العلاقات الفنية في نشوء الابجدية بين اللغتين الارامية والعربية

العلاقات الفنية

في نشوء الابجدية بين اللغتين الارامية والعربية

المطران بولس بهنام

 

ان العلاقات الفنية في نشوء الابجدية بين اللغتين الآرامية والعربية هي من الأهمية بمكان عظيم ، بل هي من الناحية الأعظم اشراقاً والأرفع شاناً في كيفية تعاونهما وسيرهما جنباً الى جنب في جميع عصورهما التاريخية ،  وتآزرهما على الحياة والنمو والتكامل ،  وانبثاق القوى الحيوية وانسكابها من أحداهما في الأخرى ،  فما هو الحق التاريخي الذي تحوزه كل من الأبجديتين ؟ وما هو التسلسل الزمني والفني الذي سار فيه كل من القلمين ؟ كل ذلك سندرسه في سطورنا التالية

يذهب علماء الساميات الى أن أقدم أبجدية سامية هي الأبجدية الكنعانية . وعنها نشأت بقية الأبجديات في عصور متفاوتة ،  فصدرت الأبجديات الآرامية والعبرية ،  وفي العصور القريبة من الاسلام انبثقت الأبجدية العربية منحدرة من الأبجدية النبطية الآرامية ،  ونحن لا يهمنا هذا التدرج التاريخي في بحثنا هذا وان كانت فيه هنات لا يصح التغاضي عنها ،  انما تهمنا العلاقة الوثقى بين الابجديتين الآرامية والعربية ليكون بحثنا حائزاً على كل صفاته الموضوعية الكاملة

من البديهي أن علماء الساميات أصدروا قرارهم السابق بشأن التدرج التاريخي في نشوء الأبجديات السامية استناداً على الكشوف الأثرية جداً – رغم كثرتها – بالنسبة الى ما ستحدثه الكشوف الأثرية القادمة في المستقبل ،  لذلك لا يسوغ الركون الى تقرير يستند على مصادر ناقصة ،  قد تنقلب رأساً على عقب في لحظة واحدة ،  اذ اكتشف رقيم واحد يضاد معلوماتنا الحاضرة ،  هذا من جهة ،  ومن جهة ثانية ان تقريراً يستند على مصادر ما زالت آخذة في الازدياد والتكامل يوماً بعد يوم وعاماً بعد عام لا يسوغ ان تبنى عليه حقيقة علمية تاريخية هامة كأصالة الابجديات وتقديم بعضها على بعضها الآخر ،  ولذلك نقول أن لدينا نصوصاً تاريخية هامة من القرن السابق للميلاد والقرنين اللذين يليانه تذهب الى ان الآراميين هم اول من اخترع الكتابة ،  وبالتالي تجعل الأبجدية الآرامية أول أبجدية سامية ،  وتدّعى أن الأبجدية الكنعانية هي الصورة الاولى البسيطة للأبجدية الآرامية ،  ونورد هنا نصين من تلك النصوص بتحفظ غير جازمين الآن بصحتها المطلقة . قال ديودروس الصقلي المؤرخ الشهير الذي عاش في القرن السابق للميلاد : ” ان اختراع الكتابة يعود الفضل فيه الى الآراميين ” . وقال اقليميس الاسكندري في القرن الثاني للميلاد : ” ذهب كثيرون من القدماء الى أن الآراميين هم الذين اخترعوا الكتابة ”  وعلى هذا الاساس نقول ان لم تكن الأبجدية الآرامية أقدم أبجدية سامية فهي حتماً من أقدمها

أما العلاقة الفنية بين الأبجديتين الآرامية و العربية فتنحصر في أربعة وجوه هامة وهي

أولاً – انحدار الأبجدية العربية من الأبجدية الآرامية

اختلف المؤرخون العرب في المصدر الذي انحدرت منه الأبجدية العربية ،  فذكر معظمهم أنها منحدرة من الخط المسند  . ولكننا لا نستطيع اقامة دليل ملموس على صحة هذا الرأي ، لأننا لا نحوز آثاراً خطيّة تؤيده ،  وقد ظهرت في الآونة الأخيرة رُقم حجرية عثر عليها المستشرقون في فترات متفاوتة من الزمن ،  وهي تحوي دلائل ملموسة تنير طريق البحث في هذا الموضوع ،  وبعد دراسة هذه الرُقم الحجرية الهامة قرّر علماء الساميات ان الأبجدية العربية اشتُقت من الأبجدية النبطية الآرامية . ولا نعدم شهادة تاريخية عربية هامة تؤيد هذا الرأي . قال البلاذري في فتوح البلدان : “اجتمع ثلاثة نفر من طيء ببقة وهم مرامر بن مرة ،  واسلم بني سدرة ،  وعامر بن جدوة فوضعوا الخط ،  وقاسوا هجاء العربية على هجاء السريانية ،  فتعلمه منهم قوم من الأنبار ،  ثم تعلمه أهل الحيرة من أهل الأنبار ،  وكان البشر بن عبد الملك أخو أكيدر بن عبد الملك بن عبد الجن الكندي ثم السكوني صاحب دوحة الجندل ،  يأتي الحيرة ،  فيقيم بها الحين ،  وكان نصرانياً ،  فتعلم بشر الخط العربي من اهل الحيرة ،  ثم أتى مكة في بعض شأنه فرآه سفيان بن امية بن عبد شمس ،  وأبو قيس بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب يكتب ،  فسألاه أن يعلمهما الخط فعلمهما الهجاء ،  ثم أراهما الخط فكتبا ”

