لرؤساء الكنائس الأرثوذكسية الشرقية في الشرق الأوسط
كاثوليكوسية الأرمن لبيت كيليكيا أنطلياس ـ لبنان
4 ـ 9 مايو (أيار) 2000
بــيـــان مــشــترك
باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
نحن: البابا شنودة الثالث، بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والبطريرك إغناطيوس زكا الأول عيواص بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، والكاثوليكوس آرام الأول، كاثوليكوس الأرمن لبيت كيليكيا الكبير، ومعنا أعضاء اللجنة الدائمة: أصحاب النيافة: المطران الأنبا بيشوي، والأسقف الأنبا موسى، والمطران مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم، والمطران مار ثاوفيلوس جورج صليبا، والمطران سيبوه سركيسيان، والأرشمندريت ناريغ ألميزيان، نشكر اللّه الذي جمعنا للمرة الثالثة كرؤساء للكنائس الشرقية الأرثوذكسية في الشرق الأوسط من 4 ـ 9 مايو (أيار) 2000، بكاثوليكوسية الأرمن لبيت كيليكيا بأنطلياس ـ لبنان.
لقد أعطانا هذا الاجتماع فرصة الصلاة والتحاور معاً في الأمور ووجهات النظر، المتعلقة بحياة وشهادة كنائسنا. وقد أكدنا من جديد وحدتنا في الإيمان، وتمسكنا الثابت بالمجامع المسكونية الثلاثة الأولى، وتعاليم آبائنا القديسين. كما أننا ناقشنا عدداً من الاهتمامات والتحديات التي تتعلق بعمل كنائسنا في المجالات الكرازية والتعليمية والرعوية، وخاصة في الشرق الأوسط. بحثنا في الوسائل ذات الكفاءة والتأثير في تعميق تعاوننا، من خلال البرامج والمبادرات المشتركة، في الدوائر المتعددة في حياة كنائسنا.
في الحقيقة، نحن نؤمن أن وحدتنا في الإيمان، يجب أن تترجم إلى أعمال محسوسة، وارتباط أعمق، في حياة أبنائنا ومجتمعاتنا. كما أننا نؤمن بضرورة أن تواجه كنائسنا بشجاعة ومسؤولية، المعطيات والتحديات الحديثة في المجتمعات المعاصرة، وذلك بأن يُبقى أبناؤنا أمناء للإيمان الرسولي السليم، والتقليد الراسخ عبر قرون عديدة ذلك من جهة، ومن جهة أخرى، أن يبقوا متفاعلين مع المتغيرات والاهتمامات الحديثة.
وقد قادتنا في مناقشاتنا وقرارتنا كل تلك الاعتبارات، بالإضافة إلى الروح المسكونية في الانفتاح والحوار.
احتفالات اليوبيل الكبير سنة 2000
في الثامن من مايو (أيار) سنة 2000، احتفلنا بتمام الألفية الثانية لميلاد ربنا ومخلصنا يسوع المسيح، في صلوات مشتركة بكاتدرائية القديس غريغوريوس المنوّر، في كاثوليكوسية الأرمن في كيليكيا. وقد أسهم في ذلك الاحتفال إكليروس ومؤمنو كنائسنا. كما أصدرنا بهذه المناسبة رسالة رعوية لأبنائنا في كل العالم.
وقد أسعدنا أن هناك احتفالات كثيرة في كنائسنا، تمّت وسوف تتم، بهذا اليوبيل الكبير. نعتقد أن هذه الاحتفالات ستصير ينبوعاً للتجدد الروحي لأبنائنا، وحافزاً لقوة متزايدة لشهادة كنائسنا في مواجهة كل المغريات والاتجاهات التي تحاول الانتقاص من الأهمية الحيوية للقيم الروحية والأخلاقية في حياة مجتمعاتنا.
الاحتفال بالقرن السابع عشر للمسيحية الأرمنية
سوف تحتفل الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية سنة 2001 بمرور سبعة عشر قرناً، لإعلان المسيحية في أرمينيا. وفي هذه المناسبة التاريخية المباركة، عبّر البابا شنودة الثالث والبطريرك إغناطيوس زكّا الأول، عن تهنئتهما للكاثوليكوس آرام الأول ومؤمني الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية، وعن استعدادهما الحار لتقديم مشاركتهما في احتفالات هذه المناسبة العظيمة في حياة الكنيسة الأرمنية.
