هبة الايمان أو الملفان مار يعقوب السروجي الملفان

هبة الايمان

أو

الملفان مار يعقوب السروجي

تأليف

اغناطيوس يعقوب الثاث

بطريرك انطاكية وسائر المشرق

ܡܪܝ̱ ܝܥܩܘܒ ܡܠܦܢܐ ܕܒܛܢܢ ܕܣܪܘܓ

ܒܝܕ

ܐܝܓܢܐܛܝܣ ܝܥܩܘܒ ܬܠܝܬܝܐ ܦܛܪܝܪܟܐ ܕܐܢܛܝܘܟܝܐ ܘܕܟܠܗ̇ ܡܕܢܚܐ

حقوق الطبع والترجمة محفوظة للمؤلف

1971

 

 

 

 

 

 

 

اهداء الكتاب. 3

المؤلف. 3

توطئة 3

ܥܒܘܬܳܕܐ 4

الفصل الاول 4

الطفولته 4

الفصل الثاني. 6

دراسته 6

الفصل الثالث. 6

ترهبه. 6

الفصل الربع 7

ملفنته 7

الفصل الخامس: 8

صحة نبوءته 8

الفصل السادس.. 9

همته في تثبيت المؤمنين. 9

الفصل السابع 11

علائقه مع رهبان دير مار باسوس.. 11

الفصل الثامن. 12

الفصل التاسع 15

الفصل العاشر 16

الفصل الحادي عشر 19

زمن كتابة هذه الرسالة. 19

الفصل الثاني عشر 20

الفصل الثالث عشر 21

الفصل الرابع عشر 23

الفصل الخامس عشر 24

الفصل السادس عشر 26

الفصل السابع عشر 31

تهنئة مارا الآمدي بالاسقفية 31

عشر الفصل التاسع عشر 33

لفصل العشرون. 34

مغادرته العالم 34

الفصل الحادي والعشرون. 35

مؤلفاته. 35

الفصل الثاني والعشرون. 36

أرثوذكسيته 36

1ـ انبثاق الروح القدس.. 36

2ـ الحبل بالعذراء مريم 36

3- العذراء مريم والدة الاله: 37

4- بتولية العذراء مريم الدائمة: 38

5- طبيعة المسيح الواحدة بعد الاتحاد: 39

الفصل الثالث والعشرون. 40

تتمة اروذكسيته 40

6-  صلب الاله المتجسد وموته 40

7- المجمع الخلقيدوني: 41

8- التناول من كلا جسد المسيح ودمه 43

9- الصلاة عن أنفس المؤممنين الراقدين: 43

الفصل الرابع والعشرون. 45

بعض نفثاته. 45

أ‌-……………………………………….. الحث على أعمال الصلاح  45

ب‌-…………………………………………………………. الجشع 46

ج- وجوب الافتخار بالرب وحده 46

د- بطلان الافتخار 47

 

 

 

 

 

 

هبة الأيمان

أو الملفان مار يعقوب السروجي أسقف بطنان

تأليف اغناطيوس يعقوب الثالث بطرك انطاكية وسائر المشرق

ܡܪܝ ܝܥܩܘܒ ܡܠܦܐܢ ܕܒܛܢܢ ܕܣܪܠ

ܒܝܕ ܐܒܠܢܐܛܝܘܣ ܝܥܩܘܒ ܬܠܝܬܝܐ ܦܛܪܝܪܟܐ ܕܐܢܛܝܘܟܝܐ ܘܕܟܠܗ ܡܕܢܚܐ

حقوق الطبع والترجمة محفوظة اللمؤلف

 

اهداء الكتاب

إلى المربي الكبير والشاعر السرياني المجيد إلى روح  أستاذنا الملفان المرحوم القس, يعقوب ساكا  نهدي هذا الكتاب إقراراً بفضله

المؤلف

توطئة

نقدم حمداً أبدياً لرئيس احبار اعترافنا ونقول:

إنه لمن دواعي السرور أن يتاح لنا اليوم أن نقدّم هذه الهدية (مار يعقوب السروجي ) لكنيستنا أم الأنوار والملافنة. ذلك إنه كان قيثارة الروح القدس وملفان البيعة الجامعة الرسولية , بل آية من آيات الله. آتاه الله من مواهبة ما آتاه , فلحق في سماء الوحي عاليا , وانبرى يؤيّد المؤمنين , ويفند المدعين, ويثبت المضطهدين والمعترفين , بما حبره من ميامر  منظومة ورسائل منثورة سحرت ببيانها الألباب وبهرت الابصار. ولا بدع , فقد آمنت الكنيسة  بطاقاته الابداعية وبتطلعاته العالية , فأعطته ثقتها الاجماعية . وفي الفصول التالية و يقف القارئ الكريم على مكان الصدارة  الذي احتد قديسنا في  عالمي الدين والادب , ويقع على كثير من دراريه الغوالي نطماً ونثراً مع ترجمتها العربية . فضلاً عن فصلين معلومين عقدناهما حول ارثوذكسية . رداً على تخرصّات  بعض الكتاب المغرضين الذين حاولوا في الآونة الأخيرة , على غير هدى , نشله من بين أحضان كنيستنا الأرثوذكسية . ونحن اذا ما  بذلنا  جهداً في الترجمة لهذا الجهبذ العملاق , فانما نقضي بذلك حقا يمليه علينا واجب الأعتراف  بأياديه البيض على كنيستنا التى رضعت طقوسها  وصلواتها اليومية على مدار السنة بفصوص ميامره العجيبة وأناشيده العذبة .

نفعنا الله بصلواته وجعل علمنا هذا خالصاً لمجده ولبنيان كنيسته آمين.

المؤلف

دمشق في 10\1\1971

ܥܒܘܬܳܕܐ

ܬܫܒܚܬܳܐ ܣܒܺܝܣܳܬܐ ܠܪܝܫ ܟܽܘܡܪܐ ܕܬܰܘܕܝܬܢ ܡܰܣܩܺܝܢܰܢ ܘܐܳܡܪܝܢܰܢ̣ ܕܘܠܚܳܬܐ ܡܢܰܢ ܐܶܬܬܕܺܝܢܰܬ، ܕܕܳܫܢܳܐ ܗܢܐ (ܝܰܥܩܽܘܒ ܕܣܪܘܓ) ، ܠܥܺܕ̱ܬܰܢ ܩܰܕܝܫܬܐ ܐܶܡܳܐ ܕܢܰܗܝܪ̈ܐ ܘܕܡ̈ܠܦܳܢܶܐ ܢܩܰܪܒ .ܩܺܝܬܪܐ ܗ̱ܘܐ ܕܪܽܘܚܳܐ ܩܰܕܺܝܫܳܐ ، ܘܡܠܦܳܢܳܐ ܕܥܕ̱ܬܳܐ ܬܐܒܠܳܝܬܐ ܕܫܠܺܝܚܶܐ، ܡܰܠܽܘܢ ܕܝܢ ܘܚܕܐ ܡܢ ܬܶܕܡܪ̈ܬܐ ܬܡܺܝܗ̈ܬܳܐ ܕܐܰܠܳܗܐ ̣ ܟܕܕܝܢ ܠܡܰܘܗܒܶܬܗ ܕܪܘܚܳܐ ܫܦܺܝܥܳܐܝܬ ܩܰܒܶܠ، ܠܰܫܡܰܝ ܓܶܠܝܢܳܐ ܡܥܰܠܝܐܝܬ ܐܰܩܶܠ.ܐܰܝܟܰܢܳܐ ܕܡܢ ܗܪܟܳܐ، ܥܕ̱ܬܐ ܕܒܰܪ̱ܬ ܐܰܪ̈ܡܳܝܶܐ ܒܡܶܬܡܰܨܝܳܢܘܬܶܗ ܡܟܰܝܢܳܢܝܳܬܐ ܘܒܡܰܪ̈ܢܝܳܬܶܗ ܚܠܺܝܡܳܬܐ ܪܝܫܳܗ ܬܪܝܡ ، ܘܥܠܰܘܗܝ ܕܠܐ ܦܘܠܳܓ ܬܽܘܟܠܳܢܗ ܬܣܺܝܡ. ܘܐܳܦ ܗܘ̣ ܠܰܡܗܝ̱ܡ ܒܰܢܺܝ ܘ ܥܰܕܪ، ܘܠܗܪܛܺܝܩܽܘܣܬܰܪ ܘܟܰܐܪ، ܘܠܪ̈ܕܝܦܶܐ ܘ ܠܡܰܘܕܝܢܶܐ ܠܰܒܒܘܫܪܰܪ. ܘܗܐ ܦܣܽܘܩܶܐ ܕܢܳܩܦܺܝܢ: ܥܰܠ ܕܘܟܬܐ ܪܺܝܫܳܝܬܐ ܕܒܗ̇ ܒܥܰܡܠܰܝ ܬܰܘܕܺܝܬܐ ܘܡܰܪܕܽܘܬܐ ܩܳܡ : ܢܽܘܗܪܐ ܐܳܫܕܝܢ ، ܘܠܡܰܪܓܢܝܳܬܐ ܝܰܩܺܪ̈ܳܬ ܕܰܡ̈ܝܳܐ ܕܦܳܘܐܝܺܛܳܐܝܬ ܘܫܪܝܐܝܬ ܫܒܰܩ: ܒܬܰܚܘܝܬܐ ܡܰܩܪܚܺܝܢ . ܘܥܡ ܗܠܶܝܢ: ܐܳܦ ܫܰܪܝܳܐ ܐܠܪ̈ܥܝܳܢܶܐ ܦܰܚܺܝܚܶܐ ܕܡܰܟܬܒܳܢܶܐ ܐ̱ܢܫܺܝܢ ܚܰܫܳ̈ܢܶܐ ܕܒܕܪ̈ܐ ܐ̱ܚܪ̈ܝܶܐ: ܐܠܨܐܝܬ ܥܳܒܕܝܢ. ܘܟܰܕ ܗܟܰܢܐ ܒܛܺܝܠܽܘܬܐ ܙܕܩܺܝܬܐ ܥܠ ܡܠܦܳܢܰܢ ܪܒܐ ܡܚܰܘܝܢܰܢ، ܚܽܘܒܠܰܗ̈ܘ ܪܘܪ̈ܒܐ ܕܥܠܰܝܢ ܒܠܚܽܘܕ ܦܳܪܥܺܝܢܰܢ. ܢܥܰܕܪܢ ܡܳܪܝܳܐ ܒܰܨܠܰܘ̈ܬܗ ܘܠܥܒܳܕܢ ܗܢܐ ܠܫܽܘܒܚܳܐ ܕܝܠܶܗ ܘ ܠܢܶܨܚܳܢ ܥܺܕܬܗ ܢܣܳܝܶܟ ܒܛܰܝܒܽܘ : ܕܪܡܣܽܘܩ ܒܝܽܘܡ ܝ ̱ܐ ܐܨܥ̱ܐ ܡ̱

ܣܳܝܽܘܡܳܐ

ܡܳܪܝ

 

 

 

 

الفصل الاول

الطفولته

ولد سنة 451 من أبوين فاضلين, في قرية كورتم[1]  الجاثمة على ضفة الفرات بالقرب من سروج. وكان أبوه كاهناً[2]. أما أمه فكانت عاقراً, فأخذها يعلها الى كنيسة مار برحدث

ܒܪܚܕܬ، حيث صليا ونذرا. فاستجاب الله طلبتهما ,ورزقهما طفلاً أسماه يعقوب[3]. ولما بلغ الثالثة من عمره , ذهبا به الى هذه  الكنيسة للصلاة في عيد مار مقيم شبراً ܡܩܺܝܡ ܫܒܪܳܐ وكانت غاصة بجمهور المصلين , كما كان مذبحها أيضا مكتظا بالكهنة. وفي أثناء حلول الروح القدس على الاسرار , نزل الطفل من حضن أمه , وأخذ يشق صفوف المصلين نحو المذبح , حتى بلغ مائدة الحياة . وهناك نزل ملاك الرب ومنحه موهبة الله . أما هو فبسط يديه, وشرب ثلاث حفنات من جدول ظهر أمامه في تلك اللحظات الرهينة , كما فعل حزقيال بأكله الدّرج  بأمر الله [4] ثم عاد الى أمه, والكل ينظرون اليه باندهاش وانبساط[5].

 

 

الفصل الثاني

دراسته

كانت دراسته في مدرسة الرها الشهيرة التي انضوى اليها في ميعة صباه , حتى قبض على ناصية اللغة السريانية , وتعمق في العلوم الفلسفية واللاهوتية والكتابية , متفوقا على أقرانه . وقد حدثنا هو نفسه عن وجوده  في هذه المدرسة حوالي سنة 466 , يوم كان في الخامسة عشرة من عمره . فقد ذكر في رسالة أنفدها نحو سنة 511 [6]الى لعازر رئيس دير مار باسوس , انه قبل خمس وأربعين سنة , عندما كان فتى يدرس الاسفار الالهية في مدينة الرها , في تلك الغضون كانت كتب ديودوروس المنافق , تنقل من اليونانية الى السريانية , فعثر على أحدها , فرأى فيه أضاليل كثيرة[7].وقد ظهرت عليه امارات النبوغ منذ نعومة أظفاره, حتى انه شرع  ينظم قصائد وهو في سن الخامسة عشرة , نظرا الى ما آتته موهبة الروح القدس , كما أشار هو نفسه الى ذلك ببيت من الشعر قائلا : (لما منحتني اياها لم أفقه آنذاك ماذا نلت , أما الأن فبعد أن فبعد أن ضاعفتها, زدني منها أضعافا كثيرة).ولا بدع , فانه كان فلتة من فلتات الطبيعة , بل هبة السماء للأرض.

الفصل الثالث

ترهبه

ذكر الؤرخون انه ترهب , ثم رسم كاهناً سنة 503[8]. بيد اننا لم نعثر في المصادر التاريخية على اسم الدير الذي ترهب فيه . قالت سيرته : انه تربى في حورا

ܚܘܪܐ سروج , حيث صار بريودوطا [9]

الفصل الربع

ملفنته

كان صوته يبعد يوما بعد يوم , وصيته يرن ّ شدّت اليه الرحال ,للاعتراف  من منهله العذب . وفي سنة 502 , اجتمع خمسة أساقفة في كنيسة بطنان سروج لاختيار ملفنته[10] بحضور جمهور غفير من المؤمنين. واذ رأوا على جدار المذبح , صورة المركبة الالهية التي تجلت لحزقيال النبي , فاياها سألوه ان يصف . فارتجل على البحر الاثنيعشري قصيدته الشهيرة , ومطلعها  (ايها الرفيع الجالس على المركبة التي لا تدك)[11] ,في سبعمئة بيت ونيف , أورد فيها 396 آية من الكتاب العزيز [12] وفي خلالها أنبا عن دمار مدينة آمد (ديار بكر) قائلاً : (لقد أقلقت أفكاري أخبار رهيبة وحوادث مؤلمة  فلتبك  البلاد بمن  فيها على آمد لان حروبا هائلة ودماء غزيرة تجري فيها). فاستوقفة  الأساقفة كأنه شرد عن الموضوع , غير انه واصل نبوءته هذه حتى استوفي حوادثها الؤلمة , ثم عاد الى موضوعه  فوفاه حقه . فتأكدوا من أن ملفنتة  هي من الروح القدس , فأقر وها له وألحوا عليه في كتابه نفاثه  لفائدة المؤمنين, اذ لم يكن قد كتب شيئاً منها [13]. فا نبرى من ثم يصوغ الكتاب  العزيز بالميامر المستبدعه والقصائد المستملحة , وذلك على البحر الأثنيعشري الذي نسب اليه . هذا فضلا عن نثره الآخذ بمجامع القلوب . واجتمع حوله كتاب كثيرون يلغوا السبعين كاتباً, يلتقطون درارية الغوالي . ومن جملة نثره , قصة مار برصوم  الشهير , والمغبوط العظيم مار برصوم ) ,ويقول (ان المؤمنين كانوا يختلفون اليه للاستشفاء

الفصل الخامس:

صحة نبوءته

في سنة 502 بالذات تحققت  نبوءته في ما سينتاب البلاد من جوع شديد. قال زكريا الفصيح : (في السنة الحادية عشر لمُلك أنسطاس تزلزلت الارض , واحتاج  الجراد برية ما بين النهرين , وانتاب البلاد الجوع الذي أنبأ عنه يعقوب ملفان بطنان . فهلك به خلق كثير من العرب وأهل آمد )[14].وفي السنة  التالية صحت نبوءته عن دمار آمد. ففي 22 آب شن قباد الفارسي غارات عنيفة على مدن ما بين النهرين . وفي 5 تشرين الاول بلغ مدينة آمد وحاصرها ثلاث أشهر بدون جدوى . ولما كل وهم بالانصراف عنها , ظهر له السيد المسيح في الرؤيا ليلا, ووعده بتسليمها اليه بعد ثلاثة أيام قائلا : الان  سكانها أخطأوا اليه . واذ تحقق ذلك , دخلت جيوشه المدينة , وأعلمت السيف في رقاب سكانها ثلاثة أيام وثلاث ليال, حتى بلغ عدد الذين أُحصيت جثثهم ثمانين ألفا من الرجال النساء. ثم دخل الملك كنيسة الاربعين الكبرى, فوجد في خزانتها صورة السيد المسيح بشكل شخص جليلي . فسأل عنها الحاضرين , فأجابوه انها صورة إله النصارى فسجد لها وقال : ان صحبها أمره أن يمكث ليسلّم اليه المدينة وسكانها الذين اخطأوا اليه . ثم حمل آنية المذبح الذهبية والفضية مع حلل الكنيسة الثمينة , فضلا عن الذهب والفضة والحلل النفيسة التي سلبها عملاؤه من بيوت الاغنياء , ورفعوا تماثيل المدينة وأبراج الساعات والرخام  والنحاس وكل ما راق لأعينهم , وأرسلوه على الاكلاك  الى بلادهم , كما انه سبي الى بلاده جميع الاغنياء أصحاب المهن . وفي هذه البرهة انتاب أهل المدينة جوع شديد حتى أكل بعضهم بعضا[15]

الفصل السادس

همته في تثبيت المؤمنين

كان مار يعقوب معتصماً بالعتقد القويم. قال العلامة المطران أدى شير : والذي مد له (للارشمي) يد المعونة , يعقوب السروجي , وكان مشهوراً بعمله وتأليفاته . وفي رسائله الى أهل أرزون , يحرّ ضهم  ألا يقعوا في فخ نسطور ) . وقال أيضاً : (ومن مشاهيرهم (النوفيستيون)الذين أفرغوا الجهد بتقوية مذهبهم وبثّة في سوريا وفي بلادنا هذه  (العراق)هم يعقوب السروجي واخسنايا وشمعون الارشمي ويعقوب البرادعي ). وقال أيضا : (فالمؤلّفون  الذين واشتهروا بين المنوفيستيين  اليعاقبة , هم : يعقوب السروجي …  وله عدة رسائل محفوظة في مكتبة لوندرا . والرسائل فيه مج 2 ص 21 ـ34 وتاريخ يشوع العمودي ص 276 ـ 284 . هذا وقد ذكرنا في تاريخ الكنيسة السريانية الانطاكية ج2 ص 276 ، ان دمار آمد تم سنة 502 والصحيح ما ذكرناه أعلاه.

التي كتبها الى رهبان دير مار باسوس , طبعها الاب مارتين مع الترجمة الفرنسية )[16].

واذ كان هكذا مستمسكا من الارثودكسية بالعروة الوثقي أبدي همة شماء في ذمارها , مثبتا المؤمنين , ومشجعاً المضطهّدين منهم والمجاهدين , كما تشهد ميامره ورسائله والعديدة. ففي سنة 502 حين رأى اندفاع أهل البلاد الواقعة في شرقي الفرات الى المهاجرة , لاستحو اذ الرعب عليهم من جراء الحرب الطاحنة التي  دارت رحاها بين الفرس  والروم , طفق يحبّر اليهم الرسائل الشافية , مشجعاً , وناصحا لهم بالمكوث في أوطانهم على  أمل النجاة باذن الله[17].

