Skip to content Skip to footer

لقاءات بطاركة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية-1999

اللقاء الـثاني

لرؤساء الكنائس الأرثوذكسية الشرقية في الشرق الأوسط

دير مار أفرام السرياني ـ معرة صيدنايا ـ دمشق ـ سورية

10 ـ 12 شباط (فبراير) 1999م

بــيـــان مــشــترك

 

باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين

نحن البابا شنوده الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والبطريرك إغناطيوس زكّا الأول عيواص بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، والكاثوليكوس آرام الأول كاثوليكوس الأرمن لبيت كيليكيا، ومعنا أعضاء اللجنة الدائمة أصحاب النيافة المطران الأنبا بيشوي والمطران غريغوريوس يوحنا ابراهيم والمطران ثاوفيلوس جورج صليبا والأسقف سيبوه ساركيسيان والأرشمندريت ناريك اليمازيان. وبحضور أصحاب النيافة المطران أثناسيوس أفرام برصوم والمطران الأنبا أبراهام والأسقف الأنبا سرابيون والمطران سويريوس ملكي مراد والمطران يوليوس قرياقس، نشكر الرب الذي جمعنا معاً.

نحن رؤساء الكنائس الأرثوذكسية الشرقية في الشرق الأوسط قد اجتمعنا معاً لنؤكد وحدتنا في الإيمان، ورسالتنا المشتركة في حياة شعوبنا في الشرق الأوسط وفي كل أنحاء العالم، ونكتشف معاً أكفأ الطرق والوسائل لتقوية حضورنا وشهادتنا المشتركة في المنطقة. وانطلاقاً من بياننا السابق الصادر بتاريخ 11 آذار (مارس) 1998م في دير القديس الأنبا بيشوي في وادي النطرون في جمهورية مصر العربية قمنا بتقييم عملنا معاً منذ لقائنا السابق، وتدارسنا المواضيع والمسائل ذات الاهتمام المشترك، مع التزامنا القوي بتعميق وحدتنا في الإيمان. وفيما يلي نذكر بعضها باختصار مع وجهات النظر والقرارات التي احتلت مكاناً مهماً في نقاشاتنا:

أولاً: التهاني

(أ) البابا شنوده الثالث والكاثوليكوس آرام الأول يهنئان قداسة البطريرك إغناطيوس زكا الأول عيواص بانتخابه رئيساً لمجلس الكنائس العالمي ويعبّران عن ثقتهما في أن قداسته سيقوم بتمثيل الكنائس الأرثوذكسية الشرقية ومنطقة الشرق الأوسط في المجلس خير تمثيل.

(ب) البابا شنوده الثالث والبطريرك إغناطيوس زكا الأول عيواص يهنئان قداسة الكاثوليكوس آرام الأول بإعادة انتخابه مقرراً للجنة المركزية واللجنة التنفيذية لمجلس الكنائس العالمي. ويقدّران بعمق دوره الفعّال في الحركة المسكونية، وجهوده المستمرة لتحقيق دور أكثر فعالية للكنائس الأرثوذكسية في مستقبل مجلس الكنائس العالمي.

(ج) ونهنئ سيادة الرئيس حافظ الأسد بإعادة انتخابه رئيساً لسوريا لولاية جديدة داعين له بالتوفيق والعمر الطويل والازدهار والتقدم المستمر لسورية العزيزة.

ثانياً: الحوارات اللاهوتية

(أ) الحوار اللاهوتي الرسمي مع العائلة الأرثوذكسية (البيزنطية)

قررنا متابعة نتائج هذا الحوار، مع تشجيع التعاون بين العائلتين الأرثوذكسيتين في اللقاءات المسكونية. وأكدنا على أهمية النشر باللغات المحلية لنصوص وشروحات الاتفاقات اللاهوتية التي تم التوصل إليها ويشمل ذلك أيضاً ما توصلت إليه اللجان الفرعية.

(ب) الحوار اللاهوتي مع مجموعة الكنائس الأنجليكانية

نرحب بقرار مؤتمر لامبث Lambeth المنعقد في سنتي 1988 و 1998، الذي اتخذ قراراً بطلب رفع درجة الحوار مع عائلة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية من مستوى منتدى (Forum) إلى مستوى الحوار الرسمي ونأمل أن سائر كنائس العائلة الأرثوذكسية الشرقية سوف توافق معنا على إعطاء طابع ووضع رسمي لحوارنا مع مجموعة الكنائس الأنجليكانية.

ينبغي أن تضع لجنة تحضيرية برنامجاً متكاملاً لهذا الحوار.

