الميمر 39 على الوحيد الكلمة

الميمر 39

 

        وصف تحليلي للكلمة وللصوت. الابن هو الكلمة ويوحنا المعمذان هو الصوت. اين انتِ ايتها الكلمة؟. انظر، رسالةـ15. الابن هو الكلمة وليس ميمرا ليقوله الآب او عبارة لينطقه، انما هو الكلمة المولود من الآب وبه ينطق الآب كل ما يقوله في النبؤات.

        السروجي ضد الجدال: بخصوص الكلمة ليتكلم المتكلم بالمحبة، لانه يجمل بالمحبة ان تتكلم دون ان تجادل، لما يقترب منه الايمان يصير جليا، ولما يدخل البحث وراءه ليراه يصير مستترا، لو يثير التعقيب خبره يختفي، ولو حركت المحبة تسبيحه اظهر نفسه، ها انه جلي وقائم كالنيّر للمسبحين، وهو بعيد ومستتر مثل عزيز عن الباحثين. اتى كما اتى ولا احد يعرف كيف اتى، وهولاء الذين اتى ليضمدهم ها انهم يجنّون: هذا يجادل ضده، وذاك يفحصه، وهذا يجزّئه، ولذلك التعقيب، ولهذا النقاش عن خبره، ومهما يكثرون الكلام فانه لا يوصف ومهما يريدون التعقيب لا يُعقب، وكلما يدخلون عند خبره فانه يدخل ايضا الى الداخل: انه في والده عالٍ وخفي عن الباحثين، ليصمت البحث، ولتغلق الحكمة فمها، لان البشارة انتشرت في العالم بواسطة صيادي السمك.

        يصعب فهم كلمة الانسان بسبب تعقيدها: ايها الناطق حدد كلمتك لو استطعتَ، واياك وذاك الكلمة الذي اتى الى العالم في الجسد، تخرج الكلمة ولو سمعتها ربوات الآذان فانها تحل فيها كلها دون ان تُجزأ الى اقسام، ومهما كان عدد الآذان في الجمع فانها تدخل فيها كلها، انها في كلها وفي القوّال الذي يتكلم.

        مريم هي الرسالة والكلمة الابن كتب ذاته فيها: الابن هو الكلمة في الرسالة اي في مريم مثل الحروف المدونة في الرسالة ولم يتجزأ: انه في مريم وفي الآب وفي كل مكان.

  • المخطوطتان: اوكسفورد 135 ورقة 9؛ لندن 14580 ورقة 130

– لا يرد في البداية ولا في النهاية اسم المؤلف. حسب “المخطوطة ل” هذا الميمر هو تكملة للميمر 38 الذي ذكر قبله. الميمر لاهوتي وهو منظوم باسلوب سرياني بليغ هو قمة الادب السرياني. نظرية سروجية للتحليل الفلسفي والكتابي للكلمة وللصوت تتكرر في رسائله انظر، رسالة/4، 13، 19، 16، 35، وفي اغلب ميامره المسيحانية. يرقى تاريخ نظم هذه القصيدة اللاهوتية الرائعة الى بداية فترة رئاسة ساويرا الانطاكي أي الى نحو سنة 512م.

 

– الدراسات:

        الميمر الثامن عشر، على الوحيد الكلمة، قبطي، 235-241

 

 

[ الميمر[1]]   39

على الوحيد الكلمة (يوحنا 1/1)

 