واذا دققنا هذا النص التاريخي الهام نجد أنفسنا أمام شهادة صريحة تؤيد ما ذهب اليه علماء الساميات وهو أن ( النفر ) الذين ( اجتمعوا ) ببقة ( وضعوا الخط وقاسوا هجاء العربية على هجاء ( السريانية ) . والأصح أن يقال ان هؤلاء الثلاثة ( تعلموه ) لا وضعوه أما الخط المسند فانه خط حميّر ،  ومن المعروف ان الحميريين استبدلوا الخط المسند بالخط السرياني . والمعروف ايضاً أن الخط المسند الحميّري هو خط سيء ،  وقيل أن الخط المسند منقول من الخط الكنعاني مباشرةً ،  الا أن ثقات المستشرقين ينكرون ذلك ،  ويؤيدون أن خطوط شمال بلاد العرب منقولة مباشرةً عن الخط الآرامي اعتماداً على ما كان بين الآراميين وهذه القبائل العربية من القربى والجوار . وهذا الرأي نرجحه ،  لأن القبائل العربية لم تلتق مطلقاً المدينة الكنعانية ،  بل امتزجت المدينة الآرامية كما رأينا في اوائل بحثنا هذا اما صدور الأبجدية العربية من الأبجدية النبطية الآرامية فنرى انه تمّ على مراحل وفي فترة تقارب القرنين من الزمن ،  وقد ظهرت رُقم اثرية هامة أنارت الطريق أمام الباحث في هذا الموضوع ان هذه الرُقم الأثرية توضح لنا كيف تولدت الأبجدية العربية من الأبجدية النبطية الآرامية ،  ويتم لنا ذلك اذا قابلنا بين القلم النبطي المتاخر والقلم العربي القديم ،  واشهر الرقم التي يجب دراستها في هذا المضمار هي خمسة نقلها المستشرقون نيبيه آبوت وسفجت ووايت . وقد حظينا بدراسة وافية لبعضها قام بها سفجت ووايت وهو ما يساعدنا على الافادة منها في موضوعنا ،  ونقلها ايضاً وعلّق عليها الأستاذ اسرائيل وليفنسون كما نقلها الأستاذ ناصر النقشبندي في مقاله ( منشأ الخط العربي ) أما كيفية المقابلة بين هذه النصوص الأثرية فتتم بملاحظة القلم النبطي المتأخر ،  والقلم العربي القديم ،  ويمكن وضع هذين الرقمين ( النبطي المتأخر ،  والعربي القديم ) أنموذجاً للملاحظة والمقابلة والاستنتاج ،  أما النبطي المتأخر فانه رقيم ام الجمال الاول الذي عثر عليه في ام الجمال الواقعة في جنوب حوران في شرق الاردن ،  وهو يعود الى قبر فهر بن جذيمة ملك تنوخ ، وتاريخه نحو سنة 250 م ،  أما العربي القديم فانه رقيم النمارة الذي عثر عليه في موقع النمارة بجبل الدروز وتاريخه نحو 328 م ،  وهو يعود لقبر امرئ القيس بن عمرو ملك العرب في الحيرة ،وملاحظة هذين الرقمين تعطينا فكرة كاملة في تولد الخط العربي ،  فان معظم الحروف متشابهة تقريباً ،  وهذا التشابه يظهر في شكل الحروف ،ومن المعروف ان الخط النبطي القديم كانت حروفه منفصلة بعضها عن بعض على ما نراه في رقيمي ( مرانا ملك النبط ) . و (هجرفس الملك ) . اما هذا الرقيم وما اليه فنجد فيه كثيراً من الحروف متصلة ببعض ،  وهو ما يوضح كيفية تطور هذا القلم حتى تولد منه القلم العربي ،  ويظهر لنا هذا التطور اذا وضعنا ازاءه رقيم النمارة الذي يعد أقدم نص عربي ،  فحروفه في معظم الاحوال متصلة على غرار الرقم النبطية المتأخرة ،  وهي تتشابه تشابهاً عظيماً ولننتقل الى دراسة رُقمين آخرين هما رُقيم زبد الذي وجد في خربة كنيسة بين قنسرين والفرات بثلاث لغات هي اليونانية والسريانية والعربية ،  ويعود تاريخه الى سنة 512 م . ورقيم حران الذي وجد في المنطقة الشمالية من جبل الدروز مكتوباً باليونانية والعربية على حجر فوق كنيسة قديمة ،  ويعود تاريخه الى سنة 568 م ،  ويعد أول نص العربي كامل في جميع كلماته وأسلوبه ،  ففي دراسة هذين الرقمين نجد تطوراً عظيماً في أسلوب الخط العربي وسيره أشواطاً هامة في الاستقلال عن مصدره الخط النبطي ،  فالحروف في جميع الكلمات متصلة تماماً ،  وقد اتخذت اتجاهاً مستقلاً خاصاً ،  ولم يبق فيها من الشكل النبطي الا الشيء القليل ،  تجده في بعض الحروف فقط وهو الدلالة الباقية على مصدره الاصلي النبطي .

