اللؤلؤ المنثور

اللؤلؤ المنثور

في تاريخ العلوم والآداب السريانية

بقـــــــلم

اغناطيوس أفرام الأول برصوم

بطريرك انطاكية وسائر المشرق

ܒܖ̈ܘܠܐ ܒܕܝܖ̈ܐ

ܕܥܠ ܡܪܕܘܬ ܝܘܠܦܢ̈ܐ ܣܘܖ̈ܝܝܐ ܗܕܝܖ̈ܐ

ܒܝܕ

ܐܝܓܢܐܛܝܘܣ ܐܦܪܝܡ ܩܕܡܝܐ ܕܒܝܬ ܒܪܨܘܡ

ܦܛܪܝܪܟܐ ܕܐܢܛܘܟܝܐ ܘܕܟܘܠܗ ܡܕܢܚܐ

قدم له ونشره

المطران غريغوريوس يوحنا ابراهيم

متروبوليت حلب

 

 

حقوق الطبع والنشر

محفوظة لدار ماردين – حلب

 

ܙܕ̈ܩܐ ܘܚܬܡܐ ܘܕܦܪܣܐ

ܢܛܝܪܝܢ ܠܒܝܬ ܦܪܣܐ ܕܡܪܕܝܢ

 

اسم الكتاب: اللؤلؤ المنثور في تاريخ العلوم والآداب السريانية

المؤلف: مار اغناطيوس أفرام الأول برصوم

إعداد وتقديم: مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم

إعداد الطبعة الحديثة: موقع أولف www.A-Olaf.com

الناشر: دار ماردين – حلب

المطبعة: ألف باء الأديب – دمشق

الطبعة:

 

المراسلات: ADDRESS:

دار ماردين للنشر MARDIN PUBLISHING HOUSE

ص. ب 4194 حلب – سورية P.O BOX 4194 – ALEPPO – SYRIA

تلكس: 331850 نهرين TLX: 331850 NAHREN SY

فاكس: 642260 \ 021 FAX: 021 \ 642260

خاص: 642210 \ 021 OFF: 021 \ 642210

 

المادة المنشورة تُعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الدأر


ܥܘܬܕܐ ܠܛܒܥܐ ܬܪܝܢܐ ܕܟܬܒܐ

ܥܘܬܕܐ ܕܡܦܫܩܢܐ

اللؤلؤ المنثور – المقدمة

البطريرك أفرام الأول برصوم – حياته ومؤلفاته

لمحة تاريخية:

حياة البطريرك أفرام في سطور:

بحوثه العلمية ومؤلفاته:

(مؤلفاته المطبوعة)

كلمة ختامية موجزة في كتاب اللؤلؤ المنثور:

مصادر المقدمة

مآخذ الكتاب

إهداء الكتاب

الباب الأول – في العلوم والآداب السريانية

الفصل الأول: في اللغة السريانية

الفصل الثاني : في الأدب السرياني وخواصه العامة

الفصل الثالث : في مواطن التعليم

الفصل الرابع : في خزائن الكتب السريانية

الفصل الخامس : في الخط السرياني

الفصل السادس : في الصرف والنحو

الفصل السابع :  في ضبط اللغة والمعاجم – الفصاحة والشعر

الفصل الثامن :  في أبواب الشعر السرياني

الفصل التاسع : في طبقات الشعراء السريانيين

الفصل العاشر : في نقول الكتاب المقدس

الفصل الحادي عشر : في الضوابط اللغوية السريانية

الفصل الثاني عشر : في شروح العهدين

الفصل الثالث عشر : في التأليف المنحولة

الفصل الرابع عشر : في التأليف نصف المنحولة

الفصل الخامس عشر : في الطقوس الكنسية

الفصل السادس عشر : في علم اللاهوت

الفصل السابع عشر : في الكتاب المنحول ديونيسيوس الأريوفاغي

الفصل الثامن عشر : في الاحتجاجات الكنسية

الفصل التاسع عشر : في الفقد والشرع المدني

الفصل العشرون : في الكتب النسكية

الفصل الحادي والعشرون : في كتب التاريخ العام

الفصل الثاني والعشرون : في التاريخ الخاص

الفصل الثالث والعشرون : في نبذ تاريخية شتى

الفصل الرابع والعشرون : في سير الشهداء والقديسين وقصصهم

الفصل الخامس والعشرون : في القصص

الفصل السادس والعشرون : في الفلسفة

الفصل السابع والعشرون : في علم الطب

الفصل الثامن والعشرون : في العلم الطبيبعي

الفصل التاسع والعشرون : في علم الفلك والهيئة والجغرافية والعلم الرياضي والكيمياء

الفصل الثلاثون : في ترجمات التصانيف الأعجمية

 

الباب الثاني – في تراجم علماء السريان وأدبائهم

توطئة

الحقبة الأولى / 000 ق. م – 758 م

الحقبة الثانية / 773 – 1286

الحقبة الثالثة / 1290 – 1930

الفصل الأول : في تراجم علماء الحقبة الأولى وأدبائها

1: وفا الآرامي

2: بولس ابن عرقا الرهاوي

3: برديصان 222 +

مزامير سليمان وتسابيحه

4: ثئوفيل الرهاوي 309

5: أشعيا بن حدبو327

6: ميلس أسقف السوس 341 +

7: شمعون برصباعي 343 +

8: أفراهاط الفارسي 346

9: مار أفرام الملفان السرياني 373 +:

10- 13 تلاميذ مار أفرام

14: آسونا

القس عبسميا 404

16: اسحق الآمدي 363 – 418 ؟

17: دادا الراهب الآمدي

18: كاتب سيرة أوسابيوس السميساطي

19: قورّلونا

20: آحى جاثليق المدائن 415 +

21: معنا الجاثليق 420

22: ماروثا الفارقي 431 +

23 رابولا مطران الرها 435+

24: بالاي أسقف بالش

25: الشماس يعقوب 451

26: الراهب صموئيل 458

27: القس صموئيل 467

28: القس قزما 472

29 – 30: القسيسان بطرس ومقيم

31: اسحق الرهاوي المعروف بالأنطاكي 491 ؟

32: اسحق الرهاوي (الثاني) 522

33: الخوري بوليقربوس 508

34: اسطيفان ابن صُوديلي 510

35: الشماس شمعون الفخاري 514

36: يوحنا روفس الانطاكي اسقف مايوما 515

37: التاريخ المنسوب إلى القس يشوع العمودي 515 ؟

38: مار يعقوب السروجي الملفان 521 +

39: حبيب الرهاوي

40: مار فيلكسينس المنبجي 523 +

41: برلاها الناسك

42: شمعون رئيس ديرليقين

43: بولس اسقف الرقّة 528

44: مارا مطران آمد 529 +

45: سرجيس الرأسعني 536 +

46: مار يوحنا التلي 538 +

47: القديس سويريوس الأنطاكي 538 +

48: يوحنا ابن افتونيا 538 +

49: شمعون الأرشمي 540 +

50: نقلة مراسيم الملوك ونواميسهم

51: صموئيل الرأسعيني

52: الكونت ايقورمونيوس

53: توما أسقف جرمانيقي 542 +

54: زكريا الفصيح

55: دانيال الصلحي 542

56: مؤرخ شهادة الحميريين

57: يوحنا الثاني رئيس دير قنسرين 544

58: الكاتب المغمور الاسم في دير قنسرين

59: الراهب إيليا

60: موسى الأجلي 550 ؟

61: الراهب السرياني صاحب الكتاب المنحول تاريخ زكريا

62: مار آحودامه 575 +

63: الراهب سرجيس الناسك 577

64: مار يعقوب البرادعي 678 +

65: قرياقس التلي

66: سرجيس ابن كريا (القصير) 580

67: بولس الثاني بطريرك انطاكية 581 +

68: القس قورا البطناني 582

69: يوحنا الأفسسي 587 +

70: بطرس الثالث القلونيقي 591 +

71: يوليان الثاني 595 +

72: ابرهيم الآمدي 598

73: يوحنا بشطالس 600

74: روفينا التاجر بالفضة

75: القس شمعون

76: سرجيس العمودي

77: بولس مطران تلاّ 617

78: الشماس توما 617

79: بولس مطران الرها 619

80: قرياقس مطران آمد 623 +

81: الأنبا بولس 624

82: توما الحرقلي 627 ؟

83: اثناسيوس الأول الجمال 631

84: سويريوس أسقف سميساط 630 أو643 +

85: القس توما

86: القس عماوس

87: يوحنا أبوالسدرات 648 +

88: ماروثا التكريتي 649 +

89: يوحنا مطران بصرى 650 +

90: القس اندراوس الأوشليمي

91: يوحنا نقر الناسك

92: دنحا الأول مفريان المشرق 659 +

93: يانورين الآمدي 665

94: ساويرا سابوخت 667 +

95: الراهب ايثالاها

96: يونان أسقف تل موزلث

97: متى مطران حلب 669

98: الأسقف سويريوس

99: الربان سبروي

100 – 101: الربان راميشوع والربان جبرائيل

102: البطريرك ساويرا الثاني 681 +

103: الربان هارون الفارسي

104: توما الآمدي

105: اثناسيوس الثاني البلدي 686 +

106: ابرهيم الصياد 686

107: يوحنا الأول مفريان تكريت 688 +

108: القس شمعون من دير قنسرين

109: مار يعقوب الرهاوي 708 +

110: الأسقف اوتاليوس

111: القس شمعون رئيس دير العرب

112: القس شمعون السميسطاني

113: داود اسقف مرعش

114: موسى النحلي المؤرخ

115: إيليا الأول

116: الراهب طوبانا

117: الشماس سابا

118: مار جرجس اسقف العرب

119: سبر يشوع

120 – 124: علماء اللغة في دير مار متى

125: مار شمعون الزيتوني 734 +

126: قسطنطين مطران الرها 735 +

127: يوحنا الاثاربي العمودي 738 +

128: دانيال بن موسى

129: يوحنا بن صاموئيل

130: فوقا الرهاوي

131: يوحنا الثاني مطران دير مار متى 752 +

132: اياونيس الأول 754+

133: ايليا سنجار 758 +

الفصل الثاني : في تراجم علماء الحقبة الثانية وأدبائها

134: قرياقس مطران طور عبدين 770

135: الراهب لعازر آل قنداسا 773

136: الراهب الزوقنيني المؤرخ 775

137: نقلة القوانين (النشائد)

138: مار جاورجي الأول بطريرك أنطاكية 790 +

139: الراهب ثاودوسي 806 +

140: ايليا الحراني

141: ثاودورس ابن زوردي

142: شمعون ابن عمرايا 815 +

143: الأنباء داود بن بولس آل ربان

144: قرياقس بطريرك أنطاكية 817+

145: اتنوس الملفان 818

146: المؤرخ القرتميني 819

147: حبيب أبورائطة التكريتي 828

148: لعازر ابن العجوز 829

149: ثاودوسيوس مطران الرها 832

150: توما العمودي 837

151: بنيامين مطران الرها 843+

152: باسيليوس أسقف سميساط 843

153: الربان انطون التكريتي

154: مار ديونيسيوس التلمحري 845+

155: نونا النصيبيني 845

156: المؤرخ المغمور 846

157: ارابي مطران سميساط 850

158: الراهب برحذبشابا

159: القس دنحا الفيلسوف

160: اياوانيس مطران دارا 860

161: يعقوب أسقف عانة 860

162: الراهب شمعون الحصن منصوري 861

163: الراهب ساويرا الأنطاكي 861

164: الربان دانيال البيت باتيني

165: اسحق صاحب النافورا

166: يوحنا الرابع 873+

167: اغناطيوس الثاني 883+

168: البطريرك ثاودوسيوس 896+

169: الشماس زرعة (زورعا) النصيبيني

170: كرشون الغريب

171: أيوب المانعمي

172: مار موسى ابن كيفا 903+

173: حزقيال الثاني مطران ملطية 905

174: ديونيسيوس الثاني 909+

175 – 176: الرهبان روفيل وبنيامين

177: دنحا الفيلسوف 925

178: الشماس شمعون النصيبيني950

179: يعقوب مطران ميافارقين 967

180: يحيى بن عدي 974+

181: اثناسيوس اسقف قليسورا 982+

182: متى أسقف الحصاصة

183: الحسن ابن الخمار

184: الأسقف الرهاوي صاحب كتاب علة كل العلل

185: علماء السريان في القرن العاشر

186: اثناسيوس الرابع 1002+

187: الأنبا يوحنا تلميذ مارون 1003+

188: عيسى ابن زُرعة 1007+

189: ابن قيقي 1016

190: الراهب لعازر 1024

191: يوحنا مطران طور عبدين 1035+

192: الراهب يوسف المطلي 1058

193: يوحنا ابن شوشان 1072+

194: الراهب سرجيس

195: اغناطيوس الثالث مطران ملطية 1094+

196: سعيد ابن الصابوني 1095 +

197: ديونيسيوس ابن موديانا 1120+

198: اثناسيوس السادس 1129+

199: باسيليوس أبوغالب ابن الصابوني 1129 +

200: الراهب ميخائيل المرعشي 1138

201: القس ابدوكوس الملطي

202: طيمثاوس مطران كركر 1143+

203: يوحنا ابن اندراوس 1156+

204: القس صليبا القريكري 1164 +

205: اغناطيوس الثاني مفريان المشرق 1164 +

206: يوحنا مطران ماردين 1165 +

207: باسيليوس ابن شومنه 1169 +

208: إيليا مطران كيسوم 1171 +

209: ديونيسيوس يعقوب ابن الصليبي مطران آمد 1171 +

210: أبوغالب أسقف جيحان 1177 +

211: اغناطيوس رومانس مطران اورشليم 1183 +

212: الراهب هارون

213: ابن وهبون 1193 +

214: مار ميخائيل الكبير 1199 +

215: أطباء القرن الثاني عشر

216: الأسقف يوحنا داود الآمدي 1203

217: اغناطيوس سهدو مطران اورشليم

218: ابرهيم أسقف تلبسم 1207

219: غريغوريوس يعقوب مفريان المشرق 1214 +

220: يشوع سفتانا “الأهدل” 1214+

221: البطريرك يوحنا الثاني عشر 1220 +

222: يوحنا التفليسي 1221

223: حسنون الرهاوي 1227 +

224: جبرائيل الرهاوي 1227

225: ثاوذوري الأنطاكي الفيلسوف

226: المطران يعقوب ابن تشككو 1231

227: المؤرخ الرهاوي 1234

228: يعقوب البرطلي مطران دير مار متى 1241 +

229: القس يشوع آل توما الحصكفي 1248

230: غريغوريوس يوحنا مطران مار متى واذربيجان

231: باسيليوس السبيريني 1254

232: المفريان صليبا الرهاوي 1258 +

233: البطريرك يوحنا ابن المعدني 1263 +

234: ديوسقوس ثاودورس مطران حصن زياد 1275

235: مار غريغوريوس أبوالفرج الملطي مفريان المشرق المشهور بابن العبري 1286 +

الفصل الثالث : في تراجم علماء الحقبة الثالثة وأدبائها 1920 – 1931

تمهيد

236: أبو نصر البرطلي 1290

237: أبو الحسن ابن محرومة 1299 +

238: المطران جبرائيل البرطلي 1300 +

239: توما الحاحي الناسك

240: برصوم الصفي ابن العبري الصغير 1307

241: الراهب يشوع ابن كيلو 1309

242: البطريرك ميخائيل الثاني 1312 +

243: قورلس أسقف حاح 1333

244: ابن وُهيب 1333 +

245: الراهب يشوع ابن خيرون 1335 +

246: الربان صليبا ابن خيرون 1340

247: الشماس عبد الله البرطلي 1345

248: المطران أبو الوفاء الحصكفي

249: الراهب ابراهيم المارديني 1365

250: يوسف ابن غريب مطران آمد 1375 +

251: الراهب دانيال المارديني 1382

252: البطريرك ابرهيم بن غريب 1412 +

253: فيلكسينوس الكاتب 1421 +

254: القس اشعيا السبيريني 1425 +

255: القس سهدو

256: القس شمعون الآمدي 1450

257: قوما بطرك طورعبدين 1454 +

258: البطريرك بهنام الحدلي 1454 +

259: برصوم المعدني مفريان المشرق 1455

260: الراهب غريب المانعمي 1476

261: البطريرك عزيز ابن العجوز 1481 +

262: الراهب ملكي ساقو1490 +

263: الربان يشوع السبريني 1492 +

264: البطريرك يوحنا بن شيء الله 1493 +

265: المطران كوركيس السبريني 1495 +

266: الراهب داود الحمصي 1500 ؟

267: القس ادى السبريني 1502

268: المطران سرجيس الحاحي 1508 +

269: البطريرك نوح اللبناني 1509 +

270: الراهب عزيز المذياتي 1510

271: البطرك مسعود الزازي 1512 +

272: يعقوب الأول بطريرك انطاكية 1517 +

273: يوسف الكرجي مطران أورشليم 1537 +

274: عبد الغني المنصوري مفريان المشرق 1575 +

275: البطريرك نعمة الله 1587

276: وانيس الونكي مطران قبادوقية الرها 1624

277: الشماس سركيس ابن غرير 1669 +

278: الأسقف هداية الله الخُديدي 1693

279: اسحق بطريرك انطاكية 1724

280: القس يوحنا السبريني 1729 +

281: المفريان شمعون 1740 +

282: الخوري عبد يشوع القصوري 1750

283: الراهب عبد النور الآمدي 1755 +

284: المفريان شكرالله الحلبي 1764 +

285: الخوري يعقوب القطربلي 1783 +

286: المطران يعقوب ميريجان 1804 +

287: الأسقف يوحنا البستاني المانعمي 1825 +

288: الأسقف كوركيس الآزخي 1847 +

289: المطران زيتون النحلي 1855 +

290: الشماس نعوم فائق 1930 +

291: القس يعقوب ساكا 1931 +

ملحق وتصحيح

الخاتمة : وفيها خمسة مقاصد

المقصد الأول : في المستشرقين والشرقيين الذين نشروا الكتب السريانية

المقصد الثاني : في تهافت بعض المستشرقين وأقتفائهم على علمائنا والرد عليهم

 

 


ܥܘܬܕܐ ܠܛܒܥܐ ܬܪܝܢܐ ܕܟܬܒܐ

 

ܫܒܝܚ ܐܠܠܗ ܕܠܗܘܢܐ ܕܒܪܢܫܐ ܒܬܓܐ ܕܝܕܥܬܐ ܟܢܟ، ܘܠܠܫܢܗ ܡܠܝܠܐ ܘܬܗܝܪܐ ܚܠܝ ܘܡܕܟ، ܘܟܢ ܐܡܪܝܢܢ:

ܟܕ ܕܪܢ ܒܣܦܐܐ ܡܘܬܐܢܐ ܕܥܠ ܝܘܠܦܢܐ ܘܡܪܕܘܬܐ ܒܠܫܢܐ ܦܬܝܟܐ ܗܒܒ، ܘܫܐܒܝܗܘܢ ܣܦܐܐ ܡܗܝܐܐ ܦܐܢܓܝܐ ܫܡܫܘ. ܫܦܪܬ ܠܢ ܕܫܘܦܐܐ ܚܠܝܐ ܕܝܘܠܦܢܐ ܟܝܬ ܘܕܡܪܕܘܬܐ ܣܘܐܝܝܐ ܠܡܠܦܢܝ ܡܕܢܚܐ ܐܪܒܐܝܬ ܢܓܠܐ، ܟܕ ܐܠܡܐ ܫܠܡܐ ܠܡ ܘܬܩܢܐ ܠܗܘܢ ܢܐܘܪ، ܘܠܚܣܝܐܬܐ ܕܣܝܘ̈ܡܐ ܥܗܝܕܐ ܢܡܠܐ، ܟܕ ܠܦܘܕܐ ܕܐܢܫ ܐܢܩ ܡܢܗܘܢ ܢܬܪܐ.

ܠܗܕܐ ܕܝܢ ܐܬܩܪܒܢܢ ܒܬܪ ܒܘܚܢܐ ܘܥܘܩܒܐ ܚܬܚܬܐ ܘܕܘܖ̈ܫܐ ܟܝܬ ܡܬܝܚܐ ܕܝܬܝܪ ܡܢ ܫܢܝܢ ܬܠܬܝܢ. ܟܕ ܒܒܬܝ ܟܬܒܐ ܛܒܝܒܐ ܓܘܢܝܐ ܕܘܝܠܢܝܐ ܕܝܩܝܢܢ ܕܣܘܓܐܐ ܕܐܚܚܝܗܘܢ ܠܡ ܒܥܬܝܩܘܬܐ ܡܐܒܬܝܢ ܘܒܚܬܝܬܘܬܐ ܡܫܬܡܗܝܢ ܘܒܡܕܢܚܐ ܘܡܥܪܒܐ ܙܪܝܩܝܢ ܘܡܒܕܪܝܢ.

ܡܟܬܒܢܘܬܐ ܓܝܪ ܗܕܐ ܙܒܢܝܬܐ ܡܢ ܐܢܫ ܩܕܡܝܐ ܠܐ ܐܬܦܠܚܬ، ܘܣܛܪ ܡܢ ܣܘܐܛܐ ܙܥܘܐܐ ܘܫܐܒܐ ܬܠܬܝܢ ܕܥܠ ܡܠܦܢܐ ܘܐܒܝܠܐ ܛܒܝܒܐ، ܡܠܘܐܐ ܠܘܬܢ ܠܐ ܐܫܬܟܚ.

ܚܢܢ ܕܝܢ ܛܢܢܐܝܬ ܢܦܫܢ ܠܥܡܠܐ ܬܟܝܒܐ ܝܗܒܢܢ ܟܕ ܚܘܝܚܐܝܬ ܥܣܩܬܐ ܣܝܒܪܢܢ، ܘܡܫܪܬܚܐܝܬ ܢܦܩܬܐ ܪܘܐ ܝܗܒܢܢ. ܟܕ ܠܐ ܒܗܬܢ ܩܕܡܝܐ ܘܢܗܝܐܐ ܕܝܠܢ ܐܝܠܝܢ ܕܟܠܝܠ ܫܘܒܚܐ ܒܪܝܫ ܠܫܢܢ ܢܗܪܝܐ ܘܥܬܝܩ ܫܐܫܐ ܩܛܪ، ܘܠܡܕܥܝܢ ܒܝܘܠܦܢܗܘܢ ܚܠܝܡܐ ܥܬܝܪܐܝܬ ܐܢܗܪܘ، ܘܠܠܥܙܢ ܒܣܓܝܐܬܐ ܘܒܬܐܝܐܬܐ ܐܘܬܘܪ، ܐܝܟܢܐ ܕܬܦܐ ܕܪܗܛܪܘܬܐ ܫܦܝܥܐܝܬ ܠܘܬܢ ܢܪܕܘܢ ܘܡܟܐ ܒܥܩܐ ܝܩܝܐܐ ܕܡܐܓܢܝܬܐ ܠܨܘܪܢ ܐܒܬܘ. ܒܕܓܘܢ ܠܕܘܟܪܢܗܘܢ ܚܣܝܐ ܥܘܗܕܢܐ ܥܠܡܢܝܐ ܟܝܬ ܘܥܠܡܝܢܝܐ ܥܒܕܝܢܢ: ܘܠܢܘܟܐܝܐ ܐܕܝܐ ܘܠܒܝܬܝܐ ܛܢܢܐ ܕܒܪܚܡܬܗܘܢ ܐܫܬܢܓܘ، ܦܐܝܬܐ ܕܝܠܗܘܢ ܘܢܐܚܢܝܗܘܢ ܣܦܩܐܝܬ ܡܚܘܝܢܢ ܘܡܢ ܗܪܟܐ ܩܢܘܡܐܝܬ ܒܟܠܗ ܡܕܢܚܐ ܘܒܡܫܡܗܐ ܒܬܝ ܐܐܟܐ ܕܡܥܪܒܐ ܟܪܟܢܢ ܘܟܘܢܫܐ ܘܩܘܛܦܐ ܥܒܕܢܢ، ܘܠܒܫܢܢ ܣܝܡܐ ܐܒܗܝܐ ܕܠܗܠ ܡܢ ܡܐܬܝܢ ܒܡܢܝܢܐ ܥܒܪܘ. ܘܚܘܪܐ ܕܒܟܠܗܘܢ ܟܘܢܫܐ ܐܚܖ̈ܝܐ ܕܡܚܘܝܢܐ ܕܒܬܝ ܟܬܒܐ ܕܥܠ ܡܟܬܒܢܘܬܐ ܙܒܢܝܬܐ ܕܝܘܠܦܢܝܢ ܘܕܠܫܢܢ ܐܪܡܝܐ ܕܒܠܫܢܐ ܦܪܢܣܝܐ ܘܐܝܢܓܠܝܙܝܐ ܘܐܠܡܢܝܐ، ܐܬܬܣܝܡܘ ܘܐܬܚܬܡܘ، ܘܥܕܡܐ ܠܝܘܡܬܢ ܒܥܠܡܐ ܕܢܚܘ ܐܩܦܢܢ: ܘܒܥܘܩܒܐ ܠܡ ܚܬܚܬܐ ܒܢܝܫܐ ܕܡܒܪܝ ܡܢ ܚܫܐ ܟܕ ܢܦܠܐ ܘܢܒܩܘܪ ܥܕܡܐ ܕܠܟܬܒܢ ܗܢܐ ܕܥܠ ܐܝܕܝ̈ܐ ܗܠܝܢ ܕܝܠܢ ܣܝܘܡܐ ܕܡܬܐܡܪܝܢ ܣܘܐܝܝܐ ܡܥܐܒܝܐ ܒܠܚܘܕ ܡܡܠܠ ܕܒܪܘܠܐ ܒܕܝܪܐ ܕܥܠ ܡܟܬܒܢܘܬܐ ܕܝܘܠܦܢܐ ܘܡܐܕܘܬܐ ܣܘܐܝܝܐ ܫܡܝܢܝܗܝ، ܕܣܒܝܣ ܒܝܘܬܐܢܐ ܕܠܐ ܣܟ ܬܩܢܐܝܬ ܘܝܬܝܪ ܡܫܡܠܝܐܝܬ ܣܡܢܢ.

ܘܟܕ ܠܛܒܥܐ ܚܕܬܐ ܘܬܪܝܢܐ ܩܪܒܢܝܗܝ، ܘܥܘܬܕܐ ܗܢܐ ܩܦܝܣܐ ܒܠܫܢܢ ܪܚܝܡܐ ܠܗ ܐܐــــــــܘܬܢܢ: ܥܠ ܐܡܬܐ ܐܐܡܝܬܐ ܟܢܐܝܢ ܣܝܡܝܢܢ ܘܫܦܝܐܬܐ ܕܝܠܗ ܒܩܝܢܬܐ ܕܒܣܝܡܢ ܒܚܕܐ ܫܘܝܘܬ ܢܫܡܬܐ ܡܥܢܝܢܢ: ܘܠܝܘܡܐ ܦܐܝܚܐ ܕܒܗ ܟܠܗܘܢ ܒܢܝܐ ܕܝܠܢ ܟܫܝܐܐ ܠܠܫܢܗܘܢ ܚܠܝܐ ܐܟ ܐܦܐܝ ܕܩܠܐ ܡܡܠܠܝܢ، ܘܠܣܦܐܐ ܬܡܝܗܐ ܕܩܕܝܫܐ ܐܒܗܬܐ ܘܢܗܝܐܐ ܩܕܡܝܐ ܕܝܠܢ ܦܠܚܝܢ ܡܣܟܝܢܢ: ܐܝܟܢܐ ܕܡܟܬܒܢܘܬ ܡܪܕܝܬܢ ܒܗ ܒܠܫܢܢ ܢܫܡܠܘܢ. ܘܗܝܕܝܢ ܕܪܢ ܕܗܒܢܝܐ ܢܬܚܕܬ ܘܐܟ ܢܫܪܐ ܢܬܥܠܡ ܒܛܝܒܘܬܗ ܕܡܪܢ ܘܡܘܕܝܢܘܬܗ ܐܡܝܢ ܀

 

ܟܬܝܒ ܒܩܠܝܬܢ ܕܒܚܡܐ

ܒ ܒܝܪܚ ܚܙܝܪܢ ܫܢܬ ܐܐܢܘܡ

ܕܐܝܬܝܗ ܕܥܣܪܝܢ ܘܐܪܒܥ ܕܦܛܪܝܪܟܘܬܢ

 

 


 

ܥܘܬܕܐ ܕܡܦܫܩܢܐ

 

ܟܕ ܒܦܘܪܫܢ ܪܒܢ ܪܒܬ ܚܫ̇ܬ: ܘܠܡܦܪܥ ܚܘ̈ܒܠܘܗܝ ܛܒ̈ܐ ܒܪܥܝܢܝ ܦܪܫ̇ܬ: ܠܟܬܒܗ ܗܘ (ܕܒܖ̈ܘܠܐ ܒܕܝܖ̈ܐ) ܕܬܠܬܝܢ ܫܢ̈ܝܢ ܥܡܠ ܒܗ: ܠܠܫܢܐ ܐܚܪܢܐ ܐܦܩ: ܘܠܝܘܬܖ̈ܢܘܗܝ ܝܬܝܖ̈ܐ ܠܗܘܢ ܕܠܐ ܛܥܡܘ ܐܢܘܢ ܐܝܒܠ ܕܢ̇ܬ: ܘܟܕ ܣܓܝ̈ܐܐ ܣܘܖ̈ܝܝܐ ܠܥܪܒܝܐ ܠܐ ܝܕܥܝܢ: ܠܠܫܢܐ ܣܘܪܝܝܐ ܕܐܥܒܪܝܘܗܝ ܦܐܝܐܝܬ ܛܢ̇ܬ ܘܡܢ ܗܪܟܐ ܫܢܬ ܐܨ̇ܢܚ ܒܡܥܒܪܢܘܬܗ ܐܫܬܓܡ̇ܬ ܟܕ ܟܪܝܬ ܠܫܘܖ̈ܝܐ ܘܩܦܣܬ ܠܩܘ̈ܠܣܐ ܘܗܟܢܐ ܠܗ ܫܠܡܬ ܒܪܡ ܒܫܢܬ ܐܨ̇ܣܗ 1965 ܟܕ ܠܦܪܣܗ ܐܬܛܝܒܬ: ܕܢܛܥܢ ܠܫܡܗ ܟܕ ܩܦܝܣ ܘܟܪܐ ܠܐ ܫܦܝܪܐ ܐܬܚܫܒܬ. ܡܟܝܠ ܠܡܦܩܘܬܗ ܫܠܡܠܡܐܝܬ ܙܕܩܬ ܘܒܪܕܪܝܫ ܠܬܘܪܓܡܗ ܢܦܩܬ. ܘܒܬܪ ܥܩܒ̈ܘܗܝ ܦܣܥ ܦܣܥ ܗܠܟܬ ܥܕܡܐ ܕܠܐܚܖ̈ܝܬܗ ܣܝܟܬ ܘܠܬܫܥܝܬ ܚܝܘ̈ܗܝ ܘܕܐܚܖ̈ܢܐ ܐܟ ܬܠܬܥܣܪ ܕܐܬܛܥܝܘ ܠܗ ܐܩܦܬ: ܘܡܕܡ ܡܢ ܖ̈ ܥܝܢܘܗܝ ܠܐ ܫܚܠܦܬ ܐܠܐ ܐܢ ܚܕ ܚܕ̈ܢܐ ܕܚܬܝܬܘܬܗܘܢ ܝܠܦܬ.

ܡܘܕܐܢܐ ܗܟܝܠ ܠܠܗܐ ܕܥܕܪܢܝ ܥܠ ܫܘܡܠܝܗ ܘܡܩܒܠ ܐܢܐ ܛܝܒܘܬ ܗܢܘܢ ܕܥܕܪܘܢܝ ܠܪܘܚܐ ܥܠ ܡܥܒܪܢܘܬܗ ܘܦܪܣܗ. ܘܡܩܪܒ ܐܢܐ ܠܗ ܪܝܫܝܬܐ ܠܪܘܚܐ ܕܣܝܘܡܗ ܛܘܒܬܢܐ: ܘܠܖ̈ܚܡܝ ܐܕܡܝܘܬܐ: ܟܕ ܡܦܝܣ ܐܢܐ ܠܡܪܝܐ ܕܢܥܕܪܝܘܗܝ ܡܒܘܥ ܝܘܬܪܢܐ ܠܟܠ ܩܖ̈ܘܝܘܗܝ.

 

 

 

ܦܝܠܠܘܟܣܝܢܘܣ ܝܘܚܢܢ

ܕܡܪܕܐ

ܐ- ܬܫܪܝ ܐܚܪܝ ܐ݀ܨܣܗ

 

 


 

 

 

اللؤلؤ المنثور – المقدمة

 

الحمد لله الذي زين عقل الإنسان بتاج العلم، وحلّى لسانه بسحر البيان وبعد فلما انجلى صبح هذا العصر بمؤلفات مُمتعة تضمنت تواريخ العلوم والآداب بلغات شتى، وجال فرسان البلاغة في مضمار المعارف جولات موفقة، وكل يتشوف إلى هلاله ويرقب غايته، ففريق أدركوا الأهداف المقصودة وفريق يتوخون ضالتهم المنشودة، فتنبهوا الهمم من رقادة طال أمدها، أهابوا برواكد الفِطن من غفلة تطاول عهدها، فإذا كرائم النفوس يحدوها الشوق إلى مناهل العلم الصافية، والعقول النيرة يسمونه همّ إلى مواطن الأدب الحافلة.

ورأينا العلوم والآداب السريانية تقترح علينا بلسان حالها قضاء حقها وإبراز تاريخها إلى عالم الشرق باللغة العربية وجلاء محاسنها لكل ذي لبّ وبصيرة، بعد أن نحت لها بعض علم الفرنجة تمثالاً لم يحصل لا كاملاً ولا سوياً، عمدنا إلى تصنيف هذا الكتاب المُفضل وهو يشتمل على تاريخ آلف وثمانمائة سنة، بعد أبحاث عديدة ودراسة مديدة أنافت على ثلاثين حجة، طلبناها من أقرب مظانها وأبعدها والتمسناها في أغنى مناجمها ومواطنها، ومعظمها مخطوط شتيت في مشارق الدنيا ومغاربها، مواد طَرَحَهَا الدهر مطارح قاسية ومصادر شرّدها لزمن تحت كل كوكب، ومأخذ بعثرتها صروف الليالي تحت كل حجر ومدر، لم يجمعها في سالف الأيام كاتب ولا اكترث لها مُصنف وإنما نوّها منها بطريف زهيد، وقع في سطور معدودة في مواطن شتى من كتب التاريخ عفواً أوقصداً، ما خلا ثلاثين ترجمة لمشاهير الأئمة وأعلام النساك، فلا تجد للسريانيين على علّوكعبهم في ميدان التصنيف كتاباً يحيط بتاريخ علمائهم لا إجمالاً ولا تفصيلاً كما تجد عند العرب مثلاً ولو لم يبلغوا فيه غاية. فأقمنا طوال هذه المدة من العمر ننتهز الفرص السوانح وأوقات الفراغ من أعمالنا الرعوية والبطريركية حتى وفقنا الله جلّ شأنه إلى ادارك هدفنا ولم نبالي بعناء شديدي كأبدانه ودأب يأكل بياض اليوم وسواد الليل ومال الجليل تطوعنا بإنفاقه في هذا السبيل بل كان هذا كله عذباً لدينا شهياً عندنا، ذلك إننا نقضي حقاً لسلفِ صالح طوقٌ جيد أمتنا بأنفس القلائد وعقد على هامة لغتنا أفخر التيجان وأذاع لنا في الخافقين اسماً مخلداً وبناء لنا مجداً مؤثلاً. واغنى عقولنا بعلم صحيح أطلق ألسنتا فتدفقت علينا سيول بلاغة وأجرى أقلامنا ببيان ناصع، ونمد لعلماء الأدب والتاريخ وطلابهما من شرقيين وغربيين مائدة نرجو أن يجدوا فيها ما تشتهي نفوسهم وترتاح إليه عقولهم، وفوق ذلك نسّد فراغاً في تاريخ إحدى لغاتنا السامية التي رفل منها الشرق المسيحي بحلة ناعمة قشيبة عصوراً مديدة، فاسدت إليه يداً يشكرها العلماء المنصفون ذوو الأعراق الكريمة والأذواق السليمة ويقرّون أن أخواتها لم تسامِ فروعاً من أياديها ولا طاولت عذوبة مجانيها.

وقد ضربنا في سبيل هدفنا أطراف البلاد، أعني الموصل وقراها ودير مار متى وجزيرة ابن عمر وطور عبدين وفيه خمس وأربعون موطناً حافلة بالكنوز السريانية سيما باسبرينة وماردين وقراها ودير الزعفران وديار بكر وقراها وويران شهر، والّرها وحلب وحماة وحمص وقراها ودمشق وبيروت ودير مار مرقس وديري الأرمن والروم في أورشليم مصر والقسطنطينية وليندرا وأكسفورد وكامبردج وبيرمنغهام وباريس وفلورنسا ورومية وبرلين ونيويورك وبوسطن.

وتصفحنا عدة كتب خطية في حوزة بيوت الخاصة، واشتغلنا ردحاً من الزمن بتأليف فهارس ضافية لأشهر خزائن كتبنا السريانية. أما دير ما قرياقس والبشيرية وكنائس خربوت وحصن منصور وسويرك وسعرت وشروان وغرزان وطور سينا وخزانة البطريركية القبطية بالقاهرة، فقد أسعفنا بالوصول إلى غرضنا منها أكليريكيون ذوو همه فأجملنا الثناء عليهم.

ونظرنا في فهارس خزائن الكتب الغربية والشرقية المطبوعة، وطالعنا من مصنفات علمائنا السريان الغربين ما عدا الأسفار الإلهية نيفاً ومئتي مجلد ومصحف في شتى العلوم ومختلف الفنون، فلم نصف أوننقد كتاباً لم نمعن في درسه إلا نادراً، فلم يبق موطن معروف للآداب السريانية عزّ علينا طلابه.

وطالعنا المكتبة الشرقية للسمعاني، وتواريخ الأدب السرياني تأليف السادة وليم رايت وروبنس دوفال وأنطون بومشترك والقس يوحنا شابو (1894-1934) بالإنكليزية والفرنسية والألمانية وهي بين مختصر ووسط أحسنها كتاب دوفال وأدقها وأوسعها مراجع مصنف بومشترك ولكن مدارها، إيقاف جماعة المستشرقين على مصادر والأدب السرياني وهو في عُرفهم العلوم والأدب على الإطلاق، أما وصف نتاج العقل السرياني ونقده فلم يبلغوا فيه الغاية. وكلهم بحث الادب على مذهبي المغاربة والمشارقة ولم يتعدّ القرن الثالث عشر حاشا بومشترك فانه ذكر رهطاً من المتأخرين بما لا يغني فتيلاً، وبضع مخطوطات للملكية والموارنة.

وقصرنا كتاباً على بحث علمائنا السريان الغربيين وحسب، دون المشارقة (النساطرة) والنتاج الأدبي الضئيل عند الملكية والموارنة.

وإنك واجد فيه من المواضيع والأبحاث ما أغفله المؤرخون المذكورون آنفاً، كالخط والشعر والفروض الدينية (الطقوس البيعية) على تشعب أبوابها وأنواعها، وتاريخ الأدب في الأزمنة المتأخرة من سنة 1290 إلى وقتنا هذا وفوائد جغرافية للبلاد المذكورة فيه وشذوراً تاريخية دقيقة لأثنين وسبعين ديراً وجداول لمواطن الثقافة وخزائن الكتب السريانية القُدمى وسلاسل للأطباء ومؤلفي الليتورجيات والحسّايات (أدعية الاستغفار) والخطاطين وطائفة من المصنفات والمخطوطات المجهولة إلى غير ذلك من الفوائد التاريخية. وإصلاح أخطاء تناقلها الكتاب المعاصرون بدون رؤية، وكل ذلك بنقد نزيه دقيق جهد الإمكان.

وتقرأ فيه فصلاً تضمن خلاصة أعمال جماعة المستشرقين الفضلاء الذين خدموا الأدب، ونقد طائفة من المأخذ التي أخذناها على رهط منهم ساقهم إليها غلو معيب ودعاية مغرضة مما ينافي روح العلم بل يسمّمه ويضعف قيمة أنتاجه.

ووسمنا كتابنا “باللؤلؤ المنثور في تاريخ العلوم والأدب السريانية” والله سبحانه نسأل أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم، مقصوراً على خدمة العلم ونفع طالبيه وكفى بالله هادياً ومعيناً.

 

في القلاية البطريركية بحمص سوريا

في 14 شباط سنة 1943 مسيحية

وهي السنة الحادية عشرة لبطريركتنا

وسنة يوبيلنا الأسقفي الفضي

 

 

 

 

 

 

البطريرك أفرام الأول برصوم – حياته ومؤلفاته

 

بقلم: المطران يوحنا إبراهيم

متروبوليت حلب

 

لمحة تاريخية:

 

ليس من السهل أن يتعرف المرء على المبررات التاريخية التي حافظت بشكل أو بأخر على الهوية المسيحية في هذا الشرق. فانعدام المقاييس الأخلاقية في التعاطي الإنساني وموجة الاضطهاد والظلم والفتن والحروب التي خيمت على أجواء بلدان الشرق الأوسط، والاستهتار المتعمد بالقوانين والشرائع والأنظمة، إلى جانب مخططات الاستعمار البغيض وأساليبه الرخيصة في الهيمنة على طاقات وخامات وخيرات هذه الأرض الطيبة المعطاءة، أصابت مباشرة كل مذهب على حدى. والسريان كشعب وككنيسة، وهم جزء لا يتجزأ من شعوب وأقوام هذه المنطقة، تحملوا بصبر عجيب وبإرادة صلبة قوية كل المآسي والضيقات، واستطاعوا بفعل إيمانهم المتين وتمسكهم بأرض الآباء والجدود، وتعلقهم برئاسة كنيستهم المقدسة والتفافهم حولها، واعتزازهم بتراثهم الخالد، واستعمالهم لغتهم السريانية المجيدة لغة السيد المسيح والرسل، أن يقاوموا كل المخططات والأساليب الرامية إلى أفنائهم، وأن يحافظوا على هويتهم ووجودهم كشعب مميز.

وككنيسة لها ماض تليد عاشت لقرون طويلة معطاءة في مختلف المجالات والحقول وتعمل في حاضرها بكل ثقة وأمل من أجل ديمومتها ومستقبلها.

لقد صمت التاريخ في مناطق كثيرة من هذا الشرق، كانت تنطق بمآثرهم ومواقفهم وغابت أبرشيات مهمة كانت تضم عشرات الآلاف من المؤمنين ومئات من الأديار والكنائس والمدارس والمؤسسات العلمية والاجتماعية والثقافية. ولكن يد الله التي كانت معهم عبر الدهور والأجيال مكنتهم من أن يؤسسوا أبرشيات جديدة خاصة في عالم الاغتراب وأن يعيدوا الحياة إلى بعض تلك الأبرشيات الأخرى. وخلق الشعب السرياني الأبي فيها معجزات، إذ سار على نهج الآباء وترك بصمات أعماله ومواقفه في أكثر من ميدان.

ومن يتأمل صفحات التاريخ بدءاً من القرن التاسع عشر وحتى أواسط القرن العشرين وهي ملاى بالمآسي وحبلى بالظروف الصعبة يستطيع أن يدرك عظمة هذا الشعب. وليس بالقليل المسؤولية الجسيمة التي يلقيها التاريخ على عاتق من يمثله في الدين والدنيا عنينا به خليفة القديس بطرس الرسول على العرش الإنطاكي.

فالبطريرك الإنطاكي السرياني هو الإنسان الذي يحمل في ضميره مسؤولية تاريخية فريدة، ويتحمل كل أعباء شعبه. له الحق والسلطان في الدفاع عنه، واليه ترنو العيون في كل مكان ليعيد مجد القرون الغابرة، وليعطي الدور الفعال والمكانة السامية لشعبه البطل في مختلف الأصعدة والمجالات.

في أوائل هذا القرن وبينما كانت الكنيسة السريانية الإنطاكية تتحسس جراحاتها وتذرف الدموع على أكثر من تسعين ألف من شهدائها الأبرار الذين سقطوا ضحية المؤامرات الرخيصة التي حيكت ضدهم في أبرشيات بلاد ما بين النهرين مثل ديار بكر وماردين والرها وطور عبدين والجزيرة والبشيرية وغرزان[1]، ويعمل المخلصون فيها من رجالات الكنيسة على إيواء عشرات الآلاف من السريان الذين تركوا كل غال ونفيس في أرض الأباء والجدود، توفي البطريرك الإنطاكي السرياني في بلاد الهند، وأجمع آباء المجمع الإنطاكي المقدس على انتخاب المطران سويريوس أفرام برصوم مطران سورية ولبنان ليكون خليفة للقديس بطرس على عرش إنطاكية وأباً للسريان في كل مكان.

 

 

حياة البطريرك أفرام في سطور:

 

أسرتا برصوم وعبد النور من الأسر العريقة السريانية الأرثوذكسية في الموصل واشتهرتا منذ القرن التاسع عشر إذ برز منهما رجال عرفوا بالإخلاص وبمكارم الأخلاق على الصعيدين المحلي والوطني. في الخامس عشر من شهر حزيران عام 1887م ولد البطريرك أفرام من أبوين هما أسطيفان برصوم وسوسن عبد النور. وفي البيت الذي قامت دعائمه على أسس التقوى والفضيلة نشأ الطفل أيوب (وهو اسمه في المعمودية) نشأة صالحة وملكت قلبه وسيطرت على نفسه نزعة روحية منذ معومة أظفاره. تلقى علومه الأولى في مدارس السريان ثم في مدرسة الدومينيكان، وتوسع في آداب اللغة العربية وبيانها وبديعها على أحد السادة المسلمين، وقرض الشعر بسهولة وإتقان وقبل أن يبلغ الثالثة عشرة سنة من عمره كان قد أتقن العربية وقسطاً صالحاً من السريانية والفرنسية والتركية.

في السابعة عشر من عمره أختار لنفسه طريق الزهد، وبتشجيع من المطران مار ديونيسيوس بهنام سمرجي عزف عن زهرات الدنيا ورحل إلى دير الزعفران حيث أنضم إلى طلاب العلم الروحي وراح يرتشف مختلف المعارف والعلوم. في دير الزعفران أتقن السريانية والتركية ودرس الإنكليزية كما تعمق في علم اللاهوت وأنكب على دراسة الكتب الفلسفية والمنطقية، ولكن اهتماماته أنصبت بشكل خاص على تاريخ الكنيسة السريانية الإنطاكية ولغتها وتراثها، لهذا بذل جهداً جباراً في وضع فهارس كاملة لمخطوطات سريانية منتشرة في كنائس وأديرة بلاد ما بين النهرين وأيضاً بعض المخطوطات التي كانت في حوزة العائلات السريانية الأرثوذكسية هناك. وهذا مكّنه من جمع معلومات قيمة في تفاسير الكتاب المقدس واللاهوت والجدل وطقوس الكنيسة والعلوم والطب والفلسفة وكتب اللغة والقوانين الكنسية المجمعية والمكانية والتاريخ الكنسي والمدني وسير الآباء الملافنة وأدب اللغة السريانية بشكل خاص.

عندما بلغ العشرين من عمره رسمه البطريرك عبد الله الثاني سطوف شماساً ثم وشحه بالإسكيم الرهباني في 31 آذار 1907م. وسماه الراهب أفرام تيمناً بالقديس مار أفرام السرياني شمس السريان وملفان الكنيسة الجامعة. في 8 آذارعام 1908 رقاه إلى درجة الكهنوت وعينه مدرساً في البطريركية بدير الزعفران وأسند إليه رئاسة الدير فقام بأعبائها خير قيام.

إذ كان كرسي حمص- قاعدة سورية يومئذ، قد شغر وكان واحداً من الكراسي الأسقفية المهمة في هذا القرن، عينه سلفه البطريرك اغناطيوس إلياس الثالث شاكر نائباً بطريركياً ثم رقاه إلى درجة الأسقفية في 20 أيار1918 في كنيسة ماردين الكبرى بحفلة روحية رائعة وسماه سويريوس أفرام بعد فترة زمنية قصيرة أضيفت إلى أبرشيته مدناً أخرى في سورية ولبنان فصار مطراناً لسورية ولبنان.

وللمطران أفرام خدمات جليلة اجتماعية وعمرانية وكنيسة وروحية في أبرشيته الواسعة، تذكر منها بشكل خاص اهتمامه بالسريان النازحين من بلاد ما بين النهرين إلى سورية.

على أثر وفاة البطريرك الياس عقد المجمع الإنطاكي المقدس جلسة في مدينة حمص وانتخب بتاريخ 16 كانون الثاني عام 1933 مطران سوريا ولبنان مار سويريوس أفرام برصوم خلفاً للبطريرك الراحل. وفي الثلاثين منه نصب بطريركاً على الكرسي الإنطاكي الرسولي فصار أسمه بالكامل (مار اغناطيوس أفرام الأول برصوم بطريرك أنطاكية وسائر المشرق). وكانت حفلة التنصيب غاية في الروعة والجلال، ولظروف خاصة أتخذ من مدينة حمص مقراً لإقامته وبذلك نقل الكراسي الإنطاكي بعد بقائه عدة قرون في دير الزعفران.

تتلخص اعمال البطريرك بعد تسلمه مهام البطريركية وحتى تاريخ وفاته في مدينة حمص في 23 حزيران 1957 في اهتمامه الزائد بالأبرشيات السريانية التي نظم شؤونها وعين لها مطارنة ونواباً وعقد عدة مجامع كنسية وأصدر مجلة دينية أدبية تاريخية باسم “المجلة البطريركية” وأسس معهداً لاهوتيا في مدينة زحلة باسم (أكليريكية مار أفرام) ويبقى اكتشافه لزنار السيدة العذراء حدثاً تاريخياً هاماً أرتبط بعهده.

 

بحوثه العلمية ومؤلفاته:

قضى البطريرك أفرام برصوم أكثر من نصف قرن في دراسة اللغة السريانية وآدابها وعلاقتها ببقية اللغات السامية، وقراءة تاريخ السريان المدني والكنسي. ورحلاته سواء أيام رهبنته أومطرنته لمدن وقرى بلاد ما بين النهرين ثم لأوربا والولايات المتحدة أعطته فرصة نادرة للاطلاع على أهم المؤلفات التي وضعها المستشرقون في التاريخ والآداب السرياني ولرؤية أكبر عدد ممكن من المخطوطات السريانية التي مع الأسف الشديد فقدت بعضها على أثر النكبات التي أصابت بلادنا الحبيبة. لقد سطّر البطريرك أفرام ذكره في سجل الخالدين بمؤلفاته المطبوعة منها والمخطوطة. وننتهز مناسبة الذكرى المئوية الأولى لولادته لنقدم ببليوغرافيا كاملة لمؤلفاته المطبوعة وأخرى شبه كاملة لمؤلفاته المخطوطة ولنا رجاء وأمل بأن أبناء الكنيسة السريانية في كل مكان سيثمنون ويقدرون جهود بطريركهم الراحل العلامة أفرام برصوم وسيعملون على نشر ما لم ينشر لتكون في متناول يد الباحثين والمستشرقين.

 

 

 

 

(مؤلفاته المطبوعة)

 

مؤلفاته في التاريخ (الكنسي والمدني):

 

-“كلمة انتقاديه على الزهرة الذكية” وضعها عام 1910 وهي باكورة أعماله الأدبية رد فيها على الزهرة الذكية في البطريركية الأنطاكية لأسحق أرملة الكاثوليكي.

– بيان بطريركي في زنار سيدتنا العذراء مريم في كنيسة حمص: حمص 1953.أختصر ونقل إلى اللغتين الإنكليزية والفرنسية وطبع عدة مرات.

– اللؤلؤ المنثور في تاريخ العلوم والآداب السريانية: 560 صفحة، ط1،حمص1943، ط2 حلب 1956،ط3 بغداد 1976،ط4 مطبعة ابن العبري هولندا 1987، ط5 حلب 1987.

– نزهة الأذهان في تاريخ دير الزعفران: طبع عام 1917 بمطابع دير الزعفران في ماردين- تركيا.

– الدرر النفسية في مختصر تاريخ الكنيسة: ج1، طبع في حمص عام 1940.

– الدر المنتخب: وهو اختصار لكتاب الدرر النفسية في مختصر تاريخ الكنيسة طبع في حمص

– المورد العذب: وهو اختصار لكتاب الدرر النفسية في مختصر تاريخ الكنيسة: نشره لفائدة طلاب المدارس عام 1953.

– تاريخ طور عبدين: بالسريانية وضعه عام 1924 نقله الى العربية ونشره بالسريانية والعربية المطران بولس بهنام عام 1963 وأعيد طبع النص السرياني في مطبعة ابن العبري في دير مار أفرام هولندا عام 1986.

– أثر تاريخي نفيس: المجلة البطريركية القدسية (1933) ص 279-281.

– بحث تاريخي في جماعة الشمسية: المجلة البطريركية القدسية 3/1936 ص 100-    108 و 137- 145.

– بحث تاريخي في لواء الأسكندرون بالاستناد إلى المصادر السريانية: المجلة البطريركية القدسية 5/1938 ص 356- 369.

– صفحة جميلة من التاريخ السرياني في عصر الكنيسة الذهبي: انتخاب مار ديونيسيوس التلمحري بطريركاً لإنطاكية سنة 818 المجلة البطريركية القدسية 6/1939ص 356-220.

– كتاب الشهداء الحميريين مقالة في وصفه (نشرت أولاً في مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق 1948 ثم في لسان المشرق 1/1948، ع5، ص23- 29 ع6- 7ص5- 19. وأيضاً في النشرة السريانية 5/1948 ص 279-286، ص335- 343 وفي المجلة البطريركية الدمشقية العهددان 24، 25 نيسان وأيار1983 السنة 21ص 24- 32، ص46- 34.

– من تاريخ الكنيسة (الذي ألفه وأعده للطبع): المجلة البطريركية القدسية 6/1936 ص 46-50.

– سيرة القديس يوحنا بن أفتونيا رئيس دير قنشرين 538م: المجلة البطريركية القدسية4/1937 ص265-278.

– قداسة مار يعقوب الرهاوي: الحكمة 4/1930 ص 46- 47.

– القديس سويريوس موسى بن كيفا: لسان المشرق 4/1951 ص 5-7.

– القديس سويويوس الأول بطريرك أنطاكية، تاج السريان وملفان البيعة الجامعة 512- 538م: المجلة البطريركية 5/1938 ص6-8.

– القديس فيلكسينوس المنبجي العلامة الشهير والملفان اللاهوتي الكبير 485-528 أولاً عام 1911 في دير الزعفران ثم في الحكمة 5، ص194-200.

– القديس ماروثا التكريتي الراهب العلامة إمام الفصحاء، النصف الأول من المئة التاسع للميلاد: الحكمة 5/1931 ص98- 104.

– مار ديونيسيوس يعقوب أبن الصليبي: الحكمة 1/1914 ص235-239.

– مار سويريوس يعقوب البرطلي مطران دير مار متى وأذربيجان 1241م: الحكمة 5/1931. ص359-370.

– مار غريغوريوس يوسف الرابع الكرجي مطران أورشليم 1510- 1537م: المجلة البطريركية القدسية 1/1933 ص 145_ 152.

– مار يوحنا مطران ماردين 1225_1265م: الحكمة 5/1930 ص200- 204.

– مزارع الجزيرة: المجلة البطريركية الدمشقية ع 27 أيلول 1983 السنة 20 ص 26-33 العددان 28 و29 ت1 وت2 1983 ص 37-42.

– هل كان غريغوريوس أبن العبري من جنس يهودي؟: الحكمة 2/1927 ص92- 96.

– يوحنا أسقف دارا: (نقلاً عن “نزهة الذهان في تاريخ دير الزعفران”) الحكمة 2/1982 ص295- 296.

– مدرسة إنطاكية اللاهوتية 290_ 430 الحكمة 3/1930 ص 257-269 وأيضاً لسان المشرق 4/1951 ص 41- 53.

– مدرسة الرها السريانية: الحكمة 3/1929 ص 457-460.

– تحت ظل الياسمين أوفي دير قنسرين: الحكمة 3/1929 ص5-7 نقلاً عن “السائح” التي كانت تصدر في نيويورك.

– بناء كنيسة الطاهرة للسريان الأرثوذكس في الموصل بحي القلعة مستمدة من “تاريخ الأبرشيات السريانية” في ترجمة حياة ديونيسيوس بهنام سمرجي مطران الموصل: لسان المشرق 4/1951 ص268-271.

– كنائس مدينة الرها: المجلة البطريركية القدسية 1/1933 ص 274-278، 309-316، 2/1934 ص8-14، 32- 40، 65-75.

– صفحة لامعة من تاريخ أبرشية ديار بكر: المجلة البطريركية القدسية 1/1933 ص210-214.

– لمعة في تاريخ الأمة السريانية في العراق: المجلة البطريركية القدسية 3/1936 ص193-224.

– نخبة من تاريخ الأبرشيات السريانية: المجلة البطريركية القدسية 5/1938 ص 72-78، 138-145، 250-255، 61939ص 23- 31، 79- 86، 130- 143، 196- 207، 262-271. 7/1940ص 22-34، 83-105، 125-140، 186-200، 231-253، 8/1941 ص25-33.

– الكنيسة السريانية والبطريرك ميخائيل جروة: (نقلاً عن المجلة البطريركية القدسية العدد 4/1940)، المجلة البطريركية الدمشقية ع 11 أيلول 1963 السنة 25- 33.

– نصرانية العرب: المجلة البطريركية الدمشقية ع 66 نيسان 1969 السنة 7.

– ملطية: (وجد هذا المقال بين المؤلفات الخطية للمؤلف) المجلة البطريركية الدمشقية ع 70، ت1، 1969، السنة 7.

– انتشار النصرانية وامتدادها الجغرافي: المجلة البطريركية الدمشقية ع 91، ك2، 1972، السنة10.

– كتاب الأحاديث: نشره البطريرك زكا الأول عيواص في المجلة البطريركية الدمشقية:

الأعداد: 2 شباط1981 ص86_92 السنة19.

3 شباط981اص145-151 السنة19.

4 نيسان 1981 ص216-221 السنة19.

6 حزيران 1981 ص277-282 السنة19.

9ت الثاني 1981 ص333-239 السنة19.

10ك أول1981 ص407-413 السنة19.

12 شباط1981ص16-24 السنة20

13 آذار1982 ص4-17 السنة20

23 آذار1983 ص21-29 السنة21.

– جدول بأسماء بطاركة إنطاكية: نشره البطريرك زكا الأول عيواص في المجلة البطريركية الدمشقية ع 17 أيلول1982 السنة20 ص 8- 14.

– كرسي الرصافة: (تاريخ الأبرشيات السريانية) نشره البطريرك زكا الأول عيواص في المجلة البطريركية الدمشقية ع 30 ك 1 1983السنة 21 ص18-20.

– أوراق متناثرة من تاريخ الأبرشيات السريانية: (جدول أساقفة كرسي أبرشية حلب) نشره البطريرك زكا الأول عيواص: المجلة البطريركية الدمشقية ع 31 ك 2، 1984، السنة22 ص24-28.

 

مؤلفاته الروحية:

– التحفة الروحية في الصلاة الفرضية: بالعربية والسريانية يرى فيه المؤمن المصلي كل ما يحتاجه من الصلوات الفرضية الفردية والجماعية. نقله إلى التركية المرحوم ميخائيل جقي. وأختصره أحدهم وطبعه. وفي عام 1983 أعاد طباعته للمرة الثامنة المطران يوحنا إبراهيم في مطبعة ألف باء_ دمشق.

– الزهرة القدسية في التعليم المسيحي: طبع للمرة الأولى عام 1912 وأعيد طبعه مراراً ثم أختصره ونشره لفائدة طلاب المدارس، ونقله إلى التركية المرحوم ميخائيل جقي ونقله إلى السريانية المرجوم مطران يوحنا دولباني ونشرته المدرسة الأحدية بالقامشلي.

– العظات الذهبية في المنشورات البطريركية: وهي مجموعة منشورات الصيام الأربعيني بالإضافة إلى منشورات أخرى لمناسبة مختلفة، بعضها سبق ونشرت على صفحات المجلات وبعضها الآخر نشرت للمرة الأولى وجمعها ونشرها بطبع المطران ملاطيوس برنابا عام 1964 في حلب.

– العودة إلى الصالحات: (وضعت في 10 نيسان 1931) نشرت في المجلة البطريركية الدمشقية ع 17 آذار1964 السنة2.

– الدعوة الكهنوتية المقدسة: المجلة البطريركية الدمشقية ع 34 ك 1 1965 السنة4.

– المنشورات البطريركية التي نشرت في المجلات فقط:

المجلة البطريركية القدسية1/1933 ص2-3.

المجلة البطريركية القدسية1/1934 ص206-208.

المجلة البطريركية لقدسية 2/1934 ص 4-6.

المجلة البطريركيةالقدسية2/1935 ص225-228.

المجلة البطريركية القدسي 3/1936 ص97-99.

المجلة البطريركية القدسي 4/1937 ص33-36.

المجلة البطريركية القدسي 4/1937 ص 65-67.

المجلة البطريركية القدسية5/1938 ص4-5.

المجلة البطريركية القدسية5/1938ص 57- 60.

المجلة البطريركية القدسية 6/1939 ص3 –5.

المجلة البطريركية القدسية 6/1939 ص61_63

المجلة البطريركية القدسية 6/1939 ص229- 232.

المجلة البطريركية القدسية6/ 1939 ص235-237.

المجلة البطريركية القدسية 7/1940 ص5-10.

المجلة البطريركية القدسية 8/1941 ص3- 9.

النشرة السريانية 1/1945 ص 349-354.

النشرة السريانية 2/1946 ص225-230

النشرة السريانية 3/1947 ص 289-295.

النشرة السريانية 4/1948 ص269_274.

النشرة السريانية 5/1949 ص 133-137.

السلام 1/1952 ص337 – 386.

 

منشور بطريركي إلى طلبة مدرستنا الأكليركية الأفرامية بالموصل بمناسبة عيد القديس مار أفرام السرياني. النشرة السريانية 3/1946 ص199- 202.

 

 

 مؤلفاته الأدبية واللغوية:

الألفاظ السريانية في المعاجم العربية: نشر أولاً في مجلة المجمع العلمي بدمشق المجلدات 23 25، عام1950 ص 161و178. ثم أفرده في كتاب وطبعه في حمص عام 1951 وقع في 322 صفحة. ثم أعاد طبع الكتاب في جزأين المطران يوحنا إبراهيم في حلب عام 1984 ضمن سلسلة “دراسات سريانية”.

– قيثار القلوب: مجموعة وقصائد ونظمها بين سنتي 1927-1953 ونشرها في حمص عام 1954 نقله إلى السريانية الخوري سليمان الأركحي ونشرته بالعربية والسريانية المدرسة الأحدية بالقامشلي عام 1969.

– رسالة في أصول التعريب عن السريانية: نشرها الأب (المطران) جورج صليبا في العطشانة عام 1969.

– في العلوم والآداب السريانية: النشرة السريانية حلب 5/1948 ص172-176.

– نوابغ السريان في اللغة الفصحى: الحكمة 5/1931 ص19-30.

– في خزائن الكتب السريانية: النشرة السريانية 5/1948 ص172-176.

– كتابة أثرية كلدانية: المجلة البطريركية القدسية 2/1935 ص236-239.

– وفاة القس يعقوب ساكا البرطلي: الشاعر السرياني المجيد 1865-1931 الحكمة5/1931 ص 233239.

– الفقه الكنسي والشرع المدني: النشرة السريانية 5/1949 ص268-271.

– قوانين البطريركية السريانية الإنطاكية: وضعها في مجلس السينادوس المقدس في مدينة حمص في 25 شباط1933.

الجامعة السريانية 20/1954، نشر في آخر الجزء المزدوج1-2 في 31 صفحة.

– المحاضرات التي ألقاها البطريرك اغناطيوس أفرام الأول برصوم في الجامعة الأمريكية ببيروت بدعوة منها في1_2_4 أيار سنة1933 المجلة البطريركية القدسية 1/1933 ص77-110.

– تهافت بعض المستشرقين وافتئاتهم على علمائنا والرد عليهم (فصل من كتاب اللؤلؤ المنثور) المجلة البطريركية الدمشقية ع 41 أيلول 1966 السنة5.

– أسرة بني عمران: (عن كتاب قيثار القلوب) المجلة البطريركية الدمشقية ع63 ك2، 1969، السنة7.

– الملفان القديس مار أفرام (قصيدة) المجلة البطريركية الدمشقية ع 91 ك 2، 1972، السنة 10.

– النشيد الخاص بمعهد مار أفرام الكهنوتي بالسريانية والعربية: المجلة البطريركية المشقية ع 43 آذار1985 السنة23 ص 153- 159.

– مار غريغوريوس أبو الفرج أبن العبري مفريان المكشرق 1286: (عن كتاب قيثار القلوب) المجلة البطريركية الدمشقية ع 59 ت 2 1986 السنة24 ص 516-519.

أيضاً تحت عنوان “أبن العبري” في المشرق البيروتية 26 عام 1928 ص 26 نقلاًعن مجلة “الكلية” ببيروت نوفمبر 1927 ص 14.

 

 

ما نقله من السريانية:

تبريك الخطب والأكاليل: بالسريانية نشره مع ترجمة النصوص إلى العربية، بيروت 1948.

– طقس العماد بالسريانية: نشره مع ترجمة النصوص إلى العربية 1950.

– رسائل القديس أقليمس الروماني نقلها من السريانية إلى العربية المجلة البطريركية السريانية القدسية 4/1937 ص 140-156.

– فصلان من كتاب “العناية الإلهية” لمار قرياقس بطريرك أنطاكية: نقلهما من السريانية إلى العربية. المجلة البطريركية القدسية 5/1938 ص244_249.

– ميمر في تقديس البيعة: للقديس أيونيس الذهبي الفم (يوحنا فم الذهب) نقله من السريانية إلى العربية ونشره في المجلة البطريركية القدسية 3/1936 ص 257-266.

– قصة مار يوحنا الكبير رئيس دير افتونيا (ألفها احد تلاميذه) نقلها من العربية إلى السريانية ونشرها في المجلة البطريركية القدسية 5/1938 ص9-22.

– أنشودة في حقيقة لاهوت السيد المسيح وناسوته لمار أسحق الملفان السرياني، نقلها من السريانية إلى العربية ونشرها في المجلة البطريركية القدسية 6/1936 ص 238246.

– ميمر في المعمودية للقديس مار يعقوب السروجي الملفان نقله من السريانية إلى العربية ونشرها في المجلة البطريركية القدسية ع16، شباط 1963 السنة2.

– تفسير نبؤة أشعيا النبي لديونيسيوس يعقوب أبن الصليبي مطران آمد 1171 م نقلها إلى العربية ونشرها في المجلة البطريركية القدسية 3/1935_ 1936 ص 33-34، 129_136، 161_168، 310_313، 4/1937 ص1-9، 37_44، 68_77، 97_106، 129_139، 161_172، 193_ 205، 225_232، 257_264، 5/1938 ص 61_71، 193_205، 6/1939ص 64_78، 173_195، 7/1940 ص 57_72، 169_185، 8/1941 ص 10_24.

 

-خطبة عيد الميلاد المقدس لسويريوس موسى بن كيفا مطران بارمان وبيت كيونا والموصل. نقلها من السريانية إلى العربية ونشرها في المجلة البطريركية القدسية4/1951 ص 289_300.

 

ما حققه ونشره:

-تاريخ سرياني مختصر قديم لمؤلف مجهول حققه ونشره في مجموعة csco نقله الأب شابوإلى اللاتينية ونشره في باريس(1914_ 1930).

-تهذيب الأخلاق للفيلسوف يحيى بن عدي 893- 974 بالعربية الفصحى (تحقيق ونشر مع المقدمة) في شيكاغو 1928.

– حديث الحكمة: للمفريان غريغوريوس يوحنا أبن العبري (تحقيق ونشر مع مقدمة) حمص 1940.

– رسالة في علم النفس الإنسانية: للمفريان غريغوريوس يوحنا أبن العبري (تحقيق ونشر مع مقدمة) حمص 1938.

– كتاب الاشحيم بالسريانية: نشر ط 1 دير الزعفران 1913، ط 2 القدس 1934، وضع له مقدمة إضافية باللغة السريانية.

مختصر طقس خدمة للشمامسة: جمع فيه النصوص والأناشيد الكنسية التي تتلى في القداس ونشره في مطبعة دير الزعفران عام 1912.

– تراجم العلامة أبن المعدني، حققها: المجلة البطريركية القدسية 2/1934 ص 107-113.

– ترجام ليوحنا المعدني، حققه: المجلة البطريركية القدسية 2/ 1935 ص 268 272.

– ترجام دخول سيدنا المسيح إلى الهيكل، للبطريرك يوحنا ابن المعدني 1263 م حققه: المجلة البطريركية القدسية ص 201_ 208.

– ترجام الصليب الخلاصي للبطريرك أبن المعدني، حققه، المجلة البطريركية والقدسية 2/1934ص 172_ 176.

– رد العلامة يحيى بن عدي التكريتي السرياني الأرثوذكسي على فيلسوف العرب أبي يوسف بن اسحق الكندي وهو دفاع عن صحة عقيدة التثليث، حققه ونشره: المجلة البطريركية القدسية 6/1939 ص 11_ 22.

– كتاب المرشد: المجلة البطريركية القدسية 3/1935 ص2 10.

– مديح القديس غريغوريوس النوسي للقديس الملفان مكار أفرام السرياني حققه: المجلة البطريركية القدسية 7/1940 ص 11_21، 113_ 124.

– مقالة من تفسير الرسالة إلى العبرانين ليوحنا ذهبي الفم: نقل أبن الفضل الإنطاكي، حققها: المجلة البطريركي القدسية 6/1936 ص 31_ 42.

– ترجام عيد الشعانين لغريغوريوس ابن العبري 1286 م، حققه: المجلة البطريركية القدسية2/1935 ص 228 235.

– كتاب تحرير مسائل حنين بن أسحق الطبية لغريغوريوس أبي الفرج أبن العبري، المجلة البطريركية القدسية 7/1940 ص 148 156.

– الرسائل التي تبادلها كيرلس الثالث (أبن لقلق) بطريرك الإسكندرية واغناطيوس الثالث بطريرك أنطاكية. جمعها وعلق عليها، نشرها البطريرك زكا الأول عيواص. المجلة البطريركية الدمشقية ع 2 شباط 1981 السنة 19 ص 73- 81.

– خلاصة السوسطاثيقون الذي كتبه البطريرك شكر الله لباسيليوس لعازر الرابع مفريان المشرق 1730 -1759.

– خلاصة سوسطاثيقون البطريرك شكر الله الأنطاكي لقورلس مطران دير مار أليان في 14 ك 1، 1737.

– سوسطاثيقون البطريرك شكر الله الأنطاكي لباسيليوس دنحا مفريان طور عبدين ومدينة الحصن ودير العمر في 27 تموز1740، المجلة البطريركية الدمشقية العدد22 شباط1983 السنة21 ص 18-22.

– رسائل تاريخية. جمعها وعلق عليها: نشرها البطريرك زكا الأول عيواص في المجلة البطريركية الدمشقية:

ع 1 ك2، 1981 السنة 19 ص 11- 14.

ع3 آذار 1981 السنة 19 ص 137- 144.

ع 4نيسان 1981 السنة 19 ص 208- 215

ع6 حزيران 1981 السنة 19 269-276.

ع9 ت 2، 1981 السنة19 ص 340_346.

ع 10 ك1، 1981 السنة19 ص 401_406.

 

 

 

 

مؤلفاته المخطوطة

 

ما زالت مؤلفات البطريرك أفرام المخطوطة غير معروفة بشكل كامل ويعتبر جدول المطران بولس بهنام في كتاب “نفحات الخزام أوحياة البطريرك أفرام” عن مؤلفاته ومجموعاته المخطوطة ناقصاً لسببين:

الأول: لأنه لم يعط تفصيلاً كاملاً للمؤلفات المخطوطة خاصة فهرس المخطوطات السريانية الذي كان جاهزاً للطبع قبيل وفاة مؤلفه.

ثانياً: لأن ما نشر بعد وفاته في المجلة البطريركية الدمشقية وخاصة”كتاب الأحاديث”و” الرسائل التاريخية” بهمة قداسة البطريرك زكا الأول لم يأت على ذكرهما المطران بولس بهنام.

لقد تسنى لي أن أطاع على ثلاثة مؤلفات مهمة من مؤلفات البطريرك برصوم المخطوطة وهي: “فهارس المخطوطات السريانية في أديرة وكنائس ما بين النهرين”. “ثبت ميامر القديس مار يعقوب السروجي الملفان في المخطوطات المكتوبة منها والمطبوعة”. كتاب “تاريخ الأبرشيات السريانية”، “الكتابان الأول والثاني يحتفظ بهما قداسة البطريك زكا، والثالث النسخة الأصلية لدى قداسته أيضاً، وأحتفظ منها بنسخة مصورة في مكتبي الخاصة. وأتماماً للفائدة أزود القارئ بمعلومات قيمة عن هذه الكتب الثلاث، وأدرج بعض المؤلفات الأخرى التي لم أتمكن من رؤيتها بعد.

1- معجم عربي- سريان. أشتغل به منذ عهد رهبنته ولم يكمله.

2- ذيل لغوي سرياني.

3 – تاريخ كنسي مختصر من عام 1905 إلى تاريخ وفاته بالسريانية.

4 – تاريخ بطارك أنطاكية ومشاهير الكنيسة السريانية بالعربية.

5- ثبت ميامر القديس يعقوب السروجي الملفان.

ويأتي هذا مباشرة بعد فهرس مخطوطات دير الزعفران كما يلي:

1- بحسب كتاب خطب الأباء (باسبرينة) ومجلدتي دير القدس رقم 156 وكنيسة القديسة شموني بماردين. نشرها القس بولس بيجان سنة 1902_1910 في كتاب “سهدونا” وخمسة مجلدات خاصة ص 145_166. فرغ منها المؤلف في أيار 1949.

2- ميامر القديس السروجي في خزانة وود بروك بحسب الفهرس المطبوع سنة 1932 ص 167_184.

3- في خزانة الفاتيكان، وفي خزانة باريس وما ورد في المكتبة الشرقية للسمعاني المجلد الأول نقلاً عن خزانة مكتبة الفاتيكان (وفيه بعض ميامر مار أفرام، وجرجس أسقف العرب، ومار ميخائيل الكبير، وطيمثاوس أسقف كركر) ص203- 240.

4- من جملة ما ذكره السمعاني. وفهرس ميامر السروجي للسمعاني.

5- فهرس عام لميامر القديس يعقوب الملفان ص 186- 211.فرغ منه المؤلف في تسرين الثاني 1949.

6- فهارس المخطوطات السريانية:

وهذا المؤلف يضم وصفاً كاملاً لمئات المخطوطات السرياني التي رآها المؤلف وقلب صفحاتها وسجل ملاحظاته الكثيرة عليها. وكانت مبعثرة في خزائن المكتبات السريانية في الأديرة والكنائس في كل بلاد ما بين النهرين وأيضاً بعضها كانت في حوزة عائلات سريانية أرثوذكسية. هذه الفهارس تعتبراً كنزاً تاريخياً هاماً وهي مجهزة للطبع بخط البطريرك نفسه راجعتها صفحة صفحة، وأقدم هنا ثبتاً لكل ما جاء فيها ذاكراً أرقام الصفحات كما وردت في النسخة الأصلية المخطوطة مع تواريخ الانتهاء من العمل بها:

1- فهرس المخطوطات الزعفرانية ص1-24في عام 1948.

2- فهرس المخطوطات الزعفرانية ص25-48 في نيسان1949.

3- فهرس المخطوطات الزعفرانية ص49-72 في نيسان1949.

4- فهرس المخطوطات الزعفرانية ص73-96 في نيسان 1949.

5- فهرس المخطوطات الزعفرانية ص97-120 في أيار1949.

6- فهرس المخطوطات الزعفرانية ص 121-1441 في ت 2، 1949.

7- فهرس مخطوطات دير مار يعقوب في صلح ص10-11.

8- فهرس مخطوطات دير مار كبرئيل الشهير بدير العمر ص 11-16.

9- مخطوطات في حوزة الراهب مراد،ص 17-19.

10 – مخطوطات في حوزة الراهب عيسى، ص19-21.

11- فهرس مخطوطات دير مار ملكي القلوزمي ص22-35.

12 – فهرس مخطوطات دير الصليب[2] ص 36-69.

13 – فهرس مخطوطات دير السيدة المعروف بدير القطرة (الناطف)،ص 70-76.

14 – فهرس مخطوطات دير مار أوكين، ص 77-90.

15- فهرس مخطوطات دير مار لعازر جنوبي غربي حبسناس، ص91 -94

16- فهرس مخطوطات دير مار إيليا النبي في حباب، ص 95-99.

17- فهرس مخطوطات دير مار شربيل الشهيد[3]، ص 99-103.

18- فهرس مخطوطات دير مار ابراهيم الكشكري، ص103-106.

19 – فهرس مخطوطات الأب كبرئيل، ص 106.

20 – مخطوطات في حوزة الراهب بهنام، ص106-107.

21 – مخطوطات في حوزة الراهب شابو،ص 108

22- فهرس مخطوطات دير مار يوحنا الطائي، ص 108-113.

23- فهرس مخطوطات كنيسة شموني في مديات، ص115-128.

24- فهرس مخطوطات كنيسة مار برصوم في مديات، ص129-130.

25- فهرس مخطوطات كنيسة العذراء في مديات، ص 130-131.

26- فهرس مخطوطات بيعة مار أخسنويو(فيلكسينوس المنبجي) في مديات ص131مخطوطات في حوزة القس يوحنا العينوردي في مديات، ص132-133.

27- مخطوطات في حوزة القس يوحنا العينوردي في مديات، ص 133

28- مخطوطات في حوزة يعقوب زيروفي مديات، ص133.

29- مخطوطات في حوزة القس آحوفي مديات، ص133-135.

30- مخطوطات في دار القس جرجي عازر، ص35-138

31- مخطوطات في حوزة ابراهيم حداد في مديات، ص 138-141.

32- مخطوطات في حوزة القس عيسى في مديات، ص141-142.

33- مخطوطات في حوزة القس ملكي في مديات، ص142-143.

34- مخطوطات في حوزة القس أفريم سفر في مديات، ص 143.

35- فهرس مخطوطات قرية باسبرينة، ص 143-223.

36- مخطوطات في حوزة الشماس دنحا، ص 223-225.

37- مخطوطات بيعة أنحل (مار قرياقس)، ص 227-252.

38- مخطوطات في حوزة المطران دنحا الأنحلي، ص 252-255.

39- مخطوطات في حوزة القس يعقوب الزازي،ص 256.

40- فهرس مخطوطات بيعة مار يعقوب في مدّو’ ص 256-279.

41- مخطوطات في حوزة المقدسي شمعون أبن القس أفريم، ص275-79

.42- مخطوطات في حوزة القس يوسف، ص 284-286.

43- مخطوطات في حوزة القس يوحانون في مدّو، ص 284-286.

44- مخطوطتان في دار إيليا، ص 286-287.

45- فهرس المخطوطات بيعتي مار قرياقس ومار باسوس في عرناس’ ص 278،293.

46- فهرس المخطوطات بيعة مار حاد بشابوفي عينورد، ص 293-299

47- فهرس المخطوطات في بيعة بانمعم،ص299-304.

48- مخطوطات في حوزة القس يوسف بانمعم،ص 305-311.

49- فهرس مخطوطات دير بيعة مار زاخي في حصن كيف، ص312-323.

50 – فهرس مخطوطات دير الصليب ببيت أيل، ص324

51- الآثار الكتابية المنقوشة في باصلوث في بيعة مار أدي في قرية اشتراكوص336-347.

52- فهرس مخطوطات بيعة مار قرياقس في كربوران، ص 348 – 350.

53- مخطوطات في حوزة القس يعقوب، ص 350 – 352.

54- فهرس مخطوطات بيعة مار يعقوب في كفرة السفلى، ص 352 – 353.

55- مخطوطات في حوزة القس يوسف، ص 353.

56- فهرس مخطوطات مار أفرام ومار ثاودورس في قرية أركح (خربالة)، ص 354 – 355.

57 – فهرس مخطوطات بيعة مار ديميط في زاز / ص 355 – 364.

58 – مخطوطات في حوزة الشماس يعقوب الزازي، ص 366.

59- مخطوطات في حوزة الشماس يعقوب زاز، ص 365_ 366.

60- كتابة أثرية في ظاهر صحن البيعة في زاز، ص 365-366.

61- فهرس الخزانة الزعفرانية:

أ – الكتب المقدسة:106 صفحات.

ب – الكتب اللاهوتية:49 صفحة.

ج – الكتب الطقسية: 43 صفحة.

د – الخطب والميامر:106 صفحة.

ه – السير والقصص:34 صفحة.

و- الكتب القانونية:17 صفحة.

ز- الكتب اللغوية والنحوية: 14 صفحة.

ح- التاريخية:14 صفحة.

ط – تقديس الميرون والكنيسة والرسامات والعماد وتلبيس

الرهبان:8  صفحات.

ي- ملحق بالكتب المقدسة: 8 صفحات.

 

62- فهرس الكتب الطقسية في كنيسة الدير:21 ص.

63- ملحق بفهرس مخطوطات الخزانة الزعفرانية: 17 ص.

64- فهرس مخطوطات دير السيدة (القطرة): 7 صفحات.

65- فهرس مخطوطات دير مار يعقوب الملفان: 4 صفحات.

66- فهرس مخطوطات كنيسة الأربعين شهيداً في ماردين/: 26 ص.

67- فهرس مخطوطات كنيسة القديسة شموني في ماردين: 21 ص.

68-فهرس مخطوطات بيعة مار ميخائيل في ماردين:6 صفحات.

69- فهرس مخطوطات معبد والدة الإله في حي الشمسية في ماردين:6 صفحات.

70- مخطوطات في حوزة بعض أهالي ماردين:

القس ميخائيل غالو(توفي في 1 شباط 1912): 6 صفحات.

الشماس يوسف القس يوحنا: 4 صفحات.

الخوري إبراهيم شاكر: 2 صفحات.

القس يوسف: مخطوط واحد.

المقدسية كتو: مخطوطتان.

الراهب عبد المسيح العرناسي من رهبان دير الزعفران: مخطوط واحد.

 

71- فهرس مخطوطات كنيسة مار جرجس في قرية قلعة الامرأة: 7 صفحات.

72- مخطوطات في حوزة أهالي قلعة الامرأة:

1- القس داود عبدلكي (توفي عام 1921): 4 صفحات.

2- القس إيليا: صفحتان.

3- السيد دنحا عبدلكي: 4 مخطوطات.

4- أوسي عبد الله: مخطوط واحد.

5- القس جرجي القلعتمراوي كاهن نصيبين: 3 مخطوطات.

6- يسمس إيليا القس: مخطوط واحد.

أبن القس جرجي شقيق البطريرك يعقوب الثاني: مخطوط واحد.

كرموأبن المقدسي ججو: مخطوطتان.

 

 

73- فهرس مخطوطات كنيسة مار يوحنا في قرية قلث:16 صفحة.

74- فهرس مخطوطات بيعة مار أسيا في قرية المنصورية: 6 صفحات.

75- فهرس مخطوطات بيعة مار ثيودورس في القصور: 4صفحات.

76- فهرس مخطوطات مار كوركيس في الآبراهيمية: مخطوطتان.

77- فهرس مخطوطات كنيسة العذراء في معسرتي: 5 مخطوطات.

78- فهرس مخطوطات بيعة العذراء مريم في آمد:

1- الكتب المقدسة: 13 صفحة.

2- تفاسير الكتب المقدسة: 3 صفحات.

3- الكتب الطقسية: 57 صفحة.

4- الكتابات التي وجدت منقوشة في بيعتي ديار بكر: 4 صفحات.

79- فهرس مخطوطات قلاية دياربكر التي خلفها المطران عبد النور سنة 1933: 13 صفحة[4]

80- فهرس مخطوطات مار قرياقس في قرية الكعبية: 10 صفحات.

81- فهرس مخطوطات بيعة مار توما في قطربل: 7 صفحات.

82- أربع مخطوطات في حوزة الشماس نعوم بالأخ: 13 صفحات.

83- أربع مخطوطات في حوزة الشماس اسحق.

84- أربع مخطوطات في حوزة الراهب يعقوب اختيار.

85- أربع مخطوطات في حوزة القس يوحنا.

86- ثلاث مخطوطات في حوزة الشماس توما.

87- مخطوطتان في حوزة القس بولس القره باشي.

13مخطوطة في حوزة حنا نجمي.

مخطوطتان في حوزة حنوش رمانة.

خمس مخطوطات في حوزة توماس.

10 مخطوطات في حوزة سعيد جرموكلي.

8 مخطوطات في حوزة جبرائيل زاعور.

خمي مخطوطات في دار توما.

أربع مخطوطات لدى حنوالخوري يوسف.

ملحق لمخطوطات مختلفة في 4 صفحات.

فهرس مخطوطات الأبدياقن توما الخوري:

الكتب القدسية: 12 صفحة.

الكتب الطقسية: 34 صفحات.

مواعظ وكتب روحية: 9 صفحات.

ميامر: 5 صفحات.

الكتب القانونية: صفحتان.

اللغوية والنحوية: 8 صفحات.

المنطقية والنحوية: 3 صفحات.

التاريخية: صفحتان.

قصص: صفحتان.

ميامر وقصص ومواضيع مختلفة: 12 صفحة.

كتب متفرقة: 6 صفحات.

مخطوطة واحدة وجدت في كنيسة مار قوزما للروم في ديار بكر.

فهرس مخطوطتا بيعة مار سركيس ومار باخوس في قرية حباب: 7 صفحات.

مخطوطات في حوزة الراهب القسيس يوسف الحبابي في قرية حباب:6 صفحات.

فهرس مخطوطات بيعة قرية تمرس: 4 صفحات.

مخطوطة واحدة في حوزة الشماس موسى.

102 –    فهرس مخطوطات بيعة مار ملكي ومار زاخي وشموني الشهيدة          في قرية ساري: 5 صفحات.

103 –     فهرس مخطوطات بيعة مار كوركيس في عرباية: 11 صفحة.

104-         فهرس مخطوطتا بيعة مار أفرام السرياني في باتي: 9 صفحات.

105 –        أيضاً مخطوطتان في قرية تمرس.

106 –       فهرس مخطوطتان بيعة مار ديميط في قرية أربو: 15 مخطوطة.

107 –       أربع مخطوطات لكورية قاشوفي أربو.

108-    فهرس مخطوطات بيعة مار شمعون الزيتوني في قرية حبسناس: 15 مخطوطة.

109-       مخطوطتان لبيعة مار عززائيل في كفرزي.

110-       ست مخطوطات لقرية بادبي.

111-       ثلاث مخطوطات لبيعة مار يعقوب في قرية كفرة العالية(كفرة تاجدو).

112 –      أربع مخطوطات في حوزة القس كورية.

113 –      أربع مخطوطات في بيعة مار إيليا في باقسيان.

114 –      مخطوطة واحدة في قرية عوتي.

115 –      مخطوطة واحدة في قرية مزيزح.

116 –      مخطوطة واحدة تابعة لكنيسة أنحل.

117 –      خمس مخطوطات لبيعة مار يعقوب في نصيبين.

118 –     13 مخطوطة لكنيسة العذراء في كنكي.

119 –      مخطوطة واحدة في حوزة أحد القسوس.

 

 

 

وبين هذه المجموعة الضخمة من الفهارس لم نجد\ حتى الآن الفهارس الأخرى التي أشار إليها البطريرك أفرام في مقدمة كتابه اللؤلؤ المنثور وهي:

1 – أربع مخطوطات سريانية في دير الأرمن في القدس.

2 – فهرس مخطوطات الخزانة البطريركية بحمص[5]

3 – فهرس مخطوطات مطرانية الموصل وكنائسها[6]

4 – فهرس مخطوطات دير مار متى وكنائس القرى اللائذة به [7].

5 – فهرس مخطوطات خربوت وسعرت وكركر وسويرك وحصن منصور.

6 – فهرس مخطوطات الرها التي نقلت إلى حلب عام [8]1924

7 – فهرس مخطوطات كنائس حلب وحمص وقراها وحماه ودمشق وبيروت.

8 – فهرس مخطوطات كنيستي مصر والقسطنطينية.

9- خلاصة فهرس مخطوطات كلية كمبردج في بوسطن_ الولايات المتحدة_ هذا ولا نستغرب إذا كان قد ترك أوراقاً أخرى متناثرة تتعلق بمخطوطات أخرى وجدها في هذا الدير أوذاك المعبد أوتلك الكنيسة وحتى في حوزة الكهنة والعلمانيين، وأملنا كبير بأن محبي تراثنا سيعمدون على نشر كل هذه المجموعات النفسية في القريب العاجل.

 

7- تاريخ الأبرشيات السريانية:

هذا مؤلف آخر نفيس أخذ وقتاً كبيراً من حياة علامتنا البطريرك أفرام ورغم أن لم يكمله في حياته ولكنه عمد إلى نشر صفحات مهمة منه في المجلة البطريركية القدسية وقد أشير إليها جميعاً في مؤلفاته المطبوعة وتتجاوز المئة صفحة. ولكن الكتاب المخطوط نفسه يتضمن 467 صفحة قياس 30/30 ويحتاج هذا الكتاب إلى جهد وعمل كبيرين من أجل إعادة كتابته في بصيغة جديدة وترتيب الحواشي الواردة على جوانب الصفحات وأهم شيء ينقصه هوذكر المصادر التي أعتمد عليها المؤلف في جمع هذه المعلومات القيمة عن أغلب الأبرشيات السريانية منذ صدر النصرانية إلى أيام المؤلف – ويقسم الكتاب إلى ثمانية مجلدات.

وأتماماً للفائدة وللتأكيد على أن المؤلف كتاباً بعنوان “تاريخ الأبرشيات السريانية” نورد كل مجلد على حدى مع ذكر أهم الكراسي والأبرشيات المذكورة فيه.

المجلد الأول: أورشليم، أمد، دمشق، حوارين، حمص، حماه، دير مار إلياس، دير مار موسى.

المجلد الثاني: ملطية، مرعش، بطفان وسروج، أفرة(خراسان) ألبيرة، جرجر، حصن منصور(أديمان)، سويرك، فارين، المعدن، طور عبدين، دير قرتمين.

المجلد الثالث: ميافرقين، عين زربة، دارا، حران، بغداد، دير مار ملكي(بيت ريشا)، حلب، تلا، الجزيرة، منبج.

المجلد الرابع: الرقة، قرقيسية وحابورة، كيسوم، دليك الجسر، الحصن، الصلح، رأس العين، طبرية، زوغما، صلح بعلبك، كيسوم، تدمر (أبن سونية) هرات، سجستان، التغالبة، نجران(الحميريون)، الرصافة، سيمندو، قورس، زبطرة، أفاميا، أرينوبليس، المصيصة، دير مار أحو.

المجلد الخامس: الرها، نصيبين، أرزون(سعرت وبدليس)، الصور، حصن زياد(خربوت)، قليسورا، سميساط، تتمة حلب، طرسوس، قلودية، أرشميشاط (صمحة)، زرجل (البشيرية، حزة)، مديات، الهتاخ (دير المعلق)، حاح(دير الصليب بيت أيل).

المجلد السادس: بلاد العرب(جرمانية)، قنسرين، أرمينيا الكبرى، عرقا، بالش، جوباس، خرشنة (كودفي) لاقبين، رعبان، ريش كيفا(رأس كيفا)، شيزر، (لاريسا)، حاني أوحاح، تلبسم، تل أرسانيوس، خلاط، حلبون، جيحان، حمام سورة، تل بطريق، حصن بطريق، جرمان، اوريم، سنجار، هنزيط، المعديين والنجريين، رومنة، كرمة، اسكندرونة، أبيفانين (سورية)، كرمة، الحصاصة، أيبلا، بكر، أبيقامية فليقية، باياس، يبرود، أزرون، طير هان، الحيرة، وعرب بني بكر، بلاد الفرس، خراسان.

المجلد السابع: الرها، حلب، سميساط، منبج، حران، قورس، أفاميا(سورية)، بعلبك، تدمر، الجسر، دليك، الرصافة، الكسندرونة.

المجلد الثامن: قيسرية قبادوقية، طرابلس، سلمية، الرستن، أبدقون (فارس)، مريما، اللاذقية، ادنة، جرابلس، بثينية، أرقافية، دير سفولس، دسر قوبا، دير رصيفتو(صدد)، كفرتوت، عكا، كنيسة شفارين، قرمنويي (عرب) بصرى (حوران) درعا، تبريز، كرسي العرب، بين أرشم، بنوهدرة، المصيصة، أذربيجان، أورمية، عربسوس، بارمان، كرقاليقلا (ارزروم)، كفر طاب، شهرزور، قبرس، سلوقين، المرج وكومل، بيروت، باعربايا، كروم، بحرين، نرسيباد، بيت صيدا، تكريت، نيرشابور، عاقولا، (الكوفة) سيس، قرونتا، عانة، جولمرك.

في ص 417 كتب المؤلفة الحاشية التالية:

مجموع الأساقفة حتى 26 ت 1، 1925: 2280

مجموع الأساقفة حتى 15 حزيران 1929: 2400

مجموع الأساقفة حتى 4 ك 1، 1929: 2415

مجموع الأساقفة حتى 25 أيلول 1931: 2426

مجموع الأساقفة حتى 17 ك 2، 1934: 2435

 

 

8 – نقل إلى العربية عشر ليتورجيات للقداس وما زالت مخطوطة وهذه الليتورجيات مستعملة حتى يومنا هذا في أغلب كنائسنا السريانية وهي:

1 – نافورة القداس يعقوب أخي الرب.

2- نافورة القداس لبطرس الرسول.

3- نافورة القداس ليوحنا الرسول.

4 – نافورة القداس لمار ابراهيم الصياد.

5 – نافورة لمار ديونيسيوس يعقوب أبن الصليبي.

6- نافورة لمار غريغوريوس يوحنا مطران دير مار متى وأذربيجان.

7 – نافورة لمار أيوانيس يعقوب أبن شكومطران حرّان وماردين ودارا

والخابور.

8 – نافورة يوحنا أبن شوشان بطريرك أنطاكية.

9 – نافورة مار مرقس الإنجيلي.

10- نافورة مار أكسيسطوس أسقف رومية.

هذا وقد عرّب أيضاً عشر صلوات استغفار (فروميون وحوساي) وضعها في مقدمة هذه الليتورجيات ونعتقد انه نقل إلى العربية أوعمل صلوات استغفار أخرى تستعمل في الآحاد والأعياد على مدار السنة قبل عيد مار أفرام السرياني، وصلاة السلام لعيد الميلاد وخميس الفصح وعيد القيامة.

9 – حقق كتاب تشييع الموتى بالسريانية وعرّب بعض الصلوات الضرورية منه وأعتمد في ذلك على عدة نسخ قديمة وأعده للطبع.

10 – تاريخ البطاركة الإنطاكيين ومطارنة المشرق من سنة 1493 إلى أواخر أيامه – بالسريانية.

11 – جداول أساقفة الأبرشيات السريانية تنطوي على أسائمهم وأنسابهم وتراجمهم بالإيجاز من سنة 1200 إلى أيامه وبلغ عددهم 780 أسقفاً، بالسريانية.

12- مختصر تاريخ بيعي من سنة 1286 إلى أيامه، بالسريانية.

 

وهذه المؤلفات الأربعة تحتاج إلى مقارنة مع ما سبق وذكر في مؤلفاته المخطوطة بالعربية أدرجت هنا لأنه وردت في كتاب “اللؤلؤ المنثور” ص 131ولم أرها حتى تاريخه.

وأخيراً نضيف إلى مؤلفاته المخطوطة مجموعة كبيرة من رسائله التي بلغت الآلاف وفيها معلومات جديرة بالاطلاع خاصة مراسلاته مع العلماء والكتاب والأدباء ومطارنة الكرسي الرسولي، ولا نستغرب إذا ما كشف الزمان عن أوراق أخرى مبعثرة من عمل البطريرك العلامة.

ونذكر أيضاً خطبة ومواعظه في مناسبات قومية ووطنية ودينية بعضها نشرت على صفحات الجرائد والمجلات المحلية والبعض الآخر ما زال محفوظاً على أشرطة التسجيل (الكاسيت). وذلك ترجمت بعض القصائد لشعراء سريان مثل قصيدة مار أفرام في العلم التي مطلعها: “اللهم أمنح العلم لمن يحب العلم” والتي نشرت غفلا من أسمه. وأهازيج قالها في مناسبات منها. “يا رايحين لصدد أهدوا لي التحية” ويتردد على أفواه أبناء أبرشية حمص وأقوال أخرى مأثورة. وقصائد بالسريانية نظم بعضها فغي أيام شبابه عرفت منها قصيدة بعنوان”بين النهرين” هذا ولا ننسى المقدمات التي وضعها لمختلف الكتب التي نشرها بالطبع.

 

 

 

كلمة ختامية موجزة في كتاب اللؤلؤ المنثور:

 

في نهاية المطاف نقول كلمة ختامية موجزة في كتاب “اللؤلؤ المنثور”.

لقد لخص المؤلف الجليل في مقدمة كتابه ما أصابه من أتعاب وتحمله من مشقات لجمع المعلومات الغنية. وهذا السفر الذي يشتمل على تاريخ ألف وثمانمائة سنة جاء بعد: “أبحاث عديدة ودراسة مديدة أنافت على الثلاثين حجة”. أن الظروف الزمانية والمكانية قبل نصف قرن ونيف كانت مغايرة تماماً لأيامنا.وبرنامج البطريرك اليومي وأعماله الرسولية ومهام الجسيمة في محالي الرعاية والإدارة تختلف اختلافاً مبيناً عن حياة أي باحث أومؤرخ. سيما وأن أهم مصادر الكتاب ومعظمها: ” مخطوط شتيت في مشارق الدنيا ومغاربها…شردها الزمان تحت كل كوكب ” مع هذا عمد العلامة البطريرك إلى جمعها وأخراجها إلى النور بعد أن تحقق من أنه لا يوجد كتاب يحيط بتاريخ علماء السريان وأدبائهم لا أجمالا ولا تفصيلاً وما توفر من معلومات: “لم يجمعها في سالف الأيام كاتب ولا أكترث له مصنف وأنما نوه بطرف منها زهيد وقع في سطور معدودة شتى من كتب التاريخ عفواً أوقصداً”.

ميزة هذا الكتاب تتلخص:

أولا ً: يستشف من مطالعته بأنه موضوعي وبعيد عن التكلف ومعتمدة على أسلوب علمي معروف في أيام مؤلفه، رغم أنه صنف في ظروف صعبة بعيدة عن أي جو أكاديمي.

ثانياً: أنه الوحيد من نوعه ليس بلغة الضاد فحسب وأنا بمختلف اللغات الشرقية والغربية وذلك لربط العصور الغابرة بالأيام الحاضرة إذ تناول جملة مواضيع في تاريخ العلوم والآداب السريانية لم يتطرق إليه أحد من قبله. خاصة أن أغلب المعلومات بعد القرن الثالث عشر تعد جديدة وفريدة.

ثالثاً: أهميته تكمن في مصادره المخطوطة النادرة التي عرفها المؤلف قبل أن يبعثر بعضها الزمان.

رابعاً: أعتمد المؤلف على مصادر أخرى بلغات أجنبية كانت معروفة في أيامه، وهذا ما أكسبه معرفة واسعة بأفكار الباحثين والمستشرقين الكبار من أمثال: السمعاني، وبومشترك، وشابو، وبيجان، ودوفال، ورايت. ولم يكتف بمطالعة مصنفاتهم في تاريخ الأدب السرياني وأنما الرد على أقوالهم. وهذه لائحة بكتبهم كما وردت في أصل لغاتها:

 

Assemani:biblioteca orientalis

T I- ii rome1728- 1719

Wright (w): a short history of syriac literature

London 1894

Duval (r):(1) litterature syriaque

3 edition paris 1907

(2) histoire d edesse، paris 1892

baumstark (r.):jeschichte der syrischen literatur bonn 1922

hayes (e.r.):l ecole d edesse paris 1930

chabot(j.b) litterature syriaque paris 1934

خامساً: نظراً لطول باع المؤلف الكريم في اللغة العربية جمّله بلغة عربية عالية وجعل من كل ديباجة لترجمة عالم أو أديب أومؤرخ نصاً أدبياً رائعاً مزيناً بالبيان والبديع والسجع المسترسل فجاءت وكأنها مقطوعة موسيقية متناسقة الأنغام.

 

سادساً: لا شك أن في صفحات الكتاب بعض الهفوات صدرت في الأساس لعدم توفر المواد العلمية الكافية في عصر المؤلف ولكن أجمالاً يمكن القول أن أرائه يركن إليها ويعتمد عليها وخاصة في بعض المواضيع كالموسيقى الكنسية وكتب الليتورجيات والقصص والترجمات والخط وغيرها.

لقد نقل “اللؤلؤ المنثور” إلى اللغة السريانية المطران مار فيلكسينوس يوحنا دولباني 1969 وطبعه في القامشلي عام 1967 م وقد وردت أخطاء مطبعية كثيرة في هذه الطبعة. والترجمة السريانية تضم أكثر من عشرين أسماً جديداً أضافها المترجم على الأصل وهذه الأسماء هي: تومايس النصيبينية. باسيليوس أسقف حمص، فيلون أسقف قاربياس، غريغوريوس المتوحد القبرصي، كسوسطوس، أثنوس أوأثناسي الآمدي، فيلوغريوس، مار ثاودوطا، أبوالفضل سعدو أبونصر يحيى أبني غرير التكريتي، ديونيسيوس صليبا مطران كلوديا، القس يوحنا السبيريني، حسن بن زرقا الموصلي، القس عيسى بي الشداد الجزراوي، الشماس نور الدين المارديني، الراهب عبد العزيز الملقب بالسلاكي، الربان يعقوب القصوري، القس لحدوالحبابي، القس يشوع الأربوي، الراهب يشوع غريبو، الأرخدياقون نعمة الله دنوالبطريرك أفرام الأول برصوم. ولوأطال الله بعمر المترجم سنوات أطول لأضاف أربعة أسماء أخرى من الذين لمعت أسماؤهم في سماء تاريخ وآداب السريان وهم: البطريرك يعقوب الثالث، المطران بولس بهنام، الأديب عبد المسيح قره باشي واسم المترجم ذاته المطران دولباني.

وفي أيام المؤلف نقل المستشرق جيراد تروبوالكتاب إلى اللغة الفرنسية بمعرفة وتوجيه صاحبه، ولم أره حتى الآن، ولكنني تصفحت نسخة مصورة لترجمته باللغة الإنكليزية تشتمل على الصفحات 15- 195 أي الباب الأول فقط من الكتاب وهي من عمل د.الشماس متى موسى أسحق الذي وضع مقدمة وجيزة لهذه الترجمة وقدمها أطروحة نال بها شهادة الدكتوراه في الفلسفة من إحدى جامعات الولايات المتحدة.

 

هذه المقدمة تناولت جانباً مهماً من حياة علامتنا الفّذ ّ البطريرك مار اغناطيوس أفرام الأول برصوم وأغلبها تضمن مآثره القلمية وآثاره العلمية الثمينة ومصنفاته في مختلف العلوم والآداب ولم تشتمل هذه المقدمة على تفاصيل أعماله العمرانية أو اهتماماته الرسولية في حقول الإدارة والرعاية والتربية الكنسية أومواقفه الوطنية المعروفة لدى القاصي والداني والتي سجلت له ذكراً عطراً في سجلات الخالدين والمناضلين الكبار، وتركت له أثراً عميقاً في قلوب عارفي فضله وأفضاله، ومكنت محبته في أفئدة أبناء كنيسته في كل مكان. أنه بحق وجه رسولي بارز، وشخصية وطنية فذة، ورائد النهضة في كنيسة أنطاكية السريانية، بل باعث مجدها ومجدد دورها التاريخي، وفاتح كنوزها في العصر الحديث.

إلى روحك الطاهرة يا بطريركنا المُبجل نقدم هذه المساهمة المتواضعة بمناسبة الذكرى المئوية الأولى لولادتك، وأنت تشفع من أجل كنيستك ليوفقها مؤسسها الرب الإله برجالات عظام من أمثالك يكرسون حياتهم لها ويقدمون للحضارة العالمية نتائج أعمالهم ومآثرهم مما يعزز شأنها في كل المجالات وتترفع رايات الوطن العزيز عالياً بمواقفهم وتضحياتهم.

 

 

 حلب 15 / تشرين الأول/ 1987

عيد مار أسيا الحكيم

 

 

 

 

 

 

 

 

مصادر المقدمة

 

1 – اغناطيوس أفرام الأول برصوم (البطريرك):

اللؤلؤ المنثور – ط 1 – حمص 1943.

فهارس المخطوطات السريانية – مخطوط.

تاريخ الأبرشيات السريانية – مخطوط.

 

2 – فيلكسينوس يوحنا دولباني (مطران):

– اللؤلؤ المنثور- بالسريانية- القامشلي 1967.

 

3 – غريغوريوس بولس بهنام (المطران):

– نفحات الخزام أوحياة البطريرك أفرام – الموصل 1959.

 

4 – مراد أفرام جقي:

– لمحة من سيرة مار اغناطيوس أفرام الأول برصوم. دمشق 1957.

 

5- يوحنا ابراهيم (المطران):

البطريرك أفرام برصوم – مجلة ما بين النهرين 1/ 1973. ص 221- 238.

 

6- كوركيس عواد:

المباحث السريانية في المجلات العربية.

جزءان – بغداد 1967.

 

7- المجلات:

البطريركية القدسية – الحكمة، البطريركية الدمشقية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مآخذ الكتاب

 

1- تاريخ مار ميخائيل الكبير مجلدتان ضخمتان بالسريانية

2- تاريخ الأزمان أو التاريخ المدني لابن العبري بالسريانية

3- التاريخ الكنسي مجلدان له بالسريانية

4- تاريخ الرهاوي المجهول مجلدان بالسريانية

5- ذيل التاريخين الكنسي والمدني بالسريانية

6- نزهة الأذهان في تاريخ دير الزعفران للمؤلف بالعربية سنة 1917

7- المكتبة الشرقية للسمعاني المجلد الأول والثاني

8- مختصر تاريخ الأدب بالسريانية لوليم رايت بالإنكليزية 1894

9- الأدب السرياني لروبنس دوفال بالفرنسية 1907

10- الأدب السرياني للقس يوحنا شابو بالفرنسية 1934

11- تاريخ الأدب السرياني لإنطون بومشترك بالألمانية 1922

12- رغبة الأحداث للخوري أسحق أرملة الجزء الثاني بالسريانية 1908

13- رسالة في تاريخ ضوابط الكتاب الإلهي (التنقيط) للقس بولان مارتان

بالفرنسية 1875

14- تاريخ الرها حتى زمان الصليبين لدوفال بالفرنسية 1890

15- تاريخ مدرسة الرها تأليف هايس بالفرنسية 1934

16 – ترجمتا أبن العبري وأخيه نظم جبرائيل برطلي مطران الجزيرة بالسريانية

مخطوطتان

17 – سفر الحياة لدير قرتمين بالسريانية

18 – سفر الحياة لقرية زاز بالسريانية

19 – فهرس مخطوطات خزانة دير الزعفران للمؤلف

20- فهرس مخطوطات الخزانة المرقسية القدسية وأربع نسخ سريانية في دير

الأرمن للمؤلف

21 – فهرس مخطوطات كنائس طور عبدين وبازبدي وديارهما وكنائس للمؤلف

22 – فهرس مخطوطات كنيسة ديار بكر للسريانية للمؤلف

23 – فهرس مخطوطات خزانتنا البطريركية الخاصة للمؤلف

24 – فهرس مخطوطات قلاية الموصل وكنائسها السريانية للمؤلف

25 – فهرس مخطوطات دير مار متى وكنائس القرى اللائذة به للمؤلف

26 – فهرس مخطوطات كنائس خربوت وسعرت وكركر وسويرك وحصن

منصور للمؤلف

27 – فهرس مخطوطات كنائس ماردين وقراها له

28 – فهرس مخطوطات كنيستي الرها التي نقلت إلى حلب 1924 للمؤلف

29 – فهرس مخطوطات كنائس حلب وحمص وقراها وحلب ودمشق وبيروت

30 – فهرس مخطوطات كنيستي مصر وقسطنطينية

31 – فهرس مخطوطات المتحف البريطاني السريانية تأليف رايت ثلاثة مجلدات

32 – فهرس مخطوطات خزانة كمبرج السريانية تأليف رايت وكوك مجلدان

33 – فهرس مخطوطات خزانة أكسفورد السريانية تأليف باين سميث

34 – فهرس مخطوطات خزانة باريس لزوتنبرغ وذيله لشابو

35 – فهرس مخطوطات الخزانة الواتيكانية بقلم أسطيفان السمعاني

36 – فهرس مخطوطات برلين الملكية بقلم أدورد ساخومجلدان

37 – فهرس مخطوطات الخزانة اللورنتية في فلورنسا بقلم اسطفان السمعاني

38 – فهرس مخطوطات خزانة وودبروك برمنكهام (انكلترا) بقلم منغانة

39 – خلاصة فهرس مخطوطات كلية كمبرج في بوسطن أمريكا للمؤلف

40 – فهرس مخطوطات خزانة دير الشرفة للخوري أسحق أرملة

41 – فهرس مخطوطات سعرت وآمد وقلاية الكلدان بالموصل وماردين ودير

السيدة للمطران أدى شير

42 – فهرس مخطوطات طور سينا السريانية

43 – فهرس مخطوطات الشرقية في المتحف البريطاني تأليف روزن وفورشل

44 – تراجم مار فيلكسينوس المنبجي وأبن أفتونيا وأنطون التكريتي والسيدين يعقوب البرطلي ويوسف الكرجي ومقالتان في دير قنسرين ودير قنقرت ولمعة في تاريخ الأمة السريانية في العراق بالعربية للمؤلف (نشرت في مجلة الحكمة والمجلة البطريركية في القدس).

45 – سير القديسين والأباء ومار أفرام وماروثا الميافارقيني ورابولا وسمعان العمودي ويعقوب الملفان وفيلكسينوس المنبجي ومار الآمدي وسويريوس الإنطاكي (سيرتان مطبوعتان وواحدة مخطوطة) ويوحنا التلي (سيرتان مطبوعتان) وأبن أفتونيا وشمعون الأرشمي وأحودامة ويعقوب البرادعي (سيرتان مطبوعتان) وماروثا التكريتي وشمعون الزيتوني وأبن كيفا ويوحنا المطران ماردين ويوحنا الرابع عشر أبن شيء الله ومسعود الثاني الزازي بالسريانية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إهداء الكتاب

إلى والدتي الجليلة

السيدة سوسان عبد النور

أقراراً بحسن تربيتها

أثابها الله وأبقاها

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الباب الأول – في العلوم والآداب السريانية

 

الفصل الأول: في اللغة السريانية

 

اللغة الآرامية السريانية هي أحدى اللغات السامية، بها نزل جانب من الكتاب الإلهي كنبؤة دانيال وإنجيل متى. وهي عند قوم أقدم لغات العالم، وعند المعتدلين من أقدمها. وأول شهادة ثابتة على عراقتها في القدم ما ورد في سفر التكوين 37: 47 نحو سنة 1750 ق. م حروفها اثنان وعشرون منها ستة أحرف يزدوج لفظها “ليناً وقسوة” كما نسميها باصطلاحنا وتعرف بعلامات خاصة. وهي لغة طلّية غنية كافية للتعبير عن المقاصد وتصوير ما يعنّ من أحداث النفوس والخواطر ويخالج القلوب، والحياطة بصنوف العلوم القديمة.

وكانت السريانية لسان أهل العراق وجزيرة ما بين النهرين وبلاد الشام وتغلغلت حتى قلب بلاد فارس بل انتشرت بين الأمم المختلفة المجاورة للسريان وظلت دهوراً متطاولة اللغة الرسمية للدول التي ملكت بلاد الشرق الأدنى، وامتدت إلى مصر وأسيا الصغرى وشمالي بلاد العرب[9] ونشرها بعضهم في بيَع جنوبي بلاد الصين، وفي ملبار الساحل الغربي من بلاد الهند حيث لا تزال مستعملة.

ولم تزل محكية حتى بدأت اللغة العربية بمزاحمتها أواخر المئة السابعة وصدر المئة الثامنة فطفق ظلها يتقلص من بعض المدن واعتصمت بالأرياف والجبال، ومع هذا لم يزل هزاز فصاحتها في رياض العلماء والأدباء. وكان موطن اللغة الفصحى مدينة الرها وحرّان وحمص وأفامية وما والاها من بلاد الشام[10] وكان صائبة حران يكتبون بها بفصاحة في أخر القرن التاسع[11]

وبقيت على هذه الحالة في كثير من بلاد الجزيرة وأرمينة إلى أواخر المئة الثالثة عشرة وفي غيرها حتى المئة الخامسة عشرة.

وحسبها فخراً تتيه به على لغات العالم أنها تشرفت بلسان ربنا يسوع المسيح ورسله الأطهار. وهي أول لغة استعملتها البيعة المسيحية في تقدمة القداس الإلهي ولأهلها فضل عظيم لنقلهم مؤلفات اليونانيين إليها ومنها إلى اللغة العربية، وأضحت لغتنا الطقسية إلى وقتنا هذا، وبنا منها صٌبابة لتراسل الاكليروس بها.

وفي أوائل القرن السادس ب. م انقسمت السريانية من حيث لفظها وخطها إلى قسمين يعرفان بالتقليدين الغربي والشرقي نسبة إلى مواطن الشعب الذي كان يزاولها، أي بلاد الشام الغربية وبلاد ما بين النهرين والعراق وأذربيجان ويستثني من هذا القسم الشرقي الشعب العراقي الأرثوذكسي.

وأهم الكتب التي وصلت إلينا منها التوراة والعهد الجديد بحسب النقل البسيط، وإذا استثنينا بعض التغيير في اللغات التي تفرعت إليها فإن السريانية لم يطرأ عليها تبديل منذ استقرارها وما ورد منها في التوراة وما بقي من شعر الفيلسوف “وفا” يطابق كل المطابقة لحالتها اليوم ولا تزال على غضارتها. وإنما نُسيت منها ألفاظ بعتق الزمان فأمست عند بعضهم تافهة كما ذكر أنطوان التكريتي[12] وأضاع أهلها بإهمالهم ألفاظاً حُفظت في العربية كما اثبت يعقوب البرطلي[13].

ولم يكن لهذه اللغة كتب نحوية ولغوية إذ كان أهلها يتكلمون بها بفصاحة فطرة شأنها في ذلك شأن اللغة العربية. وأول نحو وضع لها في أواخر القرن السابع كما سيأتي بيانه.

 

 

 

الفصل الثاني : في الأدب السرياني وخواصه العامة

 

أعلم أنه كان للسريان الآراميين في أول أمرهم لغة مهذبة تزدان بأدب من نثر ونظم وكان لهم بالعلم عناية. ولكن لم يصل إلينا من ذلك سوى كتاب أحيقار وزير سنحريب ملك أثور (681 ق. م) وهو كتاب ينطوي على نصائح وحِكَم، ثم زيد فيه حكايات عدة ويظن وضعه نحو هذا الزمان أو حوالي القرن الخامس ق. م الذي فيه كُتب سفر طوبيا. وأبيات قليلة لشاعر وفيلسوف آرامي يُقال له “وفا” كان قبل العصر المسيحي بدهر طويل، وأساطير يسيرة منقوشة على بعض أضرحة الملوك الأباجرة في ولاية الرها. أضف إلى هذا رسالة لطيفة لفيلسوف اسمه مارا ابن سرافيون كتبها لتثقيف ابنه في أواسط القرن الثاني للميلاد. ولكن هذا اليسير لا ينفع غليلاً ولا يغني فتيلاً ليبني عليه حكم.

ويعتبر الأدب السرياني المعروف عندنا أدباً مسيحي النشأة كنسيّ المصدر، لأن ما وصل إلينا منه هو نتاج عقول علماء وأدباء مسيحيين اكليريكيين. وكان جدودنا حين اعتناقهم الدين المسيحي المبين وتذوقهم حلاوة ضحوا في سبيله باغلى ما عندهم، فاحرقوا كل الكتب والاثار المدنية والعلمية خشية ان توقع معالمها الوثنية احفادهم في شرك التوثن.

ولما تنصر اكثر أبنائهم في المئتين الأولى والثانية وبقائهم في منسلخ المئة الرابعة وصدر الخامسة، نسجوا على غِرارهم محبةً للعلم وحذقوا في صناعة الادب. ففاضت قرائحم المتوقدة بالروائع، وبذل العلماء مجهودهم لترجمة كتاب الله العزيز وضبطه وتفسيره، وصرفوا همتهم الى علوم اللغة من صرف ونحو وبيان وخطابة وشعر ومضوا في تطلب علوم المنطق والفلسفة والطبيعي والرياضي والفلك والمساحة والطب، وتبحروا في اللاهوت النظري والفقه الكنسي والمدني وعلم الاخلاق وتبسطوا في التاريخ الديني والمدني، وخاضوا عُباب الموسيقى الكنسية وأخذوا بطرف من الجغرافية وفن القصص، وبالجملة سائر المعارف البشرية بدون استثناء، وظهر منهم علماء وأدباء كثيرون حملوا مصابيح العلوم إلى أطراف العالم الشرقي وفاقوا غالب الأمم المسيحية عدداً وتصنيفاً وذاعت أسماء أساطينهم في الدنيا شرقاً وغرباً، وهذا ما ستقف عليه في الصفحات التالية. وأعلم أن الآداب اليونانية على بسطتها وفضلها وأوليتها وكونها قدوة للآداب السريانية واللاتينية لم تتفوّق على الأدب السرياني باعتبار مجموعه، وأما الآداب القبطية والأرمنية والعربية المسيحية والكرجية والحبشية على ما فيها من تفاوت، فالعلماء المدققون عارفون بحصرها وضيق دائرتها. وإذا اعتبرت ثقافة يونانِ حكميّة وثقافة العرب بيانيّة فإن ثقافة السريان تُعد دينية. وخواص الأدب السرياني هي كتابية وطقسية وجدلية ولاهوتية وتاريخية ونقلية. فإن ما عنوا بهِ من نقول الأسفار الإلهية وشروحها الضافية بما ألحق بها من الكتب الموضوعة بنطق بفضلهم في خدمة أسفار الوحي ونشرها. وكتب الفروض والأدعية التي دبجها يراعهم طوال أزمنة مديدة تشهد لهم بحسن الذوق وعلّو الهمة والسبق والحوار المذهبي الذي طال عهده بين الفرق المسيحية وغوصهم على أسرار الدين المسيحي أثمر مصنفات لاهوتية وجدلية شتى برزت فيها مقدرتهم وتجلى أدبهم. وأحاطت تواريخهم بأحداث النصرانية وأمعنت في سير القديسين والشهداء وقصصهم كما اشتملت على أدق الاسناد لتاريخ أسيا في أيام الرومانيين والفرس والبيزنطيين والعرب والمغول والترك. وحينما زخر القرن الرابع بمصنفات أئمة النصرانية الذين كتبوا باللغة اليونانية، لم تألُ مدرسة الرها جهداً في نقل غُررها إلى لغتها وطفقت تدرس اليونانية وسارت أشهر مدارسنا على آثارها حتى أواخر المئة الثانية عشرة. واستفرغ علماء السريان وسُعهم في نقل الكتب الفلسفية والعلمية إلى السريانية ومنها إلى العربية فعلموا العرب، ودار الزمان دورته فعادت الفلسفة اليونانية من الشرق إلى أوروبا بواسطة الكتب العربية العلمية التي بدأ أثرها في العصور الوسطى عن طريق الأندلس[14].

 

 

 

الفصل الثالث : في مواطن التعليم

 

تتراوح الحقبة الفسيحة التي لمع فيها نجوم الثقافة السريانية من الطبقة الأولى والثانية بين المئة الرابعة وأخر المئة الثالثة عشرة مدة عشرة قرون. وكانت مواطن التعليم لاهوتية على الغالب وتميز بعض منها بتدريس الفلسفة وصنوف العلوم وهذه أشهر المدارس وأكثرها تعاقب بعضها بعضاً:

1 ً: مدرسة الرها اللاهوتية، الأشبه إنها أنشئت في أواسط القرن الثالث ولكنها ازدهرت وبعد صيتها في سنة 363 بعناية مار أفرام السرياني وأغلقت عام 489 ومدتها 126 سنة.

2 ً: دير زوقنين باسم القديس يوحنا بجوار مدينة ديار بكر. أُنشى في المئة الرابعة وصار مبآءة العلم في أواسطها وعلم فيه أساتذة مهرة ودام عامراً حتى أواخر المئة العاشرة.

3 ً: دير قرتمين ويُعرف بدير العُمر ودير مار جبرائيل في طور عبدين. أنشئ في سنة 397 حج إليه طلاب العلم والزهادة منذ منتصف المئة الخامسة وتخرج فيه علماء حتى المئة الحادية عشرة بل الثانية عشرة.

4 ً: دير اوسيبونا في كورة انطاكية .

5 ً: دير تلعدا الكبير بالقرب من دير اوسيبونا. أنشئ هذان الديران في منتصف المئة الرابعة ثم صارا موطنين للعلم وعلا شأنهما فيه في العقد الأخير من المئة السابعة بفضل مار يعقوب الرهاوي. ودرّس في دير تلعدا بنيامين مطران الرها قبيل سنة 837 وكان الديران عامران آهلين في أواسط بل في أواخر المئة العاشرة.

6 ً: دير مار زكى بجوار مدينة الرقة. أنشئ في القرن الخامس وبدأ التعليم فيه في صدر المئة السادسة ودام على هذا المنوال حتى المئة العاشرة.

7 ً: دير قنسرين على ضفة الفرات الشرقية أزاء مدينة جرابلس. أُنشئ حوالي سنة 530 وأعرق في العلم أكثر من سائر الأديار فجاب بريد ذكره الآفاق، وكان أكبر مدرسة لاهوتية علمية إلى أوائل القرن التاسع. وعرته فترة من صروف الليالي ثم استؤنف أمره في أواسط المئة الحادية عشرة، ولعله بقي عامراً إلى أواسط القرن الثالث عشر.

8 ً: دير الجب الخارجي بين حلب وسميساط ذاع أمره في القرن السادس واستفاضت شهرته حتى التاسع.

9 ً: دير مار متى في شرق الموصل في صدر جبل الفاف. أُنشئ أواخر القرن الرابع وبدأ التعليم فيه في العقد الثالث من القرن السابع وظلّ كذلك حتى أواخر القرن الثالث عشر.

10 ً: دير العمود بالقرب من رأس عين في الجزيرة كان موطناً للدراسة من القرن السابع إلى التاسع.

11 ً: دير قرقفتا بين رأس عين وحسكة بالقرب من قرية المجدل ذاع العلم اللغوي فيه في صدر المئة الثامنة.

12 ً: دير مار حنانيا وهو دير الزعفران بالقرب من ماردين. أنشئ في العقد الأخير من المئة الثامنة وصار موطناً للعلم زماناً مديداً ثم هبط أمره ثم استؤنف التعليم فيه في العصر المتأخر بطريقة ساذجة.

13 ً: دير مار سرجيس في الجبل القاحل بين سنجار وبلد يظن بدء التعليم فيه في القرن الثامن واستفاضت شهرته في التاسع.

14 ً: جبل الرّها المقدس كان مكتظاً بالأديار منذ القرن الخامس فالسادس وعبقت بعض أدياره بشذا العلم إلى أوائل القرن الثالث عشر.

15 ً: دير مار برصوم بالقرب من ملطية شُيد بناؤه في أواسط القرن الخامس وقامت فيه سوق للعلم من المئة الثامنة حتى أواسط الثالثة عشرة.

16 ً: دير مار يوحنا قورديس في مدينة دارا، دير عظيم شهير وقفنا على أخباره من سنة 800 إلى سنة 1002 وراجت فيه سوق للعلم وفيه درس المطران لعازر ابن العجوز.

17 ً: دير إيليا ابن جاجي في ولاية ملطية بُني حوالي سنة 960 وصار محجة للعلم.

18 ً: دير البارد في كورة ملطية وهنزيط رُفع بنيانه في سنة 969 وصار موطناً للدراسة حتى سنة 1243 وفيها قتل التركمان خمسة عشر من رهبانه أكثرهم من حملة العلم.

19 ً: دير سرجيسية في الكورة نفسها. أُنشئ في حدود سنة 980 وفاح منه طيب العلم. واستقر هذان الديران في هذه الحال حتى أخر المئة الثانية عشرة.

20 ً: مدينة ملطية كانت كنيستها الكبرى المعروفة ببيعة الساعي مبآءة للعلم الديني واللغوي في أوائل المئة الحادية عشرة وخبا نجمها في أواخر المئة الثالثة عشرة.

21 ً: دير مار هارون الشغر في قليسورا دير قديم يظن أنشاؤه في القرن الخامس وأضحى موطناً للعلم في القرن الحادي عشرة وفيه تخرج اغناطيوس الثالث مطران ملطية.

وضربنا صفحاً عن قلايات البطاركة والأساقفة التي تهذب فيها خلق كثير من الاكليروس.

 

 

الفصل الرابع : في خزائن الكتب السريانية

 

دونك أشهر خزائن الكتب السريانية بحسب ما اتصل بنا علمه:

 

1 ً: خزانة دير قرتمين. اشتملت على عدة كتب زاد عددها مار شمعون الزيتوني (734 +) مئة وثمانين مجلداً وقفى عليه داود ابن أخته[15] ثم يوحنا مطران دير قرتمين (998 – 1034 +) وابن أخيه الراهب عمنوئيل الذي زينها بسبعين مجلداً نقلها بخطه على الرقوق. وفي سنة 1169 جدد فيها الرهبان جبرائيل ابن بطريق وأخوه اليشع وموسى الكفرسلطي مئتين وسبعين مجلداً[16]

2 ً: خزانة دير زوقنين: حوت كتباً نفيسة كما ورد في قصة القديس متى الناسك.

3 ً: خزانة كنيسة آمد: جمع مار ماري الثالث مطران آمد خزانة كتب ومصاحف جليلة نُقلت إلى آمد بعد وفاته عام [17]529

4 ً: خزانة دير تلعدا: تجد من كتبها في لندن عدد 740 كتاب نُخب ميامر مار اسحق خُط حوالي سنة 570 م واستولى رهبان هذا الدير على كتب مار يعقوب الرهاوي بعد وفاته في سنة 708 م.

5 ً: خزانة دير مار داود: كان لنا ديران باسم مار داود أولهما في جنوبي دمشق مما يقرب من بصرى ويقال أيضاً دير حينا، والثاني في مدينة قنسرين وذُكرا في الاسناد السريانية (ص 164 و171 و440) في النصف الثاني من المئة السادسة. وخزانة الكتب هي لإحدهما ومن جملة مصاحفها كتاب فيلاليتس (محب الله) للقديس سويريوس أنجز على عهد رئيس الدير دانيال في القرن السادس أوالسابع وهو في الخزانة الواتيكانية تحت عدد 139.

6 ً: خزانة كتب دير مار يوحنا في بيت زغبا وقد ذكر في الاسناد ثلاثاً (ص 163 و171 و182) في أيام رئيس الدير بولس. وبقي من مصاحفها إنجيل قديم نُقل سنة 586 وهو في خزانة فلورنسا.

7 ً: خزانة دير مار يوحنا نيرَب، ويظن هذا الدير من الديارات التي كانت بالقرب من حلب، تجد من مصاحف خزانته في المتحف البريطاني تحت عدد 730 كتاب رسائل مار فيلكسينوس ومقالاته فُرغ من نسخه عام 569.

8 ً: خزانة دير مار موسى في جبل النبك، من مصاحفها المجلد الأخير لمار إيونيس الذهبي أنجز في أواسط المئة السادسة وهو في المتحف المذكور آنفاً تحت عدد 585.

9 ً: خزانة دير مار دانيال في كفربيل في كورة انطاكية وكان الكتبي فيها القس موسى سنة 599 (خزانة المتحف عدد 17).

10 ً: خزانة دير مار قرياقس بالقرب من التلّ المقلوب، بقي من مصاحفها ثلاثة، اثنان في المتحف البريطاني تحت عدد 52 و53 نُسخا في سنة 616 و617 والثالث في الخزانة الباريسية الوطنية تحت عدد 27 فرغ منه عام 720.

11 ً: خزانة دير العمود ذُكرت عام 638 في كتاب ميامر القديس يعقوب السروجي على عهد رئيس الدير شمعون وهوفي الخزانة الواتيكانية عدد 251.

12 ً: خزانة دير مار متى، ازدادت مصافحها في القرن السابع وذاع أمر مخطوطاتها النفيسة في حدود سنة 800 تجد أحدها وهو كتاب الأيام الستة ليعقوب الرهاوي كتب سنة 822 في خزانة الكلدان بالموصل منقولاً من خزانة ديار بكر، وكانت عام 1298 تشتمل على مصنفات ابن العبري بأجمعها كما ورد في مصحف مخطوط في خزانة برلين عدد 326 ثم نهبها الأكراد في أواسط المئة الرابعة وفضل منها في منتصف المئة السادسة ثم تبعثرت وفي سنة 1845 فما بعدها فيها زهاء ستين مصحفاً.

13 ً: خزانة دير السريان بمصر: هذا الدير الذي رنّ صيته في الأقطار في القرن السابع حوى خزانة كتب زادها الهمام الجليل الأب موسى النصيبيني (907 – 944 +) مئتين وخمسين مجلداً من أنفس الكتب وأندر المصاحف واعتقها، وذلك في رحلته من مصر إلى بغداد التي طالت ست سنوات وانتهت عام 932 وممن عُني بترتيب هذه الخزانة وتجليد مصاحفها الراهب الفاضل العالم برصوم المرعشي بعد سنة 1084 بمديدة وكان موجوداً وهو قسيس عام 1122 (المتحف البريطاني ع 323 وخزانة باريس ع 27) وقرأت في بعض التعاليق أنه وجد في هذا الدير من الكتب خمسة عشر حمل بعير بعد نهب الرها وآمد وملطية وغيرها، وفي سنة 1624 أحصى القس توما المارديني كتبه فكانت أربعمائة وثلاثة مجلدات (المتحف البريطاني ع 374) فكانت هذه الخزانة أشهر خزائن الكتب السريانية بل هي أقدم مكاتب الدنيا، وقد صارت مصاحفها من أواسط القرن السابع عشر حتى منتصف القرن التاسع عشر إلى خزائن الواتيكان وباريس وبطرسبرغ وخصوصاً لندن التي بها اغتنت وتاهت على سائر الخزائن.

وكان أيضاً في دير الأنبا بولا خزانة كتب سريانية عديدة ذكرت بعد أيام قسطنطين الأول رئيس دير السريان في القرن الحادي عشر (كتاب اسحق النينوي في المتحف البريطاني ع 695).

14 ً: خزانة دير اسفوليس في رأس العين. أوقف عليها قسطنطين أسقف هذا الدير وماردين مصاحف عام 724 (المتحف البريطاني ع 24).

15 ً: خزانة دير مار برصوم: جمعت منذ صيرورة الدير كرسياً للبطريركية أواخر المئة الثامنة. وكان اثناسيوس السادس (1129 +) جماعة لنفائس الكتب ينقل معه أحمالاً منها حيثما رحل. وزيَّن مار ميخائيل الكبير هذه الخزانة بمخطوطاته الجليلة الوافرة. وذكر يوسف الأمدي مطران حمص في مصحف سير القديسين الذي أنجزه كتابه عام 1196 أن المكتبة لم يكن يعوزها سوى هذا الكتاب (المتحف البريطاني ع 960)

16 ً: خزانة در اَتَنوس الذي أنشاه اثناسيوس النعّال مطران ميافارقين بالقرب من تلبسم في كورة رأس العين في أواسط القرن الثامن ومنه نشأ خمسة عشر أسقفاً من سنة 740 حتى سنة 1042 وذُكر حافظها الكتبيّ انسطاس (المتحف البريطاني ع 943)

17 ً: خزانة دير مار يوحنا قورديس في مدينة دارا، أوقف عليها لعازر مطران بغداد الكتاب المنسوب إلى الأريوفاغي بعد سنة 824 بمديدة (المتحف البريطاني ع 625)

18 ً: خزانة دير مار حنانيا المشهور بدير الزعفران شرقي ماردين، جمعها مار حنانيا مطران ماردين في العقد الأخير من المئة الثامنة، وجددها وعني بجمع شتاتها يوحنا مطران ماردين (1165 +) وازداد عدد مصاحفها بعد أن صار الدير كرسياً بطريركياً. وتقلبت بها الأحوال فحوت نيفاً وثلاثمائة مجلد.

19 ً: خزانة دير ابن جاجي. من أول أمره عني الأنبا يوحنا تلميذ مارون بنساخة عدة كتب على أيدي مهرة النساخ من الرهبان فأغنى بها خزانته منذ سنة 990.

20 ً: خزانة ملطية: في كنيستها الكبرى أضاف إليها يوحنا العاشر ابن شوشان 1072 +) مخطوطاته الثمينة.

21 ً: خزانة دير مار مرقس المعروف بدير السريان في أورشليم، جمعت مصاحفها في أواخر القرن الخامس عشر وعدد صالح منها من بقايا خزانة دير المجدلية (من القرن الحادي عشر إلى الرابع عشر) ثم ازدادت فبلغ عدد مخطوطاتها السريانية نيفاً وثلاثمائة وخمسين مجلداً.

22 ً: خزانة دير قنقرت القريب من ديار بكر جمعت في النصف الثاني من المئة الثانية عشرة وزادها المطران يوحنا الآمدي عام 1203 (كنيسة باسبرينة وكنيسة مار توما بالموصل)

23 ً: خزانة الرها في بيعة الرسولين جُمعت في الأزمنة المتأخرة واشتلمت على طائفة من كتب دير مار ابحاي في كركر بعد خلائه ويناهز عددها المئة والثلاثين وهي في حلب.

 

 

 

الفصل الخامس : في الخط السرياني

 

 

غير خافٍ أن صناعة الخط مما يتعلق باللغة والآدب فرأينا أن نعقد له فصلاً مبتكراً بعد أن أغفله المؤرخون. ذهب فريق من العلماء أن الخط السرياني أقدم خطوط الأمم وأن السريان هم الذين علموا الناس الكتابة الأولى ومنها أخذ الفينيقيون وغيرهم خطوطهم. على أنا وأن لم نجزم بهذا الرأي إذ يكاد يستحيل بحثه بحيث يقرر حقيقة وهو موضوع جدّ خطير تتنافس فيه وتتدارأ عليه بضعة أمم، نجتزئ بالقول أن خطنا السرياني من أقدم الخطوط. وقد تقلب شكل حروفه على تراخي العصور، ولم يبق أمامنا من آثاره قبل المسيح إلا سطور يسيرة لا تغني فتيلاً ولا تنفع غليلاً، وجدت مزبورة على حجارة في الرها وغيرها ونشرها يوحنا شابو وهنري بونيون.

وأما بعد المسيح فعندنا منه أجلّ أقلامه وأحسنها، الاسطرنجيلي أوالمفتوح ويقال له الخط الثقيل والرهاوي الذي استنبطه بولس ابن عرقا أوعنقا الرهاوي في أوائل القرن الثالث على ما نرى؟ وهو أصل القلم العربي الكوفي، ومعظم مخطوطاتنا القدمى المصونة إلى يومنا مكتوبة بهذا القلم، ودام استعماله على التمادي حتى المئة الرابعة عشرة. والقلم الثاني هو السرياني الغربي وضع في القرن التاسع مختلطاً بالاسطرنجيلي لسهولة استعماله، ولم نزل نميزه عنه حتى أمسى قائماً بنفسه في أثناء القرن الثاني عشر وأرى أن القلم المسمى السرطا وبه كنا نكتب الترسّل ولم نزل عليه واقتصرنا على الاسطرنجيلي لنزين به رؤوس الفصول[18] ونجم عندنا خطاطون كثيرون توفروا على تجويد الخط والتأنق فيه وكلهم من رهبان الأديار ونساك الصوامع والاكليريكيين، الذين طوقوا العلم بقلائد نفيسة فزاولوا نسخ المصنفات بِجَلد عظيم وخلَّدوا أصناف العلوم والفنون في مجلدات ضخمة.

وأعلم أن كتبنا السريانية القديمة المصونة اليوم في الخزائن الشرقية والأوروبية هي أقدم مصاحف العالم. ورأينا نحن بنفسنا معظمها وبحثناها.. ومع هذا فإن ما وصل إلينا منها يسير نسبة إلى ما أضاعته صروف الليالي، ووجدنا منها عدداً لا يستهان به إما مخروماً وإما غُفلاً من أسماء النساخ وأحصينا زهاء مئة وثلاثين خطاطاً حاذقاً من سنة 1264 كتبوا بالقلم الإسطرنجيلي على أشكال ثلاثة، غليظ ووسط ودقيق مع تفاوت ضئيل في الحسن بينها. ولتجدن في كثير من مصاحفهم المستبدعة من التنميق والتأنق ما يحكي قطع الرياض ويضارع الوشي المحبّر، ومن الإتقان والتنسيق والجلاء ما يَبهَر الأبصار. وذلك على رقوق مصقولة بلغ فيها صنّاعها الغاية، وقليلاً ما كتبوا على الكاغد الصفيق الذي بدأت صناعته في بغداد أواخر المئة الثامنة أي بعد بناء هذه المدينة بمدة يسيرة أخذاً عن بلاد الصين، وامتدت إلى بلاد أخرى، وأخر عهدنا بها دمشق في أواسط المئة السادسة عشرة[19] ونستثني من هؤلاء الخطاطين رهطاً ذُكروا في بعض سير قديسي طور عبدين لم نقف على شيء من خطوطهم لتقادم زمانهم وتواتر المحن على بلادهم، والنكبات والغزوات مضيعة للحسنات، وهم صاموئيل ويوناثان الناسكان[20] في الربع الأول من القرن الخامس ودانيال الكنديريبي رأس ورَّاقي (كتّاب) طور عبدين وتلامذته في أواسط القرن التاسع ونفر يسير مثلهم.

روى العلامة ابن العبري في تاريخه الكنسي “إن يوحنا السبيريني مطران دير قرتمين (998 – 1034 +) جدّد عهد القلم الاسطرنجيلي في طور عبدين وما إليه بعد اندثاره زهاء مئة سنة، فعلّم أولاد أخيه الرهبان عمنوئيل وبطرس ويعيش هذه الصناعة، بعد أن تعلمها هو من النظر في المصاحف، فكتب أولهم الراهب الشماس عمنوئيل سبعين مجلداً من أسفار العهدين بحسب نقولها البسيطة والسبعينية والحرقلية، ومن الميامر بثلاثة أعمدة فزيّن دير قرتمين بمخطوطات لا مثيل لها في الدنيا” [21] أحد الأناجيل وهو يخص الكرسي البطريركي مصون في خزائننا المرقسية بأورشليم تحت عدد 1.

واشتهر أيضاً بصناعة الخط البطريرك يوحنا الثاني عشر المعروف بيشوع الكاتب (1220 +) الذي كتب نحواً من ثمانية عشر مصحفاً أحدها إنجيل موشّى بماء الذهب كان في دير الصليب. ورأيت منها ثلاثة أناجيل في حلب وباريس تحت عدد 40.

والراهب القس زبيا الشالبديني (1227 +) الذي خطَّ نيفاً وأربعة عشر فنقيثاً من فروض الصلوات، بقي منها ثلاثة في كنيستنا بديار بكر. والراهب القس باخوس الخُديدي الطواَّف (1213 – 1257 +) وتجد بخطه إنجيلاً مصوراً في الخزانة القدسية (ع 28) وإنجيلاً في باريس، والبطريرك ميخائيل الكبير (1199 +) الذي تأنق في كتابة إنجيل نفيس موَّهُه بماء الذهب والفضة صفحة فصفحة وجلده بالفضة، وفي خزانة باريس مجلدان بخطه (ع 167 و113) وايونيس يشوع مطران رعبان (1210 ؟) وخطه في النهاية من الجودة نسخ عدة مصاحف بقي منها كتاب إنجيل في بيعة مار توما للكاثليك بالموصل، وديوسقورس ثاودورس ابن باسيلا مطران حصن زياد (1273 +) الذي كتب ستة مجلدات مصونة في الخزانة الزعفرانية ودياربكر وخربوت. والشماس عبد الله البرطلي وله ثلاثة مصاحف في خزائن القدس وحلب والشرفة.

وحكى ابن العبري أيضاً “أن راهباً رهاوياً اسمه كسرون، وقع إلى مدينة مراغة من بلاد الفرس في خلق من أهل الشام جلاهم الفرس. فزين بيعتنا في مراغة بالكتب التي حبّرها بخطه وهي مصونة في نينوى إلى وقتنا هذا. وكان كاتباً حاذقاً زجّى أيامه في دير مار بهنام وتوفي في سنة 1139 “[22] فضل من خطه كتاب مزامير بالقلم الاسطرنجيلي والغربي بحسب الترجمة البسيطة وفروق لنقل السبعيني وعلق عليه شروحاً وأنجزه في مدينة مراغة في سنة 1127 وهو مصون في خزانة بطريركية الكلدان بالموصل تحت عدد 4.

وتميز بفن النقش والتصوير فضلاً عن حسن الخط الشماس يوسف الملطي (997 +)، والراهب يعيش السبيريني المذكور آنفاً، والراهب القس بطرس ابن الشماس أبي الفرج آل سابا السبيريني، والراهب القس سهدو آل توما الطورعبديني 1241 والراهب مبارك بن داود البرطلي 1239، والرهاب القس باخوس الخديدي المذكور في أعلاه، والراهب القس يوسف العرناسي 1449 والراهب دانيال القصوري (1577 +) ويليهم في طبقة ثانية ديوسقورس مطران حصن زياد.

ثم جوَّد الخط الغربي نحو من مئة وسبعين خطاطاً من القرن الثالث عشر إلى وقتنا على أشكال ثلاثة غليظ ووسط دقيق وهو أبدعها وأظرفها خصوصاً الشكل المعروف بالكركري نسبة الى بلدة كركر بين ديار بكر والرها، والقرى اللائذة بها، فإن خطاطي هذه الديار نمنموا خطاً دقيقاً في غاية الحسن كأن سطوره سبائك الفضة من سنة 1577 إلى 1820.

ونخص بالذكر من مجوّدي القلم الغربي، الراهب يشوع الشيني البدليسي سنة 1298 والراهب القس صليبا ابن خيرون الحاحي 1337 والراهب القس يعقوب المانعمي 1404 والراهب يوسف من دير الناطف 1443 والمطران شمعون العينوردي (1490 +) وجرجس ابن قرَمان مطران حردين 1504 والمطران سرجيس الحاحي 1508 والبطريرك نوح اللبناني (1509 +) وموسى عُبيد الصددي مطران حمص (1510 +) والراهب القس ابراهيم زنبور السبيريني الذي نقل زهاء عشرين مصحفاً 1512 والمطران يوسف الكفرحوّاري 1513 والبطريرك يعقوب الأول (1517 +) والمفريان سليمان المارديني 1518 + والقس شمعون الحرّيني 1523 ويوسف الكرجي مطران أورشليم (1537 +) والبطريرك بيلاطس (1597 +) والراهب القس ابراهيم ابن غزوي القصوري (1607) وبهنام الأربوي مطران أورشليم (1614 +) والراهب عبد العظيم الكليبيني (1612) والمطران ديونيسيوس عبد الحي المارديني (1621) والراهب القس عبد الله المشلول المارديني (1621) والمطران يوحنا الخديدي (1625 +) والمفريان أشعيا الأنحلي (1635 +) والمفريان بهنام الباتي 1655 + واصلان مطران آمد 1741 + والمطران يوحنا شاهين الآمدي 1755 + والخوري يعقوب القطربلي 1783 + وإيليا شلاح المارديني مطران البشيرية 1805 + والمطران عبد النور الأربوي 1841 + والمطران صليبا السبيريني 1885 + وجرجس كساب الصددي مطران أورشليم 1896 + والراهب القس يشوع المانعمي 1916 + والشماس متى بولس الموصلي الذي نسخ نيفاً وأربعين مجلداً من تفسير التوراة وكتب اللاهوت والفقه الكنسي والتاريخ والأدب والنسك مصونة في عدة خزائن وهو يحيى قد ناهز السادسة والثمانين. ولا يزال رهط من أكليروسنا يجوّدون الخط السرياني.

وأول من وقفنا عليه مطرّزا الشكل الكركي البديع غريغوريوس وانيس آل النجَّار الونكي مطران قباودية ثم الرها (1577 – 1607) نسخ زهاء عشرين مجلداً وبضع أناجيل ومزامير بخط منمنم متلزّز في منتهى الدقة لا يتجاوز طول النسخة سبعة سنتيمترات، ثلاثة منها مصونة في الخزانة المرقسية القدسية وخزانة بوسطن وفي حوزة أحد خوارنة الموصل وتعد هذه الكتب آية في الفنّ. ثم ميخائيل برصوم العوربيشي مطران كركر ناسخ تاريخ مار ميخائيل الكبير 1590 – 1630 وعمه الراهب بيلاطس مختار (1584) فالراهبان سهدو الكركري (1599) وميخا الونكي (1606).

وتجد في أخر الكتاب ثبتاً يحوي أسماء هؤلاء الأفاضل وقد وقفنا عليهم في مخطوطاتهم القيّمة التي قاومت آفات الزمان وبقيت ناطقة بفضلهم، ورتبناها على نسق السنين الأقدم فالأقدم على التوالي.

 

 

 

الفصل السادس : في الصرف والنحو

 

كان السريان يجيدون لغتهم ويُحكمونها تكلماً وكتابة بحكم الفطرة والعادة، فلا يحتاجون إلى ضوابط تهديهم إلى الفصح وقواعد تعصمهم من الخطأ، وظلوا على هذه الحال زماناً مديداً، ولكنهم لما وقفوا على الغراماطيق اليوناني تأليف ديونيسيوس القورنثي نقلوه إلى لسانهم ومنه اقتبسوا أصول النحو– وعدّ بعضهم أقدم نحوي سرياني مار أحودمه مطران تكريت والمشرق (575 +) الذي ألّف كتابه على أصول النحو اليوناني في ما حكى ابن زعبي.

وأما الذي حاز الفضل برسمه طريق النحو السرياني فأوضح نهجه وأبان للناس سبيله ووضع أول كتاب فيه حسن الترتيب فهو مار يعقوب الرهاوي، وعنه نقل ابن العبري في نحوه نبذاً هامة تدّل على سعة الأصل المفقود اليوم، ولم يفضل منه سوى شذرات نوّه فيها بشوائب الخط السرياني لعنايته بالحروف الصحيحة دون حروف العلة. وكان القس بولس الانطاكي التمس منه إصلاح هذه الطريقة المخلّة باللغة. فكتب إليه في جوابه، إن ذلك لم يندّ عن باله وخطر لغيره من السلف الصالح، ولكن خشيتهم على ضياع المصاحف القديمة حالت دون مرامهم. على أن يعقوب استنبط سبع حركات تلافياً لذلك الخلل. بيد أن السريان اعتمدوا خصوصاً على الحركات الخمس المعروفة عندنا اليوم، إتباعاً لوضع اللغويين السريانيين ضبطة لغة الكتب المقدسة من رهبان دير قرقفتا المجدليين. ومما استعان به الرهاوي على ضبط القراءة الصحيحة، ست وثلاثون نقطة تمم بها طريقة الأشكال (الحروف).

ويُظن أن يوحنا الأثاربي الناسك العمودي ألف كتاباً في النحو ذكره الصوباوي، وأورد ابن زعبي شيئاً منه، وكذلك داود ابن بولس رئيس الدير صنف نحواً لم يبقَ منه سوى نتف، ونرى أنطوان التكريتي لا ينوّه بهؤلاء النجاة.

وأما الكتب النحوية التي بين أيدينا فهي الديالوغ المنثور والمنظوم ليعقوب البرطلي، وسنده فيه فلاسفة يونان وأساتذة المدارس السريانية. وكتاب الأضواء لابن العبري، وهو أربعة أبواب على طريقتي أي لهجتي السريان الغربيين وهم بنو مذهبنا، والمشارقة وهم الكلدان النساطرة وأدخل فيه طرفاً من أبواب النحو العربي. فجاء أجود مصنف وأدقه واكفاه، فاعتمد عليه أهل اللسان السرياني قاطبة وأصبح دستور للدارسين وحجة للنحويين. ونظم أيضاً أبواب النحو في أرجوزة بالبحر السباعي علّق عليها في الهوامش بالسريانية ما لم يتسع له النظم، وإنما نظمه تسهيلاً لحفظه على الطلاب. وبدأ بتأليف كتاب ثالث أسماه الشّرار ولم يتمّه وقد فُقد.

وللبطريرك اغناطيوس ابن وهيب مقالة وجيزة في الحروف التي يقع عليها الروكاخ والقوشاي أعني اللين والقسوة، ولكل من البطريرك اسحق عازار (1724 +) والأسقف رزق الله (1772 +) كتيب في الصرف، وفي سنة 1764 أّلف الخوري يعقوب القطربلي كتاباً في صرف اللغة السريانية ونحوها وسمه بزهرة المعارف ثم اختصره هو أو بعض معاصريه.

 

 

 

الفصل السابع :  في ضبط اللغة والمعاجم – الفصاحة والشعر

 

كانت ملطية قد اضحت بعد الرها محجة الطلاب اللغة السريانية، ونشأ في بيعتها الكبرى أساتذة لغويون ونحويون نوّه ابن العبري الملطي بنفر منهم في كتاب اللُمع، وممن ازدهر منهم في تضاعيف المئة الحادية أوالثانية عشرة قسيس فاضل اسمه أبدوكس الملطي، ألّف لتلاميذه مجموعة لغوية تتضمن دروس القراءة التي كان يمليها عليهم، وضع لها نقاطاً وعلامات خاصة لضبطها وتميزها دفعاً لمواطن الالتباس ثم جمعها في كتاب أذاعه وعُرف باسمه.

وأفرد يعقوب البرطلي في كتبه “الديالوغ” باباً خاصاً في اللغة السريانية وفصاحتها وما طرأ عليها وتقلبت فيه من الأحوال فجاء بفوائد شتى.

أما المعاجم فلم يؤلف أصحابنا الغربيون شيئاً منها وإنما كانوا يعتمدون على مصنفات المشارقة أعني قواميس الأطباء حنين بن اسحق (873 +) ويشوع بن علي (1001 +) ولا سيما الحسن بن بهلول الأواني الطيرهاني (963) الذي حشاه بعض أدبائنا بفوائد لغوية شتى اقتباساً من تصانيف السلف الطيب. وقد اختصره المفريان شمعون المانعمي في سنة 1724 اختصاراً لا يغني. ووجدنا في خزانة المتحف السامي ببوسطن في الولايات المتحدة تحت عدد 3980 نسخة من قاموس ابن بهلول سريانية أرمنية وألفاظها العربية قليلة، وهو بخط المطران أفريم الويكي الكركري أنجزه عام 1659 ولا شك أن بعض أدباء كركر السريانيين نقله إلى الأرمينية[23].

وللراهب أنطوان التكريتي (في حدود سنة 825 – 840) كتاب جليل موسوم “بمعرفة الفصاحة” لم يسبقه ولم يلحقه فيه أحد خمس مقالات، خص أربعاً منها للبيان وفصاحة الإنشاء وطرف من فقه اللغة أبدع فيها كل الإبداع، والمقالة الأخيرة لقرض الشعر وضروبه وفنونه، فسّد خللاً وأحيى أملاً وأحسن صنعاً وعملاً.

وفي كتاب الديالوغ المذكور أنفاً بحث في البيان ومقالة في الشعر فريدة وان اشتملت على أحواله في زمان المؤلف (1241 +) وما قبله قليلاً. ويزينها نبذة من الترجمة السريانية لمقالة أريسطو في الشعر تتعلق بالتراجيديا (الرواية المُحزنة) التي سبق أبو بشر بنقلها إلى العربية.

نظم الشعر السرياني ليصور في عقل الشعب التعاليم الدينية، ويخلع على فروض العبادة حلّة الأبهة بلحنه، وحين كُتب الفوز للقديس أفرام بشعره، سلك أهل العصور التالية على غراره.

وهوصنفان: القصائد والأناشيد، ويغلب على القصائد ثلاثة بحور أو أوزان وهي السباعي أو الأفرامي لاسنباط مار أفرام له، والخماسي أو بحر مار بالاي نسبة إلى ناظمه مار بالاي أسقف بالش، والأثنا عشري أوالسروجي لاستعمال مار يعقوب أسقف بطنان سروج إياه. ونظم شُعراؤنا على بحور أخرى متفاوتة الأوزان حتى السادسة عشر على ما شرح انطون التكريتي في المقالة الخامسة من كتابه، وأحدهما الثماني الوزن وهو من استنباط انطون التكريتي ولكن استعمالها لم يعمّ. وأكثر هذه القصائد كانت تنظم لتتلى وتنشد في أثناء القيام بفروض العبادة ولتعليم الشعب أصول الدين والسيرة الفاضلة، ويغلب عليها الإسهاب فإن كلاً من قصيدتي السروجي في الآم السيد المسيح وفي الخلقة اشتملت على أكثر من ثلاثة الآف بيت، وقصيدة اسحق الرهاوي في الببغآء التي كانت ترتل التريساجيون أي التقاديس الثلاثة 2136 بيتاً.

والأناشيد هي المداريش أي التراتيل وتمثل النوع الغنائي من الوزن الرباعي المقاطع إلى العاشر. وعدّ بعضهم خمسة وسبعين ضرباً من الألحان في الأناشيد الصحيحة أو المنحولة للقديس أفرام ولبعض منها ردّة تكرر. ويُنوّه في أولها بلحنها بالكلمات الأولى من نشيد معروف.

ومن أنواع المداريش النشيد المسمى (السوكيث) بشكل محاورة وينظم بالبحر السباعي وأكثره على الأبجدية، كالسوكيث بين العذراء مريم وجبرائيل الملاك ومحاورة العذراء والمجوس، وإبراهيم وقربانه وهو لجرجس أسقف العرب.

وفي صدر المئة التاسعة أدخل السريان القافية في أشعارهم، نسجاً على منوال العرب بعد أن درسوا العربية وأجادها كثير منهم. فأخذوا ينظمون القصيدة على قافية واحدة أو يلتزمونها في كل بيتين أو أربعة أبيات، ثم استعملوا الأسجاع في نثرهم.

وفي أخر المئة الثالثة عشرة، انبرى الغلاة منهم فطفقوا يقلدون بدائع العربية اللفظية من جناس وطباق وغير ذلك، مكلفين أنفسهم في قرض القريض عنتاً. فشانوا شعرهم ونثرهم بظلمة التعقيد والتعمّل، وشالت عندهم كفّة الألفاظ دون المعاني. فانحدر شعرهم إلى الركاكة والإسفاف، أغوتهم قصائد خميس ابن قرداحي وعبد يشوع الصوباوي (1290 – 1318) الذي أخطأ التوفيق وكلاهما من أدباء المشارقة النسطوريين.

ونحا نحو الصوباوي بعض شعرائنا المتأخرين في أواخر القرون الخامس عشر والسادس عشر والثامن عشر، كالراهبيين القسيسين الحمصيين توما وداود والبطريركين نوح اللبناني في بعض أشعاره، ونعمة الله في نثره وهو من غثّ السجع، والمطرانين سرجيس الحاحي ويوسف الكرجي والخوري يعقوب القطربلي.

بينما وُجد من خالفهم ناسجاً على منوال الأقدمين كالبطريرك بهنام الحدلي (1454 +) والمفريان شمعون الطورعبديني (1740 +) والأسقف يوحنا المانعمي (1825 +) والمطران زيتون النحلي (1855 +)

 

 

 

الفصل الثامن :  في أبواب الشعر السرياني

 

هذه أبواب الشعر السرياني، وفنونه:

 

1 ً: التزهيد في الدنيا والدعوة إلى التوبة والسبيل التي تُدرك بها النجاة، ولأشعارنا منه أعظم نصيب وشاعر هذا الباب الخالد مار أفرام ويليه مار اسحق ومار يعقوب السروجي، ولكل منهم جواهره المكنونة ويتيماته المصونة، ولابن قيقي قصيدة سروجية في رثاء نفسه وتوبته تعدّ من أروع ما نظمه الشعراء.

 

2 ً: الوصف: وتغلب عليه الأبحاث اللاهوتية وشرح آيات الكتاب الكريم ونظم أحداثه الهامة. وللسروجي الشاعر المطبوع في هذا الباب الحظ الأوفى ولداود بن فولوس قصيدة بديعة في وصف الأشجار وأثمارها وأنواعها وخواصها، ولجرجس أسقف العرب ولعازر ابن العجوز قصيدتان مختارتان في وصف سرّ الميرون، وفي أحدى قصائد انطون التكريتي وصف حسن لمدينة رأس العين ولابن العبري قصائد وأبيات رائعة وصف فيها الربيع والورد، لداود الحمصي قصيدة حسنة في وصف الغربة.

3 ً: المديح: أطرى به شعراؤنا السيد المسيح جلّ شأنه والبيعة المقدسة ومواهبها وأسرارها، وفضائل السيدة العذراء وطبقات الشهداء والقديسين، كأناشيد مار أفرام المستبدعة في أسرار البيعة الغراء والبتولية، وفيها صور فنية جمعت بين دقة الرسم وروعة الوصف وحسن الصنعة وجمال المعنى، وقصيدته البديعة في أساقفة نصيبين. وقصائد السروجي في مديح النبيين موسى وإيليا والقديسين أفرام ويوحنا المعمدان وهامتي الرسل وشهداء الرها وغيرهم، وفيها ضروب من الروعة والجمال، وقد امتاز ناظمها بالبراعة والتمكن من ناصية البيان. وقصيدتي جرجس أسقف العرب في مدح شهداء سبسطية والقديس سويريوس، وقصيدة ابن فولوس في مدح الأسقف يوحنا وفيها فنّ بياني موفّق. وكذلك قصيدتا انطون التكريتي في مدح سرجيس ويوسف الرأسعيني.

ومن غرر القصائد مديح ابن الصابوني للملفان السروجي، ومن خوالدها أفرامية طيمثاوس الكركري في مديح العذراء مريم، وقد امتازت بقوة الأسلوب والفصاحة والسهولة في التركيب، ومدح ابن العبري بعض أحبار زمانه بأبيات مستملحة تتدفق طبعاً وسلاسة ً، أما قصيدة أبي نصر البرطلي مدح مار متى الناسك فملؤها بيان ولناظمها قدرة على التصرف في فنون القول. ولبهنام الحدلي في مديح الشهداء بهنام وباسوس ورفاقهما ثلاث قصائد من جيّد الشعر.

ونظم ابن وهبون قصيدتين في مدح ميخائيل الكبير وأبن أخيه يشوع الملطي، وأنشأ ميخائيل الكبير قصيدة مدح فيها يوحنا مطران ماردين، ونظم جبرائيل البرطلي سيرة ابن العبري وأخيه الصفي في قصيدتين وكل هذه من الشعر المتوسط.

ودونها بدرجات قصيدتان ليعقوب البرطلي في مدح الطبيبين النبيلين فخر الدولة وتاج الدولة آل توما، يظهر فيها التكلف والإسعاف.

وتجد الجيد والضعيف في قصيدة زيتون النحلي في مدح مار جبرائيل القرتميني وديباجة مليحة وأبياتاً حسنة السبك في مدائح يعقوب ساكا لأحبار زمانه.

4 ً: الرثاء: أنا نجد في طائفة من قصائدنا السريانية نغمة رثاء للنفس الخاطئة ولبلادنا التي نزلت بها المحن في أثناء الغزوات والحروب، فتجمع بين سرد الأحداث والرثاء كقصائد ابن المعدني في نكبة الرها، ويشوع ابن خيرون في بيعة الشهداء الأربعين بماردين وبلاد المشرق، وأشعيا السبيريني في غزو الأكراد لبلادهما، ورثاء داود الحمصي للكتب السريانية الضائعة ورثاء نعمة الله المارديني نفسه على أثر محنته، وقد ضاعت قصائد يوسف الملطي وابن شوشان في رثاء مدينة ملطية.

وأما رثاء الرجال فلم نرَ من تصدَّى له وجوّد وبلغ الغاية معرباً عن أصدق خوالج الأسى، سوى الشاعر المتأنق ابن العبري في مراثيه لأخويه موفّق وميخائيل التي سالت فيها نفسه الكريمة، وأرسل الكلام فيها صادقاً مطبوعاً فجاءت قصائده من الطراز الأول واستوفى الفنّ الشعري الجميل. وكذلك مرثيتاه للمفريان صليبا والبطريرك يوحنا ابن المعدني، وللبطريرك نوح مرثية حسنة لأستاذه القس الناسك توما الحمصي، ورثى القس يعقوب ساكا بهنام مطران الموصل ويوسف مطران ملبار الهند بقصيدتين حسنتي الأسلوب.

5 ً: الهجاء: لم ينظم شعراء السريان قصائد خاصة لهجاء الناس، والشعر السرياني منزّه عن الهجر وساقط القول على الإطلاق. وكل ما تقرأه لهم أشعار يسيرة في تقريع أصحاب البدع نصرةً للدين واستمساكاً بصحة المعتقد، كالأنشودة التي قرّع بها مار أفرام برديصان وقصيدة السروجي في تقريع نسطور ومما يلحق بهذا الباب الذّم والعتاب كما فعل التكريتي في قصيدته في ذمّ النميمة والكَنود الكافر النعمة. وتجد في قصيدة ابن اندراوس في الكنيسة المقدسة ومجدها تعريضاً بنقد بعض اكليروس زمانه، وكذلك فعل أشعيا السبيريني وشمعون المانعمي في قصيدته الكبرى، ولابن العبري أبيات ضمنّها الذمّ لبعض الرؤساء معاصريه، وهي إلى العتاب أقرب منها إلى الذمّ.

6 ً: الحِكَم والقصائد الفلسفية، تشتمل كثير من قصائد شعرائنا على الحِكم والعظات البالغات. والقصائد الفلسفية تراها في ديواني ابن المعدني وابن العبري، كقصائدهما في النفس والكمال وطرائق الكاملين، وشعر ابن العبري في شرح بعض مبادى سقراط. ورباعيات عمر الخيّام الفارسي التي نقل نعوم فائق جانباً منها إلى الشعر السرياني.

7 ً: الأخوانيات والشوقيات: تجد منها طائفة في ديوان ابن العبري تذوب كلها عذوبة وسلاسة، وهي في وصف المحبة الصادقة ومراسلة بعض الأخوان ومنادمتهم. وكلها صور زاهية ملونة من لفظ جزل جميل وديباجة مثقّفة، وخصوصاً القصيدة التي عاتب فيها رفيق دراسته المفريان صليبا الرهاوي وللبطريرك نوح أيضاً أبيات فصيحة في هذا الباب.

8 ً: أما الفخر والحماسة والنسيب فلم يكن لها عند السريانيين أدنى نصيب، وإنما جوّد ابن العبري مالك أعنّة المحاسن وناهج طريقها العارف بترصيعها وتنسيقها، في الغزل الروحي، وقصيدته في الحكمة الإلهية التي حبّرها ووشاها ببديع الاستعارات ولطيف الكنايات، فجاءت من عقائله المشهورة وبراعاته المأثورة، سارت بها الركبان وتكاد تسمعها من كل لسان، وكلها مختارة لا يُعلم لأحد في معناها مثلها. وهي التي عرب الأستاذ بطرس البستاني طرفاً منها، أولها:

 

بدت تجلو بعالمنا سناها فنور      الشمس يخجل من ضياها

فتاة كاعبٌ أم عجوز             صفات ليس يجمعها سواها

 

 

وفي حَبله حطب في هذا الحقل المتأخرون يعقوب القطربلي ويوحنا البستاني المانعمي ويعقوب ساكا، فكانوا بين اللحاق والتقصير وهم إلى هذا أميَل.

 

 

 

الفصل التاسع : في طبقات الشعراء السريانيين

 

تجد بين الشعراء السريايين، شعراء العبقرية، وشعراء القريحة، وشعراء جمعوا في الكثير الغالب بين الموهبتين، وشعراء الطبقة الوسطى فالمتأخرين، فمتخلّفي الشعراء.

فمن الطراز الأول، مار أفرام الشاعر الخالد الموهوب الذي فاز بإكليل العبقرية وجاء بالحسنات الساحرات، عقد عقائد النصرانية الدقيقة وأسرارها السامية شعراً أرسله من فيض خاطره الفسيح، فلا تأنق ولا تكلّف، خرج على طراز فنّي موفّق عليه طابعه ووسمه، ما نُسج على غِراره ولا صُبَّ على قالبه، ومن أقوى خواصه التدفّق والتعمّق والتجديد، وقوّة الأسلوب وبراعة الحبك والتصرف في فنون الإبداع.

ومن الصنف الثاني: يعقوب الرهاوي وابن العجوز وابن قيقي وابن صابوني وابن اندراوس، الذي يسبك فيحسن السبك ويصوغ فيُحكم الصوغ، والكلام في أبياته مرسل مطبوع ويمشي في كثير منها في الرعيل الأول.

وممن جمع بين الموهبتين: اسحق ألأمدي واسحق الرهاوي والسروجي وابن العبري. وامتاز السروجي بتولد المعاني واستقصائها وسلامة شعره على الطول، وقصائده الجياد الطوال تعّد بالمئات. ذلك فيض يسخر بالحدود ونور ينفذ من الستور أنت منه حيال شاعر لا شك أن رسول لقوة إلهية تلهمه – وابن العبري يبهرك منه لفظه المونق وأسلوبه المشرق، وقافيته المروّضة وصُوره الأخاذة وما فيها من السهولة والانسجام والرقّة والفن، يفتح مطلع القصيدة فكأنما يفتح لك باب الجنة، فلا مندوحة لك عن متابعته حتى تحطّ معه الرحال، فإذا أنت أشوق إلى استطلاع أنوار القصيدة الثانية فما بعدها، روحه وفنه قويّان وعلمه وشعره واسعان، هذا في قصائده العصماء وليست البواقي كذلك، وقلّ من جاء شعره كله مطبوعاً على غِرار واحد.

وممن امتاز بإشراق الديباجة ونصاعة القول ورقة اللفظ وعذوبة الأسلوب قورلّونا وكذلك كان آسونا وبالاي، ويعقوب الرهاوي في مدارش آلام السيد المسيح.

ومن شعراء الطبقة الوسطى انطون التكريتي وحزقيال الملطي، وأبونصر البرطلي والحدلي واللبناني وشمعون الطورعبديني. ومن خصائصهم طلاوة الديباجة والجزالة والسهولة وإحكام التأليف. ويغلب على الأخيرين السلاسة وفيض القريحة، إذا استثنينا بعض القصائد اللبناني التي استهوته فيها القافية المكلّفة وعابها التعمّل.

والمتأخرون المتكلّفون ولهم الجيّد والرديء، ينظمون بالصنعة وحيناً يوفّقون في صنعتهم اللفظية وآونة يُخطئون الهدف – ثم متخلفوا الشعراء الذين يختلط في نظمهم السذاجة والإسفاف والوتر المملول بنزر من الجودة.

ويمكننا أن نقسمهم أربع طبقات، فنعدّ في الطبقة الأولى: مار أفرام 373 + وآسونا وقورلّونا 400 واسحق الآمدي ورابولا 435 + واسحق الرهاوي وشمعون الفخاري وجوقته 514 والسروجي 521 + ويعقوب الرهاوي 708 + وجرجس أسقف العرب 725 + وابن العجوز 829 وابن قيقي 1016 وابن الصابوني 1095 + والكركري 1143 + وابن اندراوس 1156 + وابن المعدني 1263 + وابن العبري 1286 +.

ومن الطبقة الثانية: صموئيل تلميذ مار برصوم وداود بن فولوس 800 وانطون التكريتي 740 ودنحا، وحزقيال الملطي 905 وأبونصر البرطلي 1290 وأشعيا السبيريني 1509 + والمفريان شمعون 1740 +.

ومن الطبقة الثالثة: ابن وهبون 1193 + وميخائيل الكبير 1199 + وحنانيا الغريب 1220 + ويعقوب البرطلي في نحوه المنظوم فقط 1241 + وجبرائيل البرطلي 1300 + ويشوع ابن خيرون 1335 + وصليبا ابن خيرون 1340 وابن شي الله 1493 + وداود الحمصي 1500 ؟ ومسعود الزازي 1512 + ونعمة الله نور الدين 1587 ويوحنا الخديدي 1719 والقطربلي 1783 + ويوحنا البستاني 1825 + وزيتون النحلي 1855 + ونعوم فائق 1930 + ويعقوب ساكا 1931 +.

ومن الطبقة الرابعة: أبو غالب 1177 + وحسن ابن زروقا ويشوع السبيريني 1490 + وعيسى الجزري 1495 وعبده الحاحي 1504 والقس الحبسناسي 1505 وسرجيس الحاحي 1508 ويوسف الكرجي 1537 + وابن غُرير (1685 +) وهداية الله الخديدي (1693 +) ويوحنا السبيريني (1729 +) وابن ميريجان (1804 +) وكوركيس الآزخي (1847 +).

ومن هؤلاء الشعراء المكثر جداً الذي توفر حياته كلها على نظم القريض فكان شعره مجلدات شتى كافرام ويعقوب السروجي. والمكثر الذي جمع له ديوان ضخم كاسحق، والوسط كابن العبري وابن فولوس وغيرهما، وصاحب مقطّعات الشعر، والمقل كقورلّونا واضرابه، ومن وقفنا له على قصيدة واحدة أو بضعة أبيات.

والذين عُملت دواوينهم وحُفظت هم: أفرام واسحق والسروجي وابن فولوس والتكريتي، وابن اندراوس وابن المعدني وابن العبري واللبناني والطورعبديني وساكا.

أما الشعراء الذين حال شعرهم دون وصفه ونقده فهم: وفا الآرامي وابن ديصان (222 +) وشمعون برصبّاعي 344 وآبا، وعبسميا 400 ودادا الآمدي وماروثا الميافارقيني 420 والبطريرك جرجس الأول 790 + وشمعون ابن عمرايا 865 ويوسف الملطي 1055 وابن شوشان (1072 +) وابن الصليبي (1171 +).

وعندنا أشعار مغفلة منها قصيدة في أوريّا الحثي على البحور الخماسي والسباعي والاثني عشري نُظمت قبل القرن الحادي عشر[24] وعلى هذا النمط قرأنا قصيداً لبعض المتخلفين، ومنها قصيدة أفرامية نفيسة في عيد السنبل ومديح البتول مطلعها: أيها المسيح الخبز السماوي الذي نزل من العلى إلى العمق[25] ولعلها لابن شوشان، وقصيدة بليغة في مديح السروجي ونُحلت ابن شوشان نفسه[26] وقصيدة اثنا عشرية الوزن في مار قرياقس الشهيد[27] وقصيدتان وسوغيث في الشهيدين شمعون برصباعي وبربعشمين[28] وقصيدة في شليطا الناسك[29] وسوغيث أفرامي على الأبجدية مُقفى لطيف يُتلى على المائدة وفي شرب الخمر بدؤه: إياك أحمد اللهم[30] واثنتان وعشرون قصيدة حكمية مهذبة على الأبجدية، تشتمل الأولى على ألف واحدة والثانية على بأء واحدة وهكذا[31] وغير ذلك.

 

 

 

الفصل العاشر : في نقول الكتاب المقدس

 

للعهد العتيق بالسريانية نقلان: نقل النسخة المسماة البسيطة (فشيطتا) لترك البلاغة في نقلها، واختلف العلماء في تاريخ هذه الترجمة: فزعم بعضهم أن أسفارها الأولى نُقلت من العبري إلى السرياني في زمان سليمان داود وحيرام صاحب صور، وذهب آخرون أن ناقلها هو آسا الكاهن، وهما رأيان مضعوفان مدفوعان، وقال غيرهم أنها نقلت في أورشليم بأمر أبجر ملك الرها ومار أدى الرسول، والأصح أن نقلتها جماعة من اليهود المتنصرين في القرن الأول.

والنقل الثاني السبعيني عمله مار بولس مطران تل موزلت سنة 615 – 617 بأمر اثناسيوس الأول بطريرك انطاكية، عن هكسبلة اوريجانس أي الترجمة اليونانية المسدسة المصادر، وأصبح عماد العلماء في تفسير الأسفار الإلهية، وتجد ابن العبري كثيراً ما يرجع إليها في تفسيره “مخرن الأسرار” باسم النقل اليوناني وقد عقد فصلاً خاصاً في كتاب نحوه الكبير الموسوم بالأضواء[32] أورد فيه اثنتي عشرة شهادة من أسفار العهدين أثبت فيها ضبط النقل السبعيني دون النقل البسيط، بياناً لصحة الأول وغلقاً لباب الجدال والمماحكة في هذا الباب.

وستقف على نقل خاص للمزامير عمله شمعون رئيس دير ليقين في الربع الأول من المئة السادسة[33] وللعهد الجديد ثلاثة نقول: النقل البسيط وهو الذي عُمل في سلخ القرن الأول أو صدر المئة الثانية، وحوى أسفاره كلها ما عدا رسالتي مار يوحنا الثانية والثالثة ورسالة مار بطرس الثانية ورسالة مار يهوذا. والنقل الفيلوكسيني الذي تمَّ على يد الخوري بوليقربوس بعناية مار فيلكسينوس مطران منبج عام 505 والنقل الحرقلي عن اليونانية الذي تنوَّق فيه مار توما الحرقلي مطران منبج سنة 616 وكان للعهدين ترجمة أخرى بحسب اللهجة الفلسطينية، وهي أحدث الترجمات المذكورة آنفاً ولم يبق منها سوى نتف.

 

 

الفصل الحادي عشر : في الضوابط اللغوية السريانية

 

اصطلح اللغويون السريانيون على تسمية ضوابط اللغة، تقليداً: فإن الأساتذة حينما كانوا يدّرسون طلبة المدارس الكتاب الإلهي بحسب النقل البسيط بدءاً من المزامير، كانوا يلقّنونهم القراءة الصحيحة المضبوطة فيعلّمونهم الأشكال (الحروف) والنبرة، ويرقمون الحركات وبعض النقاط فوق الكلمات، وبدأت هذه الطريقة في مدرسة الرها منذ صدر القرن الخامس، ومنها انتقلت إلى مدرسة نصيبين، وكانوا يجعلونها ثلاثة أبواب، الأول: نسخ التوراة المنقطة والمشكلة، والثاني يحتوي على مقالات في النُقط والحركات، والثالث يتضمن الألفاظ المبهمة الغريبة. وأدخلها الأستاذ سبروي مؤسس مدرسة بيت شاهاق في مدارس الشرق الأرثوذكسية.

وفي سنة 705 أعاد مار يعقوب الرهاوي في دير تلعدا، النظر في ضبط متون التوراة، وهو الذي أتمَّ ضبط هذه الطريقة عندنا، فقسم الأسفار الإلهية فصولاً، قدَّم على كل منها مضمون ما يشتمل عليه، وعلّق على المتن عدة حواشي في الهوامش تتضمن دروس النقول السريانية واليونانية، ولفظ الكلمات الصحيح. وقد وصل إلينا طائفة من هذه الأسفار في نسخ قديمة كتبت في سنة 719 و720. فسار على طريقته علماء لغويون أفاضل من رهبان دير قرقفتا، الذي كان في قرية المجدل على نهر الخابور غير بعيد من بلدة رأس العين وحسكة الحالية. وحصل من اشتغالهم اللغوي تقليد عرف بالتقليد القرقفي، ونبغ فيهم عالمان جليلان في رأس العين، أحدهما سنطا طوبانا وكان مقيماً في بعض أديار ذلك الموضع والثاني الشماس سابا الرأسعيني وكان واسع العلم باللغة متقدماً في صناعته غاية في إحكامه ضوابط الكتاب، ومع ذلك ورعاً من الصالحين، وكانا كلما ضبط الأول فصلاً أعقبه بحرف (ط) والثاني بحرف (س) أخذاً من اسميهما. هذا ما ذكره عنهما الحسن ابن بهلول في معجمه عمود 1363 و1364 ووصلت إلينا كتب بخط سابا سنة 724 و726[34] وهو زمان تقدم هذا الفن. ومن الأساتذة الذي اشتغلوا به الأخ إبراهيم من دير قوبا سنة 724 – 726 وشمعون من قرية تل كمّثري رئيس اسفولس وثاودوسيوس التلّي المدبر [35] والأسقف كوركيس سنة 736 [36] وإبراهيم الحاحوني وتلميذه الشماس روبيل سنة 817[37] وباسيل وشموئيل وشمعون وكوريا في دير مريبا سنة [38]841.

وتجد في خزانة لندن عدد 168 كتاب مزامير ضبطه الراهبان صموئيل ومتى من دير المشارقة سنة 600 وتحت عدد (171) انجيلاً قديم العهد عارضه وضبطه قسيس قرية نهرا وتلميذا قلايته يوحنا ابن دانيال العربي والشماس يوحنا العربي الجنس من اونمرا.

واعلم ان كتب التقليد هذه لا تورد متن الاسفار الإلهية برمّته، وانما تقتصر على الايات التي تحتاج الفاظها ضبط، او تختلف في النقلين اليوناني والسرياني، وتجد الفاظها مشكّلة تشكيلاً قيقاً كاملاً، ولا يغيبنَّ عنك ان في نسخها تفاوتاً في ما اشتملت عليه من المتون.

وأضاف بعض هؤلاء اللغويين الى الاسفار القدسية. قِطَعاً اختارها من مصنفات ائمتنا ديونيسيوس الاريوفاغي وباسيليوس والنزينزي والنوسي وسويريوس. ومنهم من اشتغل بضوابط مصنفات مار افرام ومار يعقوب الملفان والرهاوي وانطون التكريتي وسير القديسين وقصصهم وغرها. ووجدنا من كتب التقاليد اثني عشرة نسخة قديمة، تتراوح تواريخها بين سنة 980 و 1205 م منها نسخة دير الزعفران المؤرخة سنة 1000 م (عدد 241) ما عدا نسخة حديثة في الخزانة القدسية كتبت في أواخر القرن الخامس عشر (عدد 42) وفي خزانة لندن نسخة فريدة للنساطرة أنجزت عام 899 م.

وتجد فيها تحت عدد 163 المجلد الأخير من خطب سويريوس، ضبطه الراهبان صموئيل وتوما من دير مار يوحنا نارب سنة 563 وفي الخزانة القدسية كتاب البطريرك قرياقس، ضبطه القس ثاودورس التكريتي من دير العمود عام 806 واظنه تسقّف على مرعش سنة 825 -834؟

 

 

 

الفصل الثاني عشر : في شروح العهدين

 

 

لقد صرف علماؤنا أقصى جهودهم في خدمة كتب الوحي وشرحها، ولو لم تتناول يد الضياع مجلدات شتى من هذه الشروح لكان لنا منها وحدها خزانة كاملة.

وأقدمها تفسير القديس مار أفرام للعهدين ألّفه في أثناء تعليمه في مدرسة الرها. وصل إلينا منه شرح سفر التكوين وأكثر سفر الخروج وآيات متفرقة من باقي الأسفار، أما تفاسير العهد الجديد فقد ضاعت وتجد في قصائده وخطبه شرحاً لآيات شتى من الكتاب الكريم.

ولتلميذه آبا شرح للإنجيل وخطبه في سفر أيوب وشرح للآية التاسعة من المزمور الثاني والأربعين. وللملفان السروجي ميامر عديدة ضمنها شروحاً ضافية لكثير من مواضيع الكتاب العزيز، وفسَّر فيلكسينوس المنبجي الأناجيل ووصل إلينا تفسيره، وكذلك الأنبا يوحنا ابن افتونيا فسّر سفر نشيد النشائد. ودانيال الصلحي، سفر المزامير في ثلاثة مجلدات ضخمة، وماروثا مفريان تكريت، الأناجيل ومنه نقل الراهب ساويرا الأنطاكي. ووصل إلينا أقسام من تفاسير يعقوب الرهاوي للكتاب الإلهي في تأليفه الخاص أوفي رسائله.

أما شروح جرجس أسقف العرب فلم يصل إلينا منها سوى ما أخذه عنه المتأخرون وجمع الأستاذ الربان لعازر ابن قنداسا تفسيراً لبعض الرسائل البولسية، وفسر البطريرك جرجس الأول إنجيل متى ولاياونيس مطران دارا تفسير لا نعرف منه سوى ما أخذه عنه ابن الصليبي في تفسير العهد الجديد. ووصل إلينا من ابن كيفا مطران بارمّان مفسّر العهدين أجزاء من شرح سفر التكوين وتفسير أناجيل متى ولوقا ويوحنا ورسائل مار بولس. ومن المفسرين القس اندراوس الأورشليمي والشماس زوراع (زُرعة) النصيبيني اقتبس منها ابن الصليبي في تفسير العهد العتيق، والربان يوحنا تلميذ مارون الذي فسر سفر الحكمة على ما جاء في مخزن الأسرار.

أما الذي أحرز قصبات السبق وعلا كعبه في هذا الباب فهو يعقوب ابن الصليبي مطران آمد (1171 +) فإنه أغنى أسفار العهدين بتفاسير مطولة جمع فيها فاوعى وأجاد، وأورد كل ما جادت به قرائح من تقدمه من المفسرين المتبحرين. فسّر العهد القديم في عدة مجلدات، قم اختصره بتفسير مطول كافي، ففقد الأول وبقي الثاني وكذلك تفسير العهد الجديد وعليه المعوَّل. ولابن العبري كتاب “مخزن الأسرار” فسّر فيه العهدين ووشحه بفوائد نادرة نقلية ولغوية، وعلّق على شروح السالفين كشفاً للمشكلات وحلاً للمعضلات مما لا تقوى عليه إلا يراعة مثله.

ولخص المفريان برصوم الثاني المعدني (1454 +) تفسير الأناجيل لابن الصليبي وعلّق عليه، واختار البطريرك بهنام الحدلي شروحاً من تفسير الصلحي علقها على المزامير، ولخص داود الحمصي شرحاً من التفسير نفسه[39].

وأعلم أن مفسّري الصدر الأول إلى المئة السابعة جاءؤنا بنتائج اجتهادهم.

وهم بين الإسهاب والاقتضاب، ومفسري الحِقبة الثانية استفادوا من مصنفات الأقدمين ومن جاء أئمة النصرانية أفرام وباسيليوس والذهبي وقورلس وسويريوس ومن جاء بعدهم من المفسرين السريانيين متخيّرين من آرائهم ما راق لهم، وأضافوا إليها ما عنّ لهم واستنبطوا وهو يسير، وتجد ابن الصليبي بعد سرده شتى الآراء، يدع الخِيار للقارئ ليأخذ منها ما يستحسنه.

أما الطريقة التي اتبعوها فهي إما شرح الآيات آية فآية، وإما الاقتصار على الآيات التي تقتضي التفسير. وفيهم من اعتمد طريقة المدرسة الأنطاكية في الاعتماد على المعنى الحرفي اللفظي، وفيهم من أخذ بطريقة المدرسة الإسكندرية فغاص على المعنى الروحي الرمزي، وجمع بعضهم بين الطريقتين كما فعل خاصة ابن الصليبي.

 

 

 

الفصل الثالث عشر : في التأليف المنحولة

 

ألف بعضهم في قديم الزمان مقالات منحولة (موضوعة) من التوراة وزرّفوا فيها، فشاعت عند نصارى الشرق وخصوصاً السريان. منها كتاب اليوبيل وعهد آدم ولم يبق منه غير شذرات. ومناجاة موسى الكليم لله في جبل سينا نشرها هال بالسريانية في شيكاغو سنة 1888 ومزمور وأربعة أناشيد نشرها وليم رايت في لندن عام 1887 أولها المزمور المئة والحادي والخمسون وبدؤه: صغيراً كنت في بيت أبي، وهو منقول من التوراة السبعينية، والنشيد الأول صلاة حزقيا الملك حين ما حزَ به أعداؤه. والثاني نشيد الإسرائيليين عندما أجاز لهم قورش العودة إلى أوطانهم. والثالث والرابع أنشدهما داود الملك لدن مصارعته للذئب والأسد اللذين اختطفا خروفاً من قطيعه، وبعد ظفره بالوحشين.

وعندنا أيضاً رؤيا باروخ نشرها المستشرق سيرياني في كتاب عزرا وسفر المقابيين الرابع، وأعاد بارنس طبع السفر الأخير وستة متون سريانية تتعلق بشهادة المقابيين ومرّ بك خبر قصة أحيقار المختصرة من نسخة آرامية كتبت قبل سفر طوبيا بزمن يسير أي في القرن السابع أوالخامس ق. م ونشرها رندل هاريس في كمبرج في سنة 1898 ونقلها فرنسيس نوإلى الفرنسية عام 1909.

وكثيرة هي التأليف الموضوعة في العهد الجديد منقولة من اليونانية، وبينها وبين أصلها فروق بيّنة ككتاب عهد ربنا الذي ورد في مقدمة المراسيم الرسولية ويظن وضعه في صدر المئة الخامسة. وإنجيل الطفولية الملّفق في القرن الخامس فما بعده. والنظام الرسولي الكنسي المؤلف في وسط المئة الثانية. ورسالة مار يعقوب أسقف أورشليم إلى قودوروطس المسيحي الإيطالي ينبئه فيها بما حكم به القيصر طيباريوس على اليهود. ومذكرة أو أعمال ربنا أمام بيلاطس البنطي ونقلت من إنجيل نيقوديمس ومعها الرسائل التي تبادلها هيرودس وبيلاطس، وجدت نسختها في كتاب الديدسقالية المحفوظ في كنيستنا بمذيات، ويُظن مخطوطاً حوالي القرن الثامن، ونشرها السيد رحماني في الجزء الثاني من مجموعته “الدروس السريانية” أما قصة العذراء مريم وسيرة ربنا على الأرض، فهي ملخصة من الإنجيل المنحول مار يعقوب والإنجيل الملفّق باسم متى، وإنجيل الطفولية أوتوما العبراني وإنجيل ولادة العذراء لانتقالها. وهذه القصة وهي ستة أبواب موجودة في عدة خزائن، ومنها سنة فرغ منها في سنة 1468 وطبعها رايت في لندن عام 1865 ونقلها إلى الإنكليزية، أعادت طبعها السيدة لويز سنة 1902 عن نسخة من خزانة طور سينا ونشر “بدج” قصة العذراء منقولة إلى الإنكليزية سنة 1899.

ويوجد بالسريانية فقط قصة بيلاطس وتجنيز العذراء، ورؤيا بولس ووفاة يوحنا وأعمال متى واندراوس وقصة القديسة تقلا. أما إنجيل الرسل الثني عشر الموضوع في القرن الثامن فقد نشره هاريس سنة 1900 وعندنا نسخ شتى من أخبار بطرس وبولس وشهادتهما، وسيرة يوحنا وأسفار فيليبس وأعمال توما الرسول ويسمى يهوذا توما. ولهذه الأعمال نسخ مختلفة يظهر أنها وضعت بالسريانية في حدود سنة 332 تلوح عليها المبادئ الغنوستية، وخصوصاً المقال الموسوم بنشيد النفس الأصيل الوضع بالسريانية ولا نسخة ثانية له. وهو منظوم بشعر سداسي الوزن يشتمل على مئة وخمسة أدوار. ترجمه وبحثه وطبعه بيفان في سنة 1897.

وحفظت لنا السريانية أيضاً نص رسالتين في البتولية نُحلتا القديس اقليميس الروماني (101 +) والأرجح أنهما وُضعتا في أواخر القرن الثالث أو في القرن الرابع.

أما تعليم بطرس في رومية فهوأحدث عهداً ويتصل بأعمال الرسول الموضوعة من طريق بعيد.

 

 

 

 

 

الفصل الرابع عشر : في التأليف نصف المنحولة

 

يمكننا أن نضم في سلك التآليف أشباه المنحولة:

1: كتاب ديدسقالية الرسل، وليس من يجهل هذا التأليف القديم الجليل الذي صار أساساً لتأليف الكتب الستة الموسومة بالمراسيم الرسولية. فهومشتمل على شتى القوانين لسائر درجات البيعة ورُتبها وأوضاعها، وما فرض على المؤمنين من مناسك العبادة من صلاة وصيام وما إليها، ومن الثابت أن هذه المراسيم وضعها بعض أتقياء الأحبار في أوائل القرن الثالث، أخذاً عن تقاليد أسلافهم عن المبشرين عن الرسل القديسين، وحوَّروا فيها بحسب تقليد زمانهم وعاداتهم، ونحلوها أسماء الرسل الأثني عشر.

وهي مفقودة بأصلها اليوناني، ولكن لها والحمد لله نسخة سريانية عريقة في القدم ترقى إلى القرن الثالث، أي أنها قريبة جداً من زمان تأليفها. طبعها بولس لاكارد في لبسيك سنة 1852 عن نسخة في باريس كان وهبها دوق تسكانا الكبير إلى اوسابيوس رينودوت في أوائل القرن الثامن عشر وأعادت طبعها السيدة جبسن في لندن في عام 1903 ونقلت إلى عدة لغات أوروبية ومنها الفرنسية نقل فرنسيس نو سنة 1912 وفي خزانتنا نسخة منها أُنجزت عام 1204 م

2: تعليم أدى البشير:

وهومقال قديم جداً في أصله يثبت وجود الرسول ادى وخليفته اّجى. وفحواه أن الأبجر الأسود ملك الرها، حينما أتاه نبأ السيد المسيح جلّ شأنه، والأشفية التي يفعلها بدون عقاقير في فلسطين، كتب إليه يدعوه إلى مدينته، ليشفيه من داء يشكو منه ويشاركه في مملكته. فأجابه الرب يسوع أنه قبل صعوده إلى السماء سيعهد إلى أحد رسله في أمر شفائه جسماً ونفساً. وكان ادّى البشير هو المندوب إلى هذا الأمر. فقام به بعد العنصرة وشفى الملك ودعا إلى الدين المسيحي، فاهتدى الملك والوثنيون واليهود، فقوّض ادّى هياكل الأوثان وبنى البيعة الأولى في الرها ونهض بأعبائها إلى أخر أيامه. وأقام أجّى خلفاً له ودفن في ناووس ملوك الرها.

ويرى المستشرقون أن هذا الحدث جرى في أواسط المئة الثانية ولكننا أثبتنا في تاريخنا الكنسي[40] وقوعه في المئة الأولى.

وعرف اوسابيوس القيصري المؤرخ هذا التعليم كما وصل إليه بحسب نسخته الأصلية ولكنه زيد بعد زمانه. فأضافوا إليه في أخر القرن الرابع، قدوم رسول الأبجر إليه بصورة المسيح، وقصة وجود الصليب الخيالية على يد الملكة بروطونيقي زوجة القيصر قلوديوس (41 – 54) أخذت من قصة هيلانة – ونشره ج. فيليبس منقولاً إلى الإنكليزية في لندن سنة 1876.

وفي خزانتنا الأورشليمية المرقسية نسخة عهد ربنا الذي كتبه اقليميس في ثمانية كتب أو أبواب، وكتاب اقليميس الثاني نقل مار يعقوب الرهاوي إلى السريانية في سنة 687 وتعليم ادىّ تحت (عدد 153 و247).

 

 

 

الفصل الخامس عشر : في الطقوس الكنسية

 

غير خاف أن الطقوس الكنسية أعني فروض الصلاة والأسرار المقدسة ترقى في أصلها الجوهري إلى صدر النصرانية. لأن بيعة الله لم تكن تستغني عن أدعية تتلى في أثناء العبادة. وخدمة الأسرار المقدسة، مع تلاوة كتاب الله وتفسيره. وذلك وصل اليها بطريق التقليد من الرسل كما نوّه به مار بولس. وتجد مؤلف الديدسقالية قد ضمنها صلوات جوهرية من هذا القبيل، ولكنها في غاية الاختصار.

وأول الأدعية مزامير النبي داود، فإنها عمّت البيعة لاشتمالها على تراتيل بارعة الحسن والتسابيح فائقة الحلاوة سامية المعنى. فلما انتصف القرن الرابع شرع مشاهير أئمة النصرانية يدخلون إلى الطقوس أناشيد منظومة موقَّعة على ألحان خاصة، ولم يزالوا يؤلفون إلى جانبها الأدعية المنثورة المقتضاة حتى رتبت سائر الفروض الطقسية عند السريان في أواخر المئة السابعة. ثم أضاف إليها بعضهم طرفاً في القرون التالية. وعلى هذه الطريقة سلكت ملل النصرانية على اختلاف أجناسها ولغاتها.

ومن الثابت أن الطقس الكنسي لم يكن جارياً على نسق واحد ووجوه معينة في كل موضع في القرون الأولى حتى في البلاد المتجاورة، إلاّ في أصوله وفروعه الأساسية. وكان طبيعياً حدوث الاختلاف والفروق في نسخ الفروض، لامتداد النصرانية واتساع الطقوس وتنوعها وتفاوت ثقافة المؤلفين فضلاً عن مقدرة النساخ.

قال لعازر ابن العجوز مطران بغداد (829) في رسالة “تصحيح خدمة القداس ف 3 ص 31 ” ولقد كتب القسوس أنفسهم فناقيث ضمّنوها زوائد ونواقص جهلاً، وقال أيضاً ابن وهبون في رسالته “تفسير القداس: أن فنقيث الكهنة يحوي زيادة ونقصاناً”

ولما كان للطقوس الكنسية محلّ من تاريخ الأدب السرياني خطير، لاشتمالها على تآليف عديدة جرت فيها يراع العلماء وانطلقت في ميدانها أقلام الأدباء، أمسى بحثها من أهم الأبواب. أما المستشرقون فقد أغفلوه لصعوبة استقصائه، إلا بومشترك ففي كتابه منه صبابة.

وتتناول هذه التأليف في الكنيسة السريانية خمسة عشر صنفاً أو نوعاً وهي:

1 ً: كتاب صلاة الفرض الأسبوعي المعروف بالاشحيم

2 ً: قراءات الكتاب المقدس.

3 ً: كتاب الليتورجيات أي خدمة القداس الإلهي.

4 ً: فناقيث الآحاد على مدار السنة.

5 ً: فناقيث الأعياد السيدية وأعياد القديسين

6 ً: فنقيثا الصوم الكبير وأسبوع الآلام.

7 ً: كتب الحسايات أي صلوات الاستغفار للآحاد والأعياد والصوم وأسبوع الآلام وغيرها.

8 ً: كتاب طقوس العماد وبركة أكليل المتزوجين ومسحة المرضى والتوبة.

9 ً: كتاب الرسامات الكهنوتية

10 ً: كتاب الأعياد الحافلة

11 ً: كتب الجناز.

12 ً: كتابا أدعية الكاهن وصلوات الرهبان.

13 ً: كتب الألحان البيعية.

14 ً: سفر الحياة.

15 ً: كلندار الأعياد السنوي.

ورأينا أن نقدم على هذه المباحث في الموسيقى الكنسية ونختمها بثبت النسخ القديمة التي اعتمدنا عليها في بحثنا.

 

 

 

المبحث الأول : في الموسيقى الكنسية

 

 

رضى أئمة الدين إدخال اللحون إلى بيعة الله لأسباب ثلاثة: أولها مناهضة ألحان الوثنيين وأصحاب البدع، التي حاولوا بها إفساد قلوب الناشئة عقيدة وأداباً. فعارضوها بأشعار جزلة دينية قضت على الأشعار الفاسدة. وثانيها الاستعانة بها على النشاط في عبادة الله ودفع الملل عن المصلين في أثناء تلاوة الفرض المُطوَّل. وثالثها تنبيه الحواس إلى إدراك معاني الصلاة، لأن المصلين إذا ما ترنموا أو سمعوا الترتيل استوعبوا معاني ما يرتلون، وكان ذلك أسرع إلى أذهانهم وأوقع في نفوسهم وأعمق في قلوبهم وادعى إلى الخشوع، وكان للأئمة في هذه الطريقة اسوة بداود النبي صاحب المزامير وجوقته المرتبة. فجروا في ميدانه وعلى نهجه صنعوا ألحاناً لها نغم حسنة مؤلفة بعضها إلى بعض على نِسَب متعارفة وذلك بعد المجمع النيقاوي. وأول من شدا بها عند السريان القديس مار أفرام، وعند اليونان القديسون غريغوريوس النزينزي فقورلس الأورشليمي فاياونيس الذهبي الفم، وتابعهم من السريانيين مار اسحق ومار رابولا ومار بالاي وجماعة الفخّارين، فالقديسون يعقوب السروجي وسويريوس الأنطاكي اليوناني ويعقوب الرهاوي، وناظموا التراتيل المسماة عند اليونانيين بالقوانين ونقّلتُها وغيرهم ممن احتذى مثالهم على تراخي الأيام، فصاغوا الألحان وأحكموا صنعتها وتفننوا فيها. فوقعت خير موقع وبلغت من المصلين كل مبلغ، لأن جُلّ فروضنا السريانية منظومة شعراً[41].

واتخذ السريان واليونان الألحان ثمانية من الأول إلى الثامن وسمّوها “أكاديا” فيها الحار والبارد والرطب واليابس، وفيها اللحن المطرب والمحزن والمذلّل والمنبه والمنشط، يتناوبون منها في كل أسبوع نغمتين متقابلتين فالأول يقابل الخامس وهكذا. وجعلوا لكل عيد موسم مشهور وحالة لحناً خاصاً به ينطبق عليه كل الانطباق[42] وتخيّروا لها الأصوات الطبية الرخيمة، وجعلوها بين صفّين يتناوبان ترتيلها ويتراجعان، وأقاموا للصف رأساً يراعي نظامها من أحذق الكهنة أوالشمامسة وأمهرهم في الألحان – وحسن الإيقاع والمساوقة من نتائج تناسب الأصوات – فبلغوا فيها من الإحكام الغاية.

واشتهر من رؤساء الصفوف في حدود سنة 1218 الربان أبو الفرج ابن اليشاع، كان حاضر الذهن كثير الحفظ عن ظهر قلبه فنقيث الفروض على مدار السنة، على ما ذكر ابن العبري في تاريخه الكنسي (مج 1 ص 637).

وأبدع ألحاننا وأحسنها صوغاً وأحكمها صنعةً، التخشفتات والقاثسمات والمعبرانات والمداريش، وهي من صدور الأناشيد وأوائلها. ولأكثرها مدّات وليّات وعطفات ونبرات وما إليها، ولها شجاً ورقةً، وذهب للسريانيين بها صيت وذكر، خصوصاً أهل ديار بكر والرها، وهم يأخذونها بطريقة التقليد ولما لم يقيدوها بعلامات وضوابط ذهب الدهر بقسم صالح منها، غير أنه أبقى بقية كافية[43] .

