الميمر 5 على هارون الكاهن

الميمر 5

 

         يتألف الميمر من مقاطع سروجية وافرامية ومقاطع مختلطة من وزن سروجي وبالائي ولو ان وزنها الشعري هو ثماني المقاطع اي لا يعود الى وزن شعر بالاي الخماسي المقاطع ولا الى وزن شعر السروجي المعروفة مقاطعه الاثنا عشر. الميمر مجمّع ليتورجي نشره بيجان دون الاشارة الى مشكلة صحة نسبته كله او قسم منه الى السروجي، انما يكتفي بالاشارة بانه اعتمد على ما ورد في المخطوطات.

         نظن كما يتضح من المخطوطات بان ما وُضع تحت اسم يعقوب يعود الى مقاطع اختيرت من ميامر يعقوب وما وضع تحت اسم افرام يعود الى افرام وما وضع تحت اسم بالاي قد يعود الى بالاي فيما لو الّف بالاي شعرا بالوزن الثماني المقاطع!. الناسخ خلط هذه المقاطع سوية للاستعمال الليتورجي وهذا ما يشرح هذه البلبلة.

– المخطوطة: روما 117 ورقة 151

– احد المؤلفين (السروجي؟) يناهض الديوفيسية اذ يجهد نفسه ليبرهن بان آدم كان كاهنا ولامائتا منذ البداية وقد تسلسل كهنوت آدم الى بني لاوي، وكهنوت هارون تسلسل الى اليعازر ابنه. وصف موت هارون وثياب الكهنوت بتفاصيلها. الرب والروحيون وموسى واليعازر يكفنون هارون. لا ندري متى أُلّف او بالاحرى متى جمّع هذا الميمر (للاستعمال الليتورجي). قد يرقى تاريخ تجميعه الى القرن السابع يوم ظهرت المصنفات الليتورجية مع يعقوب الرهاوي (+ 708م)؟

– الدراسات:

Wurmbrand Max, Homélie de Jacques de Saroug sur la mort d’ Aaron, in OrSyr 6(1961) 255-278

اسحق ساكا، موت هارون الكاهن للقديس مار يعقوب السروجي، في المجلة البطريركية 17 (1982) 28-38

 

 

 

الميمر 5

على هارون الكاهن[1] (خروج 29)

 

آدم لامائت وكاهن منذ البداية، اصبح مائتا بعد ان اكل من الشجرة

1 منذ البداية لما برى الرب آدم جعله كاهنا ليقوم على خدمته،[2]

2 بالحقيقة ان الرب وضع حدا لآدم (قائلا): كلْ يا آدم من كل الاثمار الموجودة في الفردوس،

3 ولا تقترب من الشجرة الموجودة في الوسط، متى ما تدنو منها تموت موتا،[3]

4 كان الشرير قد حسد آدمَ الذي جُعل صورة الله، واستولى على حواء وقطفت الثمرة واكلت من الشجرة،

5 واعطت آدم واكل وتجاوز على الوصية، وتسلط الموت على آدم كما قيل.[4]

 

تسلسل كهنوت آدم الى هارون

6 كان آدم قد مات، وهوذا الموت يتسلسل الى كل الاجيال، وجاء وبلغ مثل السالب الى موسى،[5]

7 جلب الوثيقة وابانها لموسى مثل سابي الكل، وقرأ الموت وقال لموسى ابن عمرام،[6]

8 لي مقاضاة معك بسبب ابيك، يا موسى لن تجوز من هنا الا واوفيتني،

9 ذنبا عظيما اذنب ضدي آدم بين الاشجار، وما لم توفني لا توجد فرصة لتجوز من هنا،

10 /69/ موسى قرأ الوثيقة التي تركها آدم ابوه، ووجد فيها الموت الرهيب لجميع اولاده،[7]

11 كان مكتوبا هكذا: انا استوجب الموت، فاموت، ولانني اخطأت فقد اعطيت الموت لجميع اولادي،[8]

12 الذنب الذي اذنبته، انا اوفيه لانني تجاهلت ووضعت كل الاجيال رويدا رويدا امام الموت،[9]

 

13 كان موسى قد شاهد الوثيقة التي صنعها آدم ابوه، واقترب وذاق كأس الموت بالم عظيم،

