Skip to content Skip to footer

لقاء اللجنة الدولية الثالث عشر-2016

تقرير اللجنة الدولية المشتركة للحوار اللاهوتي
بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية

القاهرة – مصر، 30 كانون الثاني – 6 شباط 2016

في الفترة الواقعة ما بين 30 كانون الثاني و6 شباط 2016، عقدت اللجنة المشتركة للحوار اللاهوتي الرسمي بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية لقاءها الثالث عشر، بضيافة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في القاهرة بمصر. ترأّس الاجتماع عن الكنيسة الكاثوليكية نيافة الكاردينال كورت كوخ، رئيس المجمع الحبري لتعزيز الوحدة بين المسيحيين، وعن الكنائس الأرثوذكسية الشرقية نيافة الأنبا بيشوي مطران دمياط.

شارك في الحوار ممثّلون عن جميع الكنائس الأرثوذكسية الشرقية (القبطية الأرثوذكسية، السريانية الأرثوذكسية، الأرمنية الأرثوذكسية بفرعيها، الحبشية الأرثوذكسية، السريانية الملنكارية الأرثوذكسية)، باستثناء الكنيسة الإريترية الأرثوذكسية. ومثّل كنيسة أنطاكية السريانية الأرثوذكسية، نيافة مار ثاوفيلوس جورج صليبا، مطران جبل لبنان وطرابلس، ومار ثاوفيلوس قرياقس مطران الإكليريكية اللاهوتية الملنكارية في الهند.

بدأ اللقاء بزيارة قداسة البابا تواضروس الثاني في دير الأنبا بيشوي في وادي النطرون، حيث تحدّث قداسته عن الوضع الحالي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية مشدّدًا على أهمية الحوار بين الكنائس الشقيقة ونبذ الخلافات.

وفي اليوم التالي اجتمعت كل عائلة منفردة. ثم من الثاني إلى الخامس من شباط، التقى ممثّلو الكنائس من الطرفين وعرضوا مستجدّات العلاقات بين العائلتين، وتباحثوا في أسرار التنشئة المسيحية لا سيّما في الأساس الكتابي والآبائي للمعمودية، وفي العلاقة بين الكنيسة والأسرار، وفي خلاص غير المعمّدين.

وقد تقرّر أن يُعقَد اللقاء القادم في روما من 21-28 كانون الثاني 2017، بضيافة المجمع الحبري لتعزيز الوحدة المسيحية.

في الجلسة الافتتاحية، نوّه الكاردينال كوخ بزيارة قداسة الكاثوليكوس مار كاراكين الثاني، كاثوليكوس عموم الأرمن للبابا فرنسيس في روما في الثامن من أيار 2014، وبزيارة قداسة الكاثوليكوس مار آرام الأول، كاثوليكوس بيت كيليكيا، لقداسة البابا الروماني، في الخامس من حزيران 2014. وأعرب نيافته عن حزنه العميق لرحيل المثلث الرحمة قداسة البطريرك مار إغناطيوس زكا الأول، بطريرك وأنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، في الحادي والعشرين من شهر آذار 2014. وذَكر نيافة الكاردينال حضورَه ممثّلاً عن قداسة البابا فرنسيس، حفلَ تنصيب قداسة البطريرك السرياني الجديد مار إغناطيوس أفرام الثاني، في 29 أيار، في سوريا، وتوجّه إليه مجددًا بالتهاني الأخوية الصادقة. فردّ نيافة الأنبا بيشوي بشكر الكاردينال على استضافته للّقاء وتحدّث بإيحاز عن المئوية الأولى لمجازر الإبادة الأرمنية والسريانية التي يُحتفل بها هذا العام.

أمّا عن نتائج اللقاء، فصادق المجتمعون على الوثيقة الثانية الصادرة عن حوارهم اللاهوتي، التي ستُعرَض على السلطات المختصّة في كل كنيسة للنظر فيها وإجراء ما يلزم. عنوان الوثيقة هو “ممارسة الشركة في حياة الكنيسة الأولى وتأثيرها على سعينا نحو الشركة اليوم”. تبحث الوثيقة المؤلّفة من أربع وسبعين فقرة، في طبيعة العلاقات التي سادت بين مختلف الكنائس قبل انشقاق القرن الخامس. وتُبيِّن أن التعبير عن الشركة الكاملة كان يتجلّى بأشكالٍ مختلفة من العلاقات المرتكزة جميعها على القناعة الراسخة بأن سائر الكنائس تشترك في الإيمان الواحد. وتظهر هذه التعابير المتنوّعة عن الشركة من خلال: 1- تبادل الرسائل والزيارات (الرسمية وغير الرسمية) التي تخطّت حدود الإمبراطورية الرومانية؛ 2- المجامع التي عُقدت لحلّ المشاكل اللاهوتية والإدارية؛ 3- الصلاة والطقوس المتشابهة؛ 4- الاشتراك في تكريم الشهداء والقديسين المشتركين؛ 5- نموّ الرهبنة وانتشارها بين سائر الكنائس؛ 6- رحلات الحجّ إلى مزارات الكنائس المختلفة.

ولاحظ المجتمعون في ختام الوثيقة أنّ الكثير من العلاقات التي كانت قائمة بين الكنائس في القرون الأولى استمرّت إلى يومنا الحاضر على الرغم من الانقسامات، وبعضها أُعيد إحياؤه مؤخّرًا. فعلى ضوء هذه التطورات، قرّر المجتمعون أن يبحثوا بانفتاح وإيجابية المسائل اللاهوتية والعملية التي ما زالت عالقة، ليحدّدوا إلى أي درجة يمكن القبول بهذه الاختلافات واعتبارها مشروعةً وأنّها لا تغيّر شيئًا في جوهر الإيمان. هذا ما سيُبحث في اللقاءات القادمة التي ستتركّز حول أسرار التنشئة المسيحية، حيث سيناقش المجتمعون ما إذا كانت إعادة ترميم الأشكال المختلفة للشركة التي كانت قائمة في الكنيسة في القرون الخمسة الأولى، تكفي لإعادة الشركة الأسرارية الكاملة اليوم. في هذا الإطار، سيتمّ التطرّق حتمًا إلى مسألة أسقف روما ومكانته في الشركة المرجوّة.

وظهر يوم الجمعة 30 كانون الثاني، استقبل البابا فرنسيس أعضاء اللجنة المشتركة، ومن جملة ما قاله صاحب القداسة: “أذكر بتقديرٍ عميقٍ الالتزامَ والحماسَ الملهمَ للحوار، لدى المثلث الرحمة قداسة مار إغناطيوس زكا عيواص، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، الذي انتقل العام الماضي. فمعكم، أضمّ صلواتي إلى صلوات إكليروسه والمؤمنين في كنيسته، من أجل الراحة الأبدية لخادم الله الأمين. في هذه الأوقات، نشعر بالهول والحزن العميق لما يحدث في الشرق الأوسط، لا سيما في العراق وسوريا. أفكّر بجميع سكّان المنطقة، بما فيهم إخوتنا وأخواتنا المسيحيين وسائر الأقليات الذين يعانون من آثار صراعٍ أليم وطويل الأمد. وأضمّ صلاتي إلى صلاتكم من أجل إيجاد حلّ سلمي للأزمة ومن أجل استمطار رحمة الله ورأفته على جميع من أصابتهم هذه المأساة.”

في النهاية، تمّ تحديد موعد اللقاء القادم الذي سيُعقَد من 30 كانون الثاني إلى 6 شباط 2016، في القاهرة، بضيافة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

جميع الحقوق محفوظة لموقع دائرة الدراسات السريانية ©