ومن هذه الرسائل الجليلة رسالته الى اكليروس الرها . وفيها يدعوهم (أصفياء الله ومحبيه ) و يسمى الرها ( مدينة القوة ) ويؤكد (انها مثبتة ومختمومة بكلمة الله التي لاتُنقض, ألا وهي : (لايتسلط عليها عدو ) . ويقول عن الذين كانوا يهربون منها , (انهم فقدوا إيمانهم واعتبروا يسوع انسانا لا إلها , في حين انه إله من إله وحق من حق ونور من نور, ويحق له أن يقول: (السماء والارض  ) تزولان وكلامي لايزول ) . كيف لا وهو يتلكم مع أبيه حين يقول : (كما ينزل الطل والمطر من السماء ولا يرجع الى هناك .. كذلك تكون كلمتي التي تخرج من فمي , لا ترجع  الي فارغة , بل تتم ما شئت … (اش 10:55) . كذلك من الكلمة

الاله ابن الاب صدرت كلمة (لايتسلط على الرها عدو), ومن المحال أن ترجع الكلمة  ترجع الكلمة كما   لا يرجع المطر الى السماء ). أما هم فكانوا يبر رون هربهم بقولهم : ان وعد المسيح هذا يبطل من جراء خطيتهم . فيرد عليهم مار يعقوب ويفسر لهم أقوال الكتاب في ما يخص وعد الله وعد الله  ووعيده , ويقول : (كما أن الارض مصنوعة من الطوفان إزاء الوعد الذي صار الى نوح , كذلك والرها في مأمن من العدو إزاء الوعد الذي صار الى أبجر. فاذا افتتحت الرها اليوم ـ وحاشاً أن يكون ذلك ـ توقعنا الطوفان غدا ليهلك كل ذي جسد على وجه الارض. فمن خاف من الأعداء وهو داخل سور (المدينة) المباركة , فليخّف من الطوفان ايضاً , لعلّه يصادفه في الطريق ). ويُردف : ان المسيح أرسل الى أبجر بأن لا يتسلط عدو على مدينته , مكافأة له بموهبة الأمن , على رسالة ايمانه . اذ أرسل اليه ذلك بعد ايمانه به رغم انه لم  يره . فلم تكن الموهبة اذن مشروطة , أي اذا آمنت يكون لك هذا لان الايمان كان قد سبقها . وأخيرا يقول لهم : انه كتب اليهم بهذا , لكي يحتقروا الذين يهربون , ويشجعوا الذين يمكثون , ويردعوا محبي المسارح عن تهتكهم , ويحثوا كل أحد على الاعمال الصالحة , ويرفعوا  من أجل البلد لئلا يخرب , ويثبتوا قلب إخوتهم  برجائهم [18] . وقد تحقق قول مار يعقوب . ذلك  ان قباد الفارسي حاصر الرها في 17 ايلول سنة 503 لم يتمكن من فتها , ما نصرف عنها بعد أن أحرق كنيستي ما سرجيس والمعترفين [19]

ذلك في بلاد الروم . أما بلاد فارس والعراق , فارس والعراق , فاذ كان النساطرة يخدعون مؤمنيها بقولهم : (ان كنائس بلاد الروم لاتحرم نسطور ), أوفد رهبان دير أرزون ــ فارس الى مار يعقوب , رسولا اسمه لعازر , يسألونه عن حقيقة الامر ويلتمسون منه أن يكتب جوابا ينقض فيه اد عاء المماحكين , مبينا أن الكنيسة الجامعة [20] بأسرها في كل أقطار الدنيا تحرم نسطور والقليلين الذين مثله , بل ان جميع الرعاة الجالسين على الكراسي الرسولية في أرض الروم , والملوك المظفرين , قد حرموه بتواقيعهم , ويحرمونه  جهرا دون وجل . وفيها يكتب لهم  عقيدته (بابن الله الذي صار ابن الانسان ), مصرحاً بأنه (لايعترف بأبوين أو بابنين , بل بابن واحد لله , لا أقانيم فيه ولا أعداد ولا ينقسم الى أجزاء )[21].

الفصل السابع

علائقه مع رهبان دير مار باسوس

نحو سنة 510 طاف مار يعقوب أديار بلاد الفرات وسورية المجوّفة , متفقداً شؤون ألوف الرهبان الذين احتلّ في قلوبهم منزلة مرموقة. منها , دير مار مار باسوس في أفامية ـ حمص, في عهد رئيسة الفاضل مار لعازر. وفي هذا الدير شافهه الرهبان في أمر المبتدعين : ديودوروس الطرسوسي , ثاودوروس المصيصي , نسطور,  ثأودوريطس القولارشي هيبا الرهاوي , أوطيخا , لاون الروماني ومن لفّ لفّهم ,فحرمهم بحضورهم . ولما  أزمع على مغادرة الدير, ترك فيه مقالا ضمّنه حقيقة الايمان القويم , دون أن  يصرح بأسماء هؤلاء المبتدعين. وبعد أن برح الدير , طالعة رئيس الدير والرهبان وأذ لم يعثروا فيه على أسماء المبتدعين ولا على حرم صريح لهم , تميزوا غيظا , وأوفدوا اليه بعض أتقيائهم ليختبروا أفكاره. فسألوه أن يفيدهم كتابة اذا كان يحرم ديودوروس وثاودوروس أم لا[22]. فنزولا على رغبتهم , كتب رسالة الى رئيسهم لعازر , يخبره فيها بأنه قبل خمس وأربعين سنة (أي حوالي سنة 466) عندما كان فتى يدرس الكتب الالهية في مدينة الرها , كانت كتب ديودوروس المنافق تنقل من اليونانية الى السريانية , فعثر على أحدها فرأى فيه أضاليل كثيرة . وكان في المدينة مدرسة للفرس الذين كانوا متمسكين بتعاليم ديودوروس تمسكا شديدا, تلك المدرسة التي أفسدت بلاد المشرق كلها . وفي هذه الرسالة أيدّ ايمان الكنيسة بالطبيعة الواحدة والاقنوم الواحد للمسيح بعد الاتحاد العجيب , مقرّ عا الذين (يقسمون ابن الله الوحيد الواحد الى اثنين  ) , عازيا الامور الرفيعة ةالوضعية معا , أي الآيات والآلام الى (هذا الوحيد الواحد الذي لا ينقسم ,يسوع المسيح الذي هو بالامس واليوم والى الابد)[23]. فلم  تُرو هذه الرسالة غليل الرهبان , لذلك كتب اليهّ )رئيسهم لعازر طالبا , (أن يصرّح بأسماء المبتدعين المشار اليهم , فاضحا تعاليمهم بأكثر وضوح , حارما بخطّه ــ  كما فعل قبله مار يوحنا الاسكندري ومار فيلوكسينوس المنبجي ـ ديودوروس , ثاودوروس ثاودوريطس , نسطور أوطيخا, طومس لاون , الزيارة المحدثة في المجمع الخلقيدوني , كل من يناهض فصول كيرلس الاسكندري والاثنيعشر أو يقبل الرد عليها , كل من الا يقبل هنوطيقون زينون , ويقسم المسيح الواحد ويقول بطبائع وخواص بعد الاتحاد , وجميع الهراطقة كما سبق فحرمهم مشافهة بحضور جميعهم ). فأجاب مالر يعقوب , (أن ذلك المقال كان قد انطوى ضمنا على حرم الهراطقة المذكورين , وكل من مالأهم في مذهبهم , وكل الذين يقسمون المسيح الواحد قسمين , ويضيفون اليه أعدادا وأسماء , ويحضون فيه طبائع بعد الاتحاد ويقولون بخواصّها , ولا يعتقدون بأن الله تأنس حقا). ثم صرّح (بقبوله فصول كيرلس الاثنيعشر وهنوطيقون زينون , وبحرمه الزيارة ) المحدثة في المجمع الخلقيدوني التي صارت سببا لشقاق الكنائس وحدوث قلاقل وافرة لاجل القديس المظلوم ديوسقوروس رئيس أساقفة الاسكندرية ,وأثارت خصومات جمة بسبب طومس لاون وغيره من الطومسات )[24]

 

الفصل الثامن

مار سويريوس الانطاكي يفحص ملفنته

في سنة 514 , وبعد أن شرح مار سويريوس هنوطيقون زيتون في مجمع صور , مُثل بين يديه الملفان مار يعقوب السروجي , يرافقه رهط كبير من أساقفة الشرق[25]. فرحّب به مار سويريوس أجل ترحيب . وبعد أن تبرك الملفان من أبي الآباء , انبرى مار سويريوس يفحص ملفنته , وكان يستمع اليه يانبساط . واذ كان بعضعهم قد ثلبوه لديه بخلاء مؤلفاته من عبارة (والدة الاله ) , أخذ هو يؤكد  له ان هذه العبارة واردة فيها على قدر ما يسمح به البحر الذي ستعمله في مياميره . من ذلك قوله :

ܠܶܗ ܠܰܐܠܶܗܐ ܝܠܕܬ ܡܳܪܝܰܡ ܫܪܺܝܪܐܝܬ

ܡܶܠܬܶܗ ܕܐܰܒܐܳ ܕܢܰܚ ܡܢ ܥܽܘܒܗ̇ ܦܰܓܪܢܐܝܬ

أي (ان مريم ولدت حقا الاله نفسه  , وان كلمة الآب أشرق من حضنها في الجسد) . واستأذنه في الكلام عن  والدة الاله مريم نظما ونثرا , حتى باء ثالبوه بالفشل الذريع[26].

وكان السؤال التالي من جملة الاسئلة التي وجهها اليه مار سويريوس .

(كيف يكون الله فوق الكل وتحت الكل وداخل الكل , وفي الكل وخارج الكل[27]؟ أجبني  ببرهان طبيعي ملموس ومنظور ومعقول) . فأجاب مار يعقوب : ان الله كائن فوق الكل , كالرأس الذي هو فوق جميع الأعضاء , وبه ترتبط وتحيا .

وهو تحت الكل , كالرجلين اللتين تحملان  ثقل الجسم كله وبدونهما لا يستطيع أن يخطو خطوة واحدة.

هو داخل الكل , كروحانية النفس المستترة وغير المنظورة (ماديا) .

وهو خارج الكل , كالعقل الذي يلّحق ولا يُحدّ.

وهو في الكل , كالنفس الكائنة في جميع أعضاء الانسان , ولا يمكنه أن يحيا بدونها .

هكذا هو الله , فوق وتحت وداخل وخارج وفي الكل .

فقال مار سويريوس (حقا ان الحكمة التي فيك هي من روح الله )[28].

وبهذا المعنى قال يعقوب في  رسالته الى الناسك بولس : كما ان الله هو خارج الكل وداخل الكل وفي الكل , وليس ثمة حيث لا يوجد , كذلك إنساننا الباطني المصّور على صورة الله أيضا. فهو في البُعد والقُرب ويرى الكل ويعرف الكل , في حين انه بعيد عن الكل . وسهل عليه يل بامكانه أن يشُرف على الخفايا على حين انها مستورة في أماكنها البعيدة )[29].

وجاء في سيرته المطولة , ان مار سويريوس سأله عما اذا كانت له معرفة بفلسفة أرسطو وأترابه والاغريقيين , فنظم للحال ميمرا في 22 بيتا على الابجدية السريانية , وعلى وزن ܐܰܫܩܳܢܝ ܡܳܪܝ ܡܢ ܡܰܥܒܽܘܥܳܟ فذهل مار سويريوس وأكبر ملفنته  أقرها[30].

وفي أعقاب ذلك كتب مار يعقوب الى رهبان دير مار باسوس الانف الذكر [31]يقول : (أما الآن فعلى يد الملك انسطاس (941 ـ 518) المؤمن المظفر القويم المعتقد والمعترف الصادق , قد فصلت التدبير الربانية من مصاف الرعاة , فلابيانوس الثاني الانطاكي (498 ـ 512) الذي قسم المسيح, وأقامت بدلا منه راعيا خقيقيا هو القديس الكبير القويم الايمان البطريرك سويريوس الذي شرح بجلاء الهنوطيقون الذي كان الكثيرون يُقرّونه قيلا مرغمين , وغيرهم يقبلونه عن اعتقاد راسخ) . وصرح لهم (بأنه لم يتجدد لديه شيء , ولم يتعلم من الهنوطيقون شيئا لم يكن يعرفه , ولم يُصف الى عقيدته شيئا من عقيدة  البطريرك [32] القديس سويريوس , لانه ما برح راسخا في ما هو فيه , اذ يحرم دائما مع الكنيسة كلها , نسطور وأوطخيا والمجمع الخلقيدوني الذي استعمل الفاظا ملائمة لرأي نسطور المحروم . أما ديودور وثاودور وثاودوريط وهيبا وطومس لاون , فانهم محرومون لمجرد حرم  نسطور , اذ يقرّون رأيه)[33].

 

الفصل التاسع

رسالته الى أوطيخين أسقف دارا

كان أوطخين قساً في آمد , القيّمين على بناء مدينة دارا التي أنشأها القيصر أنسطاس في  مستهل القرن السادس على الحدود الرومانية ـ الفارسية , وسماها انسطاسيوبوليس[34]. وفي سنة 507 رسم أول أسقف لهذه المدينة. وبعد أن جاهد جهاد الابطال في سبيل الايمان القويم توفاه الله , فخلفه الاسقف توما . والا نعلم  بالضبط متى حلّت وفاته , إلا اننا متأكدون من أنها حلّت قبل سنة 519 التي فيها نُفي  خلفه الموماً اليه مع جمهرة من الاساقفة الاثوذكسيين في منطقة الفرات يأمر القيصر يوسيطينوس الاول الغاشم .

ومن جملة أعماله , أنه كتب رسالة مفعمة حكمة الى مار يعقوب , حملها اليه بعض الاخوة الرهبان الذين أخبروه الشيء الكثير عن  تيقّظ أوطيخين وسهره ليل نهار على  واجباته الرعاوية واستعداده الدائم للعمل بما يرضي الله . فأجابه مار يعقوب برسالة جليلة [35]فيها سماه (الطاهر والقديس الكبير وخليل الله ) , وأطرى أيمانه  واهتمامه بصالح رعيته , بالتعليم الالهي والايمان الحق وبساطة الرسل , كي تحتفظ بايمانها أحتفاظها بأبواب المدينة من غدر جيرانها , مشيدا بالسور الحصين الذي بناه من الايمان الحق وتعليم المسيح ليصون به نفوس المؤمنين من الشكوك ومن جيوش الاثم , ولاسيما بسبب جيرة تلاميذ نسطور[36], (الذين يقسمون المسيح الى أجراء ودرجات وأقيسة , وبدلا من الحيد الواحد يقولون باثنين , وهكذا بدلا من الثالوث يعلنون رابوعا , وبدلا من الابن الواحد الذي هو من الآب وهو ذاته من العذراء , ينادون باثنين في تعليمهم الغريب عن الحق . مع أن الكنيسة خطّيبة شمس البر انما خُطبت لواحد فقط هو  هذا وحيد الآب بالذات , الابن الازلي الذي تجسد في العذراء ومنها , واتخذ صورة عبد وظهر للعالم بشكل الجسد.  وهو الاله ابن الانسان والانسان ابن الاله , غير التألم الذي خضع بمشيئة  لآلام الصليب , وغير المائت الذي رضي بالموت ليُحيي جنسنا المائت . أجل , ان واحدا من الثالوث تجسد وصُلب , ولا يرضي أن ينقسم ولا أن يكون جسده بعيداً عنه بالعدد والاقنوم[37].

ان الكنيسة الرسولية الجامعة[38] لا ترضى أن تسجد الا للثالوث وحده . لان الله واحد مع كلمته وروحه . (وهكذا ان الثالوث هو هو قبل الصلب  وبعده أيضاً)[39]. وبما أن طريقة[40] كان يتطلب لآلام , وحيث أن طبيعته غير المجسمة[41] غير قابلة الآلام , لذلك توجه ܬܪܨ[42]الى العذراء , وتسلح أي تجسد منها ليسهل عليه احتمال آلام الصليب … ) الى أن يقول : ( انه وُلد في الجسد من رَحِم مختوم بالبتولية كنبوءة حزقيال , لئلا يفحص المماحكون خطاه. فمن آمن بأنه وُلد من العذراء , والعذراء لبثت عذراء كما كانت , يجب بالحري أن يصدق أيضا انه إله , اذ لم يفتح باب الولادة عند خروجه الى العالم ).

لقد قصد مار يعقوب هنا ب (جيوش الاثم وتلاميذ نسطور ) , أتباع المجتمع الخلقيدوني الذين قسموا المسيح ائنين مثل نسطور , قائلين بالطبيعتين بعد الاتحاد . وهذا ما سبق  فأثبته في

 

الفصل العاشر

تعزيته المؤمنين الحميريين

في السنة 515 مَلَك على اليمن مكان أبيه , مسروق المعروف ب (ذي نواس ) عند مؤرّخي العرب . وكانت أمُه يهودية , سُبيت من أهل نصيبين , وابتاعها والده , فولدت له مسروقا ربّته على اليهودية . فلما مَلَك تنمّر المسيحيين الحمريين . ولما أشتدت العداوة ما بين اليهود والمسيحيين , أسفرت عن معارك دامية , واستشهد خلالها كثيرون من المؤمنين في سبيل الدين المُبين , منهم مار بولس وأسقف نجران الاول , الذي رجمه يهود طبرية في ظفار عاصمة الحميريين أوائل سنة 518 وكان مار فيلوكسينوس المنبجي قد رسمه أسقفا لنجران

فلما بلغت أخبار هذا الاضطهاد , المؤمنين في بلاد الروم , أخذت منهم الكابة  كل مأخذ , فكتب الى الحميريين كل من صاحب الترجمة ومار فيلوكسينوس المنبجي , يعزّيانهم في بلواهم ويشجعانهم على الاستمساك من الدين المُبين بالعروة الوثيقى. كما رسم لهم مار فيلوكسينوس أسقفا آخر اسمه  توما , وهو ثاني أسقف لنجران[43]. وفي ما يلي خلاصه ما جاء في تعزيه مار يعقوب , قال : ان أخبار إيمانهم القويم , تضوعّت في البلاد كروائح العطور الفاخرة الذكية بل  فاقتها , وان رائحتهم الذكية , فاحت كعرف المجمرة المرضية , وان صبرهم وصنوف عذاباتهم الفادحة واضطهاداتهم المتلاحقة من أجل اسم المسيح , أشاعت سرورا عظيما بين الؤمنين , ما حدا الكنيسة أن تصلي دوما من أجلهم ليغلب المسيح فيهم , ويُقهر الشيطان العدُّو تحت أقدامهم .

وعند سرده هذه الامور , يقول : (لقد أفادنا عنها كثيرون ممن استأنسوا برؤيتكم المفيدة ). ويتساءل(تُرى متى استطاع السيف والنار أن يقضيا  )على بشارة ربنا في العالم ؟ ذلك بأن طريق المصلوب ممهدّ بالدم . فكلما كثُر فيه الدم كلما كثُر السالكون فيه ) ويقول : (ان النعمة دعتهم , لا ليكونوا مسيحيين وحسب  بل ليصيروا أسرى ومضطهدين أيضا لاجل يسوع). ويستطرد : (لو كنتم تضهدون من الوثنيين إذن لكانت فسحة الالامكم , إلا أن اليهود أعداء المصلوب, هم الذين ثاروا عليكم . لذلك فإن الآمكم لأسمى من الآلام, واكليلكم لأشرف من الاكاليل. أجل , هذه  الأمّة لبقاتلة والمتمرسة بالقتل وبسفك الدم, والمليء قلبها بالحسد والمكر , والتي تعرف أن تضطهد وتصلب, بل هي متأهبة دوما للقتل والرجم) . وبعد أن يمضي هكذا في وصف رذائل اليهود وتأهبهم لشرب دم الأبرياء , يقول : (ان الوثنيين انما يبغضونكم لانهم لايعرفون ربكم , أما اليهود فيفعلون هذا  ) لانهم يبغضون ربكم . انها لعداوة قديمة تراود نفوسهم ليضطهدوا تلاميذ المصلوب , مدللين بذلك على انهم ورثة  حنان وقيافا , وتلاميذ يهودا المسلم. انهم حين يضطهدونكم , يتألمون لان يسوع  بعيد عنهم , ويتمنون لو أمسكوه بأيديهم وشتموه وصلبوه ثانية. أجل. ويتحسرون

كثيرا لانهم لم يكونوا في زمرة الصالبين ). ثم شجعهم على احتمال الضيقات بل الموت لاجل يسوع الذي اختبربنفسه  هذه الامور, لا سيما وان العالم يزول وكل ما فيه يحول . وبيّن لهم فداحة عذاب نار جهنم المُعدّة للكافرين, وسموّ المجد وأكاليل الغار في الملكوت المعدّ للمؤمنين , الى أن قال : (أما نحن القاطنون في بلاد الروم , المتمتّعون بالأمن بفضل الملوك المسيحين , فاننا نغبط حياتكم القلقة والمتضايقة , المتألّمة على مثال آلام المصلوب ).

وفي هذه الرسالة , حذّرهم  أيضا من المعلّمين الكذبة الذين (ينادون بابنين , الواحد من الآب والآخر من العذراء , بدلا من ابن واحد وحيد مولود من الآب قبل كل الدهور , وشبيه به في كل شيء , ومساوِ له في الجوهر , وثابت فيه ,وقد شاء فأرسله الى العالم , ) فنزل من السماء مع بشارة جبرائيل وحلّ في البتول التي تقدست بالروح القدس لتكون له أمّاً بالنعمة , ولبس منها جسدا ذا نفس , بدون زيارة الاقانيم , وولد في الجسد ميلادا ثانيا من نسل داود بغير بشريّا بالآلام وإلهيّا بالمعجزات , وأتم بأقنومه الامور الوضيعة والرفيعة مما , وكانت كلها له , أي الرفيعة منها والوضيعة على السواء).

وختم رسالته , بحديثه عن القيامة العامة قائلا : (سيتجلى فيها مجد اعترافهم وشهادتهم )[44]ان تحذيره هذا للمؤمنين الحميريين من المعلمين الكذبة , ليدل دالالة واضحة على انهم كانوا على مذهبنا نحن الارثوذكسيين , رغم محاولات دعاة النسطرة الاندساس في صفوفهم

الفصل الحادي عشر

زمن كتابة هذه الرسالة

لقد أنكر الخوري اسحق أرملة, نسبة هذه الرسالة الى مار يعقوب السروجي قائلا : (ان استشهاد نصارى نجران انما جرى عام 524م أعني ثلاثة أعوام بعد وفاة مار يعقوب المغبوط , فهل أرسل مار يعقوب الى النجرانيين هذه الرسالة من لحده )؟

قلنا : لقد فات الاب أرملة , ان اضطهاد اليهود للمؤمنين الحميريين , الذي  يتحدث عنه مار يعقوب في هذه الرسالة , هو غير الاضطهاد العنيف الذي أثاروه عليهم سنة 523 ـ 524 . وقد وصفناه هنا وفي مؤلفنا (الشهداء الحمريون العرب بانه معارك بين اليهود والنصارى الحميريين[45], حمي وطيسها منذ سنة 515 التي فيها تملّك ذو نواس ( مسروق ) على بلاد اليمن . وفيه استشهد كثيرون من المؤمنين الحميريين منهم القديس مار بولس أسقف نجران الاول وذلك في )

أوائل سنة 518 كما أسلفنا , الامر الذي آلم مار يعقوب وحداه أن يحرر هذه الرسالة تعزية وتشجيعا (للمجاهدين المختارين محبّي النصر الحقيقي ) , الذين كانوا يعانون كل يوم من أجل اسم المسيح من الاعذبة الفادحة والاضطهادات العنيفة التلاحقة ألوانا , كما أفاده كثيرون ممن استأنسوا برؤيتهم المفيدة   . مما يدل على أن مار يعقوب كتب رسالته في هذه الفترة بالذات , قوله فيها أما نحن القاطنون في بلاد الروم , المتمتعون بالأمن بفضل الملوك المسيحيين ) , المر الذي لايصلحّ في عهد القيصر يوسطينوس الاول المضطهد الغاشم , بل في عهد سفله القيصر انسطاس ,  أي قبل تموز سنة 518 , حين كان مار يعقوب لايزال كاهنا بريودوطا .