الكلمة الالهي والكلمة البشرية

1 الكلمة ربنا لا يوصف من قبل الناطقين لان خبره خفي حتى لما اتى في الجسد،

2 من يقدر ان يفحص خفاء الكلمة لانها حتى لما توصف هي مستترة في خفائها،؟

3 الكلمة لا تُقطع وتخرج من قائلها لانها حتى لما يرسلها فهي تظل حيث هو موجود،

4 القلب يرسل الكلمة الى اللسان، وتنتقل من الافكار لتخرج الى البرانيين،

5 اللسان مثل وسيط يحتفل ويُخرج السر الخفي ليعتلن بالصوت الخارجي،

6 ويطنطن الصوت بين الاسنان واللسان /170/ ويصير مثل رسول للكلمة نحو الاذن،

7 تفتح الاذن الابواب قدام الكلمة لتدخل، فتلج وتحل دون ان تحددها المواضع،

8 انها خفية كلها في مرسلها ومحفوظة فيه، وهي حالّة كلها في السامع الذي جاءت عنده،

9 وها انها موجودة كلها في النفس مُرسلتها وحالّة كلها في النفس مُستقبلتها،

10 ولا يفتتها اللسان ولا [ الاسنان[2] ولا الهواء لما تخرج من الفم الى الاذن،

11 لا يضايقها باب الاذن لما تدخل [ فيه[3] ولا يعرض على ذاتها تغيير حيثما حلّت،

12 انها خفية، وظاهرة، ولما تُنطق فان [ موضعها[4] مستتر لانه حتى الصوت الذي ينقلها لا يقدر ان يمسكها،

13 واذ هو يحملها فانها مستترة عنه بخفائها، ولا يقدر ان يحل في المواضع معها وعندها،

14 لا يعرف من اين خرجت الكلمة، ولا يقدر ان يدخل ويفحص ويرى اين تحلّ.

 

الابن الكلمة

15 ابن الله الذي هو الكلمة التي لا تُنطق جاء الى العالم ولم تحبسه المواضع،

16 خرج الكلمة من الآب وجاء وحل في الشابة وكان في الشابة وفي [ ابيه[5] ولا يوصف،

17 /171/ منذ وجود الآب، فان الكلمة موجود معه، ولا يوجد وقت لم يكن الكلمة موجودا معه،

18 لا يوجد فم يعرف ان يقول منذ متى (وُجد)،؟ ولا لسان يفسر كيف هو:؟

 

19 الا اللهم انه موجود، (يظل) “كيف هو” بلا تفسير ومَن يقول كيف هو يضل ضلالة،؟

20 واتى الكلمة من خفاء جوهره، ومكث في حضن الآب الخفي كما كان،

21 وهو حالّ كله بقداسة في الحضنَين ليس لانه تجزأ لكنه مكث بلا تقسيم،

22 انه موجود كله في امه الشابة التي تحمله، وكله موجود في ابيه الخفي لانه والده،

23 انه موجود [ في ابيه، وموجود في امه[6]: انه لعمل عجيب وعظيم لم يحدث الا فقط للوحيد.

 

الكلمة والرسالة

24 تستقبل الرسالة الكلمة بواسطة الحروف وتحل هناك كانما في حدّ بينما هي بلا حد،

25 الكلمة الخفية تُرسل في الرسالة، ومَن يقول ان الكلمة ليست هناك كلها،؟

26 كلها موضوعة في الرسالة بواسطة الحروف، وتُكشف وتُمسك من قبل الكثيرين،

27 بدون جسم مَن كان يقدر ان يمسك /172/ الكلمة التي جاءت وصارت جسدا في الرسالة،؟

28 اعطت نفسها، [ ورأتها] العيون في اعضاء الحروف، [ والايادي مسكت[7] الممجدة،

29 امسى الابن في البتول كالكلمة في الرسالة، وتجسد فيها كالكلمة ايضا في الحروف،

30 ذاك الذي كان خفيا مع والده اتى الى الاعتلان واظهر نفسه للعالم ليراه ويتامل فيه،

31 فمسكوه بالايادي لانه تجسد من بنت داؤد وراوا خفاءه كالكلمة في الحروف.