 

 

 

المبحث الثاني : في كتاب الفرض الأسبوعي

 

كتاب الفرض اليومي على مدار الأسبوع ويعرف بالاشحيم أعني البسيط، هوكتاب وسط مؤلف من صلوات وأناشيد، اشتملت مع اختصارها على عدة أبواب من تسبيح وتوبة وذكر العذراء والرسل والآباء والأنبياء والشهداء والموتى. كلها موزونة ما خلا الأبيات التي تتلى يومياً مع نشيد القديسة مريم العذراء وبدؤه: تعظم نفسي الرب (مورب) وهي منقسمة على الأوقات السبعة أي المساء والستاّر والليل والصبح والساعات الثالثة والسادسة والتاسعة، ولكنها ترتل اليوم في الأصباح والمساء فقط على لحون خاصة وعامة تدور على الألحان الثمانية تبادلاً، لكل أسبوع نغمتان.

وقد جمع هذا الكتاب على الأرجح في أواخر المئة السابعة بعناية مار يعقوب الرهاوي، على ما ورد في نسخة محفوظة في خزانة باريس كُتبت في القرن الخامس عشر. وقرأنا في بعض نسخه القديمة أنهُ مجموع طبقاً لتقليد الرها أي الطريقة التي جرت في كنيستها. أما مؤلفو أبياته فهم مار أفرام ومار يعقوب السروجي واسحق وبالاي أسقف بالش وشمعون الفخاري، ولا يبعد أن يكون للرهاوي نصيب منها، وهو الذي انتقى أبياته ساذجة سهلة ليستوعب المصلون على اختلاف طبقاتهم معانيها، وقال ابن الصليبي في الفصل الرابع من مجاوبته للشماس يشوع الذي استهوته الطقوس اليونانية فندّد بسذاجة كتاب الاشحيم “إن هذا الكتاب وضع ليرتله المصلون السذّج والرواهب، ومن أجل ذلك انتقوا فيه الأبيات السهلة التي يتصل معناها بالعقل فوراً، وبالتالي تؤثر في القلب حالاً”[44] والأمور بمقاصدها.

ومن أقدم النسخ التي وقفنا عليها، أوراق يسيرة محفوظة في دار الآثار بدمشق هي بقية نسخة كتبت حوالي القرن الثامن وبينها وبين النسخ المألوفة عندنا فروق زهيدة في بعض الألفاظ. ونسخة مخرومة محفوظة في حلب وهي ملك كنيسة الرها، كتبت في القرن الرابع عشر بقلم اسطرنجيلي بحسب تقليد جبل الرها المقدس، وفي موضع أخر ورد فيها: طبقاً لترتيب دير مار يعقوب المقدس أي دير النواويس. وتتضمن أبياتاً تخالف الأبيات التي بيدنا أكثرها في صلوات الساعات الثالثة والسادسة والتاسعة، وقد يكررّ فيها الباعوث ويُستبدل حيناً بعقب.

طبع الاشحيم في دير الزعفران سنة 1890 وطبعناه نحن ثانية سنة 1913 فثالثة في القدس سنة 1934 بعد أن عنينا بمعارضته بسبع نسخ متوسطة القدِم، ووقفنا بينها وبين نسخ الموصل وبلاد الشام التي تختلف في بعض الأبيات وقدّمنا عليه مقدمة تاريخية.

 

 

 

قسم علماء السريان أسفار الكتاب الإلهي فصولاً، وعيّنوا منها قراءات يتلونها على مدار السنة:

1: في آحاد السنة وأعيادها من تقديس البيعة إلى عيد الصليب

2: في سائر أيام الصوم الكبير

3: في حفلات الأعياد الحافلة

4: في أثناء الرسامات الكهنوتية وتلبيس الإسكيم للرهبان

5: في خدمة الأسرار المقدسة وخصوصًا تقديس زيت العماد والميرون

6: في الصلاة على الجنائز

وعيّنوا لكل أحد وحفلة ثلاث قراءات من العهد العتيق، تكون الثالثة من أسفار النبوات، وثلاثاً من العهد الجديد أي الأبركسيس أو إحدى الرسائل الجامعة ومن الرسائل البولسية والإنجيل المقدس. وفي حفلة الميرون وبعض آحاد الصوم ويوم الجمعة العظيمة، تكون قراءات العهد العتيق أربعاً أو خمساً، وأمّا في خدمة سرَّيْ العماد والقداس فيُتلى رسالة بولسية وإنجيل – وعينوا من الإنجيل ثلاث قراءات تُتلى مساءاً وصباحاً وفي أثناء القدّاس، ويمتاز عيد الميلاد والقيامة بقراءة رابعة تُتلى ليلاً، ويُتلى أيضاً مرّتين في كلّ يوم من أيام الصوم الكبير ما عدا السبت، وفي كلّ وقت من ساعات الصلوات في أسبوع الآلام، وثلاث قراءات لحفلة عيد العنصرة، وجاء تقسيمهم لهذه الفصول مطابقاً لموضوع الأحد والعيد واليوم بذوق ودقّة وحكمة بالغة، ممّا لا تجده في بقية الطقوس المسيحية الشرقية والغربية. واستثنوا من الكتاب العزيز قراءة سفرَيْ نشيد الأناشيد ورؤيا يوحنا وأكثر سفري المقابيين.

وكان تعيين فصول الإنجيل التي تُتلى في أسبوع الآلام، في أواسط القرن التاسع على يد الراهب دانيال من دير بيت باتين تلميذ بنيامين مطران الرها، وشاركه في عمله تلميذه الهمام الراهب اسحق. فاختار بعضها من إنجيل الدياطسّرون جامعاً ما تفرّق منها في الأناجيل الأربعة، وقد نوَّه نسّاخ الأناجيل من ذلك الزمان فصاعداً بعمل دانيال واسحق في سائر النسخ التي وصلت إلينا.

وقرأنا في كتاب في خزانة باريس (عدد 258) أنّه في سنة 1000 م عُني البطريرك الأنطاكي أثناسيوس الرابع المعروف بالصلحي (1002+) فجمع وفصّل قراءات العهدين.

وكانت الفصول تُتلى بالسريانية وتجد من مجموعتها ثلاث نسخ قديمة في خزانة لندن (عدد 220) سنة 824 وعدد 243 سنة 862 وعدد 224 سنة 1000 ونسخة بخط حسن في قلاّيتنا بحمص نُقلت في القرن الرابع عشر وأمّا نسخ الإنجيل فهي كثيرة في كلّ الخزائن.

وأقدم نسخ العهد الجديد المكتوبة بالسريانية والمنقولة إلى العربية ترقى إلى سنة 1189 م وهي في خزانة دير مار متى. وبعد دهر طويل كُتبت فصول العهد العتيق بالعربية فاقتصر على قراءة الأسفار الإلهية كلّها بهذه اللغة ما عدا طور عبدين.

ولا يمكننا أن نستقصي بحث الترجمة العربية للعهدين لخلاء أيدينا من متونٍ صريحة قديمة ومعلومات تاريخية ثابتة. والذي نعلمه أنّ يوحنا الثالث بطريرك أنطاكية صرف عنايته إلى نقل الإنجيل المقدس إلى العربية، على أيدي علماء متبحّرين في اللغتين من بني طيء وتنّوخ وعُقيل في حدود سنة 643 إجابة إلى رغبة عُمير بن سعد أمير الجزيرة في مار روى المؤرخ الرهاوي المجهول[45] وابن العبري[46] ونقل حُنين بن اسحق الطبيب النسطوري المشهور (873+) العهد العتيق إلى العربية عن النقل السبعيني[47] ووجدنا في كتاب الدين والدولة تأليف علي بن ربَّن (ربّان) الطبري[48] (حوالي سنة 860) الذي نشره منغانة في مصر سنة 1923 قطعاً من التوراة وفصولاً من أسفار الأنبياء بكلامٍ أُفرغ في قالب الفصاحة كأنّهُ الدرّ المرصوف واللؤلؤ المنضود، وشذوراً من العهد الجديد بكلام سهل متناسب الفِقَر، ولا نعلم لهذه الترجمة خبراً. ونقل الحارث بن سنان ولعلّه الحارث بن سيسن سنباط الحرّاني الملْكي أسفار موسى الخمسة من السريانية السبعينية إلى العربية في سلخ القرن التاسع وأوائل العاشر[49] ونقل العهد العتيق أيضاً الشيخ سعيد بن يعقوب الفيّومي المعروف بسعديا اليهودي نحو سنة 900 ومنه في خزانة فلورنسا عدد (21) نسخة أسفار التوراة الخمسة من العبرانية إلى العربية كُتبت سنة 1245 وفي خزانة الدار البطريركية القبطية بمصر كتاب العهد القديم يحوي نصف أسفار التوراة، نقل عن ترجمة الشيخ سعيد الفيّومي تاريخه سنة 1585 (عدد 23) وفي خزانتنا نسخة مخرومة من الإبركسيس والرسائل نقلها سويرس ابن المقفّع أسقف الأشمونين القبطي (في القرن العاشر) من نسخ يونانية وسريانية وقبطية، عُلّقت سنة 1240. ونقل الشمّاس عبد الله ابن الفضل الأنطاكي الرومي 1052+ من اليونانية المزامير (الفاتيكانية ع 145) والأناجيل، والنبوات والرسائل بحسب الاستعمال الكنسي وفي سنة 1250 نسق الشيخ أسعد أبو الفرج ابن العسّال القبطي ترجمة للأناجيل. وفي خزانتنا الأورشليمية نسختان من الإنجيل فصيحتان سريانية وعربية، إحداهما نسطورية صُفر من تاريخ، والثانية وهي أبلغ أُنجز نسخها عام 1229 (عدد 261) وفي خزانة باريس إنجيل نقل عن الأصل اليوناني مخطوط سنة 1226م (عدد 42) وفي خزانة برمنكهام (عدد 431) نسخة خُطَّت سنة 1368م[50] وفي خزانة دير مار متى كتاب مزامير سرياني وكرشوني بإنشاء فصيح نُسخ عام 1445 والذي نراه أنّ لهذا السفر نقولاً شتى بالعربية كما تعدّدت نقوله عن اليونانية إلى السريانية. وعلى صعوبة البحث في هذه النقول والمتون المتفرّقة، تجد في نسخ الأسفار القدسية البيعية العربية لغة متفاوتة الإنشاء فيها الفصيح والوسط والركيك.

وظلّت الحال على ما ذكرنا في بلاد الشرق حتى ظهرت بعد الترجمة المطبوعة باللاتينية والعربية في رومية عام 1671 الترجمات العربية الحديثة المعروفة في القرن التاسع عشر. أمّا أقربها إلى النقل السرياني البسيط فالترجمة التي ضبطها المطران يوسف داود الكاثليكي، ناقلاً بعضها بنصّه وفصّه من مخطوطات قديمة في بِيَع العراق وأدياره وخصوصاً العهد الجديد، ونُشرت في الموصل سنة 1871–1878 وأمّا أفصحها فالنقل اليسوعي المنشور في بيروت عام 1872–1878.

 

 

 

المبحث الرابع : في كتب الليتورجيات

 

الليتورجية أوالنافورا وأصلها آنافورا، لفظتان يونانيتان يراد بهما خدمة أي صلوات القداس الإلهي، وعمَّ استعمال اللفظة الثانية عند السريان، وقد أفاضوا في تصنيفها إلى حدّ الإغراق، فأكثروا عددها دون الملل المسيحية على الإطلاق، حتى بلغت عندهم زهاء الثمانين بين مطولة ووسطى وصُغرى، طالعنا منها أربعة وسبعين. وهي قسمان : قسم نسب إلى بعض الرسل والمبشرين القديسين وأئمة النصرانية الأقدمين، وما عدا ليتورجية مار يعقوب أخي الرب، لا يصحّ نسبة نافورا إلى رسول أو مبشر – غير أن بعض المحصّلين يرى قَدامة ليتورجيتي الرسل الاثني عشر ومرقس الإنجيلي، ونوَّه بهذه البطريرك جرجس الأول 790+[51] وقسم صحيح ثابت يبدأ بمار باسيليوس القيسري وربما باوسطاثيوس الأنطاكي فما بعده في الجوهريات فحسب[52].

ولا يخفى أن ليتورجية مار يعقوب التي لا يحتمل قِدَمُها جدلاً، هي رسولية المصدر في أكثر صواتها الأساسية العلنية، وأما في القطع السرية وما إليها فنسبتها إلى بعد ذلك الزمان، والذي هذَّبها هو مار يعقوب الرهاوي 708 + والذي اختصرها اختصاراً يسيراً هو ابن العبري 1282 فعرفت الأولى بالكبرى والثانية بالصغرى.

وأقدم نسخ الليتورجيات نسخة على رقّ في خزانة لندن كتبت في حدود القرن العاشر، وبقية النسخ مكتوبة في أواخر القرن الثاني عشر وما بعده وهي كثيرة في سائر الخزائن (لندن عدد 14690 سنة 1182 وعدد 17229 سنة 1218) وها ثبتها:

1- 2 نافورا مار يعقوب الكبرى والصغرى سنة 61 +

3 نافورا مار مرقس الإنجيلي 62 +

4 – 5 نافورا مار بطرس هامة الرسل الكبرى والصغرى سنة 67 +

6 نافورا الرسل منسوبة إلى مار لوقا الإنجيلي

7- 8 نافورا مار يوحنا الإنجيلي الكبرى والصغرى سنة 90 +

9 نافورا ديونيسيوس الأريوفاغي سنة 96 +

10 نافورا مار اقليميس الروماني 102 + وبدؤها اللهم يا من أنت بحر الصلاح الذي لا يوصف.

11 نافورا ثانية له بدؤها : اللهم يا من أنت بحر المحبة الفائق الوصف (نسخة حمص).

12 نافورا اغناطيوس النوراني 107 +

13 نافورا كسوسطس بابا رومية 251 +[53]

14 نافورا اوسطاثيوس الأنطاكي 338 + بدؤها : اللهم يا أيها الحنان الجزيلة رحمته

15 نافورا ثانية له بدؤها : اللهم يا بحر الأمن (نسخة الخزانة الأورشليمية عدد 86)

16 نافورا يوليوس الروماني سنة 356 +

17 نافورا اثناسيوس الرسولي سنة 373 +

18 نافورا باسيليوس مطران قيسرية سنة 379 +

19 نافورا قورلس الأورشليمي سنة 386 +

20 نافورا غريغوريوس اللاهوتي 390 +

21 نافورا اياونيس الذهبي الفم 407 +

22 نافورا قلسطينوس الروماني 440 +

23 نافورا قورلس الاسكندري 444 +

24 نافورا فروقلس القسطنطيني سنة 444 +[54]

25 نافورا ديوسقورس الاسكندري 457 +

26 نافورا طيمثاوس الثاني الاسكندري سنة 470 +

27 نافورا يعقوب السروجي سنة 521 +

28 نافورا ثانية للسروجي.

29 نافورا فيلكسينوس المنبجي سنة 523 +

30 نافورا ثانية للمنبجي

31 نافورا سويريوس الأنطاكي سنة 538 +

32 رسم الكاس لسويريوس

33 نافورا شمعون الأرشمي سنة 540 +

34 نافورا يعقوب البرادعي 578 +

35 نافورا بطرس الرّقي الأنطاكي 591 +

36 نافورا توما الحرقلي سنة 616

37 نافورا سويريوس أسقف سميساط سنة 636 +

38 نافورا يوحنا الثالث السدري 648 +

39 نافورا ماروثا التكريتي 649 +

40 نافورا يوحنا مطران بُصرى 650 +

41 نافورا المفريان ابراهيم الصيّاد سنة 685 +

42 نافورا يعقوب الرهاوي سنة 708 +

43 نافورا يوحنا مطران دير مار متى 752

44 نافورا البطريرك قرياقس سنة 817 +

45 نافورا باسيليوس لعازر ابن العجوز مطران بغداد سنة 828

46 نافورا اياونيس مطران دارا سنة 860

47 نافورا اسحق (القرن العاشر)

48 نافورا موسى ابن كيفا مطران بارمّان 903 +

49 نافورا ثانية لابن كيفا

50 نافورا متى أسقف الحصاصة باسم متى أوهرما الراعي (القرن العاشر)

51 نافورا البطريرك يوحنا ابن شوشان 1072 +

52 نافورا ثانية له في رواية بعضهم

53 نافورا اغناطيوس مفريان المشرق 1164 +

54 نافورا يعقوب ابن الصليبي الكبرى 1171 +

55 نافورا ثانية له وسطى

56 نافورا ثالثة له صغرى

57 نافورا جمعها ابن وهبون من نوافير الآباء سنة 1193 +

58 نافورا البطريرك ميخائيل الكبير 1199+

59 نافورا غريغوريوس يعقوب مفريان المشرق 1214 +

60 نافورا ميخائيل (يشوع الدخيل) 1214 +

61 نافورا البطريرك يوحنا الغريب 1220 +

62 نافورا أياونيس يعقوب تشككومطران ماردين ودارا 1231

63 نافورا غريغوريوس البرطلي مطران دير مار متى وأذربيجان سنة 1250

64 نافورا البطريرك يوحنا ابن المعدني سنة 1264

65 نافورا المفريان غريغوريوس ابن المعدني سنة 1286 +

66 نافورا ديوسقورس جبرائيل أسقف الجزيرة 1300 +

67 نافورا البطريرك اغناطيوس ابن وُهيب 1333 +

68 نافورا قورلس شمعون الآليني أسقف حاح سنة 1333.

69 نافورا المطران يوحنا بوطاحي (القرن الرابع عشر)

70 نافورا يوسف ابن غريب مطران آمد 1375

71 نافورا البطريرك ابراهيم ابن غريب سنة 1412 +

72 نافورا البطريرك بهنام الحدلي سنة 1454 +

73 نافورا قوما بطريرك طور عبدين سنة 1454 +

74 نافورا يوحنا كوركيس مطران دير قرتمين 1495 + جميعها من نوافير لمؤلفين يجمعهم اسم يوحنا وهوأحدهم، ولعله ألّف نافورا خاصة ففقدت.

75 نافورا ثانية له ألفها من ليتورجيات يسمى كل من مؤلفيها باسم يعقوب

76 نافورا مسعود الثاني الزازي بطريرك طور عبدين 1512 +

77 نافورا ثانية له مفقودة

78 نافورا ثالثة له مفقودة.

79 نافورا باسيليوس عبد الغني الأول المنصوري مفريان المشرق 1575 +

 

ونسب بعض المتأخرين نوافير نجهلها لكل من ساويرا سابوخت أسقف قنسرين سنة 665، وساويرا يعقوب مطران دير مار متى وأذربيجان 1241 + وابن قينايا ولعله يعقوب الهتّافي 1360 ؟ وبعض الليتورجيات كُتبت باليونانية ثم نقلت إلى السريانية، وهي ليتورجيات الأريوفاغي والنوراني والأورشليمي والنزينزي وطيمثاوس الاسكندري، ويُنسب نقلها إلى توما الحرقلي. وليتورجية سويريوس السميساطي ونقلها ابراهيم الآمدي عام 598 ولا يُخفى أيضاً أن نوافير اوسطاثيوس والقيسري واثناسيوس والذهبي الفم، وقورلس وفروقلس وديوسقورس الاسكندري وسويريوس الأنطاكي هي يونانية الأصل، ولكن نقلتها مجهولون.

ومن النوافير اثنتان الفتا علي حروف الأبجدية وهي نافورا الحرقلي وميخائيل الكبير، وكذلك الصلاة الأخيرة من نافورا عبد الغني. وعُينت بعضها لأعياد وحفلات خاصة. وقرأنا في مقدمة نافورا غريغوريوس يعقوب مفريان المشرق تعليقاً لعمه البطريرك ميخائيل به اثنتان واذن بتلاوتها.

وتجد في عدد يسير منها خللاً في صحة نسبتها سهواً من النسّاخ. من ذلك أن النافورا التي مطلعها : أيها الأزلي اللطيف، نسبتها بعض ابن النسخ إلى غريغوريوس (البرطلي) مطران دير مار متى ونحلتها بعضها ابن العبري، وجاء في طبعة رنودوت غلطاً أن ليتورجية ابن العبري تبتدئ بِ : أيها الرب آله الجنود، وإن التي جمعها يوحنا ابن وهبون بدؤها : أيها الرب الإله القوي المنزه عن الإدراك، وفي نسخة ثانية : أيها الإله العلي اللطيف. وتجد مثل هذا في نوافير المنبجي والأرشمي وابن العجوز، بل أن نسخة في طور عبدين نحلت أحدى ليتورجتي المنبجي، ابن أخته فيلكسين المعروف بالصغير أسقف دلوك الذي انتمى إلى المذهب الخلقيدوني، ولم يثبت أنه ألف نافورا.

وأما إنشاء الليتورجيات فهو سهل ممتنع فخم، تتمثل عليه نصاعة الألفاظ ودقة المعاني، وقد كتب ببلاغة وبراعة وحلاوة فائقة تستدعي من سامعيها الورع والخشونة، وتُعلق قلوبهم بالأمور السماوية، بل تأسر عقولهم طوال وقت القداس الإلهي، بالتأمل في مفاعيل سر القربان الإلهي العجيب، فيبرحون البيَع وقد تملكتهم محبة الله جلَّ شأنه، فلا غرو أن تقرّ لمؤلفيها بفضلهم العظيم. ويتقدم صلاة النافورة حسَّاية تتلى قبل تلاوة دستور الإيمان وتُعرف بِسدر الدخول. وعندنا منها نحو من ثلاثين، وفي نسخة في الخزانة الواتيكانية (عدد 25) ورد خمس عشر حسَّاية، نعرف من مؤلفيها البطريرك يوحنا الثالث صاحب السدرات، والبطريرك اثناسيوس وهو على الأرجح الثاني البلدي، ويعقوب الرهاوي وابن شوشان ويعقوب ابن الصليبي، وتوما العمودي، وجبرائيل البرطلي وقورلس الحاحي، وقوما بطريرك طور عبدين ويشوع السبريني[55].

وتختم النافورا بحتام أي خاتمة، وهو بيت واحد من ثماني قصائد بالبحرين الاثني عشري والأربع، نظمها ابن المعدني وجبرائيل البرطلي وبهنام الحدلي، والقسيسان حسن الموصلي وعيسى الجزري والراهبان داود الحمصي وعبده الحاحي، وغريغوريوس مطران أورشليم أو أبيات مفردة منتقاة من ميامر أخرى. وبدء استعمال الحتام في عرفنا أواسط القرن الثالث عشر. ووجدنا في بيث كاز بماردين مخطوطاً في القرن السادس عشر دعاء الحتّام يتلى قبل دعاء الكاهن الذي بدؤه : امضوا بسلام، وفيه يُستشفع بالقديسين.

ويتقدم الليتورجيات طقس الكاهن الذي يتعلمهُ غيباً، وهو الأدعية التي يتلوها سراً في أثناء القيام بخدمة القداس. ونخص بالذكر منها صلاة “كسر القربان وتقسيمه” ألفها ابن الصليبي ويتلوها أربعة أبيات خشوعية لمار يعقوب الملفان.

ويلحق بهذا الباب طقس خدمة القداس، أعني الصلوات التي يتلوها الشماس الخادم وجماعة الاكليروس وأولها معنيث لمار سويريوس الأنطاكي، وهذا الطقس من تقليد ملطية. ومما يلفت النظر إليه الشملايات أوالتذكارات الستة للأحياء والموتى، وعندنا منها ثلاثة أو أربعة أنواع من مطولة ومختصرة. وتعرف المُطولة بالشملاية الشرقية لاستعمالها في كنيسة الشرق أي اللائذة بكرسي تكريت. والخامسة أي شملاية الآباء الملافنة يتلوها شماسان مناوبة في أثناء الصيام الكبير في كنيسة الموصل وما والاها حتى اليوم، وهي مجهولة في بقية البيع، تشتمل على أسماء غالب ملافنة البيعة ومفارنة تكريت من عهد أحودامه حتى المفريان صليبا الأول سنة 1231 + وتحوي بعض النسخ اسم المفريان الذائع الصيت غريغوريوس ابن العبري سنة 1286 + يتخللها نفر من أساقفة المشرق ونساكه القديسين. وقد انطوت على وصف مُستبدع مسهب أو وجيز، لما تميز به كل منهم من الفضائل والسجايا وجلائل الأعمال ولا يخلو طرف منها من أطناب.

ووجدنا في بيث كاز في خزانتنا خُطَّ عام 1569 شملاية شرقية لا عهد لنا بها إلى الآن، وتخالف البواقي كل المخالفة ويظهر أنها قديمة وقد أهملت من أزمان مديدة.

وعندنا أبيات تنشد في أحاد الصيام الأربعيني قبل صلاة السلام ولعلها، لابن الصليبي، وانتخب الآباء أناشيد يقال لها “قاثليق” أي العامة تُرنم حين كسر القربان. ومن عهد قريب أخذت تستبدل بأناشيد عربية مراعاة لفهم الجمهور، تجد عدداً منها مع جواب الحتَّام في كتاب طقس الخدمة المُطول، الذي نشرناه في مطبعة دير الزعفران عام 1912 وأكثرها من نظمنا.

وألحق بهذا صلاة مُسهبة من أجل المرضى ومن انتابتهم المحن والآفات، كانت تتلى قبيل نهاية القداس. وندر اليوم استعمالها فاستبدلت بطلبة عربية وجيزة.

وفي سنة 1716 نشر رينودوت سبعاً وثلاثين ليتورجية منقولة إلى اللاتينية أولها ليتورجية مار يعقوب وأخرها نافورا ابن وهيب، وسنة 1939 نشر كودرينكتن ليتورجية سويريوس الأنطاكي ثانية وفي سنة 1897 نشر الخوري متى كوناط الملباري سبع نوافير ونشر ابنه القس ابراهيم ثماني عشرة سنة 1931[56] وأول قداس بالعربية ذكر عندنا سنة 912 قال أبونصر يحي ابن جرير التكريتي السرياني في الباب الرابع والخمسين من كتابه الموسوم بالمرشد “أنه في تلك السنة قلّد مطران تكريت الأسقفية، رجلاً ديناً من قوم من العرب النصارى فكان يقدس لهم بالعربية”.

وفي القرن السابع عشر فما بعده، شرع قوم بنقل القداسات إلى لغة عربية ركيكة ملحونة يكتبونها بالكرشوني – ونقل القس الياس الخوري الموصلي عدداً وافراً منها نقلاً وسطاً قُبيل وفاته 1907 ونقلنا نحن ثماني منها وخمس حسايات في سنة 1910.

 

 

 

 

المبحث الخامس : في فناقيث الآحاد على مدار السنة

 

تبدأ هذه الفروض في أحد تقديس البيعة في أواخر تشرين الأول أو أوائل تشرين الثاني حتى الأحد السابق عيد الميلاد وهي ثمانية طقوس. ثم تتلوها فروض خمسة أو ستة آحاد تلي عيد الغطاس، يتخللها صلاة الأحد يلي عيد الميلاد، واحدان يعرفان بأحد الكهنة واحد الموتى وهي مجلد واحد. وينطوي المجلد الثاني على صلوات آحاد القيامة وهي أربعة وعشرون طقساً أو فرضاً، تتلى من عيد القيامة حتى عيد الصليب، يتقدمها ستة فروض لأيام أسبوع البياض تذكاراً للقيامة. ويحتوي الكتاب الثالث ثمانية فروض عامة لذكرى أعمال السيد المسيح ومديح العذراء الطاهرة والقديسين وذكرى الموتى، تتلى في الآحاد التي تلي عيد الصليب إلى تقديس البيعة.

والذي جمع هذه الفناقيث بنوع خاص ورتبها هو مار يعقوب الرهاوي (708+) ومن الثابت أنه ألف طقوس آحاد القيامة ثمانية تعاد تلاوتها ثلاثاً، وهذا بيّن النسخ القديمة العديدة التي وصلت إلينا وهي مكتوبة على رقوق بالخط الاسطرنجيلي، يتراوح زمانها بين القرون التاسع فالثالث عشر، ثم ضمّ إليها ستة عشر فرضاً اختيرت من مجاميع اللحون والميامر في القرن الخامس عشر.

تشتمل صلاة الفرض الواحد على صلوات المساء والليل والصبح والساعة الثالثة، وصلاة الليل قومتان ترتل فيها مداريش مختارة من أناشيد مار أفرام وغيره، ويتخللها أحياناً طرف من تخشفات (ابتهالات) مار رابولا مطران الرها.

ولما كان للسريان تقليدان مشهوران في الطقوس الكنسية يُعرف أحدهما بالطقس الغربي، يراد به ما كان منشراً في سائر الأبرشيات اللائذة بالكرسي البطريركي، والطقس الشرقي وهو ما كان مستعملاً في الأبرشيات الخاضعة لكرسي مفريانية تكريت، وتأليف الثاني يتعلق بتقليد المدائن (سليق وقسطفون) وتكريت، فيمتاز الغربي بالاختصار وبأناشيد منثورة تسمى القوانين اليونانية لا يكاد يخلو منها أحد أوعيد، وتتلى على الألحان الثمانية وهي تأليف يعقوب الرهاوي واندراوس أسقف كريت سنة 700+ وقوسما، ويوحنا الدمشقي 750+ وهؤلاء الثلاثة من العلماء اليونانيين، نقل السريان أناشيدهم هذه لاقتصارها علة وصف أعمال السيد المسيح بنوع عام، وعدم تعرضهم للقضايا التي اختلفت فيها النحل المسيحية، على ما ذكر لعازر أبن العجوز أسقف بغداد، وعنه نقل أبن العبري في الفصل الرابع من الباب الخامس من كتاب الأيثيقيون (ص 66) وقرأنا في نسخة الخزانة الزعفرانية عدد 149 أن هذا النقل جرى في الرها فنُعت بالنقل الرهاوي. وأضاف إليه بعض علمائنا أناشيد ضرباً على قالب المذكورين فسميت القوانين السريانية. ومن ذلك القوانين التي ألفت لعيد مار سويريوس وعددها عادة ثمانية، وغيرها.

ويمتاز الطقس الشرقي المستعمل في بلاد العراق قاطبة بالإسهاب وكثرة المزامير الداودية وأبيات القالات والمداريش، ومعانيث سويريوس الأنطاكي وخصوصاً في عيد الميلاد والقيامة. وكان يعرف عند العامة بكتاب الحُذر في ما قال يعقوب البرطلي[57] والذي أدخل فيه المعانيث هو الراهب القس داود أبن بولس حوالي سنة 780.

فقد عُلق في صدر كتاب رسائله على هامش ما يأتي:

حينما عاد داود وتلميذه زكريا إلى دير خنوشيا، قادمين من بلاد الغرب (غربي الفرات) حمل معه مئة وسبعين أغنية كنسية تأليف مار ساويرا مما لم يكن في بلاد المشرق، وأدخل إليها قوانين ومجاميع شتى لكي تنشد المعانيث في خاتمة فرض الليل يومياً، وأضاف مزموراً والصلاة الربية بعد “قدوس أنت اللهم” ليلاً وصباحاً وظهراً وهذه وضعها حديثاً سنة 1090 ي وما بعدها سنة 780 م.

وأحسب أن الطقس الشرقي الذي نجهل مؤلفه بُدئ بجمعه في صدر المئة السابعة حتى أواسط المئة الثانية عشر، وأشترك كثيرون بتأليفه إلى أن بلغ الشكل الذي هوعليه اليوم، ونعرف ممن أشتغل بوصفه وترتيبه:

1″- الأساتذة سبروي الجدّ الأعلى لداود بن بولس حوالي سنة 630 وولداه راميشوع وجبرائيل فأنهم ألفوا كراريس الباسليق وعيد الشعانين وأسبوع الآلام لكلا الصفين، وألفوا أيضاً الفرض المدني وهو فرض كان يتلى في المدن على ما يظهر، اخفاضاً لصلف النساطرة، على ما ذكر الربّان نفسه في رسالته إلى الأسقف يوحنا في النقاط (الفوحامات) الواردة في نسخ الأسفار المقدسة.

2″: دنحا الثالث الحراني مفريان المشرق (912- 932+) فقد نُعت في شملاية الأباء الشرقية بناظم القالات ومميز الأنغام.

3″: وباسيليوس الرابع أبن قوباد التكريتي (سنة 1046- 1069+) وقيل في حقّه: مؤلفات القالات والقوانين البيعية[58]

وقد أبقت لنا الأيام نسخاً شتى من مجلدات الفروض، وأكثرها على رقوق وبعضها على كاغد مكتوبة بالقلم الاسطرنجيلي النفيس من القرن التاسع إلى الثالث عشر. وهي محفوظة في لندن وباريس وبوسطن وكنائس ديار بكر وأنحل وعرناس ومدّو وباسبرينة بطور عبدين، ودير مار مرقس والرها والموصل. ونسخاً بالقلم الغربي من أول القرن الثالث عشر حتى وقتنا هذا، في خزائن برلين ومصر ودياربكر وديري مار متى ومار مرقس بأورشليم، وكنيستي الموصل وقرقوش وماردين وحلب، ودمشق وبيروت وحصن كيفا ومدّو وباسبرينة وحمص وصدد وخزانة قلايتنا وغيرها – وقفنا على معظمها سنة 1911 في أديار طورعبدين وبِيَعه، ولا نعلم ما أضاعت منها الحرب الماضية والذي فضل منها.

ويلحق بفنقيث الشتاء فرض صوم نينوى ثلاثة أيام، وكان قديماً خمسة أيام في بلاد المشرق. كما ورد في نسخة خزانة الطاهرة بالموصل بخط القس يوسف خميس السنجاري سنة 1269 م وفي دير مار متى بخط أبي الفرج بن منصور عام 1241 وتتضمنان أيضاً ثلاثة فروض لجُمع الكهنة والغرباء والموتى في الأسابيع الثلاثة السابقة للصوم الكبير، مما أنفرد به الطقس الشرقي.

 

 

 

المبحث السادس : في فنقيث الأعياد السيدية وأعياد القديسين

 

يشتمل هذا المجلد على الأعياد السيدية، وهي الميلاد والختانة والعماد ودخول المسيح إلى الهيكل، والشعانين والقيامة والصعود والعنصرة، والتجلي والصليب وأعياد العذراء السبعة وهي البشارة والتهنئة أو المدائح وبركة الزروع والسنابل والكنيسة الأولى التي بنيت على أسمها وانتقالها وولادتها ودخولها إلى الهيكل. وأعياد الرسل والقديسين والشهداء والشهيدات وهم: مار أدى الرسول ومار آباي الشهيد ومار سرجيوس ومار باخوس، والشهداء المقابيون شموني (سالومي) وأولادها، ومار يعقوب الملفان السروجي وبربارة الشهيدة، ومار زاخي (نيقولاوس) أسقف ميرا (في بلاد اليونان) ومار بهنام وأخته سارة ورفاقه الشهداء الأربعون، ومار جبرائيل أسقف قرتمين ومار شموئيل ومارشمعون الناسكان. وأطفال بيت لحم ومار يوحنا المعمدان، ومار أسطفانس بكر الشهداء ورأس الشمامسة، والنساك ومار أنطونيوس ومار برصوم ومار هارون. ومار سويريوس بطريرك أنطاكية، ومار أفرام الملفان وثاودرس شهيد افخائيطا، ومار حبيب الشماس الشهيد، وأبجر ملك الرها وارتفاع الصليب وشهداء سبسطية (سيواس) الأربعون، ومار جرجس الشهيد، ومار يوحنا الإنجيلي ومار يعقوب النصيبيني، ومار أوتل الناسك. وهامتا الرسل مار بطرس ومار بولس والرسل الأثنا عشر ومار توما الرسول. ومار ملكي ومار يوليان ومار متى ومار موسى الحبشي النساك. وقزما ودميان الشهيدان، وإيليا النبي ومار زينا الشهيد أسقف بارمان ومار احودامه مطران المشرق، وجمعة الذهب لذكرى أعجوبة الرسولين بطرس ويوحنا. ودانيال الناسك والأخوان الناسكان مار ابراهيم ومار مارون[59] وفبرونية الراهبة الشهيدة، ومار سمعان العمودي الشهداء أغريفاس ولبرنطيوس ورفاقهم والراهبان الشهيدان شمونا وكوريا، ورومانس الشهيد، والنساك المصريون، ومار ديميط الفارسي المعترف، ومار أبحاي الأسقف الناسك، والأنبياء، واحد القديسين واحد الشهداء واحد النساك.

وبديهي أن بعض هؤلاء القديسين يُعيد لهم في البلاد الخاصة بهم وبمناسكهم[60].

 

 

 

 

المبحث السابع : في فنقيثي الصوم الكبير وأسبوع الآلام

 

 

يتضمن الفنقيث الأول صلوات الصيام الأربعيني اليومية، من الأحد الأول الذي هو ليلة الصيام (بيرمون) ويعرف بأحد قانا الجليل إلى الأحد السابع وهو عيد الشعانين. وفي هذه الأيام تتلى الصلاة ثلاثاً في النهار صباحاً وظهراً ومساءاً، ما خلا الأحاد والسبوت.

ويحوي الفنقيث الثاني صلوات أسبوع الآلام، بدءاً من ليلة الاثنين حتى الساعة التاسعة من نهار سبت البشائر العظيم، وهو فنقيث كبير يفوق سائر الفناقيث بإسهابه وتوفره على صنوف المداريش وخاصة لقومتي الليل. وفي يوم خميس الفصح والجمعة العظيمة (جمعة الصلبوت) تكون صلاة الليل أربعاً وخمس قومات. ويمتاز هذا المجلد أيضاً بأبيات خشوعية في منتهى البلاغة والرقة ترتل كلها بلحون شجية خاصة سيما مدارش محزن بلحن “قوم فولوس” نظمه مار يعقوب الرهاوي يذيب لفائف القلوب ويكون له فيها أثر عميق بعيد. ومن هذا النمط أبيات الآلام التي دبجتها يراعة الرهاوي الألمعي.

وتجد في طقس الشرق في الصوم الكبير وبعد كل قومة من أسبوع الآلام، قصيدة أو خطبة لمار أفرام أو السروجي أو الذهبي الفم لا شك أنها نُقلت من موسوعة خطب الأئمة السنوية، وفي تقديس الميرون ميمراً بليغاً مقصداً للعازر أبن العجوز مطران بغداد[61] وكانت تلاوتها من النواقل لا الفروض.

وفيه أيضا كتاب وسط يحوي ثمانية فروض لصوم الميلاد المعروف عندهم بالستار. أي التبشير بمولد السيد المسيح تعاد تلاوتها ثلاثاً. وجدنا منه ثلاث نسخ في كنيسة الأربعين بماردين حيث أستعمل ردحاً من الزمن حوالي سنة 1700 وفي القدس وهي مكتوبة سنة 1675 ودير مار إيليا في حباب بطور عبدين.

 

 

 

 

 

 

المبحث الثامن : في حسايات الآحاد والأعياد والصيام وأسبوع الآلام وغيرها

 

الحِسّاية أو صلاة الاستغفار صلاة ودعاء منثور يتلى في أوقات خاصة، وهي قسمان يسمى الأول فروميون أي الفاتحة والمقدمة وهو نبذة يسيرة، ويُقال للثاني سدر وهو الجزء الأطول ويراد به النص، يتقدمها للمساء والصبح صلاة الابتداء، ويعقبها صلاة البخور وكثيراً ما تكون مزدوجة يتلوها خاتمة، وهي مما انفردت به الكنيسة الأرثذكسية.

ومضمونها تسبيح الله الذي جاد على الإنسان بنعم الوجود والخلاص، التي يعددها الكاهن في أوقاتها والأيام الخاصة بذكرها. يتفنن مؤلفوها في وصف جود السيد المسيح واحسانه للبشرية التي أنتشلها من هوة الهلاك، وجاء بها إلى الهدى بعد الضلال، وإلى نور الحق بعد الظلمة والعمى. ويختمها الكاهن مستغفراً عن خطايا الشعب مبتهلاً من أجل حفظ رعاة الكنيسة وتبرير كهنتها وشمامستها وطبقات المؤمنين لكشف المحن عنهم والحظوى بصنوف الرحمات والنجاة من الآفات، مترحماً على الموتى المؤمنين الراقدين على رجاء الإيمان والقيامة.

وفي الأعياد السيدية يصف مؤلفوها الأسرار الإلهية التي تمّت فيها. واوجبت تعظيمها وتفخيم شأنها. وكثيراً ما أفضوا في بيان العقائد الارثدكسية أي أصول الإيمان بالتثليث والتوحيد وسري التجسد والفداء، وأسرار الكنيسة ورموزها الشريفة فترسخ في عقول المصلين. وفي أيام الصيام يحثون المؤمنين على القيام بحقه بسيرة نقية من الآثام والتمسك بأهداب التوبة. وفي أعياد القديسين يذكرون جهادهم ويمدحون فضائلهم ويستشفعون بهم، وفي ذكر الموتى يستغفرون لهم ويترحمون عليهم، وفي خدمة سائر الأسرار يحصرون كلامهم في وصفها وما يتعلق بها.

ومستنبط هذا النوع من الأدعية، هو يوحنا الثالث بطريرك انطاكية المسمى السدرات أخذاً من جزء الحساية الثاني، وذلك في العقد الرابع من القرن السابع. وانتشرت الحساية انتشاراً عظيماً، فبينما كانت لأول أمرها واحدة أو أثنتين معينة لاوقات مخصوصة أو بدون تعيين، زيدت شيئاً فشيئاً حتى بلغت للآحد أو العيد الواحد خمساً وهي: حسّاية المساء أي ليلة الأحد وحسايتان لقومتي صلاة الليل الأولى والثانية والصبح والساعة الثالثة، إذ نسج الملافنة على منوال البطريرك فأجادوا في تصنيف هذه الأدعية. وقد حظينا بنسخ قديمة ثمينة منها في كنائس طور عبدين عُلقت على هوامشها أسماء مؤلفيها الذين بلغوا سبعة وثلاثين وهم ثلاث طبقات: طبقة البلغاء وطبقة المنشئن المتوسطين وطبقة المتخلفين وهذا ثبتهم:

الطبقة الأولى:

1: يوحنا بطريرك أنطاكية 648 +

2: ماروثا مفريان تكريت 649 +

3: ساويرا الثاني بطريرك انطاكية 683

4: اثناسيوس الثاني بطريرك أنطاكية 686

5: ساويرا أبن كيفا مطران بارمان 903 +

6: اثناسيوس أسقف قلّيسور 983 +

7: البطريرك يوحنا العاشر ابن شوشان 107

8: سعيد أبن الصابوني مطران ملطية 1120

9: ديونيسيوس أبن موديانا مطران ملطية 1120 –

10: يعقوب أبن الصليبي مطران آمد1171

11: ميخائيل الكبير بطريرك انطاكية 1999+

12: ابراهيم مطران آمد فالرها فتلبسم 1207+

13: باسيليوس الثالث أوالرابع مطران قرتمين 1254 +

14: يوحنا ابن المعدني بطريرك انطاكية1263 +

15: الراهب الناسك أبونصر البرطلي 1290

وهذه الطبقة هي التي ألفت معظم الحسايات التي وردت في أقدم النسخ. وامتاز أبو نصر بتصنيف أربعًا وتسعين منها وبقي عدد غير قليل مجهول المؤلف.

الطبقة الثانية:

16: جبرائيل البرطلي مطران الجزيرة 1300+

17: الراهب يشوع أبن خيرون 1335+

18الراهي صليبا أبن خيرون 1340+

19: توما الحاحي الناسك العمودي

20: المطران أبوالوفا الحصكفي

21: يوسف أبن غريب مطران آمد 1360

22: البطريرك ابراهيم أبن غريب 1412 +

23: القس اشعيا السبريني 1425+

24: القس شمعون الآمدي 1452

25: البطريرك بهنام الحدلي 1554+

26: الراهب ملكي ساقو1490

27: الراهب يشوع السبريني 1490+

28: القس أدّى السبريني 1499

29: الراهب داؤود الحمصي 1500

30: المطران سرجيس الحاحي 1508

31: يوسف الكرجي مطران أورشليم1537

الطبقة الثالثة:

32: عزيز الفافي 1473

33: البطريرك مسعود الزازي 1512+

34: الأسقف شمعون

35: يوسف الحبابي

36: يوحنا المارديني مطران أورشليم 1577 +

37:الخوري يعقوب القطربلي 1783+

وتجد بينهم نفراً لا نعرف له الّا حساية واحدة أو اثنتين وورد في بعض النسخ حسايات نحلت خطأ إلى القس صموئيل تلميذ مار برصوم، ومار يعقوب السروجي ومار فيلكسينوس المنبجي والأنبا يوحنا أبن افتونيا.

وتؤلف الحسايات ستة مجلدات، خمسة منها ضخمة تحتوي زهاء ستمائة وخمسين حساية. يسمى المجلد الأول فنقيث الشتاء بدءاً من أحد تقديس البيعة وهو رأس السنة الكنيسة إلى أحد الشعانين. ويتضمن الثالث حسايات أسبوع الآلام من ليلة الاثنين حتى الساعة التاسعة من سبت البشائر، وفيه حساية لكل من قومات الأيام الخمسة وأربع حسايات لليل الجمعة العظيمة. والمجلد الرابع وهو الفنقيث الصيفي يختص بآحاد القيامة الأربعة والعشرين، يتقدمها حسايات يومية لأسبوع البياض. والمجلد الخامس للأعياد السيدية وأعياد العذراء والشهداء والقديسين، ويشتمل السادس على ثماني حسايات لذكرى أعمال السيد المسيح الخلاصية بنوع عام، وتعرف بالمدبرونوث.

وفي آخر كتاب الاشحيم سبع حسايات وجيزة تتلى بين صلواته. وفي كنيسة الموصل كتاب صغير يتضمن حسايات يومية وجيزة معينة لأيام الأسبوع، للعذراء والصليب والقديسين والشهداء والتوبة والكهنة والموتى والمؤمنين وتتلى سراً. ولسائر طقوس الأسرار وغيرها وحسايات خاصة بها نجهل مؤلفيها.

أما أنشاء غالب الحسايات ففي أعلى الطبقات تغلب عليه الجزالة والبلاغة. ولبعضها أسلوب رائع وكلام حسن المعنى مليح اللفظ سهل المورد يأخذ بمجامع القلوب، كإنشاء يوحنا أبي السدرات واثناسيوس الثاني ويعقوب الرهاوي في حسايات القداس الإلهي، وابن كيفا وابن شوشان وأثناسيوي القليسوري وابن الصابوني وأبي نصر البرطلي. وإذا قرأت حسايات أبن الصابوني تراه، على استبحاره في اللغة واضطلاعه بالفلسفة، وهي لائحة على ديباجة إنشائه، قد ملك ناصية البيان، فانقادت أوضاع اللغة ذُللاً بين يديه، تؤاتيه في مختلف المواضيع كيفما شاء، ولولا ألفاظ يونانية جارى فيها طريقة الفلاسفة، لحكمت أنه زعماء الأسلوب المنمق وأنبههم ذكراً وأبعدهم صيتاً. وأنشاء أبي نصر يشهد له بغزارة المادة وسعة الباع وجمال في الصنعة ورونق.

وتجد أنشاء أهل الطبقة الثانية، سهل المورد مليح اللفظ، عليه مسحة واضحة من الفصاحة ولكنه لا يعد من الطراز العالي.

ومما يؤُخذ على بعضهم كأبي الوفاء ويشوع السبيريني والكرجي كلّفهم بالألفاظ الأعجمية وحينئذ يظهر أنشاؤهم بادي الكُلفة. وأما يوسف ابن غريب فهو كاتب أسلست له اللغة قيادها. ومثله البطريرك بهنام الحدلي إذا استثنينا له ألفاظًا يونانية يسيرة لا يثقل كثيراً وضعها، والباقون فإنشاؤهم وسط. والذي غاص بالتعامل والسجع الغثّ هوالقطربلي في حساياته الخمس التي عملها للقديس ملكي الناسك، وقد حصرت نسختها في كنيسة آمد وأهملت.

وتجد فريقاً من مؤلفي الحسايات، تكلف الأوصاف أو الأدعية وحصرها في أحرف أبجدية طلاداً وعكساً، وفيهم من ضمنها عبارات مجموع حروفها يوضح أسمه، ولزم فيها الأسجاع.

واعلم أن عدداً غير يسير منها وُضع وأستعمل في موطن مؤلفه أو ما والاه، من ذلك حسايات الطورعبدينيين المتأخرين الذين أستهواهم وصف سير وقصص نساك وشهداء. عُرفوا في ديارهم، وحسايات القس شمعون الآمدي لم تستعمل مطلقاً وظلت في نسختها بخط يده.

ورأينا في خزانة بوسطن (في الولايات المتحدة) مجلدة على رق عدد 4031 بقلم اسطرنجيلي غليظ جميل أنجزت في المئة العاشرة أو الحادية عشرة، تشتمل على حسايات من تقديس البيعة حتى عيد الصليب، وهي تامة العدد للقومات الخمس، وتظهر أنها لم تصل إلى سائر بلاد المشرق فألّف أبونصر البرطلي أكثر حسايات قومتي الليل والساعة الثالثة تكميلاً للعدد، فعم انتشارها في سائر النسخ التي أطلعنا عليها في كنائس العراق والجزيرة وغيرها.

ومن أقدم النسخ مخطوط في خزانة باريس عدد 70 يسمى فنقيث الكهنة وهو صغير جداً بقلم أسطرنجيلي بديع أنجز سنة 1059 يحوي ثلاث ليتورجيات وحسايات على مدار السنة تتبعها الأدعية الابتدائية. وفي خزانة لندن عدد 14494 مخطوط عتيق يتضمن بعض حسايات وصلوات البخور وأدعية تتلى بين المراميث أعني بين قطع من المزامير، وبعضها على الأبجدية ومنها تأليف قرياقس مطران تلاً (أواخر القرن السادس).

وفي الخزانة القدسية المرقسية فنقيث للكهنة عدد 55 بقلم اسطرنجيلي مليح على ورق، بخط القس سعيد شملي أبن القس يوحنا في حصن زياد سنة 1171 يحوي حسايات بدون تعيين، للغطاس وما بعده والصيام والآلام والقيامة والصعود والعنصرة، والمدبرنوث والرسل والقديسين وانتقال العذراء، وبعض أعياد القديسين كمار يوحنا ومار جرجس ومار برصوم وغيرهم، وأدعية شتى تقال قبل الحسايات وبعدها وبين المراميث ثم حسايات للصيام بقلم غربي.

وفي باريس مجلد حسايات شتوية (عدد 167 بخط البطريرك ميخائيل سنة 1190) من تقديس البيعة إلى العنصرة، يتخلله أعياد العذراء والرسل والملافنة وأحد الشهداء وهو كثير الصلوات. منه لبعض الأعياد والآحاد حساية واحدة أو اثنتان أوثلاث. وحسايات يسيرة للصيام الكبير. وحساية واحدة لكل يوم من أسبوع الآلام حاشا الجمعة فأن لها ثلاثاً. وكثير منها يتفاوت في عدد الفواتح والنصوص. وسدر واحد لكل من المدبرنوث والتوبة والستار أي صلاة العشاء والمساء.

ورأينا في دير الصليب بالقرب من قرية دفنة بطور عبدين، مجلداً مخطوطاً سنة 1555 يحوي مئة وسبعين حساية، وفي قرية مدّو مجلدة أنجزت بين سنة 1460- 1480 تنطوي على ثلاثمائة وسبع حسايات – فيقّدر مجموع صفحات الحسايات برمّتها زهاء أربعة آلاف بالقطع الوسط، وهي ذخيرة أدبية عظيمة لها في تاريخ الأدب السرياني من وجهة إنشائها مكانة معتبرة.

ولما عمّت العربية البلاد وأفل نجم السريانية من سماء العامّة، أضطر بعض المتأخرين إلى ترجمة غالب الحسايات منذ أواخر القرن الخامس عشر، فنقل الراهب داود الحمصي بضعة أنشاء أحسن في بعضه وتوسط في بعضه. ثم أنصرف من جاء بعده إلى نقلها فشوهوا معانيها بنقل ضعيف ركيك وخاصة نقلة القرن الثامن عشر.

المصدر: اللؤلؤ المنثور، ص 75-80.

 

 

 

المبحث التاسع : في طقوس العماد وبركة أكليل المتزوجين ومسحة المرضى والتوبة

 

للكنيسة السريانية كتاب يحوي الصلوات التي تتلى في منحة سر العماد. وهي طقسان أحدهما لعماد الصبي والثاني لعماد البنت. وهذه الصلوات قديمة الوضع يُنسب بعضها إلى القديس أقليميس وديونيسيوس الأريوفاغي، وبعضها إلى القديس سويريوس الانطاكي، بل ان الطقس المطوّل المستعمل عندنا ورد فيه أنّه من تقليد سويريوس، نقله من اليونانية إلى السريانية مار يعقوب الرهاوي وتابعه فيه إياونيس الداري وابن كيفا وابن الصليبي وابن العبري. وقرأنا في نسخة عتيقة بلندن أنّ الذي نقله حديثاً هو بولس مطران تلاّ[62] (خزانة لندن ع14495 و14499) وهو خدمتان أو قومتان الأولى تُتلى على الموعوظين والثانية على المعمّدين.

وعندنا طقس آخر مختصر يُتلى حين مرض الطفل، وثالث أكثر اختصارًا لا يزيد عن صفحتين تأليف مار فيلكسينوس المنبجي أو مار سويريوس، لعماد الطفل المدنف. ووجدنا في لندن تحت (عدد 17128) عماداً تأليف طيمثاوس الاسكندري 457 – 477 + وفي خزانتنا الأورشليمية تحت (عدد 127) طقساً مختصرًا عند ضرورة الموت تأليف البطريرك يوحنا ابن شوشان وهو عشر الصفحات. وفي الخزانة الزعفرانية إيضاحًا لسويريوس الأنطاكي في ترتيب العماد ثلاث صفحات – وأمّا كنيسة الموصل فلها طقس خاص موجز يخالف ترتيب الطقس الغربي، لا غرو أنّه من وضع آباء المشرق. ورأيت في قرية برطلي طقساً اختصره المفريان وهو على الأرجح ابن العبري.

وطقس عقد الزواج وبركة الإكليل: مما جمعه ورتبه وصححه مار يعقوب الرهاوي وغيره من الملافنة[63] وهو قسمان أو خدمتان، الأول صلاة الخطبة أي الأملاك أو بركة الخواتم، والثاني صلاة بركة الإكليل. ويليه طقس خاص بعقد زواج الأرامل. والذي ميّزه عن طقس إكليل البتولين هو القس أشعيا السبريني في أواخر القرن الرابع عشر وقدّم عليه تعليقاً تجده في مقدمة الطقس. وفي كنائس الموصل وما والاها طقس للزواج مطوّل يخالف ترتيبه طقسنا الغربي.

ولسّر مسحة المرضى الذي يمنح لمن يطلبه من المرضى والتائبين، طقس مؤلف من خمس قومات يدور حول الاستغفار والتوبة، يتلوه بضعة قسوس على زيت يدُهن به المريض ويُحفظ لاستعمال المرضى. وفي قرية الحفر طقس وجيز يتلى على مريض وهو حساية وقراءة واحدة من الإنجيل وأبيات.

وعندنا طقس عام يتلى على المعترفين بخطاياهم: بعد أن يقّر التائب بخطاياه أمام الأسقف أو الكاهن ويسمع أرشاده، يركع التائب ويده مكتوفتان فيتلو الاكليروس الطقس المؤلف من عنيانات وحسايات وقالات وقراءات كتابية وباعوث: ويفرض الكاهن على التائب القانون ثم يتلو عليه صلاة الحلّة والغفران. منه نسخة قديمة في الخزانة الواتيكانية (عدد 51) بخط الراهب أبي الفرج الآمدي عن النسخة التي رتبها وضبطها البطريرك ميخائيل الكبير ونسخة في آمد، ولكنه أهمل من زمان مديد لطوله. وأقتصر على تلاوة الحلة الوجيزة.

 

 

 

 

 

 

 

المبحث العاشر : في كتاب الرسامات الكهنوتية وخدمة الأسرار المختصّة بالأحبار

 

هذا الكتاب مجلّد ضخم يحوي:

1″: الصلوات التي تُتلى في أثناء تقليد الرتب والدرجات الكنسية الصغرى والكبرى وهي: المرتّل والقارئ والأبودياقن والشماس ورئيس الشمامسة والقسيس والخوري ورئيس الدير والبريودوط والأسقف والمطران والمفريان أو الجاثليق والبطريرك. وتلبيس الإسكيم للرهبان والرواهب، وهو بحسب تقليد جبل الرها المقدّس كما ورد في نسختي القدس وباريس[64] وقوانينه ألّفها المطران يوحنّا سعيد ابن الصابوني[65] والصلاة على الشماسة ورئيسة الدير ووكيل الكنيسة.

2″: تقديس الكنائس والمذابح الجديدة وموائد التقديس (طبليثات).

3″: تكريس زيت العماد المعروف بالمشحة وزيت المرضى وهذا صنفان: مطوّل ومختصر ومن المختصر نسخة قديمة في خزانتنا.

4″: تقديس سرّ الميرون المقدّس المحفوظ للبطريرك الأنطاكي.

5″: صلوات تُتلى على التائبين والهراطقة الراجعين إلى الكنيسة الأرثذكسية. وألحقوا به مؤخّرًا طقس إلباس إسكيم الجلد للمتعبّدين، منقولاً من الحبشيّة إلى السريانية بتهذيب غريغوريوس يوسف الكرجي مطران أورشليم (1537+).

6″: طقس إجلاس الأسقف الجديد على كرسيه[66].

ويتقدّم الرسامات توصية تُتلى على الكهنة والشمامسة الجدد قبل رسامتهم، يقرّ المرتسم فيها باتّباعه آباء الكنيسة الجامعة وملافنتها المؤيدين، خاضعاً لبطريرك أنطاكية ومطران الأبرشية، وينبذ حارمًا الهراطقة والمنشقّين الذين علّموا الضلال، معدّدًا إيّاهم واحدًا فواحدًا منذ العهد الرسولي حتى القرن التاسع وهي اثنتان، مطوّلة نحو من عشر صفحات منها نسختان قديمتان مكتوبتان في أوائل القرن الثالث عشر في خزانتنا وخزانة الواتيكان (عدد 51) وموجزة تأليف يعقوب مطران ميافارقين في أواسط القرن العاشر وهي المألوف استعمالها.

ويتلو المطران الجديد إقرارًا ألّفه البطريرك قرياقس يقرّ فيه بعقائد الإيمان ويخضع لملافنة البيعة ويحرم الهراطقة ويجهر بطاعته الشرعية للبطريرك الإنطاكي، ونسخته أنجزت (عام 806)[67].

ويكتب البطريرك للأسقف الجديد كتاب عهد يسمى السوسطاثيقون، يقلّده فيه السلطات الأسقفية والولاية على أبرشيته ويوصيه بما يقتضي عمله، ويأمر الرعية بتلقّيه والائتمار بأمره. وأقدم نسخة سريانية منه وجدناها في مخطوط عتيق في قرية مدّو بطورعبدين كُتبت في القرن الثالث عشر، وهو عهد كتبه إغناطيوس الثالث بطريرك أنطاكية إلى باسيليوس مطران خابورا في سنة 1240 وقّع عليه يوحنا الثاني ابن المعدني مفريان المشرق وأربعة مطارين، ومنه نقلنا نسختنا.

وفي الأزمنة المتأخّرة شرعوا ينقلون هذا العهد إلى العربية، وعندنا منه نسختان أُنجِزَتا عام 1768 و1806.

وضُمَّتْ إلى طقس رسامة البطريرك خطبة لفظ بها يعقوب ابن الصليبي مطران آمد في أثناء الاحتفال بالبطريرك ميخائيل الكبير أواخر سنة 1166 – وعظة في تلبيس الرهبان والرواهب ألّفها ابن كيفا وأتمّها ابن الصليبي. وتجد بعد طقس تقديس الميرون خطبتين مجهولَتَيْ المؤلّف، تُتلى إحداهما بعد الحفلة وقصيدة أفرامية ينشدها الأرخدياقون تقريظًا للحبر خادم السرّ، وقصيدة سروجية يبارك بها الأسقفُ الشعبَ وَرَدَتْ نسختها في مخطوطة خزانة القدس عدد 109.

وأقدم مخطوطات الرسامات: نسخة البطريرك ميخائيل الكبير سنة 1190[68] وهذا الحبر العظيم الهمام هو الذي عُني لآخر مرة بتصحيح طقوس الرسامات وضبطها بعد أن كانت نسخها بين زيادة ونقصان، وعلى نسخته الاعتماد. ونسختان في كنيستنا بمدينة معمورة العزيز أُنجِزَتْ إحداهما سنة 1190 أو 1200 والثانية بخط الأسقف يوحنّا داود الآمدي علّقها سنة 1203 ونسختان نفيستان عُني بهما جبرائيل مطران الجزيرة بخط الشمّاس عبد الله البرطلي عام 1300[69] ونسختان قديمتان في خزانتنا ونسخة بديعة بخط يوسف مطران أورشليم نقلاً عن نسخة الراهب أبي فرج الآمدي كاتب البطريرك ميخائيل[70] ونسخة في خزانة أورشليم بخط البطريرك نوح 1506[71].

 

 

 

 

 

المبحث الحادي عشر : في كتاب الأعياد الحافلة

 

للسريان كتاب خاص بحفلات الأعياد الكبرى يُسمّى (المعذعذان) ينطوي على طقوس الميلاد وبركة الماء في عيد الدنح (الغطاس) واثنين الصيام الكبير المعروف باثنين التسامح والغفران. ونصف الصيام للاحتفاء بالصليب. وتبريك الأغصان في عيد السعانين وليلة الدخول إلى الخدر السموي وهي حفلة المصابيح (النهيرة) وغسل الأقدام في خميس الأسرار. وجناز الصليب يوم الجمعة العظيمة[72] وطقس السلام في صباح عيد القيامة، والسجدة في عيد العنصرة وزياح عيد الصليب. وتجد في الطقس الشرقي أناشيد تُتلى في حفلة عيد الدخول إلى الهيكل وسمعان الشيخ في أثناء الطّواف، وورد في بيث كاز العينوردي سنة 1468 زيّاح عيد الدخول أي زيّاح الصليب، بحسب عادة بيعة الأربعين شهيدًا بماردين، وكذلك في معذعذان دير مار أوجين المذكور آنفًا وجاء فيه أيضًا: زيّاحه في أعياد العذراء، ثمّ في أعياد القدّيسين.

وقرأنا في بيث كاز في خزانة القدس (ع 62) مخطوط سنة 1569 أنّ طقس تبريك الماء تأليف ساويرا بطريرك أنطاكية ولكن يعقوب الرهاوي ضبطه وصحّحه. وذكر الرّهاوي أنّ الذي ألّف الصلاة الأولى لبركة الماء في الغطاس وأوّلها “عظيم أنت اللهم وعجيبة هي أعمالك”، هو فروقلس أسقف إحدى أبرشيات جزيرة قبرس. فلمّا اطّلع عليها مار أبيفانيوس مطران قبرس سنة 404+ استحسنها وزاد عليها. وهذه الصلاة موجودة في طقس الروم. فمار فروقلس هذا عاش في أواسط المئة الرابعة لا في المئة السابعة كما وهِمَ لكيان في كتابه “الشرق المسيحي” وجاء في مخطوط قديم على رق في لندن (ع 14494) أنّ مؤلّف صلاة بركة ماء الغطاس هو فروقلس القسطنطيني 444+ ولكن ما نقلناه عن الرهاوي أصحّ.

وذكر ابن العبري في تعليق له على كتاب المعذعذان دوّنه في برطلي في 30 كانون الثاني عام 1282 أنّه سمع الشمّاس في الطقس الشرقي يتلو عند بركة الماء الصلاة المعيّنة لحلول الروح القدس، فامتعض وصبر على القوم ثماني عشرة سنة، حتى اقتنع الإكليروس بخطئهم وجروا فيها مجرى الطقس الغربي[73].

وعرفنا من نسخة قديمة بخط الشمّاس داود ابن يوسف المصري سنة 1403 أنّ يوحنّا سعيد ابن الصابوني مطران ملطية ألّف طقسًا لتبريك الأغصان في عيد السعانين، وأنه تناول طقس السجدة في عيد العنصرة ضبطًا وتصحيحًا[74].

وممّا يقتضي علمه أنّ التقاليد والعادات في إتمام الطقوس والصلوات، كانت مختلفة في بلاد السريان، ويسمّون العادة أو الطريقة التي يجرون عليها: تقليدًا وترتيبًا وأهمّها تقاليد الرها، ودير قنسرين، وملطية، ودير مار برصوم، والمشرق أي تكريت وبلاد الموصل، وماردين ودير مار حنانيا، وآمد، ودير قرتمين وطورعبدين، وبين النهرين، والجزيرة العُليا الواقعة على نهر الخابور؛ ويُذكر حينًا دير مار أبحاي، ودير نطفا (القطرة) أي دير السيدة مضافًا إلى دير مار حنانيا.

وقال ابن العبري في حقّ الطقس الشرقي في تعليقه المذكور آنفًا، إنّه حينما تقلّد رئاسة كرسي تكريت، وجد فروقًا شتّى بين التقليدين الشرقي والغربي، ولكنّه رأى في ترتيب الطقس الشرقيّ الذي تنوّعت أشكاله وتوفّرت أقسامه، حُسنًا، فأقرّ بفضل مؤلّفيه ولم ينتقد سوى الصلاة التي تقدّمت الإشارة إليها.

ودونك ما ورد في (بيث كاز) المطران شمعون العينوردي، من أمر طقوس الأعياد الحافلة والعادات المختلفة التي كانت تجري عليها لتلمّ بما يقتضي معرفته في هذا الباب.

طقس زيّاح عيد الميلاد طبقًا لعادة بيعة الأربعين شهيدًا بماردين. عيد الدنح بحسب تصحيح يعقوب الرهاوي يتقدّمه إيضاح لمار جاورجي أسقف العرب ويليه تعليق ابن العبري المذكور الساعة، وهو بحسب عادة دير مار برصوم ودير مار حنانيا ودير الغرباء أعني دير نطفا، نقلاً عن نسخة الشيخ الربان صليبا خَيرون سنة 1340 عن نسخة البطريرك ميخائيل الكبير. ثمّ زيّاح عيد الدخول بحسب عادة ماردين. طقس المسامحة للصوم الأربعيني، وطقس ثانٍ بحسب عادة الماردينيين، تبريك الأغصان عن نسخة الربان صليبا عن نسخة بخط مار ميخائيل، طقس المصابيح، ضرب آخر منه جرياً عادة الرهاويين، وذكر أنّ القداس الإلهي يُقرَّب ليلة الميلاد ومساء خميس الفصح. طقس جمعة الصلبوت طبقًا لعادة كنيسة الأربعين بماردين. طقس ثانٍ بحسب عادة دير مار جبرائيل بطورعبدين. طقس أحد القيامة تبعًا لعادة ديري مار برصوم ومار حنانيا، طقس آخر لزيّاح عيد القيامة بحسب العادة الجميلة الموثوق بها الجارية في دير مار جبرائيل. وفي عيد الصعود نوّه بعادة طقسية لأهل المشرق، إذ يحمل الشماس الصينية والكاهن الكأس في أثناء رفع الأسرار الأخير. وهي جارية في بلاد الموصل وبلاد العراق إلى وقتنا هذا.

 

 

 

 

المبحث الثاني عشر : في كتب الجناز

 

كتاب التجنيز يُسمّى فنقيث الموتى[75] أو كرّاس الموتى[76] وهو جزءان أحدهما لتجنيز الشمامسة والكهنة والأساقفة والمفارنة والبطاركة، وهو ثماني قومات تُتلى كلّها في جناز البطاركة وسبع للمفارنة وست للأساقفة وخمس للكهنة وأربع للشمامسة، جمعه ورتّبه العلاّمة يعقوب الرهاوي، وأُضيف إليه في أواسط المئة الثانية عشرة مدراش فصيح شجي، نظمه يوحنا ابن أندراس مطران منبج ثم طور عبدين 1156+ وردت أقدم نسخة منه في مخطوط نفيس على رقّ أُنجز كتابةً في القرن الثاني عشر نفسه[77] وفي نسخة في خزانة لندن[78] ويلحق به طقس جنّاز الرهبان والرواهب ومنه نسخ في بوسطن ودير مار متى وقرقوش.

والجزء الثاني يحوي جناز العلمانيين وهو ثلاثة طقوس للرجل والمرأة والأطفال والفتيان، وكان في جدّة الأمر قومة واحدة ولكنّنا وجدناه اليوم ثلاثًا، بل إنّ نسخة بوسطن المذكورة آنفًا[79] انطوت على أربع قومات لكل من هذه الطقوس. جمعه وصحّحه العلامة الرهاوي نفسه، على ما ورد في نسخة قديمة بخط شمعون كتبت في القرن الرابع عشر[80].

وتتم صلاة التجنيز بتلاوة مزامير وقراءات مختارة من الكتاب المقدس، وقالات ومداريش وغنيزات وتخشفتات وحسايات وبواعيث، ويُختم جناز الكهنة بميمر رباعي من مُحكَم الشعر، نحسبه لآسونا تلميذ مار أفرام بدؤه: “أنت أبدعتني إذ لم أكن موجودًا والآن وقد خُلقتُ ارحمني.” ويُختَم جنّاز العلمانيين بميمر بليغ شجيّ للشاعر نفسه، أوّلهُ: “يأتي ربّنا ويبعث الموتى: لقد انفصلتُ عنكم يا أحبّائي فصلّوا من أجلي لكي أمضي وأحظى بالقبول”. وذكر أنطون التكريتي ميمرًا ثالثًا لآسونا مطلعه: “ها قد انقضى أَجَلُ أيّامي”. وتُسمّى هذه الأناشيد العتيقة وقد بطل استعمالها إلاّ من كنائس العراق[81].

ودونك ما تضمّنه كتاب جناز عتيق مخطوط بقلم اسطرنجيلي مليح دقيق سنة 823 محفوظ في الخزانة الواتيكانية (عدد 92): واحد وثلاثون قالاً لمار أفرام منها: “فرحتُ بالقائلين لي” و”وداعًا أيها المسكن الزمني” وهما مستعملان في طقس المشرق. وقالٌ نجهله وأوّله “من لا يفرح” وعدّة ميامر لمار أفرام ومار اسحق ومداريش وميامر لجنّاز الأساقفة والرهبان والشمامسة والنسّاك العموديين. وثلاث تعازي للكهنة والشمامسة، اثنتان منثورتان والثالثة نظم آسونا أوّلها “يا إخوتي ارفعوا من أجلي طلبة إلى الملك وصلّوا عليّ ذارفين الدموع لأنني انفصلت عنكم إلى الأبد”.

وتشتمل كتب الجناز القديمة على ميامر في الموتى اختيرت من قصائد مار أفرام وإسحق والسروجي، وسوف تقف بعد هذا على عدّة نسخ وما حوته في هذا الموضوع.

ووقعنا في قرية مدّو بطورعبدين على مخطوط قديم كُتب في القرن الثالث عشر، تُذكر فيه العادات المختلفة في تجنيز الموتى في طورعبدين وماردين وفي بلاد ملطية ومدينة آني[82] وفي سوريا و فلسطين وغيرها. وفي كنيستنا بمدينة حماه نسخة بديعة الخط أُنجزت في أوائل القرن الخامس عشر، تحوي الجنّاز بحسب ترتيب ملطية وحصن زياد والبلاد الشمالية، وجنّاز الكهنة تبعًا لنظام طورعبدين ومنها نقلت نسخة حديثة تجدها في الخزانة القدسية (عدد 118).

 

 

 

المبحث الثالث عشر : في كتب الألحان البيعية

 

 

جمع السريان أناشيدهم وتسابيحهم البيعية في كتاب ضخم أطلقوا عليه اسم “بيث كاز” مخزن الألحان يحوي:

1″: صلوات الفرض الأسبوعي المعروفة بالإشحيم.

2″: مجاميع القالات التي تُسمّى السهرية لإنشادها في عنفوان أمرها في أثناء السهرات، أو من قبل جماعة يُعرفون بالساهرين (شوهري) وكان دأبهم العناية بترتيب مواقيت الصلاة، ورتبتهم من الرتب الصغرى بعد المرتلين وهم ينقادون إلى أمر الأرخدياقون مثل القسوس والشمامسة على اختلاف رتبهم، وكانوا يُسمّون باليونانية سبوذييوس Spoutheyos وباللاتينية Vigiles وهم قدماء في الكنيسة. وقد ذكرهم مار ماروثا الميافارقيني في مقال كتبه بين سنة 408 و410 م وبعثه إلى إسحق جاثليق المدائن[83] وهي لمديح العذراء والقديسين والشهداء وللتوبة ووصف الصليب والميلاد والقيامة وذكر الموتى وعددها واحد وخمسون قالاً، وفي نسخة ثلاثة وخمسون[84] وكل قال يؤلف من أربعة أو ستة أو ثمانية أبيات أو أكثر، ووجدنا في بعضها اثنين وعشرين بل سبعة وعشرين بيتاً. و انفردت نسخة في خزانتنا بخط المطران بهنام الأربَوي عام 1568 فانطوى قال القوقاي فيها على سبعة وستين بيتاً. وجاء في بعض النسخ أن ناظمها هو مار أفرام وما خلا القال المعروف بالقوقاي ممّا نظمه الشماس شمعون الفخّاري وأصحابه الفخّارون. على أنّ نسبة هذه القالات كلّها إلى مار أفرام ليست صحيحة، فإنّ للفخّاري أبياتاً على أوزان أخرى وقالات كثيرة وأبياتاً شتّى نظمها شعراء قدماء مجهولون عندنا.

3″: المداريش أي الأناشيد الأفرامية، وكان عددها خمسمائة ضاع معظمها وفضل منها في بعض النسخ ستّة وأربعون أو واحد وخمسون، وفي غيرها للعذراء والقديسين والباقي، وإنّما ذلك مقصور على الأناشيد الكبرى الأكثر استعمالاً ممّا يلحّن على الألحان الثمانية كمداريش “هذا هو الشهر، وكتب الآب رسالة وقُمْ يا بولس، والفردوس، وغيرها” ولا يخفى أنّ شعراءنا الكنسيّين كثيرًا ما نظموا على أوزانها. فما نظمه الفصحاء في الصدر الأول يعسر تمييزه من المداريش الأفرامية، وما صاغه شعراء الحِقبة الثانية يسهل على أهل الفِطن تعيينه وفصلُه. وعدد أبيات المداريش الواحدة والخمسين، تسعمائة وخمسة أبيات.

4″: التخشفتات أي الابتهالات وهي ثلاثمائة وعندنا منها مائتان وخمسة وأربعون، وورد في نسخة أنّ عددها مائتان وثلاثون[85] واختلفوا في مؤلّفيها، والمشهور عندنا أنّ ناظمها هو مار رابولا مطران الرها سنة 435+ وجاء في “بيث كاز” أنّها تأليف مار أفرام ورابولا ورتّبها الرهاوي[86] وفي نسخة ثانية أنّها عمل مار أفرام ومار رابولا وغيرهما ممّن جاء بعدهما شيئاً فشيئاً[87] وفي ثالثة أنّها من وضع رابولا وغيره من الجهابذة[88] ومنهم ماروثا التكريتي.

5″: الموربات أي التعاظيم على لحون ثمانية وهي مئتان وسبعة أبيات.

6″: الغنيزات وعدّها بعضهم اثنين وسبعين، وغيرهم ثلاثة وثمانين، ومئة وتسعة عشر.

7″: المعبرانات أي المراحل لتشييع الموتى وعددها مئة وسبعة ولابن قيقي واحد منها[89].

8″: الشوباحات أعني التسابيح وتُرتّل في أثناء تناول الأسرار المقدّسة.

9″: السطيخونات: من تصنيف مار قورلس الأورشليمي 386+ وتُستعمل خاصّة في طقس الميرون ورسامة الأحبار.

10″: الاستيخارات: من وضع مار إياونّيس الذهبي الفم.

11″: الأعقاب أو الفردات وهي واحد وثمانون ولها أحياناً ردّة تُسمّى (كوراخا) تُرتّل في بدء صلاة المساء وفي قومات الليل.

12″: ترانيم الطّواف على مدار السنة وردت في بيث كاز شرقي فقط[90]

13″: السوغيثات: على البحر السباعي.

14″: الزومارات وعددها سبعمائة وثمانية وعشرون، ويلحق بها فثغامات التهاليل وهي قطع ملتقطة من المزامير، وهذه كلّها مجهولة المؤلّف.

15″: العنيانات وعددها سبعة وثلاثون وكثير منها لمار أفرام ووردت في نسختنا خمسة وخمسين.

16″: القاثسمات أعني المجالس وعددها مئة وسبعون، وخصّصوها بالآحاد والمواسم على الغالب وقيل إنّها نُقلت من اليونانية، وقرأنا في بيث كاز في قرية باتي بطور عبدين أنّها ممّا دبّجته يراعة مار أفرام.

17″: المعانيث وتنيف على ثلاثمائة وسبعين، منها مائتان وتسعون صاغها مار سويريوس الأنطاكي. والبواقي نسجها يوحنّا ابن أفتونيا ويوحنا بسالطس وغيرهما، واشتملت كتب الألحان على طائفة منها. ولبرصوم المعدني مفريان المشرق 1454+ معنيث في الخاطئة[91].

18″: القوانين اليونانية على ثمانية الحان، مما حبّره يعقوب الرهاوي واندراوس الكريتي وقزما ويوحنا الدمشقي[92] وبعضها من نسج شعراء سريانيين ولها تقليدان رهاوي وملطي، وعددها 43 قانوناً وأبياتها 750.

19″: البواعيث: وهي مختارات القصائد التي حبّرها مار أفرام ومار إسحق ومار بالاي ومار يعقوب الملفان ويلحق بها التبرات.

20 “: الكوروزوثات ممّا نظمه بالصنعة بعض المتأخّرين سيّما داود الحمصي ومسعود الزازي، ليُنشَد أمام الأحبار قبل تلاوة الإنجيل، فجاء مبتذَل المعاني قلِقَ الأساليب فأُهمل.

21″: طقوس الأيام الحافلة.

22″: الشملايات الشرقية.

23″: أدعية شتى.

24”: الكلندرات والخرونيقون.

ومن أقدم نسخ كتب الألحان وأنفسها وأوسعها نسخة في خزانة الشرفة عدد 1/5 جَمعَتْ فأوعَتْ، ونسخة ضخمة نادرة كانت في دير مار ابراهيم بمديات، وقد اشتدّ علينا فقدُها في الحرب الماضية، ونسخة جامعة للمداريش وغيرها في خزانتنا وغير ذلك ممّا ستقف عليه في موضعه. وسنة 1913 نُشر في مطبعة دير الزعفران بيث كاز مختصَر تضمّن 54 مدراشاً أكثرها يحوي بيتاً أو بيتين، وأُعيد طبعه عام 1925.

 

 

المبحث الرابع عشر : في أدعية الكهنة وصلوات الرهبان

 

 

 

أَلّف بعض الآباء أدعيةً شتّى لبركة الطعام والثمار والزروع والغلاّت والبيوت والأطفال وصنوف المرضى، ومصالحة الحرِدين وتقريب القلوب، ودفع الضراء والآفات وكشف الغمم والمحن والصلاة على النفساء وغير ذلك، رأينا منها أربعة وخمسين دعاء في كتاب الرسامات بخط المطران يوسف الكرجي[93] وقد جُمعت في كتاب صغير يسمى كتاب أدعية الكهنة، وتنطوي كتب البيث كاز على طائفة منها.

وللرهبان أيضاً كتيب يعرف بالأشبية، يشتمل على طوائف من الصلوات الخشوعية الحافلة برقّة التوسّل والابتهال الخاصة بهم يتلونها في الأوقات السبعة يوميًّا، وموضوعها ارتفاع العقل إلى الله جلّ جلاله والتأمّل في أعماله العجيبة وتسبيحه واستغفاره، وبعضها نماذج بارعة في عالم البيان، من إنشاء النسّاك أفرام وابرهيم القيدوني ومقاريوس المصري وغريغوريوس نزيل قبرس وعدد صلواته أربعون، واسحق ويوحنا الصغير ويوحنا الرائي وسرافيون وبولس أسقف قنيطس وسمعان العمودي وشنودين وأشعيا وغيرهم، والملافنة أثناسيوس وباسيليوس والنزينزي والذهبي الفم، وأطّيقوس وفيلكسينس وسويريوس وقفنا منه على ثلاث نسخ قديمة كُتبت حوالي سنة 1420[94] و1500 بخط الراهب سرجيس الحاحي[95]  و1507[96] ونقل المتأخرون كثيراً من هذه الأدعية والصلوات إلى العربية الوسطى.

 

 

 

المبحث الخامس عشر : في سفر الحياة

 

 

كان للسريان سجل يسمى الدبتخات أي اللّوحين، وبالسريانية سفر الحياة أو سفر الأحياء، يتضمن مقالة مُسهبة في أعمال ربنا يسوع المسيح الخلاصية. يليها جدول الأنبياء والرسل والتلاميذ المبشرين، وملافنة بيعة الله الأقدمين ومشاهير رؤساء الكهنة في العالم، والقديسين والشهداء والأبيلين، والنساء الصالحات في العهد القديم والشهيدات والبتولات المتنسكات. ثم جريدة بطاركة أنطاكية ومفارنة المشرق ومطارنة كرسي الأبرشية التي يتلى ويحفظ فيها السفر، اقتصاداً على الفضلاء وطُرح من الجريدة النفر الضئيل من خونَة عهد الأيمان ومطّرحي السيرة الفضلة، وأسماء طائفة من فضلاء القسوس والشمامسة وصلحاء الرهبان والرواهب، وأصحاب المبرّات والوقوف. وكثيراً ما ترك فيه بعض أوراق بيض لتدوّن فيها أسماء جدد – وكان هذا السفر الجميل يتلى بعد قبلة السلام في أثناء القداس في الأعياد الكبرى، ثم يوضع على المذابح المقدسة السنة كلها. وهوقديم جداً، وقد أشار إليه صاحب كتاب الأريوفاغي في منسّلخ المئة الخامسة، وذكره أبن كيفا 903+ وأّهملت قراءاته في حدود المئة الحادية عشر وعام 1909 أصبنا منه نسختين قديمتين أحداهما في باسبرينة كتبت سنة 1499 لدير قرتمين وهي 140 صفحة متوسطة وقد علق عليها فوائد تاريخية شتى حتى أواسط القرن الثامن عشر – والثانية في قرية زاز كتبت بخط جليّ في الرابع الأول من القرن السادس عشر، وهي أصغر حجماً من الأولى وصفحاتها 80 فنقلنا منها أكثر من النصف وأعرضنا عن أسماء قسوس ورهبان وعلمانين. ثم علمنا أن ويلات الحرب الماضية أضاعتهما.

وفي الخزانة الواتيكانية (عدد 39) نسخة ضئيلة الفائدة في غاية الإيجاز حوت شيئاً من الأوقاف كتبت في القرن السابع عشر لكنيسة حلب، وأخذت عنها نسخة لباريس بالتصوير الشمسي. وكذلك في قرية برطلي وخزانة برمنكهام (عدد 3 و172) وأما في سائر بيّعنا فلم يبقَ لهذا السجل الجامع النافع الذي أخنى عليه الزمان أثر، وضاعت بفقده فوائد لا تحصى لتاريخ أبرشياتنا السريانية.

 

 

 

 

المبحث السادس عشر : في كلندار الأعياد السنوي

 

مما يلحق بالطقوس السريانية الكلندار السنوي للأعياد، وهو ترتيب أيام السنة بأعيادها وذكرياتها وأصوامها. وقد اعتنى السريان بوضعه منذ القرون الأولى، بل أن ثاني نسخة قديمة في العالم المسيحي هي سريانية. خُطًت سنة 411 م [97] تشتمل على أسماء وأعياد القديسين والشهداء عامة، وطائفة من شهداء بلاد فارس وهي تطابق جريد الأنبا هيرونيموس كل المطابقة.

وكان رهبان دير قنسرين المشهور قد أنشأوا في أواخر القرن السادس كلندارا خاصاً حوى أسماء بعض القديسين الذين أزهروا فيه، ومن جملتهم رهط من رؤسائه الصالحين وعينت لهم أعياد. وفي أواخر القرن السابع ألف مار يعقوب الرهاوي كلندارا عاماً لأيام السنة بأسرها متضمناً ما تقدمه، ما عدا الذكارين الخاصة المكانية وظلّ دهرا معمولاً به. ثم أضاف إليه بعض المؤلفين كسعيد أبن الصابوني مطران ملطية 1095+ أسماء أحبار ونساك جدد[98] وفي الرابع الأول من المئة الرابعة عشرة نقحّه الراهب القسيس صليبا أبن خيرون الحاحي المتوفي حوالي سنة 1340 وحشاه بأسماء كثير من أساقفة طورعبدين ونساكه القديسين والصلحاء وخصوصاً رهبان دير قرتمين. ووجدنا في الموصل في بيث كاز بخط القس دنحا الخديدي عام 1546 ورقتين من كلندارا عتيق وجيز يختص بكنيسة المشرق، اشتمل على بعض أساقفة ونساك شرقيين مجهولين، خلت سائر الكلندرات من ذكرهم فنسخناهم[99] وفي خزانتنا نسختان منقولتان عن أصل قديم مطولّ للكلنار الرهاوي الخيروني، أحداهما في آمد والثانية في خزانة أورشليم. وقد نشر السمعاني النسخة المطّولة في مكتبته الشرقية، وطبع بيترس البولندي الكلندار المذكور باسم الرهبان صليبا ونقله إلى اللاتينية معلقاً عليه ما لا يغني سنة 1908 ونشر فرنسيس نوسنة 1912 ثلاثة عشر كلندارا بين مطّول ومختصر بدءاً من كلندارا سنة 411 فالكلندار القنسريني، ونقلها إلى الفرنسية وأتبعها في الهوامش بطرف من التعاليق. ونختم هذا الفصل بكلمة في حساب الأعياد المتنقلة والأصوام الذي وضعه اوسابيوس القيسراني، ثم اشتغل به ديوسقورس جبرائيل البرطلي مطران جزيرة قردو سنة 1296 ثم الخوري يوحنا الحمصي في حدود سنة 1716[100] فالخوري يعقوب القطربلي سنة 1766 إيضاحاً وترتيباً وإيجازاً: وهذا الجدول الأخير ومداره على 532 سنة (تقلب بحساب الأبجدية) نشره الأفدياقن جبرائيل بوياجي الآمدي في كوليج بوان (الولايات المتحدة) وهو من سنة 1914 حتى سنة 2221 م ومنه يعُرف حساب صوم نينوى والصيام الأربعيني وعيد الفصح والصعود والعنصرة، والميلاد والدنح والصليب وموقع كل شهر من أيام الأسبوع.

 

 

 

 

المبحث السابع عشر : في أقدم المصاحف التي اعتمدنا عليها في بحثنا

 

 

1: الفناقيث

دونك ثبتاً دقيقاً جامعا بأقدم المصاحف الطقسية التي رجعنا إليها وأعتمدنا عليها في بحثنا لتزداد اطمئنانا إلى ما قرأت منه وثقة به وهي نحومن مئتي مجلد:

 

 

خزانة الفاتيكان عدد 116 عنيانات شتى متنوعة لمدار السنة سنة 857

خزانة لندن عدد 307 فنقيث سنوي كتب سنة 893

خزانة لندن عدد 14525 فروض الآلام والصوم والشهداء والسعانين وكراس الموتى

خزانة لندن عدد 14719 فنقيث

خزانة لندن عدد 14699 فنقيث

خزانة لندن عدد 14708 فنقيث عام

خزانة برلين عدد 236 فنقيث سنوي اسطرنجيلي _القرن 9_10

خزانة باريس عدد 154 فنقيث سنوي عام مختصر جداً، اسطرنجيلي سنة 1000

خزانة بوسطن عدد 4032 و3957 وثلاثة فناقيث عامة اسطرنجيلية.

خزانة القدس عدد 51 فنقيث الصوم وأعياد القديسين مختصر اسطرنجيلي _القرن 11_12

كنيسة أنحل: فنقيثان عامان بالقلم الاسطرنجيلي

كنيسة ديار بكر: فنقيث من تقديس البيعة إلى أعياد الشهداء اسطرنجيلي _القرن 11_12

كنيسة الرهاويين بحلب: فنقيث فروض القيامة الثمانية والأعياد السيدية مما رتبه الرهاوي اسطرنجيلي

خزانة لندن عدد 350: فنقيث يحوي قوانين السنة كلها بحسب تقليد الجزيرة

خزانة لندن عدد 341: فنقيث قوانين سنوية سنة 1189

كنيسة ديار بكر: فنقيث مختصر جداً من تقديس البيعة حتى عيد الرسل قبل القرن الثالث عشر

كنيسة ديار بكر: فنقيث قوانين يونانية على مدار السنة مسهب قديم، وقوانينه

كنيسة ديار بكر: فنقيث القيامة وثمانية عشرين عيداً بخط الراهب أسطيفانس حول 1208

كنيسة باسبرينة: فنقيث قديسين لدير قرتمين اسطرنجيلي بخط الراهب أسطيفانس حول 1200

كنيسة مدّو: فنقيث القيامة والأعياد اسطرنجيلي بديع بخط الراهب شمعون الحاحي 1205

كنيسة أنحل: فنقيث من تقديس البيعة إلى الطقس العام اسطرنجيلي سنة 1210

كنيسة الطاهرة بالموصل: فنقيث الصوم الكبير بخط الراهب مسعود سنة 1212

كنيسة الطاهرة بالموصل: فنقيثان للأعياد احدهما أنجز كتابة سنة 1213

خزانة برلين: فنقيث سنوي يحوي القانون الرهاوي أي نقل الرهاويين طبقاً تقليد مار يعقوب الرهاوي بحسب تصحيح الرها المضبوط. وفيه طقس مار فولا ومار شمعون الزيتوني ومار لعازر (ص 43 من المجلد الأول من الفهرس)

خزانة دير مار متى: فنقيث صوم نينوى واحتباس المطر والجمع الثلاث بالقلم الغربي سنة 1241

خزانة دير مار متى: فنقيث الصوم بخط زينا في القرن الثالث عشر

كنيسة مار توما بالموصل: فنقيث الأعياد بخط يعقوب التلقباني سنة 1245

كنيسة مار توما بالموصل: فنقيث الصوم جمعه القس أبوالسعادات أبن دقيق الموصلي وكتبه القس شمعون البرطلي سنة 1246

كنيسة عرناس: فنقيث قوانين وعنيانات على مدار السنة اسطرنجيلي سنة 1254

كنيسة قرقوش: فنقيث قيامة وأسبوع البياض في القرن الثالث عشر

كنيسة قرقوش: فنقيث الصوم

كنيسة قرقوش: فنقيث صوم نينوى والجُمع الثلاث سنة 1270

كنيسة الطاهرة بالموصل: فنقيث صوم نينوى والجُمع الثلاث سنة 1269

خزانة باريس عدد 155: قوانين سنوية بعضها نقل الرهاوي ومنها ملطي بحسب التصحيح الجديد سنة 1279

كنيسة الطاهرة بالموصل: فنقيثان للآلام اسطرنجيلي على كاغد سنة 1301

خزانة فلورنسا عدد 35: أشحيم وآحاد السنة وأعياد قديسين

كنيستنا بمصر: فنقيث تقديس البيعة والأعياد السيدية ومار توما خط الراهب يعقوب المانعمي سنة 1383

خزانة برلين عدد 58: طقوس القيامة بعد العنصرة كتب قبيل سنة 1395

خزانة دير الزعفران: طقوس والأعياد السيدية وأعياد القديسين مجموعها أربعون طقساً خط سليمان في القرن الرابع عشر

خزانة القدس عدد 53: فنقيث لأعياد الميلاد وغيرها برسم المواضع المقدسة قبيل سنة 1414

خزان القدس عدد 52: فروض الشعانين والآلام بخط البطريرك باسيل شمعون سنة 1443

كنيسة باسبرينة: فنقيثان للقيامة أحدهما نقل من ست نسخ بخط الراهب يشوع السبريني سنة 1444

دير مار ملكي: فنقيث القديسين حجم كبير بخط الراهب ملكي ساقوسنة 1476

دير مار إيليا في حباب: فنقيث القيامة بخط الراهب ابراهيم السبريني سنة 1479

كنيسة الكعبية: فنقيث القيامة والطقوس العامة وأسبوع البياض بخط جامع فروض الأسبوع المذكور الراهب ملكي ساقوفي حدود سنة 1480

كنيسة مار موسى بدمشق: فنقيث القيامة والقديسين سنة 1483

كنيسة مار موسى بدمشق: مثله بخط بديع قبيل سنة 1487

كنيسة حصن كيفا: فنقيث شتوي بخط الراهب دنحا صيفي الصلحي سنة 1496

كنيسة قلث: فنقيث القيامة والأعياد خط الراهب ابراهيم الكفري سنة 1505

كنيسة مار موسى: فنقيث القيامة والقديسين وأسبوع البياض سنة 1513

كنيسة مار جرجس بدمشق: فنقيث القيامة والقديسين بخط الرهب ابراهيم النبكي سنة 1526

كنيسة مار توما بالموصل: طقس السّبار أي صوم الميلاد سنة 1535

كنيسة قلث: فنقيث القيامة والأعياد بخط الراهب توما المذياتي سنة 1553

 

 

2: الحسايات

خزانة بوسطن عدد 4031 مجلد كبير من تقديس البيعة حتى الصليب على رقع بديع فير القرن 10_ 11

خزانة لندن عدد 14494بعض حسايات على رق اسطرنجيلي: مخزوم.

خزانة لندن عدد14495 طقوس وحسايات الصوم

خزان لندن عدد 17128 حسايات سنوية

خزان باريس عدد 70 فنقيث الكهنة وهومجموعة حسايات على مدار السنة بحسب التصحيح الحديث الثابت: بفلم أسطرنجيلي أنيق سنة 1059

خزانة القدس عدد 55 فنقيث الكهنة: مجموعات حسايات غير معينة بقلم أسطرنجيلي كتبه القس سعيد شملي من حصن زياد سنة 1171

خزانة دير الزعفران عدد 117 حسايات الآلام والأعياد التي تلي القيامة على رق بقلم أسطرنجيلي كتب في دير النساك في جبل الرها سنة 1209

كنيسة ديار بكر: حسايات سنوية غير معينة على رق كتبه ديوسقورس ثاودورس بقلم غربي سنة 1225 _ مجلد ثان مثله

كنيسة ديار بكر: حسايات الآلام والصيف كله على رق وكاغد علقه بخط عربي الراهب زبينا سنة 1227

كنيسة الطاهرة بالوصل: حسايات شتى للرسل وأعمال المسيح، ونافورة قولس الحاحي في القرن الرابع عشر

دير الصليب مَخَر: حسايات الصوم بخط الراهب ابراهيم الحالحي في القرن الرابع عشر

كنيسة حصن كيفا: مثله سنة 1392

خزانة دير الزعفران: حسايات القيامة وأعمال المسيح بخط القس شمعون الآمدي حول سنة 1450

خزانة باريس عدد 374: حسايات من مولد يوحنا حتى آخر الآلام بخط الراهب سرجيس الحاحي أواخر القرن الخامس عشر

كنيسة مدّو: حسايات شتوية مجلد ضخم يحوي 307 حسايات بخط الراهب ابراهيم مُطيرة بين سنة 1460- 1480

دير مار ملكي: حسايات تقديس البيعة والصوم بخط يوسف سنة 1468

دير مار ملكي: حسايات القديسين والأعياد السيدية

كنيسة باسبرينة: حسايات من تقديس البيعة حتى أحد القيامة مجلد ضخم بخط القس أدّى سنة 1478

كنيسة باسبرينة: حسايات القيامة حتى نهاية المدبرونوث بخط القس أدّى سنة 1477

كنيسة باسبرينة: حسايات أعياد القديسين مجلد ضخم أحسبه بخط القس أدّى

كنيسة أنحل: حسايات شتوية

دير مار يعقوب في صَلَح: حسايات تقديس البيعة بخط الراهب صدقة العينوردي

دير مار يعقوب في صَلَح: حسايات الصوم

كنيسة مار موسى بدمشق: حسايات تقديس البيعة والصوم _ قديم

كنيسة مار موسى بدمشق: حسايات القيامة وأعياد القديسين

كنيسة مار موسى بدمشق: حسايات تقديس البيعة وما بعده بخط ابراهيم الحرديني سنة 1504

كنيسة مار موسى بدمشق: حسايات في أوائل القرن السادس عشر

كنيسة قلث: حسايات سنوية مجلد ضخم خط نفيس للراهب يعقوب أبن مرزوق 1487

كنيسة قلث : حسايات القيامة والأعياد الصيفية

دير يوحنا الطائي: حسايات تقديس البيعة والصوم مجلد كبير بخط الراهب سرجيس سنة 1504

كنيسة حصن كيفا: حسايات تقديس البيعة بخط الراهب يوسف الكرجي سنة 1506

دير الصليب مَخَر: حسايات الصيف بخط الراهب يوسف الكرجي سنة 1507

دير الصليب مَخَر: حسايات القديسين بخط الراهبين صليبا وابراهيم عوظ سنة 1549

دير الصليب مَخَر: حسايات القيامة والذكارين بخط الراهب توما المدياتي سنة 1559

كنيسة قلعة الامرأة: حسايات القديسين بخط الراهب إيليا يشوع في أواسط القرن السادس عشر

 

 

3: العماد. بركة الأكاليل. مسحة المرضى. التوبة

 

خزانة لندن عدد 17128: طقس العماد لطيمثاوس الاسكندري

خزان لندن عدد 14495: عماد تأليف ساويرا نقله حديثاً إلى السريانية بولس مطران تلا

خزانتنا في حمص: عماد وبركة الأكاليل بقلم أسطرنجيلي نفيس في القرن العاشر

خزانة القدس عدد 117: عماد وبركة الأكاليل سنة 1324

كنيسة مصر: عماد وبركة الأكاليل بخط البطريرك فيلكسينوس الثاني في أواخر القرن الرابع عشر

خزانة باريس عدد 102: بركة الأكاليل بحسب ترتيب يعقوب الرهاوي وسائر الملافنة سنة 1434

كنيسة مار قزما (للروم) بدياربكر: عماد وبركة الأكاليل وبعض الجناز بخط يوسف مطران خربوت وكركر سنة 1451

كنيسة مصر: بركة الأكاليل بخط موسى في القرنين 15 أو16

كنيسة مار سركيس بصدد: عماد وبركة الأكاليل بخط المطران ابراهيم أوائل القرن السادس عشر

خزانتنا: عماد وبركة الأكاليل بخط المطران ابراهيم أوائل القرن السادس عشر

خزانة القدس عدد 59: بركة الأكاليل في القرن السادس عشر.

خزانة القدس عدد 111: طقس ثانٍ لتقديس زيت العماد في مصحف الرسامات بخط البطريرك نوح.

كنيسة الرهاويين بحلب: عماد وبركة الأكاليل وقوانين التوبة مما جمعه وكتبه البطريرك يعقوب الأول.

