عمومي وهي موضوعة لخدمة العموم،

23 كما ان الفم والكلمة والصوت هو لكل الجسد، وكل الجسد يستخدمها وينطق بها،

24 هكذا يقوم الملفان ايضا لكل الشعب ليصير لكله سببا لتسبيح الله،

25 اذاً الكلمة هي كموهبة عمومية /895/ ولم يعطها الرب لاجل واحد لما اعطاها،

26 لكن لاجل كل الشعب حتى يستفيد منها لما يقول واحد ويثير التسبيح في الكثيرين،

27 كل جمع البشر هو جسم واحد، وهو انسان واحد، وعضو واحد فقط،

28 وهكذا كل الاعضاء كما هي مكونة، كل واحد هو متقن ومنظوم في مكانه كعضو،

29 يوجد من هو نيّر كالعيون ومليء حكمة، وللآخر يوجد التمييز واللطف،

30 لذلك الترجمة، ولذلك التعليم والفهم، وللآخر الوداعة والسمع الصافي،

31 لو يعلّم كل الجمع من كان يتعلم،؟ ولو صار كله قوالا من كان يسمع،؟

32 لو كل الجسد هو عيون لما كان جسدا، ولو كان عيونا لما كان يسمع ولا يتكلم،

33 الجسد متقن حسنا ومنظوم من اعضاء بحيث يخدم كل واحد منها انداده،

34 اعطى العامل للعيون النور، وللآذان السمع، وللفم النطق، وللشم ان يستقبل كل الروائح،

35 وكلها مرتبطة ومعقودة في الجسد، وكل واحد منها جُعل مثل عبد لانداده،

36 لا تقول العين للجسد: النور هو مُلكي، /896/ لكنها تخدم كل الجسد وهي مُلك كله،

37 وهكذا الفم ينطق وحده والجسد صامت، وكل الجسد يستخدم الكلمة كل يوم،

38 هكذا ايضا يقوم القوال وينطق كلمة العموم لانداده محل الفم،

39 ولاجل كلها وبدل كلها يتعب لكلها لتستفيد كلها من التعليم الالهي،

40 اذاً الآن اسمعوا التعليم بمحبة كاعضاء الجسم العظيم الذي رأسه هو المسيح.[4]

 

داؤد يزمر للرب ويدعو البرايا الى تسبيحه (مزمور 148)

41 لكلمة الحياة عمل بالنسبة للسامعين لا احد يمل من السمع لانها للفائدة،

42 لتسعَ الكلمة كل يوم لتسبيح الرب لان كل البرية مدينة لتسبيحه،

43 داؤد الذي صار كنارة الحان المزامير، ها انه يُنهض كل البرايا كل يوم للتسبيح،

44 قام في الوسط بين الارضيين والسماويين مثل من يقوم بين الجوقَين ليحثهما،

 

45 صرخ: سبّحوا الرب من السماء، وهتف بمزموره: سبّحوا الرب من الارض،[5]

46 دعا اللجج والتنانين والملائكة وافواج القوات للتسبيح،

47 بصوته العالي ايقظ الجبال والآكام /897/ وطالب التسبيح من الاشجار المثمرة والارزات،[6]

48 وقف وسط الجوقين مثل منظّم بين العلويين والسفليين وايقظهم،

49 كان قد تحرك بمحبة الرب التي كانت تضطرم كاللهيب ليحث السماويين على التسبيح،

50 لم تكن هذه الجموع محتاجة ليحثها لان القوات لا تنام ولا تنعس،[7]

51 ولا تسكت ولا تبطل من التسبيح ومع ذلك كان يريد داؤد ان تسبّح لو امكن.

 

لماذا داؤد يدعو السماويين وغير الناطقين الى التسبيح؟

52 قل يا داؤد يا بحر الجمال والايحاءات، لماذا رفعت صوتك الى السماء لتسبّح،؟

53 ايقظ للتسبيح بني جنسك وبني ترابك وبني عشيرتك وبني وطنك،

54 في السماء لا توجد بطالة ولا [ اضطراب[8] ولا يوجد هدوء لمسبّحي اللاهوت،

55 هناك لا توجد كلمة اخرى سوى التسبيح او التهاليل او التبريكات او الترتيل،

56 تصرخ القوات وتسبّحه بصوت وبعجب: قدوس قدوس مبارك وقاره مبارك من موضعه،[9]

57 ولا يوجد صخب ولا كلام ولا شغل ولا توجد فرصة ليبطل صوتهم عن التسبيح،

58 /898/ ولهذا ولو ان القوات لا تسكت صرخ داؤد بالسماويين: سبّحوا الرب،[10]

