Skip to content Skip to footer

الميمر 141 / الثالث / على التسبيح (على) المائدة

الميمر 141

 

        ايها المتميزون هلموا نتنعم روحيا بالاتقانات التي هُيئت لنا جسديا، الجسد والنفس يطلبان الحياة من الله: الجسد الخبزَ، والنفس الكلمةَ لتحيا منها، لا نهتم فقط بتربية الجسد لكن بالنفس التي هي اثمن من البرايا.

        الاطعمة تفسد: البطن هو شيول ويُفسد الاطعمةَ وكل جمال يسقط فيه يصبح حمأة،

        كلمة الرب لا تفسد: كلمة الرب هي طعام حلو لا يعفن، فلا فساد لكلمة الله، في الوليمة يثقل الخبز على آكليه، ومن العلم تقتني النفس الجناحَين لتطير.

        التعليم يُكسب جناحين للنفس، الشراهة تثقل الانسان: انظر الى النسر الاسرع من الطيور كثيرا، فلو يكثّر من اكل اللحم يثقل، ويثقل جناحه ولا يبلغ الى العلى العالي ولا يقدر ان يصعد الى الموضع العالي الذي كان يصعد اليه، فلو يثقل الجناح القوي من الاطعمة، كم سيثقل به هولاء الذين ياكلونه بشراهة.؟

        حواء اكلت بشراهة وايليا اكل بتمييز. من ياكل بدون شهوة بسبب الجوع، فطعامه يعني صوما روحيا.

        العون الالهي ضروري اثناء تناول الطعام: الآكل يحتاج الى المساعدة الالهية، ففي الطعام يوجد قنوط لمن يتناوله، مرة يثقل، ومرة يخاف الجسد منه، ويوجد وقت يسبب كله المرضَ، ولهذا يحتاج من ياكل الى المساعدة والى النعمة لتدبر له اطعمته.

– المخطوطتان: ماردين وبيروت

– يرد في البداية اسم الملفان مار يعقوب. الميمر روعة ادبية وروحية. يبين ملفاننا مضرات الشراهة وفوائد الصوم والتقشف والتمييز في الاكل وخاصة في شرب الخمر. ينهي ملفاننا هذا الميمر بهذه العبارة: ليسبّح الماءُ في الكاس والخبزُ على المائدة، وليردّد الخمرُ من الاجاجين: له التسبيح. قد يرقى تاريخ تاليف هذا الميمر والميامر الاخرى التي تعالج موضوع التسبيح على المائدة الى حوالي سنة 485-490م.

 

 

 

للملفان مار يعقوب
الميمر 141
الثالث على التسبيح (على) المائدة

 

المقدمة

 

1 ايها المتميزون هلموا نتنعم روحيا بالاتقانات التي هُيئت لنا جسديا،

2 الجسد والنفس يطلبان الحياة من الله: الجسد الخبزَ، والنفس الكلمةَ لتحيا [ منها،[1]

3 لا نهتم فقط بتربية الجسد لكن بالنفس التي هي اثمن من البرايا،

4 ليس لنا الحياة بالخبز والماء فقط، لكن بكلمة الرب التي هي ثروة عظيمة.[2]

 

الاطعمة تفسد في البطن

5 هوذا اطعمة كثيرة جدا ولذيذة جدا، وبعد يوم كانها ليست موجودة لآكليها،

6 البطن هو شيول ويُفسد الاطعمةَ وكل جمال يسقط فيه يصبح حمأة،

7 كل الملذات وكل الاكلات الشهية وكل الاتقانات تفسد فيه ويُفقَد جمال الاغذية.

 

كلمة الرب لا تفسد

8 كلمة الرب هي طعام حلو لا يعفن، [ فلا[3] فساد لكلمة الله.

 

من العلم تقتني النفس جناحين لتطير

9 /884/ في الوليمة يثقل الخبز على آكليه، ومن العلم تقتني النفس جناحَين لتطير.

 

 

النسر الشره يثقل طيرانه

10 انظر الى النسر الاسرع من الطيور كثيرا، فلو يكثّر من اكل اللحم سيثقل،[4]

11 ويثقل جناحه ولا يبلغ الى العلى العالي ولا يقدر ان يصعد الى الموضع العالي الذي كان يصعد اليه،

12 فلو يثقل الجناح القوي من الاطعمة، كم سيثقل به هولاء الذين ياكلونه بشراهة.؟

 

الشراهة

13 لو يخلط احد كلمة الحياة بالطعام، النفس والجسد يستفيدان من الممجدة،

14 وتتعلم النفس بالا تخضع للشهوات، ويحيا الجسد دون ان يتلطخ بالشراهة،

15 يزول البطن واكلاته واطعمته، وكلمة الحياة لا تزول مع البرايا،[5]

16 محبة البطن هي الفخ الاول الذي نصبه الشرير ليعرقل به البشر،

17 ومن يحارب الشراهة ويُخضعها بيّن نفسه بانه مجاهد الهي،

18 ويتعرف على الفخاخ الاخرى لكي يقفزها كما داس ذلك الاول واجتازه بقوته،

19 لو تنتصر محبة البطن والشراهة يقع الانسان ولا توجد فيه قوة ليحارب،

20 /885/ الوصية الاولى هي هذه: لا تاكلوا من الشجرة الموجودة في الوسط،[6]

21 ولما اكلا فقد اخرجهما من الفردوس، اذاً يلزم ان نخاف كثيرا من الطعام،[7]

22 لنخف منه لو يؤخذ بدون شكر، ولو يؤكل ويحدث فيه التجاوز على الوصية،

23 لو لم يختمه ويقدسه ذاك الذي ياكله، ولو لم يشكر مقيتَ الكل بعنايته.[8]

 

كلمة الحياة هي ملح اطعمتنا

24 ايها المتميز ملّح طعامك بكلمة الحياة، واصلح اغذيتك التفهة بالشكر،

25 الملح يملح اطعمتك، واكثر منها كلمة الرب الحلو ذوقها (التي تملح) من يحبها.

 

حواء اكلت بشهوة فماتت مع شريكها

26 حواء اشتهت واكلت الثمرة من الشجرة ولانها اكلت بشهوة فقد ماتت مع شريكها.[9]

 

ايليا اكل بدون شهوة فكان طعامه صوما

27 من ياكل بدون شهوة بسبب الجوع، فطعامه يعني صوما روحيا،

28 ايليا اكل اللحم في الوادي صباحا ومساء واذ كان طعامه بلا شهوة كان مقدسا،[10]

29 ذاك القديس لم يكن يخضع لمحبة البطن ولهذا طعامه ايضا كان نسكيا،

30 ولهذا فان اللحم الذي اكله لم يكن يخضع للشهوات وقد قام بالنسبة اليه مقام الصوم.

 

الانسان يحتاج الى المساعدة والى النعمة الالهية في طعامه

31 /886/ ايها المتميز لا تشتهِ لما تاكل الآن اطعمة وفيرة،

32 قدّس وكُلْ كلَ ما يوضع على المائدة ليس بشهوة لكن بمحبة التمييز،

33 ايها الرجل سبّح على كل شيء ثم كلْ، ولما تاكل اشكر بعجب بسبب طعامك،

34 الآكل يحتاج الى المساعدة الالهية، ففي الطعام يوجد القنوط لمن يتناوله،

35 مرة يثقل، ومرة يخاف الجسد منه، [ ويوجد[11] وقت يسبب كله المرضَ،

36 ولهذا ان من ياكل يحتاج الى المساعدة والى النعمة لتدبر له اطعمته،

37 يحدث احيانا بان الجسد يتقوى باطعمة كثيرة ويتمرد [ على[12] الحرية،

38 ويصير حارا [ ويصير] شبقا ويصير ثوريا [ ويصير[13] خاضعا لامور اخرى غير حسنة،

39 ولهذا ليُقدم ذاك الطعام بنظام وبمقاييس وليؤخذ بعدئذ بالشكر،

40 بدون طمع وبدون شراهة وبدون شهوة وبدون حركات الشراهة الهمجية،

41 مهما تعطي للبطن يستلمه، فلا تعطِه كثيرا لان كل ما ياخذه لا يحفظه بل يهلك هلاكا.