خزانة الفاتيكان عدد 51: طقس عام يتلى على سائر المعترفين

كنيسة الحفر: طقس يتلى على المريض

كنيسة برطلي: بركة الأكاليل والعماد لمار سويريوس، وطقس للعماد أختصره المفريان

 

 

4: الرسامات

 

خزانة باريس عدد 113: كتاب الرسامات الكهنوتية بخط مار ميخائيل الكبير

خزانة باريس عدد 112: كتاب الرسامات سنة 1239

كنيسة خربوت: بخط الأسقف داود سنة 1203

خزانة لندن عدد 17232: طقس تلبيس الأسكيم للرهبان في بيث كاز مخطوط سنة 1210

خزانتنا: كتاب الرسامات وعماد وبركة الأكاليل وبعض طقوس المعذعذان نصفه مخطوط في القرن الثالث عشرا على هامشه أسماء تسعة آباء باليونانية ونصفه في أوائل القرن الخامس عشر

خزانة القدس عدد 109: كتاب الرسامات بحسب الوضع الشرقي بخط الشماس عبد الله البرطلي 1300

خزانة الرهاويين في حلب: كتاب الرسامات بحسب الوضع الشرقي بخط الشماس عبد الله البرطلي 1300

خزان الرهاويين في حلب: تلبيس الرهبان سنة 1358

خزان الشرفة رقم 5/7: كتاب الرسامات والأسرار في القرن الرابع عشر

خزانتنا: كتاب الرسامات وبعض طقوس المعذعذان في أوائل القرن الخامس عشر وبعضه سنة 1862

خزانتنا: كتاب الرسامات في أواسط القرن الخامس عشر وأواخر الثامن عشر

دير الصليب بطور عبدين: كتاب الرسامات حجم كبير بخط الراهب قوفر الطورعبديني سنة 1487

خزانة القدس عدد111: كتاب الرسامات بخط البطريرك نوح سنة 1506

خزانة القدس عدد 110 و113: نسختان من الرسامات في القرن السادس عشر

خزانتنا: ليتورجيات ورسامات الشماس والقس وتلبيس الرهبان وتقديس الوزيت خط المطران قورلس يوسف سنة 1513

خزانتنا: طقس تقديس الميرون والمذبح والبيعة في أواسط القرن السادس عشر

خزان دير الزعفران 220: كتاب الرسامات والخبر الحبرية مجلد ضخم وكامل بخط المطران يوسف الكرجي سنة 1535

خزانة الواتيكان عدد51: كتاب الرسامات

 

 

 

5: مصاحف المعذعذان

 

خزانة لندن عدد 14494: طقس بركة الماء في الغطاس في فنقيث على رق مخروم

خزانة لندن عدد 17128: مثله

خزانة دير الزعفران عدد 99: معذعذان قديم

كنيسة مصر: طقس تبريك الأغصان بخط الشماس داود المصري سنة 1403

خزانة القدس عدد 52: طقس الشعانين والآلام وفيه طقس المسامحة في سبت البشائر سنة 1443

دير مار ابراهيم بمذيات: طقس حفلات الأعياد بأسرها في البيث كاز الكبير المفقود سنة 1468

دير مار أوجين: معذعذان كامل ينطوي على ثلاث عشرة حفلة بخط الراهب ملكي ساقو1484

دير القدس عدد 58: معذعذان بخط الراهب أدى الحبابي سنة 1495

كنيسة ديار بكر: معذعذان بخط الراهب ابراهيم السبريني سنة 1495

خزانة باريس: معذعذان بخط الراهب ابراهيم السبريني سنة 1496

كنيسة مار سركيس بصدد: معذعذان بخط الراهب بشارة سنة 1564

خزانة القدس عدد 62: تبريك الماء ألفه سويريوس وضبطه الرهاوي سنة 1569

كنيسة فيروزة: معذعذان بخط الراهب كوركيس الوانكي حوالي سنة 1601

 

 

6: كتب الجناز

 

خزانة الواتيكان عدد 92: فنقيث الموتى بقلم اسطرنجيلي مليح دقيق سنة 823

خزانة بوسطن عدد 4013: جناز كهنة وشمامسة وعلمانيين ورواهب في القرن الثاني عشر

كنيسة ديار بكر: جناز كامل كبير يحوي ميامر شتى اسطرنجيلي بخط الراهب القس يشوع من دير الملفان سنة 1188.

خزانة لندن عدد 14494: مجلد يتضمن بعض حسايات للموتى أحداها تأليف البطريرك اثناسيوس

خزانة لندن عدد 14520: فنقيث يشتمل على طقس الموتى أوله مداريش بلحن الفردوس لبعض الأذكياء.

خزانة لندن عدد 17131: جناز القسوس والرهبان وفيه مداريش ابن اندراوس

خزانة لندن عدد 14502: جناز

خزانة لندن عدد 14525: مجموع على رق مخروم اسطرنجيلي يتضمن كراس الموتى

خزانة لندن عدد 14638 و14636: تعازي منثورة في الموتى.

خزانة الواتيكان عدد 93: بعض مداريش في الموتى في كتاب مقالات يوحنا الناسك.

خزانة بوسطن عدد 14016: جناز الرجال والنساء والأطفال بحسب ترتيب الرهاوي كتبه شمعون بخط جميل في القرن الرابع عشر.

خزانة القدس عدد 117: جناز الرجال والأطفال ينطوي على ميمرين كتب سنة 1324

كنيسة حماة: جناز الموتى بحسب وضع ملطية وحصن زياد، وجناز الكهنة بحسب ترتيب طورعبدين بديع الخط في أوائل القرن الخامس عشر جناز عتيق.

كنيسة العذراء في برطلي: جناز عتيق

كنيسة العذراء في برطلي: جناز الكهنة في أواسط القرن السادس عشر

خزانة القدس عدد 120: جناز طبقاً اضبط يعقوب الرهاوي

كنيسة حمص: جناز الكهنة والعالميين وفيه ميمران لمار أفرام وآسونا في أواسط القرن السابع عشر

خزانة دير مار متى: جناز الرواهب.

كنيسة العذراء في قرقوش: جناز الرواهب.

 

 

7: كتب المداريش والمعانيث

 

خزانة الواتيكان عدد 111: مداريش مار أفرام عددها 161 رق اسطرنجيلي سنة 522

خزانة الواتيكان عدد 112: مداريش مار أفرام عددها 161 رق اسطرنجيلي سنة 552

خزانة لندن: معانيث مار سويريوس رق اسطرنجيلي سنة 675

خزانة لندن عدد 17261: معانيث وتخشفتات وكلندار

خزانة الواتيكان 113: مداريش عددها 87 قبل سنة 932

خزانة لندن: مداريش كُتبت قبل القرن الثالث عشر.

خزانة لندن 14520: مداريش ومعانيث وأبيات الآلام وجناز وتعازي

خزانة القدس 60: معانيث سويريوس وتخشفتات رابولا عددها 230 على رقّ سنة 121

خزانة لندن: تخشفتات عامة سنة 1257

خزانتنا: مجموعة نفيسة من المداريش والتبرات والقالات بخط دقيق في القرن الثالث عشر.

ويست نيورك: مجموعة نفيسة من المداريش بحسب الوضع الملطي بخط الشماس ابراهيم الدنيسري سنة 1285

خزانة دير الزعفران عدد 148: مجموعة نفيسة من المداريش والتبرات والقاثسمات بخط جميل في القرن 13 – 14.

 

 

8: كتب البيث كاز (مخازن الألحان)

 

خزانة الشرفة رقم 5/1: بيث كاز مطول جداً في القرن 11- 12

خزانة لندن عدد 17207: كتاب يحوي شذرات من الزومارات وترانيم التناول في القرن 8-9

خزانة لندن عدد 17232: بيث كاز بخط الشماس دنحا سنة 1210.

خزانة باريس عدد 147: بيث كاز بخط فيلكسينوس

خزانتنا: بيث كاز كتب في القرن 14- 15

ديار بكر: بيث كاز مُسهب دقيق نفيس بخط الشماس أبي الحسن في القرن 15

خزانة القدس: بيث كاز بخط الراهب شمعون مُبارك سنة 1436

كنيسة الطاهرة بالموصل: بيث كاز قديم بخط كركري جميل

دير مار ابراهيم بمذيات: بيث كاز في غاية الإسهاب نفيس بخط المطران شمعون العينوردي

خزانة دير الزعفران: بيث كاز سنة 1471

خزانة القدس عدد 79: بيث كاز بخط الراهب صليبا الصلحي الجيد الدقيق سنة 1470 أو1480

مدّو: بيث كاز مُطول نقل من ثلاث نسخ أجداها نسخة الراهب باسيل بخط الراهب صليبا سنة 1478.

خزانة جامعة روكفار بشيكاغو: بيث كاز صغير الحجم دقيق بخط الراهب ابراهيم السبيريني سنة 1481

خزانة دير الزعفران عدد 124: بيث كاز مُطول بخط البطريرك يعقوب الأول سنة 1488

قرية باتي: بيث كاز سنة 1488

خزانة لندن عدد 14736: بيث كاز خط الراهب ابراهيم السبريني سنة 1492

خزانة القدس 64: بيث كاز بخط غليظ بديع في القرن 15-16.

خزانة وودبروك برمنكهام عدد 321: بيث كاز حوى بواعيث مار أفرام بحسب الضبط الخُديدي [101] وترانيم الطواف في الكنيسة والمداريش بثمانية لحون ما عدا (الفردوس) فإنه بخمسة وغير ذلك. بخط القس دنحا الخديدي سنة 1542.

الحسكة (الجزيرة العليا): بيث كاز ينطوي على تحليل أوزان الأناشيد كتب في دير مار أبحاي سنة 1560

خزانتنا: بيث كاز مُطول بخط نفيس أنجزه المطران بهنام الأربوي الأصل القصوري سنة 1560.

خزانتنا: بيث كاز بخط دقيق بقلم يشوع في أواسط القرن السادس عشر

خزانتنا: بيث كاز بخط القس منصور الزازي سنة 1569

خزانتنا: بيث كاز كُتبَ في القرن السادس عشر

خزانة القدس عدد 62: بيث كاز كركري القلم سنة 1569

خزانة دير الزعفران: بيث كاز مُطول حوى الشملاية الشرقية بخط دنحا في أواسط القرن السادس عشر.

ماردين: بيث كاز مُطول في أواخر القرن السادس عشر.

برطلي: بيث كاز بحسب الترتيب التكريتي سنة 1590

كنيستنا في القسطنطينية: بحسب ترتيب ملطية وما بين النهرين سنة 1614.

 

 

 

الفصل السادس عشر : في علم اللاهوت

 

إن السريان فضلاً عن انتفاعهم بنقل مصاحف لاهوتيي النصرانية الأقدمين الذين كتبوا باليونانية، من يونان وأقباط ورومان [102] تمهروا في علم اللاهوت ونجم منهم علماء متبحّرون فيه. ودونك جدول أسمائهم وتآليفهم.

إذا استثنينا الأبواب اللاهوتية العديدة التي استبحر في بحثها، وغاص على دقائقها وغوامضها، مار أفرام واسحق والسروجي في قصائدهم وأناشيدهم البديعة ومصنفات مار سويريوس التي محّص فيها الحقائق وأيدها بالحجج القواطع، والرسائل المجمعية التي تبادلها بطاركة أنطاكية والإسكندرية من سنة 514 حتى سنة 850 والتقارير العقائدية والرسائل التي حبّرها أساقفة ورؤساء أديار، في النصف الثاني من المئة السادسة وجُمعت في مصحف الإسناد السريانية[103] وبعض الخطب ومفسّري الكتاب العزيز: نعدّ أول لاهوتي سرياني حجّة ألّف في هذا العلم الخطيب: فيلكسينوس المنبجي، ويليه يعقوب الرهاوي فالبطريرك قرياقس فاياونيس الداري فموسى ابن كيفا فابن الصليبي فابن العبري. ويعتبر هؤلاء الأحبار من أقطاب اللاهوتيين وعمدتهم، واثبات العلم الإلهي وإسناده وهم في الطبقة الأولى ويليهم في طبقة ثانية فثالثة من نذكرهم أدناه.

أما فيلكسينوس فله كتابان نفيسان في التثليث والتوحيد وتجسد الكلمة وللرهاوي كتاب في اللاهوت ذكره ابن العبري في كتاب الهدايات، وفصل شائق في كتابه “الأيام الستة” بحث فيه خلاص الإنسان، ورسالة في تفسير القداس وللبطريرك قرياقس مصحف جليل سهل الشريعة في العناية الإلهية. وكتب أياونيس الداري مصنفات سديدة المناهج في الكاهن والكهنوت، والقيامة والملائكة والأبالسة والنفس البشرية والفردوس وغيرها. وصنف ابن كيفا خمسة كتب حسنة غزيرة المادة في الأيام الستة والقيامة والفردوس والملائكة والنفس البشرية وشرح الأسرار، العماد والميرون والقربان الإلهي – ولابن الصليبي مجلدة ضخمة جزيلة المباحث في أبواب علم اللاهوت وتفسير الأسرار، ومجلد في المجادلات. ودبجت يراعة ابن العبري كتابي (منارة الأقداس المُطوَّل والأشعة المختصر) استقرى فيها دقائق العلم الإلهي وأحاط بأصوله وفروعه، ورسالتين في النفس البشرية.

وأما الطبقة الثانية فافرهاط الفارسي في كتابه “البيّنات” والبطريرك بطرس الرقّي وله تأليف لاهوتي كُسر على ثلاثة أبواب رداً على دميانس الاسكندري، ويوليان الثاني الذي علَّق على مؤلف سلفه شرحاً كافلاً ببيان غامضه وإيضاح مُبهمه، ويوحنا الثالث واثناسيوس الثاني في حساياتهما المحكمة الوضع، وجرجس أسقف العرب وله تفسير لأسرار الكنيسة، ويوحنا الأثاربي وله كتاب جمّ الفوائد في النفس، ولعازر ابن قنداسي وبنيامين مطران الرها في تعاليقهما وشروحهما اللطيفة. ولعازر ابن العجوز وابن وهبون ولهما رسالتان في تفسير القداس، ونونا النصيبيني الذي نقض توما المرجي ودبج مقالة في التوحيد والتثليث وفي كلمة الله، وأنطوان التكريتي الذي عمل كتاباً في العناية الإلهية وفسّر سرّ الميرون، ويوحنا تلميذ مارون مؤلف مقالة في تجسد الكلمة، وابن شوشان وابن اندراوس مجادلاً الأرمن وابن الصابوني صاحب الحسايات التي دلت على رسوخه في الإلهيات ويعقوب البرطلي مصنف كتابي “الكنوز والحق المُبين” ومن الطبقة الثالثة: شمعون الزيتوني وله رسائل في المعتقد، وفوقا ابن سرجيس وثاودورس ابن زرودي اللذان علّقا على الكتاب المنحول إلى الأريوفاغي ودانيال من بيت باتين وله مقالة في الفرق بين القربان والميرون، والربان سرجيس الذي ردّ على اعتراضات الأرمن، ويوحنا مطران ماردين وله رسالتان في شرح القداس والميرون، وشمعون مفريان طور عبدين 1740 + مُصنف كتابي “الثاولوغيا” و”مركبة الأسرار” ويلحق بهذه الطبقة عزيز ابن العجوز وله كتيب اسماه “الصعود العقلي” ومسعود الزازي وله فصول يسيرة لاهوتية في كتابه “السفينة الروحية” [104]

 

 

الفصل السابع عشر : في الكتاب المنحول ديونيسيوس الأريوفاغي

 

لما كان للكتاب المنحول ديونيسيوس الأريوفاغي اللاهوتي من بعد الأثر، وما حام حوله من شدة الجدل ما هو معروف عند العلماء عقدنا له فصلاً خاصاً.

وهو كتاب كبير الحجم 466 صفحة خصّه مؤلفه بطيمثاوس الأسقف وطُوي على أربع مقالات، الأولى في الصفات الإلهية، وفي اللاتينية يقال: الإلهية، ثلاثة عشر فصلاً وهي النصف الكتاب. والثانية في مراتب السلطة السماوية، تبحث الملائكة ووظائفهم وأسمائهم وطغماتهم خمسة عشر فصلاً. والثالثة في اللاهوت السرّي، تبحث في الله باعتباره كائناً يعلوعن الإدراك منزهاً عن الغش، خمسة فصول. والرابعة في مراتب رئاسة الكهنوت البيعية سبعة فصول، فصول هذا تبويب نسخة الموصل، أما نسخة القدس فتطابق ترتيب الترجمة اللاتينية على هذه الصورة: مراتب السلطة السماوية ثم رئاسة الكهنوت البيعية، ثم الأسماء الإلهية فاللاهوت السرّي. ويظهر أن فوقا أو قرياقس شمونا بدّلا نظام الكتاب القديم – ويتلو المقالات عشر رسائل أربع منها كتبت إلى غايوس المتنسك، والبواقي إلى الشماس دورثاوس والكاهن سوسيبطرس وديموفيلس المتنسك ورئيسي الكهنة بوليقربس وتيطس ويوحنا الرسول. وورد في نسخة القدس أن المؤلف عمل مقالة في رئاسة الكهنوت الناموسية (الشرعية) قدّمها على مراتب السلطة السماوية ولكنها لم تنقل إلى السريانية.

ولهذا الكتاب عدّة نسخ أكثرها على رقوق أقدمها نسخة مخرومة من الأول والآخر خطت حوالي القرن السابع (خزانة طور سينا ع 52) والثانية نسخة اسطرنجيلية القلم بخط في منتهى الحسن محفوظة في كنيستنا الطاهرة بالموصل، أنجزها كتابةً قرياقس ابن شمونا الكاتب الرهاوي الملكي في 1 كانون الأول بالموصل سنة 766 م [105] والثالثة تقاربها قلماً وحسناً في خزانة ديرنا (المرقسي عدد 123) خطت في القرن التاسع وورد فيها تاريخ هبة الكتاب سنة 887 ونسخة في لندن عدد 12151 كتبت سنة 804 وعدد 22370 حوالي سنة 1350 [106] وهذه مواضيعه بوجه التفصيل:

بحث في المقالة الأولى مصدر الصفات الإلهية، وعلم اللاهوت المتحد والمنفصل وماهية الوحدة الإلهية والمنفصلة، ومعنى الصلاة والعبادة وتأليف العلم اللاهوتي. وتكلم على الصالح والنور والبهي، ونفي أزليّة الشر وصدوره من الله الكائن، وبحث في الله الموجود والحياة والحكمة والعقل والنطق والحق والإيمان، والقوة والعدل والنجاة وعدم المساواة. وضابط الكل وعتيق الأيام والأبد والزمان والأمن. وفحوى الموجود من ذاته وماهية الحي وقدوس القديسين وملك الملوك والكامل والواحد. وتكلم في المقالة الثانية على رئاسة الكهنوت ومنفعتها ومعناة صفة الملائكة وسبب تسمية الجواهر السماوية ملائكة ومراتبها الأولى والوسطى والأخيرة، الساروفيم والكاروبيم والعروش ومرتبتهم الأولى والسادات والقوات أو الجيوش والسلاطين ومرتبتهم الوسطى، والرئاسات ورؤساء الملائكة والملائكة ومرتبتهم الأخيرة. وسبب إطلاق اسم الجيوش السماوية على هذه الجواهر، واسم الملائكة على رؤساء الكنيسة، ومضمون العدد الملائكي الذي سُلم إلينا، والصور التي تمثل الجيوش الملائكية – واعلم أن هذه الأبحاث الملائكية لم تزل مُبهمة ومصنفات الأئمة حتى باسيليوس والنزينزي صفر منها، الى ان صرَّح بها هذا الكتاب فاخذت برأيه علماء النصرانية.

وتضمنت المقالة الثالثة: اللاهوت السرّي واي هي السجابة الإلهية، وكيف يجلب علينا ان نتحد ونسبّح من هو علة الكل وفوق الكل، وما هي الكلم اللاهوتية التي تقال سلباً وايجاباً، وفي انه لا محسوس يكون بسموه علة لكل المحسوسين ولا معقول يكون بسموه علة لسائر المعقولين.

وانطوت الرابعة على ماهية تقليد رئاسة الكهنوت البيعية وغايتها، وفي ما يُفعل في العماد وتقدمة القداس والميرون ووضع اليد الكهنوتي ورتبه وطقوسه والرهبنة والصلاة على الموتى.

ودونك طرفاً من آراء المؤلف:

إن الله جلّ جلاله هو السامي المطلق لا تحتويه صفة جنس ولا يحيط به مقال، وكل ما يُنسب إليه من جودة وجمال وعلم لا يُطلق عليه بنسبة ما نفهمه من هذه الصفات التي نتصورها في المخلوقات[107] وإن عبارتي التوحيد والتثليث لا تعبّران أبداً عن حقيقة الكائن الإلهي الفائق سناؤه [108] الشماس يطهّر المؤمن والقس ينورّه والأسقف يكملّه[109] الفلسفة الأفلاطونية الحديثة التي نفذت إلى اللاهوت السرّي النظري، لا تثبت الحقيقة لكنها تُريها مكشوفة من ستار الرموز، وتُنفذ فيها النفس الظمأى إلى القداسة والنور لكن بدون برهان [110]

وتقدمت متن الكتاب هذه الفصول [111]:

1: مقالة للقس سرجيس سماها “المدخل” قدّمها قبل نقله من اليوناني إلى السرياني (34 ص) 2: مقال عمله فوقا ابن سرجيس الرهاوي شرحاً للتعاليق التي وجدها على المتن وإيضاحاً لمُبهمه (3 ص) 3: دفاع عن الكتاب ومؤلفه وشارحه عمله الأسقف يوحنا البيساني السكولستيقي وخلاصته، أن الكتاب تأليف الأريوفاغي ولا عبرة باعتراض من أنكره محتجاً أن اوسابيوس القيسراني لم يحتفل بذكره. فقد اقر هذا أن كتُباً شتى لم تصل إليه ومنه مصنفات نرقيسيوس وهيمناوس وبنطلانس واقليمس الروماني حاشا رسالتيه وغيرهم، لم يذكر من تصانيف اوريجانس سوى أربعة، وقال أن بعض تأليف هيمناوس وقعت له، وعن شماساً رومانياً اسمه بطرس أنبأه أن مصنفات الأريوفاغي محفوظة في خزانة رومية. وإن لا حجة لمعترض على تعاليم هذا القديس في التثليث والتجسد والكائنات المعقولة والمحسوسة والقيامة والجزاء وغيرها، 4: دفاع ثانٍ الفه جاورجي البيساني قسيس بيعة القسطنطينية الكبرى 7 صفحات، جاء فيه ان ديونيسيوس الاسكندري ذكر في رسالة له إلى كسوسطس الثاني الروماني أن الأريوفاغي كان متبحراً في العلم نحريراً فكتب في علم اللاهوت، وعن علماء كثيرين ازدهروا في البيعة ولكن عين زماننا لم تكتحل بتصانيفها لفقدها دع عنك ما زيّفه منها المضللون – ويوحنا وجاورجي هذان ملكيان وكلاهما عاش في النصف الأول من القرن السادس، 5: خبر قدّمه القس مار آتنوس سنة 817 على الكتاب وتبويبه، 6: مقالة عملها الربان لعازر ابن قنداسي تأييداً لرأي المؤلف في أولية مرتبة السرافيم، 7: شروح علّقها ثاودورس ابن زوردي الرهاوي على المتن[112] وتجد في الخزانة القدسية (ع 124) شروحاً لغوامض الكتاب (37 ص) في نسخة كتبت في القرن 9 – 10 وقد عدّت فصوله خمسين خلافاً لسائر النسخ.

فترى ممّا مرَّ بك أن السريان تلقوا هذا الكتاب بالقبول ثم تبعهم الروم واكبروا شأنه، بل أن اللاتين نقلوه إلى لغتهم وحلَّ عند للاهوتييهم في قمّة الاعتبار حتى كادوا ينزلونه منزلة الأسفار المقدسة [113] وعميدهم توما الأكويني سنة 1271 + على اسّه بنى كثيراً من أبحاثه اللاهوتية الدقيقة، ولم يكد يحد عن مبادئه التي اتخذها حجة. وكان علم اللاهوت السرّي بعيداً أثره في أذهان الغربيين، ولم يرتب أحد منهم من صحة نسبته قبل القرن الخامس عشر.

ولما انتصف القرن التاسع عشر جهر العلماء بنحل الكتاب وقرروا أن مؤلفه راهب فيلسوف من ذوي الإبداع والاقتدار والبراعة، ميّال إلى المذهب الأرثوذكسي لكنه يتحوّش عن الانغماس في مجادلات أهل زمانه صنفه باليونانية في بلاد الشام أو فلسطين بعد سنة 482 في أواخر المئة الخامسة أوصدر المئة السادسة، متحاشياً فيه عن ذكر الطبيعة المتجسدة أوالطبيعتين في السيد المسيح قائلاً بفعل جديد (تياندريكي) للإله الذي صار إنساناً [114] ولحَم الفلسفة الأفلاطونية الحديثة بعلم اللاهوت المسيحي، بعد أن قرأ تآليف بروقاس أحد أشياع هذه الفلسفة (411 – 485) وأكثر من الاستفادة منها، ومن ثم الصق اللاهوت السرّي (الميستيكي) بعلم اللاهوت الكنسي. وذكر تلاوة دستور الإيمان في القداس، سنَّة لم يؤخذ بها إلا عام 476 وصرَّح بعماد الأطفال ونظام الرهبنة الكامل ولا أثر لذلك في القرون الثلاثة الأولى – وتعمّد في كتابه الإنشاء المفخم الغامض المموه والتعابير الغريبة والاستعارات متجنباً سذاجة الكلام، إخفاء لمقصده جرياً على أسلوب فلاسفة الوثنيين، أواعتقاداً منه أنه أليق بموضوعه الخطير، وأدعى أنه يرشد قراءه إلى سبيل الكمال الذي يستقر في مشاهدة الله، وجاء بتعليم خالٍ من الشبهة للتأمل في الله والاقتراب إلى حضرته.

وكان ظهور هذا الكتاب لأوّل مرة عام 532 – 533 في مجلس جدل ضمَّ الأرثوذكسيين والملكيين فاستشهد به الأولون وانكروه الآخرون، ثم ارتضاه بعض علمائهم ونافحوا عنه. وفي القرن التالي فسّره مكسيمس الراهب صاحب مذهب المشيئتين سنة 622 + فاجمعوا على صحته[115]هذا ما قاله فيه العلماء الغربيون المعاصرون ولم يتعرّضوا لذكر حجج القدماء وذكروا أنهم لم يكشفوا سرّه تماماً ولكنهم مهدوا السبيل إليه.

ونحن بعد سرد حجج أولئك وأدلة هؤلاء، إذا أنعمنا النظر في متن الكتاب وشروحه السريانية التي شغلت سبعة علماء زهاء ثلاثمائة سنة (500 ؟ 817 ؟) صح عندنا أنه بشكله وأسلوبه مصنوع، وأن تعقيد إنشائه وصبغته الافلاطوينة الحديثة ومعالجته مواضيع لا عهد لصدر النصرانية بها، لا شك أنها من وضع مؤلفه المجهول، ولكن لا يبعد أن يكون أصل صحيح موجز زاد صاحبنا فيه وصبه في قالبه الجديد، وطلع به بأسلوبه الفلسفي الخاص. ذلك أن شهادة ديونيسيوس الاسكندري 256 + في حق الأريوفاغي شهادة قيّمة لا تُرد وإن لم تصل إلينا، وشأنه في ذلك الديدسقالية وغيرها.

 

 

 

الفصل الثامن عشر : في الاحتجاجات الكنسية

 

الأدب الاحتجاجي وهوالدفاع عن حق النصرانية في وجودها، هو يوناني، وإنما حفظت لنا السريانية منه ترجمة نصوص قديمة مفقودة من ذلك: احتجاج أريستيد الذي وجده رندل هاريس في دير القديسة كاترينة في طور سينا مخطوطاً في القرن السابع، وأثبتت أن المؤلف رفعه إلى انطونينس بيوس لا إلى ادريانس كما قال اوسابيوس.

واحتجاج نُسب إلى مار ميليطون أسقف ساردة كتبه إلى انطونينس، وتُظن نسخته مكتوبة في القرن السابع وكلاهُما نُشرا بالطبع. وكذلك نُشرت مقالة الفيلسوف امبروسيوس اليوناني المتنصّر بعنوان “بيان في أفضلية النصرانية على الوثنية”

 

الفصل التاسع عشر : في الفقد والشرع المدني

 

غير خافِ أن البيعة المُقدسة عُينت بالفقه الكنسي في المجامع التي عقدتها، والقوانين التي وضعها أئمتها، فسنت قوانين في مجامع أنقرة ونيوقيسارية ونيقية وأنطاكية واللاذقية وغنغرة وقسطنطينية وافسس وقرطاجنة وسرديقي وخلقيدونية ونقلت إلى السريانية وهي محفوظة في نسخ قديمة في خزائن دير الزعفران والفاتيكان وباريس ولندن. وكان من قوانين نيقية نسختان، الأولى تشتمل على القوانين العشرين الثابتة التي نقلها مار ماروثا الميافارقيني بطلب من اسحق جاثليق المدائن، والثانية تحوي القوانين الموضوعة المسماة العربية، لوجودها في القرن الحادي عشر بهذه اللغة، وهي في خزانتنا في نسخة عربية تقارب هذا الزمان ونسخ في لندن ع 14526 و14528 ودير الزعفران ع 121، والواتيكانية (نسخ بورجيا ع 82) أضف إليها القوانين السريانية التي وضعها أساقفة الفُرس في مجمع سليق وقسطيفون سنة 410 – وقد نشر مارتان قوانين أنقرة ونيوقيسارية ونيقية، ونبذاً من مجمع انطاكية الأول الذي قضى على بدعه بولس السميساطي، ونشر بولس لاكارد قوانين مجمع قرطاجنة الثالث الذي شهد سبعة وثمانون أسقفاً على عهد مار قبريانس. وهذه الترجمة السريانية عُملت سنة 687 على يد يعقوب الرهاوي أي أنها نُقلت من اللاتينية إلى اليونانية ومنها إلى السريانية.

ونشر صاموئيل بيري سنة 1875 أعمال مجمع أفسس الثاني سنة 449 بحسب نسختي لندن الوحيدتين عدد 14530 و12156 ويتخللهما النقصان. ونقلها بولان مارتان إلى الفرنسية وهوفمان إلى الألمانية، وأنك لتجد فيها من تفصيل المناقشة التي دُونتْ بنصها وفصّها فضلاً عن الإسناد، ما لا تجده في أعمال سائر المجامع القديمة التي وصلت إلينا.

وتتضمن نسختا الخزانة الزعفرانية ع 144 المكتوبة في القرن العاشر[116] و(ع 245) المخطوطة في القرن 8-9 وهما نفيستان على رقّ ونسخة باريس عدد 62 قوانين من رسالة لأساقفة ايطاليا إلى أساقفة الشرق أي انطاكية، وقوانين اقتبست من رسائل اغناطيوس الروماني، وخلاصة من رسالة بطرس الاسكندري في حالة الجاحدين في أثناء الشدة، ومسائل جاوب عليها طيمثاوس الاسكندري ورسائل لأثناسيوس الاسكندري وباسيليوس والنزينزي وداماسوس والنوسي تنطوي على بعض القوانين، وخمسة وأربعين قانوناً وضعها الأساقفة الأرثوذوكسيون وسبع مسائل جاوب عنها الأساقفة قسطنطين وانطونين وتوما وبلاجيوس واسطاثيوس، في العقد الثالث من المئة السادسة وثمانية قوانين وردت في رسالة الآباء إلى قسيسين في قيليقية يسميان بولس. وأربعة قوانين تضمنتها رسالة قسطنطين مطران اللاذقية إلى الأنبا مرقس الأيسوري، وأحد عشر قانوناً حوتها رسالة أسقف إلى بعض أصحابه، وخمسة سنّها ثاودورسيوس الاسكندري واثني عشر عملها باسيليوس للرهبان [117] واشتملت النسختان الزعفرانيتان على قوانين رابولا مطران الرها للرهبان والقسوس، وقوانين يوحنا التلي وسرجيس ابن القصير وجوابات يعقوب الرهاوي العديدة الذائع صيتها، على المسائل المختلفة التي عرضها عليه بعض معاصريه، لكنها لا تخلومن نقصان يسير.

وفي خزانتنا نسخة فريدة نفيسة أنجزت عام 1204 م تحوي ما عدا عهد ربنا والقوانين المنحولة إلى الرسل المعروفة بالديدسقالية، وقوانين المجامع الصغرى والمجامع المسكونية أي النيقاوي والقسطنطيني والأفسسي، ومجمع خليقدونية قوانين المجامع السريانية أي مجمع دير مار متى في غرة تشرين الثاني سنة 628 وفيه وضع ماروثا التكريتي وأساقفته أربعة وعشرون قانوناً، ومجمع كفرنبو من أعمال سروج، الذي عقده البطريرك جرجس الأول سنة 785 وقوانينه اثنان وعشرون. ومجمع بيث باتين من اعمال حرّان الذي عقده البطريرك قرياقس عام 794 وسن فيه ستة وأربعين قانوناً، ومجمع حرَّان سنة 813 ووضع فيه ستة وعشرين قانوناً. ومجمع الرّقة الذي عقده البطريرك ديونيسيوس الأول التلمحري في تشرين الأول عام 818 وسن فيه اثني عشر قانوناً.

ومجمع دير مارشيلا الأول بالقرب من سروج الذي عقده يوحنا الرابع سنة 846 ووضع فيه خمسة وعشرون قانوناً، يليها جدول في درجات (القرابة) النسب التي تمنع الزواج، ومجمع دير مار زكى بجوار الرّقة الذي عقده اغناطيوس الثاني سنة 878 وقوانينه اثنا عشر ضاع منها الأول والثاني وبعض الثالث. ومجمع دير مارشيلا الثاني الذي عقده ديونيسيوس الثاني عام 896 وسنّ فيه خمسة وعشرون قانوناً. وكتاب العهد الذي عمله رئيس دير مار متى ورهبانه واثنان من أساقفته وأهل أبرشيات نينوى والموصل وبانوهدرا والمرج، لخرسطفورس سرجيس الثاني التكريتي مطران مار متى ونينوى والموصل في أثناء مقاومتهم للمفريان دنحا الثالث في 22 أذار سنة 914 ومجمع دير مار حنانيا بماردين الذي عقده يوحنا مطرانها عام 1156 وشهده المفريان اغناطيوس الأول وبعض الأساقفة. وسنوا أربعين قانوناً وسقط من النسخة قانونان الرابع عشر والسابع عشر. وواحد وثلاثون قانوناً وضعها يوحنا لدير مار حنانيا وسائر أديار أبرشيته[118] ولائحة المواريث بحسب الشرع الإسلامي وعتق العبيد 19 صفحة، ونواميس الملوك المسيحيين وعددها مئة. ونواميس القياصرة قسطنطين وثاودوسيوس ولاون وعددها 157 وصفحاتها 51 ومقالة في سياسة البيعة لتوطيد السلام (12 ص) وعشر مسائل وجواباتها للبطريرك قرياقس.

ولا يوجد من هذا المجموع الخطير في خزائن الغرب سوى قوانين للبطريرك قرياقس[119] ووقفنا على بعض القوانين للبطريرك جرجس في نسخة باسبرينة التي فقدت في الحرب الماضية، وعندنا نسخة منها، و24 قانوناً مختارة ومختصرة من قوانين مجمع دير مار حنانيا في نسخة بدير الزعفران.

وسنّ البطريرك يوحنا ابن شوشان في ما ذكر ابن العبري، أربعة وعشرون قانوناً لنفسه وللاساقفة، ونحسبها مفقودة إلا القانون التاسع عشر. كما فقدت القوانين التسعة والعشرون التي وضعها ميخائيل الكبير في دير مار حنانيا. والاثنا عشر التي سنّها لرهبان دير مار متى. والقوانين السبعة التي سنّها البطريرك يوحنا الثالث عشر ابن المعدني، وقد ذكرت في مجموعتنا المذكورة أنفاً وأوردت القانون السابع منها. ونوّه بعض المشارقة بمراسيم مدينة عملها امبروسيوس الميلاني إلى حكام الولايات بطلب القيصر والنطيانس.

وقد لخّص ابن العبري القوانين الكنسية والمدنية في كتابه الجليل المرسوم بالهدايات الذي طواه على أربعين باباً وضمّنه قوانين مفقودة لجرجس أسقف العرب 725 + وميخائيل الكبير وثمانية سنّها مجمع كفرتوث الذي عقده يوحنا الرابع، لضبط العلاقات بين الكرسي الرسولي ومفريان المشرق في شهر شباط سنة 869، وأضاف إليه قوانين مجهولة وبعضها من تعاليقه، وأسهب وأبدع في أبواب الشرع المدني مما جادت به قريحته الوقّادة واجتهاده العجيب فأضحى كتابه دستوراً للكنيسة.

ووضع اغناطيوس ابن وهيب بطريرك ماردين عشرة قوانين ضئيلة الحاصل سنة 1304 والبطريرك داود شاه ثلاثة لأبرشية الهتّاخ سنة 1576[120] وسّن البطريرك بطرس الرابع رسوماً وقوانين لإدارة كنيسة ملبار الهند في مجمع مولتورتي سنة 1877 والبطريرك عبد الله الثاني 39 قانوناً في مجمع علواي بملبار في آب سنة 1911 ووضعنا نحن بالعربية والسريانية 144 قانوناً في المجمع الأول الذي عقدناه في حمص في شباط سنة 1933[121]

 

 

 

الفصل العشرون : في الكتب النسكية

 

لما انتشرت الرهبنة وطرائق النسك في الكنيسة السريانية على ما هو مشهور، حينما كانت شجرة الدين على نضارة أغصانها وخضرة أوراقها وينع أثمارها، فتعددت الصوامع والمناسك ونشأت الأديار في كل صٌقع وقطر، وملأت الجبال والسهول وعدت بالمئات، وجب وضع حدود ورسوم وقوانين وسنن لاحكام أمرها، وتأليف كتب نسكية تغتذي وتتأدب بها تلك الجماهير التي بلغت الألوف لتتعلق بطرائق مؤلفيها القويمة. وعُرف فضل البلاغة في هذه الكتب فكانت من فروع الأدب السرياني وهي:

1: كتاب البينات أوالبراهين لافراهاط الأسقف الفارسي عمله عام 337 – 345 وكُسر على ثلاث وعشرين مقالة لاهوتية ونسكية.

2: كتاب سيرة الكمال وإيضاح وصايا ربنا، أصله ثلاثون مقالة لاهوتية ونسكية، عندنا منه في الخزانة القدسية المرقسية (رقم 180) نسخة فريدة عتيقة اسطرنجيلية على رق خُطت في القرن التاسع يعتورها بلبلة لجهل المجلد، مخرومة ضاع منها نحو ثلثيها وفضل منها 182 صفحة ودونك مواضيعه:

المقالة الثامنة، في كل من يطعم البؤساء كل ما اقتناه. المقالة التاسعة في البر ومحبة الأبرار والأنبياء. 10: في ما نحوزه من المنفعة حينما نحتمل الشدائد إذ نعمل الصالحات وفي صيام النفس والجسد – 11: في الاستماع للكتب. 12: في العبادة في البيعة الخفية والظاهرة. 13: في سيرة البرّ. 14: في الأبرار والكاملين. 15: في طريقة التناسل التي صارت بآدم. 17: في الآم ربنا التي نلنا بها التحرير. 19: في فضل طريق الكمال. 20: في ما يعترض طريق مدينة ربنا من صعاب العِقاب. 21: في شجرة آدم. 22: في الفرائض التي لا ينجو بها عاملوها. 23: في الشيطان وفرعون وآل إسرائيل. 24: في التوبة. 25: في لفظة الله، والشيطان. 26: في ما سّن الله من الناموس لآدم بعد أكله من الشجرة. 27: في أمر اللص الذي نجا. 28: في أن نفس الإنسان ليست دماً. 29: في ترويض الجسد بالصالحات. 30: في وصايا الإيمان ومحبة المتوحدين. نشره القس ميخائيل كمشكو في المجلد الثالث من البترلوجيا السريانية سنة 1926 منقولاً إلى اللاتينية، موسوماً بكتاب الدرج أو المراقي، وسماه بعضهم كتاب السلالم، والصواب ما ذكرناه اعلاه نقلاً عما ورد في أخر المقالة الثلاثين. أما مؤلفه فمجهول وورد في أوائله “إن هذا الناسك لم يرد كتابة اسمه، ولم يدوّن أحد المؤرخين خبره فلم نعرف زمانه معرفة وثيقة، وإنما انتهى إلينا عن طريق التقليد إنه أحد متأخري تلاميذ الرسل. وأدركنا من كلامه أنه من أوائل ملافنة اللسان السرياني” اه.

وفي هذا القول نظر لأن الكتاب لا يتقدم القرن الرابع، بل ان أنشاه الجزل البليغ من نمط إنشاء المئة الخامسة أو السادسة. وأولئك التلاميذ لا يمكن أن يدركوا هذا العصر على الإطلاق. وعلّق على الهامش في الصفحة العاشرة بخط أحسبه من القرن الثاني عشر، إن المؤلف هو فيلون الناسك، ولم أقف له على خبر[122]

3: مقالات ومسائل وجوابات ورسائل شتى للنساك المصريين باخوميوس سنة 346 + وانطونيوس 356 + وامّونيوس كاتب الرسائل للرهبان سنة 384 ومقاريوس الكبير المصري 390 + ويوحنا الرائي طيبة 390 + ومقاريوس الاسكندري 394[123] وأشعيا ناسك الأسقيط في أواخر القرن الرابع وله خمس عشرة مقالة، واوغريس البنطي الذي نسك في برية مصر صاحب كتاب المئات وله عظات ورسائل (399 +) وموسى الحبشي في صدر المئة الخامسة، ومرقس الناسك الترمقي تلميذ الذهبي الفم الذي نسك في برية يهوذا أو في الأسقيط وعمل كتاباً وسبع مقاتلات وتوفي بعد سنة 341 وإيسيدورس القس البيلوزي (الفرمي) وله رسائل شتى توفي حوالي سنة 435 واسحق قسيس القلالي، وشنودين الذي ألف رسائل وعظات بالقبطية 466 + واشعيا الناسك الثاني الذي انتقل من الأسقيط إلى ديار غزة ووضع كتاب الوعظ سنة 488 +[124] (1). 4: زهاء ثلاثمائة وستين مسألة كتب مار باسيليوس الكبير جوابها إلى الرهبان[125] (2) وكتاب سيرة الرهبان لنيلس[126] (3) الناسك في طورسينا الذي عمل اثنتي عشرة مقالة وكتب نيّفاً وألف رسالة وعندنا منها بالسريانية ثلاث أو أربع سنة 430 + وثلاثون قصة تأليف الأنبا هيرونيمس سنة 420[127] (4) ومقالات لبولس أسقف قنيطوس في ايطاليا رفيق يوحنا الرهاوي حوالي 430 ويوحنا الناسك. ويوحنا نقر الناسك في جبل الرها وسرجيس الناسك ؟ وتوما المتوحد سنة 1146 + ؟ [128](5).

5: كتاب في السيرة النسكية لغريغوريوس الناسك الفارسي الأصل القبرصي المنزل، الذي تخرج في مدرسة الرها على عهد الأستاذ موسى، وأنهى أيامه في جبل الأزل[129] (6) ويظن أنه عاش في النصف الثاني من المئة الرابعة، وفضل من كتابه بعض مقالات[130] (7). 6: كتاب فردوس الآباء لبلاديوس أسقف هلينوبليس 425 + ثلاثة أجزاء يحوي أولها 69 قصة، والثاني 41، والثالث 17 يتضمن بين أخبار النساك حكماً لبعضهم[131] (8) نشره بيجان.

وهذه مصنفات التي مرت بك ما خلا كتاب غريغوريوس، وسيره الكمال ؟ كلها نُقلت من اليونانية إلى السريانية إلاَّ رسائل انطونيوس وشنودين فقد نقلت من القبطية، وكلها حافلة بأقوال تشرب النفوس حلاوتها.

7 ً: كتاب سيرة الكمال المسيحي لفلكسينوس المنبجي ثلاث عشرة مقالة وهوخير ما أُخرج إلى الناس من هذه المصنفات وستقف على وصفه.

8 ً: كتاب في النسك والرهبانية يشتمل على فوائد ونصائح ومواعظ حسنة لطلاب السيرة الفاضلة، ألفه اثناسيوس أبوغالب المتوحد أسقف جيحان سنة 1177 +

9 ً: كتاب الأيثيقون (حسن الأخلاق والآداب) للعلامة ابن العبري عمله سنة 1279 منقسماً إلى أربع مقالات، بحث فيه الطرائق الفاضلة والسيرة الروحية والجسدية للراهب خاصة وللمسيحي التقي عامة.

10 ً: كتاب الحمامة له وهو وجيز لإرشاد النساك والرهبان وطواه على أربعة أبواب.

11ً: طريق الحق، كتيب في السيرة الروحية عمله عزيز ابن العجوز بطريرك طور عبدين 1482 +.

12 ً: كتاب السفينة الروحانية، لمسعود الثاني بطريرك طور عبدين عام 1512 + وهو مجموعة مقالات ومواعظ روحية للنساك جمعها تلميذه الأب عزيز المذياتي عام 1482[132].

ولا بد لنا من التنويه بتآليف أخرى تعوّد رهباننا مطالعتها، لاقتصارها على فضائل النسك وطرائق العبادة، ككتاب الدَرَج أوالسلّم لاياونيس كليماكس رئيس دير طورسينا الرومي الملكي 649 + وتصانيف نساك النساطرة الذين عاشوا في أواخر القرن السادس حتى أواخر الثامن وهم ابراهيم النفتري، وسهدونا (مرطيريوس) أسقف ماحوزا ارنون الذي انحاز إلى مذهب الملكيين واسحق النينوي[133] وشمعون طيبوثه الطبيب الناسك، ويوحنا ابن فناكئي، ويوحنا الدلياثي أي صاحب الدوالي لعيشه من ثمار الكرمة (الدالية) ويعرف أيضاً بالشيخ الروحاني. ولعلهم اقتطفوا أيضاً من تصانيف يوسف الأهوازي وباباي الكاتب. ولم يبلغ أحد هذه المصنفات النسكية من الانتشار ما يبلغه كتاب اسحق القُطري المولد النينوي الأسقفية، الموسوم “بطريق الرهبنة” فقد نقل إلى اليونانية والعربية والحبشية واللاتينية، والطليانية والفرنسية والألمانية [134] بعد أن تناوله بعض الأقدمين بطرف من الإصلاح[135] واعتبر مؤلفه كأحد قديسيهم في ما قال بيجان[136] وبلغ الهوس بأحد رهباننا أنه حرَّف ترجمته ليجعله ارثذكسياً كما ورد في نسخة نقلها إلى العربية الأب يعقوب[137] ومنها نقلت نسخة خزانة القدس الكرشونية الدقيقة الخط سنة 1516[138] على أن أصل تلك الترجمة عمل أحد كتاب الروم الملكيين، ذلك لتعيينها زمان المؤلف بسب تاريخ العالم الذي عليه كانوا يجرون وهو قوله “أنه كان في أول الألف السابع من سني العالم” (كذا) ومن الثابت أن الشماس عبد الله ابن الفضل الأنطاكي 1052 + نقل هذا الكتاب من اليونانية إلى العربية بالتماس نيو كوفور أي النصر وأجمله في 35 باباً وسمى مؤلفه قديساً، ومنه نسختان بالعربية في خزانة دير الروم بالقدس[139].

ونقل عبد الله أيضاً من السريانية مختصر كتاب الرهبان المصريين وشرحه لفيلكسينوس المنبجي، وهو مائتان وخمسون مسألة أو وردة، ورسالته إلى أحد تلاميذه في رتب الرهبنة والكتاب، وهو مختصر فردوس الآباء لبلاديوس وهيرونيمس ولم يرد في مصنفاته السريانية ولا نعهد له نسخة بها ونسخته في خزانة الدير المذكور تحت عدد 24 [140] افتتحه بقوله: “ولما تحققت أن هذا الفرع أجدى من أصله نفعاً، وأهدى بصراً وانه لبّ الألباب، بادرت بنقله في هذا الكتاب لأطهّر اللسان بتلاوته في الإشراق والغروب، وأجلو بمطالعته مراتب العقل التي أصدأتها الذنوب” اهـ. وحوى هذا المصحف أيضاً فقرة للشيخ الروحاني.

وكان النساطرة أيضاً يقبلون على مطالعة مصنفات ابن العبري ومنها كتاب الأيثيقون المذكور أنفاً، وأقدم نسخة منه كتبت في قلاية جاثليقهم بمدينة مراغة. وتحت ظله، بخط تلميذه يوسف الراهب القسيس سنة 1292 [141]

 

 

 

الفصل الحادي والعشرون : في كتب التاريخ العام

 

بلغ الأدب السرياني في القرن السادس أرقى الدرجات في الفن والبلاغة، وتبؤأ من البيان ومذاهب الكلام منزلة عليّة، وكانت اللغة تختال مزدهرة بلفظها الرصين وجلبابها الناصع وأسلوبها القديم، ازدهار الأرض بحلتها الخضراء وجناتها الغناء، وامتاز ذلك العصر باتساق الأفكار وحسن التساوق ونباهة الخواطر وبراعة التصنيف، فظهرت فيه سلسلة تواريخ نفيسة كبيرة قيمتها ولم تنقطع حتى العصور المتأخرة، ولولاها لظلت قرون متطاولة غارقة في ظلمة كثيف حجابها، ولامسى مؤرخو الحضارة مشغولي القلب كاسفي البال طويلة حسرتهم على ضياع أنبائها.

وليس من الإنصاف أن نغلو نحن بمطالبة كتابها بشرائط فلسفة التاريخ البحتة، وقد وُلدت بعدهم بدهر طويل، أما التمحيص فلم يقتصروا فيه، وأما التعليل فلم تخلُ تواريخهم من طرف منه وإن كان ضئيلاً، وأما البحث في تطوّر الحضارة فهو من أعمال المعاصرين لنا وهم وحدهم مطالبون به. لأن الحضارة كانت عصرئذٍ في عنفوان أمرها ثم توسطت عمرها. والتواريخ السريانية على الجملة رصينة أمينة موثوق بها تستحق غاية الاعتبار، ومواضع النقد فيها يسيرة وهي:

1 ً: تاريخ أحداث سوريا وما بين النهرين من سنة 495 إلى 506 وهوأدق مرجع وأتمه لحروب القيصر انسطاس الأول وقباذ الفارسي، صٌنف في الرها حوالي سنة 518 ونسبه بعضهم إلى يشوع العمودي ونُشر باسمه وليس به، وإنما مؤلفه أستاذ في مدرسة الرها مجهول اسمه ولعله من الفرقة الملكية؟.

2 ً: تاريخ مغمور المؤلف يعرف بتاريخ الرها من سنة 131 ق. م حتى 540 م مقتضب في أوائله جمّ الفوائد من القرن الثالث فصاعداً. وفي غاية الدقة والضبط وهو مرجع خطير لتاريخ الشرق والغرب. كان مؤلفه مع اعترافه بالمجامع الأربعة يعرج إلى النسطرة.

3 ً: التاريخ الكنسي ليوحنا المعروف بالأفسسي المتوفى في حدود سنة 587 وهو أقدم تاريخ سرياني كسره على ثلاثة مجلدات، الأول والثاني من أيام يوليوس قيصر إلى سنة 572 والثالث حتى سنة 585 والأول مفقود وبقي من الثاني نبذ مهمة نُشرت، والثالث موجود في مصحف مخطوط في المئة السابعة نقصانه صفحات قليلة نشره كورتن، وهو تاريخ نفيس دقيق على ما فيه من قلة الترتيب لما حاط بكاتبه من مكاره.

4 ً: ويلحق بهذا التاريخ خطورةً كتاب سيرة النساك الشرقيين للمؤلف نفسه في حدود سنة 565 – 566 مترجماً فيه بتدقيق النساك الذين عاين غالبهم فجاء حافلاً وقد نشر مرتين.

5ً: مجموعة تاريخية لكاتب سرياني مغمور الاسم اشتملت على قسط وافر من التاريخ الكنسي الذي عمله زكريا الفصيح أسقف جزيرة مدللي، وضاع أصله اليوناني وكان منطوياً على أحداث سنة 450 حتى 491 وتنقسم هذه المجموعة إلى اثنتي عشرة مقالة أو باباً: قصة يوسف الصديق أو أعمال سلبسترس الروماني.

ووجود رِمّة القديس اسطيفانس، وقصة أهل الكهف. والنص السرياني لمرسوم زينون المعروف بهنوطيقن. وأخبار الشهداء الحميّريين ورسالة رابولا الرهاوي إلى جملينس أسقف البيرة (فارين)، وصفة أبنية رومية وزخارفها، وصفة العالم لبطولمايس. ثم تاريخ كنيستي مصر وسوريا في القرنين الخامس والسادس، ووفاة ثاودوسيوس أسقف أورشليم وسيرة أشعيا الناسك.

6 ً: تراجم التواريخ الكنسية لاوسابيوس وسقراط وثاودوريطس القورسي وكان المؤرخون السريانيون الكنيسون يحوزونها في القرن الخامس وأوائل السداس دون تاريخ سوزمين. ووصل إلينا من تاريخ اوسابيوس نسخة فُرع من تعليقها سنة 462 وهي في خزانة بطرسبرغ، نُشر مرتين [142] وتمتاز ترجمته بدقتها، وأنك لتجد بينه وبين المتن اليوناني الحالي فروقاً عدذة تفضّل على اليوناني الذي كتبت أقدم نسخة منه في القرن التاسع [143] وتجد في مصحف لندن (رقم 941) خمسة عشرة فصلاً من تاريخ ثاودريط الكنسي. وترجم يعقوب الرهاوي خرونيقون اوسابيوس إلى السريانية.

7ً: تاريخ قورا قسيس سروج أو بطنان يشتمل على أحداث سنة 565 إلى 588 وهو مفقود.

8ً: تاريخ يعقوب الرهاوي: بعد تصحيحه خرونيقون اوسابيوس نسج على منواله فعمل كتاب تاريخه للمختصر بدءاً من السنة العشرين لقسطنطين الكبير حتى سنة 629 اقتبس منه ميخائيل الكبير وبقي منه 67 صفحة نشرها بروكس

9ً: تاريخ السنين: مختصر عمله يوحنا الناسك العمودي الأثاربي 738 +

10 -12: ثلاثة تواريخ ألفها في القرن الثامن موسى النحلي ودانيال ابن موسى الطورعبدينيان، ويوحنا ابن صاموئيل في غربي الشام.

13ً: تاريخ عام ديني مدني مُسهب من بدء الخليقة إلى سنة 775 م عمله راهب من دير زوقنين في أربعة أجزاء، الأول من آدم إلى قسطنطين والثاني يتوقف في زمان يوسطينس الثاني وستقف على مصادره ومأخذه، والرابع تصنيف المؤلف من سنة 599 حتى 775 وأفاض فيه بذكر النكبات التي حلت ببلاد المشرق في العهد الأموي وصدر من العصر العباسي. وهذا هو التاريخ الذي نحله السمعاني ديونيسيوس التلمحري وهماً، وسرى هذا الخطأ إلى كل من نقل عنه حتى كشف أمره في أيامنا.

14ً: مجموعة تاريخية جليلة نشر معظمها بروكس ورسمها بشذور التواريخ سنة 1903 وهي أربعة أجزاء نقلاً عن نسخة مخطوطة في المئة الثامنة والتاسعة سقط منها بعض صفحات: أولها وهو أوسعها ينتهي إلى سنة 641 وثانيها في سنة 570 وثالثها 636 ورابعها إلى 529 ويليها مختصر تاريخ المجامع إلى المجمع الخلقيدوني، وجدول خلفاء بني أمية. ونبذة هامة للفتح العربي ورد فيها أن وقعة اليرموك كانت في 20 آب سنة 636 وقد أمحى نصفها لقدمها[144] ونبذاً من تاريخ مختصر عمله كاتب ماروني فلسطيني حوالي القرن الثامن تنطوي على أحداث في زمان معاوية الأول تجدها في تاريخ ثاوفان الرومي وبينها فرق يسير، وتاريخاً عمله راهب من دير قرتمين إلى سنة 846 كتبت نسخته في القرن العاشر، ونبذاً من تاريخ مغمور المؤلف من سنة 754 إلى سنة 813 [145]

15 ً: تاريخ مختصر دقيق ألفه بعض رهبان دير قرتمين إلى سنة 822 يشتمل على لمع من تاريخ الدير ورؤسائه نشرناه نحن في باريس سنة 1914.

16ً: تاريخ الأزمان للعلامة ديونيسيوس التلمحري بطريرك انطاكية ألفه من سنة 583 إلى 843 في ستة عشر كتاباً أو رأساً منقسمة إلى فصول، نقل عنه كثيراً ميخائيل الكبير وابن العبري، ولم يفضل من أصله سوى خمس صفحات نشرها السمعاني.

17ً: تاريخ كنسي مفقود عمله موسى ابن كيفا مطران بارمَّان والموصل سنة 903 +

18: تاريخ الشماس شمعون النصيبني

19ً – 21: ثلاثة تواريخ مختصرة ألفها اغناطيوس مطران ملطية 1064 + وإيليا أسقف كيسوم 1171 + وابن الصليبي مطران آمد 1171+

22 ً: تاريخ مار ميخائيل الكبير بطريرك انطاكية وهوعام مدني ديني من الخلقة إلى سنة 1196 م يقع في أربع مجلدات ضخمة مكتوب أكثره في ثلاثة عواميد: أولها للتاريخ المدني وثانيها للديني والثالث لكوائن طبيعية نادرة وغير ذلك، ومن حسناته أنه استند إلى مآخذ عديدة نفيسة، ونقل إليه أكثر التواريخ المفقودة اليوم. نشره القس يوحنا شابوعن نسخته الوحيدة ملك الكنيسة السريانية الرهاوية، منقولاً إلى الفرنسية.

23 ً: تاريخ الرهاوي المجهول: مدني ديني مجلدان، الأول من الخلقة إلى قسطنطين والثاني من زمان قسطنطين إلى سنة 1234 فصل فيه بين التاريخ المدني والديني نُشر مرتين، أما مؤلفه فهو اكليريكي رهاوي كان موجواً من سنة 1187 حتى 1234 وقد أجاد في تصنيفه دقة وضبطاً ومتانة أسلوب وله تاريخ كنسي آخر مفقود.

24 – 26: إن للعلامة ابن العبري شهرة مستفيضة في علم التاريخ، وتواريخه الثلاثة الزاهية على المؤلفات ترفعه إلى ذروة كبار المؤرخين، وهي 1: تاريخ الزمان من الخلقة إلى سنة 1285 اختصر فيها تاريخ مار ميخائيل الكبير وحشّاه بفوائد وأتمه إلى زمانه اقتباساً من مآخذ سريانية وعربية وفارسية وذيّله أخوه الصفي إلى سنة 1296 2: تاريخ مختصر الدول بالعربية الفصحى، نقله من السريانية بتصرف 3: التاريخ الكنسي مجلدان أولهما يتضمن تاريخ بطاركة انطاكية يتقدمه جدول رؤساء كهنة العهد العتيق، وثانيهما تاريخ جثالقة المشرق ومفارنته وجثالقة النساطرة وكلاهما ينتهي سنة 1285 والتواريخ الثلاثة مطبوعة.

27 ً: ذيول التاريخين الكنسي والمدني من سنة 1285 إلى 1496 وهي مختصرة ساذجة الإنشاء، أتم بها مؤلفها سلاسل البطاركة والمفارنة بتراجم وجيزة، وحكى هجوم الهونيين والفرس والمغول على ولاية ديار بكر من سنة 1394 حتى 1402 ونكبات تيمورخان لطور عبدين (1395 – 1403) ومقتل نوروز ومحاربة قازان للمصريين في بلاد الشام عام 1298 وأحداث طور عبدين وما والاه من سنة 1394 إلى 1493، والأشبه أن عاملي هذه الذيول هما القس اشعيا والقس ادى السبيرينيان، بدليل تبسيطهما في تاريخ وطنهما طورعبدين وخصوصاً باسبرينة، ونمط إنشائهما ولهجتهما المعروفين عندنا، وقد نشرت هذه الذيول ما خلا نوروز.

28 ً: خمسة تآليف عملها المؤلف بالسريانية وهي:

 

1: تاريخ بطاركة انطاكية ومفارنة المشرق من سنة 1493 إلى أيامنا

2: جداول أساقفة الأبرشيات السريانية تنطوي على أسمائهم وأنسابهم وتراجمهم بالإيجاز من سنة 1200 إلى وقتنا هذا، وبلغ عددهم 780 أسقفاً

3: تاريخ طور عبدين الكنسي من سنة 1365 إلى اليوم

4: مختصر تاريخ بيعي من سنة 1286 إلى أيامنا.

5: خرونيقون ديني مدني من سنة 1905 إلى وقتنا هذا.

 

 

 

الفصل الثاني والعشرون : في التاريخ الخاص

 

 

ما عدا التاريخ العام تجد لمؤرخي السريان مؤلفات تعد من التاريخ الخاص، كالسير والتراجم الضيافة لقديسين وأحبار مشاهير من سنة 488 حتى 1146 كبطرس الكرجي ويعقوب السروجي وفيلكسينوس المنبجي، وسويريوس الأنطاكي ويوحنا التلّي ويوحنا ابن افتونيا، وأحودامه ويعقوب البرادعي، واثناسيوس الأول وسويريوس السميساطي، وماروثا التكريتي وجبرائيل القرتميني، وثاودوطا الآمدي ويعقوب الرهاوي وشمعون الزيتوني ويوحنا الثامن ابن عبدون وتوما الشمريني المتوحد. وسوف تقف عليها في موضعها.

وإنما نبحث في هذا الفصل عن تاريخ الشهداء الحميريين، وسبع تراجم لأحبار ذائعي الصيت دونت أخبارهم ووصلت إلينا ما خلا الرابعة:

1 ً: فتاريخ الشهداء والشهيدات العرب الحميريين الأرثوذكسيين ينطوي على أخبار وأسماء 472 نكّل بهم ذي نواس ثم مسروق الملك اليهودي في مدينة نجران سنة 520 – 524 وهو كتاب فريد طريف نحسبه أُلّف في أواسط المئة السادسة.

2 ً: ترجمة مختصرة لساويرا موسى ابن كيفا مطران بارمان 903 + منها نسخ في كتبه “أسباب الأعياد” وغيره.

3 ً: ترجمة يوحنا مطران ماردين 1125 – 1165 + كتبت بعده بزمان يسير واشتملت على ما قام به من الأعمال المجيدة، تزدان بأسماء الأديار والبيع التي بناها ورمّها فرفع بها لأبرشيته شأناً، وهي مطوّلة بقي منها ثلاث نسخ أحداها في الخزانة الواتيكانية (عدد 96) نشرها السمعاني في مكتبته الشرقية. والثانية مخرومة في خزانتنا مخطوطة سنة 1602 والثالثة مختصرة [146] وقد أجملناها ونقلناها إلى العربية وأضفنا إليها فوائد في كتابنا “نزهة الأذهان في تاريخ دير الزعفران” ص 52 – 62 [147] وله في نسخة بباريس (عدد 297) ترجمة مختصرة.

4: مقالة عملها ميخائيل الكبير دوّن فيها سيرة ديونيسيوس يعقوب ابن الصليبي مطران آمد 1171 + ومآثره ومصنفاته نوّه بها في تاريخه (مج: ص 699) وهي مفقودة.

5 – 6: ترجمتان لمفرياني المشرق الأخوين غريغوريوس الثاني ابن العبري الكبير وغريغوريوس الثالث برصوم الصفي ابن العبري الصغير. نظمهما بالبحر السروجي جبرائيل البرطلي مطران الجزيرة سنة 1288 – 1295 تقعان في 145 صفحة.

7: ترجمة مسهبة للبطريرك يوحنا الرابع عشر المعروف بابن شيء الله 1493 + كتبها بعض تلامذته سنة 1497 تقع في 15 صفحة[148]، وله أيضاً ترجمة وجيزة تزيد على ما تضمنه منها ذيل التاريخ الكنسي[149]

8: ترجمة مسعود الثاني الزازي بطريرك طور عبدين من مولده عام 1431 حتى أسقفيته سنة 1482 ألفها تلميذه الراهب عزيز المذياتي في 8 صفحات [150] يضاف إليها خبر تقليده رئاسة أديار طور عبدين وكتاب التقليد وجوابه[151]

 

 

 

 

الفصل الثالث والعشرون : في نبذ تاريخية شتى

 

وقفنا في مخطوطات مختلفة على نيف وستين نبذة ولمعة تاريخية سريانية، يقع مجموعها في نحو من مئتين وستين صفحة، منها ما يتعلق بالقرون الأولى والوسطى (255 – 1300) وقد خلت منها كتب التاريخ، ومنها وقع في الأزمنة المتأخرة من سنة 1300 إلى أوائل القرن العشرين، معظمها مكتوب بأسلوب متين، وقليل منها بإنشاء وسط، وثمان بادية الضعف والركاكة، وتعد من المساند التاريخية فرأينا ذكرها إتماماً للفائدة وهي:

1ً: ثبت الأساقفة الذين عقدوا مجمع قرطاجنة الأول عام 255 وعددهم 87، وأساقفة مجمع أنقرة وعددهم 13، ومجمع نيوقيسارية سنة 314 وهم 22، ومجمع انطاكية سنة 341 وهم 29 ومجمع غنغرة سنة 364 وعددهم 16[152]

2 ً: عمارة بطرس بن يوسف الحمصي لدير مار باسوس حوالي سنة 480[153]

3 ً: قصة الرسامات الزائفة التي عملها شيعة اليوليانيين من سنة 549 إلى 587 تأليف يوحنا الثالث بطريرك انطاكية [154] ورسالة ثمانية أساقفة أرثوذكسيين إلى ديورة ولاية آمد حوالي سنة 532 [155]

4 ً: أديار بلاد الشام وخصوصاً ولاية العرب في جنوبيها زهاء 190 ديراً في حدود سنة 560 – 570 [156]

5 ً: مجمع دير مار متى وتواقيع أساقفته سنة 628[157]

6 ً: أسماء نحو من سبعين أسقفاً عاشوا في القرون السادس والسابع والثامن ورد ذكرهم في سفر حياة زاز.

7 ً: شراء دير السريان بمصر في أواسط القرن الثامن[158]

8 ً: تواقيع الأساقفة الثمانية والأربعين الذي حضروا في مجمع الرقة سنة 818 [159]

9 ً: مقاومة رهبان دير مار متى وأهل نينوى دنحا الثالث سنة 914

10 ً: عمارة الشماس ثاودورس التكريتي بيعة العذراء والرسل ومار أحودامه عام 1046 [160]

11 ً: هجرة سبعين راهباً إلى دير السريان بمصر وعناية الراهب برصوم المرعشي بخزانة كتبه سنة 1084 [161]

12 ً: غزوة الترك لدير قرتمين عام [162]1100

13 ً: أخبار ثلاثة من مطارنة أورشليم للراهب ميخائيل المرعشي سنة سنة [163]1138

14: سيرة اغناطيوس الثالث ابن كدانا مطران أورشليم لخلفه اغناطيوس رومانس سنة 1138 [164]

15 ً: نكبة الرها عام 1144 والحملة الصليبية الثانية ومآثر اغناطيوس رومانس، بقلم اغناطيوس الخامس سهدو مطران أورشليم دوّنها سنة 1146 [165]

16 ً: بناء مذبح دير مار بهنام سنة 1164[166] وعمارة الشماس أبي علي دير مار كوركيس بماردين عام 1169 [167]

17 ً: مآثر آل توما السبيريني وإحسانهم إلى قريتهم سنة 1166 [168]

18 ً: مصنفات ابن الصليي 1171 + [169]

19 ً: رسالة ابن وهبون إلى البطريرك ميخائيل حوالي 1186

20 ً: وباء أهلك 35 راهباً من دير قرتمين عام 1199 [170]

21 ً: رسامة يوحنا الثاني عشر وزيارته لآمد سنة 1209 بقلمه [171].

22 ً: أخبار مينا مطران آمد وأسرته، وتدمير أربع كنائس، للراهبين أبي الفرج ابن أبي سعيد الآمدي وباخوس الخديدي سنة 1206 – 1224 [172]

23 ً: عهد اغناطيوس الثالث لباسيليوس يوسف مطران الخابور عام 1231.

24 ً: بعض غزوات التتر للقس يشوع الحصكفي سنة 1235 وتدمير تمرلنك لبلاد الشام بقلم قورلس مطران قبر عام 1401 [173]

25 ً: عمارة الربان موسى ابن حمدان لدير مار آباي ودير العمود (مار ميخائيل في ماردين) وبَيعات ديره ليا  ودُنيسر وقلث ورومانية سنة 1250 – 1257 [174]

26 ً: شذرات تاريخية مدنية من سنة 1257 إلى 1373 [175]

27 ً: وفيات زهاء مئة بطريرك ومفريان ومطران من سنة 1283 إلى وقتنا هذا وبينها وفيتان سنة 591 و903 [176]

28 ً: جدول أساقفة البطريرك نمرود عام 1292 [177]

29 ً: مقالة في ابني العبري للشماس بهنام حبوكني سنة 1292 [178]

30 ً: منشور ميخائيل الثاني إلى أبرشيات بلاد الروم سنة 1295

31 ً: غزوالمغول للموصل وأربل ودير مار بهنام سنة 1295 [179]

32: محاربة ارغون وقازان ملكي المغول للجيوش المصرية ومآثر المفريان برصوم الصفي سنة 1300 [180]

33 ً: انتخاب البطريرك اسمعيل سنة 1333 [181]

34: نهب بيعة الأربعين بماردين سنة 1333 بقلم الراهب يشوع ابن خيرون [182]

35 ً: مصير الأنية الكنسية وكتب دير مار برصوم البطريركي، للراهب ابراهيم المارديني رواية القس هارون الأرونجاني سنة 1365.

36 ً: نكبة الراهب دانيال المارديني بقلمه سنة 1382 [183]

37 ً: غزو تمرلنك لدير قرتمين وأسماء المطران والرهبان الأربعين الذين اختنقوا بالدخان عام 1394 [184]

38 ً: أنساب وأخبار البطاركة ابراهيم الثاني وبهنام وخلف ويوحنا الرابع عشر ونوح ويشوع الأول والمفريان برصوم المعدني، أكثرها بأقلامهم من سنة 1400 إلى 1518

39 ً: نكبات المسيحيين في خربوت وملطية سنة 1311 و1399 و1451 ليوف مطران خربوت وكركر وغيره [185]

40 ً: وفاة ديونيسيوس ملكي الأول زقاقي مطران المعدن سنة 1465 بقلم تلميذه.

41 ً: فضائل نساك طور عبدين لداود الحمصي سنة 1466 [186]

42 ً: مآثر كوركيس مطران دير قرتمين في القدس سنة 1490 [187]. وإبراهيم عوظ مطران حصن كيفا في دير الصليب سنة 1584 [188]

43 ً: أخبار داود الحمصي له وللبطريرك يعقوب الأول قبيل سنة 1500 [189]

44 ً: أحداث ما بين النهرين السياسية وأحوال أساقفة طور عبدين ورهبانه من سنة 1501 إلى 1510 دونها الراهب عزيز المذياتي في أربع نبذ نافعة [190]

45 ً: ثبت البطاركة الإنطاكيين مضبوطاً بالسنين من سنة 1495 إلى 1661 وبطاركة طور عبدين إلى سنة 1571 [191].

46 ً: تقديس البطريرك نوح للميرون في كنيسة حمص عام 1506 للقس عيسى الحمصي [192]

47 ً: غزوطور عبدين عام 1394 و1505.

48 ً: فتح الترك لماردين سنة 1517 للقس شمعون شميس القصوري.

49 ً: نسب يوحنا الكركري مطران أورشليم وطرابلس واستشهاده عام 1587 (14).

50 ً: أعمال البطريرك داود شاه ووفاته وفيات ثلاثة من الآباء آل نور الدين أسرته 1583 – 1639 [193]

51 ً: عمارة دير مار زكى في كركر سنة 1588 ومصالحة البطريركين بلاطس وهداية الله عام 1593 لغريغوريوس وانيس آل النجار الونكي مطران قبادوقية ثم الرها[194].

52 ً: عمارة بيعة مار زينا في قرقوش سنة 1589 ثم 1738.

53 ً: ترجمة أفريم الونكي مطران الهتاخ وأحوال بعض الأديار والغلاء 1638 – 1661

54 ً: تاريخ مختصر لكنيسة ملبار من أواسط القرن السابع عشر إلى سنة 1877 بقلم بعض قسوسها[195]

55 ً: لمعة في أخبار البطاركة وخصوصاً جرجس الثاني من سنة 1672 إلى سنة 1806.

56 ً: غزو طور عبدين عام 1710 للقس يوحنا السبيريني.

57 ً: مآثر البطريركين جرجس الثاني واسحق في عمارة البيع والأديار بقلم المطران عيسى الخوري يشوع القصوري سنة 1713 [196]

58 ً: محاربة طهماسب نادرشاه ملك الفرس لكركوك والموصل عام 1743 للقس حبش بن جمعة الخُديدي [197].

59 ً: رحلة المفريان شكرالله قصبجي الحلبي إلى ملبار سنة 1751 بقلمه.

60 ً: تاريخ الكرسي الأنطاكي من سنة 1782 إلى 1785 لعبد الله شدياق مطران دمشق

61 ً: غزو أمير راوندوز لآزخ واسفس سنة 1834 للأسقف كوركيس.

62 ً: لمعة من أخبار البطريرك الياس الثاني ويواقيم الحبابي مطران ملبار إلى سنة 1845 بقلم يواقيم.

63 ً: غزو عز الدين شير ومسوربك البختيين لسعرت وطورعبدين بقلم القس ميرزا المدوي سنة 1855.

64 ً: عمارة بيعة دير مار متى عام 1858 ومقتل دنحا أسقفه سنة 1871 للقس كوركيس الحبابي الأصل البعشيقي المنزل.

65 ً: أخبار البطريرك يعقوب الثاني من سنة 1866 إلى 1871 بقلم كاتبه البطريرك عبد الله الثاني.

66 ً: مذبحة سنة 1895 في ديار بكر للقس أفريم المذياتي.

67 ً: ترجمة الأسقف بولس الوكيل البطريركي في القسطنطينية لنفسه دونّها سنة 1912.

 

 

 

 

الفصل الرابع والعشرون : في سير الشهداء والقديسين وقصصهم

 

لسير الشهداء والقديسين أحد فروع التاريخ، مكانة خاصة في سائر الآداب المسيحية، لوفورها وتفنن مؤلفيها، والتراث السرياني عامر بها وهي ضربين: ضرب كتب باللغة السريانية وهو ما أنشى في بلاد ما بين النهرين الشرقية والبلاد الفارسية وبعض الشام، وضرب نقل إليها من اليونانية وهو ما دوّن في بلاد سورية الفراتية وبقية بلاد الشام ومصر وغيرها، حيث كانت اليونانية عصرئذ لغة الأدب فغزت مُخيلات الكتاب من غير أهلها، وسحبت بها في فلك فسيح. ومنها ما دونّت في زمان الشهداء والقديسين فوراً أو بعد مُديدة، وتسمى السّير لسردها الأحداث على علاَّتها دون زيادة أونقصان، ومنها ما كتبت بعد مُدد طويلة وتعرف بالقصص ولا تخلو من تزويق وإضافات جاءتها من طريق الحديث والتقليد، والنقد العلمي النزيه والذوق السليم كفيلان بغربلتها وترجيحها أوتجريحها، وتمييز غثّها من سمينها.

فالتي دونت في وقتها سير كوريا وشامونا وحبيب وشهداء سميساط وشهداء فلسطين التي ودنها اوسابيوس القيسراني، وغالب شهداء بلاد الفرس في اضطهاد سابور الثاني ذي الأكتاف، وشهداء المئة الخامسة ما خلا قصص ما بهنام وباسوس وعبد المسيح (اشير) – من التي كتبت بعد زمان طويل، قصة جهاد شربيل وأخته بابوي وبرسيما أسقف الرها في حدود سنة 105 فإنها دونت بعد المجمع النيقاوي في أواسط المئة الرابعة، ذلك أن كاتبها يجهر بعبارة “المساوي في الجوهر” وهي عبارة لا عهد للنصرانية بها من قبل ذلك المجمع. ونوّه بقول لآباء الكنيسة، ولا يطابق ذلك الزمان الأول، بلهَ لهجة المناقشة بين الشهيد والحاكم ومثلها جهاد شموني المقابية وأولادها ولعازر الكاهن الذين استشهدوا على يد الملك الغاشم انطيوخس ابيفانيوس الرابع (175 – 164 ق. م) فإنه دون بعد النصرانية بدهر مديد.

ولم يكن في ميسور الصدر الأول تدوين جهاد شهدائهم، خلا ما نقل من سجلات المحاكم التي دانتها وهو يسير، فلم يصل إلينا شي بما كتب في سلخ القرن الثالث وصدر الرابع إلا نادراً.

وكذلك الحال في سير القديسين ففيها الأصيل، كسيرة اوسابيوس السميساطي التي ألفها بعض معاصريه بإنشاء جزل بارع، وسيرة رابولا الرهاوي وهي من أفصح السير وأجملها حلاوة لفظ وتلاحم نسجٍ وصحة بيان، وسيرة يوحنا ابن افتونيا وفيها ما شئت من روعة وبلاغة إلى جمال في الصياغة ورونق. وسيرة بلاجية رقَاصة انطاكية التائبة التي كتبها الشماس يعقوب، كذلك سير ثاودوسيوس أسقف أورشليم وبطرس الكرجي وأشعيا المصري ناسك بلاد غزة وثلاث سير لمار سويريوس الأنطاكي وثماني وخمسون سيرة للنساك الشرقيين وبعض الأساقفة تأليف يوحنا أسقف آسيا وغيرها.

 

وفيها القصص التي عصب بها الكتاب والنساخ أخباراً بعيدة الوقوع بل حكايات وأساطير، كأخبار قدماء النساك في المشرق الذين عزفوا عن زهرات الدنيا، فإن تلك البلاد لم يرزق كتاباً للسير أمثال بلاديوس وروفينس وهيرونيمس يجدون من أنفسهم دافعاً لتدوين الأخبار العصرية الصحيحة، ما خلا ثاودريط القورسي الذي حصر تأليفه في نساك قورس وما والاها، وأفراداً قليلين دونّوا سيراً يسيرة وكأن المخيلة الشرقية، والدين في أوج سلطانه على النفوس وارفع مكانته في القلوب لم ترض السيرة إلاّ إذا غلّفها الغلو، وكذلك كانت المخيلة الغربية في الأزمنة القديمة والعصور الوسطى. من ذلك قصص مار أوجين وصحبه التي تناولها كتاب النساطرة في بعض القرون الوسطى بتزويق وتزريف، وألصقوا بها جماعة من أصحابهم عاشوا في القرن السادس حتى العاشر فأصبح الاهتداء إلى أصلها بعيد المنال، وهذا التزوير المُعيب دفع أكثر النقّاد المستشرقين إلى إنكار وجود هذا الناسك أو الخبط خبط عشواء في الزمان الذي عاش فيه. وجاء بعض كتابنا الطوعبدينيين فدوّنوا تراجم شموئيل وشمعون مؤسسي دير قرتمين، وأسقفه جبرائيل وشمعون الزيتوني الذي نسك فيه ثم تسقف على حرَّان في تضاعيف القرن الثامن بل التاسع، وألبسوها ثوباً من القصص وعلّق بعضهم على الأخيرة في أوائل القرن الثاني عشر. وتجد سيرة مار برصوم الناسك السميساطي أيضاً مُزرفة بأقاصيص من هذا القبيل. أما قصة مار متى الناسك وجهاد بهنام وأخته سارة المكتوبان حوالي القرن السابع، وقصة هارون السروجي الناسك التي يظنها فرنسوا نو معمولة في القرن التاسع ؟ وبومشترك في أواسط السابع ونحسبها نحن قبل ذلك، فإن الناقد منها ضئيل [198].

ومن القصص التي لم يتضح لنا أمرها، قصة أبحاي الناسك الذي نشأ من بعض قرى ماردين ونفض غبار الدنيا عن قدميه وتسقف على نيقية ثم استعاد الرياضة الروحية في جبل كركر وبنى ديراً عُرف باسمه وبدير السلالم حيث توفي حول سنة 455 ؟ وقد رتبها وصحح لغتها البطريرك ميخائيل الكبير عام 1185 ولا زالت تنطوي على حشو لمحافظة المُصحح على أصلها، وتجد قصيدة في مدحه للسروجي أو لبعض من نسجها على بحره، فإن هذا الأسقف مع كونه عَاشَرَ القيصر ثاودوسيوس الثاني – كما روت القصة – لم يحفل أحد قدماء المؤرخين بذكره بل أن ثبت أساقفة نيقية صفر منه! ونحن لا نرتاب من وجوده ونسكه لكن من زمانه وما نُسب إليه من الأعمال في أسقفيته.

والذي يجب الانتباه إليه ما زرّفه أرباب البدع الأولون أعداء النصرانية الماكرون في أخبار الرسل الأطهار، فلفقوا قصصاً دسّوا فيها مبادئهم السامة تحت ستار يخفي على السذّج ويظهر زيفه لاهل البصائر. وتجد هذا الأثر في جهاد بطرس وبولس ويوحنا وتوما وخصوصا متى. ووصلت الينا هذه القصص بالسريانية او بالعربية.

وبعض السير والقصص كثيرة الاسهاب. فسيرة ابراهيم القيدوني 35 صفحة ومار أفرام ويوحنا الصغير والذهبي الفم 40 واوسابيوس السميساطي 45 ورابولا 53 وقصص باخوميوس وأبحاي وأوجين وآحو والزيتوني 58 وقرداغ 65 وسيرة يوحنا التلي 70 وقصة سرافيون 78 وجهاد شمعون ابن الصباغين 79 وسيرة ثاودوطا 80 وقصة هارون 16 فصلاً ومار انطونيوس 120 صفحة وسمعان العمودي 143 وبطرس الكرجي 144 ومار برصوم 180 وتجد بعضها كسير الكرجي وماروثا التكريتي، حافلة بفوائد تاريخية وجغرافية وطقسية تزيد قيمتها الأدبية – ونقسم هذا الفصل أربعة مباحث.

 

 

 

 

المبحث الأول : في سير شهداء الرها وسميساط وبلاد الفرس

 

قليلة هي سير شهداء النصرانية التي دوّنت بالسريانية، للأبطال الذين جاهدوا في سبيل نشر الدين المسيحي في غربي ما بين النهرين في أثناء اضطهادات ملوك الرومان، ذلك أن معظمها كتب باليونانية. كذلك في سورية الفراتية وهي:

قصتا شربيل وبرسيما اللتان دونتا في أواسط المئة الرابعة، وجهادا كوريا وشامونا، وحبيب الرهاويين اللذان كتبهما شاهد عيان اسمه تاوفيل عام 307 أو 308 وتضمنا ألفاظاً جرى عليها العُرف الشرعي الرسمي، ولمار يعقوب السروجي قصيدتان في مدحهم. وسيرتا عززائيل السميساطي سنة 304 والشهداء السميساطيين هيبارخوس وفيلوثاوس ورفاقهم الخمسة عام 308.

أما سير شهداء بلاد الفرس التي بدأت بعد أن كادت تخمد اضطهادات المملكة الرومانية فكثيرة أشهرها:

1 ً: جهاد الأخوين أدور بروه وميهر نرسي وأختهما ماهدوخت في نواحي كركرك سنة 318 عمله جبرائيل الكلداني راهب دير بيث عابي (دير الغاب) في النصف الأول من المئة السابعة.

2 ً: جهاد كوبرلاها وأخته قازو ولدي سابور الملك، ودادو سنة 332 كتبه القسيسان داديشوع وعبديشوع شاهدا عيان.

3 ً جهاد سابور أسقف نيقاطور واسحق أسقف بيت سلوخ ومعنا وإبراهيم وشمعون سنة 339 [199].

4 ً: جهاد زبينا ولعازر وماروت ونرسي وإيليا ومهري وحبيب وسابا وشمبيته ويونان وبريخيشوع عام 327 وكتبه أشعيا بن حدابو الارزوني وهو شاهد عيان.

5 ً: تاريخ بيث سلوخ وفيه يذكر الأسقف معنا والرواهب تقلا وطناق وتاتون وماما ومزيكيا، وانّا.

وتنسب قصص شهداء الاضطهاد الأربعيني الذي أثاره سابور الثاني ذو الأكتاف إلى ماروثا الميافارقيني، وذكر المؤرخان ماري ابن سليمان في القرن الثاني عشر، والشماس عمرو بن متى الطيرهاني [200] سنة 1340 + إن آحى جاثليق المدائن (410 – 415) كتب قصص شهداء فارس وعمل كتاباً في أخبارهم قبل جثلقته في رأي الأول وبعدها بحسب رواية الثاني، ولا نعلم إذا كان قد حفظ شي منه.

أما القصص فهي: جهاد شمعون ابن الصبّاغين الجاثليق وحدياب وسابينا أسقفي بيث لافط، ويوحنا أسقف هرمز داردشير، وبوليداع أسقف فرات ويوحنا أسقف كرخ ميشان وسبعة وتسعون قساً وشماساً سنة 341 وشهادة كوشتازاد رئيس حجَّاب الملك وبوسي رأس الصنّاع وابنته. وأمريا ومقيم أسقفي بيث لافط والقس هرمز الشوستري، وآزاد مولى الملك. وجهاد تربو أخت الجاثليق وشقيقتها وصواحبها، وميلس أسقف السوس. وجهاد الجاثليق شاهد وست ورفاقه الايكليريكيين عام 342 وبرشبيا رئيس الدير ورهبانه 342 والقس دانيال ووردة الراهبة 343 ونرسي أسقف شهر قرت وتلميذه يوسف سنة 344 وقصص شهداء أربل وحدياب وهم: يوحنا أسقف أربل والقس يعقوب عام 344 وإبراهيم أسقف حدياب سنة 345 وشهادة مئة وعشرين شهيداً من المدائن وضواحيها عام 345 وشهادة الجاثليق بربعشمين وأصحابه الأكليريكيين، وحنانيا الأبريلي عام 346 والقس يعقوب وأخته مريم الراهبة من قرية تل شليلا 347 وتقلا الراهبة وصواحبها الرواهب الأربع 347 وجهاد الشهداء الكيلانيين بريخيشوع وعبديشوع وسابور وسناتروق وهرمزد، وهدار سابور وهلفيد وإيثالاها ومقيم وهلمادورا وفوبي عام 351 وبرحذبشابا شماس أربل 355 وجهاد ايثالاها وحفسي 356 وقرداغ حاكم حذياب العسكري 359 ويرى بعضهم أن جهاده كتب في القرن السادس. وجهاد شهداء بازبدي الأسرى عام 362 سابا الفتى وصحبه. وآباي 363 وشهداء فارس الأربعين وكان بينهم أسقفان عام 376 وبدما رئيس دير بجوار مدينة بيث لافط 377، وعقبشما أسقف حنيثا 378 والقس يوسف والشماس ايثالاها 379.

ويضاف إلى هذه السلسلة قصة بهنام وأخته سارة ورفاقه الشهداء الأربعين حوالي سنة 382 وجهاد باسوس وأخته (سنة 388) الذي ضاع، وإنما وصل إلينا في قصيدة مُسهبة عامرة الأبيات، نظمها البطريرك بهنام الحدلي قبيل سنة 1404 وعبد المسيح (آشير) السنجاري 390 وفنحاس التنيسي الناسك الشهيد في أواخر القرن الرابع وكتبت قصته بعده بزمان مديد، وشهادة الراهب نرسي وطاطاق وشهداء باجرمي العشرة. وشهداء كركوك الاثني عشر ألفاً سنة 409، وجهاد عبد أسقف هورمزداردشير ورفاقه السبعة عام 421 ويعقوب المُقطع 421 وفيروز 422 وميهرشابور وفثيون 488 وشهادة الجاثليق بابوي عام 481.

 

 

 

 

 

 

 

 

المبحث الثاني : في سيرة شهداء فلسطين وما بين النهرين وأرمينية وبلاد الروم ومصر واليمن

 

ألف اوسابيوس القيصراني، تاريخ شهداء فلسطين في الاضطهاد العاشر وعددهم 467 ونقل ملخصاً من اليونانية إلى السريانية بعد تأليفه بمدة يسيرة ونُشر مرتين، وهو في غاية التحوير، وعندنا قصتان لمار جرجس الذائع الصيت والتزويق بالغ فيهما كل مبلغ، وجهاد رومانس ورفاقه في انطاكية. وقصة شموني المقابية وأولادها ولعازر لكاهن – وجهاد فبرونية النصيبينية سنة 304 بقلم تومايس الراهبة. وقصة اغريباس ولبرنطيوس ورفاقهم الاثني عشر ألفاً، وفي رواية الأربعة الآف من الروم والسريان، الذين استشهدوا في جبل اهموي ويقال له أيضاً حسمَي وآشوما[201] وتظن قصتهم سريانية الأصل وشهادة سرجيوس وباخوس نسختان ودبَّج القديسان أفرام والسروجي قصيدتين في مدحهما. وقصة شهداء سبسطية الأربعين، وقصص تقلا تلميذة بولس، وصوفية وبناتها الثلاث، وأهل الكهف وللسروجي ميمر في مدحهم، وبابولا (بابيلا) بطريرك انطاكية سنة 251 وأوجينية وبسيلينة الرومانيتين 253 والأسقف قبرنايس ويوسطا، وبيقطورينس وبيقطر ونيقوفورس وقلوديانس وديودورس وسرافيون وبابيوس في قرطاجنة. وخرسطفورس البربري ورفاقه في ليقية، ولوقيانس ومرقيانس، وبافوس ورفاقه الأربعة والعشرين ألفاً في قرية مجدل بأنطاكية سنة 303 وكتب جهادهم بعد استشهادهم بخمسة أيام وكذلك كتب فوراً جهاد فروبس وطاراخس واندرونيقس عام 303 وبربارة ويوليانة، وقصة قرياقس وأمه التي دونت باقتراح ثاودروس أسقف قونية، وماما وأبويه، وجهاد هغني (اغنيسية) البتول الرومانية. وقصص فلاقيدا المسمى اوسطاثيوس وزوجته وأولاده، ولاونطيوس ومعلمه بوبليوس، ويوحنا من كفرسينا على عهد مكسميان هرقل سنة 311 سجّل جهاده اوطوخس أمين الملك وأودعه خزانة كتب المدينة، ثم بنى يوحنا الروماني قيّم القضاء بيعة باسمه في كفرسينا في أيام ثاودوسيوس[202] واسطرطونيقي وسلوقس في مدينة قوزيقس[203] وثاودوطا في مدينة فيلبي سنة 331 وقصتان لثاودورس شهيد أوخائيطا عام 363، وفلوطينا الأسقف الرسول المعترف (فلاطونيوس) وقصة مار بيث سهدي الناسك الشهيد المنسوبة إلى الذهبي الفم[204] ووقفنا على قصيدة في مدحه. ويرتاب المستشرقون من صحة وجوده، وقصة شمعون الشيخ الذي استشهد في الجبل الأوسط [205]

وقصص مينا المصري عام 303 وبفنوطيوس الأبيل ورفاقه الشهداء الخمسمائة والتسعة والأربعين عام 307 وفنطالآون وصحبه 309، وشهادة بطرس أسقف الأسكندرية سنة 311 ومارية المصرية – وجهاد قزما ودميان وأخوتهما عام 306 ومُدحوا بقصيدة، وتاريخ الشهداء الحميريين الذين نكّل بهم ذونؤاس ثم مسروق الملك اليهودي سنة 519 و524 ووصل إلينا في نسخة سريانية فريدة، وجهاد الحارث الشهيد العربي، كتب القسم الأول منه بالسريانية، سرجيس أو جرجس أسقف الرصافة المعاصر لذي نواس ثم نقل إلى اليونانية.

 

 

 

 

 

المبحث الثالث : في سير الرسل والبطاركة والأساقفة القديسين

 

دونك ثبتت سير الرسل والأحبار القديسين وقصصهم السريانية:

1: وجود رأس يوحنا المعمدان ونقله إلى حمص عام 453

2: جهاد بطرس وبولس

3: قصة يوحنا الإنجيلي ورفاقه

4: قصة توما الرسول

5: قصة انوسيمس تلميذ بولس

6: قصة أقليميس الروماني

7: سيرة اغناطيوس النوراني

8: غريغوريوس العجائبي

9: غريغوريوس مبشر الأرمن

10: قصة يعقوب النصيبيني

11: نيقولاوس أسقف ميرا

12: سيرة اثناسيوس الاسكندري تأليف امفيلوخس أسقف قونية

13: سبع عجائب لباسيليوس القيسري دوّنها خلفه اليديوس

14: سيرة اوسابيوس السميساطي

15: سيرة غريغوريوس النوسي[206]

16: يوحنا الذهبي الفم[207]

17: ابراهيم أسقف حرّان لثاودريط القورسي[208]

18: رابولا مطران الرها

19: ديوسقورس الاسكندري كتبها تلميذه ثاوبسطس ولا تخلو من أطناب وزيادات

20: ثاودوسيوس الأورشليمي بقلم زكريا المدرسي أسقف مدللي.

21: سيرة بطرس الكرجي أسقف مايوما نقلت إلى السريانية من أصل يوناني ضائع

22: يعقوب السروجي

23- 24: سيرتان وجيزة ومسهبة لفلكسينوس المنبجي، وهذه الأخيرة حظينا بها في باسبرينة فنقلناها إلى العربية ونشرناها مرتين، ثم نشر منغانة نصها السرياني، والأظهر أنها وضعت بعد وفاة القديس بدهر طويل ثم علّق عليها أحداث تتعلق برمّته في أواسط القرن الثاني عشر

 

25-27: ثلاث سير أوتراجم لسويريوس الأنطاكي أّلف الأولى باليونانية زكريا أسقف مدللي عام 515 أو 516 نافح فيها عنه ناقضاً مزاعم بعض خصومه وطعنهم فيه. وتقف عند ارتقائه إلى السدة الأنطاكية، والثانية دبجتها يراعة يوحنا رئيس دير ابن افتونيا، وتبحث خاصةً في نزوله في حومة الجدال في المسائل العقائدية، ونقلها إلى السريانية سرجيس ابن القصير أسقف حرّان. والثالثة وجيزة مغفلة [209]

28- 29: سيرتان ليوحنا التلي أحداهما بقلم يوحنا الأسيوي، والثانية ألفها بإسهاب وتفصيل رفيقه الراهب إيليا.

30: سيرة شمعون الأرشمي المجادل الفارسي ليوحنا الآسيوي.

31: سيرة مار أحودامه الجاثليق وتنسب إلى ماروثا التكريتي [210]

32 -33: سيرتان ليعقوب البرادعي أحداهما تأليف الآسيوي والثانية المفصلة كتبت بعد 622 أوسنة 741

34: ترجمة يوحنا الغزي أسقف أبسطو بمصر.

35: ترجمة قشيش أسقف جزيرة خيو كتبها الآسيوي

36: سيرة اثناسيوس الأول بطريرك انطاكية [211]

37: سيرة أخيه سويريوس مطران سميساط [212] سيرة ماروثا التكريتي لخلفه دنحا (2)

39: قصة جبرائيل أسقف دير قرتمين بقلم رهبان ديره [213]

40: قصة ثاودوطا الآمدي كتبها القس شمعون السميساطي عن حديث تلميذه الراهب يوسف [214]

41: ترجمة يعقوب الرهاوي [215]

42: قصة أبحاي أسقف نيقية

43: قصة شمعون الزيتوني أسقف حرّان لأحد رهبان دير قرتمين[216]

44: حنانيا مطران ماردين وكفرتوث[217]

45: يوحنا الثامن ابن عبدون المعترف بطريرك انطاكية 1031 + [218]

ولدينا تراجم وجيزة ضعيفة الرواية ضئيلة المحصول لديونيسيوس الأريوفاغي ويوليوس الروماني وغريغوريوس النزينزي والنوسي وقورلس الاسكندري، نحلت هي وغيرها يعقوب الرهاوي وليست له.

 

 

 

 

 

المبحث الرابع : في سير النساك والعوابد وغيرهم

 

هذه سير النساك السريانيين وقصصهم التي ألفت بالسريانية ووصلت إلينا:

1 ً: قصة ابراهيم القيدوني ونُحلت مار أفرام خطأ[219]

2 ً: يوليان الشيخ عن رواية تلميذه آقاق مطران حلب [220]

3 ً – 4 ً: قصتان لمار أفرام الملفان كتبتا بعده بزمان وأضيف إليهما زيادات[221]

5 ً: روبيل الناسك المجاهد في دير عومرين[222]

6 ً: هارون السروجي الناسك في دير قلوديا 389 + كتب قصته تلميذ بولس[223]

7 ً: أوجين القبطي الأصل

8 ً: متى الشيخ الناسك في جبل الفاف في أواخر القرن الرابع[224]

9 ً: ابراهيم الناسك في الجبل الشامخ سنة 409 + بقلم الأسقف اسطيفانس[225]

10 ً: شموئيل المشتيني سنة 409 +[226]

11 ً: ديميط الطبيب الآمدي الناسك حول 410 كتبت بعده بزمان [227]

12 ً: ملكي القلوزمي دُونت قصته بزمان مديد

13 ً: يعقوب الناسك الحبيس في دير صلح سنة 421 + [228]

14 ً: شمعون القرتميني سنة 433 + [229]

15 ً: أسيا الناسك [230]

16 ً: أشعيا الحلبي

17 ً: دانيال الجلثي 439 بقلم مار يعقوب الملفان [231]

18 ً: آحو حوالي سنة 457 كتبت سيرته بإنشاء جيد في زمان قريب من عصره، أوائل المئة السادسة [232]

19 ً: سمعان العمودي، الأظهر أن القس قزما  الف قصته وأكثرها تقريظ يشتمل على ذكر معجزاته وللسروجي قصيدتان في مدحه.

20 ً: برصوم رأس الأبيلين 458 + بقلم تلميذه القس صموئيل[233]

21 ً: حنينا 500 + ألف قصته الملفان السروجي[234]

22 ً: شمعون الكفرعبديني[235]

23 ً: طليا الفتى الناسك، لقصته نسخة فريدة في برمنكهام رقم 535

24 ً: ترجمة مستبدعة ليوحنا ابن افتونيا بقلم أحد رهبان ديره الأدباء[236]

25 ً: أوتُل من قرية بجوار مدينة دليك[237]

26 ً: يوحنا كفاني وباسمه في دير زاز بطورعبدين دونت سيرته بعد القرن السادس وعُلق عليها سنة 1198[238]

27 ً: لعازر الحرّاني [239]

28 ً: قوما العمودي في ميافارقين ونحسبه من نساك المئة السابعة ؟ [240]

29 ً: ناثانائيل الناسك أما هو المذكور في قصة قوما أو في كتاب بلاديوس في ص 56 وجدت قصته في نسخة فريدة بدير مار ملكي بطورعبدين

30 ً: توما المتوحد 1146 +[241] وأضف إليها تراجم النساك الكثيرين التي كتبها يوحنا الآسيوي من أواخر القرن الخامس إلى سنة 573. ووصلت إلينا أيضاً ثماني قصص ليارث وزيعا وشليطا ويونان وأولوغ وموسى ودانيال وبنيامين، لكننا نرتاب من حقيقة مذهبهم وأحوالهم وزمانهم.

ودونك ثبت قصص النساك المصريين التي نقل أكثرها من اليونانية وأقلها من القبطية إلى السريانية:

1: قصة بولا أول النساك بقلم هيرونيمس

2: باخوميوس، لأحد معاصريه

3: يوحنا الذي أقام ناسكاً في بئر في زمان الاضطهاد ؟

4: قصة انطونيوس الكبير كتبها اثناسيوس الاسكندري

5: مقاريوس الكبير الاسكندري

6: بولس الساذج تلميذ انطونيوس[242]

7: أوغريس[243]

8: بشواي بقلم يوحنا الصغير

9: سرافيون[244]

10: ايسيدورس

11: يوحنا الصغير

12: مرقس الترمقي

13: بولس الذائع صيته في النسك من بلدة طموه كتب قصته تلميذه حزقيال من قرية بجوارها [245]

14: دانيال مدير الاسقيط والبتولات اللواتي تتلمذن له [246]

15: الأب دانيال وأولوغ النحّات[247]

16: أوجنيس المصري

17: شنوديم[248]

18: يوحنا كامو نقل قصته احد النساك من العربية إلى السريانية في العقد الثالث من القرن الثالث عشر نقلاً جيداً وإنما لحن في كلمة واحدة[249]

19: موسى الحبشي الناسك الشهيد [250]

20: أشعيا الناسك في ديار غزة بقلم زكريا أسقف مدللي [251]

21: قصة شماس كان في قنّوبين وأسقف فاضل أخطأ وقبلت توبته – ونقل بعض العلماء السريان في العصور الأولى تاريخ نساك مصر المعروف باللوزياني لبلاديوس 425 + ونقله ثانية حنانيشوع الكلداني راهب دير بيث عابي في أواسط المئة السابعة وسمي بالفردوس وانتشر في ديار الشرق. ونقلوا أيضاً تاريخ الرهبان لروفينس الآكيلي 412 + وقصص نساك برية مصر لهيرونيمس 420 +.