واذا تقدمنا في الزمن استعرضنا رقيم أم الجمال الثاني والذي يعد أحدث نص عربي عثر عليه حتى الآن ،  ويعود تاريخه الى منصرم القرن السادس الميلادي ،  نجد أمامنا كتابة عربية مستقلة تمام الاستقلال ،  مع الاحتفاظ بأشباح باهتة من الشكل النبطي وهذا آخر تطور للخط العربي بعد اتخاذه صبغته الخاصة .

وأقدم صورة للخط المستقل هو الخط الكوفي الذي كان يسمى أيضاً بخط الجزم واذا تأملنا هذا الخط نجد فيه الاشباح النبطية لم تزل ماثلة ،  ثم انتقل هذا الخط من الحيرة الى مكة ،  وقيل وصل من اليمن الى الحيرة والأنبار بوساطة كندة والنبط . وهكذا لم يزل الخط العربي يتطور وينحو جانب السهولة والتبسيط حتى وصل الى حالته الحاضرة ،  كما ان الخط الآرامي أيضاً تطور تطوراً محسوساً فأشتقت منه عدة أقلام وأشكال مختلفة ذكر بعضها ابن النديم في فهرسته واجلّ أقلام الخط الآرامي المتأخر هو الاسطرنجيلي ،  ويقال له الخط الرهاوي أو الثقيل ،  وقد استنبطه بولس بن عرق او عنقا الرهاوي في مطلع القرن الثالث ، وقد تأثر به الخط الكوفي تأثراً عظيماً ،بل قيل أن أصل الخط العربي الكوفي هو الخط الاسطرنجيلي نفسه . الا أننا نعتقد ان الخط الاسطرنجيلي هذا انتقل في القرن الثالث الى اليمن فاحتل كتابات آل نجران ثم وصل الى الحيرة القريبة من الكوفة ،  والأظهر ان الخط الكوفي بعد ان اخذ عناصر من الخط النبطي تأثر بالخط الاسطرنجيلي وأخذ اشكاله عنه ،  وذلك عن طريق نجران والحيرة  . وقد علمنا أن اليمن والحيرة كانتا مركزين للكتابة والثقافة وتأثر الخط العربي بهذا الخط الآرامي معقول جداً ،  بل أنه صواب ،  لأن اشكال الخطين المتقاربة تؤيد ذلك ،  وقد دام استعمال الخط الاسطرنجيلي عند السريان الى المئة الرابعة عشرة ،  على أنه نشأ من خط سرياني آخر في القرن التاسع ،  وهو الخط السرياني الغربي الذي تطور نحو السهولة واحتفظ الآن بالخط الاسطرنجيلي كاملاً لتزيين رؤوس الفصول في الكتب الخطية الهامة ،  كما نشأ عن الخط الاسطرنجيلي ايضاً ما يسمى بالخط السرياني الشرقي ،  ونشأت أشكال أخرى للخط السرياني ما زالت ماثلة في المخطوطات الكثيرة النفيسة التي تملأ خزائن الشرق والغرب