59 وهكذا ايضا طلب التسبيح من اللجج والتنانين كانما صاروا من تلاميذه،[11]

60 وفي مزاميره دعا الحيوانات والبهيمة والطيور والدبيب والزحاف للتسبيح،[12]

61 طالب التسبيح من العلويين ومن السفليين ومن الوسطيين حتى يسبّح الكل في الكل،

62 دون ان يحتاج هولاء الموجودون في العلى ان يوقظهم، ودون ان يعرف هولاء الموجودون في الاسفل حتى يامرهم،

63 والوسطيون مضطربون ومهتمون بافعالهم، كان يحث كل الجهات على التسبيح،

64 كان مستعرا في محبته وثملا كما لو كان بالخمر وكان يلتهب بالنبؤة كما لو كان باللهيب،

 

65 وكان يحث حتى يُسبّح من قبل كل الطغمات، ولهذا حث المستيقظين من باب الزيادة،

66 ماذا كان يقول للتنانين التي لا تعرف:؟ اخذ على عاتقه ليطالب بالتسبيح من غير الناطقين.

 

حث داؤد المستيقظين والكائنات الصماء على التسبيح ليحث الانسان على التسبيح

67 ليرتل التسبيح من له اذنان ليسمع لئلا يكون كالتنين بدون فهم،[13]

68 كان يعرف بانه لا يضيف شيئا الى الملائكة /899/ ولا يعلّم التسبيح للجج وللتنانين،

69 وكان يعلم بان الجبال والآكام هي صماء، ولا فهم في البهيمة ولا في الدبيب،

70 وكل هذه الامور التي قالها هي زائدة، وقد قالها لاجلك حتى تسبّح بتمييز،

71 مثل الحكيم كان يوقظ المستيقظين على التسبيح ليوقظ البشر من سباتهم،

72 ولما تسمع انه قال للملائكة: سبّحوا تتحرك وتستيقظ من البطالة حتى تسبّح،[14]

73 وتقول هكذا: إذا كان الملائكة لا يسكتون وها انهم يُطالبون بالتسبيح، اقوم انا (لاسبّح)،

74 اذا كان داؤد يوقظ البرايا البعيدة على التسبيح، انا القريب كم سيردعني،؟

75 يطلب من الرياح والعواصف والتنانين ان تسبّح، انا الانسان ماذا يقول لي،؟[15]

76 انه معي في الموضع، وانا ابن جنسه، ولي فم وكل الطلب موجه اليّ لاعطي التسبيح،

77 كل هذه التي احصاها داؤد هي خارج عالمه، وانا معه في المسكن والعالم والجوار،

78 وهذه كلها إما تسمعه وإما لا تسمعه، انا الذي سمعت لماذا اسكت عن التسبيح،؟

79 لم يكن قريبا ليعلّم التسبيح للسماويين، /900/ لانه بنبؤته قد جُعل ملفانا للبشر،

80 وبما انه وجد بان البشر بطلوا من التسبيح فقد صرخ لتسبّح البرايا البعيدة،

81 صار ملفانا للدبيب وللزحاف وللطير حتى يحتقر حرية الناس التي انكرت الجميل،

82 راى بان العالم نكر التسبيح ولهذا دعا التنانين لتسبّح بدل الناكرين للجميل،

83 طلب ان تسبّح النيرات الموجودة في الرقيع: الشمس والقمر وكواكب النور باشعتها.[16]

 

على الانسان صورة الله الناطق ان يسبّح الرب

84 كل هذه الامور كانت تقال لاجل الناس، فبهم يليق ان يسبّحوا بمحبة عظمى،

85 الانسان هو صورة اللاهوت وقد جُعل ناطقا حتى لا يهدأ من التسبيح،

86 ولازم عليه ان يعطي التسبيح الذي يخصه والذي لا يخصه لانه فم كل البرايا الصامتة،

 

87 بدل النيرات التي تخدمه في اوقاتها من يسبّح ما عداه لانها مُلكه،؟

88 آدم ملزم ان يشكر بدل الاشجار التي تعطي الثمار، وبدل الارزات التي صارت مُلكه،

89 ومن له فم وصوت ليحرك التسبيح بدل الجبال التي هي بلا فم وبلا صوت،

90 /901/ يجمل التسبيح بالبشر بدل البرايا لان البرايا كانت قد أُتقنت لاجل آدم،

91 واذ صار سيدا لكلها فانه ملزم ان يوفي التسبيح بدل نفسه وبدلها،

92 هوذا كل البرايا تقوم مع جمالها ومع زينتها وتحركك على التسبيح،

93 ولانها صارت لخدمتك باشكالها، انت مدين بان تعطي التسبيح بدل خدمتك.