14 جميع العادلين والابرار والانبياء والملوك ذاقوا كأس آدم الذي تجاوز على الوصية،

15 جميع الكهنة الذين حملوا اسرار بيت الله، لم يتخطوا ويتجاوزوا على حكم الجريمة،

16 جميع الانبياء والملوك والكهنة اولاد آدم كانوا قد خضعوا لقصاص ابينا آدم،

17 لما يقوم الكاهن والنبي والملك ويمضي، كان يرى الوثيقة ويسلم نفسه لكأس الموت،

18 واذ كان يتسلسل الموت الشره على كل الاجيال وصل عند هارون كاهن الله النقي،

19 سبب الميمر الذي ابحثه هو هذا: كيف تسلسل كهنوت بني لاوي.؟

 

موت هارون وتسلسل الكهنوت اللاوي

20 حمله آدم من بداية كل الاجيال، وقدمه واعطاه رويدا رويدا لمن (اتوا) بعده،

21 /70/ كهنوت ابينا آدم كان قد وصل وجاء وتزيح الى هارون، فحمله بمحبة،

22 كان واقفا ولابسا اسرار الله، ويحل ويربط بين الارضيين والسماويين،

23 كان واقفـا في قبة الزمان على (رأس) اسرائيل، ولا يوجد في كل الشعب من يعصي امره،[10]

24 كان موسى قد جُعل مثل الله على المعسكر، ويحل ويامر بني يعقوب مثل الله،[11]

25 كانت مريم مثل عروس الله، وكانت ماسكة القيثارة بين الاسباط،[12]

26 كان هارون يحمل المبخرة ويدخل الى قبة الزمان، ويعطر البخور ويغفر خطاياهم،[13]

27 كان يطرد الموت الرهيب عن المعسكر بالمبخرة التي قدمها، ومنع حالا المهلك،[14]

28 موسى وهارون خلصا الشعب من مصر، وهارون الكاهن جُعل غافرا ومطهرا،[15]

29 يعطر البخور وتقبله النار الخفية، وبالنار تعطي النار الرائحة امام المشاهدين،

30 اين شاهدتم نارا تشتعل من اللهيب، إلا هنا حيث اظهرت النار الخفية محبتها،؟

31 عطّر هارون نار قلبه في بيت الغفران، ومنعت الموت من المعسكر بسرعة.[16]

 

 

على وزن مار افرام[17]

32 /71/ حمل هارون نارا ونارا وادخلها قدام الله، وراى الله قلبه وقبل كلتيهما،

33 حمل نارا ظاهرة بيده ونارا خفية في فكره، وحسنت له نار قلبه، وقبلت نار يديه،

34 لو لم تكن نار فكره الخفية طاهرة، لما كان يقبل الله النار التي كان يحملها،

35 وبسبب نار فكره قُبلت نار يديه، النار المطهرة التي تغفر الذنوب والخطايا،

36 قربوا ايها الخطأة مثل هذه النار وخذوا الغفران، كانت قد عُطرت نار يديه وفرح بها مستيقظو العلى،

37 وعطرت نار فكره وفرح بها الرب في العلى، حيث هدد الملاك ليفسد المعسكر،

38 حمل مبخرة مليئة نارا وخرج ومنعه عن الشعب، كان الملاك قد راى النار وهرب من لمعانها،[18]

39 راى هناك نارا خفية وخاف من منظرها، هزمت النار المستيقظ وكسرت الرمح الذي كان يمسكه،

40 كان الكاهن قد منع الموت بامر اللاهوت، وبعطره كان يمنع الملاك من ان يفسد،

41 ولما اضطر ان يموت لم يتأخر عن الموت، كان هارون واقفا في كل ساعة بين الله والشعب،

42 وبرمز الله قد جُعل آمرا للشعب، /72/ كان اليعازار واقفا في قبة العهد ويتطلع،[19]

43 ليتعلم كيف يقف على خدمة الله، وفي كل ساعة كان يرى كيف كان يصعد ابوه الذبائح،

44 ليصعد هو ايضا مثله بطهر وقداسة، لما كان الطفل يتعلم كيف يقف على الدرج،

45 وعقله نقي وصاف وتفكيره كله بهي، كان يكمل ايضا سيرة العفاف في قبة الزمان،

46 وكان هارون ابوه واقفا ولابسا ثياب الكهنوت، لباس الخدمة البهي: النار التي نزلت من العلى،