على زمن أن استشهاد الحميريين في عهد انسطاس , غفل عنه المؤخون  الا مار شمعون الأرشمي المعاصر له . ولذلك وَهَمَ  بعضهم ـ وهم يظنّون أن الاستشهاد تم سنة 524 ـ أن الحميريين اتصلوا بيوسطينوس لينجدهم في محنتهم , وذلك استنادا الى رواية الطبري . مع ولا من بعيد . واليك نصها : (ان دوس ذا ثعبان أفلَتَ على فرس له , ولجأ الى قيصر الروم يستنصره على ذي نواس وان القيصر قال له : نأت بلادك عنا فلا نقدر أن نتناولها بالجنود , ولكني سأكتب الى بلادك منا فيبصرك)[46] وقد فنّدنا في مؤلفنا (الشهداء الحميريون العرب) مزاعم المؤرخين الذين يستندون الى هذا النص لاثبات اتصال الحميريين بيوسطينوس الذي كان يضطهد في بلاده في وقت نفسه ,اخوانهم الارثوذكسيين بضراوة لا هوادة فيها. بل ان رسالة السروجي يالذات تُفيّد هذه الزاعم كما مر معنا. ان قول مار يعقوب (لقد أفادنا (الاضطهادات) كثيرون ممن استأنسوا برؤيتكم المفيدة), يبين بوضوح ان الذين عاينوا شدّات  الحميريين ونقلوا أخبارها الؤلمة لمار يعقوب وغيره من أهل بلاد الروم , كانوا أكثر من واحد . أيكون دوس ذو ثعبان الآنف الذكر , أحد أولئك المخبرين الكثيرين ؟ وعلى ضوء رسالة مار يعقوب , يكون لجوء دوس ذي ثعبان الى القيصر انسطتاس لايوسطينوس , أي في الاضطهاد الاول .

الفصل الثاني عشر

رسالته الى مار أنطونين أسقف حلب

رُسم مار أنطونين أسقفا لحلب , خلفا لمار بطرس الذي اشترك في رسامة البطريرك مار سويريوس الكبير سنة 512 . وكان تقيا متمسكا بأهداب الفضيلة والايمان القويم , فسماه مار يعقوب السروجي (الطاهر والقديس العظيم ومحب الله والصفي ) . وفي خريف سنة 518 شمله اضطهاد يوسطينوس الاول . وقد وقعنا على رسالتين تفسيريتين , أنفذهما اليه كل من مار يعقوب السروجي و مار سويريوس الكبير. ومنها ينجلي لنا تشوّقه الى معرفة دقائق أسرار الايمان الحق . فرسالة مار يعقوب كانت حول حلول كلمة الله في اليعُلنوا عنه بأنه يعلو عن الوصف وصفا بل انما يُنطق بها نطقا .ان الكلمة محتجبة طيَّ احتجاب النفس , فتخرج خلال الصوت  الذي ينقلها من الفم الى باب الاذن , حتى اذا قرع صوت الاذن ولجتها الكلمة , وظلَّ الصوت خارج الباب , ثم يتلاشى , بعكس الكلمة التي تلبث في نفس مرسلها , وتحل في الوقت نفسه في عقل مقتبلها . ومع أن كلا الحشاءين ممتلئان منها , فهي غير منقسمة شطرين , لكنها كاملة في المكانين المذكورين , وتتجسم بالكتابة , فتُرى غير المنظورة كما بواسطة أعضاء , ويسهل إمساكها لانها تجسمت . وهكذا تُرى وتُلمس , وتسافر من بلد لتحلّ في آخر . ومتى سافرت لاتُفرغ المكان الذي برحته ولئن حلت أُرسلت ).

ثم قارن مار يعقوب ما بين هذه الكلمة والله المتجسد وقال : ان هذه الكلمة بصفاتها هذه تشير الى الى طريق تدبير كلمة الله , ابن الازلية , الذي أرسله الآب المحجوب الى العالم المنظور , وصار له جبرائيل صوتا أوصله الى أذن العذراء بالسلام الذي أعطاها , فاقتبلته , فولج وحلّ فيها , في حين أن الصوت ظلَّ خارج باب الاذن . وهكذا فان مكان الصوت ـالرسول ـ هو ما بين الآب والعذراء . أما مكان الكلمة ففي حضن الآب وحشا الفتاة في آن واحد. أجل , وقد امتلأ منه حشا العذراء دون أن يفرغ منه حضن والده. وهو هو في المكانين . انه في الآب بدون بداية . أما في الأُم فقد عمل له بداية منذ بشارة الملاك. واذ لم يكن يُرى في أبيه لعدم تجسده , تجسد من نسل داود وابراهيم لكي يُرى ويُمسك ويُلمس باستعلان بشريته كما بالكتابة. وعمل بداية لاستعلانه البشري من بطن العذراء , فظهر الخفي وتراءى غير المنظور بالميلاد الثاني , وخلق الرب أمرا جديدا في الارض , ودعي ابن العذراء عجيبا , ومنحنا الآب ما لم تَرهَ عين ولم تسمع به اذن ولم يخطر على قلب بشر. اذ متى تُرى رأت العين ان الاله قد وُلد من عذراء؟ ومتى سمعت بأن المياه قد حُصرت في ثوب , والنار قد لُفّت بقمط ؟ بل على قلب من خطر ان واحدا من الثالوث يُحصى واحدا من الناس فتُرض عليه الجزية كما تُفرض عليهم ؟ تُرى مَن من الأبرار تضرّع الى الآب ليُرسل ابنه كي يموت عن العالم ؟ ان هذا الهبة العظمى التي منَّ بها الآب على العالم , لم تُرَ        ولم يسمع بها ولم تخطر على قلب بشر , وقد أغنى بها العالم كله دون أن ينقص هو شيئا[47].

الفصل الثالث عشر

رسامة أسقفا

في كانون الاول 518 رسم مار يعقوب الملفان أسقفا على بطنان سروج , إحدى الاسقفيات اللائذة بمتروبوليتية الرها. وقد وضع عليه اليد ـ على الارجح ـ بولس مطران الرها الذي نراه بعد مدة يضع اليد على خلفية موسى.

لقد عيّن الؤرخون الكنسيون المعاصرون لنا , سنة 519 ميلادية لرسامة الملفان السروجي , وسنة 521 لوفاته[48], وذلك استنادا الى السنة اليونانية 832 التى هي التاريخ الثابت لوفاته باعتبار أن مدة أسقفيته كانت سنة وأحد عشر شهرا فقط [49]. بيد أننا لدى تدقيقنا في هذا التاريخ اليوناني , تأكدنا من خطأ التاريخ الميلاد المشار اليه. فقد ذكرت مخطوطة في خزانة دير الزعفران تحت رقم 8/285 [50]. (ان مار يعقوب استودع روحه بيدي ربه في 29 تشرين الثاني سنة 832ي ). ومن النظام التاريخي , انه اذا دُونّ حادث ما بالنسبة اليونانية ما بين دخول هذه السنة في تشرين الاول والسنة الميلادية في كانون الثاني , يُسقط من السنة اليونانية 312 سنة لا 311 وهو الفرق

 

ما بين التاريخين. وبما أن وفاة مار يعقوب حلّت في 29 تشرين الثاني 832 ي أي ما بين دخول السنة اليونانية والسنة الميلادية , فيكون التاريخ الثابت لها بالسنة الميلادية 520 . وحيث أن مدة أسقفيته كانت سنة وأحد عشر شهرا فقط , فيكون تاريخ رسامته أسقفا , كانون الاول سنة 518 كما مر معنا. ومما يؤيّد هذا , اشتراكه في رسامة مار يوحنا التلّي التي تمت سنة 519 كما سيأتي.

كان مار يعقوب عند تسقّفه , شيخا قد بلغ الثامنة والستين من عمره. وقد نوّه بهذا , في رسالته الى الارخد ياقون مار يوليان في معرض كلامه عن بطلان العالم قائلا: (انه (العالم)  سعى فجعلني شيخا منذ  زمان , وكأني به يخصّني بكرامة , فينصبني رئيسا ويخ دعني بسجود الشبان )[51]. ولا ندري ما السبب في عدم  تسقّفه قبل هذه السنّ , مع أن الله عزَّ ودجلَّ كان قد سكب عليه موهبة روحه القدوس وهو في الثالثة من عمره  بأعجوبة خارقة , وزيّنه بصنوف العلوم اللغوية والفلسفية واللاهوتية والكتابية التي تلقّاها في مدرسة الرها الشهيرة حتى طبّقت شهرته المشارق. والارجح  انه هو نفسه كان قد أحجم  عن قبول الاسقفية قبل هذا الوقت , نظرا الى تواضعه الجمّ والى رغبته في التفرّغ لاعمال الملفنة والنسك , فضلا عن تهيّبه لهذه الرتبة السامية. ولكنه لما رأى اضطهاد بيعة الله وتشتّت رعاتها في مختلف المنافي والسجون , تطوّع بكليته لخدمتها , وجنّد كل إمكاناته لحماية ذمارها , وطأطأ رأسه لاقتبال الأسقفية. ينجلي هذا الامر من قوله للقديس مار يوحنا التلّي في السنة التالية , وهو يشجعه على قبول الاسقفية.

 

الفصل الرابع عشر

اشتراكه في رسامة مار يوحنا التلي

في سنة 519 توفى أسقف تلاّ أو تل موزل[52], فالتام مجمع أساقفة ولاية الرها في دار مطرانيتها , بينهم مار يعقوب السروجي , وانتخب بالاجماع الراهب الرزين يوحنا بن قوروسوس , ليخلفه في أسقفية هذه المدينة. ولما استقدمه الاساقفة الى الرها , تأبى اقتبال هذه الرتبة السامية تهيّبا. أما هم فأصروا على ذلك , وضربوا يوم الاحد موعدا لرسامته , واقاموا ثلاثة منهم لحراسته. فلما تأكّد يوحنا من رغبتهم الملحّة, صمم على الفرار. واتفق في ذلك مع شيخ قديس رفيق له اسمه دوميان , وفرّ في فجر الاحد من دار مطرانية الرها , رغم الحراسة المشدّدة التي أحاطة بها الأساقفة الثلاثة. ولما طلبه الاساقفة وعلموا بفراره , استحوذ عليهم حزن عظيم . فطمأن بالهم مار يعقوب السروجي , وقال لهم انه سيجري في  طلبه , وله وطيد الامل بالله بأنه سيجده اذا كان عالى راضيا بصيرورته أسقفا. ثم صلّى وانطلق في الدرب الذي سار عليه  يوحنا ورفيقه , فوجده مستخفيا بين صخرتين , على بُعد ميل من المدينة. فالتمس منه يوحنا ببكاء ليرقّ له ويتركه وشأنه. فقال له مار يعقوب : (أفي هذا الزمان الذي تُضطهد فيه الكنيسة المقدسة ,والذي يُطلب فيه رجال يصلحون لمحاربة أعدائها , ينكُص خدّامها على) أعقابهم ويولّون مدبرين ؟ فاذا كانت الاسقفية أمرا صالحا, فلِمَ تفرّ منها ؟ واذا كانت شراً , فأخبرنا لنفرّ نحن أيضا مثلك).فأجابه يوحنا بمنتهى التواضع وهو يبكي قائلا : (دعني يا سيدي الملفان كما التمست منك , فان هذه الرتبة انما هي الاقوياء نظيركم). وفيما هما لكذلك , اذا بعدد من الاساقفة يفدون الى ذلك المكان , ويخطفون يوحنا ويُدخلونه الكنيسة عنوة . وبعد أن طلبوا اليه بالحاح أن يُذعن للدعوة السماوية , ناصحين ومشجعين , وضعوا عليه الأيدي ورسموه أسقفا , ثم أخذوه الى مدينة تلاّ حيث أجلسوه على كرسي أسقفيتها[53].

الفصل الخامس عشر

نقضه آراء برصودايلي

اسطيفان برصودايلي , كاتب سرياني , وُلد في الرها في النصف الثاني من  المئة الخامسة. ترهّب وتنسّك في ميعة صباه , وتضلع من آداب اللغتين , السريانية واليونانية. رحل الى مصر حيث لازم مبتدعا اسمه يوحنا , لقّنه مذهب (وحدانية الوجود). أي ان الاله الواحد هو كل الكائنات , وان كل طبيعة مساوية في الجوهر للذات الالهية وللجوهر الالهي. ثم عاد الى الرها حيث أخذ يكذّب أولا بأبدية أعذبة جهنم على رأي العلامة أوريجانس [54]قائلا : ان الخاطىء يتعذب بالنظر الى المدة التي ارتكب فيها الخطيئة , سواء أكانت سنة أم أقل أم أكثر , ينضمّ بعدها الاشرار الى الابرار. ووفقا لهذه النظرية فسّر قول الرسول (سيكون الله الكل في الكل)[55].

فلما انتهى أمره الى الملفان مار يعقوب , كتب اليه رسالتين , مرشدا وداعبا الى الطريقة المثلى ويبدو من مقدمة الرسالة الثانية , ان برصوديلي, كان  يمارس السيرة النسكية الحسنة .اذ يقول له : (لقد حسُن لك يا محبّ الله أن تسعى وراء الفضائل , وانه ليليق بنفسك الذكية أن تزرع الصالحات كل يوم بمحبة الله ’ واثقة من مجيء يوم حصادها). وفي هذه الرسالة , بعد أن تحدّث عن زوال العالم وبطلانه , ودعا الى ازدراء ماله وغروره , ناصحا لممارسة الصالحات الباقيات , للنجاة من عذاب جهنم الابدي وللخطوة بنعيم الملكوت الابدي , قال : (ان لامساء لنهار النور المتلالىء في الجانب الأيمن ,ولاصباح لليل الظلمة البرانية البهيم. فبعد أن يلج العريس خدره يُغلق لباب ولا يُفتح للقارعين , كما أعلق نوح باب الفلك ولم يفتحه للفجار ليستتروا فيه معه من الانواء الشديدة. لانه متى صدر القضاء لاينفع الدعاء).

ثم فنّد وساوسه قائلا : (ولئن وارتُكبت الخطايا في عدد يسير من الايام , فان عقابها لا يُبرم بعدد أيام أو سنين , اذ ليس ثمة سنون ولا أيام ولا ليال. أجل , ان الديان لعادل حين يقضي بالعذاب الابدي على من ارتكب خطايا في عشر أو عشرين سنة أو أقل أو أكثر , وإلالكان حكمة الآخر القاضي المدة التي ارتكب فيها الخطيئة , فعليك أن تسلم أيضا بأن البار يجب أن يتنعم هو الآخر بقدر المدة التي مارس فيها البرّ. وهكذا فمن أخطأ مدة عشر سنوات , تمتع كذلك في الملكوت مدة عشر سنوات فقط ثم يغادره وجوبا. وعلى هذا المنوال يكون نصيب لص اليمين في الجنة ساعة واحد فقط , لانه ساعة  واحدة فقط اضطرم في الايمان راجيا من المسيح أن يذكره في الملكوت).

وقد بين له سبب عدل الله في قضائه بالنار الابدية وبالحياة الابدية قائلا: (انه تعالى , يتبيُن امتداد نية الخاطئ المطلق مع الخطيئة. أي لو تسنى له أن يعيش الى الابد , لآخطأ الى الابد , كالغنى الذي ملأ أهراءه غلات كثيرة , وقال لنفسه كلي واشربي وتنعّمي فان لك خيرات كثيرة محفوظة لاعوام كثيرة. أي انه مدّ نيتة وجشعه الى الابد. ألبس إذن من العدل  أن يُدان هذا بالعذاب الابدي ؟ وهكذا قل عن امتداد نية البار المطلق مع خشية الله . أي لو قبُضّ له أن يعيش الى الابد , لمارس البِرّ وحده. فهذا ولئن صرم الموت حياته وأوقفها عن السعي وراء الصلاح , فقد كان هذيذه عمل الصلاح الى الابد كقول أيوب)

الصديق في غمرة آلامه : (لن تتخلى عني وداعيي , وسأصبر ببِرّي ولن أرتخي). فمن هو ياتُرى الديان العادل الذي لا يوجب له الملكوت الابدي)؟

وأخيرا نصح له ليسعى وراء الصالحات , ويمدّ نيته  لممارستها الى الأبد , عاملا بدءا لها عند كل شروق الشمس دون أن يتخطّر ما مارسه منها لئلا يعيقه عما هو عتيد أن يمارسه, لرغبته الأكيد في الملكوت الابدي الذي لا يزول ولايحول. كما انه نّبهه الى أن يَرهَب النار الابدية المعدّة للمذنبين [56]. ذكرت مقالة الاسقف ساويرا في المجامع , ان مار يعقوب السروجي حرمَه في مجمع ضَمَّ بعض الاساقفة[57]. والأرجح انه المجمع الذي عقد في الرها سنة 519 لرسامة مار يوحنا بن قوروسوس أسقفا لتل موزل كما أسلفنا. من هنا لم يكن موته سنة 510 كما وَهَمَ الدكتور أسد رستم [58].

الفصل السادس عشر

امتداحه جهاد بولس مطران الرها

كان بولس قبل تسقّفه , كاتبا للبطريرك الانطاكي فلابيانوس الثاني المتذبذب . وعند رسامته مطرانا سنة 510 تعهد لفلابيانوس كتابة بأنه يحرم المجمع الخلقيدوني . مكان والحالة هذه يبطن التسليم يتعليم هذا المجمع , ويتظاهر بالارثوذكيسة , اذ لم يبد في الرها أي نشاط لصالحه , الامر الذي جعل الرهايين أن يتمسكوا به كأرثوذكسي صميمي. ولما عزل فلابيانوس لتعُلقه بتعليم المجمع الخلقيدوني , ونصّب مار سويريوس الكبير , وقف على ذلك الكتاب. فلما شخص بولس الى انطاكية لتقديم خضوعه , أعاده اليه , بعد أن تعّهد لمار سويريوس بأن يكون أرثوذكسيا صميميا.وهكذا سامحه ولم يفضح أمره [59].

