Skip to content Skip to footer

الاتفاقية الثانية الرسمية الصادرة عن الاجتماع الرسمي الثالث للجنة المشتركة-1990

بيان مشترك

بين الكنيسة الأرثوذكسية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية

المركز الأرثوذكسي للبطريركية المسكونية في جنيف

23-28 أيلول 2018

مقدمة

عقد الاجتماع الثالث للجنة المشتركة للحوار اللاهوتي بين الكنيسة الأرثوذكسية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية في المركز الأرثوذكسي للبطريركية المسكونية في شامبيزي بجنيف من 23- 28 أيلول 1990.

اجتمع الممثلون الرسميون لعائلتي الكنائس الأرثوذكسية ومستشاريهم في جو من الصلاة بالروح القدس ومشاعر أخوية مسيحية  دافئة وقلبية. لقد اختبرنا الضيافة الكريمة الجوادة لقداسة البطريرك ديمتريوس الأول، من خلال صاحب النيافة المطران دماسكينوس مطران سويسرا في المركز الأرثوذكسي للبطريركية المسكونية. وقد عمل لنا استقبالين عظيمين واحد في مقر المطران دماسكينوس والآخر في مقر صاحب الفخامة السيد كركينوس سفير اليونان في الأمم المتحدة والسيدة زوجته.

حضر المشتركون الأربعة والثلاثون (انظر قائمة الأسماء)، من النمسا وبلغاريا وقبرص وتشيكوسلوفاكيا ومصر وأثيوبيا وفينلندا واليونان والهند ولبنان وبولاندا وسويسرا وسوريا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي (الكنيسة الروسية، كنيسة جورجيا، والكنيسة الأرمنية) ويوغسلافيا. رأس ست أيام الاجتماعات بالمشاركة صاحبا النيافة المطران دماسكينوس مطران سويسرا والمطران بيشوي مطران دمياط. في خطابه الإفتتاحي حث المطران دماسكينوس المشتركين على “العمل بروح الإتضاع والمحبة الأخوية والاعتراف المشترك” حيث يقودنا “رب الإيمان ورأس الكنيسة” بروحه القدوس لأسرع طريق نحو الوحدة المشتركة.

تلقى الاجتماع تقريرين الأول من اللجنة اللاهوتية الفرعية التي اجتمعت في المركز الأرثوذكسي بشامبيزي (20-22 أيلول 1990) والثاني من اللجنة الفرعية للعلاقات الرعوية التي اجتمعت بدير الأنبا بيشوي في مصر (31 كانون الثاني – 4 شباط 1990). الأبحاث التالية التي قدمت إلى اللجنة الفرعية تم توزيعها على المشتركين وهي:

1- الصياغات العقائدية والحرومات الخاصة بالمجامع المحلية والمسكونية في إطار المحيط الإجتماعي-للبروفسور الموقر جون رومانيدس- الكنيسة اليونانية.

2- الحرومات والقرارات المجمعية – نقطتين يجب الاتفاق عليهما لإعادة الشركة بين الأرثوذكس الشرقيين والأرثوذكس-للدكتور باولوس مار غريغوريوس مطران دلهي-كنيسة السريان الأرثوذكس في الشرق.

3- العوامل التاريخية ومجمع خلقيدونية – للأب تادرس ملطي – الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

4- العوامل التاريخية وتعبيرات مجمع خلقيدونية 451 – للبروفسور فلاسيوس فيداس- بطريركية اليونان الأرثوذكس في الإسكندرية.

5- تفسير العقائد الكرستولوجية اليوم – للمطران جورج خوضر – بطريركية اليونان الأرثوذكس بأنطاكيا.

6- تفسير العقائد الكرستولوجية اليوم – للأسقف مسروب كريكويان – الكنيسة الأرمنية الرسولية في اتشميازين.

هذه الأبحاث الست وتقريرين للجنة الفرعية، مع “ملخص النتائج” الخاص بالحوار الرابع غير الرسمي في أديس أبابا 1971 والتي أرفقت بتقرير اللجنة اللاهوتية الفرعية، كانت هي الأساس للمناقشة المكثفة والودودة في تلك النقاط وما سيعمل. وقد شكلت لجنة لعمل مسودة مكونة من المطران جورج خوضر والمطران باولوس مار غريغوريوس ورئيس الأساقفة كاشيشيان ورئيس الأساقفة جاريما والبروفسور الموقر جون رومانيدس والمطران مار أسطاثيوس متى (سوريا) والبروفسور أيفان ديمترو (بلغاريا) مع البروفسور فيداس والأسقف كريكوريان السكرتارين المشاركين. هذه اللجنة قامت بإخراج مسودة للاتفاقية الثانية مع توصيات للكنائس. وقامت لجنة أخرى مكونة من البروفسور بابافاسيلسيو (قبرص) أسقف خريستوفورس (تشيكوسلوفاكيا) والمطران باولوس مار غريغريوس وليكاسلتنات هبتمريم (أثيوبيا) مع الدكتور الآب جورج دراجاس كسكرتير بإخراج مسودة للتوصيات الخاصة بالأمور الرعوية.

فيما يلي نص الاتفاقية الثانية مع التوصيات وقد تم الاتفاق عليها بالإجماع.

بيان الاتفاق الثاني والتوصيات

المقدمة إلى الكنائس

إن بيان الإتفاق الأول الخاص بالكريستولوجي الذي تبنتّه اللجنة المشتركة للحوار اللاهوتي بين الكنيسة الأرثوذكسية (البيزنطية) والكنائس الأرثوذكسية الشرقية في لقاءنا التاريخي بدير الأنبا بيشوي بمصر من 20 إلى 24 كانون الثاني 1989 يشكل الأساس لهذا الإتفاق الثاني وذلك بتأكيد إيماننا وفهمنا المشترك، والتوصيات على الخطوات التي يجب أن تتخذ لأجل الشركة بين عائلتي الكنائس في يسوع المسيح ربنا، الذي صلّى: “ليكون الجميع واحداً”.

  1. تتفق كلا العائلتان على إدانة الهرطقة الأوطاخية. إذ تعترف العائلتان بأن اللوغوس، الأقنوم الثاني في الثالوث القدوس، الوحيد المولود من الآب قبل كل الدهور، والمساوي له في الجوهر Consubstantial ، قد تجسد وولد من العذراء مريم والدة الإله، وهو مساو تماماً لنا في الجوهر، إنسان كامل بنفس وجسد وعقل؛ قد صُلب ومات ودفن وقام من الأموات في اليوم الثالث، وصعد إلى الآب السماوي، حيث يجلس عن يمين الآب كرب للخليقة كلها. وقد أعلن في يوم الخمسين، عند حلول الروح القدس، أن الكنيسة هي جسده، وننتظر مجيئه الثاني في كمال مجده، كما جاء في الكتب.
  2. تدين العائلتان البدعة النسطورية والنسطورية الخفية التي لثيئودوريت أسقف قورش. لقد إتفقتا على أنه لا يكفي مجرد القول بأن المسيح مساو للإبيه ومساو لنا في الجوهر، أنه بالطبيعة هو الله، وبالطبيعة هو إنسان، إنما يلزم بالضرورة التأكيد على أن اللوغوس، الذي هو بالطبيعة الله، قد صار بالطبيعة إنساناً بتجسده في ملء الزمان.
  3. إتفقت كلا العائلتان على أن أقنوم اللوغوس صار مركباً باتّحاد طبيعته الإلهية غير المخلوقة بما في ذلك طاقتها وإرادتها الطبيعية والتي يشترك فيها مع الآب والروح القدس، بالطبيعة الإنسانية المخلوقة التي إتخذها بتجسده وجعلها خاصة به، بما في ذلك طاقتها وإرادتها الطبيعية.
  4. إتفقت كلا العائلتان على أن الطبيعيتين بطاقاتهما الخاصة بهما وإرادتهما قد إتحدتا أقنومياً وطبيعياً بلا إمتزاج ولا تغيير، بلا إنقسام ولا إنفصال، وأن التمايز بينهما في الفكر فقط.
  5. إتفقت كلا العائلتان على أن الذي يريد ويعمل على الدوام هو الأقنوم الواحد للكلمة المتجسد.
  6. إتفقت كلا العائلتان على رفض تفسيرات المجامع التي لا تتفق بالتمام مع قرارت المجمع المسكوني الثالث ورسالة القديس كيرلس الأسكندري ليوحنا الأنطاكي (سنة 433م).
  7. وافق الأرثوذكس على أن يستمر الأرثوذكس الشرقيون في الحفاظ على إصطلاحهم التقليدي الكيرلسي: “طبيعة واحدة متجسدة لله الكلمة”، حيث يعترفون بالوحدانية والمساواة المزدوجة في الجوهر Consubstantial للوغوس الأمر الذي أنكره أوطاخي. يستخدم الأرثوذكس أيضاً هذا الإصطلاح. يتفق الأرثوذكس الشرقيون بأن الأرثوذكس محقون في استخدامهم صيغة الطبيعتين، حيث إنهم يقرون أن التمايز “في الفكر فقط”. لقد فسّر كيرلس هذا الاستخدام تفسيراً صحيحاً في رسالته إلى يوحنا الأنطاكي وفي رسائله إلى أكاكيوس اسقف ملتين (PG 77, 184-201)، وإلى أولوجيوس ((PG 77, 224-228، وإلى سكسينسوس (PG77, 228-245).
  8. قَبلَت كلا العائلتان المجامع المسكونية الثلاثة الأولى، التي تشكّل ميراثنا المشترك. بخصوص المجامع الأربعة الأخيرة للكنيسة الأرثوذكسية، أقر الأرثوذكس أنه بالنسبة إليهم فإن النقاط السبع المذكورة بعاليه هي أيضاً تعاليم مجامعهم الأربعة الأخيرة، بينما يعتبر الأرثوذكس الشرقيون بيان الأرثوذكس هذا هو تفسيرهم. بهذا الفهم يتجاوب الأرثوذكس الشرقيون مع هذه المجامع إيجابياً.

فيما يتعلق بتعليم المجمع المسكوني السابع للكنيسة الأرثوذكسية، يوافق الأرثوذكس الشرقيون بأن اللاهوت الخاص بتكريم الأيقونات وممارسة ذلك الأمر الذي يعلم به هذا المجمع يتفق أساساً مع تعليم الأرثوذكس الشرقيين وممارستهم منذ زمن قديم، قبل إنعقاد المجمع بوقت طويل، وأنه لا يوجد أي خلاف في هذا الصدد.

  1. على ضوء إتفاقيتنا الخاصة بالكريستولوجي (المسيحياني) إلى جوار التأكيدات المشتركة المذكورة عاليه، فقد فهمنا الآن بوضوح أن العائلتين قد حفظتا على الدوام بإخلاص نفس الإيمان الأرثوذكسي الكريستولوجي (المسيحياني) الأصيل، مع التقليد الرسولي غير المنقطع (المستمر)، بالرغم من استخدامهما الإصطلاحات الكريستولوجي (المسيحيانية) بطرق مختلفة. أن هذا الإيمان المشترك والولاء المستمر للتقليد الرسولي هو الأساس الذي عليه ينبغي أن تقوم وحدتنا وشركتنا.
  2. إتفقت العائلتان على أنه يجب على الكنائس رفع كل الحروم (أناثيما) والإدانات التي صدرت في الماضي والتي تقسمنا الآن، وذلك لكي تُزال آخر عقبة أمام الوحدة الكاملة والشركة بين العائلتين، وذلك بنعمة الله وقوته. إتفقت كلا العائلتان على أن رفع الحروم والإدانات سوف تتم على أساس أن المجامع والآباء الذين حُرموا أو أُدينوا سابقاً لم يكونوا هراطقة.

لذلك نوصي كنائسنا بإتخاذ الخطوات العملية التالية:

أ- يجب على الأرثوذكس رفع كل الحروم والإدانات ضد كل مجامع وآباء الأرثوذكس الشرقيين الذين  سبق لهم حرمهم أو إدانتهم في الماضي.

ب. يرفع الأرثوذكس الشرقيون –في نفس الوقت- كل الحروم والإدانات ضد كل مجامع الأرثوذكس وآبائهم الذين تم حرمهم أو إدانتهم في الماضي.

ج. على الكنائس فراداً أن تقرر أسلوب رفع الحروم.

وإذ نثق في قوة الروح القدس، روح الحق والوحدة والحب، نسلّم بيان إتفاقنا هذا وتوصياتنا إلى كنائسنا الموقرة لدراستها وعمل اللازم، مصلين أن يقودنا ذات الروح إلى تلك الوحدة التي من أجلها صلّى ربنا ويصلي.

جميع الحقوق محفوظة لموقع دائرة الدراسات السريانية ©