الميمر 88 على طيماي الاعمى

الميمر 88

 

        ايها الشمس البهي الذي اشرق نوره بين المظلمين، انر فكري لارى جمال عزتك، يا ابن البتول الذي صار نورا لمن هم بلا نور، اعطني النور وبك اراك لانك لا تُدرك، فكري الاعمى يريد ان يبصرك مثل ابن طيماي، انرني لارى حقيقتك بتراتيلك.

        السروجي يشرح باسهاب كيف شفى المسيح طيماي بصفته ابن الباري وامره بان يغتسل في شيلوحا ليصور المعموذية التي تطهر العالم وتفتح عينيه ليرى جمال البرية.

– المخطوطة: اوكسفورد 135 ورقة 156

– يرد في البداية اسم القديس مار يعقوب. طيماي يجادل اليهود ويفحمهم لانه ابصر النور بواسطة يسوع الذي اعترف به ابنا لداؤد. الميمر روعة ادبية بالرغم من ورود التكرار فيه. قد يرقى تاريخ تاليفه الى فترة شباب ملفاننا اي الى حوالي سنة 490م.

 

 

للقديس مار يعقوب

الميمر 88

على طيماي الاعمى

(متى 20/29-34؛ مرقس 10/46-52؛ لوقا 18/35-43)

 

المقدمة

 

1 ايها الشمس البهي الذي اشرق نوره بين المظلمين، انر فكري لارى جمال عزتك،

2 يا ابن البتول الذي صار نورا لمن هم بلا نور، اعطني النور وبك اراك لانك لا تُدرك،

3 /463/ فكري الاعمى يريد ان يبصرك مثل ابن طيماي، انرني لارى حقيقتك بتراتيلك،

4 العالم مظلم ومن يصادفه يصير فيه اعمى، يا يسوع اطلِني بدوائك لاستنير واصفك،

5 ابصرك العميان لانك النور الذي لا يُحدد، اشرق فيّ لارى جمالك الذي يسبي من يراك،

6 لو تصادف الظلمة النور تصبح نورا فيصبغها به وتلبس لونه وتتشبه به،

7 لو استقر الشعاع على الظِل، سيشرق جمال لمعانه عليه ويبدده،

8 السراج في الليل هو جزء من النهار، وحيثما يوضع يقوم [ اشراقه[1] مقام النور،

9 يسوع-النور صادف العميانَ وانارهم، انه شمس اشرق على الظلال وهزّمها،

10 الظل لا يثبت قدام اللهيب، ولا الظلمة قدام عمود لابس الاشعة،

11 ارسل الآب ووضع مصباحه في العالم-الليل كما يقال: من الظلمة يشرق نور،[2]

12 كل العالم كان اعمى ومظلما، واتى ربنا وطلى العالمَ كله بالبشارة وابصر لانه لم يكن يبصر،

13 صرخ في الجمع بصوت عال وهو يعلم: /464/ انا هو نور العالم بالحقيقة،[3]

14 وارسل كلمات كرازته علنا حتى انه اعطى البصر للعميان الذين لم يكونوا يبصرون،

15 به ابصر العميان، ولم يعرفه ذوو البصر، فاستنار المظلمون، ونام ابناء النور في الحسد،

16 الكهنة والمعلمون نكروا معوناته الكثيرة، والعميان والصم رتلوا معوناته واحتقروهم.

 

 

طيماي يطلب ان يبصر

17 طيماي الاعمى ابصر نوره في الظلمات، والشعب الذي يبصر كَلّ به وابتعد عن الفهم،

18 راى المسيحَ بعين الايمان العظمى، ورفع صوته بين الجموع ليطلب منه،

19 قليل البصر احس بالنور القادم، وشرع يصرخ: ربي، يا ابن داؤد ترحم عليّ،[4]

20 هذا هو عملك: ان تشفي امراض المعلولين، افتح عينيّ كما توسلت اليك وارى النور،

21 انت مصمم لتطرد الاوجاع، وجعي هو مرض لانه يسهل عليك ان تفرّج عني،

22 لم ادعك للقيام بعمل آخر، ايها الملك بقوتك كمّل البرية الناقصة فيّ،

23 يا ابن الباري ابرِ فيّ النور وبعدئذ تجتاز، من يقدر ان يمدّ يده على مصنوعاتك،؟[5]

24 البرية ناقصة فيّ بدنس بغيض، /465/ ولا احد يفحص اتقانَك الا رمزك،

25 كمّل عملك اذ لا يسهل على آخر ان يقترب منه، كمّل نقصاني فهذا (العمل) لا يوجد الا عندك،

26 تُشاهد فيك شفقة داؤد ابيك، لانه لم يحجب احسانه عن عدوه وهو يطارده،[6]

27 ترحم عليّ يا ابن داؤد وارى النور، عذبتني الظلمة بما فيه الكفاية في العالم الشرير.