وفي سنة 519 استدعاه البطريرك بولس الدخيل الى انطاكية , في جملة من استدعاهم من أساقفة الشرق , للضغط عليهم في أمر الايمان. فلم ينطلق ولئن استدعاه مرارا وتكرارا , الامر الذي حدا البطريرك الى إسال مفرزة من الجند بقيادة البطريق لكي يستاقه اليه قسرا. وكان ذلك في تشرين الثاني. فهرب بولس واستخفى في بيت المعمودية , كأنه لايريد التسليم بالمجمع الخلقيدوني. وبعد معركة حامية بين الجنود وبين أهل المدينة والرهبان الذين ذادوا عن مطرانهم , ذهب ضحيتها كثيرون من المؤمنين والرهبان , أخراجه البطريق قسرا واستاقه الى سلوقية سورية (السويدية) مخفورا بالجنود. ثم أخذ الجنود الى  بولس الدخيل سراح مطرانهم , قبلوه كأرثودكسي. ولم يذكر هو أيضا المجمع الخلقيدوني[60]. وبهذه الصفة عرفه الاساقفة اللائذون بمتروبوليتيته ومنهم الملفان مار يعقوب السروجي , الذي أنفذ اليه رسالة صحبه قسيس اسمه ارميا , معتذرا بسبب ضعفه عن عدم زيارته اياه بنفسه , كما كان يبغي , قائلا : ان القسيس المشار اليه (سيسجد لقداستك ويعتذر عن ضعفي). وفي هذه الرسالة يمتدح جهاده في سبيل الاثوذكسية , ويشير الى ما ناله من عسف واضطهاد من أولئك الجنود الأردياء , ويُطلق عليه لقب (قدّيس , ومحب الله) , ويسمى نفسه (عبد قداسته). كما أنه أطرى عمل الملك , لتخليته سبيله. وفيما يلي فقرات من هذه الرسالة :

(ان الله سبحانه وتعالى قد أولاك عونا لتقف في مصافّ المعترفين , اذ شاء أن يضع اكليلا لايمانك الذي ترعرعت فيه منذ صباك , لم يُرد أن يتم ذلك دون احتمالالعذاب .. فدُفعت الى الأعداء … واضطُهدت ولو لم تُضطهد إذن لما لاح جمالك. ولو لم تُشتم لما حزت شرفا عظيما. ولو لم تتعرض لهذا الآلام الفادحة لما عُرف صبرك. ان الذين عاينوا جهادك حين كنت تُضطهد , لم يكونوا يعلمون ماذا كان الله يقصد أن يفعل .. بل صغرت نفوس المؤمنين, وأخذوا يتذمر على الله قائلين : لِمَ تُرى أهمل الله ؟ ولِم ترك كنيسته تتمزق كنعجة وديمة من الذئاب المفترسة ؟ لِمَ أهمل الله أن تستل السيوف اللابادة في  بيت المعمودية أُم الحياة , حيث يُقهر الموت وتسود الحياة على جنس البشر ؟ ) … (فقد سمح أن يسحبوك ويخرجوك من حِمى القرية (المدينة) , ويُشهروا السيوف وراءك اشهارها على القتلة , كي تغادر مدينتك مغادرة راعٍ تخطفه الذباء من غنمه , ويسخروا بك في الطريق ويشتموك. فبعدما كابدت منحك تبدد الدخان تجاه الرياح العاصفة). (فالملك المؤمن الغالب المنصور , لما اطّلع على ما جرى  لك , اضطرب وتخوف أن يحدث له ما حدث لك من الضيقات. وبما ان قلب الملك هو بيد الرب فقد شاء سبحانه أن يتجلّى الحق ويلوح ايمان الملك في كل الدينا.ولذا فبأمره القاطع ردّك حالا الى الى كرسيك , وعنّف أعداءك وقرّعهم … وأعلن ان ارادته لاتشترك مع الذين ــ بعتو الغير ــ  أهانوا المعمودية واضطهدوك. ولآن يا سيدي قد عمّ الفرح المنطقة كلها , وابتهجت الرعية الخائفة اذ عاد الراعي الى قطيعه , واستنارت جميع البيع بمصبابيح النور وتراتيل الروح. وها أن جميع الكنائس تصليّ من صميم قلبها من أجل الملك المؤمن أيضا , لكي يظهر جمال حقه وينادى بايمانه المليء بالجمال بأنه يتفق وايمان الطوباوي قسطنطين وأبجر المؤمن. والآن تفتخر جميع كنائس الشرق وتشكر والله لانه أعطانا ملكا مؤمنا وحبرا عظيما ومعترفا). لقد كان مطران الرها مستحقا أن يبدو على يده جمال ايمان ملكنا الموازي لجمال ايمان تلامذة يسوع المصلوب. لانه لولا اعتقاده بأن الذي عُلق على الصليب هو إله , لمازّين تاجه بصليبه. ولو كان الصليب صليب انسان كما ادعى الذين حاولوا أن يخدعوا الملك , لَمَا رضي الملك بأن يخفق صليب انسان فوق  تاجه الملكي. ولهذا كان ينبغي أن يشرق كالشمس في العالم ايمان ملكنا بواسطة حبر الرها. ذلك ان الرها هي خطيبة المسيح الأولى , فيجيب والحالة هذه أن تكون كذلك الاولى بالمحاسن في كل حين. انها الارض المباركة التي اقتبلت زرعا جيدا وأعطت غلة  البركة في الايمان القويم. ولئن نبت فيها قليل من الزؤان , الا انها لا تُرذل بذلك أو تسمى حقل الزؤان[61].

لقد عنى مار يعقوب ب (عبدة الانسان) هنا , الخلقيدونيين الذين ادعوا كالنساطرة أن المصلوب كان  انسانا بحتا , وحاولوا أن يخدعوا الملك يوسطينوس بذلك. فهو من جهة يبرىء بولس الرهاوي من عقيدة الخلقيدونيين. ومن جهة أخرى يغمر قناة الملك المطضهد بأسلوب حكيم. وكأني به يقول , ان الملك في  اضطهاده تلامذة يسوع المصلوب لاعتقادهم بأن هذا المصلوب هو إله ,وذلك إجابة الى رغبة الخلقدونيين والذين خدعوه بأن الصليب هو صليب انسان , انما يناقض نفسه بنفسه. فاما أن يعتقد كالارثودكسيين بأن هذا المصلوب هو اله , فيكف من ثم عن اضطهادهم, أو ان يعتقد كالخليقدونيين بأن الصليب هو صليب انسان, بذلك ذكر أبيه الذي كان قد غادر العالم بالايمان الحق. وأكد مار يعقوب أن  القوميس  بسا , حسب مصادرة أمواله بهذه المناسبة , ربحا عظيما , بل شعر بطمأنينة عظمى يغمره بها المسيح , اذ أهّله أن يتألم ويُنهب ويُهاب لاجله , وقال في قرارة نفسه انه اذا كان الميسح قد تألم من أجلنا وهو غير محتاج الى ذلك , فكم تُرى يتوجب علينا نحن الحتاجون الأذلاء الضعفاء أن نتألم لاجله بما يعترضنا ؟

وقد لخّص صحة عقيدته بالمسيح بالعبارات التالية : (انه الاله وابن الاله ومسار لأبيه في الطبع. انه مولود أزليا من الآب ومولود زمنيا من العذراء. انه واحد لا اثنان , وان لهذا الواحد الوحيد بالذات كل الامور التي اعترضت سبيل تدبيره. اي ان له العجائب التي صنعها وله أيضا الألام التي كابدها , وان الذي عُلق على الصليب هو من الآب وهو عينه من العذراء).

وبعد أن وصف هكذا ايمانه القويم , أكد إعراضه عن  تعليم أعداء الايمان الذين حسبوا المسيح انساناً أخذ من العذراء واقترن مع الكلمة الاله. وأردف : (حسنا فعلت أيها المسيحي الحقيقي , اذ حفظت في نفسك هذا الايمان القويم وصرت وارثا صالحا لأبجر الفرئي . فكما انك ورثت مدينته كذلك ورثت ايمانه , ونهضت نهضة البطل المغوار , مصرحا بصدق عقيدتك مع مار بولس الراعي المجاهد (المعترف ). ذلك انه لما انقضت الذئاب على الغنم أبيت أن تربض كالخروف في مكانك , ونهضت بهمة عالية لتساعد الغنم جهد استطاعتك ولئن نالك أذى الذئاب).

أما القوميس قورا فكان رئيسا للاطباء (اركيطروس).

وفي  أثناء الاضطهاد جاهر بايمانه القويم وصار مرآة جلية بل قدوة صالحة للمؤمنين لئلا يتورطوا في مزالق الخلقدونية . فلما انتهى خبر نضاله العنيد الى مار يعقوب السروجي , كتب اليه رسالة جليلة فيها يسميه (العظيم , الشريف , المؤمن الحقيقي , الحكيم العظيم , اركيطروس(رئيس الأطباء). وقد امتدح ايمانه القويم الذي به قدّم نفسه لكنيسة المسيح وسند بل شفى نفوس الكثيرين. ومما قاله عنه (انه حرص على أن يكون لقبه كرئيس للأطباء , حقيقيا قولا وفعلا , اذ لم يُعنَ بشفاء الاجساد وحسب بل النفوس أيضا لتثبت في الايمان القويم ولا تسقط في مرض الكفر). وقد أكد مار يعقوب , ان الشخصية المعروفة يمكنها بيسر أن تصير قدوة للناظرين , لاجتذاب الكثرين الى الخير أو الشر. ذلك بأن السواد الأعظم من الناس يؤمنون عن بساطة ووداعة , وينساقون في أمر الايمان وراء ذوي المراكز العالمية. وعلى هذا النمط ذاعت البدع في العالم بحكمة ودهاء مبتدعيها الذين تمكنوا من اجتذب الكثيرين اليها بحسن الاسلوب والحكمة. وخلص الى القول : (انه خليق بالحكيم والزعيم أن يتمسك بالحق ويزداد معرفة ويثري بالايمان. ليس لنفسة فحسب بل ليصير أيضا قدوة صالحة اللاخرين ). ثم أطرى عمل القوميس قورا قائل : (وهذا ما فعلته حكمتك في هذا الزمان المضطرب. فحين هبّت زوبعة الزور لتغرق سفينة المؤمنين , وهاج النوء بواسطة عَبَدة الانسان(أي النساطرة والخلقيدونيين) ليلصقوا شائبة بالايمان الحق ويزحزحوا الارثوذكسيين عن المعتقد الالهي , كشفت عن نفسك بأنك مؤمن , ونهضت واستبسلت , فاذا بصدق رآيك يشرق كالنور , واذا بك تُعرف بأنك لست من جانب اليسار بل من جمهور اليمين العظيم. وبسببك صعد الكثيرون وعرفوا الجانب الذي يجب أن ينخرطوا فيه. وهكذا صرت نطاسيا بارعا لنفوس الكثيرين ,  فتزينت المدينة المؤمنة بجمال ايمانك , وحزت شرفاً عظيما مع رفاقك الارثوذكسيين).

وفي هذه الرسالة , شرح مار يعقوب للقوميس قورا سر التجسد الذي من البتول بما خلاصته : (ان الاله صار انسانا وظلَّ إلها , وان البتول ولدته ظلت بتولا , حتى ان مريم تُعرف بأنها بتول حقا وأُم حقا , وليست اثنتين ولئن كانت في شكلين,لكنها واحدة  , أي انها أُم وبتول معا.وعلى هذا النمط , فان العجيب الذي ولدته أيضا هو عينه انسان ايضا , ليس فيه أشكال واعداد لكي يُعرف الواحد إله والآخر انسان). وأكد ان تسمية العذراء مريم ( والدة الاله ) , تقض مضجع المنقشين وهم النساطرة والخلقيدونيون.

وبرهن على حقيقة صلب الاله وموته في حين انه حي لايموت , ورد على الخلقيدونيين الزاعمين ان الذي مات هو انسان مائت كان مقترنا به آخر هو الاله الكلمة الذي لايموت[62].

ومن جملة الذي كتب اليهم مار يعقوب إبان الاضطهاد , صديق له اسمه شمعون , ممتدحا فضائله التي صار بها سببا لتمجيد اسم الله قائلا , انه أضاف الآن الى عمل الفضيلة , مبّرة جديد هي مساعدته الذين يضطهدهم  من أجل الايمان القويم أولئك الذين لايعرفون كيف يعبدون (يعني النساطرة والخلقيدونيين). فانهم لو عرفوا لما اضطهدوا. ولو كانت

  • راجع هاتين الرسالتين في طبعة أولندر ص 257 ـ 264.

باصرة إيمانهم سليمة , إذن لتفر سوا جيدا في طريق الصليب العالية , ولو افقوا الارثوذكسيين الذين يعترفون بصوت جَهَوري بأن الاله الذي من الاله والنور , هو نفسه وُلد من العذراء القديسة بنوع يفوق الوصف , وعُلق على الصليب بشكل لا يدرك[63].

قال الاب اسحق أرملة : (وكان كتبة السريان وأدباؤهم يوفدون الى وجهاء الاسكندرية رسائل بالسريانية ليؤيدوهم في المنوفيستية , ومن جملتهم يعقوب السروجي العلامة الذي كتب رسالة الى القمص باسا ورسالة الى قورا الرئيس والقمص على ما ورد في مخطوطة لندن (عد 672 ص 523) وهو يتضمن إحد وأربعين رسالة وست خطب صنعها كلها بالسريانية يعقوب السروجي المومأ اليه ونسخها يوسف الدار اوى سنة 603  في برية الصعيد)[64].

قلنا : أولا ـ ان اللفظة هنا هي قوميس لاقمص. و(قوميس) لقب أجنبي لرتبة عالية , يقابله اليوم (بك) (اغا)[65]. اما (القمص ) فلقب رتبة اكليريكية في الكنيسة القبطية , يقابله عندنا (الربان).

ثانيا ـ ان القوميس بسّا والقواميس قورا كانا من أعياد الرها لا الاسكندرية كما مر معنا.

ثالثا ـ ان قورا لم يكن رئيسا وحسب بل رئيسا اللأ طباء (اركيطروس) كما اثبتنا أعلاه

رابعا ـ في حين أن الأب أرملة يؤكد هنا نسبة هذه الرسائل الى يعقوب السروجي , يعود بعد مدة فينكرلنسبة هذه الرسائل الى مار يعقوب السروجي , يعقوب بعد مدة فينكر هذه النسبة في كتيبّه(مار يعقوب الملفان) لغاية في نفس يعقوب!

وبهذه المناسبة لابد لنا من القول :  ان الاب أرملة , مع تبحّره في اللغة السريانية وتفهمّه العميق لنصوص كتبة السريان وأدبائهم , فانه لم يكن أمينا في ما نقله عنهم ولا صادقا في ما كتبه في التاريخ الكنسي والأب السرياني , إلا في ما ندر. ذلك انه تلاعب بالنصوص السريانية وزوّرها , وسخّر قلمه لخدمة أغراض أسياده الغربيين , اذ كان ألعوبة بأيديهم للتضليل والتدجيل !!!

الفصل السابع عشر

تهنئة مارا الآمدي بالاسقفية

في سنة 519 أثار البطريرك بولس الانطاكي الدخيل , اضطهادا على الكنيسة في منطقة الفرات. فتقدم المضطهدون من القديس توما الرحوم مطران آمد وباني مدينة دارا [66], وخيروه بين قبول المجمع الخلقيدوني وبين النفي. فصلَّى , فا نتابه في الحال مرض ومات وهو على كرسيه , الامر الذي ادهش المضطهدين أنفسهم.

وكان نونو الآمدي أسقف سلوقية المنفي من أبرشيته , يقيم يومذاك في قصره في آمد . فلما توفي الرحوم خطفه الآمديون وجعلوه أسقفا لهم . وكان هذا من أسرة ثرية. وكان حاكما لآمد ووكيلا لكنيستها في عهد القديس مار يوحنا مطران آمد (484ـ 502) , فباركه هذا القديس وقال له انه واثق بالله بأنه بعد أن دبّر (نونو) أسقفية آمد بضعة أشهر توفي في آمد.

وفي هذه السنة سعى بعض الاساقفة فسقفوا على آمد القديس مارا ابن الحاكم قوسطنت الآمدي . وكان متضلعّا من السريانية واليونانية , وقد ربيّه على الررع منذ نعومة أظفاره , أختاه الورعتان العفيفتان شموني ومرتا. ترهب في دير مار توما في سلوقية  , وصار وكيلا لبيعة آمد . أما الاساقفة الذين رسموه في تلك الظروف العصبية فهم : نونو أسقف ميافارقين  , أرتو أسقف آجل واهرون أسقف ارشميشاط [67].

وقد هنأه مار يعقوب السروجي بهذه الرتبة السامية بالعبارات التالية :

(ان العناية الالهية … دبّرت في هذا الزمان بعدل , بحسب عادتها , لتلك المدينة التي تستحق رحمة الله , فاختارتك وأقامتك مدبرا للشعب المؤمن لتكون راعيا للغنم الناطقة تامخلَّصة بدم الله الثمين , وجعلتك كدواء للجرح وكجبر للكسر وكمرهم شاف للعين الضعيفة).

وفي هذه الرسالة , بعد أن قرع المماحكين الذين يحاولون فحص الاله المتجسد , بين له ضرورة التمسك بالايمان القويم والحق (الذي تسلمناه كما وجدناه راسخا في نفوسنا منذ الميلاد الثاني الذي من الماء والروح) راجيا اياه ( ان يصلّي هو وكل الجماعة المحتاجة الى عون الله , كيما يسود الأمن في بيعة الرسل الجامعة (المسكونية[68] قاطبة لتكون كلها جمعا واحدا يرنم التسبيح لله برأي قويم ) . كما انه شجعة ليكون (ثابتا لا يتغير ـ تغير  الليل والنهار ـ عند سماعه أخباا مقلقة , ولا يفرح عند سماعه خبرا سارا , لأن الخبر السار يعقبه الخير المؤلم وهكذا دواليك , بل ان يتكل على الله وحسب , سواء أفي الاخبار السارة أم في المؤلمة , لأن الله وحده لايتغير). وختم رسالته باهداء السلام ( الى أولاده والى كل الجماعة المخلَّصة بدم الله)[69].

وبعد أن أقام القديس مارا في أبرشيته مدة وجيزة , بنى خلاها كنيسة في قرية بيث شورلا بجوار آمد نفاه القيصر يوسطينوس الاول الى باطرا عاصمة النبطيين القديمة , حيث رافقه أختاه المشار اليهما , وكتابة الاربعة : اسطيفان , توما زوطا , وسرجيس. ثم نقل الى الاسكندرية بهمة البطريقة ثيودورة. وكانت أختاه تساعدانه وتشجعانه في شدته[70] وكانتا شماستين[71].

وبعد نفيه استبد بأبرشيته أسقف خلقيدوني أثيم هو ابراهيم ابن كيلي.

عشر الفصل التاسع عشر

حضور مجمع نصيبين

في آب سنة 520 عقد بعض أساقفة ما بين النهرين  مجمعا في مدينة نصيبين , لتدارس حالة الكنيسة المضطَهدة . وقد حضر هذا المجمع مار يعقوب السروجي . وكانت مسألتا انتقال والدة الاله مريم ومدى شرعية ادارة شؤون الكنيسة في غياب البطريرك , من جملة المسائل التي ناقشها المجمع. ذلك ان البطريرك مار سويريوس كان بعيدا آنذاك في أرض الفراعنة. فنظم مار يعقوب السروجي ميمرين في هاتين المألتين. وقد لفظ بالاول يوم الابعاء في 14 آب , وعنوانه (في تجنيز أي وفاة  الدائمة البتولية الطوباوية والدة الاله مريم , وكيف جنزها الرسل القديسون). وورد في هذا العنوان , ان مار يعقوب لفظ به وهو  في كنيسة مار يعقوب الشهيد في مدينة نصيبين). أما الثاني فعنوانه (في تجديد البيعة , واجتماع الاساقفة , وعبارة ارعَ خرافي), فاه به في تشرين الثاني . ثم ارفض المجمع.

وقد تضاربت الآراء في مدينة نصيبين هذه التي التأم فيها هذا المجمع. فاعتبرها أكثر المؤرخين , نصيبين باعربايا , أي مدينة الحدود الرومانية ـ الفارسية المعروفة. غير اننا علمنا بعد البحث الدقيق , ان هنالك نصيبين أخرى في بلاد كركر , وان اجتماع أساقفة ما بين النهرين فيها في تلك الآونة العصبية , لأقرب  الى الواقع من الاولى التي كانت يوم ذاك ضمن الحدود الفارسية. ومما يؤيّد هذا الرأي , ما جاء في عنوان الميمر الاول , ان مار يعقوب , (لفظ به وهو واقف في كنيسة مار يعقوب الشهيد). ذلك ان مدينة الحدود لم يكن فيها كنيسة باسم مار يعقوب الشهيد بل مار يعقوب أسقف نصيبين الشهير. فهو ولا شك من تحريف النساخ , كما تشهد مخطوطة لندن ذات الرقم 325 , التي ورد فيها في عنوان هذا الميمر (كنيسة مار قرياقس الشهيد) بدلا من مار يعقوب . وهذه لم تكن في نصيبين باعربايا بل في نصيبين كركر. وقد كان لنا فيها حتى الحرب العالمية الأولى , كنيسة وقسيس حية تقطن قرية وانك القريبة من بلدة كركر[72].

لفصل العشرون

مغادرته العالم

في تشرين الثاني سنة 520 أرسل مطران الرها الآتف الذكر , يستدعي مار يعقوب السروجي . فاستثقل مار يعقوب الشخوص اليه , اذ كان يخامره شك في أمر عقيدته. واذ كان لابد من الشخوص اليه , دخل الكنيسة وطرح نفسه أمام المذبح وصّلى الى الرب العارف بالخفايا , ألا يفسح له في  رؤية في وجه بولس اذا كان زيف ذوي الطبيعتين. ثم سار في الدرب . ولما وصل الى دير الفرس , تجلّت له رؤيا في الليل عن مغادرته العالم , وأمر في هذه

الرؤيا أن يعود الى مدينته . فعاد في الليل نفسه الى قلايته , وأعلن للجميع  عن انتقاله بعد يومين , أي في29  تشرين الثاني  سنة [73]520 وقد أتم التاسعة والستين من عمره . فشاعت قوة صلاته في سورية كلها[74].

وقد أقرت الكنيسة السريانية الارثوذكسية قداسته , وضمت  الى سفر الحياة (الذبتيخا أو الشملاية ) , وعيّدت له في التاسع والعشرون من تشرين الثاني[75] ونظمت لعيده طقسا خاصا[76], و دوّنت اسمه في الأمولوغيا أي صورة الايمان التي تتلى على رأس المتقدم الى درجتي  الشماسية والقسوسية  , وأخذت تسبّح الله في الغدو والآصال بميامره العذبة المفعمة من الكنائس والاديار في الرها وحلب وطور عبدين وجبل الازل وضواحي ماردين وديار بكر , لا يزال بعضها ماثلا للعيان ,  ولاسيما كنيسته في ديار بكر المجاورة لكنيسة العذراء , التي جدد بناؤها سنة 1693 والتي وضعت في صدر مذبحها ذخائره الطاهرة ودوّن اسمه فوقها بالسريانية والخط والاسطر نجيلي.

الفصل الحادي والعشرون

مؤلفاته

كان مار يعقوب شاعرا سريانيا موهوبا وكاتبا فذا, برز من قلمه السيال ميامر وقصائد مستبدعة أربت أبيات بعضها على الثلاثة آلاف , وسوغيثات , وأناشيد , وماريش , ورسائل , وخطب , وقصص , وليتورجيات وما اليها من مؤلفات حسان.[77] أما القصائد فقد نظمها على البحر الاثنيعشري الذي نسب اليه. قال العلامة ابن العبري : (انه نظم 763 ميمرا (قصيدة ) , أو لها في المركبة التي رآها حزقيال , وآخرها  في مريم والجلجة ) [78]. وبهذه الميامر المستملحة  فسر كتاب الله بعهديه , وأطرى مناقب الرسل  والمبشرين والشهداء والقديسين , وتحدث عن الايمان والبعث واليوم الاخير وصف الفضائل المسيحية , وشدد النكير على البخل والكبرياء والفحشاء , وذلك بأسلوب شيّق لا يجارى . قال عنه تلميذه حبيب (هذا الذي صار ينبوعا مبارك يتدفق حياة , ومنه شرب السريان قاطبة. هذا الذي فسّر العتيقة والجديدة , فستنارت تفاسيره نفوس النابهين).