 

اين انتِ ايتها الكلمة؟

32 اين انتِ ايتها الكلمة،؟ وفي اي موضع يفتش عنك المرء،؟ هل في مُرسلك او [ في مستلمكِ،[8] او في الرسالة،؟

33 انت خفية وظاهرة ولا تُدركين او تُفحصين، هل لك حدّ،؟ ام حقيقة هل انت فوق الحد،؟

34 لما أُرسلتِ لم يفرغ الموضع منكِ، ولما تجسدت في الحروف انتِ بلا تغيير،

35 مسكتك الايادي في الحروف وانت مستترة، وراتك العيون في القراءة ولا تُدركين،

36 انت محفوظة عند الناطق بك، وخبرك مستتر ومخفية كلك في لمستمع اليك، ومَن يفحصك،؟

37 اتيت من موضع الى موضع آخر بصورة علنية، وانت فعلا في كلا الموضعين،

38/ 173/ الموضع الذي ارسلك هو مليء منك ويحبك، وخبرك معلن في الموضع الذي استقبلك ويكرمك،

39 [ صنعتِ[9] لك جسما لتستخدمك المواضع، ويسهل عليك ان تحلي كلك هنا وهناك،

40 من كتبك،؟ وكيف كتبك كاتبك،؟ وكيف اصطادك،؟ وبماذا مسكك لما كتبك،؟

 

41 كيف وضعك كاتبك في الرسالة وحبسك هناك، وعقد والقى الاختام في وجهك،؟

42 هوذا الكلمة مخفية في الرسالة عن الكثيرين، وهي محفوظة بالسر تحت الختم الى ان تعتلن.

 

الكلمة صورة للكلمة الالهي، والرسالة صورة لمريم

43 وهناك تصور صورة جميلة للوحيد الذي هو الكلمة وحل في مريم كما في الرسالة،

44 كانت مختومة في [ بتوليتها[10] كما في الرسالة، وخرج بقداسة والاختام موجودة،

45 ابن الله هو الكلمة الذي لا يُفسر، وقد نزل من الآب وحل في البطن المليء اقداسا،

46 والكلمة [ الخفي[11] في الرسالة المغلقة والموصدة والمختومة دخل من الاذن،

47 وجسّد ذاته من جسم الطوباوية في الاعضاء اعني في الحروف،

48 الكلمة الخفي عن الرائين اتى الى الرؤيا /174/ وكل من رآه ودعاه عرف بانه كان الها.

 

يوحنا الانجيلي يخبر عن الكلمة الالهي

49 ولكي يفهم الداخلون الى العالم خبر دربه، قام ابن الرعد وكشف الكلمة للعالم كله،[12]

50 وبرهن بان الكلمة لا تُمسك ولا تُرى ولا تُلمس ولا تُحبس في المواضع،

51 وحالما تاتي وتصير جسما في الحروف، فانها تجسّد ذاتها وتقدم نفسها لاجل هدف،

52 تاتي الى الجس والتامل والقراءة، والكل يراها، والكل يقرأها، والكل يمسكها،

53 وتصير محبوسة، ويمسكونها في المواضع، ويحملونها ويحتفلون بها على ايديهم،

54 وبما انها اتت وصارت جسدا في الرسالة، فقد حددها الموضع بينما هي فوق الحد في طبيعتها،

55 لو تُفحص فانها تلام من قبل الفاحصين، ولما تُقرأ هي موجودة كلها لدى المتعلمين،

56 انها كلها في الحروف [ مع القرّاء،[13] وانها محفوظة في كاتبها وهي اسمى من الرائين.

 

الكلمة في النفس

57 الكلمة في النفس وتوجد فيها طبيعيا، ولما تعتلن فانها تخرج من جوهر النفس،

58 ومنذ وجود النفس الكلمة موجودة معها، فانها ليست اصغر ولا اكبر من جوهرها،

59 /175/ كما ان الابن موجود في الآب بدون بداية، هكذا الكلمة ايضا موجودة في النفس منذ ان وُجدت.

 

لا يمكن تصوير الكلمة بالالوان

60 ولهذا ذاك التلميذ الذي كان يحبه ويعرفه سمى ابن الله بالكلمة،[14]

61 الكلمة اسمى من ان يصورها المصورون، وهكذا فانها اسمى من ان ينطقها ايضا الحكماء،

62 لا احد يقدر ان يرسم صورتها من الالوان، ولا يُكشف تفسيرها من قبل المجادلين.