 

طيماي يفسر الكتب المقدسة احسن من الكهنة والفريسيين

28 صوت الاعمى اخزى الكهنة والفريسيين لانه عرف احسن منهم بان ابن الله هو ابن داؤد،

29 دون ان يقرأ مجلات موسى او الانبياء، ولم يسحق اسفار النبؤة ولا الايحاءات،[7]

30 ودون ان يرى ابدا الكتب والتفاسير، عرف بان الابن هو ابن داؤد بدون ريب،

31 اشرق فيه نور خفي ومنه اقتبل الضوء، وشرع يسأل النور الظاهري من النيّر.

 

طيماي يهتف لابن داؤد

32 زجرته الجموع ليصمت ولم يصمت، حتى يخجل الشعب لما يعلن الاعمى كرازته،

33 كانوا يسكتونه وهو ضاعف الصراخ: ربي يا ابن داؤد ترحم علي لارى النور،[8]

34 احتقر الزجر الموُجّه اليه من قبل العديدين، وهتف للمسيح باصوات عالية: يا ابن داؤد،

35 زجروه وضاعف الصراخ واذ كانوا يوبخونه لم يسكت، /466/ كان بحاجة الى النور ولم يهدأ لانه لم ينله،

36 الحسد اثار الفريسيين ليسكتوه لئلا يكرز بان المخلص هو ابن داؤد،

 

37 غار عليه الكهنة ورؤساء الشعب ليسكتوه لئلا يفسر بانه المسيح من بيت داؤد،

38 واذ كانوا يزجرونه ليسكت اسكتهم لما كان يصرخ: ربي يا ابن داؤد ترحم عليّ.[9]

 

طيماي يردّ على الفريسيين

39 لعل الاعمى ردّ على الفريسيين واحتقرهم: لماذا اسكت ولا اتوسل اليه لنيل المساعدة،؟

40 صادفني النور لمدة طويلة فلن اصمت، الا بعد ان يعطيني شعاعا منه لاراه به،

41 الشمس يسير واتوسل اليه لئلا يجتاز الا بعد رشّه علي من اشعته لاتامل فيه،

42 انه طبيب يقدر ان يلقي النور في البؤبين، ولا يمكن ان أُشفى ما لم يضمدني،

43 انه يسد كل نقص للناس لانه ابن الغني، انا محتاج الى العينين فلن اتركه ما لم يعطني (النور)،

44 بالكدّ قبضتُ على خزينة عظمى لئلا اتسول، ولو اسكت حسب كلمتكم ستفوت مني،

45 صادفني كنز وانا محتاج منذ مدة، وبما انني دخلت اليه فلن اخرج الا بعد ان اغتني،

46 انا عطشان الى النور وهوذا ينبوع النور امامي، /467/ فلن اتركه ما لم اقترب واشبع منه،

47 الظلمة اكتنفتني وانا قابض على الشعاع لاستنير، لماذا تزجرونني ايها الناس لئلا اتمسك به،؟

48 كنتُ ملفوفا بالليل واتى الصباح ودعاني وايقظني، اسكتوا لاقول له ان يرش علي من اشعته،

49 لفّني المساء واحتملت الآلام بحزن، وهوذا النهار، لماذا لا ارافقه ليفرحني،؟

50 الاعمى رفع صوته في الجمع وحيرهم لانه كان يطلب بنشاط وباهتمام،

51 باصوات شجية اوقف الشمسَ لئلا يمشي، وقدّم [جداوله[10] ليقطر فيها من اشعته.