وفي سنة 1095  نظم العلامة الكبير مار يوحنا سعيد ابن الصابوني مطران  ملطية قصيدة مطولة عصماء في وصف مناقبه ومواهبه النادرة ونفثات قلمه الرائعة

 

الفصل الثاني والعشرون

أرثوذكسيته

لقد ضمّن مار يعقوب كثيرا من ميامره ورسائله شرحا وافيا للعقائد المسيحية بأسلوب يأخذ بمجامع القلوب. ولاسما التي كانت موضوع الجدل عصرئذ . وقد آثرنا هنا إثبات أثوذكسيته من خلال النقاط التالية :

1ـ انبثاق الروح القدس 2ـ الحَبَل بالعذراء مريم  3ـ العذراء والدة بعد الاتحاد 4ـ بتولية العذراء مريم الدائمة 5ـ طبيعة المسيح الواحدة بعد الاتحاد 6ـ صلب الاله المتجسد وموته 7ـ المجمع الخلقيدوني 8ـ التناول من كلا جسد المسيح ودمه 9ـ الصلاة عن أنفس المؤمنين الراقدين.

1ـ انبثاق الروح القدس

لقد اعتقد مار يعقوب بأن الروح القدس من الآب ينبثق , وفقا لقول السيد المسيح [79] , ولقرار المجمع المسكوني الثاني الملتئم في القسطنطينية سنة 381. فقال في رسالته الى رهبان دير مار اسحق جبولا : (لأن الآب القدوس هو واحد , والابن القدوس هو واحد , والروح القدوس هو واحد. والآب غير مولود , والأبن مولود. أما الروح فينبثق من الآب ويأخذ  من الابن , وهو فارقليط الحق ومعلم الايمان ومكلمه)[80]. وقال في رسالته الى القوميس قورا : (لأنه لا يجرؤ أحد أن يقول … إن الروح وُلد … ذلك ان الروح انما من الآب ينبثق انبثاقا ويأخذ من الابن)[81].

2ـ الحبل بالعذراء مريم

لقد اعتقد مار يعقوب كما اعتقدت الكنيسة منذ صدرها , بأن العذراء مريم حبلت بها أمها بالخطيئة الأصلية , وانها وُلدت بهذه الخطيئة كبقية الناس. بيد أن الروح القدوس طهّرها وقدّسها منها بعد أن بشّرها الملاك بالحَبَل الالهي. فقال في أحد ميامره : (الحمد للروح الذي نقاها (العذراء ورحضها وبعد ذلك حل فيها )[82]. وقال في ميمره في والدة الاله مريم : (جاء الروح القدس الى مريم ليُقصى عنها الحكم السابق الصادر ضد آدم وحواء , فقدّسها وطهرها وجعلها مباركة النساء وحررها من لعنة الآلام ـ لعنة أمها حواء. فقد كانت تُدعى لتصير أما لابن الله , فقدّسها الروح القدس أولا ومن ثم حل فيها . ولكي تتنزه عن الذنب , اذا ما حل فيها (الكلمة) بقداسة , وحررها الروح من المعصية الاولى . طهّر الأم (أي الابن) لدى نزوله , بالروح القدس , ليأخذ منها جسدا طاهرا بدون خطيئة. ولكي لا يكون الجسد الذي ارتداه ناسوتيا , ملوثا بالخطيئة , لذلك رحض البتول بالروح القدس ومن ثم حل فيها. أراد ابن الله أن ينتسب الى مريم ولذا جعل جسدها أولا بدون خطيئة بوساطة الروح. تنازل الكلمة ليصير جسدا , ولذا طهّر بالروح عذراء واحدة جاعلا اياه ُأما له. وجعلها (الله ) طاهرة نقية مباركة , كما كانت حواء قبل أن تفاوضها الحية … وأقامها (الله) أولا بالرتبة التي كان بها آدم وحواء قبل خطيئتهما , ومن ثم حل فيها … قدّس (الله)جسدها ونزّهها عن الشهوة الرذيلة مثلما كانت حواء عذراء قبل أن تشتهي. أقصى عنها الروح القدس الخطيئة التي دخلت بيت آدم بواسطة الشهوة… محا عنها تلك الزيادة (أي الخلق السيء) التي أضافها الحية, وملأها قداسة ووداعة… جدّدها الرب ورآها جميلة كالأولى (حواء) ومن ثم حل فيها وتجسد منها. لذلك قال املاك ” الروح القدس يحل عليكِ وقوة العلي تظللكِ”[83]. وقال في رسالته الى رهبان دير مار باسوس: (وقدس الروح مريم ومن ثم حلّ المحجوب في بطنها)[84]. “وقال في رسالته الى الحميريين: (ونزل من السماء مع بشارة حبرائيل, وحل في العذراء التي تقدست بالروح القدس لتكون له أماً بالنعمة)[85].

3- العذراء مريم والدة الاله:

لقد اعتقد مار يعقوب كما اعتقدت النصرانية منذ عهد الرسل معلميها الأولين, بأن العذراء مريم هي والدة الاله, لانها ولدت الاله في الجسد. فقال في رسالته الى رهبان دير أرزون: (ان المولود من الاب بلا بداية وبغير جسد وبدون حيض, هو نفسه وُلد في جسم مركّب من العذراء القديسة مريم والدة الاله, ببتوليتها[86].  وقال في رسالته الى الرهبان دير مار باسوس: ( ان الله الكلمة ويد الآب… ظهر في الجسد من العذراء التي هي ابنة داود وابنة ابراهيم, والتي تدعى جبولا: (لقد جدف (نسطور) أيضاً وقال ان مريم العذراء لا يجوز أن تدعى والدة الاله بل والدة المسيح0 فافتضح بهذه العبارة بأنه لا يعترف بأن ىالمسيح هو إله من اله ولا يؤمن بأن للاله الاب  والاخر من العذراء, الواحد منظور والأخر مستور…)[87]. وقال في جوابه الى رؤساء الأديار القسوس مار انطيوخ, شمعون, صموئيل, يوحنا, سرجيس إغناط: (السر العظيم الذي تم في احشاء القديسة العذراء والدة الاله)[88]. وقال في رسالته الى القواميس قورا: (ولئن أرعب المنشقين أن تدعى البتول والدة الاله)[89]

4- بتولية العذراء مريم الدائمة:

اعتقد مار يعقوب بأن العذراء مريم ولدت مولوهاد العجيب وهي بتول, بنوع يفوق الناموس الطبيعي, وبشكل لا يستطيع الكلمة وصفه. واتخذ من بتوليتها برهانا على أن مولدها هو الاله. وأكد أن الطبيعة قُهرت بهذه الولادة ووقفت عن بُعد حائرة مذهولة, اذ ليس بحسب الطبيعة ولد لعذراء. فمتى ةلدت عذراء فمولودها هو الاله. ذلك ان الله وحده يستطيع أن يلج العناصر الصماء وهي مغلقة, ولا يحتاج الى فتح الباب متى دخل ولا الى ترك أثر متى خرج. هكذا دخل الله الى العالم من باب مغلق أي بواسطة عذراء مختومة, وظهر في الجسد ولا يُبحث أمره[90]. قال في رسالته الى القس توما في الايمان: (انها العذراء الحاملة العجب بدون زواج. فان بدأت تبحث, جعلتها تخضع للزواج. وان تزوجت – جدلا- انثملت بكارتها ولم يبق فيها عجب)[91]. قال في رسالته الى رؤساء الأديار القسوس مار انطيوخ وصحبه: (بما أن الطريق كان يسير فوق الطبيعة, لا يستطيع المفسرون أن يسيروا فيه, لذلك فان الذين ضلوا, من أول الطريق أخذوا في الضلال, ولهذا لم يستطيعوا أن يسيروا في وسطه ولا أن يبلغوا نهايته. فانهم يقولون أن مريم لم تلبث بكرا بعد ةلادتها دون أن يتبصروا رؤيا حزقيال(النبي) الذي تحدث بجلاء عن أمر الفتاة, مشبّها اياها بالباب المغلق… وبديهي ان الله لا يحتاج الى فتح الباب عند خروجه. ولا جل هذا فان الاشقياء لا يصدّقون ان الباب ظل مغلقاً, اذ لا يؤمنون بأن الذي خرج منه هو الله نفسه. وكل من آمن أيضاً بأنه خرج الى العالم حين جاء الى العالم, من باب مغلق لم يُفتح[92]. قال في رسالته الى أوطيخين أسقف دارا:)تجسد ابن الله من العذراء, ليتسلّح منها بما يساعده على الآلام والصلب, وظلت العذراء ببتوليتها كنبوة خزقيال)[93]. قال في رسالته الى القوميس قورا: (الاله صار انساناً وظل إالها. وولدته البتول وظلت بتولا. لذلك تُعرف مريم بانها بتول حقاً وأم حقاً وليست اثنتين ولئن كانت في شكلين, لكنها واحدة, أي انها أم وبتول معاً)[94].

5- طبيعة المسيح الواحدة بعد الاتحاد:

اعتقد مار يعقوب كما اعتقدت الكنيسة في أجيالها الأولى بأن العذراء مربم ولدت في الجسد الذي كان مولوداً من الاب أزلياً, والذي هو الاول والاخر. وكنتيجة لهذا الاعتقاد قال انه ابن واحد, أقنوم واحد, طبيعة واحدة وإله واحد. وأردف: ان الايمان يعرف المسيح واحدا لا غير[95]. أي غير المتجسد الذي تجسد وابن الله الذي صار ابن الانسان. وبين ان هذا الابن والواحد لا ينقسم الى اثنين, وليس اثنين والواحد من الله والآخر من مريم, لكنه هو عينه إله مع أبيه وانسان مع أمه[96]. أي ان واحد ولد من حضنين, وله المعجزات والآلام دون انفراد خواص الطبيعتين بعد الاتحاد, كأن تُنسب الرفيعة منها الى الاله والضعية الى الانسان, لانه مسيح واحد, وله لاهوته وناسوته معاً. هو عمل العجائب وهو نفسه احتمل الآلام.[97] وانه تام بلاهوته وتام بناسوته. طبيعة واحدة تجسدت دون أن تقبل زيارة… إله حق صار انساناً حقاً… أجل, ان واحد من الثالوث تجسد في حين أن الثالوث ظلَّ كما هو[98]. وعظيماً صُغر كي يرفع الصغار الى ذروة عظمته[99]. وقال: (ولذلك تنشد الكنيسة في أثناء القداس الالهي قائلة: واحد هو الاب القدوس, واحد هو الابن القدوس, واحد هو الروح القدس). واستطرد: اذا كان الابن واحدا كما ان الاب هو واحد, فمن هو الآخر الذي أدخله الهاة لكي يزيدوا به العدد ويفسدوا  الثالوث؟ أجل, واحد هو الكلمة وابن الاب الذي أرسله أبوه ليشفي حُبُر العالم كقول الكتاب[100]. ولهذا فانه يُجسد له مع الاب كالآب مع الروح كالروح, كمساو في الطبع اللاب والروح[101]. وقال: (ان الذين أرادوا تأييد تعليم نسطور, احتالوا في اثبات طبيعتين للمسيح وعلموا بحفظ خواص كل منها على انفراد, لكي يثبتوا أهن العذراء ليست والدة الاله, ويجعلوا المسيح اثنين متميزين أي الكلمة الذي من الاب والانسان الذي من العذراء. ذلك بأنه اذا أُعطيت كل طبيعة ما يخصها, فيتنج ان الله لم يولد من امرأة, ولم يتشبه بنا, ولم يأخذ صورة عبد, ولم يظهر كانسان, ولم يسلك طريق طريق الصليب. ولم يُحص بين الاثمة, ولم يدخل ابن الاحرار نخدع الراقدين, ويبطل بالتالي القول بأن الله بذل ابنه الحبيب عن العالم. بل اذا حُفظ للطبيعة البشرية ما يخصها فقط, فمن الضرورة أن يولد من امرأة ويأتي الى موت الصليب, لانه خاضع للموت ككل انسان بحكم المعصية. وهنا لا يعرف أي منهما دُعي وسيطاً وأي دُعي وحيد الله الذي بُذل عن العالم. إلا فمن الضرورة أن يكون وسيط آخر ليوحد الناس مع الله ويثلم سياج العداوة الذي أقامته الحية بين آدم والله). وأكد أن الوسيط هو واحد من الجانبين(اي من تاللاهوت والناسوت). وانه واحد هو الكمة الذي صار جسدا, والغنى الذي افتقر, والخفي الذي ظهر, والرفيع الذي بلغ بمشيئته منتهى النتازل. كيف لا وأن المسيح وكنيسته التي هي جسده, قد اتحدا معا في أحشاء العذراء ليصيرا واحد[102]. وان الكنيسة عروس النهار وخطيبة شمس البر, قد خُطبت لواحد فقط هو وحيد الآب, الولود الأزلي, الذي ببشارة جبرائيل حل في العذراء ابنة داود وتجسد فيها ومنها[103].

الفصل الثالث والعشرون

تتمة اروذكسيته

6-  صلب الاله المتجسد وموته

اعتقد مار يعقوب – نتجيه اعتقاد بوحدة طبيعة المسيح بعد الاتحاد – بأنه واحد, الوحيد الذي استدرجه حبه, فنزل من السماء, وحل في العذراء, وتجسد منها ومن الروح القدس, وظهر في العالم واستبسل على الموت والآلام وارتفع الى صليب العار بمشيئته ليقتل الموت العدو [104] وقال ان الايمان يعرف المسيح بأنه واحد, ويعتقد بأنه ابن الله, ويسجد له على انه إله مع أبيه, ويفتخر به لانه ارتفع الى الصليب[105]. وأثبت ان الذي نزل الى جبل سيناء مع أبيه, هو عينه صُلب في الجلجلة من أجل خلاص العالم. أي ان الله صُلب من أجل العالم, وهو رب موسى ورب الأسرار[106]. وقد شوشّ طغمة الأبالسة في طريقه الى الصليب. لأنه كان يبغي أن يفي الدين بالصليب. فلما استوى على الصليب, أشار الى العناصر الصماء لتعلن عنه من هو وابن من هو[107] عندها عرف الأبالسة ان الذي يصرخ على الصليب هو مبدع الكائنات وربها. وقبل أن تضطرب العناصر, كان قد استفزه الصالبون قائلين: ان كنت ابن الله فانزل عن الصليب, فاضطربت العناصر لتشهد له هي  نفسها بأنه ابن الله وإله من إله ورب الكائنات[108] وارتعب العالم كله اذ رأى ربه وخالقه معلقاً على الصليب[109], وغير المائت قد خضع للموت بمشئته[110], كيف لا وقد شعرت الكائنات كلها بأن واحدا من الثالوث قد صُلب[111] العمل الجميل الذي تم به خلاص العالم. ولم يفقهو ان وحيد الله واحد, وهو بأقنومه صُلب وصنع خلاصا للعالم. ووصف مار يعقوب قوة هذا المصلوب بقوله: رآه الموت في الصليب متشبها بنا ومتجسدا, وممتدا في الجسد بين لصين فبلعه مثلنا. وحالما نزل الى جوفه, ارتعبت الهاوية ومادت وسقطت كما ضج بلد الموت بالحي الذي هبط اليه. أما الحياة الكامنة في ذلك المائت الحي فمزقت التنين العظيم اذ لم يستطع هضمها كباقي الموتى[112].

واتخذ ملفاننا من عمل يوسطينوس الاول (518 – 527) المضطهد, بهانا على عقيدة الكنيسة بصلب الاله المتجسد, فقال:”فلو لا اعتقاده بأن الذي علق على الصليب هو الله” لما زيّن تاجه بصليبه . ولو كان الصليب صليب انسان كما ادعى (عبدة الانسان) الذين حاولوا أن يخدعوا الملك, لما رضى الملك بأن يخفق صليب انسان فوق تاجه الملكي[113].

7- المجمع الخلقيدوني:

بقد أكد مار يعقوب عند تطرّقه الى ذكر المجمع الخلقيدوني, ان هذا المجمع “منبوذ بل محروم ” وهو يحرمه دائماً مع الكنيسة كلها,” لاستعماله الفاظاً ملائمة لرأي نسطور”. وذلك ان مرقيان    “الهرطوقي” الذي عقده, كان “صديقاً ومشايعاً لنسطور”, وان الذين أدواره, هم هيباً (الرهاوي) وثادوريطس (القورشي) وأوتاريوس (التاوني) “مخالفو الحق” مع نفر آخر من رأيهم, استطاعوا أن يستميلوا ذلك المؤتمر كله الى “زيف رأيهم” ولذلك أمعن ملفاننا في نقض تعليمه في ما يخص وحدة طبيعة الاله المتجسد وصلبه كما مر معنا.

وقد أسف مار يعقوب على عملهم “الرديء” في حق “القديس الجليل الارثوذكسي الطوباوي ديوسقورس رئيس أساقفة الاسكندرية, مما دلّ على زيف مذهبهم”. وطرب لعزل فلابيانوس الثاني الانطاكي “الذي قسم المسيح اثنين” وفقاً لتعليم هذا المجمع, وقال “ان العناية الربانية هي التي فصلته عن مصاف الرعاة” كما هلّل لتنصيب البطريرك ما سويريوس الكبير, معلناً ان هذه العناية الذات اقامته بدلاً من ذاك. وسماه “راعياً حقيقياً”, “قديساً عظيماً”, “طوباوياً”, و”قويم الايمان”. ومثُل بين يديه, فرحّب به وفحص ملفنته وأقرّها كما أسلفنا. وكتب عنه في أعقاب ذلك قائلاً : “وهذا وهو مسلّح بالحق, وغير مُغرق بحب الرئاسة, وفكره غير نتشبث بشهوة السلطان, نطق بالحق علناً في اجنماع المجمع الشرقي الكبير, وأوضح بجلاء ما جاء في الكتاب “الهنوطيقون ” بشكل الرموز والالغاز”.

وأطرى مار يعقوب كتاب الهنوطيقون هذا “على انه يتضمن حقيقة الايمان القويم”. ونعت صاحبه القصير زينون بـ”الطوباوي المؤمن المستحق رحمة الله”, “لانه سعى بحكمة كاملة فوحّد الاعضاء بعضها ببعض, وخلط العذراى بنات النور الواحدة بالخرى, لكي تسبّح جميعاً ختن الحق الواحد بألفة واحدة بعيدة عن الشقاقات”. وأردف: “انه (زينون) نبذ في هذا الكتاب, المجمع الخلقيدوني, لكي لا يُذكر البتة فيما بعد, ولا يُحصى في عداد المجامع الارثوذكيسة “. واستطرد: “لقد طاب منذ الآن لكل مؤمن, أن يتكلم علناً وبدون خجل, مسلماً بكتاب الهنوطيقون الذي ينبذ المجمع (الخلقيدوني) شكلاً ورمزاً, وكذلك بالعقيدة الصريحة التي يُحثت في المجمع الشرقي الذي التأم لدى الكبير القديس الطوباوي ساويرا, اذ حرم جهاراً المجمع الخلقيدوني الذي كان محروماً من الاسكندريين ومن بلاد أخرى منذ الوهلة الاولى (لالتئامه), ومن العالم أجمع منذ كتاب الهنوطيقون فصاعداً”.

وسمّى القيصر انسطاس: “الارثوذكسي والمعترف الحقيقي, الذي حافظ جهد استطاعته على مكان الآباء في الايمان الحق”[114].

أما مار برصوم الناسك الشهير الذي نقم عليه الخلقيدونيون, فسمّاه مار يعقوب”رئيس الابيلين, ورجل الله الشهير, والطوباوي(المغبوط) العظيم مار برصوم”, وقال: “ان المؤمنين كانوا يختلفون اليه للاستشفاء”[115].

هذا وقد ذكر له بعضهم رسالة أنقذها الى مار سويريوس الكبير صحبه شخص اسمه زاخي أو نيقولاوس[116].

8- التناول من كلا جسد المسيح ودمه

لقد أثبت مار يعقوب التقليد الرسولي السائد في الكنيسة على عهده , بصدد تناول المؤمنين من كلا جسد المسيح ودمه.

فقال في رسالته الى صديق له عيد القيامة: “هوذا جسده مخلوط بالخبز ودمه ممزوج بالخمر, والعروس ابنة النهار مبتهجة فرحة لانها تنتش وتأكل من الختن المقتول”. وقال في رسالة أخرى في عيد القيامة: ها انها (الكنيسة) تنتش جسد الختن وتعطي المدعوين ليأكلوا, وتمزج دمه في الكأس وتعطيهم ليشربوا”[117].

9- الصلاة عن أنفس المؤممنين الراقدين:

اعتقد مار يعقوب بأن نفوس الراقدين حية, وانها تجتمع في الكنيسة حيث تشعر بلذة بل تتبرر بالقرابين التي يقدمها الأحياء عنها. ولم يخطر على باله مكان ما تتعذب وتتطهر فيه هذه النفوس قبل القيامةالعامة. واليك بعض ما جاء في ميمره”في تذكار الموتى, وفي مادة خبز القربان, وفي أن الموتى ينتفعون بالقرابين والصدقات التي تُصنع من أجلهم”.