وعندنا أيضاً مما نقل من اليونانية، قصص:

1: أعجوبة العذراء في أوفيمية

2: قصة القس ايرثاوس الآثيني

3: يوحنا الروماني صاحب الإنجيل المعروف بابن الملوك.

4: أبناء وجهاء رومية وأنطاكية الذين زهدوا في الدنيا

5: ارخيليديس القسطنطيني الذي نسك في فلسطين على عهد غراطيانس ووالنطيانس، وأصل قصته قبطية.

6: الأخوين مكسميان ودومطيان ولدي والنطينس، وايسيدورس بقلم الأنبا بشواي

7: الكسيوس الروماني (رجل الله) في الرها ووضعت قصته في أواسط المئة الخامسة.

8: بولس أسقف قنوطس بإيطاليا الذي هجر كرسيه بعد أسبوعين وتنسك في الرها في أيام رابولا.

9: يعقوب السائح.

10: مرطنينا.

11: جراسيمس المتوفى في صدر ولاية زينون وكتبت قصته حوالي سنة 525

12: اكسونفون الشريف وولديه يوحنا وارقادي.

13: عابد نسك مقيماً في جذع شجرة

14: اندورونيقس وزوجته أثناسية في انطاكية.

15: حنانيا وزوجته مريم من أريحا.

16: اوسابيوس من فينيقية

17: مرقس التاجر وجسبر الوثني الذي تنصر

18: قوريناوس.

19: البطريق بطرس الأفريقي الغني الذي لم يتصدق

20: وجود الصليب على يد الملكة هيلانة.

21: صورة المسيح التي صوّرها اليهود في طبرية، وهي رسالة كتبها الشماس فلثاوس [252] ومن قصص العوابد: 1- قصة مارينة، 2- 3: قصتان لاونيسيمة بنت الملوك وأربعمائة ناسك، 4: أوفر كسية ووالديها وصواحبها النساء القديسات في أيام ثاودوسيوس. 5: بلاجية رقَّاصة انطاكية التائبة وقد زيد فيها. 6: اوفروسيني بنت بفنوطيوس الإسكندرية. 7: مريم القبطية. 8: إلارية ابنة زينون الملك. 9: لوسية البتول. 10: بتول تائبة. 11: بتول عجيبة السيرة.

وفُقدت القصص التالية التي وقفنا على أسمائها في المخطوطات القديمة وهي:

 

1 ً: قصة أبجر الملك.

2 ً: اسحق الشهيد على عهد داقيوس.

3 ً: رؤى أو مشاهد القديسين على عهد فاليريان وغاليان.

4 ً:بولس وأخته يوليانة

5 ً: ابيفانيوس القبرسي.

6 ً: اسحق صاحب دير الجبّول ونحسبه وجد في النصف الثاني من المئة الخامسة، ثم تورّط رهبان ديره في بدعة الخياليين.

7 ً: فلاقيدونة.

8 ً: اندراوس الشهيد.

9 ً: أوفيمية الشهيدة ولها قصتان.

10 ً:الشهداء الغوطيين ولم نقف لهم على خبر. وذكر كاتب قصة شموئيل وشمعون صاحبي دير قرتمين، خمسين ناسكاً نشأوا في هذا الدير وتميزوا بالورع وفعل المعجزات ولكل منهم قصة! ولم يبقَ منها سوى قصة طليا الفتى المذكورة آنفاً [253]

فمجموع هذه السير والقصص يبلغ 230 ما عدا قصص بلاديوس وسير الأفسسي ويتراوح عدد صفحاتها بين 5000 – 6000 صفحة نقلنا ثبتها من ست مجلدات ضخمة على رق خطَّت بين القرن العاشر والقرن الثاني عشر، وهي مصونة في خزائن أورشليم وديار بكر ولندن وبرلين، ونسخ مفردة وقعت لنا في دير الزعفران وطور عبدين وبرطلي والشرفة وآزخ. وأضفنا إليها جدول القصص الذي أورده داؤد الآمدي في ضوابط الكتاب الكريم في باسبرينة، نقلاً عن قصص القديسين في دير مار برصوم والنسخة الزعفرانية المخطوطة سنة 1000 م رقم 241 وقد نشر بيجان ستة مجلدات منها.

 

 

 

الفصل الخامس والعشرون : في القصص

 

القصص قديم في الأدب المسيحي فإن علوّ كعب حملة الأقلام ساقهم إلى الاسترسال في هذا الفن ما شاءت مخيلتهم المخصبة. والذي وصل إلينا منه بالسريانية يسير وكله منقول من اليونانية وهو:

1 ً: قصة قتل قايين لهابيل بقلم سومخس[254]

2 ً: قصة الطوباويين وهم بنو يوناداب (ارخاييم) اليهودية الأصل، رواية ناسك اسمه زوسيمس، نقلت إلى اليونانية ومنها نقلها يعقوب الرهاوي إلى السريانية [255]

3 ً: قصة ابراهيم الخليل[256]

4 ً: قصة يوسف الصديق وزوجته آسيث أواسنيث، كريمة فوطيفرع كاهن مدينة أون وهي هليوبليس. نقلها المؤرخ المنحول – زكريا الفصيح في الرؤوس الرابع والخامس والسادس من الباب الأول من تاريخه الكنسي. ذكر في الرأس الرابع رسالة كتبها المؤلف إلى موسى الأجلي يلتمس منه فيها أن ينقلها له من اليونانية إلى السريانية، وجواب موسى له. وهي قصة بديعة نقلها بإنشاء منمق وأسلوب شائق جامع للجزالة والرقة والعذوبة مع صحة السبك تجي في 25 صفحة. نقلت من نسخة يونانية قديمة كانت في حوزة رجل اسمه مار عبدا نسيب الأساقفة آل برووا الرأسعينيين في خزانة كتبهم الخاصة، ونحسب أصلها موضوعاً في القرن الرابع ويسميها المقترح “أسطورة”[257]

5 ً: قصة بيلاطس.

6 ً: قصة وجود الصليب على يد بروطونيقي الملكة زوجة قلوديوس قيصر[258]

7 ً: قصة سلبستروس بابا رومية وتنصيره وتعميده لقسطنطين الكبير، ومجادلة علماء اليهود الذين أُرسلوا من بلاد يهوذا إلى رومية وحضروا مع هيلانة، أمام الملك وندوة الشيوخ وهي 34 صفحة [259]

8 ً: خبر تاريخي مموَّه (رومان) ظهر في النصف الأول من القرن السادس، يشتمل على أخبار قسطنطين الكبير وأولاده، وترجمة أوسابيوس أسقف رومية (في ما زعموا اذ لا يوجد أسقف روماني بهذا الأسم) وتنكيل يوليانس الجاحد به وصبر القيصر يوبنيانء وهذا الخبر لا طائل تحته من الوجهة التاريخية، ولكنه بسلاسة انشائه ونقاوته من العجمة اليونانية، يعدّ من طُرف الفصاحة، وكان له أثر في العصور الوسطى على المؤرخين حتى العرب [260] ويُضاف إليه مقال في جحود يوليانس خُطّت نسخته في القرن السابع

9 ً: قصة القيصر هنوريوس وما نُسب إليه من النسك والتعبّد

10ً: قصة القيصر موريقي ومقتله وأولاده[261]

 

 

الفصل السادس والعشرون : في الفلسفة

 

من المعلوم أن الفلسفة علم اغريقي وُلد في مستعمرات اليونان، أي آسيا الصغرى وجزيرة صقلية وجنوبي ايطالية وجزء من شمالي افريقية ثم شبّ في بلادهم، ومن ينبوعهم استقت الأمم قاطبة وعلى مبادئهم سار العلماء في هذا المضمار حتى العصور المتأخرة. فليس للسريان فلسفة خاصة ولا للرومان والأقباط وغيرهم، والذي جادت به قرائح الفلاسفة الفارابي التركي وابن سينا الفارسي وابن رشد الأندلسي عند العرب، ليس إلاَّ نقولاً وتفاسير واسعة موفّقة من باب الإجتهاد[262].

ولبعض علمائنا أيضاً شروح وتعاليق قيّمة على الفلسفة اليونانية كما سيأتي في موضعه. وأما النهضة الفلسفية المعروفة بالفلسفة المستحدثة، وأكثرها نتيجة الإنصباب الحثيث على العلوم الطبيعية وقد شارك بها أشهر الأمم الأوروبية، فإنها وليدة أواخر القرن السادس عشر وصدر السابع عشر ولا تزال في تطورها- ولما كانت الفلسفة عند السريان وهم على الإجمال أرباب ادب ديني، واسطة لا غاية يسعون إليها لم يوجه صدور علمائهم أنظارهم إليها. وهذا القول نفسه يطابق أيضاً سائر العلوم التي سوف نبحث فيها. وينقسم هذا الفصل ثلاثة مقاصد:

 

 

 

 

المقصد الأول : في مصنفات السريان الفلسفية بوجه العموم

 

افتتح مؤرخو الأدب هذا الفصل بمارا ابن سرافيون السميساطي، الذي يشبه أنه كان موجوداً في منتصف المئة الثانية، ولم يكن مسيحياً وإنما كان يؤمن بوحدانية الله معتبراً ربنا يسوع المسيح حكيماً! وقد نوّهوا به لكتابته رسالة سريانية تنمّ عن مبادئه الفلسفية الرواقية بعثها إلى ابنه، ناصحاً له فيها أن يملك هواه فلا يؤثر فيه الغنى والجاه لزوالهما، وأن يطلب الحكمة ويعمل بها، ذلك أنها خليقة أن تُحث إليها المطايا – ومما يؤثر عنه أن بعض أصحابه سأله وهو رهين سجن الرومانيين وقد رآه ضاحكاً: “قل لي بحياتك ما الذي يضحكك، فأجابه إني أضحك من الدهر الذي يرد عليّ شرَّا لم أباديه به”.

أما أول المصنفات الفلسفية المسيحية فكتاب “شرائع البلدان” لبرديصان الفيلسوف الآرامي الذي تنصّر ثم تهوّر في بدعة فأبسلته البيعة، وكان عالياً كعبه في العلوم الفلسفية، ومحلّه من الأدب السرياني أجلّ من أن يوصف، ولكن لم يبق سوى كتابه هذا الصغير الذي أملاه على فيلبس أحد تلاميذه أو كتبه هذا روايةً عنه سنة 197 باحثاً فيه عن الحظ والقَدَر. وزعم أن عوامل ثلاثة تؤثر في الإنسان وهي الطبيعة والحظ والإرادة. أما الحظ فهوالقدوة التي خولها الله إلى الكواكب لتبديل ما تتقلب فيه من الأحوال بحسب الوجهة التي رسمها لنا. وهذا التأثير يكون ساعة المولد حين إتمام الحظوظ من سعادة وشقاء وصحة واعتلال بحسب الروابط التي تصل بين الكواكب والعناصر!.

وألّف يعقوب الرهاوي كتاباً وسمه بالعلَّة الأولى الخالقة الأبدية القادرة على كل شيء وهي الله حافظ الكل. وهو مقدمة لكتابه في شرح الأيام الستة على ما روى جرجس أسقف العرب لكن هذا الكتاب مفقود. وصنف موسى ابن كيفا كتاباً في سبق التعيين والقضاء والقدر موضوعه عقائدي لاهوتي فلسفي. وعمل أسقف رهاوي سرياني مغمور الأسم – من علماء القرن العاشر على الأرجح، وكان مطلعاً على الفلسفة الصوفية عند العرب – كتاباً سمّاه علة كل العلل بحث فيه عن معرفة الله بالبراهين العقلية والطبيعية دون النقلية، وأشار إلى التثليث بطريقة مبهمة وتكلم على العالَمَين السموي والأرضي، أي الإنسان والحيوانات والنباتات والمعادن وهومجموعة معارف يشتمل على علوم العصور الوسطى – وضمن ابن العبري كتابه اللاهوتيين “منارة الأقداس والأشعة” أبحاثاً في الفلسفة والقضاء والقدر.

 

 

 

المقصد الثاني : في أثر الفلسفة الأرسطاطالية عند السريان

 

كان السريان أول الأمم الشرقية في درس العلوم الفلسفية بنقلهم مصنفات ارسطاطاليس وشروحهم لها. فسبقوا بل علموا العرب الذين عالجوا هذه العلوم عن طريق النقول السريانية. ومنهم انتقلت إلى أوروبا في العصور الوسطى بطريق الأندلس، فعني بها الجهابذة الغربيون.

ففي أواسط المئة الخامسة بدأ السريان بتعليم الفلسفة المشائية في مدرسة الرها. فنقلوا ايساغوجي برفيريوس وعلّقوا عليه الشروح، ثم أعادوا ترجمته ثانية وثالثة. وحينما لمع نجم القس سرجيوس الرأسعيني ورهبان دير قنسرين، تعلقوا بأهداب مصنفات يوحنا فيلوفونس الفلسفية [263] والفلسفتين الأرسطاطالية والأفلاطونية الجديدة المتأخرة التي هي فلسفة بلوطين Plotene فلما كان النصف الثاني من المئة السابعة، خملت الدروس اليونانية حتى بدت جهود النقلة السريانيين في تضاعيف المئتين التاسعة والعاشرة، فجاء حينئذٍ دور المقتطفات وتأليف المجاميع.

فمن علماء الحقبة الأولى نذكر هيبا وتلميذيه كومي وفروبا (بروبس) الذين نقلوا مصنفات أرسطو ويظن هيبا مطران الرها (435 – 457 +) أول من ترجم كتاب ايساغوجي، ثم انصرف إلى نقل بعض تأليف ثاودورس المصّيصي النسطورية، وحذا حذوه كومي في أواخر القرن الخامس ووجد له كتاب من نقله في خزانة سعرت (رقم 88) التي بعثرتها الحرب الماضية. وأما فروبا ارخدياقون انطاكية ورأس الأطباء، فاشتغل بنقل ايساغوجي، وعلم تأويل الكتب المقدسة وانالوطيقي (تحليل القياس) ارسطوالأولى[264].

وأشهر فلاسفة الحقبة الثانية سرجيس الرأسعني السرياني 536 + ومن تصنيفه كتاب في المنطق خمسة أبواب أهداه إلى ثاودور الذي تسقّف على مرو، وتأليف في نفي التأكيد وفي أسباب الكون بحسب مبادئ ارسطو وفي الجنس والنوع والفرد. وكتاب في القطيغورياس (المقولات) وبقي عندنا من نقوله، ايساغوجي برفيريوس، ومقولات أرسطو و كون العالم، وتأليف في النفس، وجزء من تأليف جالينس. وأجاد سرجيس وأفاد في تأدية المعنى الأصلي بعبارة واضحة، مراعياً الأمانة في نقله الذي يفضل على الترجمة اللاتينية.

وفي القرن السابع أصبح ديرنا القنسريني محط رحال طلاب العلوم اليونانية وذاعت له شهرة واسعة، فانصرف استاذه الأكبر الأسقف ساويرا سابوخت في حدود سنة 640 إلى تدريس الفلسفة والرياضي والإلهي وصنف وشرح. ومن تآليفه الباقية في الفلسفة مقالة في القياس وانالوطيقي ارسطو الأولى، ونبذ من شرح علم تأويل الكتب المقدسة، رسالة كتبها إلى القس ايثالاها (الله موجود) في شرح عبارات شتى منها، ورسالة إلى الزائر يونان في شرح بعض نقاط من خطابة أرسطو. ونبغ في هذا الدير راهب نسب إليه تفسير علقه على نخب من شروح قديمة للايساغوجي، وقد نشره بومشترك.

وصنف مار يعقوب الرهاوي تلميذ سابوخت، كتاباً نفيساً في العبارات الفلسفية العلمية اسماه “انشيريدون” ونُسبت إليه قصيدتان في مواضيع حكمية. ونقل اثناسيوس الثاني البلدي بطريرك انطاكية ايساغوجي برفيريوس إلى السريانية عام 645 وايساغوجي آخر لمصنف يوناني مغمور الأسم. ونقل جرجس أسقف العرب كتاب اورغانون ارسطو مقدماً لكل باب منه مقدمة ومُعلقاً عليه الشروح، فوقع عند رنان الفيلسوف الفرنسي خير موقع لخطورته ودقة أسلوبه، ففضله على سائر الكتب الفلسفية السريانية التي طالعها[265].

وممن اشتغل بالفلسفة من ائمتنا في هذه الحقبة وبعدها، آحودامه جاثليق تكريت 575+ الذي صنف فيها عدة مؤلفات منها كتاب الحدود في مواضيع المنطق كافة ومقالة في القضاء والقدر، وفي النفس والإنسان بإعتباره العالم الأصغر، ومقالة في تركيب الإنسان من جسد ونفس. والفيلسوفان حبيب أبو رائطة التكريتي (829) والأرخدياقون نونا النصيبيني 845 وموسى ابن كيفا مطران بارمّان 903 + الذي شرح كتاب ديالقطيقي ارسطو (الجدَل) في ما ذكر ابن العبري[266] والراهبان روفيل وبنيامين[267].

وفي القرن العاشر حتى أواسط الحادي عشر نقل علماؤنا الفلاسفة السريان البغداديون والتكريتيون كتباً فلسفية وطبية أجادوا فيها وهم: أبو زكريا دنحا السرياني الجدِل النظّار (925) ويحيى بن عدي 974+ وأبو علي عيسى ابن زُرعة سنة 1008 +، وأبو الخير الحسن بن سوار ابن الخمّار، واسحق بن زُرعة (سنة 1056 +)[268] وكانوا من المتبحرين الحاذقين اللغتين السريانية والعربية ومنهم من أجاد اليونانية، ولا نستقصي نقولهم وتآليفهم لأن هذا ليس من شرط كتابنا[269].

وممن عني بالفلسفة في الحقبة الرابعة وهي الأخيرة، ديونيسيوس ابن الصليبي مطران آمد الذي فسّر عام 1148 ايساغوجي برفيريوس والمقولات وعلم تأويل الكتب المقدسة والتحليل القياسي لأرسطو. وجبرائيل الرهاوي الذي عمل كتباً شتى طبية وفلسفية 1227، ويعقوب البرطلي ابن شكّو1241 + الذي ألّف كتاباً مختصراً في المنطق وحدود الفلسفة والآدب والطبيعي والرياضي والإلهي إقراراً لهذه العلوم في المدارس المسيحية. وختم التأليف الفلسفي الأرسطاطالي عندنا العلامة ابن العبري، فقد أحاط به اقتباساً من المصنفات اليونانية وأضاف إليها ما راق له من فلاسفة العرب وخصوصاً ابن سينا. فصنف كتاباً ضخماً نفيساً وسمه “بزبدة الحكمة” في الثلاثة مجلدات يشتمل على الفلسفة المشّائية. واختصره في مؤلف اسماه “تجارة التجارات”. وعمل أيضاً كتابين صغيرين سمّاهما “حديث الحكمة، والأحداق” ما عدا رسالتيه في النفس وقصائده الفلسفية، وكتبه في هذا العلم بلغت الغاية الكافية والنهاية الفاضلة. وكان عازماً على وضع كتاب أوسع في الفلسفة، يشرح فيه غامضها ويكشف سرّها من استنباطه وانتاج اجتهاده فلم يفسح له الأجل لتحقيق أمله، ونقل أيضاً من العربية إلى السريانية كتابي الإشارات والتنبيهات لابن سينا وزبدة الأسرار لأثير الدين الأبهري وستقف على تفضيل شافٍ لهذه الكتب في ترجمته.

 

 

المقصد الثالث : في نقول سريانية أخرى من فلسفة اليونان

 

ترجم علماء السريان كتباً أخرى فلسفية وأدبية لفلاسفة يونانيين وجدنا منها طائفة من مقالاتهم، كحِكم فيثاغورس في الفضيلة[270] وحدود افلاطون وحِكَمَه التي كتبها إلى تلميذه، والحدود عن الله والإيمان والمحبة والعدل والفضيلة[271] ونصائح الفيلسوفة تيانو[272] وحكم الفلاسفة في النفس، ونصائح الفلاسفة وسيرة الفيلسوف سكوندس[273] وخطب في النفس وحِكم فلسفية ظنها بعضهم لغريغوريوس العجائبي[274] وحِكم مناندرس[275] وحِكم سكستوس[276] ومحاورة في النفس بين سقراط وارُستروفس[277] ومقالة في النفس[278] وخطاب ايسوقراط إلى ديمونيكوس[279] ومقالة تُنسب إلى بلوطارخس ومقالة بلوطارخس لتسفيه الغضب[280] ومقالة لُقيانس في ذمّ النميمة[281] ومقالة لثامستيوس وهي مجهولة في اليونانية[282] وبعض هذه المقالات ملخص قصد إيضاح مقاصدها. ورد في نسخة في خزانة دوبلين حكم لعدة فلاسفة يونانيين ومجموعة وجيزة لمن أراد صبراً جميلاً[283] ويرتأي بومشترك أن مقالتي بلوطرخس هما من نقل سرجيس الرأسعيني وعندنا أيضاً بالسريانية أمثال أوزيب (لقمان الحكيم) ولثاودوسيوس رومانس بطريرك انطاكية سنة 896 + رسالة تنطوي على مئة واثنتي عشرة حكمة فيثاغورية، أضاف إليها شروحاً يسيرة بالسريانية والعربية[284] ووجدت في نسخة في خزانة طورسينا مقالة بلوطرخس في ما يجره الإنسان من مغانم من أعدائه[285] ونشر كوتّيل شذوراً من ترجمة سريانية لتأليف أبولونيوس التياني.

 

 

 

الفصل السابع والعشرون : في علم الطب

 

عُني السريانيون عناية خاصة بعلم الطب فهبّت به ريحهم وعلا صيتهم في الشرق وزاولوه أكثر من ألف سنة. وقد نوَّه ابن العبري في تاريخ الزمان السرياني[286] بالأطباء النطاسيين سرجيس الرأسعيني وآثنوس أو أطناس الآمدي، وفيلغريوس وشمعون طيبوثه والأسقف غريغوريوس وثاودوسيوس بطريرك انطاكية، وحنين ابن اسحق وهذا وشمعون من فرقة النساطرة[287].

والمعروف عندنا من تآليفهم أن سرجيس نقل إلى السريانية طائفة من تأليف جالينس كما تقدم آنفاً، ومنها أيضاً كتاب الفن الطبي وخواص الأغذية لجالينس، ولا نعلم من خبر أطناس وفيلغريوس والأسقف غريغوريوس سوى أن للأول والثالث كنّاشا ذكره ابن أبي اصيبعة، والأشبه أن أطناس وفيلغريوس وجُدا في القرن السابع وغريغوريوس في الثامن، وألف البطريرك ثاودوسيوس أيضاً كناشاً (مجموعاً) في الطب بلغ فيه الغاية. ونشر بونيون ترجمة سريانية لافوريسم ابقراط ناقلها مجهول. وفي خزانتنا الخاصة كتاب طبي مغمور المؤلف عتيق كبير الحجم يزيد عن 600 صفحة مكتوب بإنشاء سهل وأسلوب متين، مخروم قليلاً في أوله ويشتمل في أخره على مقال لحنين، علّقه بخطه الشماس باسيل ابن القس يوحنا الملطي عام 1224 م.

ووضع جبرائيل الرهاوي الفيلسوف بالسريانية كتباً شتى في الطب والفلسفة (سنة 1227) وكان ابن العبري طبيباً نطاسيّاً قد بلغ من صناعة الطب غاياتها وانتهى إلى نهاياتها. فنقل إلى السريانية كتاب ديوسقوريدس في الأدوية المفردة وأربعة كراريس من قانون ابن سينا الكبير، وألّف كتاباً مطولاً وعى جميع الآراء الطبية. وصنف بالعربية، المختار من كتاب الغافقي الكبير وشرح فصول ابقراط، وكتاب منفعة أعضاء الجسد، وشرح مسائل حنين بن اسحق حتى باب الترياق.

 

وهذا ثبت الأطباء السريانيين الذين وقفنا عليهم[288]:

 

1: ماروثا أسقف ميافارقين 421 +                     2: القس سرجيس الرأسعيني 536+

3: جبرائيل السنجاري 610                                 4: القس عماوس

5: اثنوس الآمدي                                              6: فلغريوس

7: الأسقف غريغوريوس (القرن 8)                     8: البطريرك ثاودوسيوس 896 +

9: ابرهيم ابن بكوس                                               10: يحيى بن عدي 974 +

11: علي بن بكوس 1004 +                            12: عيسى بن زرعة 1008 +

13: أبوالخير الحسن ابن الخمّار                          14: أبوبشر السرياني

15: أبوالفرج اليبررودي 1035                         16: عيسى ابن علي بن بكوس 1043

17: الفضل ابن جرير التكريتي                      18: أبونصر يحيى ابن جرير التكريتي 1079

19: الشماس أبواليسر 1100                        20: القس أبوالفرج 1112

21: الشماس أبوسعد الرهاوي 1138               22: الشماس أبوعلي رأس الأطباء 1169

23: الشماس سهدوآل شومنا 1170                 24: برهان الطيب الحاذق 1190

25:اثناسيوس دنحا مطران الرها 1191+         26: شمعون الخرتبري 1207

27: اياونيس مينا مطران آمد 1222+              28: أبوالحسن القيسري 1222

29: أبوالكرم صاعدبن توما البغدادي 1223 +   30: الأرخدياقون أبوسعد رأس أطباء المشرق

1224

31: حسنون الرهاوي 1227                             32: جبرائيل الرهاوي

33: أبوسالم بن كرابا الملطي 1234 +                 34: ماري آل توما البغدادي 1236

35: الحكيم ثاذري الأنطاكي 1240 ؟                  36: عيسى الرهاوي تلميذ حسنون 1244

37: أبوالخير سهل بن صاعد آل توما 1245 +      38: القس يشوع آل توما الحصفكي1248

39: الشماس هارون ابن توما الملطي والد أبي الفرج ابن العبري 1252

40: ميخائيل ابن برجاس الملطي 1255               41: أبوالعز ابن دقيق الموصلي 1258

42: المفريان صليبا الرهاوي 1258 +                 43: تاج الدولة أبوطاهر آل توما 1277

44: قوفر بن هارون الملطي 45: أبوالخير الرهاوي 1284

46: أبوالفرج الملطي ابن العبري 1286 +             47: القس شمعون آل توما 1289+

48: الشماس يوحنا ابن سروالبرطلي 1292            49: الشماس بهنام حبوكني البرطلي 1293

50: اسحق ابن أبي الفرج ابن القسيس 1299          51: القس جمال الدين الأربلي 1369

52: المفريان عزيز السعرتي 1487 +                 53: الشماس يوحنا الدمشقي 1580

54: البطريرك نعمة الله نور الدين 1587               55: الأسقف توما نور الدين 1592 +

 

 

وألف بعضهم كتباً طبية بالعربية وهم: ابرهيم ابن بكوس ويحيى بن عدي وعلي بن بكوس وعيسى بن زُرعة واليبرودي والفضل بن جرير وأخوه يحيى ابن جرير.

 

 

 

 

 

الفصل الثامن والعشرون : في العلم الطبيبعي

 

قليلة هي المصنفات السريانية التي وصلت إلينا في العلم الطبيعي. ومنها عدة متون في علم الحيوان تُعرف بعلم الطبيعيات (فيزيولوجيا) نشر تيشين منها (في روستوك سنة 1795) اثنين وثلاثين فصلاً وجيزاً، ونشر لاند في الجزء الرابع من النخب السريانية (ص 1 – 99) كتاباً أكثر تفصيلاً يشتمل على واحد وتسعين فصلاً، وعلى كل فصل شرح يستند إلى التوراة والعقائد المسيحية، وكثيراً ما يقتبس مؤلفها من كتاب الأيام الستة للقديس باسيليوس القيسري، ونقلها لاند إلى اللاتينية وعلق عليها شروحاً. وعندنا مجموعة ثالثة تُكسر على مئة وخمسة وعشرين فصلاً تبحث في الحيوانات والأشجار والحجارة، ولا تخلو تعاليق جغرافية واقتبس مؤلفها النسطوري من مصادر عربية أيضاً، ومنها نقل الحسن بن بهلول في معجمه نُخباً في العلم الطبيبعي. وعرف السريان قصص الحيوانات الخيالية من رسالة الكسندر إلى أرسطو التي نُحلت كالستين. ولابن الصليبي مقالة في بنية الجسم الإنساني، فضل منها نبذتان في خزانة أكسفرد. في مصحف في خزانة برلين رقم 116 قصيدة سباعية الوزن في الموضوع نفسه مخرومة الأول نشرها كوتيل في المجموعة العبرانية.

وتجد في خزانة لندن نسخة عتيقة مغمورة مخرومة من الأول والأخر، مكتوبة في المئة الثامنة أو التاسعة، تشتمل على علم الحراثة نشرها لاكارد، ولعلها نقل سرجيس الرأسعيني الذي وضع كتاباً في الحراثة نُسب إلى الفيلسوف قسطا بن لوقا البعلبكي الملكي خطأ وهو بالعربية، ومؤلفه الأصلي هو أناطوليوس فيدندانيوس البيروتي وقد طبع بنصه اليوناني أربع مرات. وذكر فوتيوس القسطنطيني في الفصل 163 أنه أثنا عشر باباً ولكن الناقل السرياني أضاف إليه بابين أخذهما من مصادر شتى وخصوصاً من كتاب “طب الخيل لاناطوليوس”

 

 

 

 

 

الفصل التاسع والعشرون : في علم الفلك والهيئة والجغرافية والعلم الرياضي والكيمياء

 

أول من ألف في علم الفلك برديصان وقد ضاع كتابه، ولعله إليه أشار جرجس أسقف العرب في رسالة بحث فيها مقالات افرهاط. وصنف سرجيس الرأسعيني كتاباً في تأثير القمر وعلّق عليه مقالة في حركة الشمس، وخصّه بثاودور ونشره ساخو. ووضع ساويرا سابوخت كتاباً موسوماً بصور منازل البروج، بقي منه فصول في الأرض المأهولة وغير المأهولة، وقياس السماء والأرض وحر كتهما ومقالة في الأصطرلاب، ورسالة في الرابع عشر من نيسان سنة 976 يونانية (665 م).

وصنف يعقوب الرهاوي كتاباً ممتعاً في الأيام الستة ومرجعه الجغرافي فيه كتاب بطولمايس، ولداود بن فولوس آل ربان مقالة في الجغرافية عنوانها “حدود الأقاليم وتقلبات الأيام الستة والليالي” ولابن كيفا أيضاً مصنّف كبير في الأيام الستة. وطوى صاحب كتاب “علة كل العلل” الباب الثاني منه على أربعة فصول في شتى العلوم، فيها تعريفات أصلية ونقلية، حسبما كان معروفاً منها في بلاد المشرق في المئة العاشرة، وعلى بعضها رسوم توضّح المتن.

ونجد في كتاب الكنوز ليعقوب البرطلي فصولاً في الهيئة والجغرافية، وضمّن النمط الرابع من المجلد الثاني من كتابه “المسائل والأجوبة” فصولاً موجزة في علم الفلك والحساب والمساحة والموسيقى، أخذاً عن الفيلسوف نيقوماخس وفيثاغوري أخر مجهول وعلوم العرب، قاصداً أن يُرقى القارئ بواسطة الرياضيات إلى أعلى ذروة من الفكر الفلسفي أي إلى علم اللاهوت.

وحوى كتابا “منارة الأقداس والأشعة” لابن العبري بحثاً جغرافياً، وكتابه الكريم الموسوم بالصعود العقلي يبحث في علم الهيئة والفلك وضمنه رسوم، وعلّم المصنف العلم الرياضي في مراغة سنة 1268 وفسّر كتاب المجسطي لاقليدس.

وانطوى المجلد الثاني من كتاب “الكيمياء في العصور الوسطى” تأليف برتلو[289] على كتب مختصرة أو دساتير سريانية لصيّاغ، تبحث في اختلاط المعادن وتلوينها وتحويل الأجسام. وهي يونانية الأصل لكل القلم السرياني حوّرها تبعاً لطريقة الإختيار[290]، أما الكيمياء القديمة الكاذبة، فقد كان للسريان من التعليم المسيحي وروح العمل وأزع دافع إلى نبذ هذيانها، كما رذلوا سخافات التنجيم.

 

 

 

 

 

الفصل الثلاثون : في ترجمات التصانيف الأعجمية

 

 

صرف السريان أبعد ألهمم وجَهدوا جَهدهم في ترجمة[291] المصنفات اليونانية إلى السريانية، نزوعاً إلى العلم ووَلوعاً به، فتجلّى في هذا المضمار أيضاً نبوغهم وتألق ذكاؤهم – وبدأت الترجمة في صدر النصرانية فبعد نقل الكتاب العزيز من العبرية واليونانية، نُقلت رسائل الصدر الأول والقوانين والمراسيم التي وُضعت فيه في القرن الثاني والثالث. ثم شرعت مدرسة الرها في الربع الأخير من المئة الرابعة وصدر الخامسة، بنقل غرر مؤلفات أئمة الدين وجهابذة أهل النظر، في التفسير واللاهوت والتاريخ والفقه. وما انتصف القرن حتى باشروا نقل كتب الفلسفة وشتى العلوم ولم يدعوا علماً وفناً يونانياً إلا نقلوه إلى لسانهم، ولم تنفرد بذلك مدرسة الرها وحسب، بل الأشبه أن رهطاً من علّية أهل التحصيل وذوي البسطة في العلم في بلاد الشام وأديارها الكثيرة أيضاً، عالجوا هذا العمل العظيم الذي لا يقدم عليه إلا العلماء الكفاة وأكابر الكتاب المعدودين المتصرفين في فنون الإنشاء[292]، ذلك أن معرفة اليونانية – لغة السياسة والعلم – عمت معاهد الدراسة عند قومنا السريان الغربيين وشملت بيوت العلم والحكمة، فلم يكد يخل دير من دراستها ومدرسة كبرى ووسطى من تعليمها، فلما ضربوا بسهام فائزة في اللغتين وفاقوا المشارقة، بلاغة إنشاء وجلالة تصنيف وخطورة مواضيع علمية – على ما اغتال الدهر العسوف من تراثهم – برزت من يراعهم تلك المصنفات الممتعة وظهرت من أقلامهم ترجمات المصاحف الكريمة، وبعضها ضاع أصله وحُفظ نقله السرياني، فاسدوا إلى العلم وحضَنته والبَحثة عن كنوزه يداً أمسوا لها شاكرين، كما استضاءت بمشكاتهم أمّتهم السريانية انتفاعاً بمعارف أعلام النصرانية، بَله قدماء الفلاسفة، فظهر أثر ذلك عليها في جولان حملة الأقلام جولاتهم الموفقة في ميدان المعارف ألفَ حجّة – وذلك لم تفعله الأمة اليونانية المسيحية التي هنئت بثمار لغتها الغنية وقعدت عن تعلم اللسان الآرامي والانتفاع بمحصول علمائنا ومؤرخينا، فخلت خزائنها إلا من تآليف برديصان وبعض مصنفات مار أفرام، وتواريخها من أحداث الشرق الأوسط والأدنى ما خلا اليسير. ولم يزل هذا النقص بادياً أثره في التاريخين الديني والعلمي، حتى انبرى الفرنجة المعاصرون منذ فجر القرن العشرين لسدّ فراغه بفضل ما تعلموا هم وأسلافهم من لساننا ونشروا من مصنفات علمائنا، ولو فعلت لحُفظت ترجمات بعض التأليف التي ضاعت مثلما بقي منها في النقول الأرمنية [293] .

أما درجة النقل عندنا فبلغت القمّة العالية وانتهت إلى الغاية الفاضلة، وكيف لا وقد أقدم معظم النقلة على عملهم الجليل في عصر السعادة الذهبي – من القرن الرابع حتى الثامن – فكلهم كانوا على فاثور واحد، جودةً وإحكاماً وحسن صياغة وفصاحةً ونصاعة لفظ وبلاغة معنى. وكانوا في عنفوان أمرهم يعنون بالترجمة الحرفية. وفي أواسط المئة السابعة وأواخرها رجحت عندهم كفة المعنى على اللفظ، وتعودوا العُرف العلمي بفضل ما اتسنبطه أثناسيوس الثاني البلدي ويعقوب الرهاوي.

ومما يشتد على تاريخ الأدب وعلينا، أن التاريخ لم يكافئ النقلة الكفاة بتخليد ذكرهم، ولعل ذلك راجع إليهم لكتمان اسمائهم تواضعاً. ولا شك أن أكثرهم كانوا من خدمة الدين جماعة الأساقفة والرهبان والقسيسين، الذي عزفوا عن زهرات الدنيا، وأنكروا وجودهم إلاّ في ما يقرّب من الله جلّ شأنه وينفع القريب. فالنقلة صنفان مجهولون ومعرفون والأولون هم:

 

 

1: نقلة كتاب الله العزيز

2: نقلة رسائل اقليميس واغناطيوس والديدسقالية وغيرها في القرن الثاني والثالث

3: نقلة قوانين المجامع الصغرى والمسكونية وغيرها في القرن الرابع والخامس

4: نقلة مؤلفات ملافنة الصدر الأول من القرن الثاني حتى الربع الأول من القرن الرابع.

5: نقلة تصانيف أوسايبوس القيسراني وأثناسيوس الرسولي وطيطس البُصري في أواخر المئة الرابعة، ومصنفات باسيليوس والنوسي والقبرسي والذهبي الفم وغيرهم في المئتين الخامسة والسادسة. ولعل بعض تأليف النزينزي تُرجمت أيضاً في هذا العصر

6: نقلة نواميس القياصرة في القرن الخامس

7: نقلة رسائل الاباء في القرن السادس.

8: نقلة الكتب النسكية وسير القديسين وقصصهم

9: نقلة الأناشيد الكنسية المُسماة بالقوانين في المئة الثامنة.

وهذا ثبت النقلة المعروفين:

1: ماروثا مطران ميافارقين 421 +

2: رابولا مطران الرها 435 +

3: الأرخدياقون فروبا الأنطاكي (أواخر القرن الخامس) [294]

4: الخورفسقفس بوليقربوس المنبجي 508

5: يوحنا المغبوط (أوائل القرن السادس)

6: شمعون رئيس دير ليقين

7: بولس مطران الرقة 528

8: القس سرجيس الرأسعيني 536 +

9: معاونه اسطيفان

10: الربان موسى الأجلي 550 ؟

11: سرجيس ابن القيصر أسقف حران 580

12: توما الأمدي 598

13: بولس مطران تلا

14: الشماس توما 617

15: بولس مطران الرها 619

16: بولس رئيس الدير 624

17: توما الحرقلي مطران منبج 627

18: يانورين الآمدي 665

19: البطريرك أثناسيوس الثاني 686 +

20: يعقوب الرهاوي 708 +

21: فوقا بن سرجي

22: ثاودوسيوس مطران الرها 830

23: عربي مطران سميساط 850

24: اغناطيوس الثالث مطران ملطية 1094 +

 

أما النقلة من الفارسية إلى السريانية فهم:

25: ساويرا سابوخت أسقف قنسرين 665 +

26: ويوحنا التفليسي الذي نقل الإنجيل من السريانية إلى الفارسية – وتقدم ذكر نقلة الكتب الطبية والفلسفية من السريانية إلى العربية

27: ونقل غريغوريوس ابن العبري مفريان المشرق أربعة كتب فلسفية وطبية من العربية إلى السريانية

28: ونقل القس يشوع تاريخ ميخائيل الكبير إلى الأرمنية.

 

 

 

المقصد الأول : في ترجمات التصانيف حتى سنة 400

 

دونك كتب الأباء أئمة الدين التى نقلت من اليونانية:

 

1: رسالتا اقليميس الروماني إلى أهل قورنثية ورسالتاه الموضوعتان في البتولية، والقوانين التي نُحلت له في كتب ثمانية[295]

2: رسائل اغناطيوس النوراني السبع ويقال أنها ملخصة عن أصلها ونشر كورثن ثلاثاً منها إلى بوليقربس وأفسس ورومية[296] ووجدنا رسالة في باسبرينة الرسائل إلى مغنيسية وترلّس وفيلادلفية وآسيا (أزمير) وملخص رسالة بوليقربس الى اهل فيلبي، والفصل الثاني عشر منها، وهو خطير، مفقود باليونانية.

3: احتجاج اريستيد الفيلسوف الآثيني في القرن الثاني[297] وامبروسيوس اليوناني المتنصر.

4: احدى عشرة نبذة في تفسير الكتاب المقدس لهيبوليطس الروماني وخطاب له في القيامة أنفذه إلى القيصرة ماميّا ونبذ من ردّه على القس غايوس[298]

5: عدة شذور وبعضها صحيحة وبعضها منحولة ليوطينس وميليتون أسقف ساردة وايريناوس واقليميس الأسكندري وقبريانس[299] وأربع خطب في الإيمان والتجسد وبشارة العذراء وعماد ربنا لغريغوريوس العجائبي[300] ولُمع من ست رسائل كتبها ديونيسيوس الاسكندري إلى نوباطس وديونيسيوس واسطيفان والبابوين اسطيفان الأول وسكستس الثاني وبولس السميساطي وتجريحه لبدعته[301]  وشذرات لمتّوديوس أسقف لوقية الشهيد من كتاب له في القيامة رداً على أوريجانس. وقد ضاع أصله اليوناني إلا نتفاً[302] ونخب، ومقالة في أخر الأزمنة 25 صفحة لعلها موضوعة[303] ولُمع من خطب لبطرس الاسكندري في اللاهوت والقيامة وفي عدم سبق النفوس للأجسام في الوجود، وإنذار في حق من جحد الإيمان في الإضطهاد[304] وعدة خطب لالكسندر الإسكندري[305] ونبذ لسرافيون أسقف توميس [306]

6: كتاب لاوسطاثيوس الأنطاكي في نقض الأريوسية سبع مقالات ذكره الجاثليق طيمثاوس الأول في رسالته الأخيرة إلى القس سرجيس الملفان، ولعل النخب التي نشرها مارتان باقية منه [307] وخطبة في البشارة

7: التاريخ الكنسي وتاريخ شهداء فلسطين والظهور الإلهي لاوسابيوس القيسري، والخرونيقون نقل يعقوب الرهاوي، والدفاع الإنجيلي الذي أورد منه الراهب ساويرا طرفاً في مجموعته عدد 853[308]

8: أربع خطب في الصيام واسطيفانس والإيمان والأشكال الجديدة، وكتاب نقض اليهود لاوسابيوس السرياني الرهاوي أسقف حمص المتوفى بعيد سنة 359 [309].

9: كتاب نقض الأريوسية لاثناسيوس الاسكندري وعندنا منه نسخة نفيسة فريدة بخط اسطرنجيلي على رق أنيق دقيق ثلاث مقالات مخروم قليلاً 176 صفحة كتبت على الأرجح في القرن الثامن [310] وخمس عشرة رسالة لعيد الفصح من سنة 329 إلى 348 يتخللها نقصان يسير محفوظة في مصحف قديم خطّ في القرن الثامن[311] ومقالة في تجسد الكلمة مخطوطة سنة 564[312] وكتاب نقض ابوليناريوس [313] وخطب في الثالوث والدنح والإيمان الأرثدكسي والصلب والجمعة العظيمة[314] ورسالتان إلى ابيقتيطس قورنثية وادلفيوس في التجسد[315]ومقالة في البتولية ويُقال أنها موضوعة[316] واحتجاجه عن هربه[317]

10: كتاب تيطس مطران بُصرى (375 +) رداً على المنانية وهو أربع مقالات ولا يوجد باليونانية إلا المقالتان الأولى والثانية وبعض الثالثة [318] وتفسير آيات من الأنجيل – والعظة الرابعة عشرة من التعليم المسيحي لقورلس أسقف أروشليم 386 +[319]

11: مصنفات باسيليوس القيسري وهي: كتاب الأيام الستة، ولفظ مقالاته في الاسبوع العظيم 236 صفحة نقل القس اثناسيوس سنة 666[320]، وكتاب الأدب وهو مقالات روحانية لاهوتية يتكلم فيها على المعمودية والقربان وبعض الشهداء 178 صفحة[321] وثلاث مقالات نقض اونوميوس منها نسختان اسطرنجيليتان على رق الأولى مخرومة[322]، ورسالتان إلى أخيه غريغوريوس وأهل سوزوبليس، ووصايا شتى[323] وأربع عشرة خطبة: 1: في الميلاد 2-5 في الصوم الأربعيني 6: خطبة موضوعها اعتبر بذاتك 7: في قول الغني: أهدم اهرائي 8: في الشهداء الأربعين 9: في الإيمان 10: ردّ على السكارى 11: ترجام يتلى ليلة الجمعة الأولى من الصوم 12: في أيام الآلام الستة 13: في الشهداء الأربعين 14: في القيامة[324] وكتاب في الروح القدس[325] ورسائل[326] وقوانين الرهبانية[327]

12: خطب غريغوريوس اللاهوتي وأشعاره التي ألفها على الوتد المجموع (ذي المقطعين)[328] ورسائله[329] اشتغل بنقلها بولس رئيس الدير عام 624 وينواريوس الآمدي واثناسيوس الثاني وأصلح نقل الأول يعقوب الرهاوي وربما عربي مطران سميساط، والأظهر أنهم اختاروا منها نخباً بل أن نسخة من أشعاره وعددها 130 نقلت في المئة الخامسة أو السادسة والجزءان المطبوعان منها في بيروت عام 1889 لا يطابقان ترتيبها الأصلي لما تخللها من تلخيص واختلاط، وخطبه التي وصلت إلينا سبع وهي: 1: في الظهور أي ميلاد ربنا 2: في عيد الأنوار (الدنح)، 3 – 4: في الفصح. 5: في الأحد الجديد والربيع. 6: في الشهيد ماما. 7: في العنصرة[330] ورسالة إلى قليدونيوس.

13: تآليف غريغوريوس النوسي وهي كتاب نقض أونوميوس ثلاثة عشر باباً[331] وتفسير نشيد النشائد ست عشرة مقالة، وأبانا الذي خمس مقالات والتطويبات الإنجيلية ثمان مقالات[332] ومقالتان في الثالوث الأقدس[333] ومقال في حظ الإنسان[334] وأخر في الأيام السبعة[335] ومقالة في اتقان خلقة الإنسان 31 فصلاً أنجز بها كتاب الأيام الستة لأخيه، وخطاب كبير في التعليم المسيحي[336] ومحاورة مع شقيقته مكرينة في النفس والقيامة[337] ورسالة إلى ثاوفيلس الاسكندري نقضاً لابوليناريوس[338] وكتاب في البتولية بقي منه شذرات[339]  وست خطب

1: في تفسير الليتورجية [340] 2: في ميلاد ربنا بالجسد 3: في اسطيفانس 4: في الآلام. 5: في عيد القيامة. 6: تأبين ملاطيوس الأنطاكي[341] وموعظة ووصايا شتى ونسبت إليه أجوبة على مسائل أخيه باسيليوس في علم التوراة والعقائد والقصص والليتورجية والتهذيب الكنسي، وهي سريانية الأصل وضعت في القرن التاسع في ما ارتأى بومشترك [342].

14: فصول لديديمس الاسكندري سنة 398 + رداً على الأريوسية ومقالة في التبشير لجلاسيوس مطران قيصرية فلسطين 395 + ومقالة في الإيمان لامبرسيوس 397 +[343] 15: كتيب في المقاييس والكيول التي ذُكرت في التوراة لابيفانيوس القبرسي[344] وطبع سنة 1936 وكتابه: علبة الأدوية في الهرطقات منه في خزانتنا نسخة مخرومة في أخرها مخطوطة في حدود سنة 1200 وخطبة في دخول الرب إلى الهيكل[345] وخطاب في الهراطقة وتفسير الإنجيل لامفيلوخس أسقف قونية 400 +[346]

16: تفسير سفر الجامعة الذي عمله يوحنا الناسك المتوحد إلى ثاوجينس الناسك، منه نسخة اسطرنجيلية على رق في خزانة طور سينا رقم 16.

 

 

المقصد الثاني : في الترجمات حتى سنة 451

 

17: مصنفات الذهبي الفم، كتاب الكهنوت[347] ورسالتان في الندامة والإرشاد أنفذهما إلى ثاودورس[348] واثنتا عشرة خطبة لنقض الهراطقة[349] وثماني رداً على اليهود[350] وخطبة إلى الوثنيين في ألوهية السيد المسيح[351] ومقالان في المعمودية وثلاثة إلى ستاجيريوس[352] ورسالة لتعزية المنفيين عن الوطن[353] وخطب شتى في تفسير إنجيلي متى[354] ويوحنا[355] والرسائل البولسية [356] والمعروف عندنا منها ومن خطب الأعياد مئة وخطبة منها خمس وستون محفوطة نسخها عندنا وواحدة نشرها “نو” وخمس وثلاثون ذكرت في سلسلة الخطب السنوية في بعض المصاحف القديمة[357] وهذا ثبتها:

1: خطبة في تقديس البيعة. 2: بشارة زكريا. 3: الميلاد. 4: تجسد المسيح وفي والدة الإله. 5: بشارة العذراء. 6: ظهور ربنا من تفسير انجيل متى. 7: عماد ربنا بيد يوحنا. 8: دخول الصوم. 9 – 10: الصيام الأربعيني. 11: الصوم والتوبة. 12: في الأبرص من تفسير انجيل متى. 13: مجاهدة ربنا للشيطان. 14: الصوم. 15: من المقالة الخامسة والعشرين من تفسير الرسالة إلى رومية، في العقوبات التي حدثت في سائر الأجيال، ورداً على من ينكر جهنم. 16: من المقالة الخامسة من تفسير الرسالة عينها في أنه يجب أن نخاف من جهنم وفي عدّمنا المحبة. 17: الخطبة الثانية في جهاد ربنا للشيطان. 18: من المقالة السابعة والثلاثين من تفسير انجيل يوحنا، وفي المخلع والحسد. 19: زكى العشّار. 20 – 22: الأبن الشاطر. 23: من تفسير متى من خطبته في الأعميين. 24: جهاد ربنا الثالث للشيطان. 25: متى العشار. 26: التواضع المقالة الثالثة من تفسير متى. 27: نصف الصيام. 28: البتولات العشر. 29: الغني الذي أخصبت كورته. 30: لعازر والغني. 31: المقالة التاسعة والستين من تفسير متى في المثل: تشبه ملكوت السماء ملكاً عمل عرساً لابنه. 32: رحمة الله التي لا تقوى شرورنا عليها. 33: آية المزمور: (بحسب النقل السرياني) إنما الناس كلهم كالبخار، (وبحسب النقل اليوناني) إنما عبثاً يقلق كل انسان. 34: الرحمة 35 المزمور المئة. 36: في قول داود: من هو الرجل الذي يبغي الحياة، وللمجدفين 37، تفسير الرسالة الثانية إلى قورنثية إرشاد من المقالة العاشرة من مجيء المسيح المخوف 38، في أن الصوم الاربعيني لا يكفينا للإشتراك باسرار فادينا يوم قيامته بمعزل عن فضيلة النفس، وفي الحقد والإيمان 39، في لعازر من بيت عنيا، جُمعت من ثلاث مقالات فيه من تفسير الإنجيل، 40: أحد السعانين 41: عيد السعانين 42: اثنين الاسبوع العظيم والوصول الى الميناء، لفظ بها في بيعة آسيا وهو في المنفى 43: المقالة الثامنة والستون من تفسير يوحنا، قال له الجموع: أنا سمعنا من الناموس أن المسيح يثبت إلى الأبد فكيف تقول أنت أن ابن الإنسان عتيد أن يُرفع؟ من هو هذا ابن الإنسان، وفي وجوب عنايتنا بحياة أخوتنا، 44: المقالة السادسة والسبعون من تفسير يوحنا: قوموا ننطلق من هنا، أنا هو كرمة الحق وأبي الفلاح، وفي الظلم، 45: قول الرب: إن أمكن فلتعبر عني هذا الكأس، وفي الهراطقة. 46: مثلها 47: آلام مخلصنا. 48: تسليم يهوذا وفي الأسرار المقدسة وأن لا نحقد. 49: المقالة الثالثة والثمانون من تفسير متى: حينئذٍ جاء معهم يسوع إلى موضع يُسمى جسمانية. 50: المقالة الرابعة والثمانون من تفسير متى، وها ان واحداً من الذين كانوا مع يسوع بسط يده واستلّ سيفه 51، ليلة جمعة الصلبوت. 52: المقالة السادسة والثمانون من تفسير متى، فقام يسوع أمام الوالي فسأله الوالي قائلاً، أانت ملك اليهود 53: المقالة السابعة والثمانون، حينئذٍ أخذ جند الوالي يسوع إلى الديوان، 54: ما أُعطينا من الخلاص بواسطة الصليب. 55: آلام ربنا. 56: سبت البشارة والمعمودية واللص، وأن لا نكون شرهين وسُكارى. 57: الناووس والصليب. 58: من المقالة الخامسة والثمانين من تفسير يوحنا. ليلة الفصح، بعد ذلك يوسف الذي من الرامة. 59: قيامة ربنا وموعظة لنهرب من الزنى والظلم 60، قيامة ربنا 61، صعود ربنا إلى السماء. 62: العذراء. 63: من مقالة في أخر رسالة رومية في مدح الرسولين بطرس وبولس. 64: تذكار الشهداء والمعترفين 65: الموتى. 66: في أنه لا يجب علينا البكاء على الموتى جرياً على العُرف العالمي.

67: خطبة في ناسوت ربنا بدؤها: أحبائي أن النفوس التي تحب الله تتنعم يومياً بالأعياد السماوية، 68: خطبة تتلى ليلة الأربعاء الأولى من الصوم. 69: للأحد الثاني من الصوم. 70: للأحد الرابع في الكنعانية. 71: لليلة الاحد الخامس. 72: لليلة جمعة الأربعين. 73: لجمعة الآلام. 74: الصليب واللص. 75: ختام الصوم وسبت البشارة. 76: الميلاد. 77: قتل الأطفال. 78– 79: العماد 80 – 81: قطع رأس يوحنا. 82: الصوم. 83: السبت الثاني. 84: الأحد الثالث. 85: الاحد السادس. 86: الغنى والفقر. 87: من تفسير الرسالة إلى رومية. 88: 89: الكنعانية. 90: الخاطئة. 91: جمعة الصلبوت. 92 – 93: سبت البشائر. 94: ليلة الفصح. 95: ليلة اثنين القيامة. 96: الأحد الجديد. 97: العنصرة. 98: الرسل. 99: في البطريرك بابولا. 100: المقابيين. 101: رومانس الشهيد.

18: كتاب تفسير الإنجيل لثاوفيلس الاسكندري 412 + ورسالته إلى رهبان مار باخوم، وكتاب يوحنا. مطران أورشليم 417 + في الإيمان ورسالة أقاق مطران ملطية (431) نقضاً لسفاسف اندراوس السميساطي[358]

19: مصنفات قورلس الاسكندري 444 + كتاب في العبادة بالروح والحق، وهو تفسير الشرائع اليهودية على طريقة سرّية (ميستيكية) سبع عشرة مقالة، وجعله محاورة بينه وبين بلاديوس أسقف هلينوبليس المتوفى في حدود سنة 425 منه نسخة في خزانة كتب دير مار يعقوب للأرمن في القدس، خُطّت بقلم اسطرنجيلي دقيق أنيق في القرن الثامن أو التاسع، مخرومة من أولها وأخرها ووسطها سقط منها نيف وست مقالات والفاضل منها 394 صفحة[359] – كتاب الإيمان الحق ألفه للقيصر ثاودوسيوس الصغير وبعث نسخة منه إلى رابولا مطران الرها فنقله إلى السريانية[360] كتاب في الثالوث منه نسخة في المتحف البريطاني[361] كتاب “كلافيرا أعنى الغوامض” وهو نخب التفاسير من أسفار التوراة الخمسة الاولى ثلاث عشرة مقالة نقله الربان موسى الآكلي في حدود سنة 525[362] تفسير إنجيل لوقا في غاية التفصيل مجلدان، 156 ترجاماً نشره أولاً بيان سميث عام 1858 عن عدة مصاحف في لندن أقدمها خط في القرنين 8 – 9 وفي أوله طرف من النقصان، ولم يبق منه باليونانية سوى نبذ – وعندنا منه في مجلدتي خطب الأباء الملافنة على مدار السنة ثمانية عشر ترجاماً أوخطبة – ثلاثة منها طُبعت وهي الترجام الثاني للميلاد وترجاما الدنح وميلاد يوحنا والخطب البواقي غير مطبوعة وهذا أثبتها:

1: ميلاد ربنا. 2: دخول ربنا إلى الهيكل وهي الخطبة الثالثة. 3: دخول ربنا إلى الهيكل وشمعون الشيخ وهي الحادية عشرة. 4: لعيد الشهداء وهي السابعة والثمانون. 5: المخلع. 6: عيد السعانين وهي المئة والثلاثون. 7: مثل الكرم. 8: الخطبة المئة والأربعون. 9: المئة السادسة والأربعون. 10: المئة والحادية والأربعون لليلة خميس الأسرار. 11: المئة التاسعة والأربعون. 12: المئة والحادية والخمسون “وإذ قام كل الجمع وقدموه إلى بلاطس” 13: المئة الرابعة والخمسون وكانت نحوالساعة السادسة. 14: قيامة ربنا وهي المئة والخامسة والخمسون. 15: في القديسة والدة الإله نقضاً ودحضاً لنسطور[363]. واثنتا عشرة رسالة أحداها إلى أقاق أسقف سكيثوبليس في نظرية عززائيل[364]

20: قوانين المجامع الصغرى والمسكونية إلى أواسط أواسط المئة الخامسة ومنها قوانين مجمع قرطاجنة سنة 251 وخمسة وعشرون قانوناً بعثها أساقفة ايطاليا إلى أساقفة المشرق الذين اجتمعوا في انطاكية – والنواميس التي سنها الملوك المسيحيون لشراء الاراضي والرقيق ومهور النساء وقسمة المواريث بين الأخوة والوصايا وغيرها وهذه نقلت في القرن الخامس، ويلحق بها رسالة قسطنطين الكبير إلى مجمع صور الذي أساء بعزله اثناسيوس الاسكندري، ورسالة القيصرين ثاودوسيوس الصغير ووالنطانس إلى اسطيفان مطران أفسس في تدابير الكنيسة، ورسالة لاون رئيس أساقفة رومية إلى القيصر مرقيان جواباً لرسالته التي حملها الأسقف لوقيانس والشماس باسيل، ورسالة يوحنا الروماني إلى بروسدقيوس[365].

21: سبعة وثلاثون فصلاً من تاريخ سقراط الكنسي وخمسة عشر من تاريخ ثاودريط القورسي[366] وبعض فصول من كتابه، تاريخ الرهبان[367] ورسالة له إلى أهل القسطنطينية [368] وتاريخ زكريا أسقف مدللي.

22: خطبة لانطيوخس أسقف عكا 408 + بدؤها: اسبحك تسبيحاً جديداً[369] ونقض للمبتدعين في ماهية الجوهر والكيان[370] وخطبة في تسبحة حقبوق [371] تأليف سويريان أسقف جبلة السرياني اللساني، المتوفى حوالي العقد الثاني من القرن الخامس، وخطبة لاطّيقوس رئيس أساقفة القسطنطينية (406 – 426 +)[372] في والدة الإله الدائمة البتولية[373] وهي مجهولة باليونانية وخطبتان في ميلاد ربنا لثاودوطس مطران انقرة عام 440[374] وسبع خطب لبروقلس القسطنطيني 446 + منها ثلاث في التجسد وميلاد المسيح واقليميس أسقف أنقرة الشهيد مجهولة باليونانية[375] وخطبة في الأحد الجديد أولها: إلا أن سناء عيدنا الخلاصي ليتغلب على بسطة الكلام، وفي الصعود وبدؤها: حينما كنت أحصي في فكري ما حازه جنسنا البشري من الصليب من الفوائد، وخطبتان في والدة الإله، وفي ليلة الجمعة ويهوذا المسلِّم[376] ورسالتان إلى الأرمن ويوحنا الأنطاكي[377] وثلاث خطب لارختاوس أسقف انطاكية بيسيدية المعاصر لبروقلس في والدة الإله [378] والميلاد[379] والدنح[380]

13: تفسير المزامير للقس الراهب ايسيخيوس الاورشليمي 451 +[381]

 

 

 

 

 

 

المقصد الثالث : في ترجمات بواقي التأليف من سنة 451 فما بعدها

 

24: كتاب طيمثاوس الثاني الاسكندري (477 + لدحض المجمع الخلقيدوني بقي منه مئة وست وعشرون صفحة[382] ونشر نو جزءاً منه [383] وله ترجمة أرمنية تامة.

 

25: الكتاب المنحول ديونيسيوس الأريوفاغي نقل سرجيس الرأسعيني[384] والكتاب المنحول ايرثاوس أستاذ ديونيسيوس، نقله بعضهم إجابة إلى طالب اسمه فيلآس[385]

26: خطبتان في بشارة زكريا والعماد لانطيباطروس مطران بُصرى (حول سنة 460)[386] وخطبة في سمعان الشيخ ودخول الرب إلى الهيكل للقس طيمثاوس[387] الأنطاكي أو الأورشليمي وكلاهما كان خطيباً موجوداً في حدود سنة 535[388] وخطبة في مار جرجس الشهيد للقس ثاودولوس (عبد الله) ولا نعرف من خبره شيئاً[389] وخطبة في وفاة العذراء للقس اندراوس الاورشليمي[390] وخطبة لبنطالئون قسيس دير بيزنطية في ارتفاع الصليب[391] وكان خطيباً موجوداً في النصف الأول من القرن السابع[392] وخطبة في تقديس الميرون ليوحنا [ فساج ] ؟[393] ولا نعلم عنه شيئاً.

27: مصنفات سويريوس الأنطاكي التي نقلها بولس الرسول الرقي وبولس الرهاوي واثناسيوس الثاني ويعقوب الرهاوي وهي: فيلاليتس، ونقض نيفاليس وفيليسيسموس والكسندر ويوحنا القيسراني ويوليان الخيالي، والخطب السنوية، والمعانيث، والمختار من رسائله وتفسير انجيل لوقا وغير ذلك وسنذكرها في ما يُستأنف.

28: نقض القس يوحنا الهيجيني لثاودريط القورسي[394] وأحاديث يوحنا روفس في تخطئة المجمع الخلقيدوني وتفسير الرؤيا لاوقومنيوس[395] ونقض نسيج العنكبوت لروفينا تاجر الفضة[396]

29: كتاب ثاودوسيوس الاسنكدري 366 +[397] وخمس وعشرون مسئلة وخمسة قوانين له[398] ورسالة إلى الأرمن[399].

30: كتاب دياطيتس أي الباحث في نقض المجمع المذكور، ومقالان لاهوتيان ليوحنا فيلوفونس[400] نشرها شندا في بيروت سنة 1930.

31: رسائل مجمعية تبادلها البطريركان الانطاكي والاسكندري نقلاً عن مصحف باسبرينة وهي: 1: رسالة يوحنا الثاني رئيس أساقفة اسكندرية سنة 505 – 516 إلى سويريوس بطريرك انطاكية على يد الأسقف ايلاريانس والقس واليس والشماس قرطوريوس في 8 نيسان وهو اثنين أسبوع البياض سنة 561 لانطاكية 512 بدؤها: ليرتفع الآن شأن فعل المعجزات 6 صفحات. 2: رسالة سويريوس إلى يوحنا بدؤها: مثلما أن مساواة الجنس البشري ص. 3:رسالة المجمع الأنطاكي الذي عقده ديونيسيوس مطران طرسوس وأخوته الأساقفة إلى البطريرك يوحنا الثاني الأسنكدري بدؤها: إلى القديس المغبوط: 12 ص. 4: جواب يوحنا إلى المجمع أوله: إلى سادتي الأخوة الحكماء 3 صفحات (سنة 511 م). 5: رسالة مجمعية (سنوديقية) من يوحنا الثالث الاسكندري إلى اثناسيوس الثاني بطريرك انطاكية في 4 حزيران سنة 686 بدؤها: إلى سيدي القديس والمغبوط في سائر أحواله 9 صفحات. 6: رسالة يوسف الاسكندري إلى يوحنا الرابع الانطاكي والقسوس والشمامسة والشعب عنوانها: إلى البار في كل أعماله بدؤها: أن يوحنا الرسول الإلهي 3 صفحات. 7: جواب يوحنا الرابع الأنطاكي إلى يوسف الاسكندري بدؤه: حينما اسمع الكتاب العزيز يأمر بقوله، صفحتان (سنة 846)[401] ورسالة كتبها يوحنا أسقف إفاسطو القبطي من جزيرة قبرس إلى رؤساء أديار المشرق حول سنة 540 في حال الراجعين إلى المعتقد القويم[402].

32: اثنتان وعشرون رسالة، وخطبة واحدة جُمعت في مصحف عتيق فريد مخطوط على رقّ في القرن السابع[403] وهي:

1: رسالة مجمعية من ثاودوسيوس الاسكندري إلى سويويوس الانطاكي 7 صفحات. 2: جواب سويريوس له 24 صفحة. 3: رسالة أنفذها ثاودوسيوس إلى الأكليروس، في ما حصل على عهده عند بعض أتباعه من الإعتقاد الفاسد في وحدانية الله. 4: خطبة لفظ بها في القسطنطينية 39 صفحة. 5: رسالة له في القوانين 6 صفحات. 6: نسخة تواقيع القسوس الذين في القسطنطينية إلى ثاودوسيوس. 7: رسالة منه إلى أساقفة المشرق. 8: مثلها. 9: رسالة من الأساقفة يعقوب وأوجين وأونوميوس إلى ثاودوسيوس. 10: رسالة من المطران ثاودورس إلى بولس الثاني الأنطاكي. 11: رسالة من ثاودوسيوس إلى أساقفة المشرق. 12: رسالة مجمعية من بولس الأنطاكي إلى ثاودوسيوس الاسكندري. 13: جواب ثاودوسيوس إلى بولس. 14: رسالة من رؤساء الأديار إلى ثاودوسيوس بيد الأساقفة يعقوب وقونون وأونوميوس. 15: كتاب من يعقوب إلى ثاودوسيوس على يد الأسقف أونوميوس. 16 – 17: كتابا تفويض من ثاودوسيوس إلى بولس الأنطاكي. 18: رسالة من ثاودوسيوس إلى الأساقفة (الاقباط) يوحنا ولاونيدس ويوسف. 19: رسالة منه إلى الاسقف ثيودورس ورؤساء الأديار والرهبان والمؤمنين في طيبة وارقاديا. 20: رسالة منه إلى قسوس الاسكندرية وشمامستها ورؤساء أديارها والرهبان والمؤمنين. 21: سنوديقون عمل في الأسكندرية والقسطنطينية 22: رسالة مجمعية من ثاودور بطريرك الاسكندرية إلى بولس الثاني بطريرك انطاكية 10 صفحات. 23: جواب بولس إلى ثاودور 26 صفحة.

33: بيان كراسي أساقفة الكرسي الأنطاكي وعددها 153 وضع في أواسط القرن السادس وتناوله بعضهم بطرف من التنقيح. وجدنا منه في باسبرينة نسخة عتيقة عُلقت في النصف الثاني من المئة التاسعة فنقلها منها[404] وفي خزانتنا نسخة ثانية أنجزت عام 1602 ولا تخلومن تصحيف وبين النسختين فروق[405].

 

 

 

 

 

المقصد الرابع : في مؤلفات يونانية ارثوذكسية نجهل نقلها

 

أعلم أنا وجدنا ثلاثة علماء يونانيين ارثوذكسيين كتبوا باليونانية ولا نعلم إذا كانت تأليفهم نُقلت إلى السريانية وهم: 1 ً: القس ثيموقليس القسطنطيني وكان موجوداً سنة 450 – 471 نظم والقس أقاق مربي اليتامى، أناشيد (1 كطويخس) كانا يرتلانها فيهتز لها الشعب الأرثوذكسي ويزداد عدداً (زكريا المؤرخ مج 1 ص 185) وقال باردي (ص 163) وباتيفول نقلاً عن ثاودور القارئ أنه أنشأ طروباريات لكن أشعاره المقفاة مفقودة ا هـ. 2 ً: القس يوحنا الهجيني وكان في النصف الثاني من المئة الخامسة وأوائل السادسة، وألف تاريخياً بيعياً في عشرة أبواب. قال فوتيوس القسطنطيني الذي أطرى أنشاءه المنمّق (نبذة 41 من مكتبته) أنه قرأ أبوابه الخمسة الأولى أولها تاريخ مجمع أفسس وأخرها خبر بطرس القصّار سنة 488 ولا يُعرف إلى أية سنة ينتهي تاريخه[406] وذكره باركوار في “الكنيسة البيزنطية”[407] أنه كان معاصراً لسويريوس الأول.

3 ً: القس باسيليوس القيليقي، ذكره فوتيوس (نبذة 42) قال: أنه ألف تاريخاً كنسياً في ثلاثة أجزاء، أولها تاريخ ملك مرقيان ولاون الأول وطرف من زمان زينون، من سنة 450 إلى 483 والثاني من وفاة البابا سبمليقيوس حتى أخر ملك أنسطاس سنة 518، والثالث يتعلق بأيام يوسطينس الاول 518 – 527 ولم يحصل فوتيوس إلاّ على الجزء الثاني، وكان ضخماً لاشتماله على كثير من رسائل الاساقفة. وألّف أيضاً ستة عشر باباً رداً على يوحنا البيساني ولا شك أنه كان مُعاصراً لثاودور القاريء أي موجوداً في النصف الأول من المئة السادسة[408]

 

 

 

 

ملحق

 

صفحة

15 و33 “ليناً وقسوة” أوالترقيق والتغليظ.

16 بالتقليدين أوالعُرفين

31 ديونيسيوس القورنثي، (خطأ) صوابه، الثراقي

49 الشذرات الباقية من عهد آدم نشرها ميخائيل كمشكو في المجلد الثاني من البترلوجيا السريانية Pat.Syr ص 1319 0 1360 وكتاب “غاز الكنوز” 120 صفحة، وعنوانه الكامل “كتاب تسلسل القبائل وغار الكنوز” تأليف مار أفرام، وهو مصنوع عليه فإنه ألف في الرها أو في ما بين النهرين في القرن السادس على رأي المستشرقين؟ وخلاصته أن آدم طُرد من الجنة فانفرد في جبل مجاور لاجئاً إلى الغار، حيث اودع الذهب واللبان والمرّ الذي حمله من فردوس النعيم. وفيه دُفن هو والأباء الذين خلفوه حتى الطوفان. ونقل نوح إلى السفينة رمّة آدم والذهب واللبان والمرّ، وبعد وفاته أودع سام وملكيصادق الذخائر وسط الأرض في الجلجلة، ثم يسرد الوقائع إلى زمان آلام السيد المسيح. وقد اقتطف منه كثيرأً الراهب الزوقنيني في تاريخه[409] نشره بزولد في لبسيك سنة 1883 ونقله إلى الألمانية ثم نشر له ترجمة عربية نقلاً عن أربع نسخ[410] ونشرت منه السيدة جبسن ترجمة عربية تُخالف النص المذكور[411]

50: ونشر كموشكو أيضاً رؤيا باروخ المنقولة من اليونانية إلى السريانية ورسالة له ونقلهما إلى اللاتينية.

61: وذكر ابن العبري في تاريخ الزمان السرياني ان القس أبا الفرج ابن الطيّب 1043 + نقل أسفار العهدين إلى العربية.

66: وعندنا من حسايات القداس نحومن سبع وثلاثين

84: العهد الذي كتبه اغناطيوس الثالث لباسيليوس مطران خابورا سنة 1231 ووقّع عليه يوحنا مفريان المشرق وخمسة مطارين.

162 يُضاف إلى ثبت الأطباء، الامير قورا رأس الأطباء وكان مُعاصراً لمار يعقوب السروجي.

176: (خطبة) 57 الناووس والصليب، خطأ صوابه: في اسم المقبرة والصليب.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الباب الثاني – في تراجم علماء السريان وأدبائهم

 

توطئة

 

جدول ملخص للعلماء مقسوماً ثلاث حقب

قبل أن نشرع في هذا الباب بكتابة تراجم علماء السريان وأدبائهم، رأينا أن نلخص في ما يأتي جهد الطاقة جدولهم بقسمته حِقباً ثلاثاً، تسهيلاً لمن شاء أن يلم به إلماماً صادقاً

 

 

 

الحقبة الأولى / 000 ق. م – 758 م

 

تبدأ الحقبة الأولى بالفيلسوفين “وفا” الآرامي ق. م، ثم برديصان في أواخر القرن الثاني وأوائل الثالث للميلاد، وتنتهي بإيليا أسقف سنجار سنة 758 وهي حقبة امتاز كتّابها بالأصالة والإبداع وجزالة الإنشاء وفخامة الأساليب، كما تميزوا بالإنتاج الأدبي وفوراً وقيمة. وتعد العصر الذهبي لهذه اللغة. إذ تصدر فيها أمراء الكلام الذين قبضوا على ازمة البيان وملكوا أعناق المعاني، وراحوا ينشرون بزّ الفصاحة ويوشون برود البلاغة ويحفظون أشرف عقائل اللغة في أمنع معاقلها. بهم بلغت إلينا على ما تعلم من جزالتها وروعتها، وهم الذين ضفروا على هامتها من درر إبداعهم إكليلاً فاخراً، وتخيّروا من الألفاظ أحسنها مسموعاً وأقربها مفهوماً، وبلغوا الذروة العليا في الفلسفة واللاهوت والتفسير والجدل وفروض العبادة، والفقه والتاريخ والشعر والخطب والترسّل وكتابة السير والقصص. واحرزوا سلامة الملكة والذوق وتخال كلامهم الدر المرصوف واللؤلؤ المنضود والتبر المسبوك.

فأزهر فيها أفرام الكبير وآسونا وقيرلّونا، واسحق الآمدي، وماروثا، ورابولا وبالاي الأسقف واسحق الرهاوي، وشمعون الفخّاري ويعقوب السروجي وفيلكسينوس المنبجي الذي بهر معاصريه عارضةً وبياناً. وبولس الرقّي بنقوله المحكمة لأجل المصنفات الدينية، وسرجيس الرأسعيني وسويريوس الانطاكي اللاهوتي الطائر الصيت، ويوحنا التلي وابن افتونا ودانيال الصلحي المُفسّر. والمؤرخان زكريا أسقف مدللي ويوحنا الأفسسي، وبطرس الرقي البطريرك اللاهوتي وبولس التلي وبولس الرهاوي وتوما الحرقلي جهابذة نقلة الأسفار القدسية والكتب الكريمة، ويوحنا الثالث السدري ويوحنا البُصري، والفلاسفة ساويرا سابوخت واثناسيوس الثاني ويعقوب الرهاوي وجرجس أسقف العرب، ويوحنا الأثاربي وفوقا ابن سرجي وإيليا أسقف سنجار. وغيرهم من نقلة التأليف اليونانية ومؤلفي الفروض الدينية وضبطة متون الكتب القدسية كرهبان دير قرقفتا.

 

 

 

الحقبة الثانية / 773 – 1286

 

 

تفتتح هذه الحقبة بالأستاذ لعازر ابن قنداسي سنة 773 وتُختتم سنة 1286 وهي حقبة حافلة بمصنفات لاهوتية واسعة وخصوصاً شروح الكتاب الإلهي والجدل والفقه والاشتراع والتاريخ. وعني بعض حضنة العلم فيها بالفلسفة وعالجوا صرف اللغة ونحوها وفقهها وضوابطها، واغنوا الطقس البيعي بأدعية ونشائد شتى. وتميز كثير من أركانها بالتصرف في فنون الشعر فحلقوا في جوّه تحليقاً عالياً، واستعملوا القافية والسجع. وجرت البلاغة بين السنتهم وافئدتهم وصدح بلابل الفصاحة في روضتهم، فزها نثرهم بمتانة الحبك وصفاقة الديباجة وأحكام النسج وجزالة التركيب وروعة البيان. ووُجد فيهم رهط توسطوا هذه المنزلة.

نخص بالذكر منهم رئيس الدير داود بن بولس في ترسّله، والبطريرك جاورجي الأول في شرحه للإنجيل، والبطريرك قرياقس في أبحاثه اللاهوتية وخطبه وقوانينه ولعازر ابن العجوز الشاعر المجيد، ونونا النصيبيني في جدله، وديونيسيوس التلمحري المؤرخ الشهير، وثاودوسيوس وبنيامين مطراني الرها، والداري وابن كيفا بمصنفاتهم اللاهوتية والفلسفية، وثاودوسيوس البطريرك بكناشه الطبي وشورحه، وبطاركة القرن التاسع بتشريعهم وقوانينهم. حزقيال الملطي الشاعر، واثناسيوس القليسوري المنشئ وصاحب كتاب ” علة كل العلل ” ويحيى ابن عدي وعلى ابن زُرعة وأبا الحسن ابن الخمّار نقلة كتب الطب والفلسفة إلى العربية.

ويوحنا تلميذ مارون ويوحنا العاشر ابن شوشان الناظم الناثر، واغناطيوس الثالث الملطي الفيلسوف المؤرخ، وامراء الشعر ابن قيقي وابن الصابوني وطيمثاوس الكركري وابن اندراوس، وابن الصليبي المشهور بمصنفاته اللاهوتية والجدلية وشروحه الضافية للكتاب العزيز، وابن وهبون، وميخائيل الكبير بتاريخه المٌفصل الذي لم يُنسج على منواله، والمؤرخ الرهاوي المُدقق ويعقوب البرطلي اللغوي اللاهوتي، وابن المعدني الخطيب الشاعر.

أما أنطون التكريتي اللاهوتي الشاعر إمام البيان، فلم نجد له في فصاحته التي سار فيها في الرعيل الاول، انداداً لنضمه إلى طبقتهم. وأما ابن العبري أشهر علماء السريان في سائر العصور على الإطلاق، فهوأمام الحِقبتين من أية وجهة نظرت إليه.

 

 

الحقبة الثالثة / 1290 – 1930

 

تبتدئ هذه الحقبة بأبي نصر البرطلي عام 1920 وتنتهي في وقتنا هذا. وهي حقبة قلّ انتاجها وانحصر في مواضيع يسيرة، ويتفاوت كتّابها في درجة انشائهم وحظهم من البلاغة بحيث يمكننا أن نجعلهم طبقتين.

ينضوي تحت الطبقة الاولى الكتّاب الذين قاربوا رجال الحقبة الثانية نثراً ونظماً ولم يخلُ انشاؤهم من بيان بارع، كأبي نصر وجبرائيل البرطلي في نثره لا نظمه، وبرصوم الصفي ويشوع ابن كيلو وقورلس الحاحي وأبي الوفاء ويوسف ابن غريب. ودانيال المارديني وأشعيا السبيرييني وبرصوم المعدني، وبهنام الحدلي الذي يلحق شعراً ونثراً بالمحسنين. وداود الحمصي في نثره وبعض قصائده ونوح اللبناني في غالب شعره، وعبد الغني المنصوري وشمعون المانعمي المفريان المنشئ والشاعر المطبوع، ويعقوب ساكا الصحيح السبك في كثير من شعره.

والطبقة الثانية دونهم بدرجة، كابن وهيب وابني خيرون وابن العجوز وملكي ساقو ويشوع وادّى السبيرينيين، ومسعود الزازي ونعمة الله نور الدين ويعقوب القطربلي ويوحنا البستاني. ويؤخذ على غالب كتّاب هذه الحقبة ولعهم بالالفاظ الاعجمية، صدوفاً عن الجميل الى الدّميم وتفضيلاً للهجين على العتيق الكريم، ولكنهم مع هذا كله صانوا تراث السريانية في زمان تنكّر لاهله، وسعى إليهم غدره بخيله ورجله.

 

 

 

الفصل الأول : في تراجم علماء الحقبة الأولى وأدبائها

 

 

1: وفا الآرامي

 

وفا أو وافا الآرامي كان فيلسوفاً وشاعراً من قدماء المؤلفين، موجوداً قبل المسيح بدهر طويل في ما نرى كما مرَّ بك[412] انفرد بذكره انطون التكريتي قال: “والبحر الخامس (في الشعر) هوالمؤلف من أوزان سداسية وسباعية وتزيد أحياناً وتنقص، وهولرجل يقال له” وفا “من فلاسفة الآراميين ونظم الشعر الذي عالجه هذا المغمور اسمه من أجيال عديدة، دليل على قدم هذه الصناعة عندنا”، وأورد له بيتاً تجوّز في وزنه مراعاةً للحن وهذه ترجمته:

“أنا وفا الكريم المناسب الذي سرى عن نفسه الهم واطّرح كروبه، إنه يسند قلبه مسرّحاً عنه الحزن والكآبة، ونزوات الغيظ والغموم التي تكسر قلوب الناس. لأن من كثر غيظه تضيّفته البلايا أبداً” قال وهذا الشعر معمول على نمط الأغاني الحبية، التي تعوّد صاغة اللحون الحربية وناظموا النشائد الغزلية للأعراس مزاولتها[413] وهوكل ما يُعرف من خبره.

 

 

2: بولس ابن عرقا الرهاوي

 

بولس ابن عرقا أوعنقا الرهاوي من الأدباء الذين أجادوا صناعة الخط، وهومُستنبط القلم المعروف بالاسطرنجيلي كما تقدم ذكره[414] وأحسبه كان موجوداً في حدود سنة 200 قال الحسن ابن بهلول في معجمه تعليقاً على لفظة اسطرنجيلي نقلاً عن يشوع بن سروشوبه أسقف الحيرة في القرن التاسع ” إن الله خوّل بولس إحكام هذا القلم إجلالاً للإنجيل، لكي ينبسط الفكر فيجد في قرائته بهذه الخطوط الفسيحة الجميلة ” ا هـ [415]

 

 

 

3: برديصان 222 +

 

ولد برديصان بالرها وثنياً في 1 تموز سنة 154 م ونشأ في قصر ملكها معنوالثامن، ونال مع ابنه أبجر القسط الأوفى من العلم والأدب. وتنصر وسيّم شماساً وقيل قساً، لكنه تورط في معتقدات فاسدة، ذلك أنه لم يكن قد تهى من خبائث وثنيته القديمة فنبذته الكنيسة ومات سنة 222 – وكان من صدور الكتّاب البلغاء عبقرياً وفيلسوفاً جليلاً، وصُنف بالسريانية كتباً شتى لم يبق منها غير كتيب موسوم بشرائع البلدان، أملاه على تلميذه فيلبس، وناقش فيه قضية القضاء والقدر. ومن تصانيفه الضائعة كتاب في الفلك ذكره جرجس أسقف العرب، ومئة وخمسون نشيداً على طريقة مزامير داود. قال مار أفرام الذي ذكرها، انه ضمنها مذهبه الذي خرج به على الأرثذكسية ولقنها الشبيبة الرهاوية بعد أن وقّعها على لحون شتى مطربة تخلب القلوب. فأنشأ شيعة عُرفت ” بالديصانية ” وضمت طبقة من أصحاب الثقافة والثراء. وحينما حلّ القديس أفرام بالرها 363 صرف همّه إلى معارضتها وقهرها بأناشيد على أوزانها وألحانها. كما هدى مار رابولا مطران الرها 435 + أكثر أشياعه إلى محجة الأرثذكسية، فبقي منهم بقية انتثرت في بعض البلاد خصوصاً بلاد الفرس، وظل أعقابها حتى القرن العاشر.

ولم يكن برديصان أبا الشعر السرياني وصانع أوزانه كما ارتأى المعاصرون لنا، فإن السريان قرضوا الشعر قبل زمانه بعهد عهيد غير أنه توسع في أوزانه وتفنن فيها. وقيل أنه نشأ له ابن اسمه هرمونيوس جوّد النظم وشاء أباه، وعلى هذه الرواية أجمع مؤرخوالعصور القديمة والوسطى، بل أن سوزمين وثاودريط ذهبا أن الذي نظم النشائد ولقنها فتية الرها فطربت لها، إنما هو هرمونيوس وإياه ناهض امر أفرام، على أن ما وصل إلينا من أناشيد هذا الملفان، يفصح باسم برديصان لا باسم ابنه، ولم يبق من نشائد المبتدع سوى خمسة أبيات في كتاب لثاودورس ابن كوني من كتبة القرن السابع[416]. وكان لبرديصان عدة أصحاب وتلاميذ نقلوا مصنفاته إلى اليونانية. فوقعت كلها أوبعضها إلى أوسابيوس القيسراني الذي أثنى عليه في تاريخه الكنسي لاجتهاده في بادئة أمره بالوعظ، وذكر له محاورة ناهض بها مرقيون المبتدع. وكتاباً في الحظّ ذكره أيضاً ابيفانيوس وهيرونيمس ولم تتفق كلمة مؤرخي الأدب العاصرين إذا كان هوغير كتيب ” شرائع البلدان “[417].

 

مزامير سليمان وتسابيحه

 

المزامير والتسابيح الواحد والستون التي نُحلت سليمان الحكيم، وهي على وتر مزامير داود، عالية الإنشاء شائقة الأسلوب جميلة المعاني تحيطها النفحة الشعرية من سائر نواحيها، يشتمل أكثرها على مناجاة عذبة وتسابيح الله سبحانه والاعتصام بحبله وتعليق الرجاء الوطيد به والإجهار بقدرته وإرادته التي لا تردّ في تسيير الكائنات قاطبةً، وتفصح بالثالوث الأقدس وتجسد كلمة الله المسيح ومولده من العذراء وسلطانه وملكه.

كشفت من زمن يسير عام 1909 إذ وقع المستشرق رندل هاريس الإنكليزي في بعض البلاد الواقعة على ضفاف دجلة، على كتاب سرياني صغير الحجم مخروم قليلاً من أوله وأخره مكتوب في أوائل القرن الخامس عشر بخط جلي حسن، يتضمن 42 ترتيلاً أومزموراً يغلب عليها الإختصار في 112 صفحة. ولدن معارضتها بنسخة قديمة في المتحف البريطاني رقم 14538 مخطوطة بقلم اسطرنجيلي يخالطه طرف من القلم الغربي، حوالي القرن العاشر أوالحادي عشر، وأصلها من خزانة دير السريان، وجد فيها زهاء تسعة عشر من التسابيح نُحلت سليمان وهي مطولة وينطوي أحدها على 52 آية. ورجع إلى مجموعة مستغربة يُقال لها (بيستيس سوفيا Pistis Sophia). تحتوي على بعض مزامير لسليمان باللغة القبطية الطيبية منقولاً إلى اللاتينية، نسخ منها ما خلت منه النسخة السريانية ونشر هو والفُنس مِنغانَه المجموع كله بنصّه وفصّه ونقلاه إلى الإنكليزية عام 1916 معتمدين على النسخة المذكورة، ويريان أنه لا يعوزها سوى ست صفحات من الأول والأخر.

وعمد العلماء إلى دراستها قرأى الرأي الغالب فيهم، اما أنها تأليف برديصان أو أحد أتباعه وأشياعه وجعلوا زمان وضعها أواخر المئة الثانية أو صدر المئة الثالثة، أو إنها من نسج بعض اللاادريين قبل عهد برديصان الذي طالعها، بل أن شابو يحسبها موضوعة أواخر القرن الأول أو صدر الثاني.

 

 

4: ثئوفيل الرهاوي 309

 

ثئوفيل الرهاوي أديب كتب جهادي الشهداء كوريا وشامونا، والشماس حبيب سنة 307 – 309

 

 

5: أشعيا بن حدبو327

 

كان أشعيا ابن حدبوالأرزوني من فرسان سابور الثاني ملك الفرس كاتباً أديباً. شهد جهاد الشهداء العشرة زبينا ولعازر ورفاقهما في أرزون سنة 327 فدّونه بإنشاء حسن وقد طبع.

 

6: ميلس أسقف السوس 341 +

 

ميلس أسقف السوس أومدينة شوشان سنة 317 من أفاضل الدعاة إلى النصرانية في السوس وعيلام، وخيرة أساقفة المشرق صلاحاً. تكلل بالشهادة في سبيل الدين عام 341 وذكر الصوباوي أنه ألّف رسائل ومصنفات شتى، ولكن لم يصل إلينا شي منها.

 

7: شمعون برصباعي 343 +

 

مار شمعون ابن الصبّاغين من سراة أهل المدائن أوالسوس، سيم أرخدياقوناً ثم جاثليقاً لسليق وقسطفون سنة 328 فسار بالرعية سيرة رسولية، وأظهر من الشهامة على النصرانية ما ساقه إلى الشهادة بأمر الطاغية سابور الثاني عام 343 ونظّم أغاني روحية حلوة وصل إلينا منها أربع نشرها كموشكو[418] ونسب إليه الصوباوي رسائل.

 

8: أفراهاط الفارسي 346

 

ولد أفرهاط الملقب بالحكيم الفارسي مجوسياً في بعض بلاد الفرس وتنصر وترهب ونحله بعضهم اسم يعقوب ونسبوا إليه الأسقفية، وظن قوم أنه تسقف على دير مار متى! أما أسقفيته فلا دليل واضح عليها، وأما نسبته إلى الدير المذكور فمغلوط فهيا لا محالة لأنه لم يكن عامراً في أيامه.

وتميز أفراهاط بالورع وأمعن في درس كتاب الله، فألف بين سنة 337 – 346 كتاباً كبيراً اسماه البيّنات ذكرناه آنفاً، حوى ثلاثاً وعشرين مقالة، في الإيمان ومحبة القريب والصيام والصلاة والحروب والرهبان والتأبين وقيامة الموتى، والتواضع والرعاة والختان والفصح والسبت، ورسالة عامة إلى جماعة الأساقفة والقسوس والشمامسة في السيرة الفاضلة والمسالمة وهي من أبلغ العظات. وفي تمييز الأطعمة ودعوة الأمم الوثنية، وفي كون المسيح ابن الله، والبتولية وتشتيت اليهود والبر بالفقراء والاضطهاد والعواقب الأخيرة وحبة العنب.

 

وافراهاط في إنشائه صحيح الديباجة سهل الأسلوب غير متأنق، طويل النفس إلى حد الأملال، وتعليمه قويم، وإنما حدد مدة العالم بستة آلاف سنة فرّد عليه جرجس أسقف العرب – وحفظ من كتابه نسخ ثلاث أنجزت في القرنين الخامس والسادس وأحداها عُلقت عام 512 – أبرزه باريزو في طبعة أنيقة منقولاً إلى اللاتينية عام 1907 [419] ونقل إلى الالمانية.

 

 

9: مار أفرام الملفان السرياني 373 +:

 

مار أفرام السرياني إمام اللغة غيرَ مدافع وشاعر السريان المُفلق غير منازع، وصفوة الشعراء المطبوعين أصحاب الإبداع المفتنين في الشعر، وأجمعهم لكثير من المعاني في قليل من الألفاظ، والكاتب الجيد السبك الحسن الصياغة، أوتي لساناً فصيحاً وبياناً ساحراً وسلك طريقاً لم يكد يُسلك، أحسن فيه متميزاً بغزارة مادته وخصب مخيّلته وفيض قريحته وسعة تصرفه، في طراز من الشعر ومذهب قلما يلحق فيه فكان الفائز المُعلى وقدحه الأعلى. والغرر والروائع لا تكاد تعدّ في قصائده وأناشيده التي سبق بها وأبدع فيها وحلّق إلى اسمى الذُّرى.

ضمن أشعاره من الأفكار السامية والمعاني النبيلة، ما يحمل به قراءة على الإرتقاء إلى أجواء الصلاح والإستمساك بأهداب الخشوع والعبادة. ذلك أنه كان آية في صدق الشعور والتحمس للدين، وفوق ذلك من علّية الورعين القديسين وقد تمكن حب الله في قلبه حتى بلغ منه كل مبلغ. فنُعت بنبي السريان وشمسهم وكنارة الروح الإلهي وصاحب الحِكم، وأقرّت له النصرانية بالإمامة وهوفي قيد الحياة فتناشدت شعره، واقبلت على تسبيح العزة الإلهية بنشائده العذبة الشجية.

طلع كوكب وجوده في فجر المئة الرابعة في نصيبيبن، من أسرة مسيحية خلافاً لرواية بعض القصص أنه ولد وثنياً ثم اهتدى في زهرة عمره إلى النصرانية. ونشأ خير منشأ ديناً وأدباً فكان على خُلق كريم. وصرم حبل الدنيا في روَق شبابه ولزم مار يعقوب أسقف نصيبين الذائع صيته طهراً وقدساً، فأفاد منه ورعاً وأدباً وعلماً، ورشف من سلافه الأدب السرياني ما جعله فرد زمانه إذ صادف منه قريحة وقّادة وولعاً بالعلم شديداً. وترهب ورُسم شماساً وعلم في مدرسة نصيبين التي أنشأها أستاذه سنين طوالاً مدة ثمان وثلاثين. وخدم خلفاءه الأساقفة بابويه وولغش وابرهيم ونظم ثم طرفاً من أناشيده المعروفة بالنصيبينية وعلا صيته.

سنة 359 إلى أن جلا عن وطنه لاستيلاء الفرس عليه 363 فخرج في اشراف أهله إلى آمد ثم صار إلى الرها فحل بجبلها المقدس نازلاً من نساكه أجمل منزلة. ووسع مدرستها وحسن أثره فيها فبعُد صوتها بفضله وفتح فيها كنوز علمه. فشرح كتاب الله أي أسفار العهدين، وجادت قريحته بجياد القصائد وغُرر النشائد بل نفائس القلائد، التي طوق بها جيد السريان طابعاً إياها بوسمه وطابعه فكانت آية البلاغة، وتخرج به خلق كثير أخذوا عنه.

وكان قدَّس الله ثراه زاهداً متنسكاً له وقار وحلم وسكينة وأصالة، وسجايا جميلة وشيم رضية. ممتازاً في فضائل العفاف والتواضع والرحمة، معتصماً بدينه اشد اعتصام مغالياً في حب الكنسية والإيمان القويم، ناراً ملتهبة تحرق زؤان الهراطقة المضللين، استاذاً حاذقاً وجندياً أميناً على حراسة معقل الأرثدكسية وصفوة القول أن الفضائل بعقدها وسِمطها كانت مجموعة له. وفي 9 حزيران سنة 373 سار إلى جوار ربه وقد ناهز السبعين وبني فوف ضريحه دير بجوار الرها عُرف بالدير السفلي، وتُعيد له البيعة في السبت الأول من الصوم الكبير.

وصل إلينا من تصانيفه المنثورة شرح سفر التكوين وجزء من سفر الخروج[420] وشذرات من بقية الاسفار متفرقة في مجموعة الراهب سويريوس (سنة 861 +) وكان اعتماده فيها على النقل البسيط. وترجمة أرمنية من تفسيره للإنجيل المعروف بالدياطسّرون، وتفسير الرسائل البولسية ما خلا بعض آيات يسيرة تجدها في تفسير يشوع داد المروزي للإنجيل. وبعض خطب تتضمن شروحاً لفصول من الكتاب الكريم، وقرأنا له فصولاً مختارة من كتاب وسم بكتاب الآراء نوّه به بعض الأئمة[421] وخطابين نقضاً للهراطقة أنفذهما إلى هيباتيوس ودومنس، ومقالين في محبة العلي ورسالة إلى الرهبان ساكني الجبال[422] وأدعية وأّلف قصصاً للرسل بقيت منها قصة بطرس الرسول نشرناها [423]

ولكن أبرز مصنفاته التي رفعت له اسماً بلغ السُهى، هي ميامره أي قصائده المنظومة على البحر السباعي المنسوب إليه، ومداريشه اعني أناشيده وكلها تدور حول مواضيع دينية، كلاهوت السيد المسيح وناسوته وخوارقه وتعاليمه وأوامره ونواهيه، وبيعته ورسله والشهداء وتفسير بعض فصول الكتاب الإلهي وآياته، والحث على الصلاة والصيام والصدقة والعبادة والورع وصنوف الفضائل. ومنها يتعلق بالرهبان وشكر الله على المائدة والبعث والصلاة على الموتى واحتباس الغيوث وغير ذلك. وحبّر أناشيده في وصف البتولية وأسرار البيعة وميلاد الرب، وابدعها نشيد على الأبجدية يسترق الأفهام ويملك القلوب رقة وعذوبة، ويسحر العقول لما انطوى عليه من حقائق لاهوتية سامية[424] وفي عيد الدنح (الظهور الإلهي) والفصح والقيامة، ودعوة الرسل إلى النصرانية وصفة البيعة الجامعة والإيمان والعذراء والقديسين، وتقريظ بعض افاضل الأساقفة والنساك المعاصرين له كابراهيم القيدوني ويوليان الشيخ، والتوبة وتزييف برديصان والهراطقة ويوليان الجاحد.

ولا نعرف عدد قصائده التي ضاع جانب منها، وذكر له ابن العبري في كتاب الهدايات مئتين وأربع عشرة مشتركاً مع مار اسحق، ولكن هذا العدد لا يشمل الأنخبة من ميامره فرضت قرائتها على خدمة الدين. والمعروف منها 15 قصيدة في الدنح و1 في السعانين و15 في الفطير و5 في آلام ربنا و2 في القيامة وتناول الأسرار في أحد القيامة و1 في أحد الجديد وقصيدة أولها: عظيمة هي قوة المسيح، و2 في حبل العذراء الطاهرة ومار اندراوس الرسول وتبشير بلاد الكلّخ أوالقلتيين و3 في أيوب و2 في مار سرجيس ومار باخوس ومار ديميط و20 في الشهداء، و5 في وفاة الأساقفة والكهنة والشمامسة والرهبان الكاملين والأطفال وكل احد و7 في تركيب الإنسان والخلوة للعبادة والغربة والأخرة والنهاية والتواضع ومحبة اللفضة و 11 في التعازي والآخرة و7 في الطلبات، وغيرها في الحِكم والنصائح والإيمان والعلم والتوبة. و1 في قول أشعيا النبي: فليزل المنافق لئلا يعاين مجد الله، و10 في الشكر على المائدة، و4 في يوليان الجاحد و20 في مواضيع شتى. ونشر له السيد رحماني جزئين حوى أولهما 31 ميمراً وشذرات من ميامر أخرى، في الشكر على المائدة وسقوط نيقوميدية ونقاوة القلب والندامة، وفي أن الله ليس هوعلة للآفات، وعناية الله بنا، والسهر والتوبة والظلم والنساك وأيوب الصديق ومجاهدة الشيطان، ونقض برديصان وحصار نصيبين والتوبيخ وكيفية أغراء ابليس للناس على ركوب المعاصي. واشتمل الجزء الثاني على عدة ميامر انشدها في احتباس الأمطار.

وله قصيدة خماسية نفيسة يخاطب فيها ذاته أولها: كم من مرة جُعت، وصية مشهورة منظومة وإنما حشيت بزيادات ليست من الأصل بشيء [425] ودعاء منظوم.

ودونك المعروف من أناشيده: 87 في الإيمان ورداً على المرتابين، و85 في الجنائز، و76 تحريض على التوبة، و15 في الفردوس الأرضي، و51 في البتولية وفي أسرار ربنا، ومن أحفلها بالفوائد 77 نشيداً تعرف بالنصيبية نظمها بين سنة 350 – 370 بقي منها 70 نشرها بيكل، صاغ عشرين منها في نصيبين مضمناّ إياها ما قاسته هذه المدينة في الحصار سنة 350 وفي اثناء حرب الفرس عام 359 – 363 وقرظ في بعض منها اساقفتها المذكورين آنفاً، وحبك البواقي في الرها، خمسة منها في احداث كنيستها وأربعة في عبادة الاوثان بمدينة حران وفي اسقفها بيطس وخص بعضاّ منها بمدينة هنزيط، والأخيرة بآلام ربنا وقيامته بالبعث والنشور، ومنها أيضاً 15 في ميلاد ربنا، و15 في الظهور الإلهي، و15 في الفطير و52 في البيعة، و56 في نقض الأضاليل و17 في ابراهيم القيدوني، و24 في يوليان الشيخ، و20 في الشهداء، و15 في الوعظ، و18 في مواضيع شتى [426].

