الميمر 95 على تناول الاسرار المقدسة

الميمر 95

 

        مائدة التعليم: ايها المتميزون هلموا نتلذذ اليوم من التعليم لان طعمه احلى من شهد العسل، هلموا واسمنوا من المائدة المليئة حياة، لانه لا فساد في اطعمتها لمن يستحقها، ايها الاحباء هلموا واتكئوا في الوليمة الروحية، لان المحبة دعتكم الى اتقاناتها الالهية، كلمة الحياة دعتكم اليوم الى مائدتها، من هو جائع لا يتكاسل من اتّباعها، عروس الملك صنعت عرسا لبني سرها وتريد اليوم ان تفرح معهم كثيرا، بمحبتها فتحت ابوابها العالية امام الداخلين ليتكئوا معها على مائدة الختن الملك.

        مائدة البيعة-الام: البيعة في العالم هي ميناء عظيم مليء امانا، كل من يتعب ليات ويسترح على مائدتها، ابوابها مفتوحة وعينها صالحة وقلبها واسع ومائدتها زاخرة ومزجها حلو لمن يستحقه، البيعة هي مثل معلمة في العالم وهي تعلّم وتحكّم وتضمد جروح جميع من ياتون اليها، هلموا وادخلوا ايها الصبيان الذين تدنستم بالشهوات، وطهروا حياتكم بتعليم بنت النيرات.

        مائدة الكتب الالهية: الكتب الالهية هي مروج القوة، فارعَ ايها النشيط وتلذذ واسمن وعِش جيدا. اطل اناتك واسمع لحن المزامير التي ضربها اصبع النبؤة بكلمات داؤد، انصت الى المداريش من العفيفات بالحان المجد التي اعطتها حكمة العلي للجماعات، اسمع الانبياء الذين من افواههم يسكبون الحياة في آذان الناس مثل سواقي الذهب المختار، اصغِ الى الرسل الذين يسقون جنة الملك بجداول سامية مثل فيض الانهار، احن اذنك الى منبر اللاهوت واقبل منه اللآليء الثمينة، تعلم وصدق العهدين-النهرَين لانه في كليهما لك الحياة بلا نهاية.

        الصلاة: هلم الى الصلاة وتعال كلك لياتِ معك ولا يظل عقلك في السوق عند الهموم، لو انت هنا، فانسانك الباطني ايضا يكون هناك داخل باب المكللة، لماذا فكرك يخرج ويطيش بامور، واذ انت هنا لستَ هنا انما انت هناك،؟ لا يكن حاضرا نصفك في الداخل ونصفك في الخارج، فلو تتوزع ضاعت صلاتك بين الانقسامات، قم في الصلاة ايها الرجل الجامع افكاره والمستحق والصادق، وكل ما تساله ستناله من الله.

        مائدة الاسرار الالهية للمعمذين: لما تسمع (عبارة): من لم ياخذ العلامة ليذهب، انت لا تذهب لانك مرسوم وقريب، امكث مع اهل البيت اثناء هذه الاسرار، ولا تنتقل وتخرج لتصير مع البرانيين، انت مرسوم بالعلامة ومطبوع بالطبع ومكتوب في الاخوة، لماذا تخرج مع غير المرسومين مثل ناقص،؟ لما يقدس الكاهن يُطرد من ليس معمذا، انت لا يخرجك لانك مُعمَّذ اللاهوت، لما يُخرجون من لم ياخذ العلامة، ادخل انت وصِر باطنيا واصغِ الى وشوشات الكاهن واسمعها، امكث داخل الباب وادع الآب: ابانا، وبما انك ابن فانت مسلط لتدعو ابانا، لما يُقدس يُخرجون من ليس معمذا لانه لا يجوز له ان يدعو الآب السماوي: ابانا.

        الثالوث والاوخارستيا: مع الكاهن كل الجمع يتوسل الى الآب ليرسل ابنه وينزل ويحل على القربان، والروح القدس يُنزل قوته في الخبز والخمر ويقدسه ويجعله ايضا جسدا ودما، وكل من هو موجود في البيت يتحرك ليدعو: ابانا، ويقدسه الابناء الجدد ويباركونه، وبرفرفته يخلطهم بقداسة، فيصيرون معه واحدا سريا، من يخرج من البيعة وقت الاسرار: هو حرم نفسه ولم يحرمه احد من الرفرفة، وماذا وجد بين الاسواق حيث يتيه هناك،؟ وتقول ايضا: اذهب واشتغل الى ان يُقدس وادخل لاتناول وقت فتح الابواب، العروس التي خطب تغلق الابواب وتاكل الختن ولا يذوقه احد غريب ولا تعطيه له.