“أما أنت فارسم في خبز القربان ذكرك أمواتك وأعطيه للكاهن ليقدمه بدوره أمام الله.

اصنع وليمة وادعُ أمواتك, فانهم يأتون الى المذبح الذي هو ميناء ومحل الراحة لجميع الارواح.

أيتها المؤمنة, اطلبي حبيبكِ في الهيكل المقدس, عند الله, الذي في يديه جميع الارواح.

لا تنادي الميت في القبر, فلن يسمعكِ, لانه ليس هناك فاطلبيه هنا في بيت الغفران.

أجل, الى هنا تتوافد نفوس الموتى أجمعين, اذ هو ميناء الحياة الذي فيه تطمئن.

هنا جُعلت تذكاراتهم واسماؤهم في سفر الله العظيم الذي تضمّن الجميع.

أظهري محبة شبيه بمحبتك لحبيبكِ, واصنعي ذكراه في القرابين والصلوات.

فلن بنتفع ميتِ من بكائكِ عند القبر, بعكس فربانكِ الذي يصلح بل ينفعَكِ وميتكِ.

ان الدموع التي سُكيبت عند القبر, هاتي اسكبيها هنا في البيعة بتعقّل.

فاذا كان الموت وهو حي ومتسلط وعلى رأسه التاج, وقد استطاعت الذبائح أن تبرر الموتى في مقرّ سلطانه.

فمن ذا الذي يشكّ الآن في تبرر الموتى, في حين أن الموت مقتول ومقره مستأصل وتاجه منزوع؟

ان الكنيسة اليوم لا تبرر الموتى بذبائح زائلة, بل بدم غير المائت.

فمن أجل نفوس الموتى يدخل الكاهن ويقف ويضع على المائدة خبز القربان ودمه.

ويذكر ثمة موت يسوع وانبعلثه, ويدعو جميع الرقدين الى الذبيحة ليتبرروا.

ويذكر بالمحبة جميع الذين قدّموا خبز القربان, ويرسم السر لذكرى موتاهم.

وقدم ذبائح من أجل جميع ابموتى الراقدين, ويدعو الآب مذكرا اياه بموت ابنه, فيتحرك الروح وينزل ويستقر عل القربان, ويتجسم السر في الخبز ويصيّر جسداً.

وبارفافه يصيّر الخمر اممزوجة دماً, فيكون من أثم الجسد والدم ذبيحة تقدس الكل.

بهذه الذبيحة بيرّر الكاهن جميع الموتى, لا حتوائها على قوة تغلب بها الموت وتدكّ مقره.

ان جميع النفوس تجتمع وتتوافد الى رائحة الحياة التي انبعثت من الذبيحة العظمى, لتنال التبرير.

وكل يوم يستنشق الموتى الحياة ويتبررون, من الانبعاث الذي يبعث به جسد ابن الله.

وعلى هذا النمط, يأتي ورثة الميت المؤمنون باسمه, بالخبز والخمر الى المذبح المقدس.

وتُقام صلاة الكاهن والشعب عن الميت, فيغفر الرب للميت الذي يذكرونه.

هذا هو ايمان البيعة أيها الفهماء, بأنها تستطيع أن تصيّر الخبز والخمر جسداً ودماً.

وتكسر الخبز ولا تعرفه الا جسداً, وتمزج الخمر وتصدق ان في إجانتها دماً.

وتقرأ فوق القربان أسماء موتاها جميعاً, وتشركهم معها (وتخلطهم) في الذبائح الروحية.

وتجمعهم الى مأدبة الجسد والدم, حيث ينعمون معها بأطعمتها روحياً[118].”

الفصل الرابع والعشرون

بعض نفثاته[119].

أ‌-       الحث على أعمال الصلاح

لقد كان يجب علينا أن نتألم يوما بعد يوم, لان نسيج حيانتا قد انتهى ليُجَدَّ (من نوله). فها ان الايام جادة في طردنا من العالم, ومع هذا فان النية الكلفاء بالعالم, لا تريد أن تخف الى أعمال الصلاح. حقاً انه لمن الأسف الشديد أن تُغِدّ أيامنا السير الى الوراء وخطايانا الى الامام. لقد قصرت أيامنا وطالت ذنوبنا, وحاكينا بيتا كثيرة نفقاته ويسير دخله, ما سبب خرابه منذ أمد بعيد. فكما أن فسحة حياتنا قصيرة, كذلك كان يجب أن تقتصر وتقلّص مدة خطايانا أيضاً. ها حياتنا تُسرق لتنتهي ونحن غير مبالين. أجل, ان النهار والليل يكدان كفاعلين نشطين ليقضيا على حياتنا, والامساء والأصباح, تلعب بنا لعب الصبيان بالكرة. فمتى تلقّانا النهار, رمانا الى الليل. تلقانا الليل وأعطانا للنهار. المساء يحفظنا من الصباح, والصباح يرسلنا الى العصر. نحن على درب سفر سريع, ولأن حرينتا لا ترغب في نفعها, لا تحدّق باستقامة لتسير الى الامام. لقد أضّلتلكيا محب الاموال, شهوة الغنى وحب الاموال وضلال الامور الفانية, ولذلك لا تريد أن تُعدّ لك من العالم زوادة لدربك السريع.

ب‌-   الجشع

لا يكفي الجَشَع العالمُ بأسره. فان كلا من الملوك في جميع الشعوب والالسن, لا يكتفي ببلاده. لذلك يحشدون الجيوش ويحاربون. ويدمّرون المدن ويغزون البلاد. يسبون ويقتنون, ولا يُشبعهم شيء. ويلأون ويتضايقون ويتعلمون الحروب. يستأصلون المدن ويقاتلون. يصعدون الى العالى وينزلون الى العمق ليشبع الجَشَع, ولكنه لا يشبع. عندما يكثر الثراء يزداد الجَشَع. وحين تزداد القنية يشتد الحرص (البخل). فالمسكين يكفيه خبز اليوم, أما الغنى فيفكّر في السنين التي لا يعيشها. يفكّر المسكين في كسر خبزه للمحتاجين, أما الغني فيفكّر في بلع من هو ليسوا. كم من ملوك عقدوا التيجان في العالم, فزالوا هم وتيجانهم. كم من أغنياء اقتنوا ما لا في العالم. فلم يرافقهم مالهم الى الهاوية. فقد انصرفوا كالحلم وظلت قنيتهم. للآخرين. كم من الناس خرجوا من بيوتهم الى السوق, فعادت جثثهم الى بيوتهم بيد الآخرين. كم من الناس قبل أن ينتهوا من تناول طعامهم, مدّهم الموت على مائدتهم وغذائهم. كم من أفراح في العالم انقلبت بغتة الى أتراح. كم من سلاطين تمجدوا في العالم, ففاجأهم الموت بالحسرة, وباغتهم الشر كما يباغت الفخ الطير.

ج- وجوب الافتخار بالرب وحده

أيها الغني, انك من جنسنا فلا تخدعنا

وفي جبلة واحدة واحدة  جُبل ترابك وترابنا

وأنت أيها الحكيم فلا تترفّع على الأمّي

لان الله انما من طينة واحدة خلق كليكما

ان حكمة العالم, مرذولة كلها, لانها ليست بشيء

وكذلك الثراء يخزى, لانه هنا يبقى وأصحابه

فمن جعل الله عمادَه, هو الحكيم

من عيناه شاخصتان الى الرب, كله ثراء

ان المريض غير المرذول من عدل الله, هو شديد البأس ومّثَله مَثَل حزقيا (الملك) الذي صدّ الموت بالطلبة والساذج المنتكّب عن الاضرار بالآخرين, هو فيلسوف ذلك ان رأس الحكمة مخافة الله كما هو مكتوب واذا كان المسكين أيضاً من أهل الصلاح, عظيم ثراؤه

فهو لعازر, ينتظره حضن ابراهيم

لذلك حسنا كتب لنا النبي

ألاّ تفتخر إلا بالرب, لانه  ديّوم لا يزول

د- بطلان الافتخار

واحد هو موت الفلاسفة والأميين

فلا يفتخرنّ والحالة هذه من كان حكيما

ان الغني والمسكين لمتساويان في الجحيم

فكيف إذن يفتخر بالغنى صاحبه؟

على درب واحد يسير الضعيف والجبار

فلا يحق إذن للقوة ظان تفتخر

فلو استطاع القوي أن يُفلت من الموت

إذن لحقّ له أن يفتخر, بل لما كان ذلك أمرا إدّا

فلو أن الغنى لا يلج القبر

فمهما افتخر, للاق به أن يزيد على ذلك أيضاً

فلو تمكّن الجبار من قهر الهاوية

فمن تُرى كان سيجرؤ على صدّه عن الافتخار؟

فلو أفلت حكيم واحد من ذلك الباب

لحقّ له أن يفتخر متبخترا

فلو أن ذا الغنى لا يفسد لفي مسكن الهاوية

لكان جميلاً به أن يتعالى ما شاء نحو الافتخار

فلو كان الموت لا يُفرث الحاذق بعقبه

لإذن لحقّ للحكيم أن يفتخر جهارا

زلكن اذا كانت هنالك مساواة في جميع هذه الامور, فلِمَ يفتخر الحكيم أو الغني أو الجبالر؟

 

تصحيح

ان هذا الكتاب, يصحح أخطاء كل من كتب عن القديس مار يعقوب السروجي, ولا سيما ما  يختص بتاريخ فحص ملفنته ورسامته كاهناً فأسقفاً ووفاته, وصحة ترجمته نصوص رسائله وتأييد أرثوذكسية.

 

الؤلّف

 

 

 

 

 

ܡܢ ܐܓܪܬܗ ܘܠܘܬ ܐܢܫ ܪܚܡܗ

ܕܥܠ ܥ̈ܒܕܐ ܕܙܕܝܩܘܬܐ

ܙܕܩ ܗܘܐ ܓܝܪ ܕܢܚܫ ܝܘܡܐ ܡܢ ܝܘܡܐ ܢܘܠܐ ܕܚܝ̈ܢ ܫܠܡ ܠܡܬܓܕܕܘ. ܗܐ ܪܗܝܒܝܢ ܝܘܡ̈ܬܐ ܕܢܛܪܕܘܢ ܠܢ ܡܢ ܥܠܡܐ ܘܠܐ ܨܒܝܐ ܬܪܥܝܬܐ ܪܚܡܬ ܥܠܡܐ ܕܬܩܠ ܪܗܛܐ ܥܠ ܥܒܕ̈ܐ ܕܙܕܝܩܘܬܐ. ܚܫܐ ܗܘ ܓܝܪ ܪܒܐ ܗܢܐ: ܕܝܘܡ̈ܬܢ ܪܗܛܝܢ ܠܒܣܬܪܗܘܢ ܘܚܛܗ̈ܝܢ ܠܩܕܡܝܗܘܢ. ܚ̈ܝܝܢ ܐܬܟܪܝܘ ܘܚܘܒܝܢ ܐܪ̈ܝܟܝܢ܆ ܘܕܡܝܢܢ ܠܒܝܬܐ ܕܣ̈ܓܝܐܢ ܢܦܩ̈ܬܗ ܘܙܥܘܪ̈ܝܢ ܥܠ̈ܠܬܗ. ܘܗܢܐ ܡܢ ܟܕܘ ܚܪܒ ܠܗ. ܙܕܩ ܗܘܐ ܕܐܝܟ ܕܟܪܝܐ ܡܫܘܚܬܐ ܕܚ̈ܝܝܢ: ܢܬܟܪܐ ܘܢܬܥܨܪ ܐܦ ܡܬܚܐ ܕܚܛܗ̈ܝܢ. ܡܬܓܢܒܝܢ ܚܝ̈ܝܢ ܠܡܘܦܝܘ ܘܠܐܒܛܝܠܐ ܠܢ. ܐܝܡܡܐ ܘܠܠܝܐ: ܐܝܟ ܦܥ̈ܠܐ ܟܫܝܪ̈ܐ ܥܠ ܫܘܠܡܢ ܪܗܝܒܝܢ. ܗܐ ܡܫܬܥܝܢ ܒܢ ܪ̈ܡܫܐ ܘܨܦܪ̈ܐ ܐܝܟ ܛܠ̈ܝܐ ܒܐܣܦܝܪܐ. ܘܡܐ ܕܫܩܠܢ ܐܝܡܡܐ ܫܕܐ ܠܢ ܠܠܠܝܐ. ܩܒܠܢ ܠܠܝܐ ܒܗܒܢ ܠܝܡܡܐ. ܪܡܫܐ ܡܢ ܨܦܪܐ ܚܛܦ ܠܢ. ܘܨܦܪܐ ܨܝܕ ܦܢܝܐ ܡܫܕܪ ܠܢ. ܐܘܪܚܐ ܒܝܘܬܪܢܗ̇: ܠܐ ܚܝܕܐ ܬܩܢܐܝܬ ܕܬܪܕܐ ܠܩܕܡܝܗ̇ܘ. ܪܓܬܐ ܕܥܘܬܪܐ ܘܪܚܡܬܐ ܕܩܢ̈ܝܢܐ ܘܛܘܥܝܝ ܕܥܒܘܪ̈ܝܬܐ ܐܛܥܝܘܟ ܐܘ ܪܚܡ ܩܢ̈ܝܢܐ ܘܠܐ ܨܒܐ ܐܢܬ ܕܙܘ̈ܕܐ ܠܐܘܪܚܟ  ܪܗܝܒܬܐ ܡܢ ܥܠܡܐ ܬܛܝܒ ܠܟ.

ܡܢ ܡܪܬܝܢܘܬܐ ܕܥܠ ܝܥܢܘܬܐ

ܠܐ ܣܦܩ ܠܗ̇ ܠܝܥܢܘܬܐ ܥܠܡܐ ܟܠܗ. ܡܠܟ̈ܐ ܓܝܪ ܘܒܟܠ ܥܡܡܝ̈ܢ ܘܒܟܠ ܠܫ̈ܢܝܢ ܚܝܠܳܐ ܘܥܒܕܝܢ ܬܟܬܘܫܐ ܚܪܒܝܢ ܡܕܝܢܬܐ ܘܒܙܝܢ ܐܬܪ̈ܘܬܐ. ܫܒܝܢ ܘܩܢܝܢ ܘܡܕܡ ܠܐ ܣܦܩ ܠܗܘܢ. ܘܠܐܝܢ ܘܡܬܚܢܩܝܢ܆ ܘܝܠܦܝܢ ܩܪ̈ܒܐ. ܥܩܪܝܢ ܟܪ̈ܟܐ܆ ܘܥܒܕܝܢ ܢܚܫܝܪ̈ܐ. ܣܠܩܝܢ ܠܪܘܡܐ ܘܢܚܬܝܢ ܠܥܘܡܩܐ܆ ܘܬܣܒܥ ܝܥܢܘܬܐ ܘܠܐ ܣܒܥܐ. ܟܕ ܢܣܓܐ ܥܘܬܪܐ܆ ܝܪܒܐ ܝܥܢܘܬܐ. ܘܟܕ ܢܬܝܬܪ ܩܢܝܢܐ ܥܝܝܩܘܬܐ ܡܬܥܫܢܐ. ܠܡܣܟܢܐ ܣܦܩ ܠܗ ܠܚܡܐ ܘܝܘܡܐ܆ ܘܪܢܐ ܥܬܝܪܐ ܠܫܢ̈ܝܐ ܕܠܐ ܚܝ ܡܬܚܫܒ ܡܣܟܢܐ ܕܢܩܨܐ ܡܢܗ. ܘܠܐ ܝܕܥܝܢ ܥܘܝܪ̈ܝ ܠܒܐ ܕܝܘܡܢ ܐܝܬܝܗܘܢ ܘܡܚܪ ܠܐ ܐܝܬܝܗܘܢ ܟܡܐ ܡܠܟ̈ܐ ܘܩܛܪܘ ܬܓ̈ܐ ܒܥܠܡܐ. ܘܥܒܪܘ ܗܢܘܢ ܘܬܓ̈ܝܗܘܢ ܟܡܐ ܥܬܝܪ̈ܐ ܩܢܘ ܕܗܒܐ ܒܥܠܡܐ܆ ܘܕܗܒܗܘܢ ܥܡܗܘܢ ܠܫܝܘܠ ܠܐ ܥܐܠ. ܥܒܪܘ ܗܢܘܢ ܐܝܟ ܚܠܡܐ ܘܦܫ ܩܢܝܢܗܘܢ ܠܐܚܪ̈ܝܐ. ܟܡܐ ܕܢܦܩܘ ܡܢ ܒܬܝܗܘܢ ܟܡܐ ܕܠܐ ܫܠܡܘ ܡܐܟܘܠܬܗܘܢ ܘܥܠ ܦܘܪܗܘܢ ܦܫܛ ܐܢܘܢ ܡܘܬܐ ܥܠ ܫܪܘܬܗܘܢ. ܟܡܐ ܚܕܘ̈ܬܐ܆ ܡܢ ܫܠܝܐ ܐܬܗܦ̈ܟܝ ܒܥܠܡܐ ܠܥܩ̈ܬܐ ܟܡܐ ܫܘ̈ܠܛܢܐ ܐܙܕܝܚܘ ܒܗ ܒܥܠܡܐ ܘܐܗܠ ܥܠܝܗܘܢ ܡܘܬܐ ܬܘܬܐ ܡܢ ܫܠܝܐ܆ ܘܨܦܚܬ ܐܢܘܢ ܒܝܫܬܐ ܐܝܟ ܦܚܐ ܠܦܪܚܬܐ.

ܡܢ ܡܐܡܪܐ ܕܥܠ ܗܝ ܕܐܠܐ ܒܡܪܝܐ ܠܐ ܢܫܬܒܗܪ ܐܢܫ

ܐܘ ܥܬܝܪܐ ܒܪ ܓܢܣܢ ܐܢܬ ܠܐ ܬܛܥܐ ܠܢ. ܘܒܚܕܐ ܟܬܐ ܓܒܝܠ ܕܚܝܚܟ ܥܡ ܗܘ ܕܝܠܢ. ܘܐܢܬ ܚܟܝܡܐ ܠܐ ܬܫܬܒܗܪ ܥܠ ܗܕܝܘܛܐ ܕܡܢ ܚܕ ܛܝܢܐ ܐܬܬܩܢܬܘܢ ܡܢ ܐܠܗܐ. ܚܟܡܬ ܥܠܡܐ ܒܣܝܪܐ ܗܝ ܟܠܗ ܕܠܘ ܡܕܡ ܗܝ. ܘܒܗܬ ܥܘܬܪܐ ܘܗܪܟܐ ܦܐܫ ܥܡ ܩܢܝܘ̈ܗܝ. ܐܝܢܐ ܗܘ ܕܬܟܝܠ ܥܠ ܐܠܗܐ ܗܘܝܘ ܚܟܝܡ ܘܡܢ ܕܠܡܪܝܐ ܬܠ̈ܝܢ ܥܝܢ̈ܘ ܟܠܗ ܥܘܬܪܐ ܗܘ. ܟܪܝܗܐ ܕܠܐ ܒܣܝܪ ܡܢ ܟܐܢܘܬܐ ܓܢܒܪ ܚܝܠܐ ܗܘ. ܬܝܟ ܚܙܩܝܐ ܕܒܒܥܘܬܐ ܠܡܘܬܐ ܐܗܦܟ. ܦܫܝܛܐ ܕܚܣܝܟ ܡܢ ܣܘܓܦ̈ܢܐ ܦܝܠܣܘܦܐ ܗܘ. ܪܝܫ ܚܟܡܬܐ ܓܝܪ ܪܚܡܬ ܡܪܝܐ ܗܝ ܐܟܡܐ ܕܟܬܝܒ. ܘܐܢ ܡܣܟܢܐ ܬܘܒ ܕܐܠܗܐ ܗܘ ܪܒ ܗܘ ܥܘܬܪܗ ܠܥܙܪ ܗܘ ܕܥܘܒܗ ܕܐܒܪܗܡ ܗܐ ܚܐܪ ܠܗ. ܫܦܝܪ ܗܟܝܠ ܐܬܟܬܒܬ ܠܢ ܒܢܒܝܘܬܐ ܕܐܠܐ ܒܡܪܝܐ ܠܐ ܢܫܬܒܗܪ ܒܕܠܐ ܥܒܪ.