وورد في أقدم كتب الألحان أن مراقي أوسلالم المداريش[427] التي حبكها مار أفرام هي خمسمائة، غير أن أوسعها ما اشتملت إلاّ على 156 وأكثرها لا يزيد على 45 وقد اختلطت بما صُب على قوالبها ومعانيها – ودبّج هذا الملفان أيضاً جانباً من الأناشيد المعروفة بالقالات السهرية والعنيانات بل نُسب إليه تخشفتات وقائسمات على ما تقدم آنفاً[428] واستشهد فيلكسينس المنبجي بكتابين له اسماها فنقيث نقض اليهود والأضاليل وذكره صاحب تاريخ سعرت[429] وفنقيث الشهداء النصيبين[430] وهومجموعة من مداريشه كفناقيث الإيمان والبيعة والفطير والنصيبيين التي استشهد بها انطون التكريتي[431] ومما صنع عليه كتاب منحول موسوم ” بغار الكنوز ” وهوقصة آدم وحواء بعد أن طُردا من الجنة وتسلسل القبائل الإسرائيلية، من وضع القرن السادس[432] . ونُسب إليه قصيدة من أجود الأشعار في يوسف ابن يعقوب ذات اثني عشر لحناً، وهي في رأي ابن شوشان أما من نسج اسحق أومما حبكه بالاي أسقف بالش، وليست من نظم بعض أساتذة مدرسة الرها في زعم بعضهم. وتجد في المجلدات الثلاثة التي نشرها له الراهب بطرس مبارك والسيد اسطيفان عواد منقولة إلى اللاتينية سنة 1737 – 1743 وحوت من الميامر زهاء ثلثمائة، كثيراً مما وضع عليه، وهو من صوغ بعض تلاميذه أو نظم اسحق أو السروجي أو نرسي أوغيرهم. ونشر له أيضاً توما لامي في مالين، أربعة مجلدات من الميامر والأناشيد سنة 1882 – 1902 وطُبع بعض منها في اكسفرد ولبسيك، والعلماء المعاصرون يتوقون إلى طبعة أضبط وأجود المصنفات هذا العلاّمة.

ووصل إلينا بالعربية احدى وخمسون مقالة نقلت من اليونانية إليها نقلاً فيه الجيد وفيه الملحون حوالي القرن الحادي عشر وأصلها السرياني مفقود[433]. ذلك أن تفسير الكتاب العزيز وغيره من تأليف هذا القديس نقلت في حياته أوفي العشر الأول بعد وفاته إلى اليونانية[434] فطالعها غريغوريوس النوسي الذي قرظه بخطبة نفيسة، وبعضها إلى الأرمنية فالقبطية فالحبشية ثم اللاتينية.

ذهب بعض النقاد المعاصرين أن مار أفرام كان كاتباً في الأخلاق وواعظاً أكثر منه لاهوتياً – وهذا صحيح – وذلك لقلة مؤونة البحث العقائدي في ميامره ونشائده حتى التي زيّف فيها الهراطقة، وإنما على أجنحة قداسته طار لها صيت كان لذيوعها كافلاً. قالوا ويبهرك منه توقد ذهنه وما حفلت به أشعاره من الإستعارات والصور الجريئة البارعة والرسوم الرائعة والرموز، وأدوار المخيلة التي تفنن فيها شأن سائر الشعراء الشرقيين – وهوأسلوب لا عهد لليونان واللاتين به – ولكن حظها من الإبداع وسمو الأفكار والحماسة يسير اهـم[435].

وقال أخر وهو أكثر إنصافاً ما معناه: “أنه ألّف ما ألّف للشعب والرهبان فلم يتعمق في النظريات اللاهوتية، غير أنه ألقى في عظاته الأدبية من شُعلة الحمية ونار الحماسة ما بلغ بها كنه القلوب، وكل ما دبجه حتى الذي بلغ فيه منتهى الإسهاب، كان في نظر قرائه الأقربين عنوان البيان وآية البراعة، وهل كان الكاتب إلا ابن بيئته ؟”[436]

أما القول بقلة حظه من الإبداع وسمو الأفكار والحماسة فهواعتساف وشطط، ويجرحه إجماع ذوي الأذواق السليمة على دفعه، وأما الإسهاب في المقال فهوطريقة قلما تعداها، قدماء الكتّاب السريانيين وغيرهم، ولا شك أنه ينافي ذوقنا العصري. وأصح ما يقال فيه ان إدراك بعض أناشيده يستدعي كدّ الذهن وجهد الفكر، وقد استوضح يوحنا الأثاربي 735 + العلاّمة يعقوب الرهاوي عن بعض معانيها، وحبذا لو كان بعض حذاق العلماء القريبين من زمانه عمدوا إلى التعليق عليها وكشف مُبهمها.

 

 

 

 

 

10- 13 تلاميذ مار أفرام

 

قرأ على مار أفرام خلق من بحره اغترقوا وفي ميدانه جروا، اشهرهم: آبا والشماس زينوبيوس وآسونا وشمعون السميساطي ويوليان، ولكنهم ليسوا من أشباه أستاذهم العبقري.

أما آبا ففسّر الأناجيل وله مواعظ منظومة على البحر الخماسي وخطبة في أيوب الصدّيق[437] وقصيدة سباعية[438] واستشهد به انطون التكريتي مرّتين في مقالته في الميرون.

وكان زينوبيوس شماساً في بيعة الرها ويُعرف بالجزري إما نسبة إلى الجزيرة العُليا أي ديار بني ربيعة، أو لأنه كان في بداءة أمره جندياً، لا نسبة إلى جزيرة ابن عمرو ولم تكن يومئذ عامرة، دوّن سيرة أستاذه وألف رسائل ومقالات نقضاً لمرقيون وبمفيل[439] واستشهد به ابن كيفا مرتين في كتابه الأيام الستة.

وكتب شمعون أيضاً سيرة مُعلمه – وألف يوليان أناشيد وردوداً على مرقيون والنقّاد المرتابين وسمي بولونا خطأً، وقنّعته وصية أستاذه بالهرطقة. وتآليفهم كلها مفقودة إلاّ نبذاً يسيرة.

 

14: آسونا

 

جاء في بعض النسخ أنه كان أستاذ مار أفرام وفي غيرها أنه تلميذه وهوالصواب. كان أذكى تلاميذه وأكثرهم تصرفاً وفنون شعر، فقد نظم أشعاراً فصيحة رقيقة بالبحرين الرباعي والسداسي. وصل إلينا منها قصيدتان بليغتان لجنائز الموتى. وقرأنا في مخطوط بلندن عدد 14520 مداريش في الموتى خماسية الوزن من محكم الشعر صاغها شاعر لبيب، ولا نظنها إلا مما قرضه أحد تلاميذ مار أفرام أو آسونا – وقد نوّه به انطون التكريتي في القانون العاشر من المقالة الخامسة من كتابه” معرفة الفصاحة ” ومع بلوغ آسونا من الفضائل النسكية مبلغاً عالياً، عثر به الحظ فآل امره إلى الوقوع في شبكة الخيالات فمات شقياً.

فقد كتب فيلكسينوس المنبجي إلى بطريق الناسك في جبل الرها ما يأتي:” وأخالك انتهى إليك خبر آسونا الذي كان ثم بالرها، وقد صاغ مداريش يترنمون بها إلى وقتنا هذا. بما أنه كان يتوق إلى مثل هذه (التخيلات) أضله الشيطان وأخرجه من قلايته وأوقفه على طور اسطاذيون وأراه شكل مركبة وخيل وقال له: “ً إن الله استدعاك ليرفعك بالمركبة كما رفع إيليا، فلما غوي لغباوته وارتفع ليعتلي المركبة تلاشت الخيالات وهوى من علو شاهق فمات ميتة يُضحك منها ” وذكر هذا الخبر نفسه نيقن الملكي رئيس دير مار سمعان 1072 + في المقالة الثالثة والأربعين من كتابه “الحاوي الكبير”.

 

 

القس عبسميا 404

 

 

القس عبسميا (عبد السماء) هوابن أخت مار أفرام والأرجح أنه قرأ عليه. ذاع أمره بتحبيره أناشيد وميامر في غزو الهون لبلاد ما بين النهرين والشام سنة 395 وفي رواية ثانية عام 404 ولعل التاريخين صحيحان فإن الئك الغزاة أغاروا على البلا مرتين[440].

 

 

16: اسحق الآمدي 363 – 418 ؟

 

ولد اسحق في آمد وأخذ عن مار أفرام حين إقامته فيها مدة يسيرة عام 363 في ما روى يعقوب الرهاوي ثم أتم قراءته على تلميذه زينوبيوس وقال الشعر ونظم على البحر السباعي قصائد حساناً وترهب في دير للمغاربة وكان أرثدكسياً.

قال المؤرخ زكريا أسقف مدللي أنه في أيام أرقاديوس وثاودوسيوس (395 – 450) كان اسحق الملفان السرياني وذاع أمره بعد أفرام وتلاميذه. ورحل إلى رومية وغيرها من البلاد، وكانت رحلته إلى رومية على عدّ أن أرقايوس لمشاهدة افتتاح قلعة الكابيتول. وحبّر قصيدتين في الألعاب القرنية عام 404 وفي استيلاء الأريق على رومية سنة 410 وحين عوده أقام مديدة في مدينة بيزنطية وحُبس في السجن ولما انكفأ إلى آمد سيم قساً، وله تصانيف حافلة بالفوائد في مواضيع شتى منن كتاب الله[441] وستقف بعد هذا على القصائد التي تُنسب إليه وإلى سمييه، والبيعة تعيّد له.

 

17: دادا الراهب الآمدي

 

قال الأسقف زكريا نفسه في المجلد الأول من تاريخه الكنسي ص 103 بعد ذكر اسحق الآمدي ” وكان الراهب دادا جهبذاً وهو من قرية سمقا (أوسمقي) من معاملة آمد. أوفده الأعيان إلى القيصر في ما انتاب البلاد من السبي والمجوعة في أيامه. فنزل منه أجمل منزلة. ورأينا له زهاء ثلاثمائة مقال أوميمر في مواضيع شتى من الأسفار الإلهية وأحوال القديسين ومداريش ” وكل هذا مفقود لم يوقف له على أثر.

 

 

 

18: كاتب سيرة أوسابيوس السميساطي

 

القديس أوسابيوس السميساطي حبر شهم، شرّفه الله سبحانه بفعل الخوارق لورعه وحسن سيرته وحمايته الحق الأرثذكسي. رُسِمَ أسقفاً لسميساط قبيل سنة 359 وابلى بلاءً حسناً في بيعة الله المُضطهدة. ونفي في سبيل معتقدها القويم[442] وقضى معترفاً شهيد غيرته عام 379. فكتب أديب معاصر له سيرته بعد مدة يسيرة بإنشاء أنيق، ونشرها بيجان.

 

19: قورّلونا

 

شاعر له مذهب حسن ولديباجة شعره رونق ولمعانيه عذوبة ولطف يجري في أسلوب المجيدين، ولا يقصُر عن مدى السابقين. ولم نجد له ذكراً في كتب أهل العلم. وإنما ورد اسمه في مصحف عتيق فريد بلندن[443] انطوى على أشعار فصيحة ومداريش وقصيدة رباعية الوزن حبكها في كوارث زمانه كالجراد الذي جرد أرض الرها، وقصائد في غزو الهونيين في حدود سنة 396، والعشاء السرّي والصلبوت وتوما الرسول، وقصيدة سباعية في حبة الحنطة، والبواقي ست أو سبع بالبحر الخماسي وطَرف من (سوغيث) نشيد في زكى العشَّار، نشرها بيكل سنة 1870 وزعم بعض المعاصرين لنا أن ” قورلّونا ” هو” قيورا” رئيس مدرسة الرها. وذلك بعيد لا يمكن القطع به.

 

 

20: آحى جاثليق المدائن 415 +

 

كان آحى جاثليق المدائن متنسكاً صوّاماً قوّاماً مُحبّاً للغرباء وملفاناً، رُسم أواخر سنة 410 وتوفي أوائل عام 415 وعمل كتاباً ضمنه أخبار شهداء المشرق ودوّن قصة مار عبدا الذي عنه أخذ طريقة النسك. وأثبت دانيال ابن مريم أيضاً هذه الأخبار في تاريخه الكنسي[444]

 

 

 

21: معنا الجاثليق 420

 

درس معنا بالرها باللغتين السريانية والفارسية، ونقل من تلك إلى هذه كتباً كثيرة ولكنها مجهولة ومفقودة وبعد أن أقيم مطراناً لفارس تولى كرسي جثلقة المدائن بضعة شهور وعُزل عام 420 [445]

 

 

22: ماروثا الفارقي 431 +

 

 

كان هذا الحبر عالي الكعب في الأدب محصلاً اليونانية والسريانية، وطبيباً حاذقاً آخذ نفسه بصبحة التقى. وحكيماً لبيباً سياسياً لبقاً كثرت محاسنه وحُمدت مآثره. وفي العقد الثامن من المئة الرابعة رُسم أسقفاً لميارفارقين، وروى فوتيوس أنه شهد مجمع سيدا لدحض المُصلّين وهم بعض أصحاب البدع عام 383 ورحل إلى انطاكية وبعض بلاد آسيا الصغرى والقسطنطينية، واشترك في قضية الذهبي الفم وثاوفيل الأسكندري. ولمكان فضله أوفده القيصران ارقاديوس ثم ثاودوسيوس الثاني سفيراً إلى يزدجرد الأولى ملك الفرس، مرتين أوثلاثاً سنة 399 و 403 و 408 وأقام ثم حتى سنة 410 وعلى يده فاز مسيحيو بلاد فارس بالأمن وزال عنهم كابوس الشدّة وعام 410 رئس مع اسحق الأول جاثليق المدائن مجمعاً عقداه في سليق وردت أعماله في مجموعة القوانين الشرقية. وصنف ماروثا سير أشهر الشهداء الشرقيين الذين نكّل بهم الطاغية سابور الثاني المُلقب بذي الأكتاف في الإضطهاد الأربعيني (339 – 379) وطبعها أولاً السمعاني منقولة إلى اللاتينية، ثم الراهب بولس بيجان[446] وهي من طرائف السير قد خلعت الفصاحة عليها زخرفُها. وأرتاب المستشرقون من صحة نسبتها بنصّها وفصّها إلى المُترجم، والأظهر أن مؤلفها غير واحد وكذلك مواطن تأليفها. ولعل بعضها كتب بطلبه وبعضها تقدم زمانه فجمعها لينقلها إلى اليونانية. ونسب الصوباوي إليه أيضاً ترجمة قوانين مجمع نيقية من اليونانية إلى السريانية، وتاريخه ونشائد صاغها للشهداء الذين حمل الكثير من رممهم الشريفة إلى ميافارقين فسُميت ” مرتيروبوليس ” أي مدينة الشهداء، وتُظن وفاته حوالي سنة 421.

 

 

 

 

23 رابولا مطران الرها 435+

 

ولد رابولا وثنياً في مدينة قنسرين، نماه إلى المجد آباء كرام سراة، وكانت أمه مسيحية، تنصّر شاباً ففرّق أمواله على أهل الفاقه وهجر زوجته وتنسك في دير مار ابراهيم وازدان بالفضائل. فسيم مطراناً للرها خلفاً للمطران ديوجينس سنة 411 فرعاها أربعاً وعشرون سنة وتوفي في سابع شهر آب عام 435 وكان مُتقشفاً في معيشته حازماً شديد الوطأة مُهيباً على رعيته. ولما انعقد مجمع أفسس سنة 431 حازبَ البطريرك يوحنا الأنطاكي، ولكن لم يطل به الأمر حتى مال إلى قورلس بطريرك الأسكندرية وحرم ثاودور المصيصي فأبسله يوحنا. وحينئذٍ نقل من اليونانية إلى السريانية بعض تصانيف قورلس ككتاب الإيمان الحق الذي صنفّه وأنفذه إلى القيصر ثاودوسيوس[447] وفي سنة 433 تصالح يوحنا وحزبه وقورلس ورابولا. وكان المترجم قد نال من آداب اليونانية والسريانية القسم الأكمل والسهم الأربح. ودبج بالسريانية التخشفتات المشهورة باسمه للأعياد السيدية والعذراء والقديسين وبعضها للتوبة والموتى ولعلها بلغت السبعمائة بيت[448] وشرّع تسعة وثمانين قانوناً للرهبان والقسوس والنساء العوابد وهي محفوظة في مصاحف الشرع الكنسي[449] وكتب ستاً وأربعين رسالة إلى أساقفة وكهنة وآمراء وأعيان ورهبان، منها رسالة إلى اندراوس أسقف سميساط النسطوري يعنفه فيها لمناقضته حروم قورلس، وكتاب إلى جملينوس أسقف البيرة تقريعاً لرهبان أساءوا تناول القربان الإلهي[450] وخطبتين لفظ أحدهما في القسطنطينية نقضاً لمذهب نسطور والثانية في الموتى[451] ونعته قورلس في بعض رسائله، بعمود الحق، وهوفي عداد القديسين.

 

 

 

24: بالاي أسقف بالش

 

من شعراء الطبقة الأولى المجيدين والكتاب البلغاء، لم يحظ بمن يترجم له قديماً، وكان يعقوب البرطلي وابن العبري لا يعلمان صحة أمره – ويظنه بعض المعاصرين لنا من تلامذة مار أفرام، والأصوب أنه ممن قرأ على أحد تلاميذه. والذي صحّ عندنا من أمره أنه كان خورياً لكنيسة حلب مُعاشراً ومصاحباً مطرانها آقاق، وشهد وفاته سنة 432 وأبَّنه بخمسة مداريش خماسية الوزن بليغة تقع في عشر صفحات[452] ثم سقّف على مدينة بالس وهي برياليسوس التي يقال لها اليوم مسكنة شرقي حلب إلى جهة الجنوب، في ما حكاه البطريرك يوحنا ابن شوشان 1072 +[453] وذكر بهذه الدرجة والنسبة في بيث كاز خط سنة 1716[454] وسمي أسقفاً في جدول، انطوى على ثبت علمائنا بخط اسحق مطران قبرس حوالي سنة [455]1550 والأشبه أنه توفي في العقد الخامس من المئة الخامسة فلم يرد اسمه في مجمعي سنة 449 و451 وقد وهم دوفال بعدّه في علماء المئة الرابعة.

ونظم بالاي قصائد شتى خماسية الوزن على البحر المنسوب إليه دخل كثير منها فرضنا البيعي في التوبة والموتى وغيرها. ومن دواعي الأسف أن أشعاره لم تحظَ بمن يعنى بجمعها. ونشر زيترستين في لبسيك عام 1902 مئة وأربعاً وثلاثين قصيدة منسوبة إليه منها 65 معنونة باسمه و69 تظن أنها له[456]. وإنما يتعذر تعيين أشعاره لاختلاطها بيمامرغيره، فمن نسجه ميمر في تقديس بيعة قنسرين[457] نشره أوفربك مع المداريش المذكورة أعلاه. ومما يُرجح نسبته إليه مرثية أورياً التي نوَّه بها انطون التكريتي في القانون العاشر من مقالته الخامسة، ومدائح القديس جرجس وقصيدة لوفاة هارون[458] ورواية فوستينس ومترودورة في قصة اقليميس الروماني[459] وتقدّم ذكر القصيدة المختارة في مدح يوسف الصدّيق المنسوبة إليه أوإلى اسحق الملفان[460].

 

 

 

 

 

 

25: الشماس يعقوب 451

 

كان يعقوب شماساً اديباً في الرها صحب نونس مطرانها الى انطاكيا، وكتب سيرة بلاجية التي عدلت عن خلاعتها وارعوت وتابت على يد المطران الشهم المومأ اليه حوالي سنة 451

 

 

26: الراهب صموئيل 458

 

تضلع صموئيل من علوم الادب، وترهب ولازم مار برصوم السميساطي رأس الابيلين فعدَّ في اجلّ تلاميذه. وحوالي سنة 458 دوَّن قصته التي تقدم ذكرها، وقد اضيف اليها زوائد، ومدحه بميامر ومداريش بديعة وقفنا على احدها بلحن ” قوم فولوس” وجاء في آخر القصة المذكورة انه انشأ خطباً في الايمان ومواضيع شتى وتفاسير حسنة ونقض البدع وحبّر قصائد ونشائد، وكل هذا مفقود.

 

27: القس صموئيل 467

 

كان القس صموئيل الرهاوي من الكتَّاب الأدباء، خصماً لدوداً لهيبا مطران الرها النسطوري، وفي مقدمة الاكليروس الذين شكوه إلى مجمع أفسس الثاني عام 449 كما نقرأ بيانه في أعمال هذا المجمع، ونقض بمقالات سريانية زِيْفَه وبدعة أوطاخي. والأرجح أنه زجّى عمره في القسطنطينية حيث كان موجوداً سنة 467 وقد ذكره جنَّاديوس المرسيلي الكاتب اللاتيني في النبذة 82 من سلسلته الموسومة “الرجال المشاهير” التي تابع بها كتاب الأنبا هيرونيمس المعروف بهذا العنوان، حوالي سنة 496.

 

 

 

28: القس قزما 472

 

ولد القس قزما في قرية “فانير” من عمل (قليسوريا). وكتب رسالة إلى مار سمعان الناسك العمودي، وفي 7 نيسان عام 472 دوّن بإنشاء حسن بالسريانية سيرته المُسهبة إجابة إلى طلب شمعون ابن أفولون وبرحطار ابن هداورُن.

 

 

29 – 30: القسيسان بطرس ومقيم

 

ذكر جنّاديوس المرسيلي، إن بطرس قسيس الرها كان خطيباً بسيط اللسان طليقه، أنشأ ميامر وصاغ أناشيد على البحر السباعي مدح فيها مار أفرام، وكان موجوداً حوالي سنة 490.

وقال أيضاً في النبذة 171 من سلسلته، إن القس مقيم في ما بين النهرين دحض بدعة أوطاخي في حدود سنة 494 وهذا كل ما يُعرف عنهما.

 

 

 

31: اسحق الرهاوي المعروف بالأنطاكي 491 ؟

 

لم يترجم لاسحق الرهاوي المولد الانطاكي المنزل أحد المؤرخين القدماء. وأول من كتب عنه أخذاً عن شيوخ زمانه الثقات هويعقوب الرهاوي. قال في جوابه إلى يوحنا الأثاربي العمودي: ” أن اسحق هذا كان قساً رهاوياً شاعراً ملفاناً أرثذكسياً. وهبّت ريحه في أيام القيصر زينون. ورحل إلى انطاكية على عهد البطريرك بطرس الثاني المعروف بالقصَّار (470 – 488)[461] وذلك حين مقاومة النساطرة ومناقضتهم عبارة “يا من صُلبت من أجلنا” وشاهد رجلاً شرقياً يحمل ببغاء تردد العبارة المذكورة كما كان قد لقنّها ردعاً لعَنَت الخصوم، فراق له المشهد فعمل فيه قصيدة سريانية “اه[462] ووردت باسمه منسوباً إلى انطاكية لإقامته فيها وذُكر أيضاً بهذه النسبة في مصحف موسوم بنخب الآباء مخطوط في القرن السابع[463] وقال أغابيوس المنبجي أسقف منبج للروم الملكيين الذي كان موجوداً حول سنة 940 م في تاريخه المترجم بالعنوان[464] “وكان من العلماء في هذا الوقت (حوالي سنة 422) مار اسحق تلميذ مار أفرام (كذا) وكان مقامه بانطاكية. وله ميامر كثيرة على الأعياد والشهداء والحروب والغارات التي عرضت في ذلك الزمان وكان جنسه من أهل الرها. ” اه.

وسنة 431 شهد مجمع أفسس المسكوني كما ورد في سلسلة المجامع[465] فاسحق المسمى الأنطاكي هو هذا[466] وليس هو الآمدي كما وهم المستشرقون. وهوناظم قصيدة الزلزلة التي دمرت انطاكية عام 459 والقصيدتين في غزو بلدة “بيت حور” سنة 491 ولم يتوفَّ سنة 460 في ما زعموا. وظاهر أن الآمدي لم يعش حتى هذا الزمان، لأنه ممن الثابت أنه صحب مدة مار أفرام سنة 363 وقد ناهز العشرين في أقل تعديل فتكون ولادته في حدود سنة 343 ولوبلغ المئة والسابعة عشرة من العمر لأشار هو أوغيره إلى ذلك، وهذا العّلامة يعقوب الرهاوي أولى المؤرخين بمعرفة أحواله.

 

 

32: اسحق الرهاوي (الثاني) 522

 

حكى مار يعقوب نفسه أن اسحق هذا كان أرثذكسياً من أكليروس بيعة الرها. وقال ميخائيل الكبير وابن العبري أنه كان رأساً لبعض الأديار، وكان في أوائل القرن السادس على عدَّ أن بولس مطران الرها وهو ينظم أشعاره مطابقة للمعتقد الأرثذكسي فحين عُزل بولس عام 522 وقام مكانه الأسقف اسقليفيوس الملكي وطفق ينشر مذهبه، مالئه عليه اسحق متقلباً مع الزمان، ومضى منذئذٍ يقرض الشعر بما يؤيد مذهبه الجديد اه.

وكان السميّون الثلاثة اسحق الآمدي والرهاويان شعراء وكلهم عملوا قصائده على البحر السباعي وكلهم قال القصائد الروائع الجياد، وقد اختلطت أشعارهم في أيدي النساخ وبات تمييزها عسيراً لتقارب زمانهم وتشابه مَلَكتَهم الاَّ ما ندر. ووصل إلينا زهاء مئتي قصيدة منسوبة إليهم[467]. نشر منها بيجان سبعاً وستين تقع في 837 صفحة أكثرها من صوغ الآمدي وأقلها من قرض الرهاوي الأنطاكي. والديوان المطبوع يتطلب بحثاً ضافياً ونقداً دقيقاً لتمييز قلائده التي نُحلت في نسخة اورمية اسحق النينوي النسطوري.

وإليك ثبت القصائد المطبوعة: في محبة العلم، في تواضع الأخوة الرهبان، ثماني قصائد في التوبيخ منها قصيدة في توبيخ المُجدفين، وميمر في توبيخ الضمير، في الموتى، في النساك الأبيلين، في الآخرة، أربع في التوبة، في الرهبان، الغني ولعازر، في الزهد في الدنيا والحرية الحقيقية، في من يشكو بعضهم بعضاً في عدان الصلاة، في الصيام الأربعيني، في قسطنطين الملك. ثلاث في البواعيث. في كمال الأخوة الرهبان، الحثّ على الصدقة، في العلامة التي ظهرت في الفلك وتقريع لأصحاب الفال، في الصوم والصدقات والكمال الرهباني، تقريع الكذب، التمييز الطبيعي للفكر الطبيعي، في آية أشعيا: كل جسد عشب، في أنه بأية قوة يتسلط أبليس على الإنسان في أثناء المحنة. ثماني قصائد في أصحاب الصوامع، في الكمال الرهباني وتجردهم من الدنيا، قصيدتان في غزو بلدة أو قرية بيت حور من عمل الرها في تخوم مملكة الرومانيين غزاها الأعراب ودمروها سنة 457 وذكر أن الفرس لقنوا أهلها عبادة الشمس والأعراب عبادة الأوثان وحينما غزاها هؤلاء لقنوها عبادة الزُهرة وعُوزي، وكان لهم صنم يُسمى (جِذلث) وعبدوا الشمس والقمر. وكان فيهم مسيحيون ولكنهم أفسدوا طريقة النصرانية. وقال أن الأعراب البدوالغزاة كانوا حُفاةً عُراة فاسدي السيرة فلا مثيل لخلاعتهم، وفوق ذلك يذبحون أولادهم وبناتهم قرباناً للزُهرة. على أنهم بعد الغزوالتهمتهم سيوف الفرس وأفنى الوباء بقيتهم ثم أقبل الهون فغزوا الفرس. اهـ. وبنى هاتين القصيدتين عام 491.

قصيدة في الكفرة، في تقلبات الخليقة والفكر، في الصدقة، قصيدتان في الإيمان، في أن كل ما يفعله الله هو للمنفعة سبياً كان أوحرباً أومجاعة أوموتانا، في قول الشاعر مَن لي بمن يهدمني ثم يبنيني ويُعيدني بتولاً جديداً في خلقتي. في الإيمان ونقض فيها نسطور وأوطاخي. في تألم كلمة الله الذي تجسد وعدم تألمه، في الطائر الذي كان يهتف بقدوس الله، في الإيمان وجسد ربنا، في الإيمان تزييفاً لبدعتي نسطور وأوطاخي. في ربنا والإيمان، في تجسد ربنا، في المركبة، في السهر العالمي الذي صار في انطاكية، وعارضه بتلاوة آية المزامير: حسن هوالشكر للرب. قصيدتان في تقريع روَّاد العرَّافين. اه.

وفي خزانة دير مار مرقس بالقدس سبعة ميامر في الميلاد والعذراء. والعماد والقداس[468] وفي الخزانة الزعفرانية عدة ميامر[469] وكان البطريرك يوحنا ابن شوشان قد باشر جمع قصائد مار أفرام ومار اسحق فحالت المنية دون إنجاز عمله. وفي الخزانة الواتكانية مصحف منقول من نسخته يشتمل على ستين ميمراً[470] ونسخة ثانية حوت أربعين قصيدة[471]

وعندنا أيضاً من نسج اسحق الاول أوالثاني سوغيثات[472] منها أنشودة في حقيقة لاهوت المسيح وناسوته رداً على المماحكين من أصحاب البدع أولّها: “لقد وقع في أذني صوت البيعة” نشرنا نصها ونقلناه إلى العربية[473] وتسابيح[474] يومية[475] و16 مدراشاً للأوخرستيا وثلاثة في مجيء ربنا[476]

أما الإنسجام والسهولة والرقة التي في هذه القصائد فقد بلغت الغاية، وهي حافلة بفوائد لاهوتية وأدبية ولغوية وطقسية واجتماعية. وكلها دليل ناصع على أن ناظميها شعراء فحول مطبوعون من الطبقة الأولى.

 

 

 

33: الخوري بوليقربوس 508

 

بوليقربوس خورأسقف أبرشية منبج من مهرة النقلة المُضلعين بآداب اللغتين السريانية واليونانية. ذاع صيته سنة 500 – 508 بمباشرته ترجمة الكتاب الإلهي من اليونانية إلى السريانية بطلب فيلكسينس مطران منبج وأطلق سمه عليها فعُرفت بالترجمة الفيلكسينية[477]، وأول ما نقله الرسائل البولسية ثم العهد الجديد أي الإنجيل فالمزامير. وإذا وثقنا بتعليق فريد ورد في بعض المصاحف، يُظن أنه نقل أيضاً بعض أسفار من العهد العتيق، فقد وُجدت آيات من سفر أشعيا مُترجمة على طريقة لوقيانس الشهيد[478] ولعله أول من نقل رسائل بولس إلى السريانية، إذا اعتبرنا ما ذكره موسى ابن كيفا أنها نقلتْ بعد استشهاد الرسول بأربعمائة وست وثلاثين سنة أي سنة 503 وارتأى بومشترك أن أقدم ترجمتي سفر الرؤيا السريانيتين أيضاً ترتقي إلى حوالي هذا الزمان، وقد يُصدق هذا الرأي في مصحف باريس (البوليكلوتي) والرسائل الأربع الصغرى[479] بيد أن المستشرقين لم تجتمع كلمتهم على نسبة إحدى الترجمتين إلى بوليقربوس.

وندر وجود هذا النقل بتغلب النقل الحرقلي عليه. وتُظن منه مصاحف الإنجيل الموجودة في خزائن فلورنسا[480] ورومية[481] ونيورك[482] وتجد في خزانة كمبرج نسخة من الإبركسيس. وكان نقل رسائل مار بولس بهمة فيلكسينس وعنايته عام 508 ثم صحح الحرقلي الترجمة سنة 616 أما المستشرق (لبون) فيُحسب أن الترجمة البوليقربية أوالفيلكسينية لم توجد بعد نسختها ؟

 

 

 

34: اسطيفان ابن صُوديلي 510

 

ولد اسطيفان في الرها في النصف الثاني من المئة الخامسة، وترهب وحَسنت سيرتهُ في جدّة أمره. ورحل في روق شبابه إلى مصر فلازم رجلاً اسمه يوحنا لقنّه مذهب (البانثيئست) ومضمونه أن الإله الواحد هو كل الكائنات! فأذاعه في الرها فطُرد منها بسببه. فتوجه إلى أورشليم وأصاب ثم رهباناً أوريجينين من أهل مذهبه، وشرع يراسل تلاميذه في الرها. وفي تلك الأيام حوالي سنة 510 كتب فيلكسينس المنبجي في حقّه إلى ابراهيم وأورستس قسيسي الرها. وذكر عنه أنه علّق شروحاً سرية المغزى على التوراة والمزامير، وبعد أن بدأ يكذّب بأبدية أعذبة جهنم خرج من ذلك إلى الاعتقاد بالبانثيئيسية المحضة، مُعلناً أن كل طبيعة مُساوية في الجوهر للذات الإلهية والجوهر الإلهي! ولا يظهر أن أضاليل هذا المُلحد وسفاسفه أصابت عند أحد محلاً، وحرمتهُ البيعة. وكتب البطريرك قرياقس في مجاوبته على المسائلة الخامسة للشماس يشوع الترمنازي قائلاً: “إن الكتاب المنحول إيرثاوس[483] (أستاذ ديونيسيوس الأريوفاغي) ليس له ويحسبهُ بعضهم من وضع ابن صودَيلي المُبتدع “، أما شابو وغيره من المستشرقين فلا يرون هذا الرأي.

 

 

35: الشماس شمعون الفخاري 514

 

شاعر كنسي مجيد فصيح. ولد في قرية كيشير في كورة انطاكية واحترف عمل الخزف فاشتهر بالخزّاف أوالفخاري وبالسريانية (قوقاي) كان وهويشتغل بحرفته يُنظم أشعاراً دينية بديعة بليغة موقعة على لحن حسن أطلق عليه اسم (القوقاي) وهي ميلاد الرب بالجسد وقيامته وصعوده ومعجزاته، وفي الصليب والأنبياء والعذراء مريم والقديسين والموتى التوبة. وحوالي سنة 510 انتهى خبره إلى مار يعقوب الملفان، وهو في بعض رحلاته، فشخص إليه وسمعه ينشد في حانوته هذه النشائد الرقيقة، فحسن عنده وقعها وأثنى عليه جميلاً وحثّهُ على متابعة النظم وأخذ نسخاً منها. وقيل أنه في سنة 514 أطلع البطريرك مار سويريوس عليها بعد أن نقل شيئاً منها إلى اليونانية، فزاد البطريرك الشاعر تحريضاً على الإكثار منها. وحبَّر شمعون نشائد في ميلاد الرب على ألحان أخرى وصل إلينا منها 28 بيتاً[484]. وكان له أصحاب من طبقته ورعاً وعلماً وأدباً فشاركوه في النظم وأطلق عليهم اسم (القوقيين)[485] ودخلت أشعارهم الفرض الكنسي وكتب الألحان، وقال يعقوب الرهاوي الذي عنه نقلنا معظم هذه الترجمة “ولا يزال حانوت شمعون ودولاب حرفته معروفين في قرية كيشير إلى وقتنا هذا” أي حوالي سنة 700 – 708

الفرنسية سنة 1911[486] ويُظنّ المُترجم أيضاً كاتب سيرة سلفه بطرس الكرجي الشائق أسلوبها والحافلة بالفوائد التاريخية والجغرافية وقد نشرها رآاب وترجمها إلى الألمانية.

 

 

36: يوحنا روفس الانطاكي اسقف مايوما 515

 

ولد يوحنا روفس آل روفينا في عسقلان ودرس الفقه في مدرسة بيروت. وكتب للبطريرك بطرس القصّار الذي رسمع قساً وعُرف بالانطاكي. هم لازم بطرس الكرجي ونسك، وخلفه في اسقفية مايوما بفلسطين. وفي حدود سنة 515 الّف باليونانية اخباراً واحايث اسماها (فليروفورياس) وعددها 87 تخطئةً ومناقضة للمجمع الخلقيدوني وفيها الكثير المضعّف الذي لا يثبت على النقد. ونُقلت الى السريانية بأنشاءٍ متين واجملها ميخائيل الكبير في تاريخه، ثم نشرها نو منقولة الى الفرنسية سنة 1911 ويظن المترجم أيضاً كاتب سيرة سلفه بطرس الكرجي الشائق اسلوبها والحافلة بالفؤائد التاريخية والجغرافية، وقد نشرها رآاب وترجمها الى الألمانية.

 

 

37: التاريخ المنسوب إلى القس يشوع العمودي 515 ؟

 

حوالي سنة 515 عمل كاتب سرياني رهاوي من صاغة الكلام، بليغ مُطرد السياق سهل الأسلوب، يظن من أساتذة بعض مدارس الرها[487] تاريخاً يتناول 83 صفحة في النوائب والحوادث التي وقعت في الرها وآمد وبلاد ما بين النهرين.

افتتحهُ برسالة جاوب فيها سرجيس رئيس الدير الذي اقترح عليه تأليفه وهي 7 صفحات، ثم قدّم عليه فصلاً ضافياً 10 صفحات ونصف ذكر فيه أسباب الحروب بين دولتي الفرس والرومانيين من سنة 363 حتى 498 ثم ساق الأحداث من سنة 495 حتى آخر سنة 506 وأهمها الحرب الشديدة التي سعرها قباذ ملك الفرس على الرومانيين على عهد القيصر انسطاس سنة 502 – 506 باسطاً القول في ما كان في زمانه من الكوائن والحوادث[488] وهوأكمل وأوثق سند تاريخي لتلك الأحداث. وذكر المؤلف أنه وجد بعض ما دوّنهُ في كتب قديمة، ونقل الباقي عن سفراء ملكي الروم والفرس – ولهذا التاريخ نسخة فريدة في الخزانة الواتكانية رقم 162 سنة 932 ولما كان غفلاً من اسم المؤلف نسبه السمعاني الذي نشر خلاصته، وأكثر المستشرقين إلى القس يشوع العمودي من رهبان دير زوقنين في آمد[489] استناداً إلى اسم هذا الكاتب الذي أوردهُ في أخر الرسالة اليشع الراهب من الدير المذكور[490] واختلف رأي البحثة فمن ناحلٍ إياه إلى العمودي، ولا دليل راهن عليه، ومن ناسب إياه إلى أستاذ أوراهب رهاوي مغمور الاسم وهوالأصحّ. واختلفوا أيضاً في مذهب المؤلف والراجح أنه كان أرثدكسياً مُعتدلاً[491] وإذا كان قد أثنى على فلبيانس الثاني الأنطاكي، فإنه ذكر بالجميل أيضاً القيصر انسطاس ومار فيلكسينس ومار يعقوب السروجي[492] وغيرهم ونشر أولاً بولان مارتان متن هذا التاريخ منقولاً إلى الفرنسية سنة 1876 ثم وليم رايت مُترجماً إلى الإنكليزية عام 1882 ثم شابو في المجلد الأول من التاريخ المنحول خطأ ديونيسيوس (ص 235 – 317) سنة 1927 ونقله إلى اللاتينية.

 

 

38: مار يعقوب السروجي الملفان 521 +

 

عالم تحرير أوحد زمانه وواحد قُطره، وشاعر مُفلق مطبوع لا يلحق غُباره ولا تُدرك آثاره، ومترسل من أمراء الكلام يتأنق ويُبدع تحفزه الفطرة وتمدّه السجية غلب عليه الشعر فسارت قصائده سير الرياح. وطارت في الأفاق بغير جناح. وشعره يهجم على القلب بلا حجاب يلذّه من سمِعه، لا تقرأ له ميمراً حتى تألفه وتعشقه إلى حد الشغف، فمن روائع وبدائع تبهر العقول، ومحاسن تأخذ بمجامع القلوب، إلى جزالة في الكلام وحسن في اللفظ وحلاوة في المذهب، ودقة وعذوبة في المعنى وبراعة في التعبير وإحكام في السبك على صفاء في الرونق. هو بلبل المعاني لا يمل تغريده والشاعر الموهوب المديد النفس الذي ابتكر البراعات المأثورة فما بلغ شأوه بالغ. يقصد القصائد الطوال وقد تبلغ أبيات بعضها الألفين أوالثلاثة أو تزيد، وهومع بواهر فواتحه ونفائس خواتمه يجول في كل قصيدة جولة الفارس المغوار فيكل قارءه وهولا يعتريه ككل. وكلما تعمق في الموضوع الذي يعالجه كلما زاده بياناً عذباً، وطلع عليك بألفاظ مُستحدثة وتعابير رقيقة وأفانين مُستملحة تذهب بالسأم والملل، وتنبّه القارئ أنهُ حيال يمّ عُباب ملؤه درر وطرائف الآداب.

أقرأ ميامره في المواعظ والتزهيد في الدنيا والتوبة وأنت تبغي منها رَشداً، فلا تخرج مما أنت فيه إلا وقد سرت إلى قلبك الزهادة في الدنيا الغَرور وتمكن فيه حب التقى والعبادة، ومهما تجافى جنبك عن الصلاح فإنه يعطفك إلى قرع باب الله والتمسك بأهدابه – فللّه دره ما أخبره بأمراض النفوس وحسن علاجها، وما أسلس أسلوبه في أسر القلوب الجافية، فكيف به إذا صادف قلوباً واعية ونفوساً وادعة ذلك أن الله أعانه بإلهامه فكان لسانه ينبوع حكمة وإصابة وهو من أصفياء الله، وأشهر قديسي زمانه، عصر الإيمان والبطولة والمبأدى الدينية القويمة التي كبتت المُضللّين. سقى الله عهداً أنجب جهابذة تُثنى بهم الأصابع وتُعقد عليهم الخناصر، كالمنبجي وبولس الرقي والتلي والمِدللي وابن افتونيا وسويريوس الأنطاكي، وأضرابهم من الثقات الإثبات وإن الدهر بأمثالهم لضنين. فلذلك أحسنت البيعة السريانية بنعته بالملفان على سبيل الإطلاق وكنارة الروح الإلهي وقيثارة البيعة الأرثدكسية وأكليل الملافنة وزينتهم وفخرهم.

ولد مار يعقوب في قرية (كورتم) الواقعة على ضفة الفرات. وقيل في بلدة (حورا) من عمل مدينة (سروج) عام 451 وتخرج في مدرسة الرها فأصاب من علومها اللغوية والفلسفية واللاهوتية السهم الأوفى. وترهب وتنسك. وحين بلوغه من العمر الثانية والعشرين ارتجل قصيدته المشهورة في مركبة حزقيال، في محضر خمسة أساقفة اقترحوها عليه وهوماثل في بيعة بطنان سروج أو في رواية ضعيفة، في بيعة نصيبين[493] فأقرّوا له بالشاعرية الممتازة وأجازوه واثقين أن الله سبحانه، مازه بفضله وهوالوهّاب الكريم. واستمسك من السيرة الفاضلة بحبل متين حتى تميز بالورع، وسيم قسّاً ثم قُلِدَ رتبة الزائر (البريودوط) لبلدة حورا. فطفق يطوف على أديار بلاد الفرات وسورية المجوفة ناهضاً بعبء مهمته، حتى نزل منم نفوس مئات بل الآف من الرهبان أجمل منزلة ثقة وأمانة وتقى وعلماً. وفي أواخر عمره سُقّف على أبرشية بطنان سروج عام 519 فأحسن القيام بأمر رعيته سنة وأحد عشر شهراً ومضى إلى جوار ربه في 29 من تشرين الثاني عام 521 وهو أخو سبعين فعيدت لهُ البيعة. وبعد دهر طويل نُقل بعض رفاقه إلى هيكل خاص به في مدينة ديار بكر.

قرأ على الملفان السروجي خلق انتفعوا به عُرف منهم كاتبه حبيب الرهاوي وناسك يقال له دانيال. وقال ابن العبري ان سبعين ناسخاً كانوا يكتبون قصائده التي جُمعت فبلغت سبعمائة وستين أولها في مركبة حزقيال، وأخرها في الجلجلة، وحالت المنية دون إنجازها وكلها على البحر الإثني عشري الذي استنبطهُ وعُرِفَ بالسروجي نسبة إليه. وهذه الميامر تتناول شرح أهم أحداث العهدين العتيق والجديد، والبحث في الإيمان والفضائل والتوبة والبعث وحمدالله على المائدة، والموتى وتقريظ العذراء والأنبياء والرسل والشهداء. وخصّ بالذكر القديسين بطرس وبولس وتوما وأدى ويوحنا المعمدان وكوريا وشامونا وحبيب، وسرجيس وباخوس وأهل الكهف وجرجس وشهداء سبسطية وأفرام وسمعان العمودي، والبيعة السريانية تردد في الأصباح والأمساء طائفة من ميامره المُختارة في تسبيح ربّ الكون فتخلد ذكراه.

وفي خزائن كتبنا الزعفرانية والقدسية وماردين وغيرها وفي الواتكانية ولندن ما يزيد على اربعمائة ميمر منها أكثرها على رقوق[494] وإذا علمت أن الراهب بولس بيجان نشر مئتي ميمر في خمس مُجلدات ضخمة قدّرت أن مجموعها يجيء في تسعة عشر مجلداً. وكان قد اختير منها زهاء سبعة وسبعين قصيدة ضمنت إلى مجموعة الخطب السنوية في مصحف وجدته في باسبرينة مخالفاً المجاميع المألوفة. وقرأنا له مداريش بوزن “اللهم يا من نزل على طورسينا” أولها في القديسين وسوغيثين في الندامة ونُسبت إليه بعض النسخ[495] سوغيثاً فلسفياً على الأبجدية 22 بيتاً بلحن “اسقيني يا ربي من ينبوعك” وهو للرهاوي كما ارتأى مِنغانَة[496] ونظم أناشيد في آفات الجراد التي نكبت بها البلاد في ربيع سنة [497]500

أما مصنفاته المنثورة فهي رسائل غاية في الحسن بديعة كلها، بإنشاء متين الحبك مُحكم النسج متدامج الفِقَر عذب المشرب. وصل إلينا ديوان يشتمل على المُختار منها وعددها ثلاث وأربعون نُشرت عام 1937 في 316 صفحة عن ثلاثة مصاحف بلندن أقدمها وأعظمها أنجزت سنة 603[498] وهذا أثبتها:

1: إلى اسطيفان ابن صوديلي المُبتدع، يُنصح له ليحسن السلوك بالتقى ناقصاً وساوسه، وذلك قُبيل خروجه إلى البدعة، وهي تالية لرسالة أولها أنفذها إليه مُرشداً وداعياً إلى الطريقة المُثلى. ثم حرمهُ في مجمع ضمَّ بعض الأساقفة[499]

2: رسالة في الإيمان

3: إلى القس توما في الإيمان

4: إلى انطونينس أسقف حلب

5: إلى القس يوحنا

6: إلى رهبان ارزون قلعة الفرس

7: إلى رهبان طور سينا

8: إلى مار حبيب رسالة السلام في القيامة

9: إلى يوليان رئيس الشمامسة

10: إلى اسطيفان المُسجّل الشرعي في أعمال المسيح الخلاصية

11: إلى بولس الناسك

12: (مخرومة)

13: إلى لعازر رئيس دير مار باسوس ورهبانه في أعمال المسيح.

14: إلى رهبان مار باسوس رسالة توسّل

15: كتاب من رهبان مار باسوس إليه.

16: جواب إليهم

17: رسالة ثالثة إليهم وهي درة يتيمة وحجة قاطعة على اعتصامه بالمُعتقد الأرثدكسي[500] .

18: إلى المُعترفين الحميريين في نجران

19: إلى صموئيل رئيس دير مار اسحق في جَبَلة، في الإيمان

20: إلى أهل الرها وفيها يذكرهم بوعد المسيح لأبجر.

21: إلى رؤساء الأديار انطيوخس وشمعون وصموئيل ويوحنا وسرجيس واغناطيوس في ميلاد الرب وصلبه.

22: إلى يعقوب رئيس دير النواويس

23: إلى مارون، جواب عن ست مسائل في مشكلات الكتاب العزيز كان عرضها عليه بلغة غير السريانية وهي ست وثلاثون صفحة.

24: في قول ربنا: من قال كلمة في ابن البشر يُغفر له ومن يُجدف على روح القدس لا يُغفر لهُ.

25: إلى بعض أصدقائه

26: إلى مارا أسقف آمد رسالة تعزية

27: إلى دانيال الناسك في تخوفه من خدمة الكهنوت

28: في ندامة النفس

29 و30: إلى بعض أصحابه

31: إلى صديق له في السبت الكبير

32: إلى بولس مطران الرها في الآية: ” أحبوا أعدائكم ”

33: إلى أوطخيان أسقف دارا في الإيمان

34: إلى سيمي يعزيه بابنه

35: إلى السيد بسا كونت (أمير) الرها في الإيمان

36: إلى القومس (الأمير) قورا رأس الأطباء في تفسير الإيمان الحقّ

37: إلى لانطيا ومارية الزانيتين اللتين تابتا وعكفتا على النسك

38: إلى متوحد كان يعاين خيالات شيطانية جهراً

39: إلى دانيال المتوحد

40: إلى بعض النساك

41: إلى صديقه شمعون

42: إلى رجل فقير يطلب خلاص نفسه في السيرة الفاضلة

43: إلى أحد أصدقائه اه.

 

وقرأنا له أيضاً رسالة إلى بعض أصدقائه أولها: لو لم تقلقك عوارض هذا العالم الشرير، ولم ترد في ديوانه، وبعض مواعظ[501]

وذكر صاحب التاريخ المنسوب إلى يشوع العمودي (ص 280) أنه في أثناء الرعب الذي استحوذ على الناس من حرب الفرس والروم سنة 503 اندفع أهل البلاد الواقعة في شرقي الفرات إلى المهاجرة، فطفق المُترجم يكتب لهم الرسائل ناصحاً لهم بالمكوث في أوطانهم، ومُشجعاً إياهم على أمل النجاة بعناية الله سبحانه، ولم يصل إلينا منها سوى الرسالة العشرين التي أنفذها إلى أهل الرها.

ووجدنا له أحدى عشرة خطبة لأعياد الميلاد والغطاس والدخول إلى الهيكل، والصيام الأربعيني، والخميس السابق الشعانين وأحد الشعانين وجمعة الآلام وأحد الفطير والقيامة والأحد الجديد وبدؤها: “إن فرحاً شديداً ملؤه الفطنة يستفزني اليوم إلى..” وفي التوبة أولها: “يجب علينا أن نحزن لأن نسيج حياتنا قد قصر وهو يؤذن بالإنقطاع من يوم إلى أخر[502] وخطباً للعزاء، وليتورجيتين للقداس ألّف الأولى سنة 519 ومطلعها: “اللهم يا خالق الجميع وفاطر كل ما يرى وما لا يرى وهي 24 صفحة [503] والثانية:” أيها الإله المُبارك اللطيف يا من اسمه منذ الأزل”[504] وفي خزانتنا نسخة بدؤها: “أيها الإله الآب يا من أنت السلام الذي لا حدّ له”، وهي 21 صفحة – وألف أيضاً صلاة السلام التي تتلى في قداس عيد الميلاد وبعض ترانيم منثورة للتناول (شوباحات)[505] وطقساً للعماد[506] وسيرتي الناسكين دانيال الجلشي وحنينا[507].

قال ابن العبري أن: “لهُ تفاسير ورسائل ومداريش وسوغيثات[508] وأنه فسّر (مئات أوغريس الستمائة) إجابةً إلى طلب تلميذه جرجس أسقف العرب “وبما أن هذا توفي عام 725 فإما ان يكون التفسير ليعقوب الرهاوي، أو أن العبارة من زيادة بعض النساخ وهذا الكتاب مفقود، عام 1095 حبّر عالم عصره سعيد ابن الصابوني مطران ملطيه، قصيدة عصماء أبدع فيها في وصف مناقب الملفان المُترجم وروائع مُصنفاته فوفاه حقّه[509].

 

 

39: حبيب الرهاوي

 

الشماس حبيب الرهاوي لازم السروجي وأخذ عنه وكتب له[510] ومنه تعلم صناعة القريض ولكن لم يرد باسمه قصيدة ثابته. نُسبت إليه قصيدة في مديحه بدؤها: “يا يسوع أيها النور الذي يشرق ضياؤه في كل الأقطار”[511] ونسبها المتأخرون خطأ إلى جرجس تلميذه ولم ترد في نسخة موثوق بها[512] وقرأنا منها نصّاً اضبط: “يايسوع أيها النور الذي أبهج ظهوره الأقطار بأسرها وهي، إما غُفل من اسم الناظم أوأنها من إنشاء بعض الغرباء[513] وعلق سرجيس الراهب الحاحي على هامش نسخة القدس عام 1483 إنها من عمل يوحنا ابن شوشان ولعل رأيه مصيباً فإن في بعض أبياتها ما ينفي نسبتها إلى حبيب وهو قوله: “ارفع عقلك يا هذا نحوالأولين والمتوسطين” واختلف النقّاد في أمر جرجيس ويحسبه بعضهم جرجس أسقف سروج وحورا الذي رُسم سنة 698 وإليه وأنفذ يعقوب الرهاوي رسالته المشهورة في الخط السرياني.

 

 

40: مار فيلكسينس المنبجي 523 +

 

من أعلام السريان ومفاخرهم وفرسان الكلام وكبار أئمة اللغة الذين يشار إليهم بالبنان، وأقطاب الزمان ذكاءً وعلماً وعملاً، مع ديانة وصيانة وزهد ظاهر وورع معروف، متكلم المتحققين وإمام البلغاء المترسلين. كانت له بالعلم جلالة وبالادب السرياني رئاسة وشهرة، كلامه سمح سهل وإنشآؤه فخم جزل، بل هواللؤلؤ المنقور والدّر المنضد تزينه المتانة وتوشّيه البلاغة ويكلمه ويكلله البيان. تفنن في وصف الطرائق الحسنة والفضائل المسيحية المُثلى، فجاءنا بكتاب في سيرة الكمال جامع لتشتيت الفوائد بكلام ما لحسنه نهاية، حيثما التفتت وردت منه على ضياء باهر وربيع زاهر، واللفظ البليغ، القلوب به معمورة الصدور به مأهولة. وبحث عن أصول الدين اتمّ بحث وأبعد استقصاء. اقرأ كتابه في “التثليث والتجسد ” تراه الملفان المتبحر في القضايا اللاهوتية يغوص في يمّها فيفوز بدرر الحقائق اليتيمة، وتصفح رسائله تعلم أية نفس وثابة وأي قلب كبير كان يحمل بين جنبيه ذلك الرجل العظيم. وكان فقيهاً جدلاً لا يعي بخصمه جدلاً، لم يقارعه مقارع حتى خُذل فهرول يشفي الشدائد نفسه المضغنة بذمّه وفوق ذلك جليداً على المكاره صبوراً على عضات الشدائد في سبيل المعتقد القويم حتى حاز تاج المجاهدين وأحرز إكليل المعترفين.

وُلد المترجم في بلدة تحل من كورة باجرمي (في بلاد العراق) قبيل منتصف المئة الخامسة، واسمه السرياني “اخسنايا” أي (غريب) فنقل عند تسقفه إلى الاسم اليوناني (فيلكسينس) ومعناه “محب الغربة” ورحل به أهله إلى طور عبدين في عنفوان صباه. فدخل دير قرتمين حيث درس وأخوه ادى آداب السريانية واليونانية وعلم الدين. ثم انتقل إلى مدرسة الرها واتمّ دراسته للعلوم الفلسفية واللاهوتية، وأنجز علم اللغتين المذكورتين في دير تلعدا الكبير في كورة انطاكية. وترهب وسيم قساً. وسنة 485 أقامه بطرس الثاني بطريرك انطاكية خورياً، ثم رسمه مطراناً لمنبج، فبذل قصارى عنايته في حماية معتقد الكنيسة الأرثدكسية القويم. وخاض غمار الجدل في مشكلات عصره المذهبية، وغلا في مناوأة النساطرة والخلقيدونية فغاظهم جهاده وشدة دفاعه، فتنمر له غلاتهم وتجنى عليه بعض كتّابهم بقواذع دلّت على ما اشتملت عليه جعبة أحقادهم، من بغض مقيت وكلام سخيف ورأي فائل[514] وقد فندهم جميعاً.

وتوجه عام 449 إلى القسطنطينية يشكو إلى القيصر، فليبانس الثاني الانطاكي المتذبذب في اعتقاده، فحالت حروب الفرس مع الروم دون البحث عن القضية وبعد عقد الصلح قصد العاصمة ثانية فعُزل فليبان وخلفه مار سويريوس ستة 512 بمساعيه. ولما توفي القيصر انسطاس وتولى يوسطينس نفى الاساقفة الارثدكسين في خريف سنة 518 فنفي المترجم إلى فيلوبولي في ثراقية، ثم إلى غنغرة في بفلاغونية. وحبس في بيت يوقد وسدت عليه المنافذ، فاختنق لكثرة الدخان وثوى شهيد الإيمان في عاشر كانون الأول عام 523 وهو في العقد الثامن من عمره، بعد أن قضى في الأسقفية ثمانياً وثلاثين سنة وعيدت له البيعة.

أن تأليف هذا الحبر العلامة هي تفسيرية ولاهوتية وجدلية وأدبية نسكية وطقسية ورسائل وخطب:

1: جاء في سيرته المطولة أنه فسر أسفار العهدين واستشهد فيه ابن الصليبي. وتجد في مصحف عتيق في خزانة لندن نقل بمنبج في أيام المؤلف سنة 511 نتفاً من شرح أناجيل متى ولوقا ويوحنا[515] وفي نسخ اخرى تفسير قول مار بطرس: “أن يسوع الناصري رجل من الله”[516] واستشهد بتفسيره لإنجيل متى، إياونيس الداري في الباب الخامس من كتاب الفردوس، وابن كيفا في كتاب خلقة الملائكة – وله مقال ينطوي على الكِلم التي اقتبسها بولس الرسول من كتب الحكماء وتآليف مجهولة.

2: له في علم اللاهوت مصنفان أولهما في التثليث والتجسد ثلاث مقالات طبعه واشالد منقولاً إلى اللاتينية عام 1908 وثانيهما “في أن اقنوماً من الثالوث الأقدس تجسد وتألم” واستشهد فيه بمؤلفات يونانية لبعض الأثمة قبل نقلها إلى السريانية وهو دليل على معرفته تلك اللغة، خلافاً لزعم بعض المستشرفين. وعشر مقالات نشر منها (بريير) مقالتين مترجمتين إلى اللاتينية سنة 1920 وللكتابين نسحتان قديمتان مكتوبتان على رق[517] وأربعة دساتير إيمان بدء أحدها: نؤمن بتثليث طبع واحد أزلي[518]، وثان ذو عشر قطع نقضاً لقرار مجمع خلقيدونية[519] وسبعة فصول رداً على من يقولون بوجوب حرمان الجزء الفاسد من تعاليم الهراطقة ولا يُرذلون هم وتأليفهم كله[520] ومقال في اتحاد الطبيعتين، وآخر في من يخالف حرمان الكهنة بملء إرادته ومقال ثالث عنوانه: إذا سئل رجل كيف تؤمن فليجاوب هكذا، صفحتان[521] ورابع في اتحاد جسد المسيح.

3: مصنفاته الجدلية: ذكر كاتب سيرته أنع عمل ستة كتب لنقض النساطرة وثلاثة عشر رداً على الخلقيدونيين وأراد بها مقالات. وبقي من الأولى مقالتان الأولى 20 فصلاً والثانية 5، وجدال مع أحد كتّابهم وخطاب لتزييفهم والأوطاخيين. ومن الثانية مقالان في 12 فصلاً و10 فصول. ومقالة سبعة فصول رداً عليهما جميعاً. ومقالات ضمن احدهما اعتقاده والردّ على البدع، والثاني التمييز بين بدع ماني ومرقيون واوطاخي وديودورس ونسطور، و3 فصول لنقض البدع وقد نشر “بدج” سبع مقالات منها لا تتجاوز أحدى وأربعين[522] وله أيضاً كتاب نقض حبيب العطّار.

4: كتابه النفيس في سيرة الكمال المسيحي وهوأحسن مصنفاته ثلاث عشرة مقالة في مجلدة تكون في خمسمائة صفحة. ألفه بعد تسقفه بزمان يسير ناثراً لآلئ الفصاحة ودرر النصائح الغالبة. بحث فيه عن طريقة التتلمذ للسيد المسيح من أخص أبوابه: الإيمان والبساطة والورع والفقر (الإختياري) والزهد والعبادة ومقاومة بعض الرذائل كالشره والشهوات البدنية والفجور، نشره بدج في مجلدين أنيقين منقولاً إلى الإنكليزية سنة 1894[523]

وأنظمة للرهبنة، في مخافة الله، والتواضع والتوبة والصلاة وكيفية معالجة أهواء النفس والبتولية وقص شعر الرهبان، وحديث مع الأخوة الرهبان، في هدوء العبادة وتنظيم الدير. وكتاب في الحِكَم[524]

5: له في الطقوس ليتورجيتان بدء الأولى: أيها الرب الإله القوي الذي لا يُدرَك واللطيف الذي لا تحيط به العقول 20 صفحة، والثانية: أيها الرب الإله القوي القدوس الضابط الكل، يا من يعلو سلامك على كل العقول – ونسبت إليه أنافورا ثالثة[525] – وأنشا طقساً في غاية الإختصار لعماد الأطفال المحتضرين[526] ومعنيثاً في الميلاد وأدعية منها دعاء يُتلى حين القيام من الفراش، ودعاء بدؤه: اللهم يا من أنت اله حق وسيد، وابتهال ودعاء يتلوه الإنسان لنفسه وصلاة للأوقات السبعة وصلوات للصبح والساعة الثالثة والستّار، وصلاتان قبل التناول وبعده وصلاة في ندامة النفس[527].

6: كتب فيلكسينس رسائل جليلة مسهبة ضمنها فوائد شتى لاهوتية وتاريخية ونسكية، ذكر كاتب سيرته أن مجموعها يؤلف اثنين وعشرين جزءاً والموجود منها في الخزائن الأورويبة 22 رسالة أضفنا إليها ما وجدناه في خزائن الشرق وهي: 1: رسالة جاوب بها بطريق الناسك الرهاوي في حفظ الوصايا الإلهية ومقاومة أهواء النفس، ست وثلاثون صفحة[528] 2: رسالة إلى القيصر زينون في تجسد الله الكلمة وتأنسه وفيها أعلن حرمان نسطور وأوطاخي[529]. 3: رسالة إلى نصارى ارزون في سر التجسد. 4: رسالة إلى راهب صرم حبل الدنيا من عهد قريب[530]. 5: رسالة إلى ابراهيم واورسطس قسيسي الرها في أحوال الناسك المبتدع اسطيفان ابن صوديلي[531]. 6 و7 إلى رهبان دير كوكل (جبل باكوكل في طورعبدين) في الآم السيد المسيح بدء الأولى: لقد أظهر المسيح نور الخلاص وهي عشر صفحات: ومطلع الثانية إلى الأديار الجليلة وهي 35 صفحة وفيهما يثني على جواباتهم ويُنبئهم بحسن وقعها عند القيصر انسطاس[532]. 8: رسالة إليهم في الهراطقة. 9: رسالة إلى صديق له وكان أحد رؤساء البرية، في بدء التجريد أي زهد الإنسان في الدنيا والطاعة في القنوبين والمقام في القلاية والسكون، وقسم طريقة النسك ثلاث طبقات وهي أربع وخمسون صفحة[533]. 10: رسالة إلى الرهبان الآمديين في الغيرة على الإيمان وعنوانها إلى أديار آمد[534]. 11 و12: رسالتان إلى رهبان دير تلعدا كتب الأولى في منفاه، وفي الثانية يسفّه مزاعم خصومه وخصوم الحق مادحاً القس أقاق رئيس الدير لحسن جهاده[535]. 13: رسالة إلى رهبان دير سنون بالرها في تأنس الكلمة الوحيد والايمان وضمنها طرفاً من خبر نسطور وكتبها في منفاه بقيلبوبولي[536] 14: رسالة مسهبة الى رهبان المشرق ورؤساء الاديار، يبسط فيها نكبته والطرائق التي جرت عليها البيعة في ازمنة سلفت لاقرار السلام فيها كتبها في فيلبوبلي تجيئ في ثلاث وثلاثين صفحة كبيرة[537] 15 و 16: رسالتان الى شمعون رئيس دير تلعدا الكبير الأولى في السياسة البيعية، والثانية وكتبها في فيلبوبلي، رداً على من يتخرصون بزعمهم أن البيعة فقدت موهبة الروح القدس بعد زمان مجمع خلقيدونية بدؤها: ان لي رغبة وتضرعاً وهي اربع عشر صفحة[538]. 17: رسالة عظة أنفذها إلى رجل يهودي اهتدى وبلغ إلى درجة الكمال[539]. 18: جواب إلى القارئ مارون العين زربي[540]. 19: رسائل إلى أهل غورزان والمؤمنين المتوغلين في بلاد الفرس. 20: رسالة إلى يوحنا مطران آمد يذكّره فيها بصداقتهما منذ كانا تلميذين في دير قرتمين[541]. 21: رسالة إلى تلميذه[542]. 22: رسالة في بدء الزهد في الدنيا[543]. 23: رسالة كتبها إلى محامٍ تنسك بمعرفة وزهد تام فجرّبه الشيطان[544]. 24: رسالة إلى الحميريين وأهل نجران في أثناء الشدة التي انزلها بهم مسروق اليهودي من أجل نصرانيتهم. 25: رسالة إلى الكونت تاليس الذي سأله عن نظرية شجر الحياة، نقل عنها كثيراً اياونيس الداري في الباب الخامس من كتاب الفردوس[545] وكذلك فعل ابن كيفا[546] 26: رسالة شكر كتبها من غنغرة إلى الراهب ابن نيقينا من دير مار حنينا فاعل الخوارق ونوّه بها المؤرخ زكريا[547]. 27: رسالة إلى أبي حفر أوعَفر الحاكم العسكري في مدينة حيرة النعمان في الهرطقات وخصوصاً النسطرة من سابليوس حتى نسطور وأوطاخي، وجدت منها شذور في ثلاثة مصاحف بلندن[548] ونبذة في خزانتنا. وقد أُلصق بهذه الرسالة خبر عن الأتراك المسيحيين وضعه كاتب مجهول أخذاً عن رواية لعازر أسقف هرات الأرمني وقسيس وتاجر أرمنيين قدموا إلى انطاكية ورووا هذا الخبر[549] 28: رسالة وعظ بها النساك الذين حبسوا أنفسهم على العبادة[550]. 29: جواب إلى يوحنا الثاني الأسكندري[551] .

7: خطبه: جاء في سيرته أنه ألّف خطباً للأعياد السيدية وأعمال ربنا في خمسة كتب، وذكر ابن العبري أيضاً أن له تراجيم للأعياد المقدسة وعظات من كل صنف[552] وقد ضاع أكثرها والمعروف عندنا منها: خطبتان في بشارة العذراء والميلاد[553] خطاب في ولد الحياة استشهد به ابن كيفا في كتاب النفس، وخطاب لمن سئله هل أن الروح القدس يبرح الإنسان خاطئاً ويعود إليه تائباً[554] وخطاب في وفاة أحد الأخوة[555] وعظة[556].

 

 

41: برلاها الناسك

 

كان برلاها القس الناسك حبيساً في صومعة اليشع الناسك المسماة دير المركبة وعُرف باشتعاله بالترجمة السبعينية للتوراة التي وُضعت في غضون القرن السادس واتصل بنا منها قطع كبيرة. من خبره أنه سأل رئيس الدير شمعون الآتي ذكره فنصل من اليونانية إلى السريانية

 

42: شمعون رئيس ديرليقين

 

هوشمعون رئيس دير العذراء المعروف ببيت ليقينوس في الجبل الأسود وكان من المضطلعين باليونانية والسريانية. ويتضح من جوابه إلى برلاها أنه بعناء وافر باشر ترجمة المزامير، فجاءت تخالف النقل الذي ألفه السريان مما يطابق شرح باسيليوس الكبير للمزمور الأول. وذكر مصنّف أوسابيوس في مضمون كل مزمور، ونقل أيضاً في مقالته فصولاً في المزامير من إنشاء ديديمس واوريجانس واثناسيوس، وهذه المجموعة هي التي تشتمل عليها الترجمة السبعينية السريانية. وتجد رسالة برلاها والجواب عليها في المصحف الواتكاني رقم 135 – وقيل أنه فسّر أيضاً بعض المزامير تفسيراً مختصراً. وكان برلاها وشمعون موجودين في الربع الأول من القرن السادس[557].

 

 

43: بولس اسقف الرقّة 528

 

من أعيان العلماء الضاربين بسهم وافر من الأدبين السرياني واليوناني. سُقف على مدينة الرقة في العقد الأول من القرن السادس. وعام 519 تناولته يد الاضطهاد القيصري في سبيل المعتقد فخرج إلى الرها وأقام فيها. وعني بنقل مصنفات مار سويريوس الانطاكي إلى السريانية وهي مراسلته ليوليان أسقف هاليكرناس الخيالي في عدم فساد جسد المسيح. وخطابه رداً على يوليان وكتابه في نقض الزيادات وتفنيد احتجاج يوليان، وسبقه بمقدمة ذكر فيها أنه نقله بعناء شديد. وكتابه في نقض المانويين، وكتابه الموسوم بفيلالتس (محب الحق) ويظهر أنه نقل أيضاً خطبه المئة والخمس والعشرين التي ألقاها وهوعلى المنبر، ومراسلته لسرجيس النحوي وكتابه في نقض يوحنا وهومجلدان انتهى منهما في نيسان سنة 528 [558] ويُعد مار بولس هذا من خيرة العلماء أصحاب الأيادي البيض على الكنيسة السريانية وأدبها بنقله هذه المصنفات الجليلة فنعت بمترجم الكتب، ونظم معنيثاً للميرون ونجهل سنة وفاته.

 

44: مارا مطران آمد 529 +

 

من أهل الحسب الأثيل ابن الحاكم قوسطنت. ولد في آمد ونشأ فيها خير منشأ في أحضان النعمة، أحرز من الثقافة أوفى نصيب مضطلعاً باليونانية فضلاً عن لغته. وترهب في دير مار توما في سلوقية وفاح ارج سيرته الفاضلة فكان عفيفاً صوّاماً وصار وكيلاً للبيعة. وفي ابّان الاضطهاد والبطريرك الانطاكي في المنفى، سُقّف مارا على آمد بوضع أيدي أساقفة ميافارقين وأكل (أجل) وشمشاط حوالي سنة 520 وهنأه مار يعقوب السروجي بالأسقفية. وبعد مدة يسيرة نفاه يسطينس في سبيل الإيمان القويم ومعه ايسوذورس أسقف قنسرين إلى باطرا عاصمة بلاد النبطيين القديمة. ورافقته أختاه الفاضلتان شموني ومرتا اللتان ربيتاه في طريق الفضيلة، وكانتا تشجعانه على احتمال المكروه. وصحبه أيضاً كتَّابه الأربعة الشماس اسطيفان وكان من أرباب الفصاحة وتوما الناسك والشماس زوطاً وسرجيس، ثم نقل إلى الأسكندرية بفضل الأميرة ثاودورة حول سنة 524 فأقام فيها صابراً صبراً جميلاً وانتفع بالمطالعة والدرس. وجمع خزانة كتب نفيسة عديدة حوت فوائد جمة لمحبي العلم المجتهدين، وبعد أن قضى في المنفى ثماني سنين نقله الله إلى دار كرامته في حدود سنة سنة 529 فحملت اختاه وتلاميذه رمّته إلى وطنه وأودعوها هيكل مار شيلا الذي كان المترجم بناه، وحملوا خزانة كتبه إلى بيعة آمد، ودوّن سيرته يوحنا الأفسسي[559]

وصنّف مارا عدة كتب باليونانية، ونقل عنه زكريا أسقف مدللي طرفاً من الفصل الثامن من انجيل يوحنا لم يكن قد نقل إلى السريانية، فصلاً في الإنجيل وأعمال المسيح[560]

 

45: سرجيس الرأسعني 536 +

 

سرجيس الرأسعني فيلسوف من ذوي العلم الواسع، وكاتب متصرف باعنّة الكلام من أجرى الكتّاب قريحة. كان قسّاً سرياني الجنس ورأس الأطباء في مدينة رأس العين وهي ثاودوسيوبليس في الجزيرة وتُظن ولادته فيها. وذاع صيته ببلاغة منطقه. قرأ العلوم في مدينة الاسكندرية فكان حظه من العلوم اليونانية موفوراً فضلاً عن اضطلاعه بالسريانية. وتبسّط في العلوم الفلسفية والطبية تشهد بهذا تأليفه الجليلة. وكان ارثدكسياً ولكنه تحاشى عن الجدل في القضايا اللاهوتية بل تقلّب في المذهب الديني. وخصّ ثاودور أسقف مرو النسطوري بكتابين من وضعه وسنة 553 شخص إلى انطاكية ليشكو آسول أسقف رأس العين إلى البطريرك أفريم الآمدي، فأوفده هذا إلى رومية لدعوة اغابيطس الروماني إلى القسطنطينية. فرحل وقدم به، وتواطأ اغابيط وأفريم على مناهضة انتيمس القسطنطيني وسويريوس الأنطاكي. وفي تلك الأثناء مات سرجيس في العاصمة في ربيع 536 وتويف أغابيط بعد أيام يسيرة. وأكثر مؤرخينا يطعنون في سيرة سرجيس وأخلاقه.

أما تأليفه المعروفة فهي خطاب في الإيمان انشأه حوالي سنة 385 – 488 لم يصل إلينا. ومقالات أصلية في المنطق سبعة أجزاء، في السلب والإيجاب، وفي أسباب المعمورة بحسب مبادئ أريسطو في الجنس والنوع والشخص وهي مخرومة. وكتاب في الأدوية البسيطة، ومصنف في غاية تأليف ارسطاطاليس باسرها وخص هذين الكتابين بثاودور. وهذا الأخير 294 صفحة بخط الشماس زينون ابن القس سليمان أبي سالم نسخه عام 1187 للشماس أبي الحسن رأس الأطباء[561] ولكن أبرزها ما نقله من اليونانية إلى السريانية وأشهر نقوله ايساغوجي برفيريوس الصوري ومقالات اريسطو وكون العالم، ومقالته في النفس خمسة فصول[562] وشيء من تأليف جالينس منها ثلاثة كتب من المقالات الزراعية المنسوبة إليه. وهذه المصنفات حافلة بالفوائد اللغوية والجغرافية حاوية كثيراً من الألفاظ والأسماء النباتية – والكتاب الفلسفي اللاهوتي المشهور المنسوب إلى ديونيسيوس الأريوفاغي في الاسماء الإلهية والرتب الملائكة والكهنوت، وسبقه بمقدمة بليغة تدل على ما كان لتعاليمه السرية من بعد الأثر في نفسه[563]

 

 

46: مار يوحنا التلي 538 +

 

من خيار الأحبار زهداً وعبادةً وكبار المجاهدين في سبيل المعتقد القويم، وثقات علم الفقه وأسناده، ولد في مدينة الرقا من أسرة ثرية عام 483 ونشأ منشأ صدق أدباً وورعاً، وأصاب من العلم حظاً وفياً وحاز أدبي اللغتين السريانية واليونانية واتسعت معرفته بهما. وانضم إلى سلك الجنود مُديدة، ثم ولع بالزهد في الدنية فترهب في دير مار زكى بظاهر الرقة سنة 506 حيث اضطلع بالعلوم اللاهوتية والفقهية ورُسم قساً وسنة 519 رقي إلى أسقفية تلا. وبعد سنتين نفاه القيصر يسطينس لاعتصامه بالارذكسية، فأوى إلى بعض بلاد الجزيرة وانتهى إلى مدينة سنجار. فرحل إليه المؤمنون من أطراف البلدان يجدون عنده مقطع الحق ومفصل الصواب وهو يجتهد لهم في المشورة ويُبصرهم مواقع رشدهم، وبداعي الاضطهاد ونقي الأساقفة سام لهم جماهير من الإكليريكيين بلغ عددهم بضعة آلاف. وأقام على ذلك ست عشر سنة وهودئب على أقسى أعمال النسك وزار بلاد الفرس ثلاثاً ورحل إلى العاصمة عام 532 – 533 دفاعاً عن المعتقد ثم عاد إلى خلوته. إلى أن تمكن الخصوم من القبض عليه بوساطة حاكم نصيبين الفارسي المجوسي. وعقد له افريم الآمدي البطريرك الملكي مجلساً في رأس عين أوائل سنة 537 وحاول إمالته إلى مذهبه فلم يفلح. فاعتقله بسلطة الدولة الغاشمة في دير على باب انطاكية وأساء معاملته فصبر على مكروه عظيم حتى سار إلى جوار ربه في سادس شهر شباط عام 538 وعمره خمس وخمسون سنة، وعدّ من المعترفين الصادقين وجعلت الكنيسة له عيداً. وكتب سيرته الضافية تلميذه ورفيقه الراهب إيليا، وأجملها الآسيوي وكلتاهما مطبوعتان.

ومن تأليف مار يوحنا التلي ثمانية وأربعون قانوناً سنّها لرهبان ديره، أُدخلَ بعضها كتاب الشرع الكنسي، وحُفظت نسخها في مجموعة القوانين القديمة[564] وهي خمس صفحات، وسبعة وعشرون قانوناً تشتمل على وصايا وتنبيهات للإكليروس وعُنونت في بعض النسخ “قوانين ليوحنا التلي ليحفظها الكهنة وخصوصاً الذي في القرى” عشر صفحات[565] وثماني وأربعون مسئلة اقترحها عليه تلميذه القس سرجيس فحظي بجوابه، سبع صفحات[566] ورسالة ضمنها دستور الإيمان وأنفذها إلى اديار ابرشيته، وكورتها باسم رؤساء الأديار، والقسوس والشمامسة الرهبان، أولها: لقد وضع لنا بولس الرسول أساساً روحياً لا تقوى أمواج الهراطقة على تحريكه، خمس عشرة صفحة[567] وتفسير التقاديس الثلاثة صفحتان[568] رسائل شتى نوّه بها الراهب إيليا في سيرته.

 

47: القديس سويريوس الأنطاكي 538 +

 

حبر خطير شمس الائمة وحجة البلغاء وسيد العلماء البعيد الهمة. اوحد عصره وعين وقته ونضار زمانه، تاج السريان وفخر البطاركة الانطاكيين، من جهابذة اللاهوتيين وفحول الكتاب المتبحرين. الخطيب المصقع الصحيح اللسان الفصيح البيان. إذا اعتلى المنابر وأخذ في الكلام، أمطر اللآلئ المنثورة بلسان عضب وقلب شديد. وطوية مأمونة وصدر منشرح وبديهة نضوح. أو قبض على اليراع فاض كالبحر العجّاج تدفقاً، وأضاء كالسراج الوهاج تألقاً. يفزع إليه أئمة الاشتراع وأصحاب الضمائر الحية في حل المشكلات وشرح المعضلات فينثر عليهم من الحقائق والأحكام آيات بيّنات، رجل وهمّك من رجل دعم الدين وشيّد بنيانه ورفع أركانه، ونصر المعتقد القويم وأوضح حجته، وكان نقيّ الأديم زكي النفس طاهر الأخلاق حائزاً لمفاتيح الحكمة وفصل الخطاب، وفوق ذلك التقوى شعاره والزهد دثاره والصبر على المكاره مناره، وكان في صبره من الفائزين[569].

ولد في سوزوبليس من ولاية بيسيدية في حدود سنة 459 وكان جدّه لأبيه أحد أساقفة مجمع أفسس المسكوني (431) وقرأ النحو والبيان في الاسكندرية باليونانية واللاتينية. ثم درس علمي الفقه والفلسفة في مدرسة الفقه الروماني ببيروت فبرز في الفلسفة ونبغ في علم الشرائع، واعتمد في بيعة طرابلس سنة [570]488 ثم اختار لنفسه طريقة الزهد فترهب في دير مار رومانس في بلدة مايوما بفلسطين ورسمه الأسقف ابيفانيوس قسّاً. ثم انشأ ديراً وأقام أربعاً وعشرين سنة متعبداً لله متروضاً في فضائل النسك، منصبّاً على حرث كتاب الله ودرس تأليف اللاهوتين. واشتغل بالتصنيف نُصرة للمعتقد القويم فذاعت شهرته وبعد صوته وعام 508 رحل مع مئتي راهب إلى القسطنطينية في سبيل الدفاع عن المعتقد، ومكث فيها زهاء ثلاث سنوات حتى سنة 511 وبعد سنة وبعض شهور عُزل فليبانس الثاني بطريرك انطاكية فانتخب المترجم بالصوت الحي ليخلفه في الكرسي الرسولي، وسيم بطريركاً في انطاكية في سادس تشرين الثاني عام 512 ففتح ثم كنوز علمه، وانبرى يلقي الخطب الرنانة بياناً لحقائق الإيمان وتقويماً للأخلاق. ولم يجد إبان رئاسته عن سنن نسكه وزهادته. فأزال من القصر البطريركي أسباب الترف في المعيشة، وانصرف إلى إصلاح الأمور وتدبير الكنيسة متفقداً الأبرشيات والاديار المجاورة بنفسه وبرسائله الجليلة. وفي سنة 518 تولى يسطينس الأول الخلقيدوني المذهب خلفاً لانسطاس، فنفى جمهرة من أساقفتنا الأرثوذكسيين متنمراً لسويريوس فخرج في 25 أيلول إلى مصر حيث أقام زهاء عشرين سنة وهويدير البيعة بنوّابه ومراسلته ويحبّر الكتاب أثر الكتاب نقضاً للبدع ودحضاً للمضللين بهمة لا تعرف الملل ولا تتعثر بأذيال الكلل. مجيباً على مسائل السائلين معطياً الفتاوي السديدة في المشاكل الشرعية. وكان إذا غُمَّ عليه في المشكلات استضاء بمصابيح الكتاب واستعان بما اشترعته المجامع. وعام 535 رحل إلى العاصمة ملبياً طلب يسطنيان الأول سعياً إلى الإتحاد، فجذب انتيمس بطريرك القسطنطينية إلى حظيرته وظلت الشقة بعيدة بين الفريقين. فعاد إلى مصر ووافاه الأجل في بلدة سخا في ثامن شهر شباط عام 538 في أصح الروايات وعمره نحو من تسع وسبعين سنة، وأوقفت المنون في يمينه براعة كانت تدبّج الروائع وتصور البدائع. فكّلل باسم ملفان البيعة الجامعة الكبير، وجعل عيده يوم وفاته – وأفاض أربعة كتّاب بلغاء في تدوين سيرته بصفحات مطولة خالده، وهم: زكريا المنطيق ويوحنا رئيس دير ابن افتونيا واثناسيوس الأول بطريرك انطاكية وكاتب مغمور.

أما مصنفات سويريوس فهي جدلية وطقسية وتفسير وخطب ورسائل وهي في غاية التحوير وذروة الأعتبار وكلها باللغة اليونانية وقد نقلها العلماء السريانيون إلى السريانية.

فمن الأولى 1 و2: كتابان نقض بهما نيفاليوس الراهب الأسكندري[571]. 3: كتاب فيلاليتس أّلفه دفاعاً عن تأليف قورلس الأسكندري وغيره أظهر فيه 330 موطناً من تصنيف الأئمة زورّها الخصوم[572]. 4: دفاع عن صحة كتابه (فيلاليتس). 5: كتاب ضخم ثلاثة مجلدات نقضاً ليوحنا النحوي القيسراني الاسقف الملكي بدأ به بأنطاكية وأنجزه بمصر[573]. 6 – 7: كتابان نقض بهما مذهب يوليان الخيالي أسقف هاليكرناس[574]. 8: كتاب خصم به سرجيس النحوي الأوطاخي[575]. 9: تفنيد لتأليف القس يوحنا البيساني الملكي. 10: تزييف قيليقيسموس جزاءن[576]. 11: كتاب تزييف المانويين[577]. 12: نقض عهد لمفيطيوس الحاوي بدعة المصلين، 13: رد على الكسندر، نشر منه بروكس نبذة في أخر المجلد الرابع من الرسائل[578] وخطاب إلى البطريقين بولس وافيون نقضاً لبدعة أوطاخي ومحاورة لأجل – انسطاس ومن الثانية كتاب نفيس يشتمل على المعانيث المستبدعة التي اسنبطها، وهي أناشيد في غاية الفخامة والعذوبة، تستهل بآية من الكتاب العزيز ثم تسير بإنشاء طلي على أسلوب بديع، توحي الورع وتعلّق القلوب بمحبة، وعددها 295 وهذا أثبتها:

20: عظات، 14: لكل من ميلاد من ميلاد المسيح وللشهداء، 13: لصلاة الصبح. 11: لكل من الدنح ومعجزات ربنا والأحد المقدس، 9: للصيام الاربعيني، وللمعتمدين، 8: للموتى، 7: لكل من السعانين والعنصرة والآفات والمساء. 6: لوالدة الإله وللزلازل، 5: لكل من آلام ربنا، والصعود والشهداء الأربعين، 4: لجناز الإكليروس والرهبان، وتجنيز الصبيان، 3: لكل من يهوذا وآلام ربنا، والصليب المقدس، ويوحنا المعمدان، والترتيل بعد الإنجيل، واحتباس الغيث، وحرب الفرس، 2: للتلاوة قبل قراءة الإنجيل ليلة الاحد، وبعده، وحين الدخول إلى بيت المعمودية، وأطفال بيت لحم، وللشهداء اسطيفانس ورومانس، وبابولا، وسرجيس وباخوس والمقابيين ودروسيس والقديسين باسيليوس وغريغوريوس واغناطيوس والذهبي الفم وللبيعة وحروب الهونيين وتسفيه الملاعب والرقص، وتأبين كاتبه بطرس، وجناز الأطفال، و1: لكل من الميرون وامرأة بيلاطس واللص الأيمن، ونصف العنصرة والرسل وبولس الرسول، ويوحنا الإنجيلي ومرقس الإنجيلي، ويوحنا الإنجيلي وتوما الرسول، وتوما الرسول والأنبياء وزكريا النبي وأيوب الصديق. والشهداء لاونطيوس وسرجيس ومينا، وسمعان العمودي والأنبا انطونيوس، وشهداء الأقباط وشهداء الفرس ويوبنطينس ولونجينس ومكسيموس الذين استشهدوا على عهد يوليانس الجاحد[579] والشهداء الحميريين. وتقلا وأوفيمية وبلاجية. وعامة الأساقفة وأغناطيوس وبطرس الأسكندري وغريغوريوس العجائبي، واثناسيوس الكبير وغريغوريوس وبرفيريوس الأنطاكي، وقورلس الأسكندري والملك ثاودوسيوس الصغير، والقياصرة قسطنطين، وهنوريوس، وغراطيانس، وثاودوسيوس الكبير والآباء المئة والخمسين، وقبور الغرباء، وللقيامة قبل تناول القربان، والصعود والعذارء والشهداء. وفي تذكار الأساقفة وأيام الآحاد وبعد القربان حين صعود الأسقف إلى الدار الأسقفية. وبعد الدنح. وللشكر بعد نزول المطر وإرشاد في البرومليين؟ وللرهبان عند عودة من زيارة الأديار، وفي المزمور التسعين، وجناز الكهنة والراهبات، والأرامل العفيفات والموتى. وفي امرأة أريوسية اهتدت وترهبت – نشر بروكس هذا الكتاب معتمداً على مصحفين في لندن[580] ونقله إلى الإنكليزية عام 1909.

وله ليتورجية بدؤها: اللهم يا خالق الكل وخصوصاً الإنسان، وطقس رسم الكأس أي القداس السابق تقديسه، وطقس للعماد، وصلاة تبريك الماء في عيد الغطاس وأدعية.

ومن الثالثة: تفسير انجيل لوقا[581] وتفسير رؤيا حزقيال[582] ومواضيع وآيات كتابية تجدها في بعض خطبه ورسائله وغير ذلك مما نوَّه به ابن الصليبي في تفسير الإنجيل وابن العبري في كنز الأسرار.

ومن الرابعة: مئة وخمس وعشرون خطبة تُسمى خطب المنابر محفوظة في ثلاثة مجلدات ضخمة في خزانتي الواتكانية ولندن[583] وبعض منها في خزانة دير الزعفران وخزانتنا. وقد نشر منها أحدى وخمسون خطبة منقولة إلى الفرنسية في ثلاثة مجلدات[584] ومجموعها يقع في سبعة وإليك أشهرها: ست خطب في ميلاد الرب، وخمس في الدنح، واربع في الصيام الأربعيني ومثلها في باسيليوس وغريغوريوس اللاهوتي، وثلاث في سياسية المسيح بالجسد، تلاها في مدينة ” قورس” وخطبتان في الإستعداد للدخول إلى بيت المعمودية وإحداهما 22 صفحة، وفي الصعود، والعنصرة والتوبة ورأس السنة. ووالدة الإله، ومجاوبة مسائل عُرضت عليه وفي أثناء الرسالة المجمعية التي أنفذها إلى طيمثاوس الثالث الإسكندري، وفي الشهيدة دروسيس. وخطبة واحدة في المواضيع الآتية: يوحنا المعمدان، السعانين، السبت التابع العنصرة، جمعة الذهب، عرس قانا الجليل، في المولود أعمى، أطفال بيت لحم، أربعاء الآلام عيد تجديد الصليب، تذكار الموتى المساكين والغرباء، عدم اختلاف الإنجليين في قيامة المسيح، اثناسيوس الاسكندري المعرتف انطونيوس مؤسس الرهبانية بمصر، المقابيين. القديسة تقلا، الشهداء لاونطيوس ودوميطيوس وسرجيس وباخوس ويوليان (في اضطهاد ديوقلطيانس) وطراخس وفروبس واندرونيقس، وبورقوبيوس وفوقا، وبرلاها وتاللوس. تذكار (عيد) القديسين بعد أسبوع أحد القيامة، وذكرى رسامته، وفي قدومه إلى قنسرين واستقبال أهلها له، وخطبة وداع حين عزمه على زيارة الآرياف والأديار، في الذين انطلقوا إلى المرسح بعد الباعوث، في الآفة التي نزلت بالأسكندرية، عدد الخطاة. عدة خطب في تفسير آيات من الأسفار المقدسة، منها في قول الرب للكتبة والفريسيين “من قال لأبيه وأمه قربان” في قول متى الإنجيلي “ولما قدم إلى كفرناحوم كانت حماة بطرس ملقاة في حمّى”، في الآية “من ترى هوالعظيم في ملكوت السماء” في المثل الذي أورده لوقا: “رجل نزل من أريحا إلى أورشليم”، في مدة بقاء الرب في القبر، في قول الرب: “كل الخطايا والتجديف الذي يجدفه الناس”، في آية: طوبى لكم أيها المساكين، في قول متى: ماذا يقول الناس في ابن البشر، في قول الرسول لطيمثاوس: روّض نفسك في التقوى. في قول الرب للمجدلية: “لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد إلى أبي”. في شرح عقائد ارثدكسية منها في التقاديس الثلاثة.

ومن الخامسة رسائله التي يعسر احصاؤها وتقدر بنحو من ثلاثة آلاف وثمانمائة رسالة وهوعدد لم يسمع به لحبر مراسل، جمعت قديماً في ثلاثة وعشرين مجلداً أربعة منها كتبت قبل البطريركية وعشرة في أثنائها سنة 512 – 518 وتسعة بعد المنفى من سنة 518 إلى 538 وقد حفظ لنا الزمان منها مجلدين ضخمين عناون أحدهما “الكتاب السادس من المختار من رسائل مار سويريوس الأنطاكي” نقل القس اثناسيوس النصيبيني سنة 669 وعني بروكس فنشر سنة 1904 – 1915 أربعة مجلدات منقولة إلى الأنكليزية وبعضها من الأصل[585] وكلها جليلة زاخرة بالفوائد اللاهوتية والشرعية والتاريخية والإدارية تعكس فيها أنوار تلك النفس الكبيرة الشريفة. مجموعها 230 رسالة اكثرهت متوسطة الحجم وتجد فيها رسالة 61 صفحة وثانية 30 وثالثة 29 و26 و14 و10. وتضمن المجلدان الأول والثاني 123 رسالة. والثالث والرابع 107 جُمعت من 26 نسخة قديمة 20 في لندن والبواقي في خزائن باريس ورومة وبرلين يتراوح زمانها بين القرون السادس والثالث عشر[586] وبعضها لم يُحفظ منها سوى سطور يسيرة وهذا ثبتها:

الأولى و205 و206 إلى قسطنطين أسقف اللاذقية و2، 3، 4 و19 و23 و26 و41 و211 إلى سولون أسقف سلوقية إيسورية 5 إلى بطرس اسقف أفامية 6 و82 إلى الأسقف نيقيا. 7 إلى قسطور أسقف برجة. 8 إلى تيموستراتس رئيس المجلس العام. 9 إلى اسطيفان أسقف طرابلس 10 إلى الاسقف أوخاريوس 11 إلى رئيس دير مار باسوس. 12 إلى القسوس قزما وبوليوقطس وزينون 13 و18 و136 إلى اوتروخيوس أسقف عين زربة 14 و15 و16 و151 إلى انطونينس أسقف حلب 17 و123 إلى ميصائيل خازن الملك 20 إلى أساقفة ولاية عين زربة باسم مجمع 21 إلى رئيس البلاط 22 و42 و112 إلى الآباء 24 و84 إلى القس ثاوطقنوس رأس الأطباء 25 و33 و74 و85 و87 إلى ديونيسيوس مطران طرسوس. 27 إلى أسقف موسونيوس والكسندر المدافعين عن العدل في عين زربة. 28 إلى فيلكسين أسقف دلوك 29 و199 إلى رهبان دير مار اسحق في الجبّول 30 و39 إلى اكليروس افامية وأشرافها. 31 الى أساقفة فينيقية 32 الى يوحنا اسقف الإسكندرية الصغرى 34 الى أساقفة ابرشية افامية 35 إلى القس اوسطاثيوس. 36 إلى اوسابيوس شماس أفامية 37 و38 إلى شمعون أسقف قنسرين. 40 إلى هيباتيوس قائد الجنود 43 إلى رئيس دير القديس سمعان. 44 إلى اوطيخان حاكم أفامية. 45 إلى قونون طارد اللصوص. 46 إلى اكليروس انطارادوس. 47 و108 إلى قسيان أسقف بُصرى. 48 إلى فيلكسينوس أسقف منبج 49 و50 و52 و65 و91 و92 و149 و150 إلى القسيسين يوحنا ويوحنا رئيسي الدير، وكتبت الرسالتان الأخيرتان إليهما وإلى ثاودور رئيس الدير 51 و171 إلى القس فيلبس 53 إلى الأساقفة السوريين الذين في الاسكندرية[587]. 55 إلى ثاودور رئيس دير رومانس. 56 إلى الاسقف بروقلس 57 و58 إلى الأسقف ديديمس. 59 إلى يوليان رئيس دير مار باسوس. 60 إلى فوتيوس واندراوس رئيس أديار قاريا[588]. 63 و69 إلى الشماس ميصائيل. 64 إلى البطارقة. 66 إلى أهل حمص الأرثوذكسيين. و48 إلى اكليروس حمص وأشرافها. 67 إلى الكونت انسطاسيوس بن سرجيوس. 68 إلى أميان وهيباغاثس. 70 و80 و121 و172 و175 و212 و213 و214 و215 و216 و217 و218 و219 و230 إلى البطريقة قيسارية[589] 71 إلى زكريا البيلوزي 72 و195 إلى أمونيوس قسيس الاسكندرية 73 و169 إلى ديوسقورس بطريرك الاسكندرية 75 إلى قزما رئيس دير قوروس 76 إلى الكونت يوحنا من انطارادوس 77 إلى الأب يوحنا قنوفطيس 78 و88 إلى أهل انطاكية الأرثدكسيين 79 و111 إلى اندراوس القارئ والمسجل 81 إلى يوحنا الحاكم 83 إلى الدير الذي في طاكايس 86 رسالة جليلة 30 صفحة كتبها رداً على القائلين بوجوب إعادة عماد أومسح الراجعين من مذهب ذوي الطبيعتين. 89 و100 إلى شمعون رئيس دير تلعدا. 90 إلى دير اسحق 93 إلى الاسقفين بروقلس واوسابيوس 94 إلى الاساقفة يوحنا وفيلكسينس وتوما في جبل ماردين. 95 و203 إلى سرجيس أسقف قورس وماريون أسقف شورا. 96 و133 و135 إلى الأسقف ايلوسينيوس 97 و208 209 إلى ارخلاوس القاري الصُّوري. 98 إلى الشماسة والرياني رئيسية الدير 99 إلى الشماسة يانينا رئيسة الدير 101 إلى نّونس أسقف سلوقية 102 إلى بيقطر أسقف فلادلفيا. 103 إلى اسطيفان أسقف أفامية. 104 إلى زوجة البطريق قاليوبس. 105 إلى اوسطاثيوس الراهب الشاب 106 إلى ايسيدورا. 107 إلى اسطيفان القارئ 109 و197 إلى اوراليوس الخطيب 110 و196 إلى يوحنا خطيب بُصرى، مجاوبة مسئلتين شرعيتين 113 إلى ثاودور اسقف أولبا 114 إلى الكونتة تقلا 115 إلى اليبيوس. 116 إلى امرأة وكتبت الرسالة باسم رئيس الدير حلاً لمسئلة شرعية[590]. 117 إلى ثاودور الحاكم. 118 إلى قونون المستشار الخاص. 119 إلى ثاودور الراهب البيزنطي. 120 و161 إلى رهبان دير مار باسوس. 122 و191 إلى جورجيا ابنة الحاكمة انسطاسيا. 124 و125 و126 و181 إلى الكونت ايقومونيوس. 127 و224 إلى سيموس حافظ المكتبة. 128 إلى أوسيب الخطيب. 129 و130 و131 و132 إلى مارون قارئ عين زربة، و137 و139 احتجاج أنفذه إلى كاتبه توما. 140 إلى القس توما 141 إلى الرهبان الطوَّافين. 142 و144 و180 و210 إلى الكونت ايسيدور. 146 إلى القسوس ورؤساء الأديار يوناثان وصموئيل ويوحنا العموديين وسائر الأرثدكسيين في بيعتي الأنبار وحيرة النعمان. 147 إلى يوحنا الرومي في معنى التغطيس في العماد ثلاثاً وفي الميرون. 152 و189 و190 إلى القس بيقطر. 153 إلى سرجيس الطبيب والخطيب 154 إلى الأخوة الارثدكسيين في صور. 155 إلى القس ناون رئيس الدير. 165 إلى القس أليشع رئيس الدير. 157 رسالة عامة إلى الرهبان الشرقيين. 158 إلى اسحق الخطيب. 159 إلى الراهب كاريسيوس. 159 إلى لاقسوس بطرس وأمونيوس وأولمبيدورس في تسمية بطرس أسقف الاسكندرية[591] و160 إلى قسوس الاسكندرية. 162 إلى موسينيوس أسقف ميلوا في ايسورية. 163 إلى ثاوفان الخطيب. 164 إلى اوربانس النحوي. 165 إلى سيطوريخس أسقف قيسارية قبادقية. 166 و167 و168 إلى أبوقراطيس الخطيب. 170 إلى امنطيوس خازن الملك. 171 إلى القس الراهب فيلبس. 176 إلى زينوب. 177 إلى القس القس اندراوس. 178 إلى يوحنا رئيس دير مار حنانيا. 179 إلى أديار البتولات. 182 و183 و184 إلى اوفركسيوس خازن الملك. 185 إلى فوقا وأفركسيوس خازن الملك. 186 و187 و188 إلى الشماسة انسطاسية في قضية الإيمان الصحيح. 188 إلى الكونت دورثاوس. 191 إلى البطريقة جورجيا وابنتها. 192 إلى الاسقف فيلكسينس. 194 إلى القائد فروبا 198 إلى يوحنا. 200 و201 إلى الكونت سرجيس رئيس الأطباء. 202 إلى القس لاونطيس. 204 إلى امونيوس البُصري الخطيب. 207 إلى فروقلا. 220 و221 إلى توما أسقف مرعش. 222 إلى ثاوغنسطس. 223 إلى الشماسة أوجينية رئيسة الدير. 225 إلى اورانيوس. 226 إلى زكريا. 227 إلى ميطراوس 228 إلى ايراقليني.

أضف إلى هذه رسالة كتبها إلى بعض أهل أنطاكية حين خروجه إلى مصر بسبب الاضطهاد في 25 أيلول سنة 518[592] ورسالتين مجمعيتين أنفذهما إلى يوحنا الثاني الاسكندري سنة 513[593] وثاودوسيوس الاسكندري[594] ورسالتين إلى انتيمس القسطنطيني وثاودوسيوس[595] وثلاثاً إلى يوليان أسقف هاليكرناس الخيالي[596] وثلاثاً إلى سرجيس النحوي ورسالة إلى الملك يوسطنيان[597] ورسالة إلى الكهنة والرهبان حين خروجه من العاصمة[598] ورسالة في أحوال النفوس والأرواح قبل القيامة وبعدها وفي الدينونة بدؤها: أعلم يا حبيبنا بالرب أن النفوس والأرواح[599] ورسالة إلى بطرس الراهب الذي كان يقول بفساد النفس[600] وأربع رسائل ذكرها الراهب سرجيس الناسك في دير نيقية، إلى ثيوفانيس الخطيب وأهل صور الأرثدكسيين في حق أسقفهم ابيفانيوس، وحاكم صور، ومارينا أسقف بيروت[601].

فبعد الوقوف على أعمال هذا الحبر العظيم وإحاطته بأصول العلوم وفروعها التي تشهد له بأنه لم يكن أوحد عصره وحسب، بل منقطع القرين بعلمه في البطاركة الانطاكيين من سبقه ومن لحقه على الإطلاق، ليحكم القارئ الحصيف منصفاً على خصومه المغرضين الذين هان عندهم فضله، لتحكيمهم الهوى في نفوسهم، حتى اضطروا يسطينان فامر بإحراق مؤلفاته وتشديد العقاب على من ينسخها أويحرزها. فضاعت باليونانية إلا نتفاً لا بال لها، وحفظت بترجمتها السريانية بفضل علمائنا. وها هي كلما عاينت نور الطباعة جاءت بدليل جديد فاصل على فضل مؤلفها ومتانة حججه القواطع، وحولت أنظار العلماء من الإمتهان التقليدي له إلى التعجب والإعتبار وبعض الإنصاف. قال غوستاف باردي ما خلاصته: “أن سويريوس يماثل في نشاطه وبعد همته اثناسيوس (الرسولي) من وجوه عدة. لقد قاومه كتّاب أصحاب قرائح متوقدة من سائر الأحزاب فرّد عليهم ونقضهم. وقد اتضح لنا مما نشر بالطبع حتى اليوم (سنة 1928) من مصنفاته أنه أحد الرجال المتجملين باسمى المواهب ومن أصدقهم عزماً، في عصر كدّر صفاءه كثير من المعرّات والمهانات”![602]

 

48: يوحنا ابن افتونيا 538 +

 

أحد فضلاء الرهبان الرهاويين ورؤسائهم وبلغائهم، مسلّم ذلك له غير منازع فيه، جمّ الفضل كثير النبّل. ديّن خَيّر شهم ذكي الفؤاد من نبعة كريمة. ولد خامس أخوته بعد وفاة أبيه بمُديدة فأحسنت تربيته أمه الفاضلة افتونيا وكانت تُنمى لأمجاد. فشدا طرفاً من العلم. ثم أدخلته دير مار توما الرسول في سلوقية (السويدية) وهو فتى يافع مدفوعة بسائق التقى وصدق اليقين. فتروض في السيرة الرهبانية وتخرج بالعلوم الدينية والمنطقية. وبدا من سماحة أخلاقه ومحمود شمائله وجميل فضائله، بعد لبسه الثوب الرهباني وسيامته كاهناً، ما لفت الأنظار إليه فاصطفقت عليه الآراء فقلد رئاسة اخوته. وقد حفّت بالدير مكاره القيصر يسطينس الاول وتعسّفه (سنة 521) فأدار دفته بمنتهى الصبر والحكمة، ثم خرج برهبانه إلى الجزيرة إلى شاطئ نهر الفرات الايسر فانشأ في حدود سنة 530 مقابل جرابلس ديراً في موضع يُعرف بقنسرين فسُمي به “أو بدير ابن افتونيا” واصبح معهداً بعيد الصيت للتعبد ولعلوم اللغة والفلسفة واللاهوت وفيه تخرّج أشهر علماء السريان وعام 533 – 534 رحل إلى القسطنطينية وكان كاتباً في مؤتمر ديني عُقد ثم. وحلت وفاته في ديره في الثامن من تشرين الثاني سنة 538 بعد أن فاح أريج قداسته وعمره خمس وخمسون سنة وعيدت له البيعة.

وكان الأنبا يوحنا متضلعاً من السريانية واليونانية، وبهذه اللغة فسّر سفر نشيد النشائد[603] وألّف رسالة المعتقد التي قدمها الأرثدكسيون إلى القيصر يوسطنيان ونظم معانيث بليغة وهي خمسة في معجزات السيد المسيح، ونشيد في غسل الأقدام السري والشهداء الحميريين وتسعة للميلاد والقيامة وغيرها، وثلاثة لتقريظ مار سويريوس الأنطاكي ونشيد لدفن الموتى، ويُظن أنه عمل ثلاث انتيفونات لتناول الأسرار المقدسة[604] ونقلت تأليفه إلى السريانية. ونُسبت إليه سيرة سويريوس المُسهبة وليست له.

 

 

49: شمعون الأرشمي 540 +

 

من جلة الأحبار المجاهدين العاملين في سبيل المعتقد القويم. ذاع صيته في صدر المئة السادسة وترجم له مار يوحنا الأفسسي الذي حادثه ملياً وقال في حقه[605] كان كاهناً متبحراً في العلم الديني دئباً على المطالعة غيوراً جدلاً حاذقاً درِباً، أقام حياته كلها نصيراً للحقيقة الأرثوذكسية. فقاوم النساطرة وأفحمهم بحجاجه كما ماتن المانوية والمرقيونية والديصانية في بلاد فارس والاوطاخيين فسُمي المجادل الفارسي. ودعا إلى النصرانية في مدينة حيرة النعمان فاستجاب له خلق كثير من العرب وبنى أشرافهم بيعة. ونصّر ثلاثة من زعماء المجوس وعمدهم فاستشهدوا. ورحل إلى ما وراء بلاد الفرس فهدى فيها قوماً من الوثنيين والمجوس، وكافأه أساقفة المشرق فقلدوه الأسقفية على بلدة بيت ارشم الواقعة على نهر دجلة بالقرب من سليق قبيل سنة 503 وأبلى بلاء حسناً في سبيل الدين ونصرة الأرثدكسيين فاعتُقل سبع سنين في نصيبين فصبر على مكروه عظيم. وطوّف في شتى البلاد سبعاً أخرى وتوجه إلى القسطنطينية ثلاثاً. ونال من القيصر انسطاس أن يوفد إلى ملك الفرس سفيراً أزال الشدة عن المؤمنين. وكانت رحلته ثالثة لمواجهة القيصرة ثاودورة فتوفي في القسطنطينية شيخاً كبيراً في حدود سنة 540.

وألف مار شمعون كتباً ومقالات نقضاً للهراطقة. وكتب رسائل شتى في الإيمان كان ينفذها إلى المؤمنين في سائر البلاد، وصل إلينا منها رسالتان جليلتان ضافيتان، ضمن أولاهما شرح أحوال برصوما النصيبيني ونشوء بدعة نسطور، وانتشارها في بلاد الفرس وغلق مدرسة الرها كتبها سنة 511 وهي أقدم مستند لهذين الحدثين. وحكى في الثانية التي أنفذها إلى شمعون رئيس دير الجبّول عام 524 أنه صحب رسول القيصر يسطينس الأول إلى المنذر ملك العرب اللخميين، من مدينة الحيرة[606] فصادفاه في الرملة، فدخلا عليه وعلما منه أنه تناول حينئذٍ كتاباً من مسروق اليهودي ملك الحميريين أفاض فيه، في بيان الشدة التي أنزلها بمسيحي نجران عاصمة اليمن وذبحه إياهم – ولدن عودة شمعون إلى الحيرة وقف على تفصيل استشهاد أشراف نجران، وفي مقدمتهم انبلهم الحارث بن كعب الذي استعذب الموت بشجاعة حبّاً لدينه، وحث الكاتب الاساقفة ليسعوا لدى القيصر لإزالة الشدة عن المسيحيين في اليمين وفي طبرية، ونقل هذه الرسالة المؤرخون زكريا وديونيسيوس وميخائيل الكبير[607] ولشمعون أيضاً ليتورجية نسبها بعض النساخ إلى مار فيلكسينس.

 

 

 

50: نقلة مراسيم الملوك ونواميسهم

 

أن لقسطنطين وثاودوسيوس الكبيرين ولاون قياصرة الروم مراسيم ونواميس، نقلها علماء السريان إلى لغتهم واستنبطوا منها أحكاماً عُمل بها في الشرع المدني. ولا نعلم بتدقيق في أي عصر تمّ هذا النقل، ويراه (رايت) في النصف الأول من القرن السادس، وذهب المستشرق – برونس Bruns – أن راهباً منبجياً ترجمها حوالي سنة 475 – 477 ولهذه النواميس نسختان[608] وقد نشرتا. ووجدنا في كتاب القوانين في باسبرينة النواميس التي وضعها الملوك المسيحيون لشراء الأراضي والعبيد ومهر النساء والقسمة بين الأخوة ووصايا الموتى، وهي ثلاث عشرة صفحة كبيرة ونرجح أنها نُقلت في هذا القرن أيضاً[609].

 

51: صموئيل الرأسعيني

 

كان صموائيل رجلاً عالمياً عائشاً في مدينة القسطنطينية في النصف الأول من القرن السادس، وحصل العلوم اليونانية باسرها في ما حكى ابن العبري. وصنف مقالة أربعة وستين صفحة رداً على (الديوفيزيت) أهل الطبيعتين[610].

 

52: الكونت ايقورمونيوس

 

كان هذا النبيل رجلاً هماماً شديد التمسك بالأرثدكسية، بشهادة مار سويريوس له في رسائله الأربع التي كتبها إليه. وألّف تفسيراً لسفر رؤيا يوحنا الإنجيلي ست مقالات[611] وكان موجوداً في النصف الاول من القرن السادس.

 

53: توما أسقف جرمانيقي 542 +

 

رُسم توما أسقفاً لجرمانيقي أي مرعش في أوائل القرن السادس وسنة 519 نفي من كرسيه في سبيل المعتقد. وبعد سنة 520 كتب بأمر البطريرك سويريوس رسالة إلى القسيسين بولس وإيليا رئيسي نساك جبل ماردين، ورسالة ثانية إلى القس يوحنا رئيس دير مار اوسيب في كفر بيرتا من كورة أفامية[612] وبعد أن أقام في المنفى ثلاثاً وعشرين سنة توفي في سميساط ودُفن في دير قنسرين عام 542.

 

54: زكريا الفصيح

 

زكريا المشهور بالفصيح أوالمنطيق هوحميم القديس سويريوس ورفيقه في المدرسة وعشيره. ولد في غزة ودرس معه علمي النحو والبيان في المدرسة الإسكندرية سنة 485 – 487، ثم علمي الفقه والفلسفة في مدرسة بيروت الفقهية الطائرة الصيت. وانبرى حوالي سنة 516 لكتابة سيرته اليونانية منذ ولادته حتى جلوسه على السدة الانطاكية، وذلك بأسلوب هوعنوان البيان وآية البراعة واستقصاء دقيق. وجعل مقدمتها محاورة وسفّه فيها تهم خصومه، ثم نُقلت إلى السريانية، وقد نقلها “كوجنر” إلى الفرنسية وطبعها وهي حافلة بالفوائد. ثم اشتغل بالمحاماة في القسطنطينية زماناً. وبعد سنة 527 سقّف على جزيرة مدللي التي يقال لها أيضاً لسبوس (ميدلين) فصحفها بعض النساخ من (ميتلين إلى ميليتين) وترجموها بملطية، وذاع هذا الوهم مدة مديدة فنسب زكريا إلى ملطية خطأ – ومن أجلّ ثمار براعته تاريخ ديني مدني مفصل من سنة 450 حتى سنة 491 ألّفه باليونانية إجابة إلى طلب أوفركوس من رجال البلاط، في أربعة أبواب أو كتب تشتمل على الأحداث الكنسية ومنشور الإتفاق للقيصر زينون، الباب الأول 13 فصلاً والثاني 12 وكذلك الثالث، والرابع سبعة فصول وهو110 صفحات تناوله المترجم السرياني بطرف من التلخيص، وانشاؤه سهل مستعذب، ثم نقله أحد المؤرخين إلى مجموعته التي سوف تقف عليها[613] وفقد أصله اليوناني، وكتب زكريا أيضاً سير اشعيا الناسك وبطرس أسقف مايوما وثاودورس أسقف انصنا، وهذه الأخيرة مفقودة، وتوفي بعد سنة 536.

وارتأى دوفال وكوجنر أن صاحب التاريخ هو زكريا الفصيح، وأسقف مدللي هو زكريا المحامي كاتب سيرة سويريوس، فهما اثنان خلط المؤلفون اليونانيون القدماء بينهما. ولكن المستشرقين لم يتفقوا على هذا.

 

55: دانيال الصلحي 542

 

عُرف مار دانيال الصلحي في النصف الأول من المئة السادسة، وظن بعض المعاصرين لنا خطأ أنه ولد في صلح قرية طورعبدين، فقد كان غير بلد باسم الصالحية منها مدينة الصالحية في جنوبي الجزيرة العليا، التي يرجع عهدها إلى زمان الرومانيين وتشاهد أطلالها بالقرب من قرية أبوكمال، وكشفت فيها اليوم آثار تاريخية. وكان أول أمره رئيس دير الصالحين وإليه يُنسب على الأصح، وفي تلك المدة كتب رسالة إلى رهبان دير مار باسوس ذكر فيها اثني عشر نوعاً مما يطلق عليه اسم “الفساد” وذلك على أثر الجدال الذي احتدم يومئذ[614] ثم سيم أسقفاً “لتل موزل” بُعيد سنة 542 كما صرّح البطريرك بهنام الحدلي وداود الراهب الحمصي وغيرهما، بل ورد في كتابه تفسير المزامير أنه من مدينة تلاّ. وكان من خيرة أحبار زمانه علماً ضليعاً في علم الكتاب الإلهي وسنة 542 قبل أسقفتيه فسّر سفر المزامير تفسيراً مسهباً في ثلاث مجلدات ضخمة، كل مجلدة تشتمل على خمسن مزموراً، إجابة إلى طلبة الراهب القس يوحنا رئيس دير مار اوسيب في كفر البيرة. وتفسيره لاهوتي روحاني محض حافل بالفوائد والعظات، وانشأؤه سهل متين لا يستشهد فيه بأحد الآباء إلا نادراً. كان منه نسخة كاملة في حباب فقدت، وبقي نسختان في خزانتنا والقسطنطينية[615] وثلاث نسخ في لندن تنطوي على المجلدين الأول والثاني، نسخة مخرومة في بيروت تشتمل على المجلد الأول إلا يسيراً[616]، واختصره داود الحمصي عام 1461 لا في القرن العاشر كما وهم شابو. ومنه نسخ في برطلي وخزائن ديري الزعفران ومار متى وبوسطن وبرمنكهام[617] ونقل المطول إلى العربية بلغة ملحونة في أواسط القرن الثامن عشر[618].

وفسّر دانيال أيضاً سفر الجامعة ومنه اقتبس الراهب ساويرا في مجموعته، وقرأنا منه آية واحدة في كتاب الديدسقالية. وله مقالة في الآفات التي ضرب الله بها المصريين، ولا أعلم سنة وفاته.

 

56: مؤرخ شهادة الحميريين

 

في أواسط المئة السادسة على الأرجح صنف مؤرخ لم يتصل بنا اسمه بإنشاء سرياني متين، أخبار الشهداء العرب الحميريين الأرثوذكسيين في مدينة نجران سنة 520 – 524 في كتاب عميم الفائدة حوى أسماء 472 من الشهداء والشهيدات البواسل الذين طوَّح بهم في مهاوي الشدة، مسروق الملك اليهودي الغاشم. ويُعد هذا الكتاب فريداً طريفاً لاشتماله على تاريخ نصرانية العرب، ويظهر أنه كان نادراً فلم ينوّه به مؤرخ بعده، حتى أسعد الحظ موكسل موبرغ السويدي فوقع صدفة على نسخة منه ألصقت أوراقها فصارت جلداً لكتاب آخر. ففطن لها بذكائه وعالجها حتى خلص زهاء ستين صفحة يقدّر أنها نصف الكتاب، وفيها ثبت فصوله التسعة والأربعين، وهي بخط القس اسطيفان ابن متى السرياني أنجزها في بيعة مار توما بالقريتين في 10 نيسان [619]932 فنشرها ونقلها إلى الإنكليزية سنة 1924 فأسدى إلى أدبنا السرياني يداّ تُشكر.

 

 

 

57: يوحنا الثاني رئيس دير قنسرين 544

 

الأنبا يوحنا الثاني خلف الأب الكسندروس في رئاسة دير قنسرين، وكان من رجال الأدب البارعين في اليونانية فضلاً عن السريانية. فاّلف سنة 544 باللسان اليوناني سيرة ضافية لمار سويريوس الأنطاكي 57 صفحة شهر فيها مآثره باستقصاء بلغ فيه الغاية فخلّد بها اسمه، ونقلت بعد مديدة إلى السريانية.

 

58: الكاتب المغمور الاسم في دير قنسرين

 

من بواكير دير قنسرين الادبية، خطبة سريانية تقريظية فصيحة مستبدعة تُعد من ُطرَف البيان، لفظها أحد رهبانه البلغاء في العقد الخامس من المئة السادسة على الأرجح، في حق مار يوحنا ابن افتونيا رئيس الدير ومؤسسه، ضمنها سيرته وإذاعة محاسنه بإنشاء موشى ومنمنم هو كزهرة الرياض ونضرة الغياض، وقد نشرها نوسنة 1902 ونقلناها نحن إلى العربية ونشرناها[620].

 

59: الراهب إيليا

 

رافق الراهب القس إيليا مار يوحنا ابن قورسوس أسقف “تل موزلت” (519 – 538) وبعد وفاة هذا المعترف، سأله الشريفان سرجيس وبولس فكتب سيرته بتفصيل استوفى سائر أدوار حياته بإنشاء حسن وأسلوب مليح[621] ونشرها بروكس.

 

60: موسى الأجلي 550 ؟

 

عُرف بالراهب موسى الأجلي نسبة إلى بلدة (اجل) شمالي ديار بكر في حدود سنة 525 وكان من العلماء المتميزين بمعرفة السريانية واليونانية. فنقل إلى السريانية كتاب مار قورلس الاسكندري الموسوم (بكلافيرا) أي الغوامض إجابة إلى طلب الراهب بفنوطيوس. ووصلت إلينا رسالة هذا إلى موسى ومجاوبته وشذور من الكتاب[622] ونقل أيضاً قصة يوسف الصديق وزوجته آسيث أوأسنيث الموضوعة، فبرزت من يراعته ناصعة البيان كما مر بك آنفاً[623] ويُظن أنه عاش حتى سنة 550 ولا نعلم من حاله غير هذا[624].

 

 

61: الراهب السرياني صاحب الكتاب المنحول تاريخ زكريا

 

 

كان هذا كاتباً ارثدكسياً موجوداً سنة 569 وفيها ألّف بالسريانية مجموعة تاريخية معتبرة كسرها على اثني عشر باباً أوكتاباً تقع في مجلدين و462 صفحة[625] اشتملت على قصص يوسف الصديق وزوجته، وأهل الكهف وسلبسترس بابا رومية وتنصيره للقيصر قسطنطين. وتاريخ زكريا الفصيح برمته المذكور آنفاً، وكشف رمم بكر الشهداء اسطيفانس ونيقوديمس وغملائيل وابنه حبيب، وأخبار الشهداء الحميريين ونص مرسوم الاتحاد للقيصر زينون، والحروب التي نشبت بين الفرس والروم، وتمرد السمرة. وبدعة يوليان الخيالي والرسائل التي تبادلها ومار سويريوس. وثورة أهل القسطنطينية ودعوة الأساقفة الأرثدكسيين إلى العاصمة أملاً للإتحاد ورسالة سويريوس إلى القيصر، وفتح افريقيا ثم رومية وقدوم اغابيطس إلى القسطنطينية ورسالة سويريوس إلى كهنة المشرق ورهبانه، ورحلة أفريم الآمدي إلى بلاد المشرق واضطهاده لأهلها واضطهاد ابراهيم مطران آمد لهم. والكنيسة التي بناها افريم في انطاكية ورحلته إلى فلسطين ومصر. ورسالة رابولا الرهاوي إلى جملينس أسقف البيرة، وخراب رومية على أيدي البرابرة ووصف ابنيتها وصفة العالم لبطولمائس. وانتشار النصرانية وراء أبواب بحر قزبين وإدخال الكتابة في لغة الهونيين وغير ذلك، ونصوص الرسائل التي تبادلها البطاركة سويريوس وثاودوسيوس وانتيموس، ولعل هذا المؤلف هو الذي ترجم تاريخ زكريا إلى السريانية، وقد نشر هذا الكتاب لاند، ثم بروكس في مجلدين منقولاً إلى اللاتينية سنة 1919 – 1921.

 

62: مار آحودامه 575 +

 

من مفاخر بيعة المشرق وأشهم أحبارهم ذكاء وعلماً وطهراً ودعوة إلى النصرانية وأنصار الأرثدكسية. ولد في مدينة “بلد” وسيم أولاً أسقفاً لأبرشية باعرباية الواقعة بين نصيبين وسنجار، وسنة 599 قلده مار يعقوب البرادعي مطرانية بلاد المشرق، فشمر عن ساعد الجد في دعوة العرب الرحّل إلى النصرانية. وكانت منازلهم في تلك الديار وديار ربيعة. فهدى جماهير منهم الدين المبين، وانشأ لهم ديرين وبعض الكنائس. وشرفه الله بعمل الخوارق تأييداً لدعوته، وحمل مصباح الإنجيل أيضاً إلى بعض المجوس، ومنهم أمير من البيت المالك، فثار الملك كسرى انوشروان، فاعتقل القديس وأودعه السجن وتمَّ استشهاده في ثاني آب عام 575 فحمل جثمانه إلى بلدة قرونتا المحاذية لتكريت، وعُدّ أول مطارنة المشرق بعد أن اغتصب النساطرة هذا الكرسي[626]. وكان مار أحودامه فيلسوفاً ولاهوتياً فصنف كتاب الحدود في مواضيع منطقية، ومقالات في الحرية الدينية والنفس والإنسان باعتباره عالماً صغيراً وفي التركيب البشري. وهذه المقالة الأخيرة نشرت مع ترجمة المؤلف المسهبة[627] ويُظن أنه ألف كتاباً في النحوعلى طريقة النحواليوناني، على ما يُستدل من بعض الشواهد عنه.

 

63: الراهب سرجيس الناسك 577

 

كان الراهب سرجيس حبيساً متنسكاً في بعض أديار نيقية، قد تتلمذ لناسك شيخ فاضل اسمه القس يوحنا الرأسعني. ونال قسماً كافياً من علمي اللاهوت والتاريخ الكنسي. وفي حدود سنة 577 انتصر لقضية بولس الثاني بطريرك انطاكية بتأليف سرياني محكم السبك عقده في تسعة فصول وجاء في 74 صفحة. نقض فيه حجة القس يوحنا الأعرج الذي كان برح دير مار باسوس، وأورد مقال خصمه الذي كان يناهض البطريرك المذكور بعد أن أقالته الكنيسة السريانية[628] .

 

64: مار يعقوب البرادعي 678 +

 

من أشهر الأحبار ورعاً وطهراً واكبر المجاهدين الرسوليين في نصرة المعتقد القويم، ونخبة النسّاك الصوّامين القوَّامين ذوي الصلاح والدين المتين. ولد في مدينة “تل موزل” واسم أبيه القس ثئوفيلس ابن معنو. وترهب في ميعة صباه في دير فسيلتا المجاور لوطنه، وحذق السريانية واليونانية وتعمق في الكتب المقدسة والعلم اللاهوتي، وأمعن في أعمال النسك وتحلى بأجمل الفضائل. وفي سنة 528 رحل إلى القسطنطينية وسار فيها سيرته. وفيها رُسم بطلب الحارث بن جبلة الغساني ملك العرب وأمر القيصرة ثاودورة، مطراناً مطراناً للرها وبلاد الشام وآسيا بوضع يد ثاودوسيوس بطريرك الاسكندرية عام 543 وقيل 544 فرحل إلى الاسكندرية ورسم أسقفين بمعاونة بعض أساقفتها. وطفق يطوف متنكراً بلاد الشام وارمينية وقبادوقية وقيليقية، وايسورية وبمفيلية ولوقانيا. ولوقيا وفروجية وقارية وآسيا الصغرى وجزائر قبرس ورودس وخيو ومدللي، وما بين النهرين وفارس والاسكندرية مرشداً الارثدكسيين ومشجعاً إياهم ورسم لهم بتفويض البطريرك سبعة وعشرين أسقفاً وشمامسة وقسوساً بلغ عددهم بضعة الآف، وكثيرأ ما قفل إلى ديره. وأقام على هذه الحال خمساً وثلاثين سنة لا يعرف كللاً. وأبلى في بيعة الله بلاءً حسناً وكان ببطولته وجهاده خير عضد لها في زمن الشدة حتى نقله الله إليه في دير رومانس أوقسيون بمصر في 30 تموز سنة 578 وعيدت له البيعة.

وأنشا ليتورجية أولها: “اللهم يا أبا السلام الكلي القداسة” 15 صفحة وأربع رسائل نُشرت في كتاب الأسناد[629] وثلاثاً إلى يوحنا الأفسسي وغيره[630] ورسائل عامة إلى الأساقفة والكهنة ذكرت في سيرته المطولة.

 

 

65: قرياقس التلي

 

كان قرياقس مطران تلاًّ كاتباً مصقول العبارة عذب المشرب، وانشأ لنا بكلام متناسب محكم الأداء، أدعية لطيفة وجيزة لا يتجاوز كل منها السطرين والثلاثة والأربعة، تبدأ على أحرف الأبجدية. وكانت تتلى بين المراميث أي عند تلاوة عدد معروف من المزامير التي يقسمها السريانيون خمسة عشر مرميثاً، وهي ثلاث صفحات تجدها بلندن في مصحف مخطوط في القرن العاشر[631] ودبّج أيضاً على الطريقة نفسها أدعية اخرى تتلى بين المراميث في ميلاد ربنا والدنح والصيام والسعانين والقيامة وفي كل وقت. ورد منها في مصحف ثانٍ مخروم ثلاث صفحات يتخللها لقدمها نقصان غير يسير[632] واحدها يتلوه الكاهن في بدء طقس القداس سراً وهو: “اجعلنا اهلاً أيها الرب الإله لنمثل أمام مذبحك المقدس بمعرفة ومخافة وحسن نظام” ووجدنا في بعض كتب الألحان دعائين للصبح وآخر للموتى وهي أشبه ما يكون بطابع قرياقس وبلاغته[633] أما المؤلف وقد فاتنا أن نعدّه في موضعه مع مؤلفي الطقوس، فالغالب عندنا على ما يلوح لنا من طبع انشائه أنه وجد في النصف الثاني من القرن السادس، ولعله خلف دانيال الصلحي في كرسي تلاَّ سلفاً للمطران يوحنا الثالث الذي توفي في الخامس من شهر أيار سنة 591 اوخلفه.

 

 

 

66: سرجيس ابن كريا (القصير) 580

 

يُعرف سرجيس ابن كريا أي القصير بالأقرن[634] درس العلوم في دير ابن افتونيا وترهب فيه وسيم قساً ورأس الدير. ورسمه مار يعقوب أسقفاً لحرّان سنة 544 أو 545 وكان مضطلعاً باليونانية والعلوم المنطقية، كاتباً صحيح الديباجة بالسريانية معدوداً من كتّاب زمانه البارعين، وفي أثناء رئاسته على الدير نقل من اليونانية إلى السريانية سيرة مار سويريوس تأليف سلفه يوحنا الثاني 57 صفحة، ونشرها كجنر منقولة إلى الفرنسية. وعمل رسالة في الميرون المقدس[635] ووضع عشرة قوانين للإكليروس المحرومين[636] وكان حياّ عام 580 [637] وتوفي بعدها بمديدة.

 

 

67: بولس الثاني بطريرك انطاكية 581 +

 

كان بولس اسكندري الوطن قبطي الجنس من أسرة أوكاما. ترهب في دير الجب الخارجي وتأدب بآداب اللسانين السرياني واليوناني وكان حكيماً علامة قرأ كثيراً. وتروض في طريقة العبادة وصار كاتباً للبطريرك ثاودوسيوس، ورئس ديراً في الاسكندرية. وفي حدود سنة 550 رسم بطريركياً لانطاكية وحوالي سنة 575 عزل لمشاركته الملكيين على رجاء الإتحاد، فلما خاب أمله عاد إلى سيرته الأولى. وتُظن وفاته حول سنة 518 وكتب رسالتين مجمعيتين إلى ثاودوسيوس وثاودور بطركي الاسكندرية[638] ورسالة إلى المطرانين يعقوب وثاودورس[639] ورسالة إلى يوحنا رئيس دير مار حنانيا في تشرين الثاني سنة 576 أوردها الناسك الراهب سرجيس[640] ورسالة إلى مار يعقوب[641] ومقالاً سرد فيه ما جرى بينه وبين يوحنا السرميني من الجدال في اثناء الشدة، كتبه إذ كان معتقلاً في دير ابرهيم[642] ولعله الإحتجاج الذي ذكره سرجيس الراهب.

 

 

68: القس قورا البطناني 582

 

كان القس من مدينة بطنان المجاورة لسروج من أهل العلم والفضل. وعمل في الرها تاريخاّ دينياّ مدنياّ مفصلاّ اربع عشرة مقالة، في الاحداث التي جرت في زمان القيصرين يوسطينس الثاني وطيباريوس حتى وفاته من سنة 565 إلى 582 نوّه به ديونيسيوس التلمحري في مقدمة تاريخه التي أوردها ميخائيل الكبير بنصها، وقال أنه اقتبس منه بعض أحداث مما يوافق الحقيقة[643] وذكره ميخائيل نفسه الذي نقل عنه، ثم فُقد ولمح إلى وفاته في حدود ذلك الزمان، ولا نعلم من حاله غير هذا.

 

 

69: يوحنا الأفسسي 587 +

 

أحد احبار عصره الاعلام صاحب التصانيف الممتعة في التاريخ. كان من محاسن الزمان كثيراً جهاده جزيلاً فضله جمّاً علمه بعيداً همه، وفوق ذلك من دعاة النصرانية ورسلها العاملين[644].

ولد على الأرجح في بلدن (أكل) من ولاية آمد حوالي سنة 507 وشارف الموت وهو طفل ابن سنتين فدعا له وشفاه مارون الناسك العمودي في دير (ارعا ربتا) الأرض الكبرى في (اجل). فلما بلغ الرابعة من عمره أرسله أهله إلى ديره عملاً بأمر الناسك فأقام فيه حتى بلغ الخامسة عشرة وتوفي الناسك. فانضم إلى رهبان دير مار يوحنا الأورطي في شمالي آمد الذي انشئ أواخر القرن الرابع وكثر رهبانه وذاع أمره. فتروض في درس الكتب القّدسية والسيرة الروحية وجوّد اللغتين الشائعتين وسنة 529 رسمه يوحنا مطران تلاّ شماساً وترهب. وحين اضطهاد الرهبان وتشريدهم خرج معهم. وعام 530 أذن لهم بالعود إلى ديرهم. فطاف يوحنا الديارات والصوامع يحادث أفضل النساك يقتبس منهم وينقل عنهم ويدوّن أخبارهم. ورحل إلى انطاكية 532 وإلى مصر سنة 534 والقسطنطينية سنة 535 وفي السنوات التالية كان حظه حظ الرهبان الذين أمعن في تشريدهم والتنكيل بهم افريم الآمدي وابرهيم بن كيلي العاتي. وفي 540 و541 رحل إلى القسطنطينية وما بين النهرين وعاد إلى العاصمة وفي سنة 542 اختاره القيصر يوسطنيانس وكان شديد الثقة بغيرته عارفاً فضل المعيّته، فأوفده لتبشير الوثنيين والدعوة إلى النصرانية وذلك في ولايات آسيا الصغرى وقاريا وفروجيا ولوديا[645] وحوالي سنة 588 رسمه يعقوب البرادعي مطراناً لأفسس على الأرثدكسيين فنسب إليها وإلى آسيا الصغرى. فأقام زهاء تسع وعشرون سنة وأحرز نجاحاً عظيماً إذ هدى إلى النصرانية ثمانين ألفاً وانشأ لهم في رواية اثنتين وتسعين بيعة وعشرة أديار، وفي رواية ثانية تسعاً وتسعين بيعة واثني عشر ديراً[646] وعاونه دوطريوس فرسمه أسقفاً في قاريا وتوفي شيخاً. وبعد وفاة ثاودوسيوس الاسكندري سنة 566 رئس المترجم ارثدكسيي القسطنطينية وسائر بلاد الروم[647] وعام 571 أمعن يوسطينس الثاني وأساقفة العاصمة الملكيون في التنكيل بالأرثدكسيين، ومنهم الحبر المترجم الذي ذاق منهم المرائر، فاعتقل في سجن مضن ثم في جزيرة منفياً أربعين شهراً وتسعة أيام، ثم خُفر بحراس أكثر من ثلاث سنوات[648] واعتقل ثانية وأخلي سبيله، وثالثةً في أوائل عهد طيباريوس وأُبعد من العاصمة هو وصحبه في أيام عيد الميلاد سنة [649]578  وتوفي في حدود سنة 586 أو587 ونُعت بمنصّر الوثنين ومكسر الأصنام ومؤلف تواريخ البيعة.

وصنف مار يوحنا تاريخاً كنسياً في ثلاثة مجلدات يشتمل كل منها على ستة أسفار أو أبواب. الأول والثاني من عهد يوليوس قيصر حتى سنة 571 والثالث وضمنه أخبار الكنيسة والعالم من سنة 571 حتى 585 وهو418 صفحة. المجلد الأول مفقود، والثاني نقل برّمته تقريباً إلى التاريخ الذي ألفه الراهب الزوقنيني عام 775 ونشرت منه شذرات على حدة، أما الثالث فوصل إلينا وقد سقطت منه بضعة فصول، ألفه معتقلاً في سجن خلقيدونية. وله نسخة فريدة مخطوطة في القرن السابع[650] ونشره أولاً كورتن سنة 1853 ونقله بيان سميث إلى الإنكليزية عام 1860 وشونفلدر إلى الألمانية سنة 1862، ثم نشره ثانية بروكس ونقل إلى اللاتينية. وأقرّ المؤلف نفسه أن هذا المجلد خلّي من الترتيب. ذلك أنه كتبه معتقلاً في زمان الشدة. وهويقاسي المكاره، ولو صفا له الزمان لتناوله بالتهذيب. وحوى هذا التاريخ الأصيل المعتبر الدقيق أحداثاً لا تجدها في تاريخ أخر. منها ما يتعلق بملوك الغساسنة وبلاد الصقالبة والأرمن، وتنصير بلاد النوبة وبعض القبائل الحبشية والولايات الأربعة في آسيا الصغرى، والأوبئة التي اجتاحت غالب البلاد. وكان يوحنا مؤرخاً صادقاً محققاً مجتهداً، يقدّر الحوادث قدرها من الوجهة الأرثدكسية ولكنه نزيه. ومما يؤخذ عليه في هذا التاريخ انشاؤه الذي تعوزه المتانة واستعمالمه ألفاظاً يونانية كان يغنى عن اكثرها.

وعمل أيضاً سنة 566 – 568 تاريخاً آخر ليس دون الأول خطورة ونفعاً. ضمنه سير النساك الشرقيين، وهوجزءان يقعان في 619 صفحة. يشتمل على ثماني وخمسين ترجمة. وسيرة لأحبار ونساك ورواهب من عليّة أهل الورع والدين المتين أغلبهم من معاصريه، على نمط تاريخي بلاديوس وثاودريطس وزاد عليهما بضبط السنين، وعقد فيه فصلاً شائقاً سرد فيه تاريخ دير مار يوحنا الأورطي الذي تخرج فيه من سنة 389 حتى 567. وأنك لتجد في هذا الكتاب المستطاب، فضلاً عن سير بعض الأحبار، فوائد جمة عن السيرة النسكية والعادات الرهبانية وسير الديارات في ذلك العصر. ومن ميزاته أنه لم يدون فيه إلا ما رآه وسمعه واختبره أوانتهى إليه عن رجال ثقات، فلا حشو ولا فضول وانشآؤه أجود مما سبقه. وهذا ثبت السير:

1 مار حبيب، 2 مار زعورا، 3 يوحنا النزير من دير زوقنين، 4 سيرة الأخوين ابرهيم ومارون العموديين، 5 سيرة الناسكين شمعون وسرجيس، 6 بولس الأبيل، 7 ابرهيم الشيخ العالمي الحبيس، 8 ادّى خوراسقف هنزيط، 9 مارا الاكليريكي الهنزيطي، 10 مار شمعون الأسقف الفارسي المجادل، 11 الخورأسقف حرفط الهنزيطي، 12 سيرة الاختين الناسكتين بنتي غزالة: مريم وأوفيميمة، 13 توما واسطيفان وزوطا كتاب (وصناقلة) مارا مطران آمد، 14 آباي الناسك النزير، 15 سيرة راهبين في أيام الاضطهاد اسم احدهما يعقوب من دير الرهاويين بآمد، 16 شمعون الطُّوري الأبيل، 17 ناسك قديس كتم اسمه، 18 خبر راهب برح ديره ولم ينل الحلّة، 19 زكريا الشيخ، 20 راهب من دير زكريا، 21 توما من بلاد أرمنية زهد وتنسك هو وزوجته وأولاده، 22 سيرة الأخوين ادّى وابرهيم، 23 شمعون المتوحد، 24 مار يوحنا أسقف تل موزل، 25 مار يوحنا الغزي أسقف أفسطو القبطي المجاهد الثاني في سبيل المعتقد، 26 توما المعترف مطران دمشق (وهي ناقصة في الأصل)، 27 سوسنة البتول، 28 مريم الأبيلة، 29 ملكي الزاهد الغريب، 30 إيليا في مدينة دارا، 31 سيرة التاجرين الأخوين إيليا وثاودرر، 32 سيرة راهب سرق وتاب، 33 حالا الغيور من دير الرهاويين بآمد، 34 شمعون الشيخ الكاتب الآمدي، 35 تاريخ الرهبان الذين اضطهدوا وطُردوا من أديار آمد من سنة 521 حتى سنة 567، 36 مارا المتوحد وسائر النساك الذين دُفنوا في ضريح الغرباء، 37 (ناقصة في الأصل)، 38 سيرة القس هارون وسائر القسوس والشمامسة، 39 القس لاونطيس، 40 ابرهيم القس الناسك وابنه القس زوطا وابن أخته الشماس دانيال، 41 سيرة بسيان الناسك والقس رومانس ساعور دير تلعدا ورئيس الدير شمعون، 42 سيرة رؤساء الأديار ماري وسرجيس ودانيال، 43 سيرة الشمامسة ابرهيم وقرياقس وبرحذبشابا وسرجيس الذين عاونوا المؤرخ في تبشير الوثنين وتشييد البيع والأديار، 44 سيرة حاكم وكونت ورع، 45 اسحق الداري الكامل، 46 بولس الأنطاكي، 47 سيرة جمهور النساك الذين جمعتهم القيصرة ثاودورة في قصر هورميزدا في العاصمة، 48 البطاركة الخمسة في ابّان الاضطهاد، 49 مار يعقوب المطران المجاهد الهمام، 50 سيرة المطرانين المجاهدين يعقوب وثاودور، 51 قشيش أسقف جزيرة خيو، 52 سيرة ثاوفيلس وماريا الأنطاكيين المتنسكين، 53 بريسقوس الناسك، 54 البطريقة قيسارية المتنسكة، 55 سيرة يوحنا وسوسيانة زوجته خازني البطريقة قيسارية، 56 سيرة بطرس كاتم سرّ الملك[651] أخيه فوتيوس حافظ سجلات البلاط، 57 ثاودورس خازن الملك ورئيس حجابه، 58 تاريخ دير مار يوحنا الأورطي. 21 صفحة وللكتاب نسخة اسطرنجيلية فريدة في خزانة لندن (رقم 14647) خطت سنة 688[652] وقد نشره “لاند” سنة 1868 ونقله هو”وفان دوين” إلى اللاتينية ونشراه في امستردام عام 1889 ثم بروكس منقولاً إلى الانكليزية سنة 1924.

وألّف يوحنا كتاباً آخر في الاضطهاد الذي أثاره الملكيون على الكنيسة سنة 537 وذكره في التاريخ الكنسي وفي أول السيره الخامسة والثلاثين ولكنه فقد – ووضع قصة الآفة حوالي سنة 541 – 542 وأدخلها في المجلد الأول من تاريخه وهوضائع إلا ما نقله عنه ميخائيل الكبير، واحتجاجاً يظن تأليفه قبل سنة 575 أنفذه إلى المجمع الشرقي في أحداث الإتحاد عام 571 [653] وكتب رسائل شتى إلى طبقات المؤمنين ذكرها في تاريخه [654] وضمنها ما أصابه من الشدة، وأكثر من عشر رسائل إلى مار يعقوب[655] والبطريرك بولس بعد الخلاف الذي شجر بينهما وإلى حزبه[656] ورسالة جواباً إلى رؤساء أديار المشرق من أجل رسامة بطرس الثالث الرقي حوالي سنة 581 [657].

 

 

 

 

70: بطرس الثالث القلونيقي 591 +

 

ولد مار بطرس في مدينة قلونيقس (الرقة) وكان أبوه بولس خطيباً مؤمناً صادقاً ونشأ خير منشأ فأتقن السريانية واليونانية وحذق فيهما، ونال من العلم الفلسفي واللاهوتي القسط الأوفى فكان كاملاً في العلم حسن السيرة جميل الشمائل وسنة 581 اختير لمكان فضله وعلمه ورسم بطريركاً لانطاكية في دير مار حنينا. ورحل إلى الاسكندرية وولاية العرب أي حوران، سعياً وراء الروابط الدينية بين كرسي انطاكية والأسكندرية وولاية العرب أي حوران، سعياً وراء الروابط الدينية بين كرسيي انطاكية والإسكندرية. واشتهر أمره بمحاورته دميانس السرياني بطريرك الاسكندرية الذي خلّط في شرح عقيدة الثالوث الأقدس، في أثناء نقضه بدعة مثلثي اللاهوت، لا تشبثاً ببدعة ولكن لقصر نظره في العلم. ولما لم يذعن إلى مشورة بطرس وحاول التملص من البحث والدفاع عناداً، ناقضه الحبر المترجم في كتاب ألّفه باليونانية ينطوي على أربع مقالات في مئة فصل دعمه بشواهد من الأئمة. وقال مار ميخائيل أنه ثلاث مقالات. والاظهر أن بعض القريبيين من عصره لخصه في خمسين فصلاً بناء على أن المصحف المحفوظ منه بالسريانية في لندن[658] ينطوي على خمسة وعشرين فصلاً أي الكتاب الثاني (المقالة الثانية) وفي الخزانة الواتكانية نسخة منه حوت المجلد الثاني أي الأخير وهو خمسون فصلاً ونحو من 400 صفحة[659]، وله أيضاً مقالة موجزة ألفها نقضاً لمثلثي اللاهوت ولعلها جزء من مصنفه الكبير، وله ايضاً مقالة ردّ بها على مذهب يوحنا بربور رئيس الدير وفروبا. أثبت فيها أن اختلاف التعريف بين طبيعتي المسيح بعد الإتحاد محفوظ. وكتب رسائل منها اثنتان لخصهما ميخائيل الكبير في تاريخه. وليتورجية أولها، أيها الاله الآب والعلي الأبدي، وكانت وفاته في دير الجب الخارجي في 22 نيسان سنة 591 وقيل 590.

 

 

71: يوليان الثاني 595 +

 

ترهب يوليان في دير قنسرين وتخرج في العلوم فاضطلع بعلم المنطق وكان ناسكاً فاضلأً، وتتلمذ للبطريرك بطرس الثالث وكتب له. واختير خلفاً له ورسم سنة 591 فدبر بيعة الله أربع سنوات وشهرين. ومضى إلى جوار ربه في التاسع من تموز سنة 595 وذكر ابن العبري نقلاً عن المؤرخين القدماء، أنه علق شروحاً على كتاب سلفه المذكور في أعلاه إيضاحاً لمشكلاته ودفعاً لأوهام سرجيس الأرمني مطران الرها وأخيه يوحنا في حقه. وتجد في خزانتنا القدسية ست عشرة صفحة من كتابه وهو كراس نقصانه من الأول والآخر[660].

 

 

72: ابرهيم الآمدي 598

 

 

كان ابراهيم الأمدي أديباً مضطلعاً باللغتين اليونانية والسريانية. ومن نقله ليتورجية سويرا أسقف سميساط سنة 598 قرأنا هذا التعليق في هامش ليتورجيات في دير مار لعازر المجاور لقرية حبسناس بطورعبدين.

 

73: يوحنا بشطالس 600

 

الأنبا يوحنا بسالطس أي المرتل رئيس دير قنسرين في سلخ المئة السادسة، وهوالثالث بهذا الأسم بين رؤساء الدير ويلقب أيضاً (قاليوغرافوس) أعني الحسن الخط. وكان أديباً بارعاً قرأ العلوم في ديره وترهب ورسم قسّاً وعُرف بورعه وتظن وفاته حوالي سنة 600 وجعل عيده في كلندار ديره في الثالث عشر من كانون الثاني. حبّر معانيث فصيحة منها نشيد أذاع فيه مناقب مار يوحنا ابن افتونيا، ونشيدان لمدح البطريركين بطرس الثالث ويوليان الثاني[661].

 

74: روفينا التاجر بالفضة

 

كان روفينا عالمياً ارثدكسياً يتجر ببيع الفضة، وكان بصيراً بعلم المنطق وألّف باليونانية رسالة نقض بها قول لاونطي الراهب الأورشليمي الدار، البيزنطي الولادة والوفاة (485 – 543) الذي عرج إلى النسطرة ثم رجع إلى المذهب الملكي وكان خصماً عنيداً للسريان، وطعن على زعمه في مصنفات مار سويريوس الأنطاكي. فأورد روفينا في رسالته التي انطوت على سبعة عشر فصلاً وتسع وستين صفحة، قول الخصم بنصه، ثم نقضه ودفعه مؤيداً صحة المعتقد القويم، ووسم مؤلفه “بنقض نسيج العنكبوت الذي حاكه لاونطي الأورشليمي” وجدنا منه نسخة فريدة في الخزانة الزعفرانية مكتوبة بخط جيد[662] ويظهر أن روفينا كان موجوداً في أواسط المئة السادسة اي معاصراً لخصمه، أو بعده بزمن يسير إلى اواخرها وقد تُرجم مؤلفه إلى السريانية بانشاء مهذب اللفظ. ولعله كان انطاكياً من أسرة روفينا.

 

75: القس شمعون

 

كان هذا قيم مستشفى الرها الكبير. ومن تأليفه شرح علّقه على الإصحاحات الثالث والسادس والثامن من سفر التكوين[663] ومقالة في عودة أهل السبي من بابل وفي أسابيع دانيال النبي[664] ونستدل من طبع انشائه أنه كان موجوداً في أواسط المئة السادسة أو أواخراها.

 

 

76: سرجيس العمودي

 

كذلك يَظن سرجيس ممن عاش في سلخ المئة السادسة. وكان راهباً يعبد ربه على رأس عمود في قرية جوسية من معاملة حمص، وضع رسالة وقعت في تسع وسبعين صفحة أنفذها إلى رجل يهودي نقض فيها زعمه “ان لا ابن لله وأن الله لم يلِد”[665] ونقل خاصة عن فلافيوس يوسيفوس. وهي محفوظة في مصحف فريد بلندن بخط رومانس رئيس الدير في القرن الثامن[666] وتستوجب غاية الإعتبار لأنها المجادلة الوحيدة التي قامت بين المسيحيين واليهود في الأزمنة القديمة وحفظت.

 

 

 

77: بولس مطران تلاّ 617

 

من جهابذة عصره المتبحرين في اللغتين السريانية واليونانية، وافراد زمانه ذكاءً وتحصيلاً وهمةً وجَلَداً على التصنيف. نجهل موطنه والدير الذي تخرج فيه. رُسم مطراناً لتلاّ بين سنة 610 – 615 خلفاً للمطران صموئيل، والأظهر أنه لم يقم في أبرشيته سوى سنوات قليلة. فقد ورد في التاريخ القديم تأليف أحد رهبان قرتمين، أن دانيال العوزي رسم مطراناً لتلاّ ودارا وطورعبدين عام [667]615 وفي سنة 622 كان زكى مطراناً لتلاّ[668] ومن أخبار الحبر المترجم أنه شارك اثناسيوس الأول في عقده المصالحة مع الكنيسة الاسكندرية وأمضى المنشور العام سنة 616 وهذا غاية ما نعرفه من أمره، ومن دواعي الأسف أن الدهر لم ينصف هذا العلامة وصنوه الحرقلي فلم تدوَّن لهما ترجمة – وسجّل فضل بولس بنقله ترجمة التوراة السبعينية إلى السريانية بحسب هكسبلا أوريجانس أي التوراة المسدسة النقول، معتمداً على أصح نسخها. وناهيك به عملاً خطيراً لا يقدم عليه إلا صدور العلماء أمثال مؤلفه أوريجانس. وكان نهوضه بأعباء هذه الترجمة بأمر وتحريض أثناسيوس الأول بطريرك انطاكية، وهو في الاسكندرية أو في الدير الواقع عند الحجر التاسع الموضوع علماً للطريق ويسمى أنَطون، في أثناء هروبه إلى مصر من حرب الفرس وذلك بين سنتي 615 – 617 وضم إلى المتن بدقة تامة، سائر الإضافات والفروق المشار إليها بعلامات بشكل نجوم وغيرها، وما أضيف إليها في الهوامش مما يتعلق بنصوص يونانية غير السبعينية. وكان يعاونه في عمله هذا عدة كتّاب أشهرهم الشماس توما كاتب البطريرك. وأنجز نقل أسفار الملوك الأربعة (وهي اثنان بحسب الترجمة المألوفة) في الرابع من شهر شباط عام 616 وكانت الكنيسة السريانية مفتقرة إلى هذا النقل الدقيق ابّان المجادلات اللاهوتية[669] واستعمل في كتب الفروض البيعية، على ما يظهر في المخطوطات القديمة.

وكان من هذه الترجمة الكريمة نسخة كاملة في خزانة دير مار متى، ذكرها طيمثاوس الأول جاثليق النساطرة في صدر المئة التاسعة، ووجد مثلها في أواسط المئة السادسة عشرة في حوزة المستشرق القديم اندراوس ماسيوس، خطت في القرن التاسع، ربما جاءه بها المطران موسى الصّوري السرياني قصد نشرها. وبعد وفاة اندراوس عام 1573 اختفى المجلد الأول وكان مشتملاً على الأسفار الخمسة ويشوع والقضاة والملوك وعزرا ونحميا ويهوديث وطوبيا. وبقي المجلد الثاني في خزانة ميلان[670] وينطوي على المزامير وأيوب والأسفار الحكمية والنبوية. ويوجد أيضاً بعض أسفار وشذور في خزانتي باريس ولندن نوّه بها بومشترك في صفحة 186 و187 ح 12 و13[671] ومنذ سنة 1787 حتى 1892 نشر بعض المستشرقين الأسفار الموجودة وهي: أرميا ودانيال وحزقيال والمزامير، وسفر الملوك الرابع والأنبياء الصغار، والأمثال وأيوب ونشيد النشائد والمراثي والجامعة، والقضاة وراعوث وشذور من أسفار التكوين والخروج والعدد ويشوع والملوك.

نسب إلى بولس أيضاً نقل “خبر الزانية” وهو 11 آية من الإصحاح الثامن من انجيل يوحنا يتقدمه آية: 53 من الإصحاح السابع[672] وقف عليه في نسخة الاسكندرية، ومن نسب نقله إلى مارا الآمدي ذهب أن النسخة كانت ملكاً لمارا ؟ وقبل اشتغال مار بولس بترجمة الكتاب العزيز، عمل ترجمة جديدة لطقس العماد تأليف سويريوس[673] وألف هو أيضاً طقساً خاصاً به، وحساية للقداس.

والأرجح أن المترجم قضى بقية عمره في مصر، وتميز بالصلاح وعيدت له البيعة في 15 شباط[674].

 

78: الشماس توما 617

 

كان توما شماساً وكاتباً[675] لاثناسيوس الأول بطريرك انطاكية، ومن رجال العلم واشتغل مع بولس التلي في نقل سفر دانيال من اليونانية إلى السريانية كما تقدم ذكره[676] ولعله مؤلف الفصل الذي اشتمل على الاسماء والنقاط السريانية الذي نوّه به العلامة الرهاوي.

 

 

 

79: بولس مطران الرها 619

 

من العلماء الاثبات وأفاضل النقلة محصّلي آداب اللغتين، استوفى منهما حظه واستوعب قسطه، وهو بولس الثاني مطران الرها رسم حوالي سنة 594 أو595 خلفاً لسرجيس[677] ولقب بمترجم الكتب لأنه في أثناء غارات الفرس على الجزيرة والشام، لجأ إلى جزيرة قبرس سنة 609 وفي سنة 619 نقل إلى السريانية معانيث سويريوس الأنطاكي وغيره من محبّري النشائد، متصرفاً في النقل تصرفاً يسيراً فنقّحها بعده مار يعقوب الرهاوي عام 675 ونقل أيضاً التسبحة الملائكية بحسب التقليد القنسريني: المجد لله في العلى وكان عام 616 [678] من جملة الأساقفة الذين رافقوا اثناسيوس الأول إلى مصر، وعين عيده في 23 آب[679]

 

 

80: قرياقس مطران آمد 623 +

 

كان قرياقس ملفاناً كفوءاً ذائع الصيت بفضائله وعلمه جليل القدر. ترهب وتأدب في دير مار زكى المجاور للرقة. ثم تتلمذ للبطريرك بطرس الثالث الذي رسمه مطراناً لآمد حول سنة 582 أو583 فساس الأبرشية سياسة حسنة تجلت فيها حكمته، وادّى للبيعة خِدَماً حُمد أثرها وطالت مدته. وسنة 609 استبدل بالمطران شموئيل لأحداث سياسية، ثم أعيد إلى كرسيه وارتفعت منزلته في العيون. وإليه كتب اثناسيوس الأول رسالة جليلة في الإتحاد الذي عقد عهده مع كنيسة الإسكندرية منوّهاً بفضله وتوفي سنة 623 وسنَّ ستة قوانين وجاوب على ثلاث عشرة مسئلة رفعت إليه[680] وتضمن كتاب الهدايات بعض قوانينه.

 

81: الأنبا بولس 624

 

بولس رئيس الدير من النقلة البارعين، لجأ إلى قبرس عام 609 وفيها ترجم مصنفات غريغوريوس اللاهوتي إلى السريانية سنة 624 [681] وأصلح هذه الترجمة اثناسيوس الثاني البلدي، قد خلط بعض الكتّاب بينه وبين بولس مطران الرها.

 

 

 

82: توما الحرقلي 627 ؟

 

من صدور العلماء المتبحرين والكتّاب المحققين وأجرأهم قريحة وأغزرهم مادة، بلغ الغاية من البراعة في صناعة الأدب فملك أعناق المعاني وسُخّرت له الألفاظ. ينسب إلى “حرقل” قرية بفلسطين، وتروض بالعلم في دير قنسرين وحذق السريانية واليونانية. وترهب في دير “ترعيل” ورُسم مطراناً لمنبج[682] في العقد الاخير من المئة السادسة واضطهده دومطيان أسقف ملطية الملكي بسلطة نسيبه الملك موريقي سنة 599 فلجأ إلى مصر ثم عاد إلى أبرشيته. وفي أثناء محاربة الفرس لبلاد الشام وفلسطين، رحل ثانية إلى مصر وأقام في دير واقع عند “أَنَطون” (على بعد الميل التاسع) بجوار الاسكندرية واشتغل بتصحيح ترجمة العهد الجديد السريانية على أربع نسخ يونانية مضبوطة، متناولاً بالتهذيب الترجمة الفيلكسينية البوليقربية. فأخرج للملأ ترجمته التي أجمع العلماء على جودتها وغلبت سائر الترجمات واشتهرت بالحرقلية سنة 616 وقد صرف في عمله هذا جهداً كبيراً وهماً بعيداً وتجشم عناء كثيراً وخلد له ذكراً جميلاً. وهذه الترجمة منتشرة في خزائن الشرق والغرب[683] واستعملت في طقس الكنيسة. وقرأنا في مزامير في خزانة اكسفرد[684] أنه ترجم أولاً في زمان ادّى الرسول، وثانية على يد فيلكسينس المنبجي وثالثة في الاسكندرية بقلم المطران توما الحرقلي وعاون اثناسيوس الأول. في عقد عهد الإتحاد مع الكنيسة القبطية ودخل معه على هرقل في منبج سنة 627 وألّف ليتورجية على الأبجدية اولها: أيها الأزلي السرمدي واللطيف، (عشر صفحات) ونقل إلى السريانية ليتورجيات الأريوفاغي وباسيليوس النزينزي والذهبي الفم، أما سنة وفاته فمجهولة وعيده في 26 حزيران[685].

 

 

83: اثناسيوس الأول الجمال 631

 

من خيرة بطاركة انطاكية غيرةً وفهماً وتقىّ وحسن شمائل وحلماً وأصالةَ رأي. وهو سميساطي الوطن، كانت له والدة فاضلة على خلق كريم وورع عظيم، أحسنت بعد وفاة أبيه تربيته وأخاه سويريوس، فترهبا في دير قنسرين وفيه تروّضا بالعلم واسمى الفضائل. وتميز المترجم بالوداعة والتواضع، وعُرف بالجمَّال لاشتغاله مدة سنة بخدمة نقل الملح على الجمال من ملاّحة الجبول إلى ديره عملاً بقانون ديره. فاختير بطريركاً للكرسي البطرسي فأحسن تدبيره بما خلَّد ذكره من سنة 595 حتى 631 وفي رواية ضعيفة من سنة 604 وتمت على يده أعمال جليلة وتوفي عام 631

وله ثلاث رسائل جليلة اثنتان عامتان والثالثة إلى قرياقس مطران آمد وصف فيها الإتحاد الذي عقده مع الكرسي الاسكندري[686] ورسالة عامة إلى رئيس دير مار متى ورهبانه ورسالة أنفذها إلى القيصر هرقل تنقض بدعة يوحنا النحوي[687] وألف سيرة سويريوس في خطبة أفاض فيها في بيان جهاده، ضاع أصلها السرياني ووصلت إلينا ترجمتها الحبشية ونقلها “كود سبيد” إلى الإنكليزية ونشرها[688] وذكرها مؤرخ بطاركة الاسكندرية.

 

84: سويريوس أسقف سميساط 630 أو643 +

 

أخوالبطريرك اثناسيوس ترهب وقرأ العلم في دير قنسرين وترأس فيه، ورسمه أخوه أسقفاً لسميساط قبيل سنة 598 وكان على غاية الورع دائم التعبد والتهجد فأنعم الله عليه بفعل المعجزات، وصحب أخاه إلى مصر عام 616 وتوفي في رواية ضعيفة عام 625 أو630 وقيل 643 والّف باليونانية ليتورجية نقلها توما الآمدي إلى السريانية أولها: أيها الإله القوي وسيد الجميع يا من أنت بحر الأمن والألفة، وهي ست عشرة صفحة منها نسخة في خزانتنا[689] وجعل عيد المترجم في 18 تشرين الثاني.

 

 

85: القس توما

 

عُرف القس توما في دير “قدر” بالقرب من مدينة بطنان[690]  في النصف الأول من المئة السابعة وألف تاريخاً على طريقة السنين من رسامة سويريوس عام 512 حتى فتح المسلمين لبلاد الشام سنة 636 وحتى وفاة هرقل عام 641 ونقل فيه عن قانون السنين لتاريخ اوسابيوس ومصادر اخرى. وقال بومشترك أن في كتاب الخلفاء ورد لتوما ثلاث قطع تاريخية قصيرة المدة. وكان أخوه شمعون راهباً بوّاباً لدير “قدر” وقتل سنة 636 في أثناء غارة العرب على جبل ماردين[691].

 

 

86: القس عماوس

 

القس عماوس (عموي) الطبيب الفارسي الحاذق كان موجوداً في أواخر أيام الساسانيين أوصدر ملك العرب. وله قصيدة أفرامية في قيامة الموتى، سبع وعشرون صفحة[692].

 

 

 

 

87: يوحنا أبوالسدرات 648 +

 

يوحنا الثالث بطريرك انطاكية حبر خطير تحفزه همته إلى بعيد المدارك. ترهب في دير اوسيبونا وأتقن فيه اللغتين والعلوم اللاهوتية. وتتلمذ لاثناسيوس الأول وكتب له، وكان ورعاً لبيباً حازماً مبارك الرأي بعيد النظر. وخلفه في الكرسي الرسولي عام 631 وشهد استيلاء العرب على الجزيرة فكان للأمور سلِساً ذلولاً. وهو الذي سعى بنقل الإنجيل المقدس من السريانية إلى العربية على أيدي مهرة التراجمة من العرب المسيحيين الأرثدكسيين من بني عُقيل وتنوخ وطيء، إجابةً إلى طلب عُمير ابن سعد أبي وقاص الأنصاري أمير الجزيرة حوالي سنة 643 كما تقدم آنفاً[693] ولم تقع إلينا هذه الترجمة. وله مع هذا الأمير محاورة دقيقة في إثبات حقائق النصرانية دوّنها ساويرا أحد كتّابه وعنونها: رسالة البطريرك مار يوحنا في الكلام الذي تحدث به مع أمير المسلمين. ونشرها نو ونقلها إلى الفرنسية[694] وصنف أدعية خشوعية بليغة شتى تُعرف بالسدرات أوالحسايات، أدخلها الفرض الكنسي تستهل بالتحميد والتسبيح وجدنا منها مجموعة كبرى في أقدم نسخة بلندن[695] لا نشك أن معظمها مما حبرته براعة هذا الحبر الذي لُقب بأبي السدرات بانشآء جزل فخم. وتسع حسايات منها معنونة باسمه: أحداها للصوم الاربعيني والثانية للقيامة والثالثة والرابعة استغفار عن الراكبين صنوف الخطايا، والخامسة لكشف المحن، والسادسة للمساء والليل والنهار، والسابعة للصبح، والثامنة للموتى، والتاسعة لصبح الجمعة من الأسبوع الخامس من الصوم[696] ووجدنا له أيضاً ثلاث حسايات للقداس بدء الأولى: حمداً للذبيحة الطاهرة الذي صار كاهناً لذاته، والثانية: حمداً لرئيس الأحبار السموي، والثالثة: اللهم يا من أنت حقاً معلم صالح[697]. والّف ليتورجية أولها: اللهم يا من تفرح بالمحبة وتتلذذ بالأمان[698] وخطبة في تقديس الميرون أولها: لنتكلم قليلاً بنوع فلسفي أيها الأخوة في حق هذا العيد الكائن الآن[699]. ورسالة إلى ماروثا مفريان تكريت كتبها في أول بطركيته[700] ومقالة عقائدية نفيسة وجهها إلى الخوري ثاودورس افتتحها بمنشور عام إلى أبناء البيعة المقدسة أعلن فيه دستور الإيمان مفصلاً منتصراً للمعتقد القويم الرسولي ومستشهداً بالأباء ومنهم يوحنا الأورشليمي. وضمنه تقريعاً لبدعة الخياليين، وختمه بتاريخ زعمائها وقصة رسامتهم الزائفة وهي 39 صفحة[701] وكانت وفاته في الرابع عشر من كانون الأول سنة 648 وفيه رتب عيده.

 

 

 

88: ماروثا التكريتي 649 +

 

من أعلام بيعة المشرق وحسنات الدهر. ولد في “شورزق” أحدى قرى “بانوهدرا” من أعمال الموصل وقرأ وترهب في زهرة عمرع في دير “نردس”. ثم رحل إلى دير مار زكى المجاور للرقة طلباً للعلم، فأقام ثم عشر سنين يدرس العلوم الإلهية ويتخرج باللسان اليوناني على الربان ثاودور. ثم صار إلى جبل الرها حيث أتقن الخط، وأخذ أيضاً عن الربان توما الضرير، وتوجه إلى دير مار متى وعلّم فيه علم اللاهوت، ووضع لرهبانه طرائق جميلة لاقامة فروض العبادة والصلاة. وانتخب وسيم مفرياناً لكرسي تكريت أواخر سنة 628 وعقد مجمعاً في الدير المذكور، سنّ فيه أربعة وعشرين قانوناً. ورتب اثنتي عشرة أبرشية لمفريانية المشرق ثم ضم إليها ثلاثاً في أذربيجان وخراسان وافغانستان. وانشأ البيع والأديار وفرض صوم نينوى، ورعى الشعب رعاية رسولية، وتوفي ثاني شهر أيار سنة 649 وجعل عيده فيه. ومن تاليفه تفسير للإنجيل وردت لمع منه في مجموعة الراهب ساويرا. وخطب للأعياد منها خطبة للأحد الجديد بدؤها: يا أخوتي أنا لليوم الجديد معيدون وعلّية الأسرار متذكرون[702]، وكتاب جدل تناول فيه النساطرة ذكر في سيرته وهو مفقود، ورسالة مسهبة إلى البطريرك يوحنا تتضمن قصة برصوما النصيبيني والنسطرة التي دهمت بلاد الفرس، نقلاً عن رواية الشيوخ[703] وليتورجية بدؤها: أيها الإله الصالح بطبعه وواهب الأمن والسلام، وحساية لجمعة الآلام بدؤها: أيها الرب إلهنا يا من رحمتك موجودة فيك طبعاً. ونسبت إليه سيرة مار آحودامه مطران تكريت[704] وفي رواية ضعيفة بعض التخشفتات.

 

 

89: يوحنا مطران بصرى 650 +

 

يوحنا مطران بُصرى ويقال له مطران بلاد العرب كان ملفاناً، رسمه اثناسيوس الأول وذاع اسمه بين فضلاء أساقفة زمانه من سنة 617 وروى الراهب الزوقنيني أنه توفي بآمد ودفن في هيكل مار يوحنا المعمدان عام 650 وألف ليتورجية جليلة تسع عشرة صفحة أولها اللهم يا واهب المحبة والإتفاق[705] ذكره يعقوب البرطلي في كتاب الكنوز (ف 1 باب 4) بقوله: أن الملائكة خلقوا قبل العالم كما ارتأى النزينزي والذهبي والرهاوي وابن كيفا، وذلك استناداً على ما ورد في ليتورجية لا على شرح وضعه للأسفار المقدسة كما وهم السمعاني.

 

 

 

90: القس اندراوس الأوشليمي

 

قال ابن الصليبي في أخر تفسير المزمور السادس والعشرين[706] “كان اندراوس قساً ارثدكسياً، وعني بتفسير سائر الأسفار وبالخاصة المزامير، ناقلاً كلام الملافنة بنصه ولم يزد من عنده شيئاً. لكن وضع أولاً شروح اوريجانس وسويريوس والثاولوغوس وباسيليوس، وديديمس وقولرلس وايسوخيوس (الاورشليمي) وإياونيس، واثناسيوس وثاوفيلس واوسابيوس وثاودريطس النسطوري. فكان يورد آية المزمور ويتبعها بشرح الملافنة على كل كلمة، وقسم مزامير داود خمسة مجلدات” فهو من جملة المفسرين الذين رجع إليهم في شرحه للعهد العتيق وخصوصاً المزامير ونقل باختصار عن كتابه الأول. وحفظ له في خزانة لندن خطبة في دفن العذراء المباركة وانتقالها أولها: يا أحبائي أن الذين يستضيئون بنور صافٍ غير مادي بمعرفة لا يشوبها ضلال لكي يتأملوا طريق النظر الروحية[707] أما زمان اندراوس الذي لم ينوّه به مؤرخ قديم أوحديث فمجهول. وإخاله من علماء المئة السابعة ؟

 

 

 

 

91: يوحنا نقر الناسك

 

أورد جامع كتاب الديدسقالية القديم المحفوظ في مذيات، بنذة وجيرزة تتضمن “شواهد في المعمودية والاشتراك بالأسرار المقدسة تأليف القديس يوحنا نقر الناسك في جبل الرها المقدس” ووردت له أيضاً أقوال مأثورة في كتاب مقالات نسكية في كنيسة انحل[708] وخزانة برمنكهام[709] والأشبه أنه كان موجوداً بين القرن السادس والثامن.

 

92: دنحا الأول مفريان المشرق 659 +

 

ترهب دنحا ودرس في دير مار متى متتلمذاً لسلفه ماروثا التكريتي، وخلفه في كرسي تكريت عام 649 وتوفي سنة 659 بعد أن كتب لماروثا سيرة ضافة بإنشاء حسن السبك[710] ونشرها نو منقولة إلى الفرنسية ونقلناها نحن إلى العربية بتلخيص ونشرناها في مجلتنا[711].

 

 

93: يانورين الآمدي 665

 

يانورين أوشنورين الآمدي ويُعرف أيضاً بقيديداطس كان عالماً بالمنطق[712] ومن حذَّاق النقلة من اليونانية إلى السريانية. ومن نقله سبع عشرة قصيدة من أشعار غريغوريوس النزينزي أولها قصيدته في نفسه[713] وذلك سنة 665 ولا نعلم من حاله غير هذا.

 

 

94: ساويرا سابوخت 667 +

 

أوحد الفضلاء وكوكب العلماء اللامع وبدرهم الزاهر، أستاذ حاذق طائر الشهرة وفيلسوف رياضي، بل أول علماء البيعة الذي استجلوا غوامض العلوم الفلكية والطبيعية. ولد في نصيبين في الربع الأخير من المئة السادسة، وترهب وتثقّف في دير قنسرين فملأ منه وِطابَه، وأحرز من آداب اليونانية والسريانية فضلاً عن اللغة الفارسية ما جعله قبلة الأنظار ومطمح القصّاد. وكان من أعيان العلماء الذين خرجوا من تلك المدرسة الشهيرة، تصدر للتعليم في ديره، وقضى حياته المديدة في تدريس الفلسفة والعلوم اللاهوتية والرياضية والتصنيف. وكان أمثل علماء السريان في علم الفلك وبرهن على تفوّقه فيه على اليونانيين أنفسهم[714] وتخرج به كثيرون أشهرهم البطريرك اثناسيوس الثاني ويعقوب الرهاوي. وسيم أسقفاً لقنسرين وقيل لديره سنة 638 وبلغ من العمر عتيّاً وسار إلى جوار ربه عام 667 وكوفئت فضائله بعيد رتب له في 20 تموز، وفي كلندار ثانٍ في 11 أيلول وسمي ساويرا الرياضي.

والمصنفات التي حبرها مار سويرا سابوخت وهي لاهوتية وفلسفية ورياضية، لم يصل إلينا منها إلا القليل، فمن الأولى: 1: مقالة في اسابيع دانيال، 2: فصل في زمان ميلاد ربنا بالجسد في أية سنة يونانية وُلد، 3: رسالتان إلى القس سرجيس رئيس دير “خنوشيا” في سنجار، تضمنتا شرح خطبتين لغريغوريوس النزينزي في الأبن والروح القدس، سبع صفحات. وجاء فيهما اسم المؤلف منسوباً إلى نصيبين وطنه، ولا يراد بذلك أسقفاً لنصيبين سميّاً له كما تبادر إلى ظنّ شابو[715] ومن الثانية: 4: مقالة مختصرة في أقيسة الأنالوطيقا (أي تحليل القياس) الثاني لارسطو ألفها عام 638 وفضل منها ثلاثة أوراق[716]. 5: قطع من شرحه لعلم تأويل الكتب المقدسة (هرمنوطيقا) ثلاثة فصول، 6: رسالة إلى صديقه القس يونان الزائر (ساعور) لتفسير بعض نقاط من كتاب الفصاحة لارسطو[717]. 7: مقالة وضعها لبعض محبي العلم في تفسير بعض القضايا المنطقية ذكرها في رسالته إلى يونان وأرسل له نسخة منها، 8: رسالة إلى القس ايثالاها (الذي تسقف على نينوى) في شرح مقالة بريرمينياس أي العبارة والحساب والمساحة الفلك والموسيقى ذكر فيها أنه كتب إليه جواباً قبل سنة إيضاحاً لبعض قوانين الآباء القديسين، ويثني عليه لأنه أرسل إليه نسخة من رسالتي غريغوريوس وباسيليوس[718] ومن الثالثة، 9 مقالة جليلة في الاصطرلاب اثنتان وخمسون صفحة نقلها نو إلى الفرنسية ونشرها سنة 1899[719]، 10: كتاب في صور البروج الفه سنة 659 أو660 بقي منه ثمانية عشر فصلاً نشرها ساخو عام 1870 [720] وورد منها في مصحف بلندن فصل في الأرض (القابلة السكنى) العامرة والغامرة وفي حالة الذين يسكنون في كل دائرتها فوق وتحت. ومساحة السماء والأرض وما بينهما من المسافة وهل تجوز الشمس تحت الأرض وفوقها في جسم الفلك. وأضاف إليها 19 إلى 27 مجاوبة على مسائل فلكية ورياضية وكرنولوجية، إجابةً إلى طلب القس باسيل القبرسي الزائر سنة 665 [721] ولعل هذا الكتاب هو الذي نوّه به ابن العبري في كتابه “الصعود العقلي” (ص 107). 11: رسالة إلى باسيل المذكور في اليوم الرابع عشر من شهر نيسان القمري انشأها سنة 556 ومضمونها تعيين عيد الفصح بضبط وهي ثماني عشرة صفحة[722]، 12: ورد في مصحف بلندن[723] ثلاث رسائل إلى المذكور في علم التاريخ، 13: ونقل من الفارسية إلى السريانية، إيضاح مختصر “بريرميناس” أي كتاب العبارة لارسطو الذي ألفه بولس الفارسي للملك كسرى الأول[724] وأضاف سويرا إليه المقالة الخامسة في المنطق لارسطو، 14: ونُسبت إليه ترجمة “تترابيللون” أي الكتب الثلثة لبطولمايس؟ في تركيب الكلام الرياضي[725] ويؤكد هذا تقليد تاريخي ثابت – ونحله رايت ودوفال نقلاً عن السمعاني عن الدويهي خطأ: ليتورجية باسم سويريوس القنسريني، وهي لساويرا أسقف سميساط رئيس دير قنسرين كما علمت آنفاً.

 

 

95: الراهب ايثالاها

 

كان ايثالاها راهباً قساً في دير مار زكى بظاهر الرّقة في المئة السابعة. وله مقالة ثلاث عشرة صفحة عنوانها: “مسائل النساطرة ونقض آرائهم في الأرثدكسيين” تتناول اثنتين وثلاثين مسئلة[726] وورد في مصحف بلندن[727] شرح ألّفه ايثالاها لخطب الثاولوغوس وذلك قبل أن يصير قسيساً، لكن وليم رايت يرتاب من نسبته إلى المترجم؟ فإما أن يكون إيثالاها النينوي من رهبان دير مار متى الذي رسم على ما نظن أسقفاً “لجومل والمرج” أواخر سنة 628 وكان فاضلاً، أوايثالاها راهب دير مار زكى المعاصر له.

 

 

 

96: يونان أسقف تل موزلث

 

كان يونان محظوظاً من العلم راهباً في بعض الأديار وبريودوطاً (زائراً) برتبته موجوداً في أواسط المئة السابعة. وإليه كتب ساويرا سابوخت رسالة كما علمت آنفاً. ثم رسم أسقفاً لتل موزلث فألف رسالة تسع صفحات أنفذها إلى زائر اسمه ثاودورس ضمنها البراهين على الإقتصار على زوجة واحدة[728]

 

 

97: متى مطران حلب 669

 

ترهب وخاض عُباب العلم في دير زوقنين. قال المؤرخ الرهاوي[729] أنه كان فيلسوفاً من طبقة ساويرا سابوخت. ورسم أسقفاً لحلب في العقد الرابع من المئة السابعة وسار ذكره كل مسير بعد سنة 648 وكان موجوداً عام 669 ولم ارَ له مصنفاً ولعله ألف فاغتالته يد الضياع.

 

98: الأسقف سويريوس

 

كان في أول أمره قساً وكاتباً للبطريرك يوحنا الثالث وله عناية بالعلم. فانشأ رسالة كتبها إلى بعض أصدقائه جواباً على ست عشرة مسئلة شرعية، قرأها على البطريرك فأجازها. وردت منها نسخة في كمبرج تنطوي على ثماني مسائل وأحداها تتعلق بصيادي بلاد أرمينة وهي صفحتان[730] وبعد سنة 667 رسم أسقفاً فوضع مقالة أربع صفحات، في زمان المجامع وأسباب عقدها حفظت نسختها في الديدسقالية بمذيات.

 

 

99: الربان سبروي

 

كان سبروي آل ابرهيم من قرية “رمتشير” أستاذاً نحوياً لغوياً موجوداً حوالي سنة 630، وفي أواسط المئة السابعة. قال حفيده الربان داود ابن بولس في حقه في رسالته إلى الاسقف يوحنا “أنه نشأ في قرية ” بيت شاهاق” في كورة نينوى مدرسة لتعليم اللغة السريانية الصحيحة، حوت نيفاً وثلثمائة تلميذ وخرّجت أساتذة كثيرين، وألّف محاورة مجلدين نقضاً للنساطرة. وثلاث مقالات جواباً على ستين مسئلة وضعها معلم منهم ضرير” ا ه.[731]

 

 

100 – 101: الربان راميشوع والربان جبرائيل

 

راميشوع وجبرائيل هما ابنا الربان سبروي به تخرجا وعنه أخذا، وصارا أستاذين عضداه في مشروعه اللغوي في مدسة “بيت شاهاق” وفي دير مار متى وتعهدا كتباً شتى ضبطاً وتصحيحاً وتشكيلاً. وأجمع التقليدان السرياني الأرثدكسي والشرقي على اعتبار راميشوع مستنبطاً لنقط تتميز بها حروف العلة[732].

وتقدم آنفاً أن الأساتذة سبروي وولديه الّفوا كراريس الباسليق وعيد السعانين وأسبوع الآلام لكلا الصفين، والفرض المدني لاستعمال كنيسة المشرق[733]

 

 

102: البطريرك ساويرا الثاني 681 +

 

ويعرف بابن مشقا ترهب ودرس في دير “اسفولس” ورقي إلى الكرسي الرسولي عام 668 وتوفي سنة 681 وكان شديد الوطأة لإمعانه في الزهد فحدث خلف بينه وبين بعض الأساقفة فكتب قبيل وفاته رسالة إلى يوحنا مطران دير مار متى وبلاد الفرس مفوضاً إليه وإلى الأسقفين يوسف وسرجيس، إقرار السلام في الكنيسة بعد إتمام شروط وضعها، ونقلها ميخائيل الكبير الى تاريخه[734] ونسبت إليه بعض حسايات.

 

 

 

103: الربان هارون الفارسي

 

الربان هارون الفارسي من علماء النصف الثاني من القرن السابع. ذكره العلامة يعقوب الرهاوي في رسالته إلى اوسطاثيوس (قوريسونا) الداري واثنى على علمه. وقال جرجس أسقف العرب في حقه في رسالته السادسة إلى يوحنا الأثاربي: أنه كان شيخاً جليلاً من الراسخين في العلم ورأساً لرهبان حكماء. ونوّه به المؤرخ الزوقنيني قائلاً: “على عهد ساويرا الثاني (668 – 681) عُرف هارون المفسر الفارسي[735] وقرأنا في بعض مخطوطات الموصل أنه كان يعرف بصاحب المكبتة وصنف كتاباً[736] والأظهر أنه  كان رئيساً لأحد أديار الجزيرة.

 

 

104: توما الآمدي

 

كان هذا أيضاً من حضنة العلم المعاصرين للرهاوي فقد ذكره بعد الربان هارون في رسالته المذكورة في أعلاه، وشبهّه بالنجم الذي هدى المجوس وذلك في حدود سنة 680 وربما صار توما أسقفاً لآمد وتوفي في حدود سنة 700 فقد ذكر الزوقنيني أن توما (الثالث) أسقف آمد كان من مشاهير أساقفة ذلك الزمان ؟[737]

 

 

105: اثناسيوس الثاني البلدي 686 +

 

من نخبة البطاركة الأنطاكيين وفحول العلماء المتفلسفين ومهرة النقلة. لجّ هائماً بالعلم وليداً وفتىً وكهلاً. ولد في مدينة “بَلَد” الواقعة على الضفة اليمن من دجلة وقد دثرت، ودرس العلوم وحذق السريانية واليونانية في دير قنسرين قراءة على ساويرا سابوخت. وترهب وخرج إلى دير (بيث ملكا) الكبير في ناحية انطاكية، لا دير مار ملكي الصغير في طور عبدين كما وهم أكثر المستشرقين. وفيه واظب على الإشتغال بالعلوم الفلسفية اسوةً بأستاذه النقّاب العليم. وفيه نقل في كانون الثاني سنة 645 ايساغوجي برفيريوس[738] وايساغوجي أخر مغمور المؤلف[739] وقد نشر فريمان أولهما في برلين عام 1897 وبعد زمن يسير ارتقى اثناسيوس إلى درجة الكهنوت وأقام في نصيبين. وفي هذه المدينة نقل إلى السريانية سنة 669 المختار من رسائل مار سويريوس الأنطاكي إجابةً إلى طلب متى مطران حلب ودانيال مطران الرها[740] فارتأى بومشترك أنه وجد ناقل أخر اسمه القس اثناسيوس النصيبيني[741] ولم نقف منه على ما يدعم رأيه الذي هو من باب الحدس، بل أن في المصحف الزعفراني القديم ما يصرح أن هذا القس هوالبطريرك اثناسيوس عينه. ونقل أيضاً المقالة الثانية من كتابه نقض نيفاليوس[742] وطائفة من خطب مار غريغوريوس اللاهوتي[743] وترجم باقتراح المطرانين المومأ إليهما والقسيس ساويرا الكاتب، كتاب الأيام الستة للقديس باسيليوس القيصري تسع مقالات سنة 666 – 667 على ما ورد في ضوابط ألفاظ الكتاب العزيز ومصنفات الملافنة في الخزانة الزعفرانية[744]، ويظهر من ثلاث رسائل لطيمثاوس الجاثليق كتبها حوالي سنة 800 إلى سرجيس الراهب الملفان أنه نقل أيضاً الكتاب المنحول ديونيسيوس الأريوفاغي وانتشرت ترجمته. وهذا نص قوله: “انطلق إلى دير مار متى وانسخ ترجمة الكتاب بقلم اثناسيوس أوترجمة فوقا الرهاوي” اه.[745].

وهو في نقوله سليم الذوق جيد السبك غريزي الفصاحة مطبوع على البيان. وذكر فوقا الرهاوي في تعليقه على شرح الكتاب المذكور، أن مار اثناسيوس هذا ومار يعقوب الرهاوي ضبطا صناعة النقل من اليوناني إلى السرياني. يعني أنهما رفعاها إلى الطريقة العلمية بعد أن كانت لفظية ساذجة.

وفي أواخر سنة 683 سيم بطريركاً وكتب مرسوماً ضافياً زهاء عشر صفحات إلى جمهور الأساقفة ذاكراً اسماء سبعة عشر منهم[746]، وأصدر رسالة عامة في كيفية تصرف المسيحيين بين المسلمين ومنعهم من أكل لحوم الضحايا[747] وصنف أدعية للإستغفار منها ثلاثة للقداس اولها: حمداً للراعي الصالح الذي تقتات رعيته بجسده، وثانيها: أيها الرب الذي به يكون ويحيي كل شي. والثالث: أيها الإله الكلمة العلي، ومنها للموتى. وإليه كتب يوحنا الاسكندري رسالة مجمعية في 24 حزيران سنة 686 أولها: لتكن آيات الكتاب فاتحة كلامي، وتقع في تسع صفحات[748] وفي أواخر هذه السنة مضى إلى جوار ربه محموداً بكل لسان.

 

 

106: ابرهيم الصياد 686

 

هوابرهيم الثاني مفريان المشرق الملقب بالصيّاد[749] كان أديباً وله ليتورجية أولها: أيها الإله العلي اللطيف[750] وتوفي سنة 686.

 

 

107: يوحنا الأول مفريان تكريت 688 +

 

يُعرف بابن كيفا كان مطراناً لدير مار متى ثم ارتقى إلى كرسي تكريت وكان شيخاً جليلاً كهف التقى قديساً، نشر بعد وفاة ساويرا الثاني في مجمع رأس العين رسالة عامة على الاساقفة الانطاكيين لإعلان السلام في البيعة، نجد نسختها في تاريخ ميخائيل الكبير[751] وتوفي عام 688.

 

 

 

108: القس شمعون من دير قنسرين

 

كان القس شمعون راهباً من دير قنسرين موجوداً في أواخر المئة السابعة له مقالة سهلة الأسلوب في مذهب أصحاب مكسيموس أي المشيئتين في المسيح نقلاً عن كتب الموارنة التي ألّفوها رداً على المذكورين. أوردها المؤرخ الرهاوي بنصها في مج 1: فصل 131 وذهب بومشترك أنه كان من “سقرا” إحدى قرى قنسرين، يولياني المذهب جدلاً نقض على المانوية بعض بدعهم؟[752].

 

 

 

109: مار يعقوب الرهاوي 708 +

 

فرد العلماء بل بحرهم وأوحد الأئمة بل صدرهم، من نوادر الزمان وعجائبه وسيد الجهابذة المتبحرين وقُطبهم وعميدهم، ذو الخاطر الوقّاد والطبع النقّاد الألمعية الثاقبة والبصيرة الصائبة. النحوي اللغوي والأديب والشاعر والناقل والمؤرخ والمُفسّر والمشترع والفيلسوف اللاهوتي صاحب التصانيف العجيبة المفيدة، وفي كل من العلوم التي حازها كان الفائز الأعلى وقدحه المعلًّى، وله فيها بسطة الذراع وبراعة اليراع، لم يتقدم له شبيه في الأعصر الأوَل، ولم يأنس بشيء أُنسه بالعلم، وما أزدحم العلم في صدر احداز دحامَه في صدره حاشا العلامة ابن العبري، فحمل الناس عنه وعن مصنفاته المشهورة بالتجويد علماً كثيراً – أَجِل النظر في تحريره أسفار العهدين بضبط لغوي أصاب فيه القصد وبلغ الغاية، فحفظ كتاب الله من التحريف والتصحيف، وألمح تنقيحه لنقول بعض مصنفات الأئمة، تعلم أنه كان من علم اللغة بالمكان المكين، وأبحث في كتبه الفلسفية واللاهوتية تحكم أنه غرة زمانه وأوحد دهره، وتصفح رسائله الممتعه ترَ العرفان مضمونها والحكمة تتهادى بين سطورها. وأقرأ فتاويه الشرعية وآراءه القانونية يبدو لك قريحة صافية وذهن صحيح وفؤاد ذكي واجتهاد موّفق، وتشهد أنه قاضى محاكم المعقول والمنقول، والذي عنده مقطع الحق وفصل الخطاب، ذلك أنه جمع ما حصّله من آراء ثقات الأئمة الذين كانوا على عُنق النصرانية، وما استنبطه من ثقوب رأيه ورجاحة عقله وحصافة فكره. وراجع تصانيفه الطقسية تسلّم له أنه ملفان البيعة الأكبر وحامل لواء مجدها السائر في الرعيل الأول، وأن كتبه هي الغاية التي ليس وراءها مراد لباحث ولا مضرب لرائد. ولا غرو بعد هذا أن يعدّ من طراز ما رؤي بالشرق مثله. كما كان أمثل علماء السريان في العصور الأولى والوسطى.

ولد مار يعقوب[753] في قرية “عيندابا” من كورة انطاكية حول سنة 633على الارجح ويُظن اسم أبيه اسحق. وقرأ في ميعة صباه على الأب قرياقس زائر كورته الفاضل، مبادئ العلوم وأسفار العهدين وكتب الأئمة فبلغ منها الغاية.

ثم يمّم دير قنسرين فترهب فيه ودرس على مار ساويرا سابوخت آداب اللغة اليونانية وأنجز علومه وتمّهر في اللغة والفلسفة واللاهوت مع رفيقه اثناسيوس البلدي وكان اسنّ منه. وارتاض بالزهد والسيرة الفاضلة. ثم رحل إلى الاسكندرية ليغوص على دقائق الفلسفة وغوامضها فأدرك فيها وطره. وعاد إلى الشام وتنسك في الرها ودرس اللغة العبرانية فنبه ذكره واستفاضت شهرته. وقصده العلماء ومحبو العلم يراسلونه ويرفعون إليه المشكلات فيتناولون منه الجوابات السديدة وكان سنة 672 شماساً ثم رُسِمَ قساً. واختير عام 684 وسيم بيد رفيقه اثناسيوس الثاني مطراناً للرها فنسب إليها وأقام فيها أربع سنوات، واشتد على الرهبان والاكليروس في حفظ القوانين بعد إهمال طرأ عليها وطرد العصاة فقاوموه وحُملت عليه ضغائن في حق كان يحميه. وكان البطريرك يوليان الثالث والأساقفة يشيرون عليه بالتساهل تنازلاً مع الزمان وأخذاً بالتي هي أحسن. ولكن الغيظ بلغ من المترجم أقصاه فأحرق كتاب القوانين جهراً لإهمالها، وهجر الأبرشية مستقيلاً وصار بتلميذيه دانيال وقطسنطين إلى دير مار يعقوب في كَيسوم. وانشأ مقالتين أو نظم قصيدتين غمز في أحداهما الرعاة، وقرّع في الثانية مخالفي قوانين البيعة[754] وبعد فترة يسيرة انتدب لتدريس اليونانية في دير اوسيبونا في كورة انطاكية. فمكث فيه احدى عشرة سنة مجدداً هذه اللغة بعد أن إندراسها حتى بلغ إلى القمّة ومفسّراً الأسفار الإلهية بحسب النص اليوناني، وحينما بدأ خِلف من الرهبان الكارهين لليونانيين، خرج إلى دير تلعدا ومعه سبعة تلاميذ له، وأقام فيه زهاء تسع سنوات مكبّاً على تصحيح ترجمة العهد العتيق. وفي خزانة باريس محفوظ سفر الملوك الذي ترجمه عام 705 [755] وفي أواخر 707 توفي المطران حبيب الذي سيم مكان مار يعقوب، فالتمس الرهاويون عود الحبر المترجم إليهم وقد عرفوا له فضله فعاد أواخر كانون الثاني من سنة 708 وبعد أربعة أشهر يمّم دير تلعدا لنقل كتبه فكانت فيه وفاته في الخامس من حزيران وهو يوم عيده. فقد كان رضي الله عنه من الأحبار القديسين المتحلين بالغيرة على الحق والصلاح المتين، ولُقب بالمؤثر للأتعاب أوالمجاهد، وبمترجم الكتب.

كان الرهاوي بعيد الهمة، ذا ولع بالعمل يستعصي وصفه، عصبي المزاج حادّه، شديد العزم لا هوادة عنده، لم يقوَعلى معالجة أمور الرعية بالحسنى، وهو من هذا القبيل يشابه بعض أخلاق العلاّمة غريغوريوس النزينزي. ومع ذلك فقد كانت استقالته من حظ العلم، فصرف انضج سني حياته في خدمته فأفاد بيعة الله بما لم يكن لتفوز به لومكث في أبرشيته.

وهذا ثبت مصنفاته التي كتبها بالسريانية وكان إمامها الأكبر واكليلها ونضارها:

1: تصحيح الترجمة البسيطة للعهد العتيق وهو أول أعمال ضبط الكتاب المقدس القانوني عندنا. فإنه قسّم الأسفار فصولاً وصدّر كلاً منها بمضمون وجيز معلقاً على الهوامش حواشي شتى، بياناً لفروق النقول اليونانية والسريانية أو إيضاحاً للفظ الكلمات المضبوط. وصل إلينا منها الأسفار الخمسة الأولى، وصموئيل الأول والثاني ونبوتا اشعيا ودانيال، ونقصانها شيء زهيد. وأما من بقية الأسفار فعندنا نتف. وقد نُشر ما استطاع المستشرقون أن يجدوه من حواشي هذا الكتاب في مجموعة الراهب ساويرا أوفي شواهد غيره من المفسرين.

2: سفر الملوك الذي ضبطه على ترجمتي اليونان والسريان سنة 705

3: كتاب ضوابط الفاظ أسفار العهدين وهومن اجّل كتبه واسدّها تصنيفاً، مجلدة ضخمة نفيسة دوّن فيها متون الآيات التي تستلزم ضبط أعلام الاشخاص المدن والقرى وغريب اللغة، فضبطها بالشكل الكامل والحقها بضوابط مصنفات أئمة النصرانية الأعلام الأقدمين باسيليوس والنزينزي والنوسي والذهبي والأنطاكي، فنحت للعملاء مثالاً يحتذون عليه[756].

4: تفسير سفر التكوين والأسفار الأربعة التي تليه وغيرها من العهد العتيق واسمه “الشروح” كا ورد في مجموعة ساويرا. منه في لندن فصول من التكوين والخروج وأسفار الملوك الأربعة[757] وطرف منه في خزانتنا والخزانة الواتكانية وطبع الدكتور فيلبس قسماً منه عام 1864.

5: كتاب في علم اللاهوت ذكره ابن العبري في الهدايات[758] واستشهد به ابن كيفا في كتابيه “السلطة الذاتية وخلقة الملائكة” (في الفصل 48) وأراه المقالة الثامنة من كتابه الأيام الستة وعنوانها “اللاهوت والتجسد”[759].

6: كتاب العلة الأولى الخالقة الأزلية القادرة على كل شي وهي الله حافظ الكل. ذكره جرجس أسقف العرب وهومفقود.

7: كتاب الأيام الستة: دبجه في أواخر حياته باقتراح تلميذه قسطنطين مطران حمص ثم الرها. بحث فيه في خلقة الكائنات (سبعة أبواب) على طريقة مؤلفات باسيليوس وغيره من الآباء في هذا الموضوع. واشتمل على أبحاث طبيعية شائقة تدل على علو كعب مؤلفه في شتى العلوم، ورسوخ قدمه في بلاغة الإنشاء خلافاً لما توهمه بعض المعاصرين في حظه من البيان، وهو356 صفحة. وكأنه صنفه بعد كتاب العلة الأولى المذكور وهما يؤلفان موسوعة لاهوتية. وحينما أشرف على إنجازه فأجاته المنية فاتمّه صديقه جرجس أسقف العرب في عشر صفحات. وطبعه شابو و واشالد عام 1932 عن مصحف في ليون[760] منقول سنة 839 وله نسختان قديمتان احداهما عُملت عام 822 لثاودوسيوس مطران الرها وكانت لخزانة دير مار متى ثم صارت إلى خزانة آمد الكلدانية فقلاية بطركية الكلدان بالموصل[761] ونسخة في “لييدن” خطت عام [762]1183.

8: مسائل وأجوبة في ماهية النصرانية تليها أمثلة في بعض آيات الكتاب الكريم، لترويض التلامذة[763].

9: خطب منثورة في ذبيحة القداس ونقض استعمال خبز الفطير، والرد على فرقة من الأرمن اعتقدت بالطبيعتين، وتقريع لمخالفي قوانين البيعة، وخطبة في تقديس الميرون[764] ومقالة في اختطاف بولس حتى السماء الثالثة[765]؟

10: تفسير وجيز للقداس صفحتان، ألّفه لجاروجي الناسك العمودي في سروج[766]

11: مقالة في سبب لبس الرهبان للصوف[767]

12: ترتيب صلوات الفرش الأسبوعي المعروف بالإشحيم[768]

13: فناقيث الآحاد والأعياد، وفضله على الفروض الكنسية فاق أفضال سائرالآباء الملافنة في سائر بلاد السريان ما عدا بلاد المشرق كما تقدم لنا بيانه[769].

14: كتاب الكنوز ويشتمل على قوس العماد والزواج (الإملاك وعقد اكليل المتزوجين) وتبريك الماء لعيد الغطاس[770] .

15: طقوس الجناز للكهنة والأساقفة والرجال العالميين والنساء والاطفال[771]

16: مداريش شائقة شجية ترتل ليلة الجمعة العظيمة بلحن (قوم فولوس) وليلة اثنين الآلام وأبيات الآلام الخاصة بهذا الأسبوع[772]

17: تصحيح ليتورجية مار يعقوب أخي الرب على النسخة اليونانية[773]

18: انافورا للقداس اولها: اللهم يا أبا الكل وسيد السادات، ست عشر صفحة[774] نشر رنودوت ترجمتها. وحساية مسهبة جداً في جماعة اليهود والبيعة بدؤها: مبارك أنت يا عنقود الحياة[775]

19: كلندار الأعياد على مدار السنة، ورد منسوباً إليه نسخ شتى.

20: نقل خطب سويريوس الأنطاكي إلى السريانية بعد أن سبقه بولس مطران الرقة إلى نقلها فأنجز يعقوب عمله هذا سنة 701 وفي النسخة الكملى المؤرخة عام 708 بلغ عددها مئة وخمساً وعشرين. وهي أبرز نقوله[776] .

21: إصلاح ترجمة معانيث سويريوس التي تقدم بولس رئيس الدير بنقلها. والنسخة القدمى التي وصلت إلينا يشبه أن تكون بخطه أنجزها سنة 675.

22: قال ابن العبري في كتابه “صمحا” الفصل الرابع من الباب الخامس من المقالة الأولى: أن الرهاوي صحح ترجمة أشعار غريغوريوس اللاهوتي، التي عملها بولس الآنف الذكر ويرتاب بعض المستشرقين من هذا.

23: نقل كتاب ارسطو إلى السريانية وأوله أقسام الأيساغوجي ثم المقولات فشروح على الكليات الخمس من ايساغوجي، 128 صفحة[777].

24: نقل خرونيقون اوسابيوس القيسراني إلى السريانية في أواخر القرن السابع كما ذكر ميخائيل الكبير[778].

25: نقل كتب القوانين الثانية المنحولة إلى اقليميس الروماني أولها كتاب عهد ربنا الموضوع في القرن الخامس.