ولو عدنا مرة اخرى نستعرض هذه النصوص الأثرية الخمسة ،  لرأينا أعظم نصر يحققه التعاون الوثيق بين الآرامية والعربية . فالنص الأول ، ( رقيم أم الجمال الأول ) وهو آرامي الأبجدية واللغة ،  شأن عدد كثير من الرُقم الأثرية المكتشفة في مواطن الآراميين الأول . ولكنه ينقل الينا حادثة عربية صرفة . او بالحري انه يعني بتخليد علم عربي خالص . والنص الثاني ، ( رقيم النمارة ) نجد فيه لوناً جديداً من ألوان الحياة ،  فانه آرامي عربي بلغته وأبجديته ،  اي أن اللغة التي كتب فيها وردت فيها مفردات آرامية الى جانب المفردات العربية ،  وأبجديته ما زالت محافظة على لونها الآرامي ،  انما ظهرت فيها بوادر أبجدية فتية جديدة هي طلائع الأبجدية العربية . والنص الثالث ، ( رقيم زبد ) يشبه النص الذي سبقه بامتزاج اللغتين الآرامية والعربية مادةً وحرفاً ،  الا أننا نلاحظ زيادة في جنوح الناحية العربية الى التبلور والاستقلال . أما النص الرابع ، (رقيم حران ) فقد زالت منه المفردات الآرامية ،  وبقيت فيه صيغتها الحرفية ماثلة ،  ومثله النص الخامس ( رقيم أم الجمال الثاني ) نجد فيه تحرر العربية من الآرامية مادةً وحرفاً ،  ما خلا ما بقي من الدلائل الشكلية التي تعيد الى أذهاننا صور الأبجدية الآرامية بشكل ضئيل ،  وهذا لعمري أعظم دليل على سير اللغتين الشقيقتين في طريق النمو والاكتمال وعند انتشار اللغة العربية في مواطن الاراميين في سورية والعراق وعلى أثر الفتوحات العربية نشأت طريقة جديدة عند الآراميين المسيحيين ،  وهم السريان ،  لكتابة العربية ،  وهي التي تسمى ( الكرشوني ،  او الجرشوني بالجيم المصرية ) وهي أن تكتب اللغة العربية بالحروف السريانية ،  وذلك منذ منتصف القرن السابع الميلادي . وكأني بالسريان أرادوا بهذه الطريقة اعادة مجد أبجديتهم التي كتبت بها اللغة العربية في عهد كتابتها الاولى . وهذه الطريقة ما زالت مستعملة عند عموم طوائف السريان الى يومنا هذا ،  فتجد جميع طقوسهم وكتبهم المقدسة الكنسية المترجمة الى العربية تكتب بالابجدية السريانية . ولدينا نسخ كثيرة من هذا النوع قديمة وحديثة في جميع كنائسنا السريانية أما لماذا سميت هذه الطريقة من الكتابة بـ ( الكرشوني ) فلم يتصل بنا تعليلها من السّلف ،  مع انها قديمة جداً كما علمنا الآن ،  والا ظهر انها اتخذت اسمها (الكرشوني ) من ( قريش ) . ونحن نعلم أن القرشيين في مستهل القرن السابع كانوا يؤمّون أمصار الشام وغيرها لغايات تجارية ،  ومن المعلوم أن التجار يحتاجون الى سجلات ودفاتر حسابية وغيرها في عملهم التجاري ،  ولمّا كانت الأبجدية العربية في مستهل القرن السابع غير شهيرة على الأقل ،  كون من المؤكد ان تجار قريش كانوا يكتبون سجلاتهم بالحرف الآرامي واللغة العربية ،  وربما شاعت هذه الطريقة في ربوع الشام قبل غيرها ،  ولمّا كان القرشيون هم الذين روّجوها واستعملوها أكثر من غيرهم نسبت اليهم . ولكن كلمة ( كرشوني ) لا تحمل طابعاً عربياً في صيغة النسبة بل تحمل طابعاً سريانياً آرامياً صرفاً ،  لأن صيغة النسبة باللغة السريانية كثيراً ما تكون بالنون قبل الياء السابقة لألف الاطلاق ،  وهكذا وضعت في هذه اللفظة النون قبل الياء السابقة لألف الاطلاق الملغاة ،  فتكون لفظة ( كرشوني ) والحالة هذه منسوبة الى قريش العربية،  وبذلك عادت الابجدية الآرامية السريانية الى معانقة صديقتها القديمة اللغة العربية ،  ولمّا كان حرف ( القاف ) يقلب في اللهجات العربية المحكية الى ( ج ) كالجيم المصرية ( مثل القاف في قلب ،  قمر ،  قصر ) ويقال فيها : ( كلب و كبر ،  كصر ) ،  قيل في نسبة هذه اللفظة ( كرشوني – لا قرشوني ) كما كان يجب أن يقال فيها وهذا أوجه تعليل نراه الآن ولمّا كان في الأبجدية السريانية اثنان وعشرون حرفاً فقط ،  وهذه ليست كافية لكتابة اللغة العربية التي تحتاج الى ثمانية وعشرين حرفاً ،  عمد السريان الى الطريقة التي اعتمدها العرب اولاً عندما استمدوا الابجدية السريانية الآرامية للغتهم ،  فصوروا كل حرفين متجانسين شكلاً بحرف واحد فصوّروا التاء والثاء بحرف ( التاو ) ،  والدال والذال بحرف ( الدولث ) ،  والصاد والضاد بحرف ( الصودى ) ،  والطاء والظاء بحرف ( ( الطيث ) ،  والجيم والغين بحرف ( الجومل- بالجيم المصرية ) ،  والكاف والخاء بحرف ( الكوف ) . وميّزوا بين هذه الحروف بطريقة الترقيق والتفشية السريانية المعروفة عندهم ،  فوضعوا نقطة حمراء فوق الحرف القاسي كالدال ،  ( ونقطة حمراء تحت الحرف اللين كالذال ) وهكذا أعادوا الحروف الآرامية السريانية الى سابق عهدها مع اللغة العربية

ثانياً – صور الحروف الأبجدية وعددها في اللغتين الآرامية والعربية

اذا أردنا إيجاد وحدة صورية بين هاتين الأبجديتين يجب علينا الرجوع الى أقدم صورة باقية لكلتيهما وهما القلم الاسطرنجيلي الآرامي ،  والقلم الكوفي العربي . فعند مقابلة هذين القلَمين يتّضح لنا اتحادهما في شكل جميع الحروف تقريباً ،  الأمر الذي يؤيد تأثر القلم الكوفي بالقلم الاسطرنجيلي تأثّراً قوياً بعد استقلاله عن القلم النبطي الآرامي القديم ،  وهذا هو السبب في جعل العلماء الخط الاسطرنجيلي وحده اصلاً للخط الكوفي العربي الذي تولّدت منه سائر الأقلام العربية الى يومنا هذا