الحوارات اللاهوتية الرسمية:
أـ الكنائس الأرثوذكسية الشرقية ـ الكنائس الأرثوذكسية البيزنطية:
قمنا باستعراض عام للنتائج التي حققها الحوار اللاهوتي الرسمي بين الكنائس الأرثوذكسية: الشرقية والبيزنطية، على مدى خمسة عشر عاماً، وأكدنا ضرورة استمراره بهدف استعادة الشركة الكاملة بين عائلتي التقليد الأرثوذكسي.
وبالنسبة لدعوة صاحب القداسة أليكسي الأول بطريرك موسكو وكل روسيا، الموجهة إلى البابا شنودة الثالث بتاريخ 12 أبريل 2000، لبدء حوار ثنائي مع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ثم مع عائلة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية، رأينا أن من الأنسب أن نواصل بطريقة أكثر تنظيماً الحوار اللاهوتي الرسمي بين العائلتين الأرثوذكسيتين. وفي نفس الوقت نرحّب بالزيارات الرعوية المتبادلة مع رؤية واضحة أن هذه الزيارات ستشمل ـ بلا استثناء ـ كل كنائس العائلتين الأرثوذكسيتين.
لقد رحّبنا بالاتفاق الرعوي بين كنيسة الأسكندرية القبطية الأرثوذكسية، وبطريركية اليونان الأرثوذكس بالإسكندرية وكل أفريقيا، والخاص بالاعتراف المتبادل بسر الزيجة المقدس، الذي تجري مباركته في إحدى الكنيستين، في حالة الزواج المشترك بين طرفين من الكنيستين.
ب ـ الكنائس الأرثوذكسية الشرقية ـ الكنيسة الرومانية الكاثوليكية:
تمّ إبلاغنا برغبة الكنيسة الرومانية الكاثوليكية في إجراء حوار لاهوتي رسمي مع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. ونحن نرى أنه قبل الارتباط بحوار لاهوتي رسمي مع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية يجب وضع النقاط التالية في الاعتبار:
1ـ توضيح العلاقات المستقبلية بين الكنائس الأرثوذكسية الشرقية ومؤسسة بروـ أورينتي.
2ـ تشكيل لجنة تحضيرية مشتركة، لتجهيز جدول الأعمال، ومناقشة أسلوب العمل والوسائل، ومختلف الشؤون المتعلقة بهذا الحوار.
وبعد إجراء هذا العمل التحضيري، ستكون كنائسنا مستعدة للانخراط في حوار لاهوتي رسمي، بأمل أن أعضاء آخرين من عائلتنا الأرثوذكسية الشرقية، سوف يلحقون بنا في هذا الحوار.
وقد طلب البابا شنودة الثالث والبطريرك إغناطيوس زكّا الأول من الكاثوليكوس آرام الأول أن يناقش الجوانب الهامة المتصلة بهذا الحوار، سواء مع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية أو الكنائس الأخرى في عائلتنا الأرثوذكسية الشرقية.
ج ـ الكنائس الأرثوذكسية الشرقية والكنائس الأنجليكانية:
إعمالاً لقرار مؤتمر لامبث سنة 1998، أرسل نيافة كاري رئيس أساقفة كانتربري، دعوة إلى رؤساء الكنائس الأرثوذكسية الشرقية، لكي يبدؤوا حواراً لاهوتياً رسمياً بين كنائسهم والكنائس الأنجليكانية.
وقد قرّرنا تشكيل لجنة تحضيرية لمقابلة ممثلي الكنائس الأنجليكانية لتحضير جدول الأعمال وطريقة العمل في هذا الحوار.
وقد طلب أيضاً من الكاثوليكوس آرام الأول أن يناقش هذا الأمر مع الكنائس الأخرى في العائلة الأرثوذكسية الشرقية.
د ـ الكنائس الأرثوذكسية الشرقية ـ الاتحاد العالمي للكنائس العالمي:
سوف تنتهي المرحلة الأولى من هذا الحوار في يناير 2001 باجتماع لجنة الحوار المختصة في كاثوليكوسية الأرمن بكيليكيا بمشيئة الرب. وفي ضوء مناقشاتنا اللاهوتية مع هذا الاتحاد WARC في السنوات السبع الأخيرة، وجدنا أن من المهم استمرار هذا الحوار إذا ما اتخذ الطرف الآخر نفس القرار. ومع ذلك فإن من المهم أن يوضع جدول أعمال جديد، وخطوط إرشادية للفترة المقبلة.
مجلس الكنائس العالمي اللجنة الخاصة بمشاركة الأرثوذكس في المجلس
عبرنا عن رضائنا العميق للمشاركة الفعالة لكنائسنا في الحركة المسكونية العالمية، من خلال مجلس الكنائس العالمي. وقد قدمت السيدة تيني بيري سيمونيان، الأمين التنفيذي لقسم «الكنيسة والعلاقات المسكونية» والمندوب الرسمي لمجلس الكنائس العالمي إلى اجتماعنا، تقريراً عن الإطار الجديد للبرامج والأولويات، والأنشطة الخاصة بالمجلس، بصفة عامة، وعن عمل «اللجنة الخاصة» لمشاركة الأرثوذكس في المجلس بصفة خاصة. وقد أبرزت أهمية التأثير الإيجابي للقاء السنوي لرؤساء الكنائس الأرثوذكسية الشرقية بالشرق الأوسط على الحركة المسكونية، وخاصة على علاقة وتعاون الكنائس الأرثوذكسية مع مجلس الكنائس العالمي.
وقد أعدنا تأكيد التزامنا بالحركة المسكونية من خلال مجلس الكنائس العالمي، واشتراكنا الجاد في أعمال «اللجنة الخاصة»، الذي يهدف إلى مشاركة ودور أكبر في المجلس.
مجلس كنائس الشرق الأوسط:
عبّرنا ـ أيضاً ـ عن رضائنا العميق على الدور الفعال الذي تقوم به كنائسنا في مجلس كنائس الشرق الأوسط.
وقد عبّر الدكتور القس رياض جرجور عن شكره للدعم الكامل المستمر، الذي يقدمه الرؤساء الثلاثة، للعمل الجاري بالمجلس. وقدم تقريراً عن أنشطة البرامج بالمجلس، مبرزاً بعض الاهتمامات والتحديات التي تواجه هذه المؤسسة المسكونية الإقليمية. ونحن نؤكد الحاجة الماسة لإعادة تقييم العمل المسكوني للمجلس في مواجهة التغيرات الجديدة بالمنطقة.
شبيبة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية:
شكّلنا لجنة فرعية للشباب الأرثوذكس الشرقي، لتحضير برنامج خاص للأنشطة المشتركة لشباب كنائسنا، وسوف تجتمع هذه اللجنة في كاثوليكوسية الأرمن بأنطلياس بلبنان في سبتمبر 2000 إن شاء الله.
المعاهد اللاهوتية:
شكّلنا لجنة فرعية من عمداء كليات اللاهوت بكنائسنا لتتدارس الأساليب العملية وإمكانية تنظيم تبادل الأساتذة والطلاب، وبرنامج مشترك في مجال التعليم المسيحي والتنشئة الرعوية. وسوف تجتمع هذه اللجنة في كلية اللاهوت في دير مار أفرام بمعرة صيدنايا، في دمشق، سوريا، في اكتوبر 2000 إن شاء الله.
المطبوعات:
رحبنا بالترجمات التي تمت لمجموعة من كتب البابا شنودة الثالث إلى السريانية والأرمنية، وبإعادة طبع بعضها بالعربية.
فنحن نعتبر المطبوعات وسيلة حية للتعليم المسيحي والتنشئة اللاهوتية. ولذلك شكلنا لجنة فرعية للمطبوعات بهدف المزيد من تنظيم وتنسيق جهود كنائسنا في هذا المجال. وسوف تجتمع اللجنة في دير الأنبا بيشوي بمصر في نوفمبر 2000 إن شاء الله.
وقد أوصينا هذه اللجنة أن تنشر تاريخ كنائسنا الثلاث بالعربية والسريانية والأرمنية والأنجليزية. وأن تقوم بتوصيل أخبار كنائسنا الثلاث لنشرها في مجلاتنا الرسمية في قسم «أخبار كنائسنا الشقيقة»، وأن تعدّ الطبعة الجديدة من «دليل الكنائس الأرثوذكسية الشرقية» متضمنة عناوين كنائسنا والمؤسسات الملحقة بها في كل العالم.
وسوف تقوم اللجنة الدائمة بالتنسيق والإشراف على عمل هذه اللجان الفرعية الثلاثة، وتقديم التقارير الخاصة بهذا إلينا.
وفي نهاية اجتماعنا الثالث نشكر إلهنا القدير الذي أرشدنا في مداولاتنا وقراراتنا. ونسأله أن يرعى جهودنا نحو وحدة الكنائس، وخلاص العالم.
ونشكر كاثوليكوسية الأرمن في كيليكيا لاستضافتها اجتماعنا في محبة وكرم. كما نشكر كل من صلى من أجل هذا الاجتماع أو ساعدنا في إنجاحه.
والمجد للآب والأبن والروح القدس. الإله والواحد آمين
أنطلياس ـ لبنان، في 9 مايو(أيار) 2000
الكاثوليكوس آرام الأول البطريرك مار إغناطيوس زكا الأول البابا شنودة الثالث