214 (ترجام) على الميلاد

214

(ترجام) على الميلاد

 

– لا يرد في عناوين هذه التراجم الستة اسم مار يعقوب. قد يرقى تحرير هذه التراجم التي الفّها ” نثراً لا شعراً ” الى فترة ما بعد غلق مدرسة الرها سنة 489م.

        مار يعقوب الف هذا الترجام في مناسبة عيد الميلاد او بالاحرى القاه في هذه المناسبة. ملفاننا يهاجم المجادلين ويحرضهم على الايمان والكلام عن الابن بمحبة. في هذا الترجام، ملفاننا يفسر تسبيح الملائكة: المجد لله في العلى وعلى الارض السلام.

– المخطوطات: ر 109، ل 14587، ل 17207، ل 14516، ل 14515، ل 14614، ساخاو 220، منكنا 546

– الدراسات:

Jacques de Saroug: six homélies festales en prose, édition critique du texte syriaque, introduction et traduction française par Frédéric Rillet, Brepols Turnhout Belgique, 1986, in PO. Tom. 43, Fasc. 196. pp. 538-548 (Texte pp. 26-36)

 

 

(ترجام) على الميلاد

 

يعقوب يتكلم

        /538/ (26) يلزمني اليوم ان اقول باصوات مليئة تمييزا مع الحشود العلوية: المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام والرجاء الصالح لبني البشر.[1]

        اليوم سمعت ترتيلة التراتيل هذه باصوات ثلاثية من قبل الطغمات الروحية التي هي موزعة بمعرفة الهية وتعطي للسماء المجد، وللارض السلام، ولبني البشر الرجاء.

        على باب المغارة كانت تُنشد ترتيلة واحدة في ثلاثة اقسام من قبل السماويين بصوت عال. ولماذا وزع الملائكة الترتيلة الى ثلاثة اشكال ولم يقولوا شيئا واحدا في الاعالي، وعلى الارض، وللناس، لكنهم اعطوا لموضع واحد المجد، وللآخر السلام، وللآخر الرجاء.؟

 

المجد لله في العلى

        المجد والسلام والرجاء في الاعالي وعلى الارض ولبني البشر. زمر قابلو الحكمة الازلية التهليل بعدالة وركبوا تمجيدهم كما يليق بطبيعتهم وكما حسن لارادتهم الصالحة قاسوا والّفوا الترتيل بمعرفة غير زائلة.

        المجد لله في الاعالي، الموضع السباق في الشعور الذي يسبق (لنيل) المجد. الملائكة الذين صاروا اولين بالسر يكونون الاولين في المجد، ويسبح هلاء غير الغاضبين نظرا لوجود السلام في الاعالي.

 

على الارض السلام

        /540/ (28) على الارض حيث لا يوجد سلام ليكن اولا السلام، وبعدئذ يكون فيها المجد. لا يُزرع مجد العلويين في الارض ما لم تُستاصل لعنة الاشواك[2] منها بواسطة الصليب. الآن يصير فيها السلام المصالح للغاضبين ومنها بدأ المجد لكي تسبح الارض ايضا كالسماء.

        لما توجه من موضعه ليحل في البتول[3] اعطي السلام للبتول[4] ولما بلغ الزمان ليخرج الى الارض بالولادة اعطي السلام للارض ليحل فيها وهي آمنة. اذاً حسنا قيل من قبل الملائكة: على الارض السلام والرجاء الصالح لبني البشر.

 

 

الرجاء الصالح لبني البشر

        لم يكن رجاء لبني البشر لانهم كانوا ساقطين من درجة ذخيرة البنين[5] وكانوا مطرودين من الانتساب الى بيت الله. لقد اخزاهم التجاوز على الوصية وصاروا غرباء عن عن بيت الآب وقد القيوا من جنة عدن واستقبلتهم الشيول حفرة الموتى. سقطوا من الاعالي العالية وصاروا مدهورين في الاعماق السفلية. حرموا من مائدة الملك[6] وصاروا ترابا[7] ماكلا للتنين. شُلحوا من المجد الروحي واتشحوا بالاوراق لباس الخزي، نُزعت عنهم حلة النور وها انهم مرتدون في الشيول نسيج العنكبوت. [8]  دُهوروا وزلوا وسقطوا وابتلعتهم الهوة وامسوا ترابا وصاروا بدون رجاء.