 

تسبيح جديد يومي: لكل يوم شمسه الجديدة

94 سبّح هكذا مثلما علّمك داؤد الملك كل تسبيح جديد كل يوم وبتمييز،

95 قال: سبّحوا الرب تسبيحا جديدا: انتبه الآن [ وسبّح[17] كل تسبيح جديد،

96 سبّحتَ البارحة وذهب البارحة ودخل في منزله، اليوم اعط تسبيحا جديدا، لماذا انت بطال،؟

97 لاتتكل على التسبيح الذي دخل البارحة، فاليوم يطلب منك ان تسبّح هكذا،

98 لانك تطلب ايضا من البرايا ان تجدد لك كل يوم مسيرة اشكالها،

99 الشمس التي مشت وخدمتك البارحة لا تتركها اليوم تتوقف كما لو كانت مسيرتها في الامس كافية،

100 /902/ لكن كما قامت لتنيرك اليوم فقط تنظر الى نور اليوم لتتنعم به،

101 هكذا يطلب ربك منك كل الايام كل تسبيح جديد لتقربه له كل يوم،

102 لو سبّحته البارحة واول البارحة ربوات المرات، فانت مدين له اليوم بتسبيح جديد،

103 كل يوم يفتح الصباح الباب في وجهك، انت مدين ربوات المرات بالتسبيح،

104 كما تطلب كثيرا من البرايا النور والتنفس اليومي،

105 ولا تقول اشرقت شمس البارحة فاتركها تستريح ولا يلزم لي نورها اليوم،

106 لكنه محبوب لديك اليوم اكثر من البارحة، وتنظر اليه كما لو انه ينيرك اليوم فقط،

107 هكذا هو تسبيحك الجديد الذي علّمك اياه داؤد لتسبّح كل تسبيح جديد،

108 برية جديدة لم ترها منذ الابد انك تراها اليوم بوضوح،

109 اليوم الحالي لم تشاهده الا اليوم، اعط التسبيح الجديد الآن في اليوم الجديد،

110 واليوم الجديد ايضا قد زال وسياتي يوم آخر: غدا هو ايضا جديد،

111 /903/ ويلزم تسبيح جديد في اليوم اذ لا يجمل بالفم ان يصمت عن التسبيح.

 

 

لا يحتاج الرب الى تسبيح البشر انما يريد ان يقتربوا منه

112 ربك يطلب منك التسبيج ليس لانه محتاج لكنه يود ان تقترب منه في كل الاحوال،

113 لا حد للمسبّحين الموجودين في موضعه: جموع وصفوف واجواق النار بلا عدد،

114 آلاف الالوف وربوات ربوات صفوف النار التي تحرك التسبيح بلا هدوء الى ميعاد موضعه،

115 لم يكن محتاجا حتى الى هذه الصفوف الكثيرة المقدسة والسامية والبهية والمليئة عجبا،

116 نت من انت سوى طين مجبول بالحنان،؟ او ما هو تسبيحك بين الملائكة،؟

117 ها انك خاضع للشهوة وللسبات وللطعام وللاهواء والامراض والاوجاع والقلق،

118 وللجوع وللعطش ولامور اخرى كثيرة، وللهمّ اليومي وللفكر بالاجل الخفي،

119 السبات ابتز منك نصف حياتك، وهذه (الحياة) التي فضلت وزعتها على البطالة،

120 هوذا الطعام قد اقتضى وقتا وانت فيه بطال، وعمل العالم ايضا منعك من التسبيح،

121 وظل الشيء القليل من حياتك كالبقية لتسبّح فيه، وها انك بارد عن التسبيح،

122 /904/ لعمل العالم انت نشيط وقوي وسريع الركض، ولتسبيح ربك انت ضعيف وكسلان،

123 لما تعمل في العالم الزائل انت نشيط، ولما يصادفك تسبيح ربك انت بطال،

124 لا تسبّح قوال الكلمة لما تقال، لان التسبيح واجب للواهب من قبل البرايا.[18]

 

البيعة تركت الاصنام وبدأت تسبّح الرب

125 بيعة الشعوب كانت عاهرة وصديقة الاصنام، وقد خطفها الابالسة وزنت وشبعت في بيت الآلهة،

126 اتى الصليب وخطفها من زنى الاصنام وقدسها وجعلها عفيفة وبتولا وها انها معه،

127 ولما يتصاعد التسبيح منها بصوت عال يحسد الابالسة الذين يسمعون صوتها في بيت الله،

