Skip to content Skip to footer

البيان

بيان مشترك
لقداسة البابا بولس السادس وقداسة البطريرك مار إغناطيوس يعقوب الثالث

فيما يختم قداسة البابا بولس السادس وقداسة البطريرك مار إغناطيوس يعقوب الثالث اجتماعهما الخطير الذي سجّل خطوة جديدة من العلاقات ما بين الكنيسة الرومانية الكاثوليكية والكنيسة السريانية الأرثوذكسية، يقدّمان بتواضع شكرًا لله القدير لأنّه جعل هذه الفرصة التاريخية ممكنة، ليصلّيا معًا، لينصرفا إلى تبادل أخوي للآراء وفقًا لحاجات كنيسة الله، وليشهدا لرغبتهما المشتركة بأنّ جميع المسيحيّين سيضاعفون خدمتهم للعالم بتواضع وتكريس تام.

البابا والبطريرك لاحظا الشركة الروحية العميقة الكائنة حاليًّا ما بين كنيستيهما. الاحتفال بأسرار الرب، إقرار الإيمان المشترك بالرب يسوع المسيح كلمة الله الذي صار إنسانًا من أجل خلاص الإنسان، التقاليد الرسولية التي تؤلّف جزءًا من إرث الكنيستين المشترك، الآباء والملافنة العظام بينم القديس كيرلس الإسكندري الذين هم معلّموهم المشتركون في الإيمان. كلّ هذه تشهد لفعل الروح القدس الذي واصل العمل في كنيستيهما حتى حين كان هنالك ضعف وعجز بشري. إنّ مدة التسابّ والحرم المتبادلين فسحت للإرادة في الاجتماع معًا بمساعٍ مخلصة، لتخفيف بل لرفع عبء التاريخ نهائيًّا، العبء الذي لا يزال يثقّل كاهل المسيحيّين.

لقد حصل تقدّم، وإنّ البابا بولس السادس والبطريرك مار إغناطيوس يعقوب الثالث مقتنعان بأنّه ليس هنالك فرق في الإيمان الذي يعترفان به بالنسبة إلى سرّ كلمة الله الذي صار جسدًا وصار إنسانًا حقًّا، ولئن نجمت عبر الأجيال صعوبات نتيجة لمصطلحات لاهوتية مختلفة عُبّر بها عن هذا الإيمان. لذلك فإنّهما يحثّان إكليروس كنيستيهما ومؤمنيهما على بذل المزيد من المساعي لتذليل العقبات التي لا تزال تمنع من الشركة التامّة فيما بينهم. إنّ هذا يجب أن يُعمل بمحبّة، بانفتاح لتنبيهات الروح القدس، وباحترام الواحد للآخر ولكنيسة الآخر المتبادل. ويحثّان خاصّة علماء كنيستيهما، وعلماء جميع الطوائف المسيحية، على أن يسبروا غور سرّ المسيح، بتواضع، وأمانة للتقاليد الرسولية، لكي تساعد ثمار دراساتهم الكنيسة في خدمتها للعالم الذي افتداه ابن الله المتجسّد.

إنّ هذا العالم، الذي هكذا أحبّه الله حتّى أرسل ابنه الوحيد، ممزّق بالخصام، باللاعدالة ولاإنسانية الإنسان تجاه الإنسان. وكرعاة مسيحيّين، البابا والبطريرك يرفعان نداءهما المشترك إلى قادة الشعوب كي يضاعفوا المساعي للحصول على سلام دائم ما بين الأمم، ولتذليل العقبات التي تمنع الكثيرين من التمتّع بثمار العدالة والحريّة الدينية. إنّ نداءهما موجّه إلى جميع جهات العالم وبنوعٍ خاص إلى تلك الأرض التي تباركت بتعليم وموت وقيامة ربنا ومخلّصنا يسوع المسيح.

من الفاتيكان في 27 تشرين الأول 1971

جميع الحقوق محفوظة لموقع دائرة الدراسات السريانية ©