26: نقل قوانين مجمع قرطاجنة الأول على أيام مار قبريانس، وقوانين المجامع المسكونية الثلاثة سنة 687 [779]

27: ترجمة قصة بني يوناداب (رخابيم) المنحولة اليهودية الأصل ترجمها من اليونانية ونشرها نو[780]

28: كتاب (انشيريديون) أي المختصر، وهومجموعة العبارات العملية الفلسفية. وفيه يفسر بنوع خاص ما استعمله اللاهوتيون من الألفاظ كجوهر وذات وطبيعة وأقنوم وشخص[781].

29: كتاب التاريخ على نمط خرونيقون اوسابيوس، واتمّه حتى سنة 692 ضمنه قوانين تاريخية تتقدمها فصول، صحح فيها تاريخ القيسراني مستدركاً على اخطائه في حساب السنين. وهومختصر وذيله كاتب مجهول حتى سنة 710[782] وقد ضاع أكثره، والذي فضل منه 46 صفحة نشره بروكس منقولاً إلى اللاتينية سنة 1903.

30: كتاب نحواللغة السريانية، لغة ما بين النهرين، ولم يصل إلينا منه سوى نتف طُبعت[783] ولكن نحويي السريان من مغاربة ومشارقة على أساسه بنوا واعتبروه أول كتاب في نحو هذه اللغة. وبحث أيضاً في عدة مسائل نحوية في رسائله.

31: قوانينه الكنسية وهي كثيرة[784] جاءت في نسختنا القديمة المخطوطة عام 1204 في أربعين صفحة كبيرة وبعضها ملخص عن الأصل وتقارب في أصلها السبعين صفحة وهي: 1: إلى توما الناسك حبيس تلرومنين في رسم الكأس، 2: في أنه هل يجب أن تبقي الكأس المقدسة من يوم إلى آخر بدون تناول ما فيها، 3: في رتبة طقس العماد، 4: في تبريك الماء وطقس بركته، 5: في مسائل شتة سأل عنها يوحنا العمودي الأثاربي مار يعقوب ومجاوبته عليها، وهي سبع وعشرون مسئلة وفي مقدمتها رسالة يعقوب إليه، أربع صفحات، 6: سبع عشرة مسئلة رفعها يوحنا إليه فكتب إليه الجوابات عليها، 7: ثلاث مسائل سألها القس ابرهيم الناسك الحبيس صفحتان[785]. 8: ثلاث مسائل لتوما الناسك الحبيس، 9: مسائل القس ادّى من ديار ماردين وهي واحدة وخمسون نقصانها ورقتان، وفي نسخة دير الزعفران المطولة القُدمى ولا شك أنها النسخة الأصلية التي منها نقل ما هو أحدث منها جاء عدد المسائل 73، 10: واحد وثلاثون قانوناً سنّها من نفسه، 11: سبع مسائل عرضها أيضاً ادّى، وبها يتم المجموع مئة واحدى عشرة مسئلة، 12: مسائل عرضها القس توما وجد منها في النسخة مسئلة واحدة وجوابها، وهذه الأعداد الأخيرة من 10 – 12 وقعت في نحو من تسع صفحات – وورد في مصحف “باصخرا” ثلاثة وعشرون قانوناً سنها مار يعقوب ولكنه لخّص المسائل والقوانين. فجملة قوانين هذا الملفان 166 اختارت البيعة ما شاءت منها فضمت إلى كتاب الهدايات.

32: لما فاز الرهاوي بلباب العلوم عفواً صفواً، وكاد العالم السرياني يحج إليه حَبواً، قصده نخبة من فضلاء الأكليروس والعالميين حضنة العلم بمشكلات يسألونه حلّها ومعضلات كتبوا إليه في كشفها، فكان يملي رسائله في هذه الأبواب وفي السنن. فجاء كثير من معارفه مسبوكاً في قالب الرسائل. وليس بنا أن نضبط عدد هذه الرسائل وأن حكمنا بداهة أنها كانت موفوراً عديدها. وقد وقفنا في لندن منها على مصحف حوى منها ثلاثاً وعشرين[786] وقعت في 138 صفحة وقرأنا منها في مجموعة قوانين باسبرينة احدى عشرة وقعت في ثلاثين صفحة بالحجم الكبير والخط الدقيق، وعندنا نسخة فتغرافية لمعظم ما اشتمل عليه المصحف اللندني، أما المطبوع منها فهو يسير، منه خمس نشرت في مجلة الشرق المسيحي.

ومجموع ما فزنا به منها ست وأربعون رسالة واليك ثبتها ومضامينها:

1: رسالة إلى جرجس أسقف سروج في الخط السرياني، نبّه فيها النسّاخ إلى الأمانة في النقل وضبط الألفاظ وما اشتملت عليه من النقاط، منوّها بفضل صناعة الخط وخطورتها وإنها أولى الصناعات[787] نشرها فيلبس ثم مارتان سنة 1869.

2: رسالة في النقاط التي يجب وضعها فوق الألفاظ أوتحتها ضبطا للمعاني وتمييزا بين المرادفات وما إليها، وقسمها خمسة فصول وكل من الرسالتين ست صفحات.

3: رسالة إلى بولس قسيس أنطاكية في الألف بآء وإصلاح الكتابة السريانية[788].

4: رسالة إضافية إلى القس توما الناسك الذي حبس نفسه في “تل رومنين” متعبّداً، في رتبة تقدمة القداس، ست صفحات كبيرة.

5: رسالة إليه في هل يجب أن نترك الكأس المقدسة من يوم إلى يوم.

6: رسالة إلى القس أدى في رتبة العماد المقدس ثلاث صفحات[789]

7: رسالة إلى الشماس برحذبشابا من دير”طليثا” في سجود النصارى إلى الشرق.

8: رسالة إليه ردا على المجمع الخلقيدوني، كتبها وهوشماس[790]

9: رسالة أولى إلى صديقه الوجيه اوسطاث الداري وهوقوريسونا (ومعناه باليونانية، السيد) جوابا لمسئلته: أياّ من الطريقين يتبع؟ السماوي أوالأرضي.

10: رسالة ثانيه إليه جوابا لدعوته إياه إلى دارا فيعتذر عن إجابة طلبه. كتبها وهو شماس وعمره اثنتان وأربعون سنة.

11و12: رسالة ثالثة فرابعة إليه يشرح فيها ما ورد في قصيدته أي رسالته المنظومة التي سيأتي ذكرها.

13: رسالة خامسة إليه افتتحها بالبحث عن بعض حروف الأبجدية اليونانية.

14: رسالة سادسة، بدأ فيها بذكر الجبعونيين الذين احتالوا على يشوع ابن نون لخوفهم من آل إسرائيل[791]

15: رسالة سابعة يفخّم فيها شان بلاد المشرق التي منها “دارا” وارد بذلك مديح مراسله وصديقه اوسطاثيوس الذي نوُّه برسوخه في العلم وبحكمته الروحية، متخلصاً إلى قوله انه لا يفتقر إلى مثله.

16: إلى القس إبراهيم: في الخمر وفلاحة الكرم، ضمنها معنى روحياً في غاية السمو.

17: رسالة ثانية إلى القس إبراهيم الناسك الحبيس في “كفر عوزيل” في مسائل شتى، صفحة ونصف[792]

18: اثنتان وعشرون رسالة إلى يوحنا القس الناسك عمودي الاثارب وكان من خيرة حملة العلم أولها: في أن مُؤَلّفاً حديث العهد متطفّلاً على موائد الكتَّاب، زيف قصيدتين في الأيام الستة ونحلهما مار يعقوب السروجي. إحداهما سباعية الوزن والسروجي لم ينظم إلا على البحر الاثني عشري. والثانية بهذا الوزن، لكن طابع كلتيهما متباعد عن بلاغة السروجي فضلا عن المعاني.

19: رسالة ثانية: افتتحها بقوله: لست اعلم ماذا أقول في ما كتبت به إليّ وأنا بين أمرين مشكلين، أولهما إني لست اعرف كيف أتكلم، وثانيهما انك رضيت لنفسك مهنة الطب وأنت صفر من الآلات خليّ من معرفة الأمزجة، وخزانتك فارغة من العقاقير والأدوية.

20: رسالة ثالثة إليه يذكر فها نوحاً الصديق وكتاب الغوامض لمار قورلس الاسكندري.

21: رسالة رابعة في عيد تجديد الصليب الواقع في 14 أيلول، يصرح فيها انه يجهل واضع هذا العيد وزمانه وسببه ولم يقف على ذلك في تاريخ أو كتاب، وكل ما يعلم انه عيد جرت عليه الكنيسة من عهد عهيد بحسب التقليد القديم[793]

22: رسالة خامسة في نسب السيد المسيح وقال فيها: إني عارف إن عندنا قصصاً وضعها رجال غُير من عندهم ولا شواهد كتابية لها، تذكر أن القديسة مريم العذراء هي ابنة حنة والبار (يواخين) ابن فانتير أخي ملكي بن ياني، وانه كان ساكنا في بلاد الجليل في موضع من البلد الذي فيه بنيت مدينة طبرية ويختم بذكر نبؤة دانيال عن المسيح.

23: رسالة سادسة في تاريخ العالم الذي هوعند بعضهم 5180 ق.م وعند اوسابيوس 4888 ونوّه فيها بالمؤرخين افريقيانس واوسابيوس واقليميس الاسكندري وأخيه اندراوس الكبير[794] وهيبوليطس ومترودورس وانيانوس الراهب الاسكندري واندرونيقس. وذكر سبب اعتباره ميلاد المسيح سنة 309 لليونان بينما جعلها اوسابيوس 312 وكان ساويرا سابوخت تابعه وصحح خطأ اوسابيوس.

24: رسالة سابعة، في أن اقليميس الروماني تلميذ بطرس الرسول ذكر في الدياطكسيس الثامن، أن أسفار سليمان الحكيم هي خمسة ولم يعدّها، وان الملافنة لم يذكروا سوى ثلاثة، ولماذا لا تعد أسفار الحكمة وابن سيراخ وطوبيا واستير ويهوديث وأسفار المقابيين الثلاثة، وان كتاب الحكمة الكبرى أو الحكمة الكلية الفضائل كما يسميه اليونانيون، ليس هو من تصنيف سليمان.

25: رسالة ثامنة في أن المسيحيين الأعفّة وقد تقدمت لهم زلات وذنوب، ينتفعون بالنياحات والقرابين والصدقات من اجلهم، خلافاً للمنافقين الذين لا يجوز أن يقدَّم ن أجلهم شي من ذلك[795].

26: رسالة تاسعة، في هل العمر محدود فلا يموت الإنسان إلا بأجَله[796]

27: رسالة عاشرة، في أن الإنسان لا يموت بدون اجله ولا بغير أمر وسماح لله فاطره ومدبره وأيد القضية بشواهد أئمة النصرانية والفلاسفة.

28: رسالة حادية عشر في أن الكَلِم السرّية لا تُقال أمام كل احد[797].

29: رسالة ثانية عشر في الأطفال الذين يعتمدون[798].

30: رسالة ثالثة عشر في عناية الله بالكائنات ودحض مذهب القضاء والقدر.

31: رسالة رابعة عشر في السبتيين الذين ذكرهم مار افرام بالرها ورئيستهم (قمصو) التي تسقفت عليهم وفي الهراطقة القوقيين. وفي مار فالوط أسقف الرها. ولماذا قال الله لإبراهيم إن نسلك يستعبد أربعمائة سنة في ارض ليست لهم. وسبب هجرة إبراهيم لوطنه أور الكلدانيين، وهل صحيح ما يقال انه لم يكن سفر ولا كتاب قبل عهد موسى. وفي المرأة الحبشية التي تكلم هرون ومريم في حقها، وفي كبرياء الشيطان وقول الرب في شأن أيوب: أحفظ نفسه وحسب. وفي البهموث الذي ذكر في سفر أيوب، وأي هو زكريا القتيل بين الهيكل والمذبح، وهل أن الصبي الذي أحياه إيليا في صارفية هو النبي يونان بن متى، وهل أن تغلتفلاسر ملك أثور هو الذي كان عصرئذ في نينوى وأي القولين أصح أن تنخسف نينوى بعد أربعين يوما أوثلاثة أيام، وما هو القثاء البري أو(الحنظل) الذي كان يلتقطه أحد أبناء الأنبياء وفي عوبديا[799] النبي وقبة الشهادة وصارويا أمُّ يوآب وابيغا أوعاسا. وان المزامير ليست كلها من نظم داود. وهل صحيح أن اليهود سموا عبرانيين أخذاً من عابر. وما هي الأمثال الثلاثة الالالف المنسوبة إلى سليمان، والجبابرة الستين حرسة فراشه. وفي شاول والأبرار العشرة الذين في سادوم.

32: رسالة خامسة عشرة: جواباً على ثماني عشرة مسئلة، من مشكلات الكتاب المقدس وخصوصاً العهد العتيق، وذكر فيها قصصا موضوعة نُحلت ابيفانيوس القبرسي.

33: رسالة سادسة عشرة، جواباً على ثلاث عشرة مسئلة وهي أن مؤلف الألحان القوقية هو شمعون الجيشيري الفخاري لا يعقوب السروجي ولا غيره، وأن العلية التي أكل ربنا الفصح فيها ليست لنيقوديمس لكنها للعازر، وان الشوكة التي كانت تعذب بولس الرسول كانت آكلة في عقب ساقه، وان فيلبس الذي بشر الخصي الحبشي وأهل السامرة بالنصرانية، هو فيلبس الشماس لا الرسول. وان كوش هي بلاد اليمن لا الحبشة، ومن هنّ المريمات اللواتي شهدن الصليب. وفي بطرس القصار وطيمثاوس الاسكندري الملقب بالنمس (السنجاب) والملافنة المسمّين اسحق، وان عدد المجوس اثنا عشر. وسبب إقامة اليهود قبلتهم نحو الجنوبية، والعظام التي رآها حزقيال في القفر، والفرق بين العقل والروح والنفس في صلاتنا على الموتى، وفي القول انه يدين الأحياء والموتى.

34- 38: خمس رسائل من السابعة عشرة إلى الحادية والعشرين في حل مشاكل كتابية ما عدا العشرين فإننا لم نطلع على موضوعها، والحادية والعشرون يتخللها نقصان وفيها يذكر دانيال ويوياقيم وسوسان.

39: رسالة ثانية وعشرون في تقديس الميرون في خميس الأسرار وما هو الفرق بين الميرون وزيت المسحة أولها: حقّاً أقول لك، أربع صفحات.[800]

40: رسالة إلى الشماس جاورجي في تفسير المدراش الخامس والعشرين في ميلاد المسيح، ومدراش نقض النقّاد وكلاهما من نسج مار افرام.

41: رسالة إلى موسى الطورعبديني وهو موسى الانحلي المؤرخ ذكرها ابن الصليبي في صدر تفسير الإنجيل.

42: رسالة إلى يعقوب العمودي في مسائل قانونية.

43: رسالة إلى شمعون العمودي.

44: رسالة إلى رجل اسمه اسطيفان.

45: رسالة إلى توما النحّات في حل مشكلات لتنفذ إلى رجل نسطوري.

46: رسالة إلى لعازر الناسك[801].

33: ما عدا المداريش التي تقدمت في أعلاه، وصل إلينا من شعر الرهاوي وهو سلس جيّد، قصيدة سروجية الوزن نظمها وهو شماس إلى قوريسونا أي اوسطاث الداري[802] وقصيدة بالبحر السباعي غفل من عنوان مخرومة يتكلم فيها على الله والطبيعة والعقل، أولها: الله يخلق بقوته، وأما الطبيعة فتستنبط مثلما أُمرت، والعقل يتطلع إلى الطبيعة ويستنبط هو أيضاً بحسب قوته. ثم يخاطب العقل مقرّعاً إياه بقوله “أوَلم تكفِ طبائع الخلائق كلها لبحثك حتى سعيت مقدماً على البحث عن خالقك”؟. ونسب إليه بومشترك أربع قصائد في الله والطبيعة والحكمة جاءت في بعض النسخ منسوبة إلى السروجي، فقال هو إنها بإنشاء الرهاوي أشبه[803] .

34: ثماني وعشرون مسئلة لاهوتية وشروح الكتاب الإلهي عرضها قسطنطين تلميذه فجاوب عليها[804] .

35: إيضاح درجات القرابة الروحية (الاشبينة) في عقد الزواج[805].

36: مقالة تتضمن شروح الألفاظ العبرانية وغيرها مما ورد في الأسفار النبوية بحسب الترجمة السبعينية وتصحيح يعقوب الرهاوي،أربع عشر صفحة، منها نسخة في خزانتنا[806] ونسبت إليه رسالة في أعمال المسيح يتلوها تراجم للائمة مغلوط فيها وليست له[807] قال انطون بومشترك “لقد وجد كتاب الله في يعقوب الرهاوي أكبر لاهوتي في اللغة السريانية، يدلك على هذا ما حوته مصنفات له شتى، وان ما اشتملت عليه تصانيفه المنثورة من صنوف العلوم كالنحو والفلسفة والعلوم الطبيعية وقد بلغت من الدقة والجودة الغاية، وما انطوت عليه من فنون المقالات يدع لنا مجالا لنحكم أن السريان كانوا في هذه الأبواب أعلى كعباً من الغربيين”[808] وشبّه المترجم بإبداعه وابتكاره وخطورة مؤلفاته اللغوية في الأسفار القدسية بهيرونيمس صاحب ترجمة”الولكاتا” وارتأى إن إصلاح تاريخ اوسابيوس باللاتينية، خوّل الرهاوي سنداً جداً خطير لترتيب ما يسلّم به من الكرونولوجيا”

وحاول نفر من الكتّاب المتخلفين أتباع المذهب الغربي الروماني انتحال هذا العلامة، ثم عدّل أكثرهم إلى الصواب.

 

 

110: الأسقف اوتاليوس

 

كان اوثليوس أسقف دير القديس اوسيبونا موجودا في العقد الأول من المئة الثامنة، وهو من حملة العلم. وله رسالة أربع صفحات كبيرة في مسائل قانونية كتبها إلى القس أدى الناسك[809].

 

 

111: القس شمعون رئيس دير العرب

 

كان القس شمعون رئيساً لدير العرب الواقع بالقرب من”تل موزل” من أهل التحصيل وأرباب الاجتهاد، وكتب إلى القس أدى الناسك بإذن طيمثاوس اسقف الدير المذكور رسالة زهاء صفحتين جواباً على المسائل التي ألقاها عليه، وذلك بعد وفاة مار يعقوب الرهاوي في حدود سنة 710[810].

 

 

112: القس شمعون السميسطاني

 

كتب شمعون السميسطاني المرتل بإنشاء حسن السبك سيرة مستوفاة لمار ثاودوطا مطران آمد الناسك المتوفى سنة 700 روايةٌ عن تلميذه الراهب القس يوسف وذلك بعد هذا الزمان بمديدة، ووقعت السيرة الحافلة بالفوائد في ثلاثين صفحة كبيرة وجدنا منها نسختين في سيرة القديسين[811].

 

 

113: داود اسقف مرعش

 

قال ميخائيل الكبير[812]. كان داود فاضلاً ومشهوراً وملفاناً، وتوفي في صدر رئاسة البطريرك إيليا الأول أي في العقد الثاني من القرن الثامن.

 

 

114: موسى النحلي المؤرخ

 

موسى النحلي أوالانحلي المولود في قرية “انحل” بطور عبدين كان من ذوي العلم مؤرخاً، وجد في أواخر المئة السابعة وأوائل الثامنة. وذكر في سيرة شمعون الزيتوني اسقف حران (700 – 734) بهذه العبارة “قال المؤرخ لذلك الزمان موسى النحلي الذي كان معروفا في أيام مار شمعون: هذا الذي استفاضت شهرته في جهات المسكونة لمعجزاته والخوارق التي كان يفعلها ورأفته وعلمه وعدله وبرّه[813]. ومن هذا نستدل أن موسى تقدم بزمن يسير أو أدرك المؤرخين دانيال بن موسى ويوحنا بن صموئيل، واليه أنفذ مار يعقوب الرهاوي رسالة كما تقدم بيانه.

 

 

115: إيليا الأول

 

كان إيليا ملكيّاً، فلما طالع مؤلفات مار سويريوس الأنطاكي اعتنق المعتقد السرياني الارثذكسي، وترهب في “دير الجب الخارجي” وتميز بالورع والعلم، فسُقّف على كرسي اوفيمية في حدود سنة 691 ثم رقي إلى الكرسي الأنطاكي عام 709 ودخل أنطاكية بأبهة وإكرام الوليد الخليفة الأموي مثواه. وكان حريصا على تفقد الرعية وتوفي سنة 723 وعمره اثنتان وثمانون سنة.

وصل إلينا من تصنيفه رسالة فاضيه كتبها في أسقفيته جواباً إلى لاون اسقف حرّان الملكي، يحتج فيها عن نفسه لهجره مذهب أهل الطبيعتين وهي اثنا عشر فصلا وأربعون صفحة، ونقض فيها مسائل لاون ودعم بالبرهان صحة المذهب الذي صار إليه، جامعاً بين الاحتجاج والجدل مستشهداً بأشهر أئمة البيعة اثناسيوس والنزينزي والنوسي وامبروسيوس وقورلس. وذكر فيها مار شمعون الزيتوني السرياني، ويوحنا الدمشقي وجرجس اسقف ميافارقين وقسطنطين اسقف حران الملكيين. منها نسخة كاملة في الخزانة الواتكانية[814] وتجد عناوين فصولها في الفهرست. ونسخه مخرومة في الخزانة البريطانية على رق بقلم اسطرنجيلي[815] فضل منها نبذة من الفصل السابع، والفصول الأربعة الأخيرة. وتجد في الخزانة نفسها[816] نبذة من رسالة البطريرك إيليا إلى اكليروس قرية “روُحين” في كورة أنطاكية ورعيتها، شاركه فيها مار جاورجي اسقف الأبرشية.

 

 

116: الراهب طوبانا

 

الراهب طوبانا (مغبوط) من رهبان دير قرقفتا في قرية المجدل في جزيرة بني ربيعة. ورسوخ هؤلاء الرهبان القرقفيين في علوم الكتاب العزيز وخصوصاً اللغوية منها تقدم بيانه[817]. وبعد أن أتم طوبانا دراسته أوقف حياته على درس ترجمة كتاب الله وضوابطه اسوةً بمار يعقوب الرهاوي. وكان موجوداً في الربع الأول من القرن الثامن.

 

 

117: الشماس سابا

 

الراهب الشماس سابا (الشيخ) الراسعني من إجلاء رهبان دير قرقفتا. وكان كاتباً فقيهاً عالماً، نحا منحى طوبانا في ضبط متون الكتاب الكريم. وله كتب مليحة خطت في 18 آذار سنة 724 و1 نيسان سنة 726 والأخير يشتمل على أسفار حزقيال ورفقائه، كتب في دير”اسفوليس” بأمر قسطنطين اسقف هذا الدير وماردين. وهي تصرح بتاريخ ازدهار هذا الفن عندنا. وكان سابا اصغر سنّاً من طوبانا الذي كان يصلح له كتبه وقد نوّه الحسن ابن بهلول بهذين الفاضلين في معجمه. وبفضلهما ومن نسج على غرارهما من الرهبان الأدباء اللغويين، نشأت الضوابط المعروفة بالتقليد القرقفي[818].

 

 

118: مار جرجس اسقف العرب

 

مار جرجس أوجاورجي اسقف العرب من رجال العلم المحققين والأحبار المتحلين بعلم الفلسفة، والنّقاد الممتازين الثقات الراسخي القدم في الأدب نثرا ونظما. قرأ في زهرة عمره في دير قنسرين على مار ساويرا سابوخت قبيل وفاته، ثم أخذ عمن خلفه من الأساتذة فاغترف من العلوم اللغوية السريانية والفلسفية والفلكية واللاهوتية والتاريخ ما وسعته قريحته المتوقدة. ولبس الأسكيم الرهباني فمشى في طريق خشية الله أشواطاً واسعة. ورسم قسّاً ثم أسقفاً لعرب بني طيّ وعُقيل وتنوخ فُعرِف بأسقف العرب، أو اسقف عرب الجزيرة المؤمنين وذلك في 21 تشرين الثاني سنة 686 وكان كرسي أبرشيته “عاقولا” وهي مدينة الكوفة، وله أيضاً دير يقيم ويتولى أمره. فرعى أبرشيته خير رعاية وهو يتلألأ طهراً وعلماً وفضلاً ثماني وثلاثين وقيل أربعين سنة، حتى ناداه الله فلباه شيخاً جليلاً في شهر شباط سنة 725 وفي رواية 726.

وهذا جدول مصنفاته الممتعة التي وصلت إلينا ودلت على براعته وبلاغته.

1: شروح لبعض أسفار الكتاب العزيز استشهد بها المفسرون، البطريرك جرجس والراهب ساويرا وابن الصليبي وابن العبري.

2: تفسير مختصر لأسرار البيعة في الإيمان والعماد والقداس والميرون خمس عشرة صفحة، منه نسخة في لندن[819] وكانت له نسخة ثانية في خزانة سعرت[820] .

3: تكملة كتاب الأيام الستة للعلامة الرهاوي، عشر صفحات نقلها “ريسّل” إلى الألمانية.

4: عدة تفاسير وتعاليق علّقها على خطب القديس النزينزي[821].

5: ترجمة كتاب الاورغانون للفيلسوف ارسطاطاليس وضع لكل جزء منه مقدمة وألحقه بشرح، وهو كتاب جليل، نشر “هوفمان” طرفاً منه. قال ارنست رنان الفرنسي “لم أجد تفاسير علماء السريان الفلسفية كتاباً يضاهيه أهمية ودقة، وحقه أن يقدم في النشر على سائر المصنفات الفلسفية السريانية[822] منه في خزانة لندن نسخة غير كاملة 244 صفحة أنجزت في القرن الثامن أوالتاسع، المتن بخط غليظ والحواشي بخط دقيق[823].

6: كتاب تاريخ ذكره في بعض رسائله إلى يوحنا الاثاربي، وعنه نقل إيليا ابن السني في الجزء الثاني من تاريخه[824] وهومفقود.

7: ست قصائد طويلة على البحر الاثني عشر، الأولى في الميرون[825] والثانية نظّم

 

=========================================

1- عدد 12154

2- عدد 69

3- لندن رقم 14725

4- راجع هنا ص 158

5- رقم 1459

6- ص 129 – 132

7- خزانة القدس 111 (13 صفحة) ولندن 825 والواتكانية 117

 

 

 

فيها سيرة القديس سويريوس الأنطاكي مطنباً في فضائله وهي اثنتا عشرة صفحة كبيرة[826] والثالثة في النساك أربع صفحات[827] والرابعة في الخرونيقون وهوحساب الكلندار[828] والخامسة في احد السعانين مطلعها: يا ابن الله يا من ملأ مجده الأعالي والأعماق، املأ نفسي تسبيحا يليق بسموك وتواضعك[829] والسادسة في شهداء سبسطية الأربعين. ومنها نسخة في مجلدة بماردين[830] وسوغيث افرامي لطيف في إبراهيم الخليل وقربانه.

8- ديوان رسائل محفوظ في لندن[831] يقع في مئة وأربعين صفحة وتدور رسائله حول مسائل لاهوتية وفقهية وفلكية وطقسية وتاريخية. اخذ فيها بجانب التحميص وحسن التمييز بين الغث والسمين. تنجلي فيها مقدرة المصنف الذكي اللوذعي، ويتخللها نقد علمي عادل قد لا تجد فرقاً بينه وبين نظر جهابذة النقّاد المدققين المعاصرين لنا. كتب الرسالة الأولى إلى ماري رئيس دير تلعدا في ايار717 ضمنها جوابات على اثنتين وعشرين مسئلة هرطوقية. والثانية سطرها في 9 كانون الثاني سنة 715 إلى الشماس برحذبشابا من رهبان دير”ملوطا” أودير”طليثا” جوابا على مسئلة صغيرة والثالثة مثلها حبرها إلى القس يشوع الحبيس في قرية “بانب”. والرابعة أنفذها إلى القس نفسه في شهر تموز سنة 714 جوابا على تسع مسائل في أحوال الحكيم افرهاط الفارسي ناقضاً زعمه أن العالم ينتهي في آخر الألف السادس، وان النفس حين الوفاة تُطمر في جسد عادم الحس. وفي حالة قسيس أرثوذكسي صفح عن شماس هرطوقي. وفي نقد قصة مار غريغوريوس مبشر الأرمن، وعُمر مار سمعان الشيخ، وفي من يصلون أويقدسون ورؤوسهم مغطاة، ومن يعمدون الأطفال المعترين من الشيطان وغير ذلك. والخامسة دبجها أيضا في تموز سنة 714 إلى يوحنا القسيس العمودي في دير الاثارب حلاً لمشاكل ثماني مسائل فلكية. والسادسة إليه في بيان ما غمض على المراسل من بعض رسائل يعقوب الرهاوي، وأول ذلك سبع نقاط وردت في رسالته إلى قوريسونا الداري، ويليها مسائل منطقية انطوى عليها جوابه إلى توما النحّات، وهي مؤرخة في أول آذار سنة 715 وذكر المترجم فيها أنه لا يعرف سوى اللسان السرياني، أي يجهل اليوناني. وإنما أراد هاتين اللغتين اللغتين كان يحذقهما الأئمة لدرس العلوم الفلسفة واللاهوتية، ولكن هذا لا يعني انه كان يجهل العربية، ولا شك انه كان يعرفها لأنه لا يلي العرب من يجهل لسانهم.

والسابعة إليه في الكشف عن ثلاث مسائل فلكية كتبها في آذار سنة 716 والثامنة إليه وتتضمن شرح مسئلتين خاض فيهما الرهبان والاكليروس وهما الصلاة على الموتى، والاعتراف بالخطايا. وهي رسالة نفيسة كتبت في سادس آذار سنة 718، والتاسعة أيضا إليه في شرح رسالة للرهاوي إلى القس إبراهيم الناسك، وساق البحث فيه إلى صنوف المياه، ونوّه بعيون القار الكائنة في بلاد الفرس وقد عاينها. والعاشرة سطرها إلى القس يشوع الحبيس في كانون الأول سنة 717 تحريراً لمسائل ثلاث، الثانية منهما هل يجب رفع القربان إذا لم يحضر شماس وبدون مائدة التقديس، والثالثة في مناولة الأسرار المقدسة للأطفال المعتمدين والمرضى والمنازعين، والحادية عشرة إلى كاتبه القس يعقوب جواباً على عبارتين من كتاب غريغوريوس الثاولوغس، وذكر في أولها أن ترجمته السريانية لم تكن صحيحة وقال: صوابها هو هذا كما شرح لي البطريرك اثناسيوس الثاني قدّس الله مثواه. هذه الرسائل الإحدى عشرة انطوى عليها المصحف اللندني. أما الرسالة الآتية وهي الثانية عشرة فرأيناها في كتاب القوانين في باسبرينة، كتبها إلى القس أدى الناسك جواباً عن سبع مسائل وقعت في صفحة ونصف وكان لها نسخة ثانية فر خزانة سعرت الضائعة[832]. وكذلك لرسالتيه الثالثة والحادية عشرة إلى يشوع الحبيس. وقد أدخلت البيعة في دستورها بعض هذه القوانين – ولا نشك أن للسيد جاورجي رسائل غير هذه أضاعها الزمان، ذلك إن التي وقعت إلينا هي مما نمقه في السنوات العشر الأخيرة من حياته، ولا يُعقل أن إماما حجة مثله لم يستصبَح بضوئه في معضلات أخرى طوال أسقفيته المديدة[833].

هذا ونثر اسقف العرب جزل حسن السبك محكَم الحبك، وشعره يجول فيه رونق الحسن وأكثر قصائده من عقائل الشعر.

 

 

119: سبر يشوع

 

هوسبر يشوع ابن راميشوع بن سبروي، اخذ علم اللغة السريانية عن أبيه، وكان أديباً ذكيّاً سار على غرار ذويه. واكبَّ في دير مار متى على عدة مصاحف يضبط لغتها ويصححها وشكّلها بالنقاط بدقة وحكمة، ودوّن اسمه فيها. ثم هجر الدير ووطنه ورحل إلى بعض قرى المرج، واكتتب في دفتر الخراج على أيام الحر بن يوسف عامل الموصل (725 – 731)[834]

 

 

120 – 124: علماء اللغة في دير مار متى

 

قال الربان داود بن بولس في رسالته إلى الأسقف يوحنا “لما قدم إماما اللغة راميشوع وجبرائيل إلى دير مار متى، ورأى رئيس الدير إنهما أفصح من معاصريهما نطقاً وأَبلُّ ريقاً، أعطاهما قلالي يقيمان فيها. وشرع كل منهما يتناول كتابا (من نسخة واحدة) خالياً من نقاط الضبط وعلامات التصحيح فيدخل قلايته ويشكّله بعلامات وعند المعارضة لم يرَ لأحدهما زيادة على صاحبه، وعلى هذه الطريقة شكّلا كتباً عديدة. ومن حلقتهما نشأ معهما وبعدهما أناس هبّت ريحهم كالأستاذ يشوعسبران واتنوس رئيس دير”كوختا” وساويرا ابن زديقا (الصديّق) وإيليا الأردي والراهب افريم، وغيرهم كثيرين اقتفوا آثار آل ربّان وعنوا بالضوابط اللغوية وتشكيل الكتب،”اه. ولا شك أن هؤلاء الأساتذة حفظة اللغة أدركوا إصدار المئة الثامنة بل ربعها الأول.

 

 

125: مار شمعون الزيتوني 734 +

 

هوشمعون بن منذر الحبسناسي الطورعبديني. قرأ العلم في دير قرتمين وفيه ترهب وتعبد لله حوالي سنة 657 ورُسِمَ قساً عام 682 ورئس ديره، وعني بعمارة بيع وأديار شتى في طور عبدين ونصيبين، جهزها بأوقاف واسعة وأغدق عليها الزيوت من كروم زيتون غرسها فلقب بالزيتوني. وأعانه على عمله مال جليل دفين أصابه في مغارة فحبسه على وجوه البرّ. وسنة 700 سقّف على أبرشية حران وكان من خيرة أساقفة عصره، وانشأ مدرسة في حبسناس، وسنة 726 حضر مجمع “مناز كرد”[835] وتوفي في 1 حزيران عام 734 وفيه تعيد له البيعة. وكان مع زهده وورعه وصلاحه من أهل التحصيل. فصنّف كتباّ جدلية ردّ بها على المعترضين من الملكيين[836] وذكر البطريرك إيليا انه وضع مقالة أنفذها إلى احدهم قسطنطين اسقف حران[837] وكتب الراهب أيوب المانعمي سيرته.

 

 

126: قسطنطين مطران الرها 735 +

 

قسطنطين أشهر تلامذة يعقوب الرهاوي لزمه واخذ عنه وأفاد منه علماً ونزل منه منزلة جميلة. ورحل معه إلى دير اوسيبونا وصحبه مدة مديدة وعام 699 رسمه يوليان الثالث مطرانا (لبيثينية) ولعله لم يتوجه إليها فقلّد كوره حمص. وبعد وفاة أستاذه نقله ايليا الأول إلى أبرشية الرها سنة 709 فرعاها ستاً وعشرين سنة. وكان في مقدمة أساقفة عصره فضلاً وعلماً. فحضر ما أربعة منهم سنة 726 مجمع “مناز كرد” الذي فيه عقد عهد الاتحاد بين السريان والأرمن وتوفي سنة 735[838] وأخلى قسطنطين للعلم ذَرعه واخذ منه مكانه، وحسبه دليلا على فضله اقتراحه على شيخه العلامة تصنيف كتابي العلة الأولى والأيام الستة، وتجد في صدر الكتاب الثاني[839] مسائل ثلاثاً ألقاها عليه تدل على سموّعقله وسعة إدراكه وإمعانه في التنقيب عن العلم. فصار سبباً لتخريج يراعة ذلك الإمام مثل هذين المصنفين، والمجاوبة على ثمان وعشرين مسئلة مرَّت بك. وحبّر المترجم ميامر أي قصائد جُمعت في ديوان كان حتى القرن السادس عشر محفوظاً في خزانة دير مار ابراهيم بمذيات: ذكر في ثبت المخطوطات القديمة النفيسة بهذه العبارة “في دير مار ابراهيم بمذيات، كتاب الميامر تأليف الربان قسطنطين مطران الرها”[840] ومن الثابت إن هذا المصنف يرجع الى المترجم قسطنطين الاول دون خلفه قسطنطين الثاني الذي تخرج في دير قنسرين ولا نعلم من أمره إلا مدته 845- 878[841].

 

 

127: يوحنا الاثاربي العمودي 738 +

 

كان يوحنا هذا ناسكاً عمودياً قسيساً في دير الاثارب من ربوع حلب وله وَلوع بالبحث والعلم. أدرك العلامة الرهاوي في أواخر أيامه فاكبَّ على مراسلته باحثاً عن مسائل تاريخية وطقسية، ومستفتياً عن مسائل شرعية شتى لا تقل عن مئة مسئلة، فتلقى منه الأجوبة السديدة التي يرتاح إليها. ثم راسل بعده جرجس اسقف العرب وجاءته منيته عام 738 وكان قد تحلى بعلم لاهوتي واسع أصاب منه حظاً وفياً. فدبّج الاكليروس العرب السريانيين الارثذكسيين، مقالة ضافية الذيول جليلة في النفس البشرية بحسب رأي الأئمة، كسرت على ستة فصول ووقعت في اثنتين وعشرين صفحة بالحجم الكبير، ووقعت من العلامة اياونيس الداري أحسن موقع فادخلها برمتها الى كتابه في النفس. طالعناها عام 1928 في نسختها الوحيدة في خزانة بوسطن بالولايات المتحدة[842] وعمل أيضا تاريخاً مختصراً (كرونوغرافيا) كان نصيبه الضياع إلا ما نقله عنه ميخائيل الكبير الذي نوّه به[843] وله رسالة، ثماني صفحات أنشاها بين سنة (726 – 737) جواباً إلى القس دانيال الطائي في انه متى تمت نبوّة يعقوب أن لا يزول رئيس من يهوذا الخ، دعم قوله فيها بشواهد بعض الملافنة الأقدمين وساويرا سابوخت ويعقوب الرهاوي الفيلسوف الكبير وجاورجي اسقف العرب[844] واستشهد به ابن الصليبي في مقالة الفردوس[845] .

 

 

 

128: دانيال بن موسى

 

دانيال بن موسى الطورعبديني هو جدّ البطريرك ديونيسيوس التلمحري لامّه. عمل تاريخاً مختصراً أشبه بالتاريخ الكنسي ذكره هو[846] وإيليا ابن السني ونقلا عنه. ووصلت إلينا منه في تاريخ هذا أحداث لسنوات 739 و 745 و 747[847] وعاش دانيال في النصف الاول من المئة الثامنة.

 

 

129: يوحنا بن صاموئيل

 

هذا أيضا كان مؤرخاً سريانياً موجوداً في منتصف القرن الثامن، في بعض البلاد الواقعة غربي الفرات. وعمل تاريخه حوالي سنة 746 مستعملاً كرنوغرافيا يوحنا الاثاربي ونوه التلمحري بكتابه[848] وعنه نقل الراهب الزوقنيني وثاوفان الرومي وميخائيل الكبير وهذان التاريخان مفقودان.

 

 

130: فوقا الرهاوي

 

كان فوقا بن سرجي (سرجيس) الرهاوي نزيل سروج، رجلاً عالمياً وعالماً جليلاً قويّ الذكاء. بصيراً باليونانية مضطلعاً بالسريانية، وله شرح مفيد على متن لكتاب المنحول إلى ديونيسيوس الاريوفاغي. وشروحه على جهة التعليق ألّفه بين سنة 720 – 750 قال في مقدمته “أنا فوقا الضعيف قدمت إلى الثالوث الأقدس عملي هذا الذي لا يناسب جلاله، وإنما هو جهد الضعيف. وقد قطعت في انجازه مدة سنة بين شواغل متواترة في أعمال عالمية. ولم أجد لي مسعفاً فيه لا لغةً ولا نساخة. ولكنني بعون الله وعنايته نهضت بأعباء تفسير المتن وشروحه وتسطيرها على الألواح ثم نقلها إلى الأوراق. فالتمس دعاء كل من تلذّ له الأبحاث الروحية” اه. ويظهر من مصحف الموصل القديم (سنة 766) إن فوقا أعاد ترجمة عدة فصول من الكتاب فنسبت الترجمة إليه كما نقرأ في رسائل الجاثليق طيمثاوس إلى سرجيس الراهب[849] وإنه كان موجوداً في أواسط القرن الثامن.

 

 

 

131: يوحنا الثاني مطران دير مار متى 752 +

 

يوحنا الثاني مطران دير مار متى الذي حضر مجمع تلاَّ عام 752 من أهل الأدب. وله ليتورجية لطيفة الإنشاء أولها: امنحنا ربنا محبة كاملة لك ولبعضنا بعض. عندنا منها نسخة مخرومة إلى النصف نقلناها عن نسخة ديار بكر، واخطأ من جعل مؤلفها من كتّاب أواخر القرن الثالث عشر ذلك انه لم يكن مطران هذا الدير عصرئذٍ يحمل هذا الاسم، فضلاً عن طابع الإنشاء.

 

 

132: اياونيس الأول 754+

 

درس العلم وترهب في دير اوسيبونا، وفي رواية في زوقنين ثم أقيم مطراناً لحوران[850] وفي سنة 737 ارتقى إلى الكرسي الأنطاكي. وحين جلوس الخليفة مروان الثاني وقدومه إلى حرّان، دخل البطريرك المترجم عليه تتقدمه هدايا يحملها خمسون بعيراً، فبالغ الملك في إكرام مثواه وكتب له براءة وعام 754 توفي وقد بلغ من العمر عتيّاً. وله رسالة مجمعية أنفذها في أواخر أيامه الى المطارنة الذين اجتمعوا في تلّاَ سنة 752 لتعلن في البيَع قاطبة، تنادي بفضله وتواضعه وغيرته على الكنيسة وسروره بسلامها، نقلها ميخائيل الكبير الى تاريخه[851].

 

 

133: ايليا سنجار 758 +

 

كان ايليا أسقف سنجار عالماً نحريراً حكيماً وفسَّر أشعار غريغوريوس النزينزي، ومن خبره أن اثناسيوس النعّال الذي اغتصب الكرسي البطريركي عام 755 عزله من كرسيه اعتسافاً مع كونه من أساقفة المشرق الذين يرجع أمرهم الى حكم المفريان، وأقام مكانه دخيلاً اسمه يشوع بَكر. ولكنه عاد الى أبرشيته وحضر مجمع منبج سنة 758 استشهد به اياونيس الداري في الفصل الرابع من المقالة الأولى في الفردوس وأورد قوله “إن شجرة معرفة الخير والشر كانت شجرة حقيقية، وإنما كانت لتصير (لآدم وحواء) نظرية إلهية يتناولان ثمرتها في الوقت اللازم” وسمّاه مفسّر الثاولوغس[852].

 

 

 

 

 

 

الفصل الثاني : في تراجم علماء الحقبة الثانية وأدبائها

 

134: قرياقس مطران طور عبدين 770

 

كان قرياقس أسقف “سجستان” وفي حدود سنة 749 أثار شقاقاً في البيعة طامحاً إلى أبرشية طور عبدين الشاغرة، وحاول التوصل إلى غرضه بنفوذ الخليفة مروان الثاني المعروف بالجعدي. فاستعان بدهائه ولفق ومعلماً خبيثاً يقال له “برسلطا” من رأس عين مقالة مزيّفة نحلاها رؤيا احنوخ وضمّناها ما يرمز إلى ملك مروان وخلافة ابنه بعده. فخُدع بها بوساطة احد منجميه! ولكن قرياقس لم يفز إلا بالفشل وحرمان البطريرك اياونيس الأول له. ثم نال الحلّة بعد إرعوائه. وانتهى به الأمر بعد مدة بتولي جانب من أبرشية طور عبدين[853] وكان حيًّا سنة[854]  770 ذكره ابن الصليبي في كتاب اللاهوت في المقالة التي تكلم فيها على الفردوس المحسوس مستشهداً به قال: “ارتأى يعقوب الرهاوي ويوحنا العمودي وقرياقس أسقف طور عبدين إن الفردوس روحاني”[855] ومن هنا علمنا أن الرجل كان كاتباً ولكننا لا نعرف أي كتاب وضع.

 

 

135: الراهب لعازر آل قنداسا 773

 

كان الربان لعازر آل قنداسا راهبا في جبل الرها المقدس، فاضلاً نقي الجيب له وقار وسكينة، ملفاناً في العلوم اللاهوتية وأستاذاً يستقري دقائق علوم العقيدة، جهبذ النقّاد يدير مدرسة بغاية الهمة والاجتهاد. ومن اخصّ تلاميذه جرجس آل نقا (أومن قرية بانقا) والراهب القس يعقوب آل يوناثان النرسيبادي.

وحينما كان يدرّس علم النقد العقائدي في جبل الرها، ويلقّن بهذه الطريقة تفسير الرسائل البولسية ألّفَ في حدود سنة 773 تفسير الرسائل إلى غلاطية وتسالونيقي الثانية وطيمثاوس الثانية والعبرانيين أخذاً من شروح الذهبي الفم، فجاء مختصراً سهل الأسلوب عذب المورد ينطوي على معاني الآيات بأسرها، تجد نسخته الفريدة في خزانة لندن[856] أنجزت قبيل القرن العاشر بخط خشن يكاد يمحى. وله أيضاً مقالة في “أن طغمة السرافيم هي أولى المراتب الملائكية طبقاً لرأي صاحب كتاب ديونيسوس الاريوفاغي” ومنها نسختان في خزانتي القدس[857] ولندن[858]

ونسب إليه رايت ودوفال وشابو تفسير إنجيلي يوحنا ومرقس، وخالفهما بومشترك مصيباً كما تحققنا بنفسنا من مطالعته. لان هذا التفسير المطول هو مما جمعه بطريقة علمية مستوفاة وكتبه بإنشاء جيد، كاتب ملكي حرّاني يقال له الحارث ابن سيسن (سيسين) سنباط ناسخ تفسير الرسائل المذكورة أنفاً، أخذاً عن الأئمة وخصوصاً يعقوب السروجي، ويستشهد حيناً بمار افرام وقورلس وثاودورس وأضاف إليه من عنده. نسخته الوحيدة في المتحف البريطاني[859]

أما مذهب الحارث الملُكي فقد صرّح به المسعودي في المجلد الأول من كتابه “مروج الذهب ص 378” قال: “وقد حكى رجل من ملكية النصارى من أهل حرّأن يُعرف بالحرث بن سنبسطاط (كذا والصواب ما نقلناه) للصابئة الحرانيين أشياء ذكرها من قرابين يقربونها… مما امتنعنا عن ذكره مخافة التطويل” اه[860]

 

 

136: الراهب الزوقنيني المؤرخ 775

 

سنة 775 آلف راهب فاضل من دير زوقنين القريب من آمد تاريخاً كبيراً في مجلدتين من الخلقة حتى زمانه. ونقل عن المؤرخين القدماء إلى يوحنا الأسيوي سنة 587 + وبعد ذلك وقف على نتف الأخبار دوّنها ولم يدقق في ضبط السنين. ولما قارب زمانه سنة 720 بسط القول بما كان فيه من الأحداث الدينية والمدنية والكوائن الطبيعية، فأورد وقائع مفصلة تتعلق بأواخر أيام الدولة الأموية وصدر الدولة العباسية إلى زمن المهدي، وتفرد بكثير منها. فلا تجده في أي تاريخ كان سرياني أو يوناني أوعربي، كاشفاً الستار عن النكبات التي حاطت بالآهلين في بلاد الجزيرة واضطراب حبل الأمن بنوع خاص، لحيف الملوك وعمالهم، فاستوعبت أحداثه الأخيرة مئتي صفحة، وكان إقدامه على التأليف، باقتراح كوركيس خورفسقفوس آمد واوتيليوس رئيس ديره ولعازر الزائر وانسطاس والرهبان قاطبة. وفي سنة 1895 نشر القس يوحنا شابو الجزء الرابع منه أي نصف المجلد الثاني منقولا إلى الفرنسية ونحله مار ديونيسيوس التلمحري بطريرك أنطاكية 845 + معتمداً على نسخة قديمة في خزانة الواتكان[861] كُتبت قبل سنة 932 التي فيها حُملت إلى دير السريان، وهم السمعاني بحقيقة مؤلفها. وكان الأولى به وبمن نقل عنه أن يفقهوا أن لغة التلمحري ليست من نمط أنشاء هذا الراهب الذي لا يخلو من ضُعف وأخطاء وألفاظ  دخيلة، وقد قعد به طبعه عن مجارة البلغاء، دع عنك اضطراب السنين، وان التلمحري لم يتخرج في دير زوقنين بل في دير قنشرين وانه لم يؤرخ إلى سنة 775 بل حتى سنة 843 ثم انتبه المستشرقون انه تأليف كاتب مجهول. ووهم فرنسوانو خطأً انه مما انشأه الراهب يشوع العمودي نفسه، والصواب ما ذكرناه في أعلاه. ثم نشره شابو في مجلدين وقعا في 732 صفحة بالقطع الكبير سنة 1927 – 1933 واسماه التاريخ المجهول ونقله إلى اللاتينية.

 

 

137: نقلة القوانين (النشائد)

 

مضى متقدما[862] إن الرهاوي دبّج بعض النشائد المعروفة بالقوانين، وان أكثرها نُقلت من اليونانية إلى السريانية مما نسجه اندراوس الكريتي وقزما ويوحنا الدمشقي، على أيدي علماء حكماء من أرباب الاجتهاد كما ورد في مخطوط في خزانة كمبرج[863] وهي على مدار السنة. فنرجح إن هؤلاء العلماء اشتغلوا بنقلها في النصف الثاني من المئة الثامنة، ولعلّ بعضهم ممن تخرّج في مدرسة جبل الرها على عهد الأستاذ لعازر آل قنداسا ؟.

 

 

138: مار جاورجي الأول بطريرك أنطاكية 790 +

 

من أشهر البطاركة الأنطاكيين كان غرّة في زمانه وواحداً في دهره، ورعاً وعلماً وفقهاً وأدباً ومنطقاً وجودةَ رأي، دُعي إلى المهمّ فكان حَمولاً وللأمور سلِساً ذَلولاً والى المستصعبات بصبره وَصولاً – ولد في قرية “بعلتان” القريبة من بلدة “جوسية” من عمل حمص، وتأدب في دير قنسرين وحذق في اللغتين السريانية واليونانية والعلوم الفلسفية واللاهوتية والفقهية وسيم شماساً. وقاده إلى التقى والزهادة، قلب برضى الله وَلوع ولخشيته تَبوع. وكتب لمار ثاودور أسقف سميساط، فتنبأ له أن الله يبوّئه في بيعته منزلة سنية ومكاناً عليًّا، وأوصاه بديره ليكون له وفيًّا. ولما كان فضلاً عن موضعه من العلم ومحله من الأدب، مستمسكاً من صنوف الفضائل بالعروة الوثقى متحلياً من مكارم الأخلاق بكل علق نفيس، يفوح من اردانه طهر يحكي المسك طيباً، وضع المجمع المقدس على رأسه تاج الاختيار فرسمه بطريركاً على الكرسي الرسولي عام 758  فانبرى له الحسّاد لئام الأعراق يوحنا أسقف الرّقة وداود أسقف دارا ونفر غيرهم. وقد بغاه عندهم راهب خبيث شراً متدسساً إلى مكارهه، فذاق منهم المرائر، واغتصب الكرسي يوحنا ثم داود دخالة، وكان له كل يوم طوارق من هموم. وسنة 766 احتمل شديد الأذى والسجن في بغداد مع الأسرى تسع سنين، صابراً صبر القديسين على ما ناله من جور أبي جعفر المنصور الملك العباسي الشحيح الجشع، وكان مع علمه ببراءة ساحته ونصاعة جبهته، يطمع منه بكشف كنوز ذهبية بصناعة الكيمياء الكاذبة! واعتقل أيضاً معه بطريرك الروم الملكية وجاثليق النساطرة، وبعد موت أبي جعفر سنة 775 أُطلقوا. فاحتفت البيعة بالحبر المترجم وتلقته كملاك هبط من السماء. فلمَّ شَعَث الرعية وأصلح الخلل برفق تدبيره، وبلغ إلى أنطاكية ورسم في تلك السنة عشرة أساقفة. وعقد سنة 785 مجمعاً في كفرنبو من ضواحي سروج سنّ فيهِ اثنين وعشرين قانوناً وقدم لها رسالة عامة. وساس الكنيسة فأحسن سياستها حتى ناداه ربه فلبّاه في أول كانون الأول سنة 790 فدفن في دير مار برصوم في ملطية ورتب عيده في سابع الشهر المذكور.

كان مار جاورجي لاهوتياً، شرح إنجيل متى شرحاً لطيفاً مطولاً في مجلدين بإنشاء بليغ، واستشهد فيه باغناطيوس وافريقيانس واوسابيوس القيسراني والنوسي والذهبي الفم والسروجي والمنبجي وسويريوس وجرجس أسقف العرب، ولشرحه نسخة فريدة عتيقة على رق[864] زهاء خمسمائة صفحة أولها مخروم حتى الفصل السابع والأربعين. وأورد له ميخائيل الكبير رسالة جليلة أنفذها إلى كوريا شماس “بيت نعر” من قرى الرها في قضية عبارة “نكسر الخبز السماوي”[865] وهو أيضاً شاعر مجيد ولشعره رونق صاف وعذوبة. نظم في السجن ميامير جيدة ومداريش احسب طرفاً منها ضمَّ إلى الفرض الكنسي. وقفنا منها على بيت رقيق شجي بلحن “قوم فولوس” يرثي فيه نفسه واليك ترجمته، قال: “هنيئاً لي إذا نُبئت إن بابل مدينة الجبابرة هوَت وانفتحت أبواب السجون، فاخرج كبطرس ظافراً[866] وانشد نشيد زكريا طرباً “هوذا الشمس تشرق على العميان من العلى”[867] يا بنات صهيون ابكين دانيال، ويا أيتها الأديار ابكي جاورجي”.

 

 

 

139: الراهب ثاودوسي 806 +

 

كان الراهب ثاودوسي أستاذا حاذقا، بهذه الصفة جاء اسمه في مصحف ضوابط الكتاب العزيز ومؤلفات الملافنة في الخزانة الزعفرانية عام 1000 وفي الملحق الذي أضيف إليها في أواخر القرن الثاني عشر[868] ومنها علمنا اشتغاله بضبط إعراب الغريب في قصائد مار افرام، وذلك نقلا عن المجلدة الكبرى التي كانت محفوظة في بيعة ملطية الكبرى بخط البطريرك يوحنا ابن شوشان. وتجد اسمه أيضاً في ثبت ملافنة السريان بخط اسحق الحليق مطران قبرص[869] ونرجح انه الراهب ثاودوسي الكاتب من دير العمود، الذي نقله بخطه الحسن كتاب العناية الإلهية للبطريك قرياقس سنة [870]806 إن لم يكن سميًّا له وجد في حدود القرن العاشر بمطلية.

 

 

 

 

140: ايليا الحراني

 

كان ايليا حرانياً مولوداً ودرس العلم في دير قنسرين وترهب ورسم قساً، ثم تسقف على سلميّة قبيل سنة 790 وله رسالة ضافية الذيول تشتمل على أربعة فصول في خمسة وعشرين صفحة كبيرة، في الأوخريسيطا، وبحث فيها عن المجادلة في عبارة “لنكسر(لنقسم) الخبز السماوي” أنفذها إلى ديونيسيوس الرهاوي من رهبان دير قنسرين (هو البطريرك التلمحري) وذلك في العقد الأول من المئة التاسعة[871] وذكر السمعاني في ما نقله عن كتاب تفسير الإنجيل لابن الصليبي ان ايليا “ألف دياطسرون أي إنجيلاً رباعياً مختلطاً، نسجاً على منوال امّونيوس وهو نادر الوجود. وفيه نقد بعض قوانين الإنجيل لاوسابيوس القيسراني كاشفاً أخطاءها وقد أصاب”[872] على أن نسخ هذا التفسير المطبوعة واللتين في خزانتنا وفي صدد تخلو من هذه العبارة.

 

 

141: ثاودورس ابن زوردي

 

الأستاذ ثاودورس ابن زَرودي الرهاوي الفيلسوف الروحاني، علّق شروحاً على الكتاب المنحول ديونيسيوس الاريوفاغي، كما ورد في مصحف لندن رقم 22370 المخطوط في أواسط القرن الرابع عشر. وهذه الشروح يخلو منها مصحفا الموصل (سنة 766) القدس (887) أما زمان ثاودورس فيظن أواخر القرن الثامن أو أوائل التاسع.

 

 

 

142: شمعون ابن عمرايا 815 +

 

كان شمعون ابن عمرايا تكريتياً في رواية، ومن قرية بادية في رواية ابن العبري. تعلم وترهب في دير العمود، ثم تتلمذ للبطريرك قرياقس فرسمه مفرياناً لتكريت سنة 806 وأُقيل في حدود سنة 813 قال الشعر ومدح توما الرسول بقصيدة وجدت نسختها في خزانة سعرت[873] وتوفي سنة 815

 

 

143: الأنباء داود بن بولس آل ربان

 

أديب بارع متفنن متصرف في ضروب الإنشاء حسن الترسّل وشاعر بليغ له مذهب حسن ولديباجة شعره رونق ولمعانيه عذوبة ولطف، وفيه أشياء كثيرة تجري في أسلوب المجيدين، ولم أجد في شعره وإنشائه مطعناً سوى الألفاظ اليونانية.

ولد في قرية بيت شاهاق في كورة نينوى في بيت علم وأدب من أسرة ربَّان أي الأستاذ، متحدّراً من بيت سبروي ابن ابراهيم جدّه الأعلى، فورث العلم عن جدوده وقرأ على الأستاذ موسى معلم البيعة الكبرى في بيت شاهاق وهو جدّ أبي موسى ابن كيفا[874] فجوَّد اللغة السريانية حتى صار من علمائها وأئمة الأدب. وترهب في دير “خنوشيا” بالقرب من سنجار ودرس اللغة اليونانية. وتمهّر في العلوم اللاهوتي الذي كان يدرَّس في الأديار الكبرى، ورقي إلى درجة الكهنوت. ومن خبره انه برح ديره وتلمذه زكريا وأربعين راهباً لخِلف شجر بينهم وأسقفهم يوحنا فخرجوا إلى بعض الأديار غربي الفرات، وبعد سنة وثمانية شهور عادوا إلى ديرهم سنة 780 أوبعدها[875] وكان داود قد حمل معه معانيث مار سويريوس الأنطاكي التي تعلمها في تلك الأثناء، فادخل منها إلى الطقس الشرقي زهاء مئة وثمانين نشيداً، ثم أقام في دير مار سرجيس في الجبل القاحل وترأس فيه وهبت ريحه. وكان متّفقاً على فضله وثقته يراسله أدباء وعلماء يفخّمون شانه، وعلت سنّه، والأظهر انه توفي في العقد الثاني من المئة التاسعة بدليل مراسلته لتوما العمودي الذي كان موجوداً سنة 837 [876] أما الذي ذكره ابن الصليبي في تفسير إنجيل متى انه كان صديقاً لموسى ابن كيفا او تلميذه فلا يصح مهما فرضنا من علوّ سن داود، ذلك إن ابن كيفا ولد سنة 813 وفي رواية ثانية سنة 833 وكان المعاصرون لنا، وقد خلت التواريخ القديمة من ذكره، قد ظنوه من أهل القرن الثالث عشر حتى ظهر ديوانه. واخطأ السمعاني ومن نقل عنه بنسبة الأسقفية إليه، زعماً منهم أن ابن العبري سمّاه في كتابه “مخزن الأسرار” تارة راهباً وطوراً أسقفاً، وليس في هذا الكتاب ذكر لأسقفيته على الإطلاق. بل انه نظم في سفر الحياة (نسخة الموصل)[877] بين سلك الرهبان القديسين.

وبقي لنا من تصنيفه ديوان رسائل أنيقة منثورة ومنظومة على البحور الثلاثة، متوسط الحجم في نسخة فريدة في الخزانة الزعفرانية[878] ذات مئتين وثماني عشرة صفحة، مخرومة من أولها وأخرها، أنجزت في صدر القرن الرابع عشر في ما نرى، تشتمل على ست وستين رسالة. منها سبع وثلاثون تبادلها وأدباء عصره، والبواقي ميامير منظومة ونسخ رسائل غير معينة وثماني أُنفذت إليه جواباً، وهي متعددة المواضيع متنوعة المرامي:

1: حبية: كرسالته الثانية إلى القس “سوماقا” شاركه فيها تلميذه زكريا، والثالثة إلى القس توما الناسك العمودي في بنشمش، والخامسة في المحبة الصادقة جاوب بها الشماس يونان، والسابعة عشرة إلى الأسقف يوحنا وضمنها مديحاً لطيفاً لمناقبه و35 إلى اياونيس أسقف حرّان و47 إلى القس اثناس و48 إلى فوقا رئيس قسوس حران.

2: لغوية: كرسالته إلى القس حنانيشوع وهي الرابعة شرح فيها ألفاظاً بحساب الأبجدية، و58 في الحروف وتقسيمها و14 إلى الأسقف يوحنا في النقاط الموجودة في المصاحف المقدسة، وفي ضبط اللغة وهي أحسن رسائله[879]

3: تفسيرية: كرسالته السادسة إلى بعضهم في إن سفر الحكمة لم يؤلفه سليمان وإنما وضع في أيام يهوذا المقابي وأخواته (في القرن الثالث ق. م) والسابعة يصف فيها خيمة الاجتماع الإسرائيلية ويثني على موسى النبي وعلماء اليونانيين وخصوصاً ارسطاطاليس. والثامنة إلى تلميذه زكريا في مسئلة تتعلق بالوصايا العشر. والـ 49 إلى فوقا رئيس قسوس حرّان في السفر العشري أي العدد و50 وهي قصيدة سروجية الوزن في تفسير بعض مواضيع من التوراة بياناً لمجيء المسيح وسقوط اليهود و59 آل جاورجي في البتولات العشر و62 جواب لمن سأله لمَ كان الرعاة أول من شاهدوا المسيح و64 و65 إلى زكريا في تفسير بعض المسائل.

4: عقائدية: كقصيدته السروجية (ع 12) في خواص الثالوث الأقدس و13 إلى القس مارابا في بيان تجسد المسيح وفيهما يصرح باعتقاده القويم و43 إلى القس يشوع ساعور البيعة في الموضوع نفسه.

5: وتهذيبية: كقصيدته السباعية (ع 10) إلى تلميذه وضمنها وصايا و33 إلى راهبة وتنطوي على نصائح لحسن النهوض بأعباء الرهبنة و40 و42 نصائح للأغنياء وزجر لهم و45 إلى الشماس يوحنا وتشتمل على نصائح، و46 إلى الراهب القس يوحنا في الفرح بمحبة المسيح، و51 إلى كاهن غني اسمه حبيب، و52 بشكل محاورة بين الزيتونة والأشجار و57 محاورة الكرمة والأرز.

6: واجتماعية: كقصيدته السباعية (ع 41) التي يصف فيها موت الغني. وذكر فيها أن جنازة رجل صدّيق لا يشهدها احد، أما جنازة الأغنياء فيتألب فيها الجمهور ويكثر الكهنة من التراتيل والمداريش والألحان رغبةً في الذهب. و11 في الحاكم العاتي.

7: زهديه: كقصيدته اللطيفة (ع 15) وفيها يدعو نفسه إلى التوبة و18 إلى ايليا رئيس الدير مستعيناً به لإصلاحه بعد أن يلوم نفسه و19 إلى كاهن مرشد جليل اسمه قسطنطين، وكان المؤلف يومئذ في ميعة الشباب وهي رسالة بديعة.

8: ثماني نسخ استكتبه إياها بعضهم هي 23: رسالة من أسقف رئيس دير إلى مقدم قسوس تكريت واكليروسها وأهلها و24 رسالة عامة من مطران أبرشية إلى الاكليروس والشعب توصية بفقير و25 رسالة من أسقف إلى أسقف و26 احتجاج إلى أسقف و27 إلى رهبان و34 من رئيسي ديري العرب ومار سرجيس إلى رئيس دير مار متى ورهبانه و38 رسالة من الراهب يوحنا العمودي إلى توما في حالة الإنسان بعد سقطة ادم ومعالجة المسيح لحالتنا و39 رسالة مديح للعمودي نفسه أنشأها للراهب يوحنا، وكلتاهما منظومتان على البحر السباعي.

9: سبع رسائل أُنفذت إليه وهي الـ 22 من قسيس و29 من توما العمودي و30 و31 من ابراهيم إليه وينعته بزهرة الشرق وسوسنه أوربا (الشرقية) و32 مغفلة و37 من بعضهم إلى أسقف وراهب أستاذ و44 من يوحنا إليه وفيها يطلب منه كتاب رسائله، وهي قصيدة سباعية.

10: مواضيع شتى كرسالته التاسعة في ما هو للطبيعة وما ليس منها، وال 16 اللا الاسقف يوحنا في الأفكار و 20 اليه في حساب اليونانيين والسريانيين معارضاً حساب الأبجديتين وملمحاً إلى إغفال اليونانيين علماء السريان تعمداً وال21 إلى بعض الأطباء ينبئه بمرض رئيس الدير و36 في السلام و63 في سلام المسيح و61 وهي منظومة، في من يورد آيات كتابية لعمل السحر و66 في الأقاليم السبعة[880]

ودبّج الربان داود أيضا قصيدة افرامية بديعة مطولة في الأشجار وأثمارها وأنواعها وخواصها، 28 صفحة[881] ورسالة منظومة إلى بعض النساطرة[882] وقصيدة اثني عشرية[883] ونُحل اثنتين وعشرين قصيدة افرامية الوزن جميلة في محبة الحكمة والمعرفة، تشتمل الأولى على الف واحدة والثانية على باء واحدة وهكذا[884] ولكن هذا الطراز من النظم لم يُعرب قبل القرن الثالث عشر.

وله في اللغة شرحان أولهما في الحروف المتبدلة أي التي تقبل الترقيق والتغليظ[885] والثاني في كيفية ضبط السريانية وحفظها.

 

 

144: قرياقس بطريرك أنطاكية 817+

 

من أفضل الأحبار الأنطاكيين سيرةً وورعاً وفقهاً، وهوتكريتي المنبت والمنشأ، تهذب وترهب في دير العمود بالقرب من الرقة حيث تخرج في العلوم اللاهوتية وأصاب منها حظاً وافراً. وتروض في السيرة الرهبانية وجلّت فضائله وكثرت محاسنه خلا حدّة كانت في طبعه. فاختاره المجمع المقدس بطريركاً وسيّم سنة 793 وعقد خمسة مجامع: في بيت باتين سنة 794 سن فيه أربعين قانوناً نشرها برسالة عامة[886] وفي دير النواويس في كورة قنسرين عام 797 أو798 لأجل مصالحة الخياليين واليولياليين وضمهم إلى الكنيسة فوقف بعض الأساقفة الحسّاد المتعصبين حجر عثرة في طريقه[887] وفي بيت جبرين سنة 808 وفيه حرم الجبيّون وفي حرّان سنة 813 والموصل عام 817[888] ولشدة عزمه وحرصه على القوانين والأنظمة، قاسى المكاره من خبثه الاكليريكيين والعالميين الخارجين عليها، ودبّر الكرسي الرسولي أربعاً وعشرين سنة ورسم ستة وثمانين مطراناً وأسقفاً وتوفي بالموصل في 16 آب سنة 817 ودفن في تكريت، وعيدت له البيعة.

قال ميخائيل الكبير ووضع البطريرك قرياقس مصنفاً في التعليم اللاهوتي وانشأ كتاب رسائل نفيسة[889] يريد بالأول كتابه في العناية الإلهية وكسره على ثلاثة مجلدات وثماني وتسعين مقالة. فضل منه المجلد الثالث[890] اثنتان وعشرون مقالة بعض فصولها ناقصة. منهما اثنتان حبّرهما باقتراح ثاودوسيوس أسقف “سلوقية” ووليد ويشوع من قرية ترمناز (من عمل قورس) وهوكتاب كريم يشهد لمصنفه بالاضطلاع من كتاب الله ومصنفات أئمة النصرانية، إنشاؤه جزل سلس نقي من العجمة في غاية الجودة، وكتب أيضاً عشرة جوابات على مسائل لاهوتية وجهها إليه يشوع المذكور شماس ترمناز وضمت إلى كتابه[891] وسن اثنين وسبعين قانوناً في مجمعي بيت باتين وحرّان. ووضع كتاب إقرار (امولوغيا) يتلوه المرشحون لرئاسة الكهنوت قبل رسامتهم، ست صفحات كبيرة[892] وله ثلاث خطب بليغة نعت في الأولى فضائل مار سويريوس الأنطاكي وهي سبع صفحات أولها: إن المرآة الصافية النقية التي تتجلى فيها محاسن القديس سويريوس المدهشة، تتطلب عقلاً صافياً زاخراً بالمناظر العقلية لينظر فيها[893] والثانية في احد الكهنة بدؤها: حينما نذكر رؤساء الكهنة والكهنة القويمي المعتقد الذين رحلوا وبرحوا هذا العالم الزمني[894] والثالثة في كرم الحبيب الذي ذكره اشعيا النبي[895] ومطلعها: عندما كان فادينا يكلم المتحدرين من الدم الإسرائيلي بالأمثال والرموز[896] وعظة البتولية[897] وليتورجية أولها: أيها الرب الأزلي السرمدي 18 صفحة[898]

وكتاب عهد الإيمان بينه وبين جبرائيل زعيم اليوليانيين[899] أما كتاب رسائله فمقود، ولم يصل إلينا إلا رسالتان مجمعيتان إلى يوحنا الرابع ومرقس الثالث بطريرك الإسكندرية في ترجمة عربية ملحونة[900]

 

 

145: اتنوس الملفان 818

 

عرف الربان اتنوس (اتونوس) القس العفيف الملفان المفسر 818 قال ميخائيل الكبير وابن العبري إن بعض أباء مجمع الرقة رشحوه للكرسي البطريركي في تلك السنة. ويظهر انه كان أستاذاً في بعض المدارس الرهبانية الكبرى. قرأنا له أربع صفحات قدّمها على الكتاب المنحول ديونيسيوس الاريوفاغي لخص فيها وصف الأبحاث الثلاثة التي اشتمل عليها، اعني رئاسة الكهنوت والكلام على اللاهوت والرسائل، عنوانها “بحث ضروري يتقدم كتاب القديس ديونيسيوس وضعه للفائدة القس العفيف والأستاذ مار اتنوس”[901] وهي على اختصارها تشهد باضطلاعه من علمي الفلسفة واللاهوت أثابه الله.

 

 

 

146: المؤرخ القرتميني 819

 

هذا راهب كاتب بارع مهذب العبارة من دير قرتمين مغمور اسمه، عمل سنة 819 بإنشاء جزل وأسلوب حسن تاريخاً مختصراً مضبوطاً مفيداً على ترتيب السنين، من عهد السيد المسيح حتى السنة المذكورة، وقع في 19 صفحة وحوى بنوع خاص، طرفاً من اخبار دير قرتمين ورؤسائه لا توجد مصدر اخر. وقفنا عليه في مصحف القوانين النفيس في باسبرينة عام 1911 فنشرناه في باريس[902] ونقله القس شابو الى اللاتينية.

 

 

147: حبيب أبورائطة التكريتي 828

 

هوحبيب ابن خدمة أبو رائطة التكريتي. كان رجلاً عالمياً متبسطاً في علم المنطق والفلسفة على ما وصفه التلمحري، وعنه نقل ميخائيل الكبير هذه الكلمة في حقه. وكان معاصراً لنونا النصيبيني وشاركه في شكوى فيلكسين مطران نصيبين إلى البطريرك سنة 828 وجدنا له مقالات ورسائل لاهوتية باللغة العربية وهي أقدم تأليف عربي لعلمائنا السريانيين وصل إلينا[903] منها مقالة في الثالوث الأقدس ومقالة في إثبات التريساجيون (التقاديس الثلاثة) ورسالة إلى أهل البحرين. واخطأ العالمان القبطيان المؤتمن ابن اسحق ابن العسال والقس أبو البركات ابن كبر من كتاب المئتين الثالثة والرابعة عشرة، بنسبتهما أسقفية تكريت إلى المترجم وكذلك من نقل عنهما[904] ولا شك بمعرفة أبي رائطة أدب اللسان السرياني ولو لم يصل إلينا شيء من تصنيفه.

 

 

148: لعازر ابن العجوز 829

 

ترهب باسيليوس لعازر ابن العجوز في دير مار يوحنا قورديس في دارا[905] هو وأخوه الراهب طابا (صالح) وفيه درس العلم. ثم رسمه مفريان المشرق مطراناً لبغداد خلفا للأسقف حبيب بعد سنة 818 بمديدة. وورد اسمه في بعض النسخ فيلكسينس. ومع أضطلاعه بالسريانية وعلم اللاهوت وبراعته في الشعر، كان فظاً عنيداً كما ذكر عنه التمحري، فوقعت الشحناء بينه وبين غالب رعيته واضطر البطريرك ديونيسيوس إلى عزله ورسامة الأسقف يوحنا مكانه في شهر آذار عام 829 ولا نعرف بعد هذا مصيره وسنة وفاته.

له بحث جليل في القداس عنوانه “تصحيح خدمة القداس” ثلاثة فصول يقع في إحدى وثلاثين صفحة. ينقد فيه بعض عوائد طقسية وأدعية أضافها ضعاف الخبرة إلى الطقس والى كتاب فنقيث الكهنة[906] وتفسير للعماد أربع صفحات[907] وليتورجية حسنة بدؤها: اللهم يا من أنت بحر الأمن، ثماني عشرة صفحة[908] وقصيدة سروجية البحر مقصده في الميرون المقدس تقع في ثمان وعشرين صفحة. تشهد له بجودة السبك وامتداد النَفَس والبيان البليغ، وقد أدخلت في الفرض الشرقي[909] ونقل عنه ابن العبري[910] خبر إدخال القوانين أي الأناشيد المعروفة باليونانية في طقسنا السرياني. ولا بد أن لعازر كتب هذا في كتاب مطول لم يصل إلينا.

 

 

149: ثاودوسيوس مطران الرها 832

 

هوالعلامة ثاودوسيوس اخوالبطريرك ديونيسيوس التلمحري وهوعلى الأرجح أسنّ منه. ولد في “تلمحرة” ودرس صنوف العلوم في دير قنسرين، وحذق أصول السريانية واليونانية وآدابهما وتجمّل بالفلسفة وعلم الإلهيات. ثم تضلع من اللغة العربية وتحلى بحلى الغناء والكفاية. وترهب ورقي إلى درجة الكهنوت قبل سنة 802 ونبه ذكره وظهر فضله، فرسم مطرانا للرها في حدود سنة 813 ورحل إلى مصر مع أخيه عام 825 قاصداً الأمير عبد الله ابن طاهر، يشكوأخاه الأمير محمداً لما أوقعه في بيع أبرشيته من الهدم والخراب اعتسافاً. فأكرم الأمير وفاتهما وأنصفهما دافعاً عنهما الضيم والأذى. وكان حياً عام 830 وحلت وفاته حوالي سنة 832 وقد أثنى على ثاودوسيوس صديقه الراهب انطون التكريتي ونعته بمحب العلوم واللغات[911] ومن تصنيفه: تاريخ كنسي وجيز من سنة 754 إلى سنة 812 ذكره أخوه ونقل عنه[912] قال ابن العبري انه نقل من اليونانية إلى السريانية أشعار غريغوريوس النزينزي المؤلفة من الوتد المجموع[913] ووجدنا منها في الخزانة الواتيكانية[914] قصيدة صفحتين في المعجزات التي فعلها النبيان إيليا واليشع، بدأ بنقلهما في حزيران سنة 802 وانتهى منه في شهر كانون من السنة عينها وذلك حينما كان كاهناً في بيعة الرها. وترجم أيضاً إلى السريانية خمساً وعشرين مسئلة عُرضت على ثاودوسيوس بطريرك الإسكندرية وذلك سنة 820 وهي ست صفحات كبيرة، واثنتي عشرة مسئلة رفعها الرهبان إلى البطريرك المومأ إليه، أربع صفحات طالعناها في مصحف القوانين في باسبرينة. ونقل عنه ابن الصليبي في كتاب اللاهوت[915] شرحاً للفظة (اريفوس) في الشمال الغربي من القسطنطينية يريد به المدّ والجزر ويكرّر سبعاً في اليوم.

 

 

150: توما العمودي 837

 

كان هذا الفاضل قسيساً متنسكاً فوق عمود في موضع يقال له “بنشمش” فوق نهر الخابور في الجزيرة العليا. وكان موجودا سنة 837 تجد خطّه في هذه السنة في كتاب الأيام الستة المحفوظة في خزانة ليون وهو بخط القس ديوسقورس[916] وله حظ من الأدب والثقافة. وكان يراسل الربان داود بن بولس آل ربّان وذكرت له أنفاً رسالة بليغة لطيفة جاوب فيها الأنبا المومأ إليه، وعمّها بشواهد من مار افرام وسويريوس وفيثاغورس وأفلاطون. ومرَّ بك أيضاً جواب داود له عدد 30 واظهر محامده ورسالتان من الراهب يوحنا إليه عدد 38 و39 وانشأ حساية للشهيد عززائيل السميساطي[917].

 

 

151: بنيامين مطران الرها 843+

 

من نخبة علمائنا في المئة التاسعة. ترهب في دير مار يعقوب (في قورس أو في جبل الرها) ورسم قساً واستبحر في العلم اللاهوتي وفاز بلقب ملفان في علوم العقائد الدينية، وتصدّر للتدريس وتخرّج به وانتفع خلق من خدمة الدين. وقرأوا عليه تفسير خطب النزينزي وكان قد عمل لكل خطبة وتفسيرها فهرساً يحوي آيات الكتاب وشروح الآباء، وعلق تلاميذه شروح غوامض الخطب واخصهم الراهب دانيال البيت باتيني[918] وأملى عليهم بعضها وهو متغرّب منزوٍ في دير تلعدا الكبير هو وطلبة مدرسته في 3 حزيران سنة 837 وفيها أو بعدها بمديدة رُسم مطراناً للرها وتوفي سنة 843 بدليل رسامة خلفه المطران إيليا. ووجدنا له تعاليق على القداس والعماد نحواً من صفحتين كتبها إلى الراهب القس شمعون[919] ونوّه به ابن الصليبي في كتابه تفسير التأليف المنحول ديونيسيوس الاريوفاغي[920].

 

 

 

152: باسيليوس أسقف سميساط 843

 

تأدب باسيليوس في دير قنسرين وفيه ترهب ورسم أسقفاً لسميساط حوالي سنة 819 وجاوب على مسائل قدّمها إليه بعض اكليروس الرها[921] وجاءته منيته نحو سنة 843.

 

 

 

153: الربان انطون التكريتي

 

علامة لوذعي وإمام لغوي من فحول المنشئين والشعراء المجيدين، له فطنة فائقة وذكاء خارق وهوتكريتي الوطن من آل جورجين أو كورجين[922] ترهب في بعض أديار الشرق وسيم قساً، بعد أن اكب على اللغة السريانية فتبحر في درس أصولها وبيانها وشعرها. وفاز منها بالحظ الأربح والقسط الاجزل فلم يسبقه ولم يلحقه احد في هذا الميدان، ودرس اليونانية وأولع بلغته فشقَّ عليه أن يتهمها بعض كتبة يونان بالعجز والتقصير. فوطن العزم على نصرتها وعمد إلى تصنيف كتابه النفيس الموسوم “بمعرفة الفصاحة” وهو مجلد حسن لم تكتحل عين الزمان بمثله يقع في زهاء أربعمائة صفحة وكسر على خمس مقالات، الأولى وهي أكبرها ثلاثون فصلا في الفصاحة، والثانية في ماهية فائدة المديح، والثالثة في آداب الفن وأصوله، والرابعة في ضروب المودة وفنون المحبة، والخامسة في وشي الكلام وتحبيره وفيها بسط القول في فنون الشعر والقافية التي يعد احد مبتكريها عندنا إن لم يكن أولهم. ودبج الكتاب بإنشاء عالي فخم وأسلوب مستبدع وسبك محكم ونمّقه بفِقر متراصفة تتمثل البلاغة في كل منها، وألفاظ درّية عليها رونق الفصاحة. وأبرزه طُرفة نادرة تناثرت دررها وتكاثرت غُررها،وقلادة فاخرة طوّق بها لسان الآراميين فنعت بانطون الفصيح وعُدَّ حامل لواء البيان عند السريان. وأضحى كتابه معجماً يرجع إليه أئمة اللغة بعد أن راضها على الجري في شعاب مجهولة، وينسج البلغاء على منواله ويسلكون على غراره. ومن محاسنه انه وسع بحور الشعر السرياني واستنبط بحراً ثماني الوزن عرف باسمه. وقد وفقنا الله إلى الحظوى بنسخ ثلاث من هذا المصنف الفريد في ديري مار متى ومار مرقس ومديات نُقلت الأولى عام 1403، والثانية وهي أكملهن أنجز بعضها في القرن الرابع عشر والباقي في أوائل السادس عشر[923] ونسخت الثالثة في زمان يقارب زمن الأولى، وقد فقدت. فألفنا منها نسخة مضبوطة لا يعوزها إلا صفحات زهيدة تنتظر همة جمعية (c.s.c.o.) لنشرها[924] ونال هذا الهمام أيضاً من العلم الإلهي سهماً صالحاً، فانشأ في العناية الإلهية كتاباً ينطوي على أربعة أبواب في ست وسبعين صفحة بحث فيه عن صنوف الموت وحدود الأجل والقَدر والغنى والفقر. ومقالة في سر الميرون 27 صفحة كبيرة جمعها من الكتاب العزيز وتفاسير الأئمة، يوسطينس وايبوليطس وافرام وتلميذه آبا، واثناسيوس والنزينزي والنوسي وابيفانيوس وقورلس والاريوفاغي ودانيال الصلحي. وله ديوان شعر(74 صفحة)[925] يشتمل على ثماني قصائد أكثرها ثمانية الوزن. وخمس منها رسائل أولها رسالة إلى رجل سجين، (مخرومة من أولها) والثانية رسالة شكر بلسان اوفيميوس وهو عثمان ابن عنبسة الرقي، والثالثة تعزية، وفي الرابعة مدح رجلاً اسمه سرجيس، وقرظ في الخامسة راهباً شيخاً جليلاً يُقال له يوسف الراسعني، ذكر المؤلف انه كان عشيره زماناً، ونقل لُمعاً من أخباره وسديد أجوبته التي كان يلقى بها من يجادله في الدين من المسلمين، ذاكراً مناقبه. ووصف مدينة رأس عين وخصب تربتها وهناء العيش فيها. ومن هنا علمنا انه طاف بلاد الجزيرة وأقام في رأس عين وأديارها زهاء سنة، ورحل إلى الرها واطلع ثاودوسيوس مطرانها على كتابه فاستحسن تقاسيمه للشعر وأثنى عليه ثناء جميلاً. والسادسة مديح وفيها نقصان، والسابعة قصيدة لطيفة خماسية الوزن في النميمة وتقريعها لمح فيها إلى بعض من أوقع به وتنقّصه. وضمن الثامنة وصف الكَنود الكافر النعمة. أجاد سبك هذه القصائد المقفاة ووشاها بفنون البديع، فدلت على جودة سليقته وتقدمه في صناعة القريض، ونظم أيضاً أربعة أدعية للصبح والمساء والموتى، وطلبة خشوعية. وهذه كلها محفوظة في نسختين في لندن[926] ولا يبعد أن تكون يراعة انطون جادت بمصنفات أخرى طواها الزمان عنا. فمن أراد التوصل إلى مراسم السريانية وما فصح من لغاتها وملح منها بلاغتها، عليه بدارسة كتب هذا الإمام البارع المقتدر على ضروب الكلام. فيجد في كتابه الأول شذور السريانية الجزلة التي يفتقر إليها المنشئ البليغ، وعلى هذا النسق عمل بعده بالعربية عبد الرحمن الهمذاني (سنة 933) في كتابه الألفاظ الكتابية، وقدامة ابن جعفر البغدادي (947) في جواهر الألفاظ، وأبومنصور الثعالبي (1038) في فقه اللغة. واحسب إن المنية أطبقت ثغر انطون الفصيح بين سنتي 840 – 850[927].

 

 

 

154: مار ديونيسيوس التلمحري 845+

 

مار ديونيسيوس الأول المشهور بالتلمحري البطريرك الأنطاكي السبعون، من أحبار عظام أفذاذ، اوتو الحكمة وفصل الخطاب، وثقات راسخين في العلم تاجهم التقوى وحليتهم الآداب، وسادات كفاة استقلوا بالملمّ إذا أعضل والصعب إذا أشكل. نشأ في بلدة تلمحرة كريم العود والنجار متحدرا من بيت رهاوي عريق في المجد والثراء، علا صيته في صدر المئة السابعة بما نفح بيَع الرها من الهبات الواسعة. ارتشف في دير قنسرين كؤوساً مترعة من أعذب ينابيع علوم اللغة والفقه والفلسفة واللاهوت، وترهب وتحلى من الرياضة الرهبانية ومكارم الأخلاق بقلائد نفيسة. وحسبه فخراً أن يجمع على اختياره للكرسي الرسولي، وهوراهب مبتدى، ثمانية وأربعون مطرانا وأسقفا سنة 818، فلما تقلد الدرجات المقدسة زان رئاسته بحصافة دين وخلوص اليقين وفهم دقيق وعلم واسع ونبل وشدة عزيمة. وصَّرف الأمور سبعاً وعشرين سنة بهمة بعيدة وسياسة رشيدة وعقل راجح ورأي أصيل وصبر جميل. وعقد ثلاثة مجامع في الرقة عام 818 ودير اسفولس سنة 828 وتكريت عام 834 وسنَّ قوانين ورسم مئة مطران وأسقف تجد جدولهم في تاريخ ميخائيل الكبير. وزار المأمون ثلاثاً في بغداد ومصر، والمعتصم مرة. ونهض بمهمة سياسية انتدابه إليها المأمون وكان عارفاً قدره مقراً بسمو منزلته كما اقر له قبله الأمير عبد الله ابن طاهر الخزاعي، وهما من علمت، احدهما أشهر علماء العباسيين حزماً وعلماً، وثانيهما صدر الأمراء أدباً ومروءة وعدلاً. وأعاد بناء البيع التي هدمت ظلماً. وبعد أن عاش جليل القدر لا يرمضه سوى ما كان يقاسه الشعب من عوادي الحكم، مضى لسبيله رشيداً في مساعيه خالداً في 22 من آب سنة [928]845

ومن أجمل مصنفاته تاريخ نفيس عام من سنة 583 حتى سنة 843 علمه باقتراح اياونيس مطران دارا. وكسره على مجلدين كل منها ثماني مقالات مقسومة فصولا. ويشتمل على أحداث 260 سنة وقد استفاد منه ميخائيل الكبير كثيراً وأغنى تاريخه برواية أحداثه مختصرة بعد أن نقل مقدمته بنصها. فضاع الأصل حاشا فصلين أوثلاثة وبقي هذا المختصر. ومن جملة مواده فصل شائق ضمنه وصف أهرام مصر وفوائد في أحوال الكنيسة القبطية التي احتفت به الحفاوة كلها، فلاقاه البطريرك يعقوب وأساقفته في ظاهر مدينة تنيس عام 833 وقد نقله ابن العبري إلى تاريخه الكنسي. ومر بك الخطأ الذي عمله السمعاني بنحله الحبر المترجم تاريخاً عمله راهب من دير زوقنين[929] ولمار ديونيسوس اثنا عشر قانوناً سنّها في مجمع الرقة بعد رسامته فوراً، صدرها بمنشور جليل[930].

 

 

155: نونا النصيبيني 845

 

هو نونا او (نونس) ارخدياقون بيعة نصيبين. كان كاتباً بليغاً سلساً بالسريانية، وجدِلاً دربِاً مضطلعاً بعلمي الفلسفة واللاهوت. آنس منه البطريرك قرياقس حِذقاً في الجدل فأوفده شاباً عام 814 إلى بلاط أشوط بطريق أرمينيه، ليجادل ثاودورس أبا قرَّة الذي كان يحاول إبدال معتقد لأرمن بالمذهب الملكي ففاز على خصمه، وهدى أيضاً منهم خلقاً من أتباع المذهب اليولياني الخيالي إلى الارثدكسية على ما روى ميخائيل الكبير. وسنة 818 شهد رسامة البطريرك ديونيسيوس وعام 822 شكا إليه فيلكسين مطران نصيبين ونوه البطريرك بعلم نونا الفلسفي وفضله سنة 828.

وصل إلينا من تصنيفه: كتاب متوسط الحجم على رق 140 صفحة مخطوط بالقلم الاسطرنجيلي[931] يشتمل على ما يأتي:

1: مقالة كتبها جوابا لمن سأله البرهان على توحيد الله وتثليثه، وعلى كلمة الله بطريق العقل لا النقل 40 صفحة 2: مقالة مسهبة ذات أربعة فصول تقع 82 صفحة كتبها في السجن حول سنة 845 رداً على توما أسقف المرج الكاتب النسطوري البليغ. ذكر فيها استشهاد القديس بابوي جاثليق المشرق، واضطهاد برصوم النصيبني وقتله للكهنة والمؤمنين وإقدام أتباعه على حرق كتب أئمة الدين. ثم انتصر لصحة اعتقاد الكنيسة بكلمة الله المتجسد ذلك أن توما والمترجم ضمتهما جدران سجن واحد بأمر الملك، فتقدم إليه توما بمسائل أجابه عن بعضها وأرجى البقية إلى عمل هذه المقالة – 3: جواب على مسئلتين لاهوتيتين قدم إليه إحداهما بعض الطالبين، والثانية راهب اسمه يوحنا، 18 صفحة وقرأنا في مجلة الدروس الارمنية الفرنسية (1: 3) لمعة فرنسية بقلم مارييس ذكر فيها أن نونا فسّر إنجيل يوحنا بالعربية في حدود سنة 840 ونقل تفسيره إلى الارمينة نحوعام 856 وقد آتى على وصفه.

 

 

156: المؤرخ المغمور 846

 

سنة 846 عمل كاتب لبق صحيح الديباجة مغمور الاسم، تاريخاً عاماً دينياً مدنياً على ترتيب السنين، حافلاً بالفوائد تتقارب روايته من التاريخ الذي عمله الراهب القرتميني[932] يبدأ بالخلقة وينتهي برسامة يوحنا الرابع بطريرك أنطاكية، مخروم الأول قليلاً موجوداً منه 70 صفحة منها 17 لما كان قبل المسيح، من وفاة يعقوب أبي الأسباط، والباقي لما بعده، وبعض وقائعه مفصلة[933] نشره بروكس في الجزء الثاني من شذور التواريخ (ص 157– 238) ونقل إلى اللاتينية.

 

 

 

157: ارابي مطران سميساط 850

 

ترهب ارابي أو(عربي) وقرأ العلوم في دير قرقفتا وحوالي سنة 846 رُسم مطران لسميساط وتوفي نحو سنة 850 وجاء اسمه في بعض النسخ منسوباً إلى شمشاط، والأول الأصح كما ذكر ميخائيل وابن بهلول في معجمه[934] وكان أنطاكي المولد، من أفاضل العلماء فسر مجلداً[935] وفي رواية ثانية مجلدين[936] من أشعار النزينزي والكتاب المحفوظ في الخزانة الزعفرانية وهوعلى رق اسطرنجيلي القلم يقع في 132 صفحة[937] وفي خزانة لندن مصحف بخطه أنجزه راهباً في ديره في 7 نيسان عام 839 [938].

 

 

158: الراهب برحذبشابا

 

كان هذا من اللغويين الذين اشتغلوا بضبط الكتب السريانية وتصحيحها في دير مار متى. وقفنا على اسمه في أخر كتاب خطب مار سويويوس بخط القس ادى الامدي بهذه العبارة “قد صحح ونقّط هذا الكتاب تصحيحاً دقيقاً طبقاً لقانون اللغة، برحذبشابا الغريب المجاهد من دير مار متى المقدس” والكتاب نقل إلى دير السريان بمصر سنة 895 م [939] ونرجح أن المومأ إليه كان موجوداً في أواسط القرن التاسع.

 

 

159: القس دنحا الفيلسوف

 

كان القس دنحا راهبا في دير مار كوركيس وفاز بقسطه من العلم. ومن خبره أن صديقاً حميماً له اسمه القس شمعون من قرية شيحا[940] كتب إليه عملاً بأواصر المحبة التي تأصلت بينهما، رسالة يقترح فيها تصنيف كتاب رداً على الهراطقة ويشتمل على نصائح. فأجابه دنحا برسالة مسهبة فصيحة منظومة على البحر السباعي أولها: إلى المتقدم في الحكماء وقطب الفلاسفة. قرأنا هذا في كتاب الديدسقالية القديم[941] والأظهر انه كان موجودا حوالي سنة 850 وهو الذي أنشأ خطباً وشروحاً للمزامير ومصنفات النزينزي بحسب ترجمة الأنبا بولس، ولمنطق أرسطو في ما ذكر الصوباوي[942] ومنه اقتبس الراهب يوحنا ابن زوعبي.

 

 

160: اياوانيس مطران دارا 860

 

من العلماء النحارير واللاهوتيين المشاهير الراسخين في علوم الدين. ترهب في دير مار حنانيا بالقرب من ماردين، وأجاد اللغة وتوفر حظه من العلوم الفلسفية واللاهوتية فنال منها القسم الاكفى والسهم الأعلى، وفي حدود سنة 825 رسمه البطريرك ديونيسيوس التلمحري مطرانا لدارا، فدبرها نحو خمس وثلاثين سنة. وجاور ربه حوالي سنة 860 بدليل رسامة خلفه اثناسيوس حكيم حول هذا العام[943] وهو الذي التمس من البطريرك المومأ إليه عمل كتاب التاريخ، وشهد له هذا في مقدمته بانصبابه على صنوف العلوم وشغفه بها منذ زهرة صباه حتى شيخوخته[944].

وصنف اياونيس كتباً جليلة استشهد بها اللاهوتيون الذين خلفوه، ابن كيفا وابن الصليبي وابن العبري، وفرضت دراستها على الاكليريكيين[945] وهي:

1: كتاب اللاهوت في الرتبة السماوية والرتبة الكنسية والكهنوت (ثلاث مقالات) والكاهن (مقالتان) والقيامة والعقيدة المسيحية وتقدمة الأسرار الإلهية، وفي الأبالسة وقد عمل هذه إجابة إلى طلب احد الأساقفة. وكسر الكتاب على اثنتي عشرة مقالة ومئة وتسعة وأربعين فصلاً ويقع في 490 صفحة بحجم كبير[946] والمصحف الواتكاني يبدأ بالقيامة وهي أربع مقالات ثم الملائكة فالكهنوت[947].

2: كتاب في الفردوس والخليقة وقيامة ربنا والعنصرة، ووجود الصليب وأعمال فادينا وهو مجلد كبير سبع مقالات يقع في 443 صفحة. يستشهد فيه بغالب الأئمة ومنهم اوسابيوس ونيميسيوس مطرانا حمص، وتيطس مطران بُصرى وسوريان أسقف جبلة، وإيليا أسقف سنجار وخصوصاً فيلكسينس مطران منبج، منه نسخة عتيقة على رق في الخزانة الزعفرانية[948] كتبت بقلم اسطرنجيلي دقيق في القرن العاشر أوالحادي عشر، في أولها نقصان يسير، جاءت في 254 صفحة وعنها نقلت نسختنا ونسخة برمنكهام[949]

3: كتاب نفيس في النفس، وقد نقل فيه مقالة يوحنا الاثاربي برمتها كما تقدم بيانه. منه نسخة عتيقة في خزانة بوسطن[950] بخط دقيق بديع وحجم كبير 104 صفحات، مخرومة من أولها حتى الفصل الرابع، ونسخة في الواتكانية[951] مخرومة قليلاً نقلت في أواخر القرن التاسع أوبعده بقليل.

4: تفسير العهد الجديد أوالإنجيل وحده، ذكره ابن الصليبي في مقدمة تفسير إنجيل متى، ولم يصل إلينا شيء منه.

5: رسالة حسنة بليغة في سياسة الكنيسة وإقرار السلام فيها 39 صفحة لها نسخة مغفلة في أخر كتاب اللاهوت للمترجم (في صفحة الموصل) ولا شك أنها مما دبجته براعة هذا الحبر الغزير المغترف البليغ الإنشاء المتين الحجة، وضعها في أيام البطريرك يوحنا الرابع حوالي سنة 850 وعندنا منها نسخة ثانية تسع عشرة صفحة خطت عام 1603 والأظهر انه جاوب بها حبراً جليلاً أراه باسيليوس الثاني مفريان المشرق (848 – 858)

6: ليتورجية ذكرها شولتنجم والسمعاني ولم نقف عليها.

 

 

161: يعقوب أسقف عانة 860

 

يعقوب أسقف عانة أي أسقف العرب التغالبة، اختاره يوحنا الرابع من دير (بيرقوم) فرسمه أسقفا في حدود سنة 850 أو851 وتوفي بعد نحومن عشر سنوات بدليل رسامة خلفه باخوس حوالي سنة 860 أو861، استشهد به ابن الصليبي مرة واحدة في تفسير الآية 24 من الإصحاح الثامن من تفسير إنجيل متى، أما مؤلف يعقوب فهو مفقود.

 

 

162: الراهب شمعون الحصن منصوري 861

 

شمعون الحصن منصوري من رهبان دير الشهداء السبعة الواقع في جوار مدينة فارين العتيقة. كان من أهل العلم، واحسبه كان موجودا سنة 861 ولعله مراسل القس دنحا الفيلسوف المذكور آنفا. علق تفاسير على هوامش مجموعة الراهب ساويرا لتفسير الأسفار القدسية[952].

 

163: الراهب ساويرا الأنطاكي 861

 

ترهب ساويرا ورسم قساً في دير الشهيدة بربارة في جبل الرها. وانصبَّ على المطالعة متعلقاً بشروح الأئمة لأسفار العهدين. وسنة 851 عنّ له أن يجمع منها موسوعة مسهبة ووفق في عمله، أقام على العمل عشر سنوات وأنجزه في 25 من آذار سنة 861 – وانطوت مجموعته النفيسة في ما ذكر على زهاء عشرة ألاف نبذة في شرح غوامض الكتاب تشهد له بالفضل والاجتهاد بالعلوم الدينية. ومن حسناتها أنها حفظت تفاسير شتى لملافنة ضاعت مصنفاتهم الأصلية، كتفاسير الرهاوي للأسفار الخمسة ويشوع وأيوب والجامعة وتفسير الأنبياء لمار افرام والجامعة لدانيال الصلحي[953].

 

 

164: الربان دانيال البيت باتيني

 

ولد دانيال في قرية بيت باتين من معاملة حرّان وترهب في بعض الأديار، وكان من أهل التحصيل. قرأ على بنيامين مطران الرها ونال نصيباً من العلم والأدب، واشتهر امرء في أواسط المئة التاسعة، ورد في مصحف بلندن[954] في مقدمة كتاب غريغوريوس النزينزي، شروح وتعاليق على الكلمات الغامضة عُنيت بجمعها طبقة من المتأدبين الدارسين على الربان الأستاذ بنيامين أخذا عنه، وقد ضبطها وتعب فيها وأضاف إليها ملاحق في بعض المواضع تلميذه مار دانيال. وجاء في مصحف ثاني[955] تفسير وجيز لغوامض الكتاب النزينزي تأليف رجل محب العمل أخذاً عن مار بنيامين مطران الرها وهو خمسون صفحة. ولدانيال أيضاً مقالة في الفرق ما بين الاوخرستية والميرون[956] بأي نوع يمتاز الميرون من القربان