– المخطوطات: روما 117 ورقة 509، لندن 12165 ورقة 127، باريس 177 ورقة 78

– يرد في البداية وفي النهاية اسم القديس مار يعقوب. في المقدمة لا يستعمل السروجي الاسلوب الشخصي. يسمي مستمعيه: احبائي. الميمر تفسير للقداس السرياني. يذكر ملفاننا: القراءات من العهدين وترتيل المزامير والمداريش من قبل البتولات على مثال القديس افرام. البيعة تطرد غير المعمذين الذين تسميهم “بالمستمعين” لئلا يصلوا الصلاة الربية وهم ليسوا ابناء ولئلا يتناولوا ويشتركوا في الرفرفة. مع الاسف فُقدت هذه العادة في القداس السرياني الغربي وحافظ عليها القداس السرياني الشرقي. وردت بعض ابيات الميمر في الطلبة السريانية المعروفة بطلبة “ابا دقوشةا آبو دقوشتو”. السروجي يسمي مستعيه بالاحباء. قد يرقى تاريخ تاليفه الى حوالي سنة 490-495م.

 

– الدراسات:

Connolly Dom Hugh, A Homily of mar Jacob of serugh on the reception of the holy mysteries, in DR 27 (1908) 278-287

Van der Ploeg J., Homélie sur la communion, in Mélanges E. Tissérant (StT, 233), Città del Vaticano, 1964, pp. 395-418

ملاطيوس برنابا،  قصيدة لمار يعقوب السروجي الملفان في تناول الاسرار المقدسة، في المجلة البطريركية 34 (1985) 164-168، 214-219

 

 

 

لليل خميس اسبوع الحواريين لمار يعقوب

الميمر 95

على تناول الاسرار المقدسة[1]

 

المقدمة

 

1 ايها المتميزون هلموا نتلذذ اليوم من التعليم لان طعمه احلى من شهد العسل،

2 هلموا واسمنوا من المائدة المليئة حياة، لانه لا فساد في اطعمتها لمن يستحقها.

 

البيعة تدعو الى الشرب من المسيح-البئر

3 ايها الاحباء هلموا واتكئوا في الوليمة الروحية، لان المحبة دعتكم الى اتقاناتها الالهية،

4 كلمة الحياة دعتكم اليوم الى [ مائدتها،[2] /647/ من هو جائع لا يتكاسل من اتّباعها،

5 عروس الملك صنعت عرسا لبني سرّها وتريد اليوم ان تفرح معهم كثيرا،

6 بمحبتها فتحت ابوابها العالية امام الداخلين ليتكئوا معها على مائدة الختن الملك،

7 خرجت الى طرقات العالم لتجمع جميع الشعوب لتسعدهم من اتقانها،

8 قامت في رؤوس الاسواق وزوايا الارض لتدعو اليها المحافل والجموع الى الوليمة،

9 تاكل جسد [ الختن[3] وتضعه على المائدة، ومنه ياكل الشعوب والعوالم ولا ينفذ،

10 مسّت جنبه وجسّته ومسكت ينبوعا ومنه تمتص الحياة كل يوم هي وندماؤها،[4]

11 البئر الجديدة التي فتحها الرمح على الجلجلة فاضت وطفحت ومنها شبعت كل الارض،[5]

12 نقروها بالمسامير وحفروها بالآلام وفتحوها بالرمح وثلموها واخرجوا منها انهار الحياة،

13 البئر هي في العلى وتنطلق منها سيولها الى الارض لتنزل وتسقي بلد الموتى وتُنبت الحياة،

14 البئر التي نقرها موسى في القفر لبني شعبه صعدت من العمق الى العلى لتسقيهم،[6]

15 /648/ كان رؤساء الشعب [ يغنون[7]: صعدت البئر، لانها كانت في العمق ودعوها لتصعد الى فوق،

 

16 بنت الآراميين لا تصرخ هنا: اصعدي ايتها البئر، لان الابن هو في العلى وقد ثُلم ينبوعه لكي ينزل،

17 وبما انه في العلى تصرخ جماعة الالهيين: هلمي ايتها البئر السماوية واسقي الارض،

18 مدّوه في العلى وفتحوه على الجلجلة ومن قمة الاكمة سجر ونزل على الاراضي،

19 ثلم ذاته في [ عمق] الموتى ليسقيهم، ولولاه لما كان [ يشرب[8] الموتى ابدا،

20 نزل الينبوع من قمة اكمة الصلب وصنع مستنقعات بين العطاش [ الذين كانوا محرومين،[9]

21 معين الحياة اتى من قمة اعالي العلى، وملأ منه عمق الاعماق حياة جديدة،

22 ينبوع المكللة هو مروي بالدم والماء: شراب جديد يخنق الموت في موضعه،

23 ايها العطاش الذين عتقوا وسقطوا وفسدوا في موضع الجفاف اشربوا وارتووا وانسوا آلام عذاباتكم.