أما عدد صور الحروف في الابجديتين فانها اثنتان وعشرون صورة مع ان اللغة العربية تحتاج الى اكثر من هذا العدد . وقد أظهر العرب حكمة بالغة وحذقاً عظيماً في تلافي النقص في عدد الحروف المستمدة من الآرامية ،  وذلك أنهم لم يخترعوا صوراً جديدة للحروف الزائدة عن حاجة السريانية الآرامية ،  بل عمدوا الى الحروف نفسها فاستولدوا ستة منها سبعة أحرف جديدة تَفي بحاجة اللغة العربية بعد اضافتها الى الحروف الاثنين والعشرين المعروفة الموجودة في السريانية الآرامية ،  وتركوها على صورتها الأصلية إنما عالجوا الحرف الجديد بوضع النقط اللازمة بحسب الاصطلاح الجديد . وهذه الأحرف الستة التي ولًدوا منها الاحرف الجديدة هي : د ،  ح ،  ط ،  ع ،  ص ،  ت ،  فصدرت عنها بالتسلسل سبعة أحرف هي : ذ ،  ج ،  خ ،  ظ ،  غ ،  ض ،  ث  وانك ترى ان كل حرف أصبح حرفين الأصلي بدون نقط ،  والجديد وضعت له النقط اللازمة . الا ( الحاء ) وحدها . فقد استولدوا منها حرفين هما ( الجيم والخاء ) بواسطة نقطتيهما المعروفتين ومما يجدر ذكره ان العرب سلكوا سلوكاً فيلولوجياً بارعاً في هذه الطريقة لتلاقي عجز الحروف القديمة التي استمدوا منها أبجديتهم الجديدة . وهذا ما عمله الآراميون عند عودتهم الى كتابة العربية بحروفهم الآرامية . وهو الأسلوب المسمى بـ ( الكرشوني ) الذي أشرنا اليه سابقاً . الا أن هناك اختلافا ًبين الجانبين في بعض الحروف . فان الآرامين استعملوا ( الجومل ) بوضع نقطة تحتها لكي تصبح ( غيناً ) ،  وبوضع نقطة في داخلها لكي تصبح ( جيماً ) في الكتابة الكرشونيّة . أما العرب فلم يسلكوا هذه الطريقة بل أولدوا الغين من العين بوضع نقطة فوقها . وأولدوا الجيم من الحاء بوضع نقطة تحتها . وهكذا تمّ لهم ما أرادوا الا أن العرب لم يضعوا النقط لتمييز الحروف المزدوجة صورة الا بعد شعورهم بوقوع التباسات كثيرة في الكتابة ،  هذا هو السبب في لجوئهم الى هذه الطريقة السهلة مع ابقاء الحرف على صورته الأصليّة الممثلة في الصورة الفرعيّة أيضاً مع العلم أن كتباً عربيّة كثيرة كتبت بدون استعمال التنقيط حتى بعد اختراع هذه الطريقة . وما خلا ذلك ،  فمع تمادي الزمان وكثرة الاستعمال تقاربت صور أحرف اخرى بعضها من بعض فأصبحت كأنها حرف واحد لا يميز الا بالنقط أيضاً كالزاي والراء ( ز ،  ر ) والشين والسين ( ش ،  س ) والقاف والفاء ( ق ،  ف ) . وتشابهت أيضاً صور النون والباء والياء والتاء في أوّل الكلمة وفي حشوها ،  وهكذا تجد كثيراً من صور الاحرف كلّ منها يعبّر عن حرفين أو أكثر ،  وصارت الحروف العربية ثمانية وعشرين حرفاً ،  ولكن يعبّر عنها بخمس عشرة صورة فقط

ان حرف الخاء يولّده الآراميون عند كتابتهم العربية بالأحرف الآرامية من (الكوف ) أي ( ك ) ،  أما العرب ففضّلوا أن يتولّد من ( الحاء ) نفسها بوضع نقطة فوقها،  وما تجب الاشارة اليه أيضاً أن صورة ( السين والشين) في الابجدية الآرامية النبطية هي واحدة فقط ،  فسلك العرب هذه الطريقة وميّزوا بينهما بوضع ثلاث نقط صغيرة فوق السين لكي تصبح ( شيناً ) . هذه هي الوحدة الكاملة بين صور الحروف الابدية وعددها في اللغتين الآرامية و العربية

 