ܡܢ ܡܐܡܪܐ ܕܥܠ ܣܪܝܩܘܬ ܫܘܒܗܪܐ

ܚܕ ܗܘ ܡܘܬܐ ܕܦܝܠܣܘܦ̈ܐ ܘܕܗܕܝ̈ܘܛܐ. ܘܡܛܠ ܗܢܐ ܐܝܢܐ ܕܚܟܝܡ ܠܐ ܢܫܬܒܗܪ. ܫܘܐ ܗܘ ܒܥܓܢܐ ܐܦ ܥܬܝܪܐ ܐܦ ܡܣܟܢܐ: ܘܐܝܟܢ ܡܕܝܢ ܡܫܬܒܗܪ ܒܗ ܒܥܘܬܪܐ ܡܪܗ. ܒܚܕܐ ܐܘܪܚܐ ܪܕܐ ܡܚܝܠܐ ܘܓܢܒܪ ܚܝܠܐ. ܘܠܐ ܙܕܩ ܠܗ̇ ܠܚܠܝܡܘܬܐ ܠܡܫܬܒܗܪܘ. ܐܢ ܡܢ ܡܘܬܐ ܡܨܐ ܡܬܦܠܛ ܐܝܢܐ ܕܚܠܝܡ. ܐܦ ܐܝܬ ܗܘ ܠܗ ܠܡܫܬܒܗܪܘ ܕܠܐ ܣܢܝܐ ܠܗ. ܐܠܘ ܠܩܒܪܐ ܠܐ ܥܐܠ ܗܘܐ ܐܝܢܐ ܕܥܬܝܪ. ܟܡܐ ܕܡܫܬܒܗܪ ܦܐܝܐ ܗܘܬ ܠܗ ܕܬܘܒ ܢܘܣܦ ܗܘܐ. ܐܠܘ ܡܨܐ ܗܘܐ ܘܙܓܪ ܗܘܐ ܠܗ ܡܢ ܫܘܒܗܪܐ. ܐܠܘ ܐܡܕ ܚܕ ܚܟܝܡܐ ܡܢ ܗܘ ܬܪܥܐ. ܐܦ ܙܕܩ ܗܘܐ ܕܚܬܝܪܐܝܬ ܢܫܬܒܗܪ ܗܘܐ. ܐܠܐ ܡܚܒܠ ܡܪܐ ܥܘܬܪܐ ܒܥܘܡܪܗ̇ ܕܫܝܘܠ. ܫܦܝܪ ܗܘܐ ܠܗ ܟܡܐ ܕܢܬܥܠܐ ܨܕ ܫܘܒܗܪܐ. ܐܢ ܠܙܪܝܙܐ ܡܘܬܐ ܒܥܩܒܗ ܠܐ ܦܪܬ ܗܘܐ. ܒܓܠܝܘܬ ܐܦ̈ܐ ܡܫܬܒܗܪ ܗܘܐ ܐܝܢܐ ܕܚܟܝܡ. ܘܐܢ ܫܘܝܘܬܐ ܒܗܠܝܢ ܟܠܗܝܢ ܠܡܘܢ ܡܫܬܒܗܪ. ܐܘ ܚܟܝܡܐ ܐܘ ܥܬܝܪ ܐܘ ܓܢܒܪܐ.

ܡܢ ܡܐܡܪܐ ܕܥܠ ܝܠܕܬ ܐܠܗܐ ܡܪܝܡ

ܪܘܚܐ ܕܩܘܕܫܐ ܐܬܬ ܨܝܕ ܡܪܝܡ ܕܬܫܪܐ ܡܢܗ̇ ܠܓܐܪ ܕܝܢܐ ܗ̇ܘ ܡܕܡܝܐ ܕܚܘܐ ܘܐܕܡ ܩܕܫܗ̇ ܘܕܟܝܗ̇ ܘܡܒܪܟܬܐ ܕܢ̈ܫܐ ܥܒܕܗ̇ ܘܚܪܪܗ̇ ܡܢ ܗ̇ܝ ܠܘܛܬܐ ܕܟܐܒ̇ܐ ܕܚܘܐ ܐܡܗ̇ ܕܬܗܘܐ ܐܡܐ ܠܒܪ ܐܠܗܘܐ ܡܬܩܪܝܐ ܗܘܬ ܘܩܕܫܬܗ ܗܘܬ ܪܘܚܐ ܕܩܘܫܐ ܘܟܢ ܐܓܢ ܒܗ̇ ܡܢ ܗ̇ܝ ܚܘܒܬܐ ܚܪܪܗ̇ ܪܘܚܐ ܕܬܗܘܐ ܪܡܐ ܡܢ ܣܟܠܘܬܐ ܡܐ ܕܫܪܐ ܒܗ̇ ܩܪܝܫܐܝܬ ܨܠܠܗ̇ ܠܐ ܡܐ ܒܪܘܚܐ ܕܩܘܕܫܐ ܟܕ ܫܪܐ ܒܗ̇ ܕܕܠܐ ܚܛܝܬܐ ܢܣܒ ܦܓܪܐ ܕܟܝܐ ܡܢܗ̇ ܕܠܐ ܢܗܐ ܨܐܐ ܦܓܪܐ ܕܠܒܫ ܢܦܫܢܐܝܬ ܡܪܩ ܠܒܬܘܠܬܐ ܒܪܘܚܐ ܕܩܘܕܫܐ ܡܟܢ ܐܓܢ ܒܗ̇ ܨܒܐ ܗ̱ܘܐ ܕܡܢܗ̇ ܢܬܛܗܡ ܗ̱ܘܐ ܒܪ ܐܠܗܐ ܘܕܠܐ ܚܛܝܬܐ ܥܒܕܗ̇ ܠܓܘܫܡܗ̇ ܒܪܘܚܐ ܠܘܩܕܡ ܡܠܬܐ ܢܚܬ ܗܘܐ ܕܢܗܘܐ ܒܣܪܐ ܘܡܛܠܗܢܐ ܨܠܠܗ̇ ܒܪܘܚܐ ܠܗ̇ܝ ܕܗܘܐ ܒܣܪܐ ܡܢܗ̇ ܗܘ ܐܠܗܐ ܨܒܐ ܕܢܗܘܐ ܗܘܐ ܐܝܟ ܒܪܢܫܐ ܘܠܚܕܐ ܒܬܘܠܬܐ ܕܟܝܗ̇ ܒܪܘܚܐ ܕܥܒܕܗ̇ ܐܡܗ ܕܢܗܘܐ ܠܥܠܡܐ ܐܕܡ ܕܬܪܝܢ ܡܢ ܐܠܗܐ ܘܢܬܠ ܐܝܕܐ ܠܗܘ ܩܕܡܝܐ ܕܣܚܦܗ ܚܘܝܐ ܘܡܛܠܗܕܐ ܠܗ̇ܝ ܩܕܝܫܬܐ ܕܫܡܗ̈ܬܐ ܘܡܠܝܬ ܛ̈ܘܒܐ ܒܬܘܠܬܐ ܕܟܝܬܐ ܒܪܘܚܐ ܩܕܫ ܥܒܕܗ̇ ܘܟܝܬܐ ܘܠܠܬܐ ܘܡܒܪܟܬܐ ܐܝܟ ܗܝ ܚܘܐ ܩܕܡ ܕܢܡܠܠ ܚܘܝܐ ܥܡܗ̇ ܝܗܒ ܠܗ̇ ܫܘܦܪܐ ܗ̇ܘ ܩܕܡܝܐ ܕܐܝܬ ܗܘܐ ܠܐܡܗ̇ ܥܕܠܐ ܬܐܟܘܠ ܡܢ ܐܝܠܢܐ ܕܡܠܐ ܡܘܬܐ

ملحق رقم 1

ܘܪܕܚܐ ܕܐܬܐ ܐܝܟ ܩܕܡܝܬܐ ܚܘܐ ܥܒܕܗ̇ ܟܕ ܠܐ ܫܡܝܥ ܠܗ̇ ܡܠܟܗ ܕܚܘܝܐ ܘܡܐ ܡܪܗ ܣܢܝܐ ܥܠ ܗ̇ܘ ܕܪܓܐ ܕܩܝܡܝܢ ܗܘܘ ܒܗ ܚܘܐ ܘܐܕܡ ܥܕܠܐ ܢܚܛܘܢ ܐܩܝܡܗ ܗܘܐ ܘܟܢ ܐܓܢ ܒܗ̇ ܣܝܡܬ ܒܢ̈ܝܐ ܗܝ ܕܐܝܬ ܗܘܐ ܠܗ ܠܐܒܘܢ ܐܕܡ ܒܪܘܚܐ ܕܩܘܕܫܐ ܝܗܒ ܠܗ ܠܡܪܝܡ ܟܕ ܫܪܐ ܒܗ ܪܘܚܐ ܕܩܘܕܫܐ ܕܐܕܡ ܘܐܘܠܕ ܚܘܐ ܩܒܠܬ ܐܦ ܗܝ ܘܠܒܪܐ ܝܠܕܬ ܗܝ ܕܟܝܘܬܐ ܕܐܝܬ ܗܘܐ ܠܐܕܡ ܩܢܬ ܐܦ ܡܪܝܡ ܒܪܘܚܐ ܕܐܬܐ ܘܕܠܐ ܙܘܥܐ ܕܪܓܬܐ ܝܠܕܬ ܠܗܝ ܕܟܝܘܬܐ ܕܗܘ ܡܘܠܕܐ ܣܠܩܬ ܡܪܝܡ ܕܪܘܚܐ ܩܕܝܫܗ ܘܟܢ ܐܓܢ ܒܗ ܒܪܐ ܕܐܠܗܐ ܩܕܫܗ ܠܦܓܪܗ̇ ܘܕܠܐ ܪܓܬܐ ܣܢܝܬܐ ܥܒܕܗ̇ ܐܝܟ ܕܐܝܬܗ ܗܘܬ ܚܘܐ ܒܬܘܠܬܐ ܥܕܠܐ ܬܪܓ ܚܛܝܬܐ ܕܥܠܬ ܒܙܘ̈ܥܐ ܕܪܓܬܐ ܥܠ ܒܝܬ ܐܕܡ ܐܦܩ ܢܗ ܪܘܚܐ ܕܩܘܫܐ ܕܐܬܐ  ܨܝܕܝܗ ܗܝ ܬܘܣܦܬܐ ܕܥܒܕ ܚܘܝܐ ܝܨܪܐ ܒܝܫܐ ܟܦܪ ܡܢܗ ܘܡܠܗ ܩܘܕܫܐ ܬܡܝܡܘܬܐ ܚܕܬܐ ܥܒܕܗ ܘܚܙܗ ܡܪܝܐ ܘܛܒ ܫܦܝܪܐ ܐܝܟ ܩܕܡܝܬܐ ܘܗܝܕܝܢ ܐܓܢ ܘܐܬܓܫܡ ܒܗ̇ ܡܛܠ ܗܢܐ ܐܡܪ ܡܠܐܟܐ ܕܪܘܚܐ ܢܐܬܐ ܡܕܡ ܡܚܬܬܗ ܕܡܠܬܐ ܠܡܪܝܡ ܟܕ ܫܪܐ ܒܗ ܒܪܝܟܐ ܡܪܝܡ ܕܒܫܘܐܠܗ̇ ܕܨܝܕ ܓܒܪܐܝܠ ܗܢܐ ܐܪܙܐ ܝܠܦ ܥܠܡܐ ܕܡܚܦܝ ܗܘܐ.

 

ܡܢ ܡܐܡܪܐ ܕܥܠ ܕܘܟܪܢܐ ܕܥܢܝ̈ܕܐ ܘܥܠ ܩܨܬܐ ܘܕܝܬܪܝܢ ܥܢܝ̈ܕܐ ܡܢ ܩܘܪ̈ܒܢܐ ܘܙܕ̈ܩܬܐ ܕܗܘ̈ܝܢ ܚܠܦܝܗܘܢ 

ܘܐܢܬ ܒܦܪܝܣܬܐ ܪܫܘܡ ܕܘܟܪܢܟ ܘܕܥܢܝܕ̈ܝܟ ܘܗܒ ܠܗ ܠܟܗܢܐ ܠܡܩܪܒܘ ܩܕܡ ܐܠܗܐ ܥܒܕ ܫܪܘܬܐ ܘܩܪܝ ܠܡܝܬܝ̈ܟ ܐܬܝܢ ܐܢܘܢ ܠܡܕܒܚܐ ܕܐܝܬܘܗܝ ܠܡܐܢܐ ܘܢܘܚܐ ܕܟܠ ܪܘܚܬܐ ܐܘ ܡܗܝܡܢܬܐ ܒܗܝܟܠ ܩܘܕܫܐ ܒܥܝ ܠܪܚܘܡܟܝ ܨܝܕ ܐܠܗܘܐ ܕܒܐܝ̈ܘܗܝ ܣܝ̈ܡܢ ܟܠ ܪ̈ܘܚܬܐ ܠܐ ܬܩܪܝܢ ܠܗ ܠܡܝܬܐ ܒܩܒܪܐ ܕܠܐ ܫܡܥ ܠܟܝ ܠܝܬܘܗܝ ܬܡܢ ܗܪܟܐ ܒܥܐܝܘܗܝ ܒܝܬ ܚܘܣܝܐ ܠܗܪܟܐ ܨܝܒܝ̈ܢ ܟܠ ܢܦܫ̈ܬܐ ܕܟܠ ܥܢܝܕ̈ܐ  ܕܗܢܘܐܬܪܐ ܠܡܐܢܐ ܕܚܝ̈ܐ ܘܡܣܬܡ̈ܟܢ ܒܗ ܗܪܟܐ ܣܝܡܝܢ ܥܘܗܕܢܝܗܘܢ ܘܫܡܗܝܗܘܢ ܒܣܦܪܗ̇ ܪܒܐ ܕܐܠܗܘܬܐ ܕܟܠ ܒܗ ܐܝܬܘܗܝ ܢܗܘܐ ܕܡܐ ܚܘܒܐ ܠܚܘܒܟܝ ܨܝܕ ܚܒܝܒܟܝ ܘܒܩܘܪܒܢܐ ܘܒܨ̈ܠܘܬܐ ܥܒܕܝ ܕܘܟܪܢܗ ܠܘ ܡܢ ܒܟܝܟܝ ܕܠܘܬ ܩܒܪܐ ܝܬܪ ܡܝܬܟܝ ܩܘܪܒܢܟܝ ܕܝܢ ܠܟܝ ܘܠܡܝܬܟܝ ܛܒ ܘܡܥܕܪ ܗܠܝܢ ܕܡܥ̈ܐ ܕܠܘܬ ܩܒܪܐ ܐܙܕܠܥܝ ܗܘ̈ܝ ܗܪܟܐ ܒܥܕܬܐ ܪܣܣܝ ܐܢܝܢ ܦܪܘܫܐܝܬ   ܘܐܢ ܟܕ ܗܘܐ ܡܘܬܐ ܘܫܠܝܛ ܘܐܝܬ ܠܗ ܬܟܐ ܐܫܟܚܘ ܕܒܚ̈ܐ ܢܚܣܘܢ ܡܝ̈ܬܐ ܒܝܬ ܫܘܠܛܢܗ ܗܫܐ ܕܩܛܠ ܘܥܩܝܪ ܐܬܪܗ ܘܫܩܠ ܐܓܗ ܡܢ ܡܬܦܠܓ ܥܠ ܚܘܣܝܐ ܕܡܝ̈ܬܐ ܡܟܝܠ ܥܕܬܐ ܡܘܡܢ ܠܐ ܗܘܐ ܒܕܒܚܐ ܡܫܬܪ̈ܝܢܐ ܡܚܣܐ ܠܡܝ̈ܬܐ ܐܠܐ ܒܕܡܗ ܕܠܐ ܡܝܘܬܐ.

ملحق رقم 1

ܚܠܦ ܢܦܫܬܐ ܕܡܝ̈ܬܐ ܥܐܠ ܟܗܢܐ ܩܐܡ ܣܐܡ ܠܚܡܐ ܘܚܡܪܐ ܕܩܘܕܫܐ ܥܠ ܦܬܘܪܐ ܘܡܘܬܗ ܕܝܫܘܥ ܡܕܟܪ ܬܡܢ ܐܦ ܢܘܚܡܗ ܘܠܟܠ ܕܥܢܕ ܩܪܐ  ܠܕܒܚܐ ܠܡܬܚܣܝܘ ܘܠܟܠ ܕܦܪܫܘ ܘܐܝܬܝܘ ܦܪܝܣܬܐ ܒܚܘܒܐ ܡܥܗܕ ܘܠܕܘܟܪܢܐ ܘܥܢܝܕܝܗܘܢ ܐ̱ܪܙܐ ܪܫܡ ܘܚܠܦ ܟܠܗܘܢ ܡܝܬܐ ܕܕܡܟܘ ܕܒܚ̈ܐ ܡܣܩ ܘܩܪܐ ܠܐܒܐ ܟܕ ܟܥܗܕ ܠܗ ܡܘܬܐ ܕܒܪܗ ܘܙܐܚ ܪܘܚܐ ܘܢܚܬ ܫܪܐ ܥܠ ܩܪܒܢܐ ܘܡܬܓܫܡ ܒܗ ܒܠܚܡܐ ܐ̱ܪܙܐ ܘܗܘܐ ܦܓܪܐ ܘܒܪܘܚܦܗ ܠܚܡܪܐ ܡܙܝܓܐ ܕܡܐ ܥܒܕ ܠܗ ܘܡܟܝܠ ܦܓܪܐ ܘܕܡܐ ܕܒܚܐ ܗܘ ܕܡܩܕܫ ܟܠ ܒܗܢܐ ܕܒܚܐ ܡܚܣܐ ܟܗܢܐ ܠܟܠܗܘܢ ܡܝ̈ܬܐ ܕܐܝܬ ܒܗ ܚܝܠܐ ܕܢܙܟܐ ܠܡܘܬܐ ܘܢܚܪܒ ܐܬܪܗ ܠܪܝܚܐ ܕܚܝ̈ܐ ܕܢܒܥ ܡܢܗ ܕܕܒܚܐ ܪܒܐ ܟܢܫܢ ܘܐܬܝ̈ܢ ܟܠ ܢܦ̈ܫܬܐ ܠܡܬܚܣܝܘ ܘܡܢ ܢܘܚܡܐ ܕܡܦܪܚ ܦܓܪܗ ܕܒܪ ܐܠܗܐ ܟܠܝܘܡ ܡܝ̈ܬܐ ܣܝܩܝܢ ܚܝ̈ܐ ܘܡܬܚܣܝܢ ܒܗ ܗܟܢܐ ܬܘܒ ܝܪ̈ܬܐ ܡܗ̈ܝܡܢܐ ܕܡܝܬܐ ܕܥܢܕ ܡܝܬܝܢ ܒܫܡܗ ܠܚܡܐ ܘܚܡܪܐ ܠܡܕܒܚ ܩܘܕܫܐ ܘܗܘܝܐ ܨܠܘܬܐ ܕܟܗܢܐ ܘܥܡܐ ܥܠ ܥܢܝܕܐ ܘܡܚܣܐ ܠܗ ܡܪܝܐ ܠܡܝܬܐ ܕܡܬܟܪܝܢ ܠܗ ܗܝܡܢܘܬܐ ܕܥܕܬܐ ܗܕܐ ܗܝ ܐܘ ܦܪ̈ܘܫܐ ܕܠܚܡܐ ܘܚܡܪܐ ܡܨܝܐ ܕܬܥܒܕ ܦܓܪܐ ܘܕܡܐ ܘܩܨܝܐ ܠܚܡܐ ܘܠܐ ܝܕܥܐ ܠܗ ܐܠܐ ܦܓܪܐ ܘܡܙܓܐ ܚܡܪܐ ܘܕܡܐ ܡܫܪܐ ܕܐܝܬ ܒܐܓܢܗ ܘܩܪܝܐ ܫܡܗ̈ܐ ܕܟܠܗܘܢ ܡܝܬܝ̈ܗ ܥܠ ܩܘܪܒܢܐ  ܘܡܚܠܛܐ ܠܗܘܢ ܥܡܗ ܒܕ̈ܒܚܐ ܪ̈ܚܝܐ ܘܡܟܢܫܐ ܠܗܘܢ ܥܠ ܫܪܘܬܐ ܘܦܓܪܐ ܘܕܡܐ ܘܒܣܡܝܢ ܥܡܗ ܪܘܚܢܐܝܬ ܥܠ ܬܘܩ̈ܢܝܗ