 

البيعة ميناء الراحة فيها يستريح البشر

24 البيعة في العالم هي ميناء عظيم مليء امانا، كل من يتعب ليات ويسترح على مائدتها،

25 /649/ ابوابها مفتوحة وعينها صالحة وقلبها واسع ومائدتها زاخرة ومزجها حلو لمن يستحقه،

26 يا محبي العالم ادخلوا من تيه العالم الشرير واستريحوا في المنزل المليء حنانا للداخل اليه،

27 ايها الفاعل المتعب الذي يريد ان يغتني بالعذابات، لماذا تركض وراء غنى لا يدوم،؟

28 ايها الغني الذي ضل بسبب غناه، اقتنِ الله وابغض الغنى الذي سوف لن يصبح مُلكك بعد قليل،

29 يا من نفسه هي مطرودة ويفتش على الذهب، الويل لك منه لانه سيحطمك بنتائجه،

30 يا من يطمع على المال أمِل هنا اذنك والقِ عنك الثقل العظيم الذي لا ينفعك،

31 المال يعطي المشنقة لمن يحبه، فلا تتهافت على محبته المليئة مضرات،[10]

32 ايها المهتم لقد قتلك الهمّ بمتطلباته، انه شر عظيم فالقِه عن رقبتك وانجُ منه،

33 الهمّ قيد عظيم للنفس وهي مخنوقة به، ومن يقع فيه يجد الشر والحياة الشقية،

34 هلم يا من يهرب وراء العالم الذي عذبه كثيرا، هلم واسترح هنا في مقصورة النور في كل الملذات،

35 فيها الحياة، وفيها التطويبات وكل الملذات، وفيها يعيش المرء غنيا بلا همّ.

 

هلم الى البيعة بقناعة كما يراجع المريض عيادة الطبيب لاجل العلاج

36 /650/ لا تمل عندنا كالعادة لما تفوت، ولا يجلبك الى هنا صوت “الخدمة” بلا تمييز،[11]

37 لا احد يذهب الى عيادة الطبيب كالعادة لكن الجرح يحركه ليذهب عند المضمد،

 

38 لو يوجد جرح في نفسك، الجرح ذاته يجذبك لتاتي وانت تتوسل لاجل ذنوبك،

39 ليحركك الوجع وتعالَ، وبدافع الالم اكشف عن جرحك للطبيب الذي يضمد ويعطي العافية بلا اجرة،

40 هلم وشاهد جروح الاثم وهي تُضمد، وقروح جميع الخطأة وهي تُداوى.

 

النبؤة ينبوع مياه الحياة

41 هلم وشاهد جداول انهار مياه الحياة الجارية هنا من ينبوع النبؤة،

42 القطيع الناطق الحالّ كله في مروج القوة، وابن الله الذي جُعل [ راعيا[12] وهو يدبره،

43 يشرب ويشبع من مياه الحياة في موضع سام من الينبوع الذي فتحه الرمح على الجلجلة.[13]

 

الكتب الالهية هي مروج القوة

44 الكتب الالهية هي مروج القوة، فارعَ ايها النشيط وتلذذ واسمن وعِش جيدا.[14]

 

دعوة كل واحد الى الصلاة في البيعة

45 هلم الى الصلاة وتعال كلك لياتِ معك ولا يظل عقلك في السوق عند الهموم،[15]

46 لو انت هنا وانسانك الباطني ايضا /651/ يكون هناك داخل باب المكللة،

47 لماذ يخرج فكرك ويطيش بامور (اخرى)، واذ انت هنا لستَ هنا انما انت هناك،؟

48 عقلك يضل في الاسواق وفي الافكار وفي المصالح، فاجلبه ليدخل ويفتش عن حياته،

49 لا يكن حاضرا نصفك في الداخل ونصفك في الخارج، فلو توزع لضاعت صلاتك بين الانقسامات،

50 قم في الصلاة ايها الرجل الجامع افكاره والمستحق والصادق، وكل ما تساله ستناله من الله،

51 لو تريد ان تطلب المراحم من الله، لماذا تسرع وتنتقل، ولم يعطك بعدُ،؟

52 تاخر عنده وأزعج الطبيبَ واطلب منه، واجلب دموع التوبة وبلل عتبته،

53 كثّرِ الطلبَ فلو لم يعطك من باب المحبة، فلن يقدر ان يرفض كل اسئلة اللجاجة،[16]

54 كن لجوجا على باب الطبيب وغير متوان، فلو تتوانى لن يضمدك، ولماذا تحضر اذاً،؟

55 الالحاح يعرف ان ياخذ منه المراحم، لانه لا يتركه يبتعد عنه الا بعد ان يعطي،

56 ايها التائب كن لجوجا وستنال من واهب كل الخيرات بقدر ما تطلب.