        لما اراد الآب ان يبين لهم مراحمه الازلية الموجودة فيه ازليا ارسل ابنه الى العالم وصار من امرأة[9] وبدخول الخطيئة فُتح الباب للنعمة واحس الملائكة (وعرفوا) ان يقولوا: اذاً الرجاء الصالح لبني البشر. يُمحى التعدي على الوصية، ويُنقض القصاص، ويوفى الدَين، ويُمزق الصك،[10] ويُفتح الفردوس، والكاروب الحارس يُطرد، /542/ (30) آدم المطرود يعود، وحواء المهتوكة تصير عفيفة، والحية الغشاشة تُرض، والشيطان الماكر يُفضح، وقوس الموت العالي يُكسر من جنس البشر، ولاجل كل هذه الامور يوجد للبشر رجاء عظيم لا صغير.

        حسنة هي تقسيمات الترتيلة التي رُتلت اليوم في بيت لحم من قبل الملائكة الحكماء ازليا:[11]  لله في الاعالي المجد الواجب له، على الارض السلام المحتاجة اليه، وللبشر الرجاء الذي لم يكن موجودا لهم.

 

الميلاد فرح السماويين والارضيين

        هذا هو العيد الثري الذي يوزع لكل الاماكن كل الثروات بحكمة، هذه هي الترتيلة التي تعطي المجد لله، وللارض السلام، ولبني البشر الرجاء. هذا هو اليوم المليء بكل العجائب وترعد فيه كل الامجاد وتُرى فيه الاعجوبة ويُسمع فيه صوت نشيد جموع العلويين الذين يرتلون بحركات روحية لرب العلويين الذي رضي ان يصير رفيقا للسفليين.

 

 

مريم توفي دَين ابويها آدم وحواء

اليوم نبت جذر من جذع بيت يسى ليصير قضيبا للعالم الذي بلغ الشيخوخة حتى يستند عليه.[12]

اليوم انفتح فم حواء لتتكلم بصوت عال ووجهها مسفر لان ذنبها قد غُفر بواسطة البتول الثانية التي اوفت دَين ابويها بخزينة الكنوز الذي ولدته للبرية.[13]

 

الحية صمتت وتكلم جبرائيل

اليوم لتسكت الحية لان جبرائيل يتكلم، ليبطل الكذب لان الحقيقة تُترجم، ولتزل الامور الاولى لان كل شيء قد تجدد منذ البداية بواسطة ولد البتول.[14]

 

لا يحرس الكاروب شجرة الحياة، وقد وُضعت ثمرتها في المذود

اليوم لتترك يد الكاروب رمح النار لان شجرة الحياة لم تعد تُحرس وهوذا ثمرته موضوعة في المذود ليصير ماكلا للناس الذين تشبهوا بارادتهم بالحيوانات.[15]

 

غيّر آدم اوراق عريه بلباس النور

/544/ (32) اليوم غيّر آدم اوراقه بلباس النور وبتمجيده اخزى الحية التي لدغته واخذت منه حلته.[16]

 

رب عدن لبس الاقماط ليوشح آدم بحلة المجد

اليوم رب عدن كان مرتديا الاقماط بدل الاوراق ليبدل المجد بالاهانة ولكي يعاد الى آدم مجده الاول. [17]

 

 

لا جدال على نبؤة اشعيا: هوذا العذراء قد ولدت

اليوم ليبطل المعلمون من الجدال، وليسد التعقيب فمه عن البتول التي حبلت وهي غير متزوجة، وولدت وهي مختومة، وبتوليتها تلحق ولادتها، وتقف حقيقة بتوليتها (وتشهد) على حليبها.