(ج) الحوار اللاهوتي مع الإتحاد العالمي للكنائس المصلحة

تلقينا تقريراً عن هذا الحوار وخاصة في ما يخص اللقاء الأخير الذي تم في دير مار أفرام السرياني ـ معرة صيدنايا ـ دمشق ما بين 10 ـ 15 كانون الثاني (يناير) 1999 بشأن الخدمة / الكهنوت. وقد لاحظنا ما تضمنه التقرير الأخير من نقاط الاتفاق ونقاط عدم الاتفاق من الجانبين. وقد وجدنا أن التقرير يتضمن وجهة نظر كنائسنا بصورة سليمة. ونحن نشجع استمرارية هذا الحوار طبقاً لبرنامج معد إعداداً جيداً مع جدول الأعمال.

(د) الحوار غير الرسمي الذي تنظمه مؤسسة برو أورينتي

في مجال حوارنا غير الرسمي مع الكنيسة الكاثوليكية الرومانية الذي تنظمه برو أورينتي (فيينا/ النمسا) اجتذب انتباهنا موضوع عدم الاعتراف القانوني بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية في النمسا. وقد استمعنا إلى تقرير عما حدث حتى تاريخه من صدور قوانين ومن اتصالات ومداولات مستمرة. وإذ نعبّر عن اهتمامنا العميق بهذا الأمر نشعر أن هذه المشكلة ما لم تحل بطريقة مرضية فإن الوضع الحالي قد يكون له انعكاساته السلبية على تعاوننا مع مؤسسة برو أورينتي. إن الاعتراف الرسمي بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية في النمسا أسوة بالكنيستين السريانية الأرثوذكسية والأرمنية الأرثوذكسية هو أمر هام.

وإننا نتوقع أن الكنيسة الكاثوليكية الرومانية في النمسا ستقوم ببذل المساعي لإيجاد حل مناسب لهذا الموضوع.

(هـ) الحوار مع الأدفنتست

تسلمنا اقتراحاً من الأدفنتست أن نبدأ حواراً لاهوتياً. ونحن نعتبر أنه ليس من المناسب أن نستجيب لهذه الدعوة. أولاً لأن الإيمان الذي يعتنقه الأدفنتست لا يتفق مع التعاليم الرسولية للكنيسة. وثانياً لسبب تورطهم النشط في عملية الإستلال.

ثالثاً: كنيسة أريتريا الأرثوذكسية

(أ) لقد علمنا أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وقّعت بروتوكولاً مع الكنيسة الإريترية الأرثوذكسية بموافقة المجمعين المقدسين للكنيستين يقضي بمنح الكنيسة الأرثوذكسية في أريتريا الاستقلال الكامل فإننا نرحّب بتكوين هذه الكنيسة المستقلة حديثاً.

(ب) نعبّر عن قلقنا من جهة الحرب المستمرة بين أثيوبيا وإريتريا. ونعبّر عن تضامننا الكامل مع الكنيستين الشقيقتين الأثيوبية والإريترية. ونصلّي أن تتوقف حالاً جميع أعمال الحرب وأن يحل السلام الدائم على أساس الحل العادل لهذا الصراع.

رابعاً: مجلس كنائس الشرق الأوسط

أ ـ حيث أن الجمعية العمومية السابعة لمجلس كنائس الشرق الأوسط سوف تعقد في لبنان ما بين 26 ـ 30 نيسان (أبريل) 1999 قررنا ترشيح قداسة البابا شنوده الثالث لإعادة انتخابه رئيساً للمجلس عن عائلتنا. ونعبّر عن تقديرنا العميق لالتزام قداسته وجهوده المسكونية.

ب ـ نهنئ المجلس بمناسبة اليوبيل الفضي لتأسيسه مقدرين انجازاته المسكونية في المنطقة.

جـ ـ وجّهنا اهتماماً مناسباً لمسألة العضوية في مجلس كنائس الشرق الأوسط على ضوء طلب العضوية المقدم من الكنيسة الآشورية، ولذلك:

1ـ نحن نعيد التأكيد على تمسكنا بكريستولوجية الكنائس الأرثوذكسية الشرقية المبنية على التعليم الكريستولوجي للقديس كيرلس الاسكندري والملخّصة في صيغته المعروفة جيداً (طبيعة واحدة لله الكلمة المتجسد).

2ـ نحن نعيد إقرار رفض كنائسنا لتعاليم كل الهراطقة بما في ذلك نسطور وأتباعه ونعيد ذكر الحرومات المنطوقة ضدّهم.

3ـ نحن نعيد تأكيد التزام كنائسنا المسكوني بالدخول بطريقة مسؤولة في الحوار اللاهوتي والعلاقات والتعاون المسكوني سعياً إلى الوحدة الكاملة والمنظورة للكنائس.

وعلى هذه الأسس وفي ضوء وهيكلية مجلس كنائس الشرق الأوسط في عائلات، فإننا لا نعارض عضوية أية كنيسة في مجلس كنائس الشرق الأوسط بشرط أن يكون ذلك في نفس الخط وبالاتفاق مع النظام الأساسي والقواعد والأنظمة الخاصة بالمجلس.

خامساً: مجلس الكنائس العالمي

نعيد تأكيد التزامنا المسكوني لزمالتنا في إطار مجلس الكنائس العالمي. إن المجلس مدعو ليقوم بدور مسكوني هام في السعي نحو الوحدة المنظورة للكنائس.

نرحّب بقرار الجمعية العمومية الثامنة لمجلس الكنائس العالمي في هراري كانون الأول (ديسمبر) 1998م بتكوين لجنة خاصة  لتأكيد مشاركة كاملة نشطة للأرثوذكس في كل الميادين وعلى كل المستويات في حياة وشهادة مجلس الكنائس العالمي، بما في ذلك أجهزة صنع القرارات. وندعو الكنائس الأرثوذكسية لإيفاد ممثليها إلى هذه اللجنة.

سادساً: التعاون الرعوي بين كنائسنا

من أجل تأكيد وتنمية الترابط والتعاون بين إكليروس كنائسنا على المستوى المحلي نوصي بما يلي:

أ ـ تكوين لجان مشتركة.

ب ـ تسهيل الاستخدام المتبادل لمباني الكنائس حينما وحيثما يكون ذلك ضرورياً.

جـ ـ توزيع الدليل المشترك الذي أعدته اللجنة الدائمة على جميع كنائسنا وتجمعات شعبنا في البلاد المتعددة، حتى يتمكنوا من الوصول إلى أقرب كنيسة إليهم.

د ـ عند حدوث مشاكل زوجية فإن الكنيسة التي قامت بإجراء سر الزواج تبقى هي المسؤولة عن أي أمر يخص هذا الزواج (مثل البطلان أو التصريح بالزواج مرة أخرى.. الخ).

سابعاً: الشباب الأرثوذكس الشرقيون

من أجل مزيد من الترابط بين شبيبة كنائسنا رأينا إنشاء لجنة فرعية أرثوذكسية شرقية للشباب لإعداد برنامج خاص لانشطة  مشتركة للشباب وسيتم الاجتماع الأول لهذه اللجنة في كاثوليكوسية الأرمن لبيت كيليكيا في أنطلياس بلبنان في تموز (يولية) 1999م.

ثامناً: اليوبيل الكبير للألفية الثانية

بنعمة الرب يسوع المسيح سوف نحتفل معاً باليوبيل الألفي الثاني لميلاده المجيد في أنطلياس ـ لبنان وذلك بمناسبة اجتماعنا السنوي ما بين 26 ـ 28 شباط (فبراير) 2000م في كاثوليكوسية الأرمن لبيت كيليكيا بأنطلياس ـ لبنان.

وإننا قد كلفنا اللجنة الدائمة بإعداد البرامج اللازمة لهذا الاحتفال بما في ذلك إعداد نص ليتورجي مشترك.

ب ـ في نفس السنة سوف تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية باليوبيل الألفي الثاني لزيارة العائلة المقدسة إلى مصر. كل الكنائس هي مدعوة لحضور هذا الاحتفال الهام، ولزيارة الأماكن المقدسة في مصر التي زارتها العائلة المقدسة.

جـ ـ وأيضاً في مناسبة اليوبيل الألفي الثاني ستحتفل الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في دير مار أفرام في معرة صيدنايا ـ دمشق، سوريا من 25 آب (أغسطس) إلى 10 أيلول (سبتمبر). ونحن ندعو مؤمنينا أن يشاركوا في هذا الاحتفال.

ويسعدنا في ختام اجتماعنا أن نتقدم بالشكر لإلهنا العظيم الذي عزز ووفق مسعانا هذا، ونسأله أن يساعد جهودنا على الدوام لخير كنائسنا، ولوحدة كل الكنائس ولخلاص العالم.

نشكر كنيسة أنطاكية على محبتها وكرم ضيافتها لهذا اللقاء ونشكر أيضاً كل من صلوا وعملوا من أجل نجاحه. لإلهنا الآب والابن والروح القدس كل المجد إلى الأبد آمين.

الكاثوليكوس آرام الأول     البطريرك مار إغناطيوس زكا الأول     البابا شنودة الثالث

جميع الحقوق محفوظة لموقع دائرة الدراسات السريانية ©