الميمر 102 على السكارى للقديس مار يعقوب الملفان

الميمر 102

 

        التعليم هو مثل طبيب لمن يسمعه، يا محبي الحياة لا تحتقروا الممجد، انه يبيّن الطريق لمن يريد ان يسير عليها، لانه مليء نورا وغنى وحياة ولذة، التعليم هو مربية لها الشفقة، ويدعو ابناءه بمحبة لياتوا الى التوبة، كلمة الحياة تقوم بين الجموع كالنيّر، وتبيّن للعالم الطريق ليمشي عليها، العالم تمرد والكلمة صغرت وتلاشى خبرها، وهرب كل واحد من التعليم ومن الارشاد، لا يسمعون للمعلمين ولا للاساتذة، لان التمرد انتشر في العالم كله، الطفل يركض بجسارة حسب رغبته، ولو زجره الشيخ ليهدأ اوفاه بالاهانة، الشاب يسير في التيه وهو متباه ومليء غضبا، ومن يريد ان يبيّن له الدرب لا يسمعه، الآن تعلم الابناء ان يحتقروا ذويهم، والتلاميذ ان يرفعوا العقب على الاساتذة.

        ماذا يعمل من يهتم بالتعليم لان كل واحد احتقره وادار وجه عن الفوائد،؟ هل يسكت سكوتا لانه رأى بان لا احد يستفيد، او لا يسكت ولو ان العالم يسلك بموجب خصوصيته،؟ من يعلم يجمل به الكلام ولو وجد بانهم لا يسمعونه فلا يلزم ان يسكت، كلمة الحياة هي ذوق حلو لمن يقولها وهو يتلذذ بها، ولو كان بدون مستمعين، من يحمل البخور ويعطر بين الكثيرين حاسة شمه تتلذذ اولا من العطور، الذوق الحلو يلذذ قوالَ الكلمة، ولو كان بدون من يصغون اليه فانه يسعد بها، اتكلم اذاً ولو انني لا افيد، لانني الذذ نفسي من التعليم الحلو ذوقه،

        السروجي ومحبو الخمور: تحملت التعيير من السكارى الذين كثروا على الارض، فاباشر اذاً الآن لاتكلم عنهم، محبو الخمر اقلقوني كثيرا بتصرفاتهم، وصاروا سببا لامزج الاهانة ضد السكارى. اعرفك يا محب الخمر: انك تضحك على كلماتي لانني نهرتك عن (الخمر) الكثير، لو انا فقط اشتكي على السكارى تستحق كلمتي ان تلام وتغلق فمها، لا كلمتي ولا انا شيء، بل انا زبل وحمأة دنسة ونتنة ومنبوذة، غير ان لكلمتي اناسا عظماء ومختارين واذكياء يسندونها ولهذا فانها بدون لوم، كلمتي ناقصة والوقت قصير للكلام عن المآسي التي صنعها الخمر في اماكن مختلفة، لو حسن لديك ميمر شفتيّ ساتكلم بعدُ عن المضرات الكثيرة التي صنعها، او لو اسهبتُ في الكلام عن الخمر لعلك تهرب من التعليم، هانذ اسكت واختبر هل انك تحب، ولو تطالب بعدُ ساتكلم ايضا.

        قليل من الخمر يفرح قلب الانسان: كلمتي بغيضة لمن يحب ان يشرب الخمر، وانا ايضا ابغض من يتعدى ويشرب الكثير، بجسارته يقول لي محب الخمر: الرب اعطى الخمر لنشربه، انت ما شأنك،؟ الرب اعطى الخمر لنشربه بتمييز، وليس ليسكر الانسان باحتسائه الكثير منه. لم اقل لا تشرب الخمر لو تصغي، لكن قلتُ لا تكثّر منها لما تشرب، لا اقول لا تستدفيء بالنار، لكن انتبه لئلا تحترق لما تستدفيء.

        لا يتجاسر ملفاننا ان يوبخ الكهنة: قل لي ايها الناقص ليس من شأنك ان توبخ خدام اللاهوت، لا احد يلقي طعما في الملح ويصلحها، الكاهن ملح، انت لا تتجاسر لترشده، وبما ان لكلمة الحياة اسفرار الوجه، فانها تود ان تتكلم مع كل احد بصوت عال، وتخطو وتتجاسر لتنصح الكهنة ولا تُذم لانها ترفع صوتها لاجل الفائدة.

 

– المخطوطتان: لندن 17160 ورقة 1، باريس 196 ورقة 89

– يرد في البداية اسم القديس مار يعقوب الملفان. في المقدمة لا يستعمل السروجي الاسلوب الشخصي. الميمر قطعة شعرية رائعة. ذكر ملفاننا النصوص الكتابية عن مضرات الخمر وشربه بشراهة. لعله الّفه في فترة الشباب يوم كان يعلم في منطقة الرها. له عبارات التشاؤم: التعليم والمعلمون مهانون، وله تعابير التواضع اذ يعتبر كلامه زبلا ولا يجرؤ ان ينصح الكهنة. قد يرقى تاريخ تاليفه الى فترة ما قبل غلق مدرسة الرها اي الى حوالي سنة 482-485م.

 

 

ايضا الميمر 102

على السكارى للقديس مار يعقوب الملفان[1]

 

المقدمة

 

1 التعليم هو مثل الطبيب لمن يسمعه، يا محبي الحياة لا تحتقروا الممجد،

2 انه يبيّن الطريق لمن يريد ان يسير عليها، لانه مليء نورا وغنى وحياة ولذة،

3 التعليم هو مربية لها الشفقة، ويدعو ابناءه بمحبة لياتوا الى التوبة،

4 كلمة الحياة تقوم بين الجموع كالنيّر، وتبيّن للعالم الطريق ليمشي عليها،

5 انها كشجرة حاملة لاثمار منتخبة كل يوم، ومن يريد يقطف منها كل اللذات،

6 الكلمة سراج في العالم لمن يحبها، ومن يحملها يسير على الدرب بدون عثرات.[2]

 

العِلم والآداب الاجتماعية محتقرة

7 العالم تمرد والكلمة صغرت وتلاشى خبرها، وهرب كل واحد من التعليم ومن الارشاد،

8 لا يسمعون للمعلمين ولا للاساتذة، /825/ لان التمرد [ انتشر[3] في العالم كله،

9 الطفل يركض بجسارة حسب رغبته، ولو زجره الشيخ ليهدأ اوفاه بالاهانة،

10 الشاب يسير في التيه وهو متباه ومليء غضبا، ومن يريد ان يبيّن له الطريق لا يسمعه،

11 الآن تعلم الابناء ان يحتقروا ذويهم، والتلاميذ ان يرفعوا العقب على [ الاساتذة،[4]

12 حدثت مجاعة عظمى في العالم الى التعليم، ولا توجد كلمة لتوبخ الجسورين،

13 ماذا يعمل من يهتم بالتعليم لان كل واحد احتقره وادار وجه عن الفوائد،؟

14 هل يسكت سكوتا لانه وجد بانه لا يستفيد احد، او هل لا يسكت ولو ان العالم يسلك حسب خصوصيته.؟

 

 

مهمة القوال هي الا يسكت عن التعليم والارشاد

15 من يعلّم يجمل به الكلام ولو وجد بانهم لا يسمعونه فلا يلزمه ان يسكت،

16 كلمة الحياة هي ذوق حلو لمن يقولها وهو يتلذذ بها، ولو كان بدون مستمعين،

17 من يحمل البخور ويعطر بين الكثيرين حاسة شمه تتلذذ اولا من العطور،

18 الذوق الحلو يلذذ قوالَ الكلمة ويسعد بها ولو كان بدون المنصتين اليه،

19 /826/ اتكلم اذاً ولو انني لا افيد، لانني الذذ نفسي من التعليم الحلو ذوقه،

20 الآن ضد اي جرح اهيء الضماد، لان كل الجسم ضُرب بالقروح،؟

21 هوذا الجسد قد ابتلي من اخمص القدمين الى المخ، واي ضماد يكفي لمداواة كل الجسم،؟

22 الضمادات قليلة وكلمتي محتقرة وانا ضعيف، والآن باي جرح اهتم حتى اضمده.؟

 

يعقوب يتكلم

23 تحملت التعيير من السكارى الذين كثروا على الارض، فاباشر اذاً الآن لاتكلم عنهم،

24 محبو الخمر اقلقوني كثيرا بتصرفاتهم، وصاروا سببا لامزج الاهانة ضد السكارى.