 

إطالة المكوث في البيعة ليس ضياع وقت

57 لماذا تسرع لتنتقل الى الهموم،؟ ولماذا انت مضطرب لتخرج وتذهب الى امور (تافهة)،؟

58[ لماذا] تركض وراء العالم الذي لا يثبت،؟ [ لماذا صرفتَ ايامك في البطالة،؟[17]

59 لماذا تحسب اوقات البيعة بطالة،؟ لماذا لا تحسب “الخدمة” كالوليمة،؟

60 لماذا انت نشيط عندما تنفذ مهامك، وهنا انت مندهش وبارد وبطال من الطلب،؟

61 انت مستنير في العالم المليء موتا، وها انك مظلم في الموضع المليء نورا وحياة،

62 في العالم انت مستيقظ، وفي بيت الله انت نائم، انه موضع المستيقظين فلا ينم فيه بنو النور،

63 استيقظ ايها الرجل وايقظ ذاتك للطلب، ولا تمل لما يساعدونك لتنال الحياة،

64 المراحم ادخلتك الى هذا البيت المليء فوائد، فلو تاخرت فيه لا تحسب ذلك بطالة.

 

سماع القراءات الالهية والمداريش في البيعة

65 اطل اناتك واسمع لحن المزامير التي ضربها اصبع النبؤة بكلمات داؤد،

66 انصت الى المداريش من العفيفات بالحان المجد التي اعطتها حكمة العلي للجماعات،[18]

67 اسمع الانبياء الذين من افواههم يسكبون الحياة في آذان الناس كسواقي الذهب المختار،

68 /653/ اصغِ الى الرسل الذين يسقون جنة الملك بجداول سامية مثل فيض الانهار،

69 احنِ اذنك الى منبر اللاهوت واقبل منه اللآليء الثمينة.

 

في العهد القديم والجديد حياة ابدية وحقيقة واحدة

70 تعلم وصدق العهدين-النهرَين لانه في كليهما لك الحياة بلا نهاية،

71 اسمع (العهد) الجديد واصغِ الى (العهد) القديم وتيقن من انه في كليهما تقال لك حقيقة واحدة.

 

عدن هي الجلجلة، والانهار هي الرسل والمبشرون

72 ها انك تسمع من (العهد) القديم: ان اربعة انهار تجري من ينبوع عدن المبارك،[19]

73 وتسمع ايضا في(العهد) الجديد بان الرسل هم مثل[الانهار الاربعة التي خرجت الى الجهات الاربع واروتها،[20]

74 [ عدن هي الجلجلة والمبشرون هم الانهار الاربعة التي خرجت الى الجهات الاربع وابهجتها.[21]

المسيح هو شجرة الحياة

75 هوذا شجرة الحياة-ربنا يحمل اثماره المليئة حياة لآكليها من مائدته،

76 يا من لُدغتم من قبل الثعبان الذي قتل آدمَ ادخلوا والتجئوا الى شجرة الحياة ليشفيكم،

77 اشتلوا حياتكم على “الخدمة” المليئة اسرارا لتعطوا ثمار المجد الحلوة لرب عدن،

78 تنبع الحياة من “خدمة” بيت الله، /654/ يا محبي الحياة لا تنحرموا من فائدتها.

 

نفس الانسان تميل مع كل ريح

79 نفس الانسان هي قابلة للانفعالات، وبقدر ما تفكر فيه بقدر ذلك تصطبغ به لتصير منه،

80 حيثما تسمع رثاء النادبات تغلي بالالم لتفيض الدموع على الموتى،

81 ولو تسمع ايضا الغناء ولعب المسارح، تمايلت لتسكب الضحك ببهجة وبصوت عال،

82حيثما تسمع اخبارا سيئة يحل فيها الرعب، ولو تسمع كلمة حسنة تبتهج،

83 وكل الرياح التي تهب عليها توقظها، وتلتفت الى كل الجهات مع كل الاوقات،

84 لما تسمع صوت “خدمة” بيت الله تتحرك روحيا بمحبة الى الله،

85 وكانها تحتقر العالم الشرير وقضاياه، وتدخل وتختلط بهذه التاملات الالهية،

86 وتتبع وتحب تلك العِشرة الروحية وترذل العالم وقضاياه وفعالياته،

87 وترضى بالحان القداسة، وتلقي عنها كل الافكار الجسدية،

88 النفس ترذل محبة العالم وشهواته وافكار الدنس والضعف،

89 وكلما تسمع هذه الالحان التي تُرتل لها، /655/ تصبح عفيفة ومحتشمة ومليئة رجاء وتمييزا،

90 ولهذا يجب على من يدخل ليستودع نفسه بالصلوات ان يطيل (المكوث) في بيت الله.