ثالثاً – الخواص العديدة في الحروف الآرامية والعربية

تتّفق الأبجديتان الآرامية والعربية بكونهما تستعملان علامات للأعداد عوضاً عن الأرقام العددية . وهذه الطريقة قديمة جداً في الآرامية وربما يرتقي تاريخها الى العصور السابقة للمسيحية ،  مع العلم ان الأمم الآرامية القديمة قد اخترعت علامات خاصة للأعداد ،  فقد ظهرت هذه العلامات في الرقم الكنعانية والآرامية القديمة في أنقاض مدن سورية المندرسة كما ظهرت أيضاً في نصب تدمر وكتابات الآراميين في ضواحيها ثم استمدّت منها طريقة خاصة في عهد المسيحية الأول في الكتب لتاريخ السنين ،  ولتصوير عدد آيات فصول الكتاب المقدّس ،  وعلى الأخص الإنجيل ،  ولترقيم أعداد كراريس الكتب ،  واستمرّت هذه الطريقة الى العصور المتأخرة

أما الأرقام الهنديّة المعروفة اليوم في العالم العربي فلم تعرف إلا في القرن السابع الميلادي،  قد نبغ في هذا القرن العلامة الفيلسوف والفلكي الرياضي ساويرا سابوخت ،  وعلى يده وصلت للمرة الأولى الأرقام الهنديّة الى العرب ،  ويظهر أن استعمالها لم يشع فبقيت عصوراً أخرى حتى أخرجت الى الاستعمال ويعود الفضل في أعدادها لنا الى الرياضي السرياني الكبير المشار اليه .

أما طريقة الحروف في العلامات العددية فقد شاع عند السريان الاراميين أكثر جدّاً ،  فنجد جميع

مخطوطاتهم مؤرّخة بهذه الطريقة وعنهم أخذها العرب في العصور الأولى لظهور أبجديتهم فاستعملوها كما استعملها الآراميون قبلهم

وهذه الحروف تنتظم في الأبجديتين للغاية العدديّة كما يأتي

ا – 1           د – 4          ز – 7         ي – 10          م – 40         ع  – 70

ب – 2         هـ – 5         ح – 8         ك – 20          ن – 50         ف  – 80

ج – 3          و – 6         ط – 9          ل – 30         س – 60        ص – 90

ق – 100           ر – 200              ش – 300                  ت – 400

وبقية الأعداد يعبّر عنها بتركيب هذه الحروف نحو

ياء = 11  يب = 12  يج = 13  يز = 17  يح = 18  يط = 19  سز = 67  قمح = 148  شصا =391 …. الخ

واذا رغبت في تأليف عدد ال400 فاقرن حروف المئات كما ياتي

تق = 500           تت = 800         تش = 700

 

ثم تجعل حروف الآحاد نفسها للآلاف وحروف العشرات للمئات التابعة للأربعمئة ويشترط ان تكون أولاً الآلاف ،  ثم المئات ،  ثم العشرات ثم الآحاد ،  خوفاً من الالتباس نحو ( افعو = 1876 ) ،  ( بعنا = 2751 ) ،   ( جقمه = 3145 ) . وقد اصطلحوا ان توضع نقطة فوق حروف العشرات للدلالة على المئات ،  ومن تحت حروف الآحاد خطيط قائم للـدلالة على الآلاف ومن تحتها أيضـاً خطيط للدلالة على الـربوات نحو ( ع = 700 ) ،  ( ننج = 553 ) الخ

نستنتج من استعمال الحروف الأبجدية علامات للعدد في اللغتين . ان العرب عدوا صراحة عدد الحروف الأبجدية 22 فقط . اذ لم يخالفوا السريان الآراميين في هذه الطريقة مطلقاً وهو الذي يؤيد أن الأبجدية الآرامية هي امّ الأبجدية العربية بحروفها الأثنين والعشرين الراهنة . وبالتالي عدّ العرب أيضاً أن الحروف الأبجدية الأصلية هي الاثنان والعشرون الآرامية فقط . وأما الحروف الزائدة في اللغة العربية فهي مشتقة من الحروف الأصلية

رابعاً – التطور اللفظي في حروف بعض الكلمات المشتركة بين الآرامية والعربية من الراهن أن اللغتين الآرامية والعربية باتصالهما التاريخي الطويل ،  الذي يمتد نشوؤهما ويرتقي الى عهد ازدهارهما ونضجهما ،  تبادلتا مادة غزيرة يصعب حصرها في بضع صفحات،  وذلك من حيث الألفاظ والأساليب وغيرها . وأمامنا الآن الناحية اللفظية من المادة المشتركة بين اللغتين ،  وتطور الحروف من حالة الى حالة من حيث النطق بها في اللفظة نفسها . ولا ندّعي أننا سنحيط بجميع تلك الألفاظ المشتركة لأن ذلك يحتاج الى مجلدات كاملة ،  بل نورد نمازج من ذلك التطور لنقف على حالة الحروف الأبجدية النطقية عند استعمالها في هذه المادة المشتركة بينهما مع العلم أن هناك الفاظاً تكون الحروف هي عينها في كلتا اللغتين قبل ان نستعرض التطور اللفظي في الحروف المشار اليها ،  يجب ان نعلم ان الحروف الأبجدية في اللغتين نوعان حروف علّة وهي ( الالف والواو والياء ) ،  غير أن السريانية قد تضيف ( الهاء ) الى أحرف العلّة احياناً لخضوعها في بعض الحالات اللغوية الى ما تخضع له أحرف العلّة في الاعلال والقلب والتغيير . واما في العبرانية فان ( الهاء ) ملحقة بأحرف العلّة دائماّ تقريباً . وسميّت احرف العلّة كذلك لأنها تدخل الكلمات اما أصلية أو زائدة فيطرأ عليها تغيير كبير من حذف ،  وقلب ،  وابدال ،  أو يصيب حركاتها أو حركات الحروف التي قبلها شيء من التغيير ،  وتشترك اللغتان في هذه الناحية ومن المعروف أيضاً أن احرف العلّة كانت تقوم مقام الحركات في اللغتين قبل ظهور الحركات فيهما ،  كما هي الحالة في كثير من اللغات الحية الآن ،  ويظهر انها لم تقف بحاجة النطق الصحيح لذلك اضطر علماؤها الى اختراع الحركات