47 كان الاكليل موضوعا على راسه والمصنفة على جسمه، وبالحقيقة كان لابسا البدلة وعلق عليه احجارا كاملة،

48 اجراس الذهب في لباسه وقد جُعل حبرا لله، يدخل ويغفر الذنوب في قبة العهد كما هو مكتوب،[20]

49 قال الرب لموسى: جعلتك الهاً لفرعون، ويكون هارون اخوك مترجما للشعب،[21]

50 لما تخرجون من مصر حينئذ سيقوم بالخدمة الكهنوتية، يلزم ان يخدم مثل هذا الرجل في بيت آدوناي،

51 ويدبر الكهوت الذي سلم له بعدالة، لما كان واقفا في قبة الزمان وابنه معه في بيت المقدس،

52 كان يتعلم اسرار الكهنوت ويكتمل في سيرته، علمه ابوه كيف يحمل مبخرة الغفران،

53 وكيف يدخل ويدعو الله بطهر القلب، /73/ لما كان الطفل اليعازر يخدم في قبة العهد،

54 نهض الدَّين العمومي ليطالب هارون بما له عليه، بلغ الوقت ليسلم هارون الاسرار،[22]

 

55 (وبلغ) وقت اليعازر ليدخل ويحل محله، لما كان هارون لابسا الكهنوت وواقفا في بيت المقدس،

56 استيقظت وثيقة آدم لتطالب هارون بما لها عليه، هذا الذي خدم الكهنوت اربعين سنة في قبة الزمان،[23]

57 لم يقدر ان يزيل عنه صك الدَّين العمومي، هذا الذي غفر للشعب ولم يتسلط عليه ملاك الغضب،[24]

58 لم يقدر ان ينجو من الوثيقة التي كتبها آدم، هذا الذي طرد الموت والملاك بعطره،

59 لما صادفته كاس الموت لم يقدر ان ينجي نفسه، لما كان قد حان الوقت ليذوق هارون الموت،

60 دعا الرب ابن عمرام وتكلم معه وقال: يا موسى اسمع ما اقول لك ولا تحزن من هذا،

61 لا يقنط تفكيرك بالخبر الذي يطرق سمعك، لا يضطرب فكرك وتستولي الكآبة على قلبك،

62 ولا تجرِ عيناك الدموع بسبب الحزن الذي انقله لك، لا ار فيك كآبة في هذا السرّ المحفوظ بيني وبينك،

63 ولا تقطع الرجاء وتصير ضعيفا مثل كل انسان، حينئذ اجاب موسى وقال لله:

64 ما تشاءه عظمتك انا فاعله حسب مشيئتك، /74/ قال الرب الرحمن: هانذا اقول لك يا موسى:

65 بلغ وقت اخيك ليخرج من هذا العالم، بلغ وقت اخيك ليقوم آخر محله،

66 بلغ وقت اخيك ليشلح ثياب خدمته، الآن يا موسى ابن عمرام اسمع ما اقوله لك:

67 قم وخذ هارون اخاك وخذ معك اليعازر، واصعد على احد الجبال الذي ساعينه لك،

68 ثلاثتكم انجزوا السر بينكم ببشاشة، لا تبك يا ابن عمرام ولا تحزن على اخيك هارون،

69 يجب عليه بالا يحزن: لا توجد فرصة الا ويشرب كأس الموت، وقل لاليعازر لئلا يضطرب تفكيره،

70 عندما يرى هارون اباه يُدفن على قمة الجبل.

 

لمار يعقوب

اليعازر يصبح كاهنا بعد موت هارون

71 الرب دعا موسى عبده وتكلم معه: قم وخذ هارون اخاك كما أُمرت،

72 وخذ معه اليعازر وليذهب معك لانه يصعد ويلبس ثياب القدس،

73 عليه ان يدخل ويحل محل ابيه، فاجعله راعيا ليرئس الرعية،

74 واقيمه كاهنا ليغفر لاسرائيل، واوشحه ببدلة وتاج هارون ابيه،

75 انت مُرْه بهذه الكلمات التي اقولها لك، /75/ ليطهر نفسه بقداسة من كل الشرور،

76 ولا اجد فيه اثما وزلة بشكل من الاشكال، ولا يقترب منه مكر بغيض ليتدنس به،

77 تكلم الله بهذه الكلمات، وسمع موسى كل ما قاله بمحبة كبرى،

78 موسى كان قد دعا هارون اخاه واليعازر، وتكلم معهما كلمات الالم والحزن،

 

79 نسلك الدرب انا وانت واليعازر، لان الرب قال لي لنصعد سوية الى جبل هور،[25]

80 كان موسى قد اخذ هارون واليعازر، وخرجوا ليسيروا نحو جبل هور كما أُمر،

81 وصلوا وبلغوا الى قمة الجبل كما أُشير اليهم، وشرع موسى يشجع هارون اخاه،

82 بدافع الالم والحزن الذي استحوذ عليهم كان يقول الاخ لاخيه هذه الامور:

83 قال موسى: اكشف لك يا اخي السر الموجود لديّ ولا يمكنني حقيقة الا ان اكشفه،

84 انت متحد بي كاتحاد العضو برفيقه، ودخلنا الى مصر مثل (شخص) واحد بامر الرب،

85 وصنعنا ايضا العجائب سوية بين المصريين، ولما كنت واقفا عند فرعون انت اعنتني،

86 لما تغيرت العصا الى الحية انت القيتها، /76/ ولما وقف السحرة ضدنا كنا مثل (شخص) واحد،[26]

87 لما صارت قضبانهم تنانين كنا قريبين، ولم نبتعد عن بعضنا بعضا بين المصريين،[27]

88 جاء الموت وها انه يفصلنا الواحد عن رفيقه، وليكمل فينا امر الرب حسب مشيئته،

89 يا هارون اخلصتَ لي كما كان يلزم، واحببتني محبة الاخ التي لا لوم فيها،

90 والآن يا هارون لقد بلغك الدَّين العمومي، ولا فرصة الا ان تشرب كأس الموت،

91 ها قد اتى ذاك الصك الذي تركه آدم، ولا يقدر اخ ان يخلص اخاه كما هو مكتوب،[28]

92 يا هارون لا تحزن الآن لان اجلَك قد بلغ، ولا يكن فيك فكر واحد لتحزن،

93 انتبه، لا تكن غريبا عن الرب بسبب الكآبة، لانه لا يوجد بين المولودين من لا يذوق كأس الموت،

94 ذاقها آدم وها انها تتسلسل الى كل الاجيال، لا تحزن فابنك يصير كاهنا عوضك،[29]

95 اراد الرب ان يدخل الصبي ويحل محلك، هو قال لي: ان اليعازر يخدم بدلك،

96 حينئذ اشار الرب الى موسى قائلا: لماذا انت واقف، اقترب وانزع ثياب اخيك هارون،؟

97 انزع عنه ثياب القدس الحبروية، /77/ والبسها لاليعازر الكاهن الذي اخترته،

98 انزع عنه كل رتبة بني لاوي، واشلح اخاك ليذهب الى الموت عاريا،

99 [ ابونا[30] آدم كان قد وقف عاريا بين الاشجار، فاشلحه الكهنوت واطلقه ليذهب،

100 دخل الى العالم بقداسة وهو غير مدنس، وبما انه لم يخطيء ضدي فآخذه بقداسة،[31]

101 اقترب موسى من اخيه كما أُمر، ورآه هارون قادما نحوه فاحنى رأسه،

102 سلم هارون الكاهن نفسه ليُعرى من ثياب الكاهن، ثم يذهب الى العالم الجديد،

 

103 اقترب موسى والقى يديه فوق رأسه، ونزع عنه اكليل المجد واعطاه لابنه،

104 رفع عنه العمامة العزيزة التي كان يلبسها، واعطاها لابنه ليدخل ويقوم على خدمته،

105 نزع عنه المصنفة، والبدلة التي كان يلبسها، والبسها (كذا؟) لاليعازر قدام ابيه،

106 كان هارون واقفا وينظر اليه وهو يشلحه، ولم يكن يتضايق بنزعه عنه ثياب القدس،

107 شلح وصار عاريا من الحبروية، وتقدم الصبي وقبل اسرار الله،

108 /78/ كان هارون واقفا ينظر الى ابنه اللابس ثيابه والواقف بهيا مثل لاوي،

109 كان ينظر الى الكاهن الشاب والحبر البهي، ويفرح به ويبتهج قلبه لانه صار بدله،

110 كان لابسا الاكليل، والبدلة، والعمامة، والمصنفة، والحلة وفوقها كلها الزنار،

111 والسروال، والاجراس الذهبية المصفوفة فيه، والرمانات الاثنتي عشرة التي ترسم سرا كبيرا،[32]

112 كان قد تزين هذا االشاب مثل الختن للعرس، ليصير كاهنا في قبة الزمان،

113 لما كان يقف الاخوان على قمة الجبل، وهارون عار على مثال آدم بين الاشجار،[33]

114 اليعازر لابس الكهنوت الالهي، وموسى واقف ويحبس احشاءه لئلا يبكي،

115 مَن له قلب حجري ولا يبكي اذ يرى هارون عاريا ويتقدم من الموت،؟

116 مَن رآه عاريا ومجردا من الكهنوت، ولا يجلب جداول الدموع من بؤبؤيه.؟

 

مار افرام

117 اشار الرب الى ابن عمرام لماذا تقف يا موسى، اقترب وسلم على اخيك واطلقه ليذهب الى موضعه،؟

118 هوذا الملاك واقف وينتظر متى تودعه، /79/ لانه لو لم تودعه لا ياخذه الملاك،

119 لو لم تطلقه يا موسى فالموت لا يتسلط عليه، اقترب يا موسى واغمض عينيه لانك تاخرت كثيرا على الجبل،

120 لئلا يصنع الشعب صنما ويسجد له كالعادة، قال موسى لله: كيف اقترب واغمض عينيه،؟[34]

121لانه واقف [ ويتكلم[35] معي، كيف يمكن غمض عينيه، قال الرب لموسى: ودّعه انت فقط،

122وياتي الملاك حالا وياخذ نفسه من جسده، لما كان ابن عمرام واقفا يتكلم مع الله.

 

هارون يبارك اليعازر ابنه

123 اقترب الصبي من ابيه واحنى راسه وسجد له، وكان يقول اليعازر لابيه ما يلي:

124 هب لي يا ابي البركات وحينئذ تتركني، حينئذ فتح ابوه فمه ورفع عينيه الى السماء،

 

125 وقرب صلاة لله بالدموع والتنهدات: “اللهم يا من وقفتُ امامه بالطهر والقداسة،

126 يا ابني يبارك (الله) شبابك ويقدمك بالمراحم الى الشعب، الابن الذي صار ولدا،

127 وخلص الشعوب بنعمته..،

128 ليعطك سيرة ترضي اللاهوت، الجبار الذي برمزه جاء كل شيء الى الوجود،

129 ليعطك الفهم الذي يرضاه الله، الديان الذي اتى ليدين براياه في نهاية الازمنة،

130 /80/ ليساعدك في كل حين لتخدم قدامه بنقاء، ذاك الذي وهبني الكهنوت ووقفت قدامه بنقاء،

131 ليمنحك لتغفر خطايا وذنوب المعسكر، وليقبل من يديك البخور النقي المقدس،

132 وقربان الايمان الذي يُقرب بطهر، الرب الذي اعطى الكهنوت لملكيصاداق الكاهن العظيم،[36]

133 ليكملك بالدرجة التي قبلتها اليوم، القوة التي لبسها العلويون بخدمة النار والروح،[37]

134 لتنتصر بالخدمة وتتغلب على كل الشرور، الصالح المليء بركات ولا مقياس لمراحمه،

135 ليفتح باب المراحم وليستجب طلباتك، العادل المليء افراحا والذي كان ينتظره العادلون،

136 ليهبك الافراح لتبتهج بها كل ايامك، ليطعك اللاويون ويسيروا حسب اشارتك،

137 ويخف منك الشعب ولا يعصوا كلمة فمك، منك ياخذ بنو اسرائيل النواميس والاوامر،

138 لينتشر خبر كهنوتك في كل اجيال العالمين، ليكن لك الرب رفيقا وحارسا في كل حين،

139 [ ليسلّمك[38] الكهنوت الذي يرضي لاهوته، ليصر لك الله نفسه الرجاء الصالح،

140 ليقوّم كل افكارك لئلا تتيه عن معاشرته، /81/ ليكن الله لك آمرا ومدبرا،

141 لتسير بكلمة فمه ولا تحيد عن اوامره، انت الآن عامله فلا تبطل من عمله،

142 انتبه لا تحيد عن دربه وتصير مثل غريب، لتكن صلوات هارون ابيك رفيقا صالحا لك،

143 ولتعطر خطواتك قدام تابوت عهد الله، القدوس الفاتح بابه لكل من يدعوه بمحبة،

144 ليقبل يا ابني بركاتك وصلواتك وطلباتك، السماوي والارضي الموجود في العلى والعمق،