 

نداء لترك شرب الخمر

25 من يهتم بالحرية وبالاستقامة لا يخضع ليسكر بالخمر ويسخر منه،

26 لما تشربه بشراهة فانه يظلم النفس ويغير الافكار الصالحة الى الاباطيل،

27 لو يكثر الموقر من شربه يصبح مستهجنا، ولو كان عفيفا يبهج وجهه مثل الفاجر،

28 لو يشرب المتواضع الوديع والهاديء الخمرَ كثّر الكلام وافسد [ عادة[5] تواضعه،

29 لو يشربه الطفل جعله همجيا، /827/ ولو كان شيخا [ يصير عاهرا[6] واضحوكة،

30 يحقر الكاهن ويثنيه عن خدمته، ويضع في (المرء) العادي كل الشتائم والانشقاقات،

31 لو يشربه من يحب السكوت اقلقه، وعكّره وجعله مهذارا في الكلمات،

32 الجروح التي صنعها ملفوفة في تابوت العهد، اقرأ ايها السكران ولا تطمع بالمزيد.

 

 

نوح والخمر

33 نوح الموقر الاناء المليء قداسة تدنس به، وانت العاهر ماذا سيصنع بك،؟[7]

34 اذا كان ذاك العفيف قد تعرى بالخمر الذي شربه، ماذا سيفعل بمن لم يختبر العفاف،؟

35 ذاك البار شرب ونام لانه كان بارا، اما انت فلا يسمح لك الخمر ان تنام لما تشربه،

36 كنتَ بطالا من اقتراف الاعمال الشريرة قبل ان تشرب، ومتى ما شربت تنبح الاهواء الشريرة كالكلاب،

37 لو يوجد فيك ميل نائم وعاطل يوقظه لينهضك حتى تسير في سبيل غير حسنة،

38 نوح الذي حافظ على البتولية مدة خمسماية سنة نام نوما، حالتك ستكون اسوأ لانك لا تنام،[8]

39 لم يُمدح ايضا نوح الذي كان عادلا وشرب كثيرا ونام بسبات الخمر،

40 هوذا جرحه مصور وموضوع في [ الكتب[9]: لقد سكر ونام ولم يحابه الرب ليستر على نقيصته،

41 لكنه صوّر لذلك البار صورة التعيير حتى يخاف منه محبو الخمر لانه قد [ فُضح.[10]

 

كنعان والخمر

42 الخمر صار سببا ليصير كنعان عبدا، ولماذا لا يخاف محبو الخمر من [ الضرر.؟[11]

 

لوط والخمر

43 لوط الذي عمل البرارة في ارض [ سدوم،[12] احتقره الخمر ليصير ملاما وبدون عقل،

44 [ ضاع[13] كل الذكاء بالخمر الذي شربه، ونزل العادل الى درجة الزواج الفاسدة،

45 بخمره كان قد نسي انه يتزوج بنتَيه: عمل قبيح وطريقة تشبه طريقة الحيوانات،

46 الرجل العظيم الذي غلب النار ولم يحترق، احترق بالخمر وصار سخرية لانه كثّر منه.[14]

 

 

العبرة من سكر نوح ولوط

47 انظر الى نوح البار ولوط القديس، وخف يا محب الخمر ولا تحتسي منه الكثير،

48 الشخصان اللذان غلبا الطوفان والحريق، اضعفهما الخمر الذي شرباه واحتقرهما،[15]

49 لوط الذي تغلب على لهيب السادوميين ولم يحترق به احترق بخمر شربه وصار سخرية،

50 /829/ نوح البار تغلب على امواج [ اغرقت[16] العالم، والخمر الذي شربه كشف عن عورته وجعله سخرية.