 

البيعة معلمة للبشر في هذا العالم

91 البيعة هي مثل المعلمة في العالم وهي تعلّم وتحكّم وتضمد جروح جميع من ياتون اليها،

92 من تعليمها تستنير النفس بالتوبة حتى تتغلب على ظلمة الموت لما تصادفها،

93 هلموا وادخلوا ايها الصبيان الذين تدنستم بالشهوات، وطهروا حياتكم بتعليم بنت النيرات.

 

عدم الخروج من البيعة وترك وليمة الاسرار

94 لا تسرعوا وتتركوا الوليمة التي صنعتها العروس للعالم كله لكي يتنعم بها،

95 لا تخرج لما يُقدس بيت الغفران، انك ابن البيت ولستَ غريبا حتى تترك (الوليمة)،

 

96 لما تسمع (عبارة): من لم ياخذ العلامة ليذهب، انت لا تذهب لانك مرسوم وقريب،[22]

97 امكث مع اهل البيت اثناء هذه الاسرار، ولا تنتقل وتخرج لتصير مع البرانيين،

98 انت مرسوم بالعلامة ومطبوع بالطبع ومكتوب في الاخوة، لماذا تخرج مع غير المرسومين مثل ناقص،؟[23]

99 لما يقدس الكاهن يُطرد من ليس معمذا، انت لا يخرجك لانك مُعمَّذ اللاهوت،

100 علامة الملك هي المعموذية بنت النيرات، /656/ وانت لابس العلامة العظمى، لماذا تخرج،؟

101 رسموك بالمسحة، ووجهك موسوم بصليب النور، ويقولون: ليذهب، لمن ليس مرسوما كما انت مرسوم،

102 علامة الحياة جعلتك اخا للوحيد وابنا لابيه، فانت في البيت فلا تخرج،

103 امكث داخل الباب وادع الآب: ابانا، وبما انك ابن فانت مسلط لتدعو: ابانا.[24]

 

“المستمع” اي غير المعتمذ ليخرج من البيعة وقت الاسرار

104 لما يُقدس يُخرجون من ليس معمذا لانه لا يجوز له ان يدعو (الآب) السماوي: ابانا،[25]

105 من ليس معمذا لا يُحصى عدده في البنين، ولو دعا الآبَ: ابانا، فهذا كذب،[26]

106 ولهذا يقولون: من لم ياخذ العلامة ليذهب، لئلا يُنطق الكذب بين الصادقين،

107 يُخرجونه الى الخارج لو لم يكن مولودا ولادة ثانية، لئلا يتجاسر ويدعو: ابانا، مع الكثيرين،[27]

108 ولئلا يُستعمل صوت مليء كذبا في الجمع الطاهر الذي يزمر الحقائق كل يوم،

109 ولهذا لما يُخرجون غير المعمذ، انت ادخل الى الداخل لانه يسهل عليك ان تدعو: ابانا،[28]

110 انت مولود ولادة ثانية روحية، ويجمل بك ان تدعو: ابانا، فامكث وادعُ: (ابانا).[29]

 

 

دعوة النفس لتمكث في البيعة

111 ينزل الختن ليرى العروس المخطوبة له /657/ امكثي ايتها النفس في الخدر ليراك هنا،

112 لا تخرجي من خدر الختن الملك الذي ينزل ليراك وهو حامل الغنى من بيت ابيه،

113 الكاهن دعاه لانك [ ارسلتيه[30] فامكثي عنده فلو اتى ولم يشاهدك سيغضب.

 

صلاة الكاهن والشعب الى الآب ليحل الابن وقوة الروح على القربان

114 مع الكاهن كل الجمع يتوسل الى الآب ليرسل ابنه وينزل ويحل على القربان،

115 والروح القدس يُنزل قوته في الخبز والخمر ويقدسه ويجعله ايضا جسدا ودما،

116 وكل من هو موجود في البيت يتحرك ليدعو: ابانا، ويقدسه الابناء الجدد ويباركونه،

117وبرفرفته يخلطهم بقداسة، فيصيرون معه واحدا سريا كما هو مكتوب.[31]

 

من يخرج من البيعة يحرم نفسه من “الرفرفة”

118 ومن خرج مع “السامعين” ماذا يفعل لما يفتشون عليه في البيت وليس موجودا حتى يدعو ابانا،؟[32]

119 هو حرم نفسه ولم يحرمه احد من الرفرفة، وماذا وجد بين الاسواق حيث يتيه هناك،؟

120 فارذلوا الاعمال واحتقروا الارباح غير الثابتة وامكثوا في بيت الله وقت الاسرار.