145 ليساعدك لتجمل له باعمال البرارة، ليكن حارسا لك ثالث اللاهوت،[39]

146 وليحرسك دائما في الايام والليالي، صلى هارون هذه (الصلاة) على الصبي اليعازر،

147 وسمع الله صلاته مثلما تاق فكره، اقترب موسى عند اخيه كما امره الله،

148 واحتضنه بالمحبة وقال له: اذهب، ليكن الرب معك.

 

 

لمار يعقوب، لمار بالاي[40]

149 قال موسى: اذهب بالسلام ايها الاخ الحقيقي الذي عاش معي،

150 قال هارون: وداعا ايها الاخ الذي لم يحقد على اخيه،

151 قال موسى: اذهب بسلام يا كاهن الله المحبوب،

152 قال هارون: وداعا ايها الاخ الحبيب الذي احبه ربه،

153 قال موسى: اذهب بسلام ايها الكاهن الذي اصعد ذبائح سلامية،[41]

154 قال هارون: وداعا ايها الاخ الذي صنع العظائم،

155 قال موسى: اذهب بسلام ايها الاخ الذي انزل المنّ للشعب،[42]

156 قال هارون: وداعا يا موسى الذي شق البحر العظيم،[43]

157 قال موسى: اذهب بسلام يا من كنت ترافقني في كل هذه الاحداث.

 

لمار يعقوب

هارون تطير نفسه الى العلى كحمامة وعصفور

158 حالما قبّل موسى هارون، انتقلت نفسه من جسده بسرعة،

159 امر الرب النفس وانتقلت من [ رفيقها،[44] امر العصفور وطار من عشه،

160 امر الحمامة وطارت وانتقلت وبدلت موضعها، وظل الجسد على التراب ربيبه،

161 مات هارون على جبل هور كما هو مكتوب،[45] وقام مقامه كاهن جديد ليخدم محله،

162 وقف موسى واليعازر بحزن بليغ، وكانت قد تراءت على قمة الجبل آية عجيبة،

163 كان هارون موضوعا امام اخيه وامام ولده، وكانا حريسين لئلا يحزنا،

164 اي اخ يرى اخاه يُدفن ولا يبكي عليه لما ينفصل الواحد عن الآخر،؟

165 /83/ لم يسمح موسى للضيق ان يتسلط عليه لانه كان يعرف بان لله عالما آخر،

166 الصبي اليعازر واقف وينظر الى ابيه، واذ شرع في البكاء ضبط احشاءه وهدأ حِداده،

167 حفظ الوديعان ذلك الامر الذي اصدره الرب، وكما أُمرا نفذاه على قمة الجبل،

168 مات هارون، وقاما ليخدما حسب الناموس، وجاء الرب ليرافق معهما هارون الكاهن.

 

الرب وموسى واليعازر والملائكة يدفنون هارون

169 واذ كانا واقفَين شرعا في التراتيل الروحية، جاءت افواج المستيقظين بسرعة من العلى،

170 وفتحوا فمهم ليمدحوا الترابي باصوات عجيبة وبتهاليل روحية،

171 امتزج تسبيح المستيقظين مع الارضيين، ورتلوا هناك الحانا عجيبة للاوي،

172 لما انتهت خدمة السماويين، ثم صلى وكمل الكاهن الجديد الذي صار لتوّه،

173 كان قد رافق اللاوي بمجد عظيم، وقبره الرب وموسى والصبي مع الروحيين،

174 كفنه وقبره الارضيون والسماويون، وصدر رمز للملائكة ليرتفعوا،

175 مُهدت اسواق اللهيب على قمة الجبل، ورافقت هناك هارون الكاهن بتمييز،

176 /84/ ظلت اجواق النار على الجبل طيلة النهار، وكان يشتعل طيلة النهار باللهيب،

177 تعجب الملائكة من موت هارون على قمة الجبل، لان ربه اكرم كثيرا يوم موته.

 

الخاتمة

178 الرب الذي اتى وامّن العلى والعمق، أمّن بيعتك التي متَّ لاجلها، ولك التسبيح.

 

كمل (الميمر) على هارون الكاهن

 

1 – هذا الميمر غريب. قسم منه منظوم على وزن يعقوب. البيوت: 1-31، 71-116، 158-178، وقسم آخر على وزن افرام. البيوت: 32-70، 117-148، وقسم ثالث على وزن مار بالاي ومار يعقوب. البيوت: 1490157؟. القسم الثالث يختلف عن وزن بالاي المكون من 5 + 5 مقاطع، بينما المقطع المنسوب الى مار بالاي ومار يعقوب لا يمت الى وزن اي منهما باية صلة لانه يتكون من 8 + 8 مقاطع. كيف نشره بيجان دون التنويه الى هذا الواقع؟

[2] – انظر، ميمره 147

3 – تكوين 2/16-17

4 – تكوين 3/6

[5] – رومية 5/14

6 – خروج 6/18، 20

[7] – رومية 5/12

[8] – رومية 5/12

[9] – يقول المؤلف ان آدم يوفي ما اقترفه. لعل المؤلف يريد ان يقول ان آدم يتحمل وزره الشخصي.! لا يمكن لآدم ان يوفي ذنبه. المسيح وحده اوفى الدَّين العمومي الذي اقترفه آدم

[10] – خروج 25-26

[11] – خروج 4/16

[12] – خروج 15/20

[13] – خروج 30/1-10

[14] – عدد 17/6-15

[15] – خروج 14-15

16 – عدد 17

[17] – ابيات الميمر على وزن مار افرام: 32-70، 117-148. شعر افرام مكون من  7 + 7 مقاطع

[18] – عدد 17

[19] – عدد 20/28

20 – خروج 28

21 – خروج 4/16

[22] – عبارة الدَين العمومي تعني ذنب آدم الذي يرثه البشر. لم يوفه قط احد منذ القديم. المسيح وحده اوفاه بموته

23 – عدد 33/38

[24] – خروج 12/23

[25] – عدد 20/25

26 – خروج 4/2-5، خروج 7

[27] – خروج 7/8-12

28 – مزمور 49/7؟

[29] – رومية 5/14

30 – بيجان يصوب: ابوك. تكوين 3/10-11

[31] – هل يعتبر يعقوب هارون ايضا قديسا اي بدون اثم مثل اخنوخ وايليا؟

32 – خروج 28. الرمانات ترمز الى الاسباط والى الرسل والى ساعات النهار وساعات الليل

33 – تكوين 3/10-11

[34] – خروج 32

35 – نص: وملل، بيجان يصوب: ومملل

36 – تكوين 14/18

37 – مزمور 104/4

38 – نص: نعغل، بيجان يصوب:نغعل

[39] – هذه العبارة غامضة. هل الميمر ينسب الى افرام او الى يعقوب الذي يكرر نفس النظرية في ميمرين آخرين.؟ من يقصد مؤلف هذا الميمر بثالث اللاهوت.؟ الاقنوم الثالث هو الروح القدس، غير ان افرام فيما لو صحت نسبة الميمر اليه، يعتبر الابن هنا ثالث اللاهوت. يكون يعقوب ضحية لنظرية افرام هذه اذ يسمي هو الآخر الابن: ثالث اللاهوت. انظر ميمره 53 على الصلب، وميمره 150 الرابع على قائين وهابيل

[40] – هذا الحوار البديع بين موسى وهارون بالرغم من نسبته الى يعقوب والى بالاي: 149-157هو شعر مكوّن من 8 + 8 مقاطع. شعر بالاي مكون من 5 + 5 مقاطع. اذاً الشعر ليس منظوما لا بوزن مار بالاي ولا بوزن مار يعقوب!

[41] – حزقيال 43/27

[42] – خروج 16

[43] – خروج 14

44 – نص: زوجتها. النفس: زوجة الجسد، وعصفور، وحمامة

45 – عدد 20/22-29