 

بولس ضد السكر

51 اعرفك يا محب الخمر: انك تضحك على كلماتي لانني نهرتك عن (الخمر) الكثير،

52 احصى بولس العظيم السكارى مع الزناة ومع عبدة الاصنام وقد سمعته لو تعرف،[17]

53 او لعل الخمر الذي تحبه اظلم عقلك بحيث لا تصدق حتى الكتاب،؟

54 لو تلمني فبولس ليس بعيدا عن اللوم لانه عدّ السكارى مع عبدة الاصنام،

55 الرسول العظيم معلم كل الروحانية لما كان يحصي حسب السكارى مع عبدة الاصنام،

56 وانت فقد حسبت هوى محبة الخمر الدنسة كنقيصة صغرى بعيدة عن اللوم،

57 بولس ابغض ورذل وخلط السكارى مع الهالكين ومضاجعي الذكور ومع القتلة،

58 من يرذل تعليم بولس المختار،؟ ومن يحب الخمر الذي يسكر ويظلم النفس،؟

59 لو انا فقط اشتكي على السكارى، تستحق كلمتي اللوم وعليها ان تغلق فمها،

60 لا كلمتي ولا انا شيء، /830/ بل انا زبل وحمأة دنسة ونتنة ومنبوذة،

61 غير ان اناسا عظماء ومختارين واذكياء يسندون كلمتي ولهذا فانها بدون لوم،

62 نوح البار يبرهن بنفسه بوضوح بان من يكثر من شرب الخمر هو ملام،

63 ولوط الجميل يشهد بذلك الزواج الدنس الذي فعله كم ان الخمر يؤذي من يسكر به،

64 وبولس المصطفى خلط السكارى مع عبدة الاصنام وهو يدعم كلمتي لتنتصر،

65 اذاً الآن كلمتي تستحق القبول: ليبغض الخمر من يهتم بالحرية.

 

 

بلطشاصر والخمر

66 من يسكر يصنع كل الشتائم والانشقاقات ويشترى ابليسا جديدا باثمان وها هو يقلقه،

67 يقلق كلمته ويعكّر عينيه ويضل عقله، فيترنح ويرتجف ويسقط [ ويفتش،[18] ومن الذي غصبه،؟

68 ايها السكران ماذا افادك الخمر الذي شربته لانه عاد واقلقك [ وضاع[19] ذكاؤك لتصير عارا،؟

69 خَف من الخمر ومن المضرات التي يصنعها، وفكر بانه يضرك لو لم تبغضه،

70 ذاك الكلداني صنع جريمة ولقي الموت بجسارته، [ لانه[20] كثّر من شرب الخمر،

71 /831/ بتذوق خمره احتقر الله وخدمته، واهان الشقي الآنية المقدسة وصار سخرية،[21]

72 الآنية المقدسة كانت قد اكرمت بين الكلدانيين الى ان سكر الملك بالخمر واهانها،

73 الآنية المجيدة لم تُهن من قبل الوثنية، انما الملك السكران اهانها باحتساء خمره،

74 كان قد امر وجُلبت الآنية المقدسة لتُهان ليس لانه وثني بل لانه شرب وسكر،

75 محبة الخمر اذاً هي اسوأ من الوثنية لانها احتقرت الآنية [ التي اكرمها الملوك الوثنيون،[22]

76 بتذوق خمره صنع ذاك الكلداني جريمة، والسكر اسقطه اكثر من الوثنية،

77 لما كان وثنيا كان هادئا ولم يكن يهين، ولانه سكر فقد تجاسر على خدمة الرب،

78 ولما اكثر من شرب الخمر واحتقر الله، أُرسلت راحة يد لتكتب موته،[23]

79 لما كان وثنيا لم يذمه الله لما عبد الاصنام، وبعد ان سكر وشتم قتله بغضب عظيم،

80 ذوق خمره اعطاه السيف والسمعة السيئة، وصار سخرية لانه كثّر من شرب الخمر.

 

قليل من الخمر يفرح قلب الانسان

81/ /832/ لماذا تطمع بالكثير وتظن بان وجعك صغير لما تسكر،؟

82 انه جرح عظيم وحيثما وُجد فان وجعه عظيم، يا محبي الخمر ابتعدوا عنه لئلا يهلككم،

83 كلمتي بغيضة لمن يحب ان يشرب الخمر، وانا ايضا ابغض من يتعدى ويشرب الكثير،

84 بجسارته يقول لي محب الخمر: الرب اعطى الخمر لنشربه، انت ما شأنك،؟

85 لماذا تلوم من يود ان يشرب الخمر، لقد برى العامل الخمر لنشربه،؟

86 الرب صنعه ليُسعد البشر، ومن يشرب الخمر ليس ملاما كما تقول،

 

87 يا محب الخمر اسمع لاقول لك: انك مذموم ومحتقر ومحبوس تحت الملامة،

88 الرب اعطى الخمر لنشربه بتمييز، وليس ليسكر الانسان باحتسائه الكثير منه.

 

الخمر يشربه الحزين ليتسلى وينسى ضيقه

89 الرب اعطاه ليشرب منه من هو حزين وبه يتسلى ويزول الالم من فكره،

90 كأس الخمر تفرح قلب من هو حزين، ومن له الحِداد بسب الموت يتعزى به،

91 من هو حزين ويعزونه ولا يتعزى يعطونه الخمر ليدخل ويطرد منه الضيق،

92 /833/ لاجل هذه الغاية وضع الباري فيه القوة ليطرد الحزن الذي يعصي على العلم،

93 لم يعطه ليكون شرابا بدل الماء، ولا ليسكر به او يشربه احد بشراهة،

94 المياه موهوبة لعطش النفس من قبل الله، [ والخمر موهوب ليصير للذة[24] الشراب.

 

استعمال النار والخمر بعقلانية وبتمييز

95 الله اعطى للعالم النار ليستعملها ويتدفأ بها ويطبخ بها اطعمته،

96 الله لم يعط النار للعالم ليحترق بها، والله لم يعط الخمر للناس ليسكروا به،

97 النار تدفيء لما تقترب منها بمقياس، ولو تقترب منها بدون مقياس تحترق،

98 الخمر يفيد من يشربه بتمييز، ولو شرب احد بشراهة اضاع عقله،

99 لما اعطانا النار لم يعطنا اياها لنحترق بها، ولما صنع الخمر لم يصنعه لنسكر به،

100 لم اقل لا تشرب الخمر لو تصغي، لكن قلتُ لا تكثّر منه لما تشرب،

101 لا اقول لا تستدفيء بالنار، لكن انتبه لئلا تحترق لما تستدفيء،

102 /834/ ليس كل من شرب الخمر ملاما ومعيبا، لكن الملامون هم الذين تجاوزوا الحدود وكثّروا منه،

103 لوط البار لم يذنب لكونه شرب الخمر، لكنه صنع جريمة لانه شرب كثيرا،

104 ولانه سكر سلك في سبيل غير صالحة، وبزواجه تم التجاوز على الناموس،[25]

105 ولان الكلداني سكر بسلافة خمره وتجاوز الحدود، فقد داهمه الموت باهانته الآنية المقدسة،[26]

106 لو تسمع قلتُ لك الآن هكذا: لا تكثّر الخمر وتشربه لما تشرب.

 

 

مآسي سكر الكهنة

107 كلمتي ناقصة والوقت قصير للكلام عن المآسي التي صنعها الخمر في اماكن مختلفة،

108 بنو هارون احرقهم الخمر الذي شربوه، وهنا طالبني الميمر بالسكوت وبالعجب العظيم،[27]

109 قل لي ايها الناقص ليس من شأنك ان توبخ خدام اللاهوت،

110 لا احد يلقي طعما في الملح ويصلحها، الكاهن ملح، انت لا تتجاسر لترشده،

111 وبما ان لكلمة الحياة اسفرار الوجه، فانها تود ان تتكلم مع كل واحد بصوت عال،

112 وتخطو وتتجاسر لتنصح الكهنة ولا تُذم لانها ترفع صوتها لاجل الفائدة،

113 /835/ موسى العظيم طمر في كتابه كل الكنوز والثروات والخزائن واللآليء الثمينة،

114 من يقرأ في اسفار موسى بمحبة منها تغتني نفسه وتستنير لترى [ حسنا،[28]

115 الآن طالبني الموضوع لاتكلم عن الكهنة استنادا الى قراءة موسى معلم الحقائق،

116 والموضوع الذي شرعت الآن اتكلم عنه يجده المرء في سِفر الكهنة لو يقرأ فيه.

 

الكهنوت اللاوي

117 الله امر موسى العظيم ليصعد الذبائح، وقد نقى الكهنة واقامهم على خدمته،

118 واكرمهم بالبستهم واكاليلهم وبالسراويل والاجراس الذهبية التي ربطهم بها،[29]

119 وباحجار الافود المصفوفة [ كالنيرات،[30] وبالمسحة وبالكهنوت المنتصرين به،

120 وبالدم المرشوش على ايديهم [ وعلى[31] آذانهم وعلى ارجلهم ليكونوا مرسومين للكهنوت،

121 ادخلهم ليكونوا مسلطين على الذبيحة ويقوموا بين الله والبشر مثل الوسطاء،

122 وشّحهم ومسحهم ورسمهم ونقاهم وعلّمهم ان يكهّنوا،

123 /836/ ابان [ لهم[32] كيف يقربون قرابينهم، وكيف يصعدون المحرقات السلامية،

124 وكيف يغفرون للخطأة برفرفاتهم، وكيف يذبحون الذبائح كل يوم للرب.

 

 

نار الله لا تقبل اضافة نار بشرية اليها

125 لما كمل نظام الكهنة على يدي موسى وقام اللاويون للتكهين بالنقاء،

126 وصارت الذبائح كما امر موسى العظيم وصفّوا الاخشاب وصعدت الذبيحة امام العظمة،

127 امر الله النار وخرجت على القربان، واكلت الذبيحة وحيرت الشعب باسره،[33]

128 خرجت النار من امام وجه الرب، وبرفرفتها اكلت الذبيحة التي قُدمت،[34]

129 راى الشعب وخاف كثيرا وسبّح تسبحة جديدة بعجب عظيم وبصوت عال،[35]

130 سقط العبرانيون على وجوههم من خوفهم لانهم راوا النار التي ارسلها الرب الى ذبائحهم،

131 كانت تُرتل الحان التسبيح من افواههم، لان شدة النار حركتهم حتى يسبّحوا،

132 حينئذ تجاسر الكهنة الشباب ولدا هارون واخذا المباخر واخذا النار والقيا البخور،

133 واذ لم يكونا مأمورَين ادخلا العطر امام العظمة /837/ دون ان يأمر الرب ولا موسى،[36]

134 [ غارت النار التي اكلت ذبيحة[37] المذبح من النار الغريبة التي دخلت الى بيت القربان،

135 وكانما كان يقول اللهيب ما يلي: نار اللاهوت لا تطلب الاضافة،

136 لما كانت تلزم النار للذبيحة ارسلها الرب، لماذا دخلت نار اخرى الى بيت القربان،؟

137 من تجاسر ومن جلب وادخل النار لتصير رفيقة للهيب الخادم،؟

138 من ظن بانه كمّل نقائص الذبيحة بدون موسى وادخل النار بدون امر،؟

139 حالا شبّ اللهيب الذي ياكل الذبائح في الكاهنين الشابين اللذين ادخلا المباخر بجسارة.[38]

 

احترق ناداب وابيهو ولم تحترق ثيابهما اي “كهنوتهما”

140 احترق الكاهنان ولم تحترق ثيابهما لان النار التي نزلت على القربان كانت حكيمة،[39]

141 الجسمان اللذان تجاسرا شبت النار فيهما لتحرقهما لكنها لم تهن الكهنوت ولا الثياب،

142 لباس الكهنة أُكرم ولم يحترق لان اللهيب حفظ واكل بتمييز،

143 النار التي خرجت طردت النار التي حملاها ولم تقترب الى مسحتهما ولا الى ثيابهما،

144 /838/ خرجت نار الذبيحة وطردت النار الغريبة من بيت المقدس لئلا تدخل اليه،

 

145 واكلتهما لكنها لم تقترب من ثيابهما ليتضح الامر بانها لم تكن صدفة ولا مضاددة،

146 لكنها كانت عمل اللاهوت صاحب العجب بحيث ياكل اللهيب ويحفظ بتمييز،

147 كانوا ينظرون الى النار المتقدة في الجسمَين، وحفظت الالبسة لئلا تتشوه بالحريق،

148 حفظت النار الكرامة لكهنوتهما، لئلا تهان الثياب المقدسة التي كانا يلبسانها،

149 احترق الكاهنان ووقع الرعب في المعسكر، وكثر التعجب لان ثيابهما لم تحترق،

150 النار التي نزلت على القربان صنعت عجبا، ووضعت ذكاء في خدام اللاهوت،

151 حتى يخاف الكهنة القائمون على الخدمة لئلا يوجد عيب او نقص في افعالهم.

 

موت ناداب وابيهو سببه الخمر

152 نار الذبيحة اكلت ناداب وآبيهو، وكانت مباخرهما وعطورهما في يديهما،

153 ارادا ان يحترما ولانهما لم يحترما بنظام، فقد اكلهما اللهيب، ومن لا يخاف؟

154 لنرَ الآن ما هو سبب هذا الحدث الذي جرى،؟ ومن اين صدر ليتم حينذاك،؟

155 /839/ اية علة صنعت عيبا في تلك الخدمة حيث يقف موسى وهارون للتكهين،؟

156 الخمر الذي شربه ولدا هارون ارهبهما ليدخلا النار الى بيت القربان في غير وقته،

157 وبما انهما كان سكرانَين فقد اخذا وجلبا نارا غريبة وهما غير مأمورَين من الرب ولا من موسى،

158 وخرجت نار بيت القربان واكلتهما، وها قد وُصف الرعب المخيف الذي حدث هناك،

159 من يهتم بالقراءة وبالتعليم من القراءة تستنير نفسه لترى [ جيدا،[40]

160 كتاب موسى يعلمك بوضوح بان الخمر صار سببا لاحتراق ولدَي هارون،

161 بعدما احترق [ هذان اللذان احترقا[41] كما هو مكتوب، انظر وافهم ماذا كان يقول الرب لهارون،

162 كان يامره بالا يشرب الخمر والمسكر هو وابناؤه لما يدخل الى قبة الزمان،[42]

163 بعدما حدث ذاك الحريق المخيف الذي تمّ كان يؤمر هارون بالا يشرب الخمر،

164 تكلم الرب كلمة في محلها وفي وقتها وفي واقعها مع الكاهن اثناء حزنه على ولديه،

165 /840/ اعني هذان اللذان احترقا شربا الخمر وبسكرهما ادخلا المباخر بدون امر،

166 كن حذرا الآن وضع ناموسا لكل السبط واوصهم بان يخافوا من الاحتراق،

167 لا يجرؤ الكاهن ابدا ويشرب الخمر والمسكر لما يدخل الى قبة الزمان للخدمة،[43]

168 انتبهوا لئلا تموتوا كما مات هذان اللذان شربا، فالخمر صار سبب احتراق ولدَي هارون،

 

169 خف من الخمر واجعل من يشربه يفزع كثيرا لئلا يتجاوز الشخص العادي على الاكثار منه،

170 احترق الكاهنان، فامر موسى اللاويين بان يُخرجوا من المعسكر الجثتين اللتين احترقتا،[44]

171 واخذوهما بقمصانهما وهي سليمة وجميلة وغير محترقة باللهيب،

172 افزع موسى كلَّ سبط ابناء لاوي بالا يبكي احد ولا يحزنوا [ على[45] اخويهما،

173 ليبكِ الشعب، وانتم ايها الكهنة لا تحزنوا لانه لا يحسن بالكاهن الحِداد ولا الندب،[46]

174 /841/ قوموا بنقاء على خدمة اللاهوت ولا يعطّلكم الم وحِداد على حبيبَيكما.

 

يكفي ما اورده موسى النبي عن الخمر ومضاره

175 موسى غني ويُغدق الثروة على من يقرأ فيه وعلى من يريد ان يتاجر بكل الفوائد،

176 لو تريد لقد برهن لك بوضوح لئلا تطمع وتكثر نهائيا من شرب الخمر،

177 موسى علّمك بواسطة نوح البار ولوط الحسن وولدي هارون بان الخمر يضر من يسكر به.

 

يعقوب يتكلم

178 لو حسن لديك ميمر شفتيّ ساتكلم بعدُ عن المضرات الكثيرة التي صنعها،

179 او لعلك ستهرب من التعليم لو اسهبتُ في الكلام عن الخمر.!؟

 

الخاتمة

180 هانذا اسكت واختبر هل انك تحب،؟ ولو تطالب بعدُ ساتكلم ايضا، مبارك الواهب.

 

كمل (الميمر) على السكارى

 

 

 

[1] – ب: للقديس مار يعقوب الملفان ميمر يوبخ السكارى

[2] – مزمور 119/105

[3] – ل: لبخاث ناما، نص: لبخاث نومي

[4] – ل: رببُني، نص: ربُني

[5] – ل: عمل

[6] – ل: يتحرك

[7] – تكوين 9/20-27

[8] – تكوين 5/32

[9] – ل: في كتابه

[10] – ل: دمبازاح، نص: داثبازاح

[11] – نص: الكثير. تكوين 9/22، 24-27. كنعان هو ابن حام الذي سخر من عري ابيه نوح، غير ان كنعان لُعن ليصير عبدا!

[12] – ب: كنعان. تكوين 19/30-38

[13] – ل: ايباذ، نص: اباذ

[14] – تكوين 19/1-29

[15] – تكوين 6-9، 19/1-29

[16] – نص: اغرق، بيجان يصوب: اغرقوا. تكوين 6

[17] – 1قورنثية 5/11، 6/9-10

[18] – نص: ويطلب، بيجان يصوب: يصرخ

[19] – ل: ويبذ، نص: وابذ، ب: نجا

[20] – ل: عال، نص: دعال. دانيال 5، خاصة 5/1-4، 30

[21] – دانيال 5/2-3

[22] – ب: المقدسة التي اكرم الوثنيون

[23] – دانيال 5/5، 25-30

[24] – ل: واعطى الخمر للذته

[25] – تكوين 19/1-29

[26] – دانيال 5

[27] – لاويون 10/9

[28] – ب: جمال

[29] – خروج 28/4، 42، 33، لاويون 8

[30] – نص: نيّر، بيجان يصوب: نيرات. خروج 28/6، 15-21، لاويون 8

[31] – ل: عال، نص: وعال. خروج 29/20، لاويون 8

[32] – ل: كان لهم. حزقيال 43/27

[33] – لاويون 9/24

[34] – لاويون 9/24

[35] – لاويون 9/24

[36] – لاويون 10/1

[37] – ب: وخافت النار واكلت الذبائح. لاويون 10/2. ملفاننا يذكر عبارة “الاضافة” التي ادخلها الكاهنان الجديدان الى نار اللاهوت حرصا منه على لاهوت المسيح الذي لا يقبل اية “اضافة” اليه وبذلك يرد على الديوفيسيتيين. انظر، رسالة/16

[38] – لاويون 10/2

[39] – لاويون 10/5

[40] – ب: جمال

[41] – ل: يهمل العبارة. لاويون 10/2

[42] – لاويون 10/9

[43] – لاويون 10/9

[44] – لاويون 10/4

[45] – ل: من. لاويون 10/6

[46] – لاويون 10/6