 

المسيح يدعو طيماي

52 وقف النهار ودعا الاعمى لياتي عنده، وركضوا وبشروه: قم وتشجع ها انه يدعوك،[11]

53 بحر النور احنى امواجه على الظلام وغسله ونظفه ليبيّض جيدا،

54 الشفقة امالت اذنها الى الضعيف وسنده الصوت: قم وتشجع ها انه يدعوك،[12]

55 سمعت الجموع بانه يدعو الاعمى لياتي عنده، ووقفت لترى لماذا،؟ وما هو طلبه،؟

56 سمحت الجموع ان يقترب ويصل اليه، فسأله: ماذا تريد كانما لا يعرف،؟[13]

57 قال الاعمى: اشتاق ان اراك ايها النور، افتح عينيّ لاقابل جمالك الذي اتوق اليه،

 

58 ربي سمعت صوتك فاريد ان ارى شِبهك اعطني العينين لارى شِبهك: كم انت جميل،!

59 انا مدفون في الظلمة، وانت باعث الموتى ابعث بؤبؤيّ من الظلمة الغارقتين فيها،

60 عرفتُ جمال الالوان بالسمع فقط، اعطني النور لاراك وارى براياك،

61 ربي، الى الآن لم ار شيئا من اتقاناتك، اعطني البصر لاشكر كثيرا قدرتك البارية،

62 بريّتك بهية، وماذا تشبه لا اعرف،؟ انا محبوس [ فيها[14] ومتضايق بها لانني لا اراها.

 

ابن الباري يصنع الطين ببصاقه ويفتح العينين

63 حينئذ بصق ربنا على الارض بحكمته، وجبل طينا ولطخ به العينين ليفتحهما،[15]

64 ابن الباري اخذ الشبه من والده لانه كما راى الآب يعمل، يعمل هو ايضا،[16]

65 لم يبدّل الجبلة ليصنع عينين، لكنه من الطين برى البؤبين الناقصين،

66 كان يتعامل بالقدرة العاملة مثل والده الذي جبل الطين وبرى آدم بمهارته،[17]

67 ولئلا يُدخل الغرابة الى مصنوعاته /469/ جبل طينا ليبري العينين اللتين لم تكونا مخلوقتين.

 

لماذا برى الرب طيماي بلا بؤبؤين؟

68 طيماي كان اعمى منذ الولادة ومن البطن، ولم يصادفه اذى في العالم وصار اعمى،

69 لم يكن بصره فقط مفقودا لكن عيناه ايضا، ولم يكن البؤبؤان مصنوعين ولم يُصنعا،

70 في جبلته كان يوجد شيء ناقص، والوارث كمّل من الطين اعمال ابيه،

71 لما صوّره تركه آية في بطن امه لتقدر ان تشهد على المخلص: انه ابن الباري،

72 صوّره كله ولم يصوّر العينين لما صوّره، ولما تظهر يتاكد بان من عالجه هو ولدُ الآب،

73 كان قد بنى البيتَ واهمل فيه قليلا من العمل لياتي ويكلله ابن المهندس وينال الشهرة،

74 اقام الايقونة بدون بؤبؤين ليبرهن بان له ابنا هو مثله في القدرة العاملة،

75 كان الاعمى متروكا للبرهان على قوة القدرة البارية: لو اتى احد وفتحه هو الباري،

76 موضوع هذا الاعمى الذي اعالجه هو هذا: عليك ان تتعرف عليه من الاسئلة حوله،

77 كان قد تحير التلاميذ بناقص البصر، ولماذا خرج من البطن مظلما،؟

78 /470/ ولمعرفة اي سبب اظلم بؤبؤيه، [ سألوا[18] ربنا بخصوصه بعجب عظيم:

 

79 من اخطأ أهذا الاعمى ام ابواه لانه لم يكن له عينان في البطن حتى يرى النور،؟[19]

80 اذا كان خاطئا لماذا القصاص قبل جهالته،؟ ولو لم يخطيء لماذا يُعذب وهو لم يذنب،؟

81 بيّن لنا: اذا ادبت العدالة هذا الاعمى واذا قوصص بعلة اخرى لتُفسر لنا،

82 اذا صنع ابواه الاثم، هو ما ذنبه،؟ واذا اثم هو، متى وكيف (تمّ ذلك) قبل ولادته،؟

83 لم يخطيء لما عمي لانه لم يكن موجودا، وُلد اعمى ولم يفقد بصره بسبب الخطايا،

84 لنر اذاً هل يُقاصص حتى يوفي (ذنب) ابويه،؟ واذا (يُقاصص بذنبه) ليُفسر لنا السبب.

 

لا طيماي ولا ذووه اخطأوا لكن لتُرى اعمال الآب بابنه

85 قال ربنا: لا هو اخطأ ولا ابواه، لكن لتنجلي به اعمال الله،[20]

86 ولهذا تُرك ناقصا وبدون عينين لتُرى اعمال الآب بابنه الذي هو مثله،

87 الآب لم يكن ناقصا حتى يبري له عينين، حفظها لي حتى تكمل بواسطتي كل اتقاناته،

88 هذا حُفظ ليكون شاهدا لي لما اشفيه، /471/ لان الآب بواسطتي اقام العوالم من لا شيء،

89 انه اعمى لتُرى بواسطتي اعمال الله، وعلى من يجب تنفيذها الا عليّ،؟

90 ما دام النهار، ابين للعالم جمالي لان القدرة البارية موجودة فيّ كما هي في الآب،

91 انا نور العالم وبواسطي يراني، انا النهار ولا امشي في الظلمة.[21]

 

الاعمى صورة العالم: طيماي يغتسل في شيلوحا والعالم يغتسل في المعموذية

92 يسوع-النور صوّر العالمَ كله بالاعمى، وكان قد كرز له بانه يبصره به ويعود اليه،

93 لم يقل انا نور طيماي لكن (نور) العالم الذي هو اعمى مثل ابن طيماي،[22]

94 اراد ان يفتح كل العالم الذي كان اعمى بالسجود للاصنام والذي كان يعثر بالوثنية،

95 ولكي يبين له كيف يرى النور، ارسل الاعمى الى المعموذية ليُشفى،[23]

96 اشار الى العالم ان ينزل ويغتسل وها قد استنار لان المعموذية معين النور لمن ينزل اليها،

97 ايها العالم انت اعمى، ولو لم تعتمذ لن تبصر، انزل الى الاغتسال وتظل هناك ظلمتك،

98 المعموذية تنظف اثمك الذي هو ظلمة، فانزل واغتسل من العمى الذي يعذبك،

99 كل جنس الناس كان اعمى بالوثنية، /472/ واتى ربنا وابان له الدرب ليميز كيف يبصر،

 

100 اقام الاعمى وبه صوّر العالم وارسله ليعتمذ حتى يكتسب من الماء النور الذي هو ربنا،

101 هو لم يخطيء ولا ابواه لكن حتى ابيّن بواسطته العمل الذي جئت لاجله،

102 أُنزِل العالم كله الى المعموذية، وبالماء افتحه كما (فتحت) هذا،

103 حضن اللحم الذي ولد الاعمى كان مظلما، يلزم ان ينجبه روحيا بطن آخر،

104 العالم كله يطلب ان ياتي الى ولادة اخرى: انه قليل البصر ولا يستنير الا بالماء،

105 معموذية النور تلده روحيا، وها انه قد وجد بصرا شهيا بولادة جديدة،

106 هذه الاسرار كانت مصورة بالاعمى الذي ابصر، ولم يلتقِ بالمسيح الذي اعطاه النور من باب الصدفة،

107 اراد الحكيم ان يفتح العين-المعموذية، وجلب الاعمى ليصير شاهدا لانارته،

108 اراد ان يفتح عينَي النفس اللتين كانتا مغلقتين ليرى العالم كله نور الكرازة،

109 اراد ان يبين ان بطن الماء يلد النور، فركّب علة حتى يغتسل الاعمى في شيلوحا،

110 لو لم يكن يبين عملا آخر، /473/ لماذا لم يفتح الاعمى هناك قبل ان يغتسل،؟

111 لو لم يرد ان يفتح باب المعموذية، لكان من الزائد ان يذهب الاعمى الى شيلوحا،

112 وكان هذا هدفا صممه في كل دربه، ولهذا صوّر لوحة العالم بالاعمى ثم اعطاه النور،