 

الشيطان يود ان يخرج الجميع من البيعة

121 عدوكم مستيقظ ومتعطش الى دم اشخاصكم ويحرمكم من الفوائد كلما استطاع الى ذلك سبيلا،[33]

122 /658/ لما تُقام هذه الاسرار المليئة حياة، هو يركّب كل اسباب كل الخسارات،

123 وبحيلته يخرجك الى الخارج في كل الفرص لتصير بعيدا عن ذلك الجمع الذي يهتف: قدوس،

124 الشيطان متضايق من الحان القداسة، ولو استطاع لاخرج كل العالم الى الخارج،

125 ولما ظَل احد في البيت المقدس ليدعو ابانا، لئلا يجد له الحنان والمراحم مع التائبين،

126 يعرف اي حنان يوجد في البيت المقدس في ذلك الوقت الذي تصرخ العروس: اغفر لي ذنوبي،[34]

127 يعرف ان الختن الملك مليء مراحم، ويسمعها ويغفر لها لانه مات لاجلها،

 

128 ولهذا فالشيطان معذب ومضايق كثيرا ليُخرج الناس من البيت المقدس وقت الاسرار،

129 لئلا يحضر الخاطيء ويتبرر لما تهتف كل الجماعة: اغفر لي ذنوبي،

130 الموهبة لما تخرج من عند الله فانه [ يعطيها[35] لمن يستحق ولمن لا يستحق،

131 حنانه يشبه الشمس والمطر لما يصبه، وله المراحم للخطأة وللابرار،[36]

132 ولما يسأل الجمع المراحم من الله، /659/ يغتني الخطأة الذين [ فيها[37] من موهبته،

133 لما تطلب كل الجماعة الحنان من الآب، لا يمنعه حتى عن الاشرار الموجودين فيها،

134 ويغصب الشرير ان يسرق الناس وقت الاسرار ويحرمهم من موهبة بيت الله،

135 يُظلم النفس بافكار مضطربة وضعيفة، ويخنق العقل بآراء عالمية،

136 وكانما يذكّركَ بعمل كنتَ قد نسيته فيخنق النفس بهمّ ذلك العمل،

137 ويحركك بفكر ضعيف لتنتقل من البيت المقدس الى عمل بلا فائدة،

138 ويجذبك ذاك الفكر الصادر من الشيطان ويجرّك ويخرجك ويجردك من الفوائد.

 

لا ينفع الحضور الى البيعة بعد التقديس فقط

139 وتقول ايضا: اذهب واشتغل الى ان يُقدس وادخل لاتناول وقت فتح الابواب،[38]

140 ايها المتميز اطرد [ هذه[39] الحركات واخرجها منك، واترك نفسك تهتم وتضمد جروحها،

141 قل لنفسك: ايتها النفس يا مليئة جروحا، هوذا وقت (مناسب) لتاخذي الدواء لجروحك،

142 هوذا وقت (مناسب) لتسكبي الدموع امام المضمد ويضع الحنان على جرحك الذي يعذبك،

143 هوذا وقت (مناسب) فباب الآسي العظيم مفتوح ويضمد مجانا فقدمي جرحك ليعتني به،

144 هوذا وقت (مناسب) لترفعي صوتك للطلب، فالآن ابواب العلى مفتوحة للصلوات،

145 هوذا وقت (مناسب) لتتضرعي الى صاحب ديونك، ليخرج ويمزق ذلك الصك الذي يرعبك،

146 هوذا وقت (مناسب) فيه ابن الله مذبوح ومصفوف على المائدة بدل الخطأة ليغفر لهم،

147 هوذا وقت (مناسب) فيه الابواب وحجبها تسمح ان تدخل الذبيحة وتصدر المراحم للخطأة،[40]

148 الى اين، الى اين تخرجين ايتها النفس في هذا الوقت الذي فيه يدخل كل واحد ليغرف الحنان من الحنّان،؟

149 ايتها النفس يا نعجة سقطت بين اللصوص تجمعي الى الحظيرة المليئة ضمادا (للنعاج) المكسورة،

 

150 خارج الباب يكمن الذئب وينتظرك، فادهني شفتيك بدم الراعي واخرجي واسخري منه،[41]

151 لان الختن [ نزل[42] واعطاك جسده وختمك بدمه، لا تخرجي ابدا من خدره عند البرانيين،

152 درب العالم مليء بفخاخ وعثرات، ويقوم الابالسة على هجعات واقاصي الارض،

153 وبحقد يغضبون على النفس ليفسدوها /661/ وهم متعطشون الى دمها بسبب الجمال ويتضايقون منها،