 

يلزم الكلام عن الكلمة بالمحبة والايمان

63 بخصوص الكلمة ليتكلم المتكلم بالمحبة، لانه يجمل بالمحبة ان تتكلم دون ان تجادل،

64 الكلمة خفية وتنجلي في الحروف، وكل واحد يراها ويمسكها وايضا يقرأها،

65 الوحيد خفي في جوهره عن الرائين، واتى في الجسد لنراه وجها لوجه،[15]

66 بالعيون رايناه، وبالايادي مسكناه لانه تجسد وصار لحما وحل بيننا ولم يتغير،[16]

67 ها انه خفي، وظاهر، ومتواضع، ومخيف، ومليء عجبا، وقد اتى الى الاعتلان، وهو خفي، ولا يوصف،

68 لما يقترب منه الايمان يصير جليا، ولما يدخل [ البحث وراءه[17] ليراه يصير مستترا،

69 لو يثير التعقيب خبره يختفي، /176/ ولو حركت المحبة تسبيحه اظهر نفسه،

70 ها انه جلي وقائم كالنيّر للمسبحين، وهو بعيد ومستتر مثل العزيز عن الباحثين.

 

اين انت ايها الكلمة ابن الجوهر؟

71 اين انت ايها الكلمة ابن الجوهر، يا من لا تُدرك، ولا تُفحص، ولا تُفسر، ولا تُعرف،؟

72 هل انت روحي،؟ هل انت [ جسدي،؟] هل انت عليّ،؟ هل انت سفلي،؟ انت خفي وجلي [ ولا[18] تُعقّب،

73 من خفائك تتحير العقول ولا تفحصك، وتنظر العيون الى اعتلانك وتتعجب بك،

74 اتيت في الجسد، واظهرت نفسك للارض كلها، وبما انك مستتر فقد مكثت هكذا في خفائك،

75 صرت جسديا، وروحانيتك قائمة فيك، صرت ابن الانسان[19] ولاهوتك لم ينحلّ،

76 صرت سفليا ومن لا يعترف بانك علوي،؟ وصرت لحما والكل يسجد لك لانك الكلمة،

77 ها انك في ابيك، وها انك معنا وانت عندنا، انت فوق الكلمة ايها الكلمة الذي اتى ليصير منا،

78 لم يصفك احد لانك لاتوصف وصفا، حتى ابوك لم ينطقك ابدا، انما ولدك ولادة،

 

79 انت الكلمة يا ابن الله ليس لننطقك، لانك غير موصوف من قبل الناطقين،

80 /177/ انت مولود من الآب، وانت مع ابيك وعند الله، وانت اله من اله،[20]

81 الآب ولدك ولادة ولم ينطقك نطقا، يا ابن الجوهر انت الكلمة الذي لا يوصف،

82 انت الناطق ولست الموصوف، انت المولود ولا توجد فرصة لتوصف.

 

الكلمة الالهي ليس صوتا

83 لستَ صوتا بل كلمة ناطقة، واذ هي نطق فانها لا تُنطق نطقا من قبل الناطقين،

84 لم ينطقك الآب نطقا بل ولدك ولادة، وبك تُنطق كل كلمات اللاهوت،

85 لم تُنطق لانك لست صوتا ليُنطق، لكنك الكلمة التي تتكلم وتعطي الاصوات،

86 انت تُسمِع كل الاصوات للبرايا، [ ومنك[21] تصدر كل كلمات اللاهوت.

 

كلما نطقه الآب نطقه بابنه الكلمة

87 مُلكك هي اصوات القدرة البارية لانك الكلمة التي لها الصوت نحو البرايا،

88 ليكن النور، ليكن الرقيع وسط المياه هي اصوات،[22] اما انت فانك الكلمة مع والدك،

89 ومنك تصدر هذه الاصوات على البرايا لانك الكلمة الناطقة التي لا تُدرك،

90 كل ما اراد الآب ونطقه بك نطقه، /178/ ولا توصف لانك تنطق نطقا،

91 لستَ احد اصوات القدرة البارية، بل الكلمة التي منها (تصدر) كل الاصوات والكلمات،