128 يقولون: هذه هي التي نكحناها لما كانت صبية ووجدناها في محبة الاصنام الباطلة،

129 اتى الصليب واخذها منا وجعلها خاصته، وهوذا صوتها عال وتزمر التسبيح بقداسة،

130 بدل اغاني الالهات التي تعلمتها، ها انها تزمر تسبيحا جديدا في كنارة داؤد،

131 بدل السكائب والذبائح التي قربت للاصنام الانثى هوذا الخبز الحي يُوزع على مائدتها،

132 ابن البتول اخذها منا واعطاها اباه، وها انها تزمر التسبيح له ولابيه وللروح القدس،

133 /905/ ولهذا فالابالسة متضايقون من صوت التسبيح، ولهذا انت لا تهدأ من التسبيح،

134 تسبيح فمك يخلطك مع الله لانه لا احد يتحرك ليسبّح ما لم يحب،

135 من فضلات القلب يتكلم الفم بالتسبيح، ومن يسبّح فانه يحب حبا بالحقيقة،[19]

136 واحد فقط يطلب منك تسبيحا جديدا، اوفِ التسبيح بصوت الشكر كجزية،

 

137 بما انك اليوم حي فسبّح اليوم مثل متميز، ماذا تملك لتكافيء الرب بدل الحياة،؟[20]

138 يوجد كثيرون جعلهم الليل امواتا ولا يُطالبون باعطاء التسبيح في موضع الشيول،[21]

139 قبل ان تصير ميتا مخيفا وجامدا في القبر، سبّح الآن لان فمك مفتوح للتسبيح.

 

تسبيح يومي جديد مثل خبز الوجوه اليومي

140 هوذا النهار مسرع لينتقل وينقلك، لا تنكر ذلك التسبيح المدين به،

141 لو تنكر تسبيح اليوم لن تقدر ان توفي غدا، لان الغد يطلب ما هو مُلكه،

142 ذاك التسبيح الذي يصعد من ذلك اليوم هو (تسبيحه)، كما ان الشمس هي (شمس) ذلك النهار الذي تشرق فيه،

143 لا توجد فرصة لتشرق شمس البارحة اليوم، /906/ فلكل يوم شمسه وتشرق خلاله،

144 وهكذا يلزم يوميا كل تسبيح جديد ليصعد الى رب البرية من البرايا،

145 الناموس ايضا يامر هكذا: ليوضع خبز الوجوه اليومي في يومه على المائدة،[22]

146 وليأخذ الخبز وليُزِل خبز البارحة، ويجلب آخر حارا ويضعه على المائدة،[23]

147 وبالخبز يبيّن بانه يحب التسبيح اليومي الجديد في يومه لئلا يبطل احد من التسبيح،

148 المحبة الحارة يصوّرها بذلك الخبز الحار حتى يغلي بمحبة من ياتي ليُصعد التسبيح،

149 الخبز البارد لا يُدخلونه الى بيت الغفران، وها انه يعلّمك لئلا تفتر المحبة لما تسبّح،

150 كان يُجدد خبز الوجوه في يومه، هوذا التسبيح الجديد الذي يُطلب كل يوم.

 

الخاتمة

151 كل العالم مدين ليسبّح كل يوم، مبارك من اعطانا فما لنسبّحه ونحيا معه، له التسبيح.

 

كمل (ميمر) مار يعقوب على المزمور: سبّحوا الرب تسبيحا جديدا

 

 

 

 

[1] – نص: كنارتي، بيجان يصوب: كنارة

[2] – يعتبر السروجي الانسان ثلاثي التركيب

[3] – يعدد الحواس الخمس الجسدية ويدعوها لتسبح الباري. انظر، ميمره 71

[4] – قولوسي 1/18

[5] – مزمور 148/1، 7

[6] – مزمور 148/9

[7] – مزمور 121/4؟

[8] – نص: مكان، بيجان يصوب: اضطراب

[9] – اشعيا 6/3، حزقيال 3/12

[10] – مزمور 148/2

[11] – مزمور 148/7

[12] – مزمور 148/10

[13] – متى 11/15

[14] – مزمور 148/2

[15] – مزمور 148/7-8

[16] – مزمور 148/3

[17] – نص: سبّحوا، بيجان يصوب: سبّح

[18] – مزمور 114/9

[19] – متى 12/34

[20] – مزمور 116/12

[21] – مزمور 115/17

[22] – 1صموئيل 21/1-7، خاصة 21/7، متى 12/3-4

[23] – 1صموئيل 21/7