 

الخمر يفضح اسرار من يشربه بكثرة ويسكر

42 ايها المتميز لا تكن عبدا للخمر، فلو احببته سيستعبدك ويفضحك،

43 لما تشربه يكشف اسرارك ويقلقك، واذا وُجد فيك شيء خفي يُخرجه الى الخارج،

44 ولو (كان) لك مظهر عفيف [ ياخذه[14] منك ويجعلك سفيها لتخلط ضحكك مع الاطفال،

45 ويدهن الوجه الوقور بالفرح، ويجعل المتواضعَ مليئا بالفضائل،

46 ومن له المعركة ليحارب مع الشيطان، فالخمر يساعد عدوَّه لما يشربه،

 

47 اختبر نفسك: لو جعلك تخسرعندما تشربه اهرب ايها المتميز من الخسارة بكل الاشكال،

48 لا تسمح للخمر بان يسخر منك، ضع له حدا واشربه كانما لمجد ربك،

49 لو غلاك الخمر الذي شربته كثّر التسبيح وكثّر التهليل وكثّر الحان التراتيل،

50 وتعجب من ذلك الباري الذي صنع الخمر باتقان، وكيف وضع فيه قوة لتغيِّر البشرَ،

51 لو شربه من هو حزين تسلى به، /888/ ولو ذاقه من هو كئيب ابهج وجهه،

52 ولما يشربه من هو حزين يفرح قلبه، وكل هذه الامور هي كانما لمجد باري الكل،

53 [ هو الذي يُسبّح] على المائدة المليئة شبعا، [ فبه يحيا[15] جميع الجياع بكل الاشكال،

54 هو الذي يُبارك لانه كثّر واعطانا كل الملذات من كنزه الذي يكفي ليحيا منه الكل.

 

الخاتمة

55 ليسبّح الماءُ في الكاس والخبزُ على المائدة، وليردّد الخمرُ من الاجاجين: له التسبيح.[16]

 

كمل الميمر الثالث على التسبيح (على) المائدة

 

 

 

 

[1] – بر: منه

[2] – يستعمل يعقوب عبارة (الخبز والماء) ليدل على ان هذا الطعام هو جوهري لحياة الانسان بالرغم من بساطته. الكتاب المقدس لا يذكر “الماء مع الخبز” لما يقول ليس بالخبز وحده يحيا الانسان. يردد يعقوب هذه العبارة في ميامره ما عدا مرة واحدة لما يقول بالخبز وحده في نفس الميمر يستعمل الخبز والماء. انظر، ميمره 82، 126 في الميمر الثاني على معركة ربنا مع الشيطان يذكر العبارة مرة حسب الانجيل أي بدون ذكر “الماء” ومرة بالخبز والماء. تثنية 8/3؛ حكمة 16/26؛ متى 4/4

[3] – مد: دلُا، نص: دلو

[4] – انظر، ميمره 137 على المتوحدين

[5] – متى 5/8؛ 24/35

[6] – تكوين 2/16، 17

[7] – تكوين 3، خاصة 3/23-24

[8] – يستعمل فعل (حثام، قاديش) ختم وقدس للطعام قبل اكله والشكر بعد الاكل. ملفاننا يستعمل نفس هذه الافعال في ليتورجية الافخارستيا والعماذ وطعام التسبيح على المائدة الخ..

[9] – تكوين 3/6

[10] – 1ملوك 19/6. يعقوب يبدل النص (ححورتو دراعفو) بلحم؟ (بسرو) ويبدل القفر (مذبرو) بالوادي (نحلو)؟

[11] – نص: وكان يوجد وو، بيجان يصوب: ويوجد

[12] – مد: من

[13] – نص: يصير. نص: يصير

[14] – مد: اخذه. انظر، ميمره 102

[15] – بر: وهو يُسبح. بر: يشبعون

[16] – الماء في الكأس والخبز على المائدة والخمر في الاجاجين ملفاننا يشخصها ويدعوها لتسبح الباري في آنيتها !

جميع الحقوق محفوظة لموقع دائرة الدراسات السريانية ©