92 بك نُطقت كل كلمات النبؤة، وكل ما هو مكتوب: قال الرب، قاله بواسطتك،

93 كل كلمات كل الاصوات، وكل العبارات، وكل الايحاءات، وكل ميامر اللاهوت،

94 منك تصدر وبك تنطق وهي مُلكك لانك خفي في الآب وبك يتحدث الى البرايا،

95 لستَ ميمرا ليقولك ابوك قولا بصورة جلية، بل انت الكلمة التي بها تقال كل الميامر،

96 بك [ يتكلم[23] لما تكلم مع البرايا، وبك اعطى الكلمة لمتكلمي النبؤة،

97 [ كل ما قيل[24]: هكذا يقول الرب، انت قلتَه لان كل الميامر هي مُلك الكلمة،

98 لا توجد فرصة لتوصف وصفا، لانه منذ الازل يعرف الانسان بانك تتكلم،

99 بك تتحرك المركبة للتبريك، لانه لا يوجد من يقدر ان يتكلم الا بواسطة الكلمة،[25]

 

100 بك يتحرك لسان السواريف ليصعد القدس لمخافتك [ باصوات[26] الاجنحة،

101 بك تتحرك القوات السماوية لتقوم على الخدمة التي تتمسك بها،

102 لا يعمل الآب شيئا الا بابنه، ولا يحرك الاصوات الى الاذن الا بكلمته،

103 به ارسل ايحاءات النبؤة، وكل رؤى [ الحقائق] الى الرائين.

 

الرب ارسل كلمته وشفى البشرية (مزمور 107/20)

104 [ولما افسد مرض] الاثم البشرَ، ارسل كلمته وشفاهم كما هو مكتوب،[27]

105 الآب شفى البشر وانقذهم من الفساد بكلمته المليئة حياة،

106 ولكي يضع [ ذلك[28] الكلمة على قروح البشر، حل في البتول وبتجسده يضمد الجروح،

107 والكلمة الذي كان مستترا خرج ليعتلن، فاتى في الجسد ليشفى به العالم باسره،

108 وبما انه لم يكن من السهل الضماد بلا جسد فقد ضمد جسديا امراض المعلولين.

 

المجادلون اداروا السنتهم على الكلمة الالهي

109 والكلمة الذي اتى في الجسد ليضمد جروح الارض، هوذا المجادلون قد اداروا عليه السنتهم،

110 ذاك الذي تنازل ليحمل اثم العالم كله، هوذا الاثمة قد وقفوا ليفحصوا كيف اتى،[29]

111 اتى كما اتى ولا احد يعرف كيف اتى، /180/ وهولاء الذين اتى ليضمدهم ها انهم يجنّون،

112 هذا يجادل ضده، وذاك يفحصه، وهذا يجزّئه، ولذلك التعقيب، ولهذا النقاش عن خبره،

113 ومهما يكثرون الكلام فانه لا يوصف ومهما يريدون التعقيب لا يُعقب،

114 وكلما [ يدخلون[30] عند خبره فانه يدخل ايضا الى الداخل: انه في والده عالٍ وخفي عن الباحثين،

115 ليصمت البحث، ولتغلق الحكمة فمها، لان [ البشارة انتشرت في العالم[31] بواسطة صيادي السمك،

116 كان يوصف من قبل تلميذه بانه الكلمة، وكان يُبشر به بانه اتى في الجسد ليحمل اثمنا،[32]

117 وهكذا جلب بشارته الى العالم ذاك التلميذ الذي كثر تطويبه لما كان يعلم،

118 الكلمة موجود، والكلمة كان موجودا عند الله، والكلمة كان الله الذي اتى الى العالم في الجسد،[33]

 

119 ولانه اتى في الجسد احتقره الارضيون، وها انهم يدّعون ويقولون انه ليس الكلمة،

120 ابن الله هو الكلمة الذي اتى في الجسد ولا يوصف من قبل الناطقين، [ فلماذا[34] تضلون،؟

121 ها انه يحمل اثم العالم، ويقف مثل الجبار، يكفي بانه يحمل الاثم ولا [ يُعقب،[35]

122 /181/ لتسكت كل المخاصمات وكل التعقيبات وكل الشكوك لان خبره خفي عن الحكماء،

123 الكلمة الذي اراد واتى الى العالم علنا، اخلى نفسه لاجلنا ليس ليُعقب،[36]

124 كان قد كتب ذاته في الرسالة-البتول مريم واتى الى الاعتلان جسديا لاجلنا،

125 ولكونه خفيا ودربه اسمى من الناطقين، فقد زادوا الكلام عليه (وذكروا) ربوات النظريات،

126 وها انه معنا لانه اراد ان يصير منا، وانه الهنا، ومعنا عمانوئيل،[37]

127 الكلمة معنا، ولانه تجسد فقد صار منا، ولانه اتى الينا في الجسد فها انه معنا،

128 الكلمة سام ولانه كتّب نفسه فقد مسكوه ولم يُفسر في بحوثهم لكونهم قد امسكوه.

 

الكلمة سامية ولو سمعتها ربوات الآذان لا تتجزأ

129 الكلمة سامية حتى لما تتنازل الى مستوى الحروف، ولما تُقرأ لا تُفحص من قبل الحكماء،

130 ايها الناطق حدد كلمتك لو استطعتَ، واياك وذاك الكلمة الذي اتى الى العالم في الجسد،

131 تخرج الكلمة ولو سمعتها ربوات الآذان فانها تحل فيها كلها دون ان تُجزأ الى اقسام،

132 ومهما كان عدد الآذان في الجمع فانها تدخل فيها كلها، انها في كلها وفي القوّال الذي يتكلم،

133 / 182/ ولما كانت حالّة في المواضع لم تُمزق، لانها لما أُرسلت دخلت كلها حيثما دخلت،

134 وكل كلمة اتكلمها هي في اذنك، وكلها هي عندي، وهانذا احبسها في الرسالة،[38]

135 انها موجودة فيّ كاملة وفي الرسالة ليست ناقصة، وها انها حالّة كلها في اذنك دون ان تُجزأ،

136 ولو افتحُ الرسالة واقرأ، فانها هناك، ولو دخلتُ الى باطني اجدُها في افكاري،

137 لو اطالبكَ لتخرجها وتكررها كما سمعتَها، ستخرج من كنوز قلبك حيث كانت مخفية،

138 وها انها تُرى في الحروف في الرسالة، وانها متجسدة في القراءة وقائمة بدون تغيير،

139 كلمة الانسان التي لا تُفحص بخفائها هي اسمى من كل برايا البشر بواسطة خبرها.

 

 

 

كيف يُعقب ابن الجوهر من قبل الدنسين؟

140 كيف يُعقب الكلمة ابن الجوهر وابن الله من قبل الدنسين باسئلتهم،؟

141 انه كله خفي، وكله ظاهر، وموضوعه مخيف، وفحصه سام، وميمره بعيد عن السامعين،

142 اظهر نفسه للعالم وهو الاله، وكمل دربه ومكث في خصوصيته بدون تغيير.

 

مريم-الرسالة مكثت بتولا

143 واتى الى الولادة، ولما خرج لم يفضّ البتولية، لئلا يقف احد على خطواته لما يمشي،

144 /183/ دخل الى البرية من الباب الذي يُدخل الناس الى العالم، ولم يفتحه ليحس العالم بانه كان الها،[39]

145 عليك ان تتعجب ايضا بالرسالة-مريم البتول التي منها خرج الكلمة الى الاعتلان وكانت مختومة،

146 لم تُحلّ لما قُرئت بين الارضيين، خرج الكلمة وظل ختم البتولية،

147 مكثت مريم بعد ولادتها في درجتين: صارت امّا، وهي ثابتة في [ بتوليتها،[40]

148 انها بتول وامّ وواحدة هي بنت الناس بعجبَين لانها كانت بتولا وصارت امّا بدون تغيير،