154 وينصبون الفخاخ في كل فرص وفي كل علل ليفسدوا ذلك الجمال المكونة فيه،

155 ايتها النفس لكِ سلاح ولك سور، ولك ايضا مخلص لا يجعلك تحتاجين الى المعركة،

156 هو يحرسك من حبائل العدو وهو يريك درب الحياة للسير فيه،

157 هو يُدخلكِ عند والده لتري موضعه، وهو [ يبين[43] لك بانه الذبيحة لاجل الخطأة،

158 اصنعي طلبا باسم الابن وقرّبيه لابيه، [ وسيقبله[44] بسبب علامة وحيده،

159 لما يكون جسد ابن الله موضوعا على مائدته أدخِلي امامه كل الطلبات بلجاجة،

160 ايتها النفس المريضة اكشفي جروحك وبيّني اوجاعك واسكبي الدموع امام مائدة اللاهوت،

161 في ذلك الوقت الذي يذبح الكاهن الابنَ امام ابيه اندفعي ايتها النفس [وادخلي[45] واطلبي الغفران بصوت عال،

162 قولي للآب: هوذا ابنك ذبيحة ترضيك، بهذا اغفر لي لانه مات لاجلي حتى اطهر به،

163 هوذا قربانك، فخذْه من يديّ لانه منك، /662/ وارضَ به فهذا هو الموجود لديّ لاقربه لك،

164 هوذا دمه الطاهر مسكوب لاجلي على الجلجلة، ويطلب عوضي فاقبل طلبي لاجله،

165 ما اكثر ذنوبي وما اكثر مراحمك لو تزنها، حنانك يرجح اكثر من الجبال التي وزنتَها،

166 انظر الى الخطايا وانظر الى الذبيحة التي لاجلها، الذبيحة والمحرقة اعظم بكثير من الذنوب،

167 لانني اخطاتُ احتمل حبيبك المسامير والرمح، آلامه تكفي لترضيك، وبها احيا،[46]

168 بعدما خُلصتُ احاطني الشرير ورماني بسهامه، فاحطني ايها الملك مخلصي وضمد جروحي،

169 عدوي وقح وقتلني برمح الاثم، حاجج الجسور وانتقم لي منه لانه لا يشبع مني،

170 النفس صغيرة وجرحها ليس جسيما جدا، والحنان الذي يشفي المرضى هو اعظم منه.

 

 

من لا يحمل علامة الختن ليخرج من البيعة، لا المعمذون

171 ايها الخاطيء قم بهذه الحركات وقت الاسرار واطلب الحنان وخذ الغفران ثم تخرج،

172 وقت تقريب الذبيحة لاجلك لا تنتقل ولا تترك ذلك الذي يقرّب،

173 لما يُخرجون من لم ياخذ العلامة، ادخل انت وصِر باطنيا واصغِ الى وشوشات الكاهن واسمعها،

174 انه يطلب المراحم لاجل الخطأة ليغفر لهم /663/ ولو تحتاج ان تطهر [ فلماذا تخرج،؟[47]

175 ينحني آخر ويسأل المراحم لاجلك، لماذا انت هائج وتدور في الاسواق في ذلك الوقت،؟

176 من لم ياخذوا علامة الختن تُخرجهم البيعة لما يدخلون اليها وتغلق ابوابها الى ان ياتي،

177 لئلا يجد فيها احدا غريبا لما يشرق فيها، فتخاف منه وتصرف وتُخرج جميع البرانيين.

 

الختن يعطي جسده للعروس لتاكله

178 العروس التي خطب تغلق الابواب وتاكل الختن ولا يذوقه احد غريب ولا تعطيه له،

179 من راى ختنا مذبوحا في الوليمة او العرائس ياكلن عرسانهن،؟

180 ابن الله صنع عملا جديدا في العالم لم يصنعه احد سواه منذ الازل،

181 صفّ جسده ودمه في العرس امام المدوعويين لياكلوا منه ويحيوا معه بدون نهاية.

 

الخاتمة

182 ربنا هو ماكل ومشرب في [ وليمته]، مبارك الذي اعطانا جسده ودمه، [ له التسبيح.[48]

 

كمل (الميمر) على تناول الاسرار المقدسة[49]

 

 

 

 

[1] – ل: للقديس مار يعقوب ميمر على انه لا يجوز ان نترك الاسرار ونخرج من البيعة في وقت القربان

– نفس العنوان لنفس الميمر ليوم سبت الحواريين. انظر، ميمره 42؟. لماذا مثل هذا التكرار؟