اليوم ليضرب اشعيا على قيثارته وليحرك اوتار تجليه بالروح وهو يقول ليس: هوذا البتول تحبل وتلد، بل: هوذا البتول قد حبلت وولدت كما قلتُ، اذاً صور الشهادة واختم الناموس لان خفاء الاسرار قد اتضح.[18]

 

صارت المغارة خدرا للختن السماوي

اليوم صارت المغارة خدرا للختن السماوي الذي شاء ان يتحد بجنس الارضيين ويسندهم ليصعدوا من العمق الى العلى.

 

تحقق حلم يعقوب الذي شاهد السلم: نزل الرب ليُصعد البشر

اليوم فُسر جليا وحي يعقوب فالرب الذي كان واقفا على قمة السلم ها انه قد نزل ليُصعد بني البشر الى السماء.[19]

 

اشرق النور من المغارة لينير المسكونة

اليوم اشرق الصباح من المغارة والشمس العظيم من الثقوب المجوفة لينير باشراقه الاعماق السفلى المحل الذي يسهل على الشمس انارته.

اليوم قفزت الشمس الى الوراء اثنتي عشرة درجة ضوئية /546/ (34) لانها قد استولت عليها ووقفت على راسها لكي يتعاظم بها النهار الحقيقي الذي يطرد ويخنق باشراقه ظلال الخطيئة.[20]

 

وُلد لنا الولد المولود ازليا من ابيه

اليوم وُلد لنا ولد كان ولدا لابيه قبل ان يصير العالم حتى ان العقول لا تدركه.[21]

 

 

ليبطل الزواج ولترتقص العفة لان البتول ولدت بلا زواج

اليوم ليبطل الزواج من عمله ولو هو طاهر ويفسح المجال للبتول التي تلد بلا نكاح ليتبارك بولدها اولاد الزواج.[22]

اليوم ترقص العفة، والزنى لا يُسمع لانه لما يبطل الزواج كيف يوجد الزنى بعدُ.؟[23]

اليوم لتبتهج البتولات بالبتول التي ولدت ليس لينتظرن حتى تلد (بتول) اخرى لكن ليسبحن بعجب ذلك الذي اشرق من طغمتهن.[24]

 

تفرح الوالدات لان مريم اللامتزوجة اختلطت بهن

اليوم لتفرح الوالدات لان البتول اختلطت بهن، وهوذا العجب يُرى في جمعهن بواسطة اللامتزوجة التي ترضع وطبع بتوليتها قائم.

 

تعجب يوسف من ولادة مريم للنار الملفوفة في الاقماط

اليوم العجب ليوسف، والاندهاش لمريم، من البتول حليب، ولد بدون زواج، وارث بدون نكاح، رجل السماء في المغارة، النار[25] في الاقماط، اللهيب الذي يرضع الحليب، الشعلة التي تُلاطف على الصدر، المحمول من قبل الكواريب[26] يحمله ذراعان، رب المركبة الذي تزيحه الصبية، مجري الامواج لليم[27] الكبير الذي يرضع قطرات من ثديي الشابة.

 

يلزم التعجب من الكلمة المولود الذي لا يحدد ولا يجادل بخصوصه

        اسكت لانه لا يُحدد، لا يُنطق لماذا اتكلم،؟ لا يحتويه فم فليرهبه اللسان، لا تحبسه الكلمة ليفزع منه التفتيش، ليكرم بالسكوت، ليسجد له بدون تعقيب، انه فوق /548/ ((36) كلمة الناطقين، ليصفه الحب بالبساطة بهذه العبارات الحسنة التي القاها اليوم جمع آل جبرائيل المسجور، ليلهج جمع البيعة وهو يقول: المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام والرجاء الصالح للبشر.

 

 

البشر والملائكة يسبحون سوية: المجد لله من الاعماق ومن الاعالي

        هناك كما كان الملائكة يعرفون بالسر، كان الملائكة فقط يسبحون بعجب، اما الآن وقد اتضحت الخفايا علنا واحس بنو البشر بالرجاء وامتلأت الارض بالسلام يجمل بالسفليين ان يقولوا مثل العلويين، ويجب على الترابيين ان يسبحوا مثل الروحيين، ولنقل سوية نحن وهم: المجد لله من الاعماق كما في الاعالي.

        ولتكن مشيئته على الارض كما في السماء،[28] ليتبارك بالرعب من قبل السفليين كما (يتبارك) من قبل العلويين، ليرعد مجده بفم الترابيين كما (يرعد) بفم الروحيين.

 

لعنة الاشواك زالت وصار الرجاء للبشر

        لقد صار السلام على الارض لان لعنة الاشواك استُئصلت بالاكليل،[29] كثر الرجاء لبني البشر لان طريق الفردوس مُهدت ليسير عليها المخلصون بدون خوف من الرمح.[30]

        اذاً المجد لله في الاعالي، المجد لله من الاعماق، المجد لله على الارض كما في السماء لان الكل تجدد بواسطة الولد الذي (صدر) منه، والكل قد تبارك، والكل خُلص.

 

الخاتمة

        الذي له التسابيح من الكل آمين.

 

 

 

[1] – لوقا 2/14

[2] – تكوين 3/18

[3] – ميخا 1/3، اشعيا 26/21

[4] – لوقا 1/28

[5] – رومية 8/15، غلاطية 4/5

[6] – متى 22/1

[7] – تكوين 3/19

[8] – تكوين 3/7.؛ ايوب 8/14؛ اشعيا 59/5. كان آدم يلبس حلة (اسطلو) النور او المجد قبل سقوطه. يلبس المعمذ نفس الحلة

[9] – غلاطية 4/4

[10] – قولوسي 2/14

[11] – الملاك مخلوق. كيف يسميه ملفاننا: بالازلي.؟ انها عبارة بلاغية تدل على قدمهم ليس الا

[12] – اشعيا 11/1، رومية 15/12

[13] – مريم توفي دين آدم وحواء. انها عبارة مبالغة فيها. المسيح يوفي الدين العمومي. انظر، ميمر 25، رسالة/ 13، 21، 23، او توفيه المعموذية، انظر، ميمره 189

[14] – 2قورنثية 5/17، اشعيا 43/19. مقارنة بين الحية وجبرائيل، بين حواء ومريم انظر، ميمره 197، 198

[15] – تكوين 3/24، مزمور 49/20. ثمرة شجرة الحياة هي المسيح الموضوع في المذود

[16] – تكوين 3/3، رومية 13/12؟. انظر سوني، اسطال

[17] – تكوين 3/7

[18] – اشعيا 7/14، 8/16. نفس الفكرة تتكرر في رسالته. انظر، رسالة/24

[19] – تكوين 28/12

[20] – اشعيا 38/8؟. هذه العبارة تذكرنا ببداية ازدياد النهار. المسيح-شمس البرارة ينير بميلاده المسكونة. لقد ثُبت عيد الميلاد في 25 كانون الاول سنة 374م ليحل محل عيد الشمس في الامبراطورية الرومانية. انظر، ميمره، 204

[21] – اشعيا 9/6؟. تلاعب على ولد

[22] – الزواج هو طاهر. انظر، ميمره 71، 167، 194

[23] – ملفاننا في كل تعليمه يكرم البتولية ويدحض الزنى. انظر، 2سوني، الانسان، 301-348

[24] – اشارة تدحض الادعاءات اليهودية التي تنتظر مسيحا آخر وبتولا اخرى. انظر، ميمره، 207

[25] – تثنية 4/24، عبرانيون 12/29

[26] – حزقيال 1، 10

[27] – اشعيا 51/15؟. بلاغة يعقوب استعمل (اليوم) 17 مرة

[28] – متى 6/10

[29] – تكوين 3/18

[30] – تكوين 3/24