149 انه الكلمة ولانه اراد واتى في الجسد فان عجب دربه اضلّ البشر،

150 خابت الطبيعة، وطبيعيا لا يوصف، لان عجبه غلب الطبيعة والتفسير،

151 لو اراد المتكلم ان ينظر الى الطبيعة: متى وكيف وجد في الطبيعة بتولا تلد،؟

152 لو اردتَ ان تجد الحقيقة لا تنظر الى الطبيعة، لان طريق الكلمة تسير بعجب وليس حسب الطبيعة،

153 ولدت البتول: بداية الدرب المليء عجبا، واتى الكلمة في الجسد الى العالم ليسير فيه،

154 ان دربه اسمى من كل المعارف، ومن كل العقول، /184/ ومن كل الكلمات، ومن كل نظريات الارضيين،

155 واتى في الجسد كما اتى بدون تفسير، واخذ الاثم، وشفى اوجاع المرضى.

 

الخاتمة

156 وبجروحه شفى ابن الله جميعنا، مبارك الخفي الذي جاء الى الاعتلان ولا يُعقب.[41]

 

كمل

 

[1] – ل: مينيه ديليه دميمرو. حسب “المخطوطة ل” يكون هذا الميمر تكملة للميمر 38

[2] – و: كلمات

[3] – و: بها

[4] – ل: خبرها. انظر، رسالة/13، 16

[5] – ل: ايضا في ابيه. اشعيا 7/14

[6] – ل: في الآب وموجود في الام

[7] – و: حزييه، ل: حزيه، نص: حزَيُه. و: ولبخيه ايذايو، نص: ولبخوه ايذي

[8] – و: بمقابلونيخي، نص: وبمقابلونيخي

[9] – و: صنتَ

[10] – ل: في البتولية

[11] – نص: خفية، سوني يصوب: خفي. العبارة غامضة لان النص (او السروجي؟) لا يميز هنا بين الكلمة-الابن والكلمة العادية. ملفاننا يؤكد هنا بان الكلمة دخل من “اذن” مريم يوم تجسد في حضنها. في البيت 144 يؤكد بانه دخل الى حضن مريم مثل بقية البشر لكي لا يعتبر الابن-الكلمة “غريبا” عن البشر كما يدعي الهراطقة. تعددية نظريات ملفاننا

[12] – مرقس 3/17

[13] – ل: عند القاريء

[14] – يوحنا 1/1؛ 19/26

[15] – نظرية ملفاننا: كل البرايا حتى الملائكة لم تر الكلمة الالهي الا بعد تجسده، لان رؤيا الرب مستحيلة بالنسبة الى البرايا. انظر، ميمره 18، 174

[16] – يوحنا 1/14، 1يوحنا 1/1

[17] – و: بحثه، نص: وراءها

[18] – و: جسديون. ل: دلو، نص: ولو

[19] – متى 8/12

[20] – من قانون نيقية

[21] – نص: منك

[22] – تكوين 1/3، 6

[23] – نص: هو يتكلم

[24] – ل: نص: كل ما قال

[25] – حزقيال 1؛ 10

[26] – ل: بصوت. اشعيا 6/1-6

[27] – و: دشريروُثو؟، نص: دشريروثو. نص: و: لما امراض. مزمور 107/20

[28] – ل: وذهوي، نص: وذهي

[29] – يوحنا 1/29

[30] – و: يدخل

[31] – ل: عالة بشارة. متى 4/19

[32] – يوحنا 1/1، 29، اشعيا 53/5؟

[33] – يوحنا 1/1

[34] – ل: لمون، نص: مون

[35] – يوحنا 1/29. و: تتعقب

[36] – فيليبي 2/7

[37] – اشعيا 7/14، متى 1/23

[38] – اشارة الى ان ملفاننا كان يكتب ميامره

[39] – تعددية نظريات يعقوب: يقول: دخل الكلمة من الاذن بيت 46؛ ثم دخل من باب المولودين بيت 144

[40] – و: بتوليتها

[41] – اشعيا 53/5. نهاية الميمر تشبه نهاية بقية ميامره، وهذا ما يؤيد توزيع الميمر ليتورجيا حسب “المخطوطة ل”