[2] – نص: اتقانها

[3] – ل: الابن

[4] – يوحنا 19/34، عدد 21/17

[5] – يوحنا 19/34، عدد 21/17. يلقب المسيح بالبئر وهي مرادف للماء

[6] – عدد 21/17، خروج 17/1-7

[7] – ر: كنّ يغنين. عدد 21/17

[8] – ل: الى ارض. ل، ب: يحيون

[9] -، نص: كان محروما

[10] – متى 27/3-5

[11] – “الخدمة” في هذا الميمر تعني الطقوس او الصلوات “الفرضية” البيعية

[12] – نص: راعي، بيجان يصوب: مرعى. يوحنا 10

[13] – يوحنا 19/34

[14] – مزمور 22/2

[15] – وردت هذه الابيات 45-49 في الليتورجية السريانية. انظر، الاشحيم 484-486

[16] – لوقا 11/5-13

[17] – ر: من. ر: يهمل عجز البيت

[18] – ترتيل المداريش في البيعة تقليد سرياني قديم يذكره افرام الذي كان يحمل البتولات لترتل في البيعة. يعقوب يسير على خطى القديس افرام ابيه الروحي. انظر، سوني، 2الايام، 605

[19] – تكوين 2/10-14

[20] – ب: خرجوا الى البرية ليسقوا الارض التي كانت خربة. ر: يهمل: الانهار

[21] – فقط في المخطوطة: ب

[22] – هذه العبارة (روشمو: العماذ) لا زالت مستعملة الى اليوم في القداس السرياني الشرقي. مع الاسف زال استعمالها في القداس السرياني الغربي. في وقت السروجي كانت هذه العبارة موجودة فعليا وكان يخرج من البيعة “المستمع” (شموعا شموعو) أي من لم يكن معمذا لانه لم يكن يقدر ان يسمي الآب “ابانا”، ويحرم نفسه من “الرفرفة”، ولم يكن يتناول القربان. انظر، ميمره 42

[23] – المسيحي مسجل في الاخوة اي انه معمذ ومكتوب اسمه في سفر الحياة. فيليبي 4/3، رؤيا 21/27؟

[24] – متى 6/9

[25] – متى 6/9

[26] – متى 6/9

[27] – متى 6/9

[28] – متى 6/9

[29] – متى 6/9. يعقوب يشرح بوضوح لماذا يُطرد غير المعمذ (قداس المستمعين؟) من البيعة. يُطرد لئلا يدعو ابانا الذي في السماوات كذبا لانه ليس معمذا أي لم يولد ولادة جديدة ليصبح الله اباه. كيف ولماذا فقد الطقس السرياني الغربي هذه الرتبة الرائعة التي يذكرها السروجي نفسه ابو اللاهوت السرياني الغربي، بينما حافظ عليها الطقس السرياني الشرقي وحده؟

[30] – ر: انتَ ارسلته

[31] – يوحنا 17/11، 21

[32] – متى 6/9. السامعون (شموعّا شُموعي): من لم يقبلوا العماذ الذين كان يحق لهم ان يسمعوا القراءات الالهية “قبل الرفرفة”، ثم كان يلزم ان يتركوا البيعة بعد سماعهم عبارة: من لم ينل العلامة ليخرج

[33] – 1بطرس 5/8

[34] – متى 6/12؟

[35] – ر، ب: يعطيه

[36] – متى 5/45

[37] -، نص: فيه

[38] – كانت ابواب البيعة تُغلق في اوقات معينة بوجه المؤمنين (الموعوظين والمستمعين). في غلق الابواب اشارة الى غلق ابواب المذبح في قدس الاقداس. يظهر ان “خدمة القداس” كانت طويلة لان البعض كان يخرج ليقضي اشغاله وبعدئذ يعود ليتناول !

[39] – ل، ب: لهولين، نص: هولين

[40] – بلاغة يعقوب استعمل 7 مرات (هوذا وقت مناسب) في البيوت 141-147

[41] – اشارة واضحة الى تناول النفس لدم المسيح “دهن الشفتين بالدم” في الاوخارستيا

[42] – ر: لم ينزل، بيجان يصوب: نزل

[43] – ل: يغفر

[44] – ل: يقبل، نص: يقبلها

[45] – ر: ادخل

[46] – يوحنا 19/34، 20/25. هذه الصلاة الرائعة ذات المطلع الليتورجي: ابا دقوشةا آبو دقوشتو (يا ابا الحق)، بينما مطلع نص الميمر هو دعاء النفس الى الآب: (امري لؤ لابا ايماري ليه لابو): “قولي للآب هوذا ابنك ذبيحة ترضيك..” البيوت: 162-167وردت في الليتورجية السريانية والمارونية والكلدانية. انظر، كتب خدمة الاسرار او خدمة القداس في هذه الطقوس الثلاثة

[47] – ر: على الغفران

[48] – نص: الوليمة. نص: لنتنعم به

[49] – ل: كمل (ميمر) القديس مار يعقوب على انه لا يجوز لاحد ان يخرج وقت الاسرار