فهرس الاعلام

  • أبجر الخامس ملك الرها ص14و 41 و44. ابراهيم أبو الآباء ص58 . ابراهيم ابن كيلي الآمدي ص50. ابن العبري مفريان المشرق ص9و 54. اخسنايا ما فيلوكسينوس المنبجي ص12و 17و 25. أدى شير المطران المؤرخ ص12. أرتو أسقف آجل ص 49. أرسطو الفيلسوف  ص20. ارميا قسيس مار يعقوب السروجي  ص40 . اسحق جبولا, دير ص 55و 58 و63. أسد رستم الدكتور المؤرخ ص38. اسطيفان كلتب مار مارا الآمدي ص50. اسطيفان برصودايلي المبتدع  ص35 و36. اغناط قسيس ورئيس دير ص 58. اغناطيوس افرام الاول برصوم البطريرك ص 54. أنتيموس البطريرك القسطنطيني ص21. أنسطاس قيصر الروم ص11 و20 و22 و29 و66. أنطونين أسقف حلب ص 30. أنطيوخ فسيس ورئيس دير ص 58 و59 و 61 و62 و64. أهرون أسقف أرشميشاط ص49. اوتاريس التاوني ص64. اوطيخا المبتدع ص 16و 17 و21. أوطيخين أسقف دارا ص 22 و59 و61. أولندر المستشرق ص8 الخ. ايليا تلميذ مار يوحنا التلي ص35.
  • باسوس, دير ص 13 و16 و20 و24 و57 و58 و60 و66. برحديث أو برحيريث, قديس ص7. برصوم الناسك ورئيس الابيلين ص10 و66. بساً القوميس الرهاوي ص43 و44 و47 و60. بطرس أسقف حلب ص 30. بطرس الشماس الكركري ص33. بولس أسقف نجران الاول ص 25 و28. بولس الناسك ص 20. بولس مطران الرها ص 32 و39 و42 و44 و52 و63 و64. بولس الانطاكي الدخيل ص 39 و40 و48. بيجان ص 10 و15.
  • توما أسقف دارا ص22. توما أسقف نجران ص 25. توما أردو مطران الكلدان ص47. توما الرحوم مطران آمد ص 48. توما كاتب مار مارا الآمد ص 50 . توما القسيس ص58 و60. توما , دير مار توما – سلوقية ص 49.
  • ثاودورس المصيصي ص16 و17 و21. ثاودوريطس القورشي ص 16 و17 و21 و64. ثيودورة البطريقة ص 50. ثيودوسيوس الاسكندري ص21.
  • جبرائيل الملاك ص 31. جيوجي تلميذ مار يعقوب السروجي ص10.
  • حبيب تلميذ مار يعقوب السروجي ص10 و54. حزقيال النبي ص7 و10 و24 و54 و59. حين بن بهلول ص 47.
  • الخوري اسحق أرملة ص8 و15 و18 و23 و28 و47 و48 و50.الخوري ميخائيل عبد الله غبرائيل الشباني ص9.
  • دانيال الآمدي, ناسك جيل جلش ص 10 و66. داود الملك ص 58 و 63 ديودوروس أسقف طرسوس ص 8 و 16 و17 و21. ديوسقوروس الاسكندري ص18 و65.
  • روبينس دوفال المؤرخ ص40.
  • زاخي أو نيقولاوس ص66. زكريا الفصيح المؤرخ ص11 و 39 و48 – 50. زوطا كاتب مار مارا الآمدي ص50. زينون قيصر الروم ص 17 و18 و65.
  • ساويرا الاسقف ص 38. سرجيس كاتب مار مارا الآمدي ص50. سرجيس قسيس ورئيس دير ص 58. سرجيس, كنيسة مار سرجيس في الرها ص 14. سلطانه ابنة قسيس نصيبين كركرص 52. سوسريوس الانطاكي ص 18 و19 و21 و30 و39 و51 و65 و66.
  • شمعون الارشمي ص12 و 25 و29. شمعون صديق مار يعقوب السروجي ص 46. شمعون قسيس ورئيس دير ص 58. شموني الشماسة أخت مار مارا الآمدي ص 49.
  • صموئيل قسيس ورئيس دير ص 58.
  • الطبري المؤرخ ص29.
  • فلابيانوس الثاني الانطاكي المعزول ص 20 و39 و65. فيلوكسينوس يوحنا دولباني مطران ماردين وتوابعها ص 52 و66.
  • قباد ملك الفرس ص 11 و14. قرياقس الشهيد ص52. قسطنت الحاكم الامدي ص 49. قسطنطين الملك ص 41. قورا القوميس الرهاوي ص43 – 47 و56 و58 و60.
  • كوجنر المستشرق ص18. كيرلس  الاسكندري ص 17.
  • لاون الروماني ص 16 – 18 و21. لعازر رئيس دير مار باسوس ص8 و 16 و17. لعازر رسول رهبان دير ارزون – فارس ص15.
  • مارا الآمد ص 48 – 50. مارتين المستشرق ص 13. مرتا الشماسة أخن مار مارا الآمدي ص 49. مرقيان قيصر الروم ص64. مريم والدة الاله ص46 و51 و54 – 60. مسروق(ذو نواس) ملك اليمن اليهودي ص25 و28 و29. مقيم شبرا, قديس ص7. موسى أسقف بطنان سروج ص 32. موسى النبي ص 63. ميخائيل الكبير البطريرك المؤرخ ص 32 و 40 و53.
  • نسطور بطريرك القسطنطينية المبتدع ص12 و15 – 17 و21 و24 و58 و61 و64. نوح البار ص14 و36. نونو الآمدي أسقف سلوقية فآمد ص48 و49. نونوأسقف ميافارقين ص49.
  • هيبا الرهاوي ص16 و21 و64.
  • يشوع العمودي المؤرخ ص 12و 13. يشوع ابن القس حياة من قلعة المرأة ص 32. يعقوب البرادعي المطران المسكوني ص12. يعقوب الرهاوي ص21. يعقوب أسقف نصيبين ص 52. يوحنا سعيد ابن الصابوني مطران ملطية ص7 و 54. يوحنا الاسكندري البطريرك ص17. يوحنا رئيس دير ابن افتونيا ص18 و 21. يوحنا الافسيسي الؤرخ ص 21 و50. يوحنا التلي ابن قوروسوس ص 33 – 35 و 38. يوحنا المبتدع في مصر ص 35 يوحنا مطران آمد ص 49. يوسطينوس الاول قيصر الروم ص 22 و29 30 و 42 و50 64. يوليان الخيالي أسقف اليكرنسوس ص18. يوليان الارخدياقون ص33.

[1] تعرف اليوم بسم كورتك.

[2] قصيدة مار يوحنا سعيد ابن  الصابوني مطران ملطية فيه.

[3] راجع سيرته المختصر في مخطوطة سريانية اثرية في خزانة البطريركية. هذا وقد ورد اسم برحيريث ܒܰܪܚܶܪܶܬ بدلا من برحدث في في سيرته المطولة في مخطوطة أخرى في دير الزعفران.

[4] حز 8:2ـ1:3ـ3.

[5] راجع سيرتيه المذكورتين وقصيدة ابن الصابوني.

[6] انظر مؤلفنا تاريخ الكنيسة السريانية الانطاكية ج2 ص 298.

[7] راجع الرسالة في طبعة  أولندار رقم 14 هذا وقد مسخها الخوري اسحق ارملة عند نقله اياها الى كتيّبه(مار يعقوب الملفان)لتتلاءم وأهواء أسياده!

[8] تاريخ الكنيسة الانطاكية السريانية المارونية, للخوري ميخائيل عبدالله غبرائيل الشبابي الماروني اللبناني مج 2 206 سنة 1906.

[9] سيرتاه المذكورتان والتاريخ الكنسي لابن العبري مج1 ص 189 ـ 191.

[10] لقد جعل بعضهم هذا الاختبار سنة 463 وهو في الثامنة عشر من عمره, وبعضهم سنة 473 وهو في الثانية والعشرين , وأخرون سنة 503. وكنا نحن ايضا قد ملنا الى الرأي الثاني في مؤلفنا تاريخ الكنيسة السريانية الانطاكية ج 256 ـ 257. الا اننا بعد الدروس والتمحيص تأكدنا من  خطأ هذا التاريخ . فقد يكون مار يعقوب قد اختبر عند إنهائه دراسته وهو في الثانية والعشرين من عمره أي سنة 473, بيد أن اختباره من خمسة أساقفة, والذي فيه أننا عن دمار آمد , لا يمكن أن يكون في هذه السنة أي قبل الدمار بتسع وعشرين سنة. ومما يؤكد قولنا هذا ما ورد في سيرته المطولة والآنفة الذكر , ان المار حلّ بعد اختباره بمدة وجيزة . فيكون اختباره هذا إذن سنة 502 كما ذكرنا اعلاه.

[11] قصيدة تلميذه جيورجي او حبيب فيه وقصيدة ابن الصابوني , وابن العبري في  المصدر نفسه.

[12] نشرها بيجان في المجلد الرابع ص 543ـ 610 خالية  من نبوءته عن دمار آمد.

[13] قصيدة تلميذه جيورجي.

[14] تاريخه مج 2 ص20.

[15]فيه مج 2 ص 21ـ 43 وتاريخ يشوع العمودي ص 276ـ 284. هذا وقد ذكرنا في تاريخ الكنيسة السريانية الانطاكية ج2 ص 276, ان دمار آمد تم سنة 502 و الصحيح ما ذكرناه أعلاه.

[16] تاريخ كلدو وآثور ج|ص|14 و 164 و300.

[17] تاريخ يشوع العمودي ص 180 – 181.

[18] رسائله طبعة أولند رقم 20.

[19] راجع مؤلفنا تاريخ الكنيسة السريانية الانطاكية ج2 ص 277.

[20] لقد استعمل مار يعقوب في هذه الرسالة عبارتي ܥܺܕ̱ܬܳܐ ܩܰܬܽܘܠܽܝܩܽܝ܆ܥܽܕ̱ܬܐ ܬܽܐܒܠܳܝܬܐ وهما تعنيان (الكنيسة الجامعة ). أما الخوري اسحق أرملة فترجم  الاولى ب (الكنيسة الكاثوليكية ) ! والثانية ب (الكنيسة الجامعة ). مع أن للفظين معنى واحداً. الا أن الاولى  يونانية والثانية ترجمتها السريانية. وعبثاً خلط الاب أرملة وموّه , نحاولا نسبة الرسالة الى غير مار يعقوب!!

[21] راجعها في  طبعة أولندر رقم 6 وفي كتاب سهدونا طبعة بيجان ص605 – 612.

[22] رسائل مار يعقوب السروجي طبعة أولندر رقم 15ص 62 – 6.

[23] فيه رقم 14ص 58 – 61.

[24] رسائل مار يعقوب طبعة أولندر رقم 16ص63 —  82. هذا وقد اتخذ الخوري اسحق  أرملة لفظة(الطومسات) هنتا حجة للطعن في صحة نسبة الرسالة الى ملفناننا ما يعقوب, زاعما “أن السريان لم يعرفوا الا طومسا واحداً فقط هو طومس لاون الروماني” مع علمه الاكيد انهم عرفوا عدة طومسات غيره, منهم ما يوحنا رئيس دير ابن أفتونيا (دير قنسرين) المعاصر لمار يعقوب بالذات, الذي ذكر في سيرة مار سويريوس الانطاكي “طومسات” يواليان الخالي أسقف اليكرنسوس (راجعها في كتاب الترجيم السنوية بالسريانية, وفي طبعة كوجندر).

[25] راجع سيرته المختصرة في مخطوطة سريانية في الخزانة بطريركيتنا وهي من القرن الثاني عشر وسيرته المطولة في المخطوطة أخر في خزانة دير الزعفرانز.

[26] راجع سيرته المطولة.

[27]اف 4/6.

[28] خزانة دير الزعفران, مخطوطة رقم 455/11.

[29] رسائله طبعة أولندر ص 42 – 43.

[30] راجع أيضا قصيدة ابن الصابوني في مار يعقوب والتاريخ الكنسي لابن العبري مج1 ص 189 – 191.

[31] ذكرنا في المؤلفات تاريخ الكنيسة ج2 ص200 ان ذلك تم سنة 512.

[32]لقد اعترض الاب أرملة على لفظة بطريركيس الواردة في هذه الرسالة كأنها غريبة عن علماء السريان الغريبين , مع انه كان يعلم حق العلم انها ليست كذلك . ومن جملة هؤلاء العلماء الذين استعملوها , مار يوحنا رئيس دير ابن أفتونيا الآنف الذكر , الذي أطلقها في سيرة مار سويريوس على القديس مار أنتيموس القسطيطيني , والمؤرخ مار الانطاكي ومار نيودوسيوس الاسكندري (راجع سير النساك الشرقيين مج 2 ص 315 و330 ). بل قد استعملها ملفان الكنيسة مرتّب طقس رسامة البطاركة والمطارنة والاساقفة في مقدمته بالعبارة التالية :

ܘܡܝܛܪ̈ܘ ܦܽܘܠܺܝܛܽܘ ܡܫܰܒ̈ܚܶܐ ܘܐܦܝܣܩܽܘܦܶܐ ܡܝܰܩܪ̈ܐ ܒܺܐܝ̈ܕܝ ܦܛܪܝܰܪܟܺܝܣ ܟܺܝܪ̈ܘܛܽܘܢܝܬܝܢܐ ܗ̇ܘܝܢ ܒܕܪ̈ܓܗܽܘܢ

(والمطارنة المكرمون والاساقفة الموقّرون , يرسمون بدرجاتهم بيدي البطريركيس).

والارجح أن مرتب هذا الطقس هو العلامة مار يعقوب الرهاوي (708+) ملفان الكنيسة الاكبر .

 

[33] رسائله طبعة أولندر رقم 17 ص 257 ـ258

[34] مؤلفنا تاريخ الكنيسة السريانية الانطاكية ج2 ص 277 ـ 278 .

[35] رسائله طبعة أولندر رقم 33 .

[36]ترجمتها الاب أرملة في كتيّبة (لاسيما من تلاميذ نسطور ).

 

[37] ان العبارات الموضوعة بين هلالين , أهملها الاب أرملة تعمّدا , عند نشره هذه الرسالة في كتيّبة , لانها لا توافق مذهب كنيسته الكاثوليكية ولاغايته من نشر الكتّيب .

[38]وهذا نصها في طبعة أولندر ܥܕ̱ܬܐ ܬܐܒܠܝܬܐ ܕܫܠܺܝ̈ܚܶܐ وقد ترجمها الاب أملة كعادته (الكنيسة الرسولية الكاثوليكية) فتأمل.

[39] ان العبارات الموضوعة بين هلالين , أهملها الاب أرملة تعمّدا , عند نشره هذه الرسالة في كتيّبة , لانها لا توافق مذهب كنيسته الكاثوليكية ولاغايته من نشر الكتّيب .

 

[40] ترجمها الاب أرملة خطأ”طريقته”.

[41] ترجمها الاب أرملة خطأ”طبيعته الالهية”.

[42] وقعت في هذه الرسالة كما في غيرها بعض أخطاء مطبعية , لا تخفي معرفتها على من له ولو معرفة بسيطة باللغة السريانية والخط  الاسطرنجيلي . منها لفظة ܬܪܨ التي تحولت فيها الصاد الى ياء ونون وأضحت ܬܪܨ . فاتخذها الاب أرملة وسيلة للتمويه وقال : (هنا ينقص الاصل عبارة أو أكثر , ولعل الناسخ أهملها تعمّدا لانطوائها على ذكر ܬܪܨ ܟܝܳܢܺܝܢ الطبيعتين والله وأعلم ). فلو كان له ضمير حيّ  لأدرك انها خطأ مطبعي , وان الاصل لاينقصه شيء كما ثبت أعلاه . هذا وقد أورد الملفان  السروجي هذه العبارات بالذات في الرسالتين الثانية عشرة والحادية والعشرين من طبعة أولندر . فقال في الاولى : (ان طريق الخلاص كان يتطلب أن يكون الى الهاوية حيث كان السبي مسجونا . وبما انه لا يدخل أحد ذلك المكان الا بالموت  , لذلك أراد أن يكون في العذراء بدء طريقه , فحل فيها وتسلّح منها بما يقبل الألم أي انه تجسد منها لكي يستطيع أن يدخل جسديا الى مقرّ  الاموات ) ص 46 . وقال في الثانية (ولأنه الكلمة و لذلك توجّه ܬܪܨ ܐܽܘܪܚܗالى اذن العذراء , وببشارة جبرائيل , حل في الفتاة وتسلّح منها بما يقبل الألم , اذ كان متجها نحو الموت ) (ص 137)

 

[43] راجع رسالة شمعون الارشيمي الثانية في الشهراء الحمريين, وكتاب الحمريين  ص3. وكتاب (الشهداء الحمريون) العرب في الوثائق السريانية ) للمؤلف ص12و21.

[44] رسالته طبعة أولندر رقم 18.

[45] الشهداء الحميريون العرب ص91 – 92.

[46]تاريخه مج 2 ص105 – 106.

[47] رسائله طبعة أولندر ص21 – 24.

[48] تاريخ مار ميخائيل الكبير ص266.

[49] الؤلؤ المنثور ص221.

[50] لقد ورد في هذه المخطوطة, (انت نسختها تمت في نيسان سنة 1676ي (1665م). بخط يشوع ابن القس حياة من قلعة المرأة. وقد نسخها للراهب الشماس بطرس الكركري المقيم في دير مار بحاي. وكان قد جاء ماردين ودفع أجور نسختها) هذا وقد اشتملت هذه المخطوطة على ست وثلاثين سيرة. عدد صفحاتها 512 طولها 31 سم وعرضها 21 سم. وقد صارت الى خزانة دير الزعفران في12 حزيران سنة 1946م.

[51] رسائله طبعة أولند ص 40.

[52] تسمى اليوم وبرانشهر.

[53] اللؤلؤ المنثور ص 216 – 217.

[54] راجع سيرة التليّ بقلم تلميذه ايليا.

[55] تاريخ مار مخائيل الكبير   ص312.

[56] رسائله طبعة أولندر ص2 – 11.

[57] اللؤلؤ المنثور ص223.

[58] كنيسة مدينة الله انطاكية العظمى ج1 ص 417.

[59] تاريخ زكريا الفصيح مج2 ص74 و75.

[60] تاريخ ما ميخائيل الكبير ص 268 وتاريخ الرها تأليف روبينس دوفال ص198.

[61] رسائله طبعة أولندر من 241 – 246.

[62] راجع هاتين الرسالتين في طبعة أولندر ص 257 – 264.

[63] فيه ص294 – 296

[64] السريان في القطر المصري ص15.

[65] قال العلامة حسن بن بهلول في قاموسه ص 1734 قوميس, قاضي, حاكم, قائد, زعيم(رئيس موضع).قال العلامة المطران توما اودو  قاموسيه ص46: قوميس اسم ܐܰܩܡܳܐ أو رتبة لدى اليونان والفرنج كما هو اغا. بك الخ لدى الاتراك.

[66] تاريخ زكريا الفصيح مج 2 ص34 – 38 وتاريخ الكنيسة السريانية الانطاكية للمؤلف ج2 ص278.

[67] تاريخ زكريا الفصيح مج 2ص 79.

[68] النص السرياني ܥܕܬܐ ܬܺܐܒܠܳܬܳܐ ܕܫܠܺܝ̈ܚܶܐ فترجمه الخوري أرملة (الكنيسة الكاثوليكية الرسولية)!!!(انظر كتيبه (مار يعقوب الملفان).

 

[69] رسائله طبعة أولندر ص 223 ـ 224.

[70] تاريخ زكريا الفصيح مج 2 ص 79 و80 وسير النساك الشرقيين اللافسسي مج 1 ص 189.

 

[71] سير النساك الشرقيين مج 1 ص 194.

[72] رسالة للمرحوم ما فيلوكسينوس يوحنا دولباني مطران ماردين مؤرخة في 31 آذار 1969.

[73] ورد في سيرة له اشتملت عليها مخطوطة سريانية  في خزانة دير الزعفران تحت رقم 8/285 انه استودع روحه بيدي ربه في 29 تشرين الثاني سنة 832ي (520 م) ـ راجع هنا ص 32 و33.

[74] تاريخ مار ميخائيل الكبير ص 266.

[75] تضمنت عيده هذا جميع الكلندارات السريانية والارثوذكسية.

[76] يستعمل في كنائس الابرشيات اللائذة مباشرة بالكراسي الرسوالي الانطاكي.

[77] راجع ثبتها في(اللؤلؤ المنثور ) للبطريرك افرام  الاول برصوم  ص 221 ـ225.

[78] تاريخه الكنسي مج 1ص 191.

 

[79] يو 15:26.

[80] رسائله طبعة اولندر ص117.

[81] فيه ص 263.

[82] فرض (صلاة) ليل الاربعاء في كتاب الاشحيم.

[83] في آخر الكتاب السيرة الكاملة للقديس مرطوريس  طبعة  بيجان <انظر النص السرياني هنا الملحق رقم 1>.

[84] رسالة طبعة أولندر ص 76.

[85] فيه ص 95.

[86] فيه ص 33.

[87] فيه ص 115.

[88] فيه ص 140.

[89] فيه ص 263.

[90] رسالته في الايمان فيه  ص 12.

[91] فيه ص 20.

[92] فيه ص 138.

[93] فيه ص 249.

[94] فيه ص 263.

[95] رسالته الى القس توما في الايمان, ص 18- 20.

[96] رسالته الى رهبان دير ارزون  – فارس, فيه ص 30-32.

[97] رسالة له مبتورة من أولها, فيه ص 50 ورسالته الى القوميس  بسا فيه ص 259.

[98] رسائله الى رهبان دير مار باستوس فيه ص 56 و 61 و 86.

[99] رسالته الى  الحميريين , فيه ص 96.

[100] رسالته الى رؤساء الاديار القسوس مار انطيوخ وصحبه, فيه ص 136- 137.

[101] رسالته الى أوطيخين اسقف دارا, فيه ص 248.

[102] رسالته الى رؤساء الاديار القسوس مار انطيوخ وصحبه, فيه ص139 – 140.

[103]رسالته الى رؤساء الاديار القسوس مار انطيوخ وصحبه, فيه ص139 – 140.

[104] رسالته الى رهبان دير ارزون –  فارس, فيه ص 33 – 34.

[105]فيه ص 20.

[106] رسالته الى رهبان طور سينا, فيه 34 – 36.

[107] رسالته في الإيمان فيه ص 14.

[108] رسالته له مبتورة من أولها, فيه ص 49 – 52 ورسالته الى الحميريين, فيه ص 97 – 98.

[109] رسالته الى الحميرين , فيه ص 97 – 98.

[110] رسالته الى دير رهبان مار اسحق جبولا, فيه ص  109- 110 ورسالته الى بولس أسقف الرها, فيه ص 243

[111] رسالته الى صديق له في عيد القيامة, فيه ص 237.

[112] رسالته الى رؤساء الاديار القسوس مار أنطيوخ وصحبه, فيه ص 136 – 142.

[113] رسالته الى بولس أسقف الرها, ص 245.

[114] راجع هذه الامور في رسالته الرابعة الى الرهبان دير مار باسوس, فيه ص82 – 86.

[115] راجع قصة مار دانيال الآمدي ناسك جبل جلش يقلمه, وتاريخ الكنيسة السريانية الانطاكية للمؤلف ج2 ص 209.

[116] سيرته بالسريانية بقلم المرحوم مار فيلوكسينوس يوحنا دولباني مطران ماردين وتوابعها ص12 نقلاً عن مخطوطة في لندن تحت رقم938.

[117] رسائله طبعة أولندر ص237 – 240.

[118] بيجان مج1ص539 – 548(انظر النص السرياني هنا المللحق رقم 2).

 

[119] للاطلاع على نفثاته, راجع مؤلفنا “اللألئ المنثور في الاقوال المأثورة ” ص 54 – 119.