والنوع الثاني من الحروف هي الصحيحة وهي بقية الحروف الأبجدية وأما التطور اللفظي في حروف الكلمات المشتركة بين اللغتين فنجده كما يلي أولاً – الألف ( ا – ا ) الألف في السريانية وفي العربية اذ لم ترد حرف علّة على غرار ما اشرنا اليه الساعة ،  تكون حرفاً صحيحاً حلقياً ،  ويسميه نحاة العربية (الهمزة) ومن المعلوم انه ليس هنالك اسم خصوصي للهمزة في السريانية كما في العربية ،  وليس لها الا علامة خاصة كما هي الحالة في العـربية ،  ولذلك فان الهمزة السريانية لا تكتب الا بالالف أينما جاءت

وتكون الهمزة في اللغتين إما زائدة وإما أصلية ،  والأصلية تكون في فاء الفعل وعينه ولامه ( اِخَل ) أكل ( شِال ) سأل قنأ . وقد تكون في لام الفعل أحياناً مقلوبة في السريانية الى حرف علّة فيقال ( قرُا ) قرأ  برُا برأ

وأما التطور الذي أصاب حرف الالف في بعض الكلمات فقد يكون احياناً في السريانية عوضاً عن العين في العربية فيقال ( قَراا ) في قرع عوضاً عن ( قَرعُا ) وترد الألف في السريانية عن التاء المربوطة في الاسماء المؤلفة ويقلب الفتح الذي قبل هذه التاء الى زقاف نحو ( عِلا ) علّة ( مدينا ) مدينة ( مشَبحُنيُا ) ممجّدة ،  وقد نجد في العربية الدارجة أمثلة كثيرة لهذه الصيغة فيقال ( مدينا ،  نعماء ،  عظيما ) عوض ( مدينة ،  نعمة ،  عظيمة ) وهو ما يدل على تاثير السريانية الآرامية في العربية من هذه الناحية

ثانياً – الباء ( ب – ب ) كل الكلمات المشتركة بين اللغتين تستعمل الباء فيهما باء دون تطور الا في كلمة واحدة فتطورت الباء الآرامية الى ميم في العربية وهي كلمة ( زبنا ) زمن ،  والاظهر ان الميم في هذه اللفظة هي اصح من الباء فقد كانت لغة بابل القديمة تقول ( زمنا لا زبنا ) وفي اللهجات الآرامية المحكية في قرى الموصل هي الميم لا الباء فيقال ( زَمَن لا زَبَن )

ثالثاً – الجومل (  ج – ج ) او حرف الجيم وهذا يلفظ كالجيم المصرية وهو السبب في نحاة العرب اعتبروا الجيم من الأحرف القمرية لا الشمسية مع انه يمكن التلفظ به كالأحرف الشمسية وقد اصاب هذا الحرف تطور كبير في بعض الكلمات المشتركة بين اللغتين فما يرد في السريانية ( الجومل ) ينقلب في العـربية الى الضـاد فيقال في لفظة ( جحِخ ) ضحك . ويقلب في العبرية الى الصاد فيقال في ( جحِخ ) أحق ، سحِق صحق و سحق . بقلب الضاد او الجومل الى الصاد او السين

رابعاً – الدال ( د  – د ) الدال في السريانية تمثّل في العربية حرفين هما الدال والذال ،  وكما كانت هذه الدال ذالاً في العربية انقلبت زيناً في العبرية فتكون دالاً في كلمات خاصة نحو دُش داس ، درَش درس ، دُن  دان ، دُر  دار ، دُرةا دار ، دحَق دحق ( طرد ) الخ . وتكون ذالاً في كلمات اخرى نحو درُا ذرّ ، دُل ذل ، دونبا ذَنب ، دَؤبا ذهب ، دابا ذئب والخ

خامساً – الهاء ( ؤ – هـ ) حرف الهاء تتساوى فيه السريانية والعربية إلا أن السريانية قد تستغني عنه أحياناً فيحذف لمرونته وينقلب الى الف وذلك في آخر الأسماء المؤنثة المجزومة وفي جزم التنكير نحو مدينا مدينة عِلا علّة كما اسلفنا

سادساً – الواو ( و – و ) تتساوى فيها العربية والسريانية ،  وفي بعض الكلمات العربية التي تبدأ بها تمثلها الباء في السريانية نحو بِسديا وسادة

سابعاً – الزاي ( ز – ز ) تنقلب الزين السريانية الى الصاد في بعض الكلمات العربية المشتركة باللفظ نحو زَديقا صديق زعورا صغير وقد تنقلب الى شين في العربية نحو زنَق شنق ،  إلا ان اللغتين تشتركان بمادة غزيرة تبدأ بهذا الحرف عينه

ثامناً – الحاء ( ح – ح ) ترد في اللغتين مادة غزيرة تبدا بالحاء إلا ان في العربية الفاظاً تنقلب في السريانية الى خاء نحو حَلا  خل ، حَمرا  خمر ، شَحينا سخن ، حُب خاب ، حوطا خيط ، حَيُطا خياط ، حرِب خرب ، حَروبا خروب (خرنوب ) ، حرز خرز الخ

تاسعاً – الطاء ( ط – ط ) الطاء في السريانية تكون تارةً طاء في العربية وأحياناً تنقلب الى الظاء نحو طِلُلا ظل ،  طِفرا ظفر ، طعِن ظغن ، طَبيا ظبي ،  طَؤرا ظهر ، طلَم  ظلم

وقد تنقلب الطاء في السريانية الى تاء في العربية طُعوشا تاعس وبعكس ذلك تنقلب التاء العربية الى الطاء في السريانية نحو قطُل قتل وتنقلب التاء وتكون الهمزة في اللغتين إما زائدة وإما أصلية ،  والأصلية تكون في فاء الفعل ايضاً الى الطاء في السريانية نحو مَقطيا قثأة

عاشراً – الياء ( ي – ي ) ان الياء في السريانية تنقلب الى الواو في العربية وذلك في المثال العربي نحو يلد ولد ، يَؤْب وهب ، يَدِد ودد ، يَقَر وقر ، يةَر وتر الخ

الحادي عشر – الكاف ( كـك – ك ) الكاف السريانية لا تاتي الا مقارنة للكاف العربية

الثاني عشر – اللام ( ل – ل ) قد تنقلب اللام السريانية الى النون في العربية نحو أَلما صنم

الثالث عشر – النون( نـن – ن ) النون في السريانية قد تنقلب الى ميم في العربية وذلك في الضمائر وأمثالها ،  وهي كثيرة لا يسعنا ايرادها الآن

الرابع عشر – السين ( س – س ) أوالسمكث السريانية قد تنقلب الى شين في العربية وبالعكس وهذا متأت من عدم التمييز بين الحرفين في الأبجدية الآرامية القديمة ،  فقد كانت علامة واحدة لتمثيل الحرفين ،  بل بالحري ان الحرفين كانا حرفاً واحداً كما سبق في بحث الأبجدية النبطية

الخامس عشر – العين ( ع – ع ) العين السريانية قد تمثل ثلاثة أحرف عربية وهي العين والغين والضاد ،  فمن الأول شُعتا  ساعة ،  عَينا عين ،  عَملا عمل ،  رعُا رعى . ومن الثاني عرَب غرب ، عوربا غراب ،  علَب غلب ،  عَيما غيم ،  معرتا مغارة ،  بعُا بغى . ومن الثالث اَرعا أرض ،  بيعتا بيضة ،  عُنا ضان ،  عَرتا ضرّة ،  عرَب ضرب ،  رِعيُنا رضوان

السادس عشر – الصاد ( أ – ص ) قد تنقلب الصاد السريانية الى الضاد العربية نحو عَأ عضّ ،  عرَأ عرض ، عَمِأ غمض ،  حَمِأ حمض ،  نفأ  نفض

السابع عشر – الراء ( ر  – ر ) قد تقابل الراء السريانية نون في العربية ومن ذلك ةرِين اثنين ،  برُا  ابن ،  بَرةا بنت إلا أن الراء السريانية تنقلب الى نون أيضاً فيها عند الجمع فيقال في برُا ابن ، بنَيا بنون ، بَرةا بنت ، بنًةا بنات

الثامن عشر – الشين ( ش – ش ) قلما تقابل الشين السريانية بشين عربية ،  بل تقابلها غالباً السين كما سبق الكلام في السين السريانية نفسها

 

التاسع عشر – التاء ( ة – ت ) تمثل التاء السريانية حرفين في العربية هما التاء والثاء وهكذا تكون بعض الكلمات المتحركة في اللغتين تارةً عربية نحو تَنور تنور ،  تنينا تنين ،  تيشا تيس وطوراً ثاء نحو تدا ثدي ،  تَورا ثور ،  تقل  ثقل ،  تلة ثلاث هذا ما يمكن قوله في تطور الحروف ولفظها في المادة المشتركة بين اللغتين العربية والسريانية الآرامية . ولو عاد المتبصّر الى معاجم اللغتين ،  لوجد بحراً خضماً من المادة المشتركة فيهما واهتدى الى أمثلة كثيرة على غرار ما ألمعنا اليه في بحثنا هذا

 

منقول من موقع

المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية

%d مدونون معجبون بهذه: