Skip to content Skip to footer

لقاءات بطاركة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية-2001

اللقاء الرابع

لرؤساء الكنائس الأرثوذكسية الشرقية في الشرق الأوسط

مركز مار مرقس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية القاهرة ـ مصر

مارس (آذار) 15 ـ 17 سنة 2001 م

بــيـــان مــشــترك

باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين

نحن البابا شنودة الثالث بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والبطريرك اغناطيوس زكا الأول بطريرك انطاكيا وسائر المشرق،  والكاثوليكوس أرام الأول كاثوليكوس بيت كيليكيا الكبير للكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية، ومعنا أعضاء اللجنة الدائمة أصحاب النيافة الأنبا بيشوي، والأنبا موسي، والمطران ثاوفيلس جورج صليبا، والأسقف سيبوه سركسيان والأرشمندريت ناريك اليمازيان.  نشكر الله الذى جمعنا معاً مرة اخرى فى إطار هذا اللقاء الرابع لرؤساء الكنائس الأرثوذكسية في الشرق الأوسط 15ـ17 مارس (آذار) سنة 2001 م فى مركز مار مرقس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى مدينة نصر بالقاهرة فى مصر.

انطلاقاً من تراثنا الروحى المشترك، والتقليد، والإيمان، واللاهوت والعقيدة، والشهادة، وسيراً على نهج البيانات المشتركة التى أصدرناها فى اجتماعاتنا الثلأثة السابقة (10، 11 مارس/آذار 1998، فى دير الأنبا بيشوى، بوادى النطرون، بمصر 13، 14 فبراير/شباط 1999،  فى دير مار أفرام السريانى، معرة صيدنايا، سوريا  4 ـ 9 مايو/أيار 2000 م، بكاثوليكوسية  الأرمن، بيت كيليكيا، أنطلياس ، لبنان) اجتمعنا مرة أخرى، فى شركة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية، بالشرق الأوسط، لنصلى معآ، ونؤكد وحدتنا فى الإيمان، و تمسكنا الراسخ بالمجامع المسكونية الثلاثة الأولى:  نيقية (325 م)، القسطنطينية (381 م)، وأفسس (431 م)، وتعاليم آبائنا الكنسيين. كما نؤكد أيضآ القرارات و التوجهات التى تبنيناها، فى سياق شهادتنا المشتركة وخدمة شعوبنا، وبخاصة فى الشرق الأوسط، حيث ولدت الكنيسة المسيحية، والإيمان الحقيقى الذى تسلمه وصاغه آباؤنا وقديسونا وشهداؤنا، من خلال تعاليمهم واستشهادهم. هذا تراثنا المقدس، الذى تسلمناه، لكى نسلمه بدورنا للأجيال الصاعدة.

لقد درسنا بعناية، وبإرشاد الروح القدس، مستلهمين تعاليم ونماذج آبائنا الأقدمين، هذه الأمور الهامة، واتخذنا تجاهها القرارات المناسبة:

1 ـ الاحتفال بمرور 1700 سنة على إعلان المسيحية فى أرمينيا، ديانة رسمية للدولة:

لقد رحّب البابا شنودة الثالث، والبطريرك إغناطيوس زكا الأول، بدعوة الكاثوليكوس آرام الأول، لحضور احتفالات الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية، في الكاثوليكوسية ببيت كيليكيا الكبير، في أنطلياس ـ لبنان، في الفترة من 25 إلى 27 أيار/ مايو 2001، بمناسبة مرور 1700 سنة على إعلان المسيحية ديانة رسمية لدولة أرمينيا. وفي الحقيقة، لقد تمّ تبشير أرمينيا بالمسيحية على أيدي رسولي ربنا يسوع المسيح: القديس تداوس، والقديس برثلماوس. وكان الإيمان المسيحي حقيقة حية في حياة الشعب الأرمني، في القرون التالية. وفي عام 301، أعلنت المسيحية ديانة رسمية للدولة. وهكذا كانت أرمينية الدولة الأولى التي قبلت المسيحية ديانة رسمية لها.

البابا شنودة الثالث، والبطريرك إغناطيوس زكا الأول، يعتبران الاحتفالات بمرور 1700 سنة، فرصة ممتازة لمشاركة الكنيسة الأرمنية فرحتها هذه، وللصلاة من أجل هذه الكنيسة الشقيقة، ولتأكيد الوحدة الكائنة بين الكنائس الأرثوذكسية: الأرمنية والقبطية والسريانية.

2 ـ الحوارات اللاهوتية:

أ ـ بين عائلة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية وعائلة الكنائس الأرثوذكسية البيزنطية:

1 ـ لقد ناقشنا ما وصل إليه الحوار اللاهوتي، بين العائلتين الأرثوذكسيتين، وأكّدنا أهمية هذا الحوار، بلوغاً إلى الوحدة الكاملة للكنائس الأرثوذكسية.

2 ـ استجابة للدعوة التي وصلتنا من صاحب القداسة البطريرك ألكسي الثاني، بطريرك موسكو وكل روسيا، انتدبنا المطران الأنبا بيشوي، والمطران أوسطاثيوس متى روهم، والأرشمندريت ناريك أليمازيان، للمشاركة في لجنة التنسيق. هذه اللجنة ستجتمع في موسكو مارس/آذار 20 ـ 22 عام 2001، لتحضير جدول الأعمال لجنة أوسع، التي ستناقش الوضع الحالي للحوار اللاهوتي، بين العائلتين الأرثوذكسيتين، وتستكشف إمكانيات دفع هذا العمل الهام. كما أنها ستبحث مساحات التعاون المسكوني الوثيق، بين كنائسنا والكنيسة الروسية الأرثوذكسية.

3 ـ لقد اعتمد المجمعان المقدسان للكنيسة القبطية الأرثوذكسية (يونيو/حزيران 2000)، وبطريركية اليونان الأرثوذكس بالإسكندرية وكل أفريقيا (نوفمبر/تشرين الثاني2000)، الاتفاق الرعوي الذي توصلا إليه، بشأن الاعتراف المتبادل بسر الزواج المقدس، الذي تباركه إحدى الكنيستين في حالات الزواج المشترك. ولذلك فنحن نرحّب بهذه المبادرة المسكونية، كما رحّبنا بالقرار المشابه لذلك، في الاتفاق الذي توصّلت إليه الكنيسة السريانية الأرثوذكسية الأنطاكية مع كنيسة الروم الأرثوذكس الأنطاكية.

ب ـ بين الكنائس الأرثوذكسية الشرقية والكنائس الأنكليكانية:

اتفقنا أن نتجاوب مع الخطاب الذي أرسله نيافة رئيس أساقفة كانتربري، الدكتور جورج كاري، والمؤرّخ 16 يناير/كانون الثاني 2001، والمرسل إلى ستة من رؤساء الكنائس الأرثوذكسية الشرقية، بشأن رفع درجة الحوارات اللاهوتية بين الكنائس الأرثوذكسية الشرقية والمجمع الأنكليكاني. هذا القرار كان مؤتمر لامبث قد اتخذه سنة 1988 وجدّده سنة 1998. وقد فوّضنا ممثلي كنائسنا لحضور الاجتماع القادم في لندن 27 يوليو/ تموزـ 1 أغسطس/آب 2001. وسوف يكون هدف هذا الاجتماع استيضاح ما يخص هذا الحوار اللاهوتي من أمور مثل جدول الأعمال وأسلوب الحوار، ومساره، ومواعيده.

ج ـ بين الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية والكنيسة الرومانية الكاثوليكية:

1 ـ لقد تقابل الكاثوليكوس آرام الأول في أنطلياس، مع نيافة الكاردينال كاسيدي ونيافة الكاردينال كاسبر، بناء على القرار الذي اتخذناه في اجتماعنا السابق، وأعلمهما استعدادنا لبدء الحوار اللاهوتي مع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، على نفس نمط حوارنا مع الكنائس الأنكليكانية. وسوف يتابع الكاثوليكوس آرام الأول هذا الأمر.

2 ـ راجعنا باهتمام وثيقة «الرب يسوع DOMINUS IESUS»، التي أصدرها مجمع تعليم الإيمان بالفاتيكان، ولاحظنا أن هناك خلافات أساسية بيننا وبينهم في بعض النقاط الواردة في هذا الوثيقة. وقد قرّرنا أن تكون هذه الوثيقة موضع نقاش جاد، في حوارنا اللاهوتي مع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية.

د ـ بين الكنائس الأرثوذكسية الشرقية والاتحاد العالمي للكنائس المصلَحة (WARC):

لقد تسلّمنا التقرير المرحلي الشامل، الذي تمّ إعداده في اجتماع يناير/كانون الثاني 2001، في كاثوليكوسية الأرمن، في بيت كيليكيا، أنطلياس، لبنان، حول الحوار بين الكنائس الأرثوذكسية الشرقية، والاتحاد العالمي للكنائس المصلَحة (WARC). وقد اشتمل هذا التقرير على مقدمة عن الكنائس الأرثوذكسية الشرقية، وتعاليمها اللاهوتية، وعقائدها، وتقاليدها. كما تضمّن التقرير الاتفاقية المشتركة حول طبيعة السيد المسيح، والموقعة عام 1994. كذلك حوى التقرير ملخّصاً عن كل اجتماعات هذا الحوار: مصر (1993) ـ هولندا (1994) ـ الهند ( 1997) ـ الولايات المتحدة الأميركية (1998) ـ سورية (1999) ـ سكوتلنده (2000) ـ لبنان (2001). وقد أشار التقرير بوضوح إلى نقاط الاتفاق والاختلاف الماثلة بين العائلتين.

*  *  *

وقد قرّرنا دراسة هذا التقرير في مجامعنا المقدسة، والنظر بشأنه في اجتماعنا القادم.

وقد طلب البابا شنوده الثالث والبطريرك إغناطيوس زكا الأول من الكاثوليكوس آرام الأول المتابعة الحثيثة لتطور هذه الحوارات اللاهوتية، ومشاركتنا آراءه من أجل اتخاذ القرارات اللازمة.

3 ـ مجلس الكنائس العالمي، واللجنة الخاصة بالمشاركة الأرثوذكسية في هذا المجلس:

لقد عرض علينا التقرير المرحلي حول اللجنة الخاصة للمشاركة الأرثوذكسية في مجلس الكنائس العالمي الصادر في القاهرة، والذي تمّ تقديمه للجنته المركزية في اجتماعها بألمانيا (فبراير/شباط 2001)، وناقشنا مجموعة من النقاط الهامة ووجهات النظر الواردة فيه. ثم عرض الكاثوليكوس آرام الأول بصفته مقرّر مجلس الكنائس العالمي ـ رأيه الخاص في هذه المرحلة الدقيقة في حياة المجلس. كما عرض علينا ممثلونا في هذه اللجنة ـ المطران الأنبا بيشوي والأرشمندريت ناريك أليمازيان ـ رؤيتهما للاجتماع الأخير للمجموعة الإدارية في جنيف. وعلى ضوء هذه المناقشات قرّرنا ما يلي:

1 ـ أن نعبرّ عن تقديرنا ورضانا عن عمل اللجنة في مرحلته الأولى هذه، ونتوقّع أن تهتمّ المرحلة الثانية بالأمور الجوهرية، وتدرسها بعمق وشمول، حتى تسهم في تفعيل الدور الأرثوذكسي في حياة مجلس الكنائس العالمي وشهادته.

2 ـ ونرى أن الأمور الخاصة بالموضوعات الإكلسيولوجية واللاهوتية، تترك للجنة الإيمان والنظام، ونثق أنها قادرة فيما بعد على تقديم الإطار والمحتوى المناسب لمثل هذه المناقشات.

4 ـ مجلس كنائس الشرق الأوسط:

تسلّمنا تقرير اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط، عن اجتماعها السابق في لبنان (نوفمبر/تشرين الثاني 2000). وعبّرنا عن سعادتنا بتعيين الأستاذ جرجس صالح أميناً عاماً مشاركاً ممثلاً لكنائس عائلتنا. كما ناقشنا بعض الأمور المتصلة بأنشطة المجلس في هذه المنطقة.

ونحن نعيد تأكيدنا لدعمنا لهذا المجلس الإقليمي كأعضاء مؤسسين وفاعلين فيه، ونعبّر عن حاجتنا الملحّة أن تسير الشهادة المسكونية لمجلس كنائس الشرق الأوسط، أكثر فاعلية، لتستجيب للحقائق والتوقعات الجديدة لكنائسنا في هذه المنطقة.

5 ـ اللجان الفرعية:

أ ـ لجنة المعاهد والكليات اللاهوتية:

تسلمنا تقريراً عن اجتماعها في معرة صيدنايا ـ دمشق ـ سوريا (24، 25 نوفمبر/ تشرين الثاني 2000)، وعبّرنا عن تقديرنا للتقدم الذي حدث في هذا الميدان. أما من جهة الاقتراح الوارد في المادة 6 في هذا التقرير، فقد قرّرنا فعلاً تأسيس قسم خاص بالدراسات الأرثوذكسية الشرقية في معاهدنا وكلياتنا اللاهوتية.

وقد عيّنا المطران الأنبا بيشوي كمنسّق لهذه اللجنة، والأستاذ جرجس ابراهيم صالح رديفاً.

ب ـ لجنة الشباب:

عيّنا الأرشمندريت ناريك أليمازيان منسّقاً للجنة، والأب ماشدوتس شوبانيان رديفاً. وسوف تجتمع هذه اللجنة في اكتوبر/تشرين الأول 2001 في أنطلياس ـ لبنان.

ج ـ لجنة النشر:

عيّنا المطران ثاوفيلوس جورج صليبا منسّقاً لهذه اللجنة والربان إيليا حبيب باهي رديفاً. وسوف تجتمع هذه اللجنة في القاهرة في يونيو/حزيران 2001.

وسوف تنسّق اللجنة الدائمة وتشرف على عمل هذه اللجان.

6 ـ تبادل مصادر المعرفة:

نحن نعتبر تبادل المعلومات بين كنائسنا عملاً حيوياً يدعّم شركتنا معاً. ولا شك أن كنائسنا لديها مصادر هامة للمعرفة (مثل الكتب والمجلات، وشرائط الكاسيت، وأفلام الفيديو، والأقراص المدمجة… ألخ). وهذه يجب أن تتبادلها كنائسنا، حتى يساعدنا ذلك في معرفة أعمق بما لديها من حياة وشهادة.

 

7 ـ السلام في الشرق الأوسط:

 

1 ـ نحن نصلي إلى ربنا يسوع المسيح أن يمنح السلام للشرق الأوسط، حيث حاجتنا إليه ماسة وشديدة في هذه المنطقة. ولا شك أن السلام الشامل والدائم والعادل لا يتأتّى إلاّ حينما يحصل إخوتنا الفلسطينيون على حقوقهم المشروعة كاملة، ودولتهم المستقلة، وعاصمتها القدس. كذلك حينما يزول الاحتلال الإسرائيلي عن الضفة الغربية والقدس وغزة ومرتفعات الجولان ومزارع شبعا.

2 ـ إن محاولات التغيير الديموغرافي للقدس، بهدف تهويدها، وتجاهل الشرعية الدولية والاتفاقات المبرمة، وبناء المزيد من المستوطنات، ومصادرة الأراضي، والعدوان المسلّح على الشعب الفلسطيني، ورفض عودة اللاجئين، والحصار المفروض على المدن والقرى… إلخ… كل هذا سيزيد في أعمال العنف، ولن يساعد على الوصول إلى الأمن الحقيقي والسلام الدائم في الشرق الأوسط.

3 ـ نحثّ المجتمع الدولي أن يبذل الجهود المطلوبة، ويمارس الضغط القوي، من أجل رفع العقوبات الظالمة، المفروضة على الشعب العراقي الشقيق، والتي تسبّب له المعاناة والألم. ونحن ندعو الجميع أن يدعموا شعب العراق، وبخاصة الأطفال والمرضى وكبار السن.

4 ـ إن الشرق الأوسط هو مهد المسيحية، ونحن لسنا غرباء في هذه البلاد بل نحن جزء أساسي من حضارات وثقافات ومجتمعات الشرق الأوسط، وقد قمنا أدواراً حاسمة في مجتمعاته ونشاطاته. ولهذا فنحن نهيب بأبناء كنائسنا أن يظلوا راسخين في هذه المنطقة، وبخاصة في الأراضي المقدسة. وعلينا أن نقوّي ونعيد تنظيم حضورنا المسيحي وشهادتنا في هذه المنطقة، ونعمّق ـ في نفس الوقت ـ تعايشنا السلمي، وحوارات الحب، مع مواطنينا المسلمين، مؤسسين ذلك على الاحترام والثقة المتبادلين.

5 ـ نصلّي من أجل سلام العالم كله، ونسأل الله أن يدعم جهود السلام التي يبذلها كل أصحاب النيات الحسنة، لننتصر على كل صور العنف وممارساته.

وفي نهاية اجتماعنا، نشكر الرب لقيادته إيانا في مناقشاتنا وقراراتنا، ونسأله أن يعطينا القوة والشجاعة، لنعمل من أجل وحدة كنيسته، ومن أجل السلام والعدل في كل مكان.

كما نشكر والكنيسة القبطية الأرثوذكسية، للمحبة وكرم الضيافة. وكذلك كل من صلّوا وساعدونا من أجل نجاح اجتماعنا.

المجد لله الآب، والابن، والروح القدس. آمين.

17 مارس/آذار 2001

مركز مار مرقس بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية

مدينة نصر ـ القاهرة ـ مصر

 

الكاثوليكوس آرام الأول       البطريرك إغناطيوس زكا الأول       البابا شنودة الثالث

جميع الحقوق محفوظة لموقع دائرة الدراسات السريانية ©