113 جبل الطينَ ووضعه على عينيه كما تعلمتم، وارسله ليذهب وينفتح في شيلوحا،

114 ذهب الاعمى واستقبلته المعموذية بشوق وغسلته بنت النيرات من ظلمته،

115 دخل الظل الى بطن الماء فتلاشى، واتى الى الولادة وهو غير ملطخ بالظلمة،

116 العينان المغمضتان انفتحتا بالماء، فابصر الاعمى نورا جديدا غير اعتيادي،

117 كان قد نجز عمل الاب على يد ابنه، وانتصر حضن المعموذية الذي ينجب النور،

118 حلّت هناك القوة التي قالت: ليكن النور فكان النور كما في البدء على الموج،[24]

119 اضطرم الشعاع من الماء في العينين واستنارتا، ليتعلم العالم بان المعموذية تلد النور،

120 امر الباري وصار النور في البؤبؤين وصار نهار على ذلك الاعمى الذي كان في الليل،

121 انقشع ذاك الضباب عن الضعيف /474/ واخذت عينه المظلومة ترى الجمال،

122 الحق اشرق وبيّن بان الابن هو ابن الباري، وكان يستعمل القدرة العاملة مثل ابيه،

123 شرب الاعمى النور وارتوى لانه كان ظمأ، لان المعموذية فاضت عليه وانارته،

124 ابصر البرايا لانه لم يكن يقدر ان يراها، كما يبصر العالمُ العالمَ الجديد بواسطة الماء.

 

حواء والمعموذية

125 المعموذية تبين بان ابناءها هم برية جديدة، وبها يصل المرء ليرى جمالا لا يُدرك،

126 بطن الماء يقيم كل يوم عالما جديدا بهيا في نوره، وضياؤه مجيد لمن يبلغون اليه،

 

127 امّ الاعمى نسميها حواء كما لو كان بالحقيقة، لان جميع ابنائها هم منحلّون ومظلمون،

128 كان مظلما وبلا عينين من عند امه، لو لم يلده بطن ماء آخر،

129 لو لم يدخل العالم الى حضن المعموذية، لمكث اعمى ولتعذب في الظلمة،

130 كان قد اعتمذ طيماي ولبس النيّر من الماء: نزل مظلما وصعد مستنيرا من شيلوحا.

 

النفس تقتني عينين بالمعموذية لترى العوالم الجديدة

131 بالمعموذية تقتني النفس عينين لترى العوالم المجيدة التي لم تبصرها قبل ان تنزل (فيها)،

132 تكتسب من الماء بصرا آخر لتستنير /475/ حتى تعرف جمال العالم لما يصادفها،

133 تتوصل لتتمعن في الخفايا المستترة الغريبة عن [ معرفتها[25] قبل ان تنزل (فيها)،

134 تعتمذ في جمال لم تكن قادرة على معرفته لانها كانت عمياء ولم تنفتح الا بالماء،

135 النفس تستنير بالمعموذية مثل ابن طيماي وتصعد لترى ما لم تشاهده كما ابصر ذاك.

 

ابن طيماي يمتع بصره بالنظر الى الطبائع

136 ذاك الاعمى ابصر جمال كل البرايا وقبل النور كما لو كان من البطن بالولادة الثانية،

137 التقى بالطبائع التي لم يكن قد رآها باشكالها، وابصر الوانا غريبة في تفاصيلها،

138 التقى بزركشات كان غريبا عن جمالها، ونظر الى اعمال لم يكن يعرف ماذا تشبه،

139 كان قد تفرس بمناظر اشياء متميزة، واستراح بصره المطرود على الاتقانات،

140 بؤبؤاه [ لطعا[26] النور وشبعا من البرايا، وتلذذ بالنور الجديد الذي صادفه،

141 ركضت عينه وسبحت في النهار واشعته، وركبت النور وخرجت لتتفقد كل البرايا،

142 كان يعرف الشمس بالاسم وليس بالرؤيا، ولما انفتح شرب النور من اشعتها،

143 /476/ لم يكن يعرف وجود السماء الا بالسمع، وبعدما ابصر تحير بالرقيع وبنيراته.

 

الشعب نكر اعجوبة طيماي وقال بشفاء آخر يشبهه

144 المعموذية تعطي اولادها رؤيا الجمال، وبذلك الاعمى كان يُبشر العالم بان يعتمذ،

145 لما كان الشعب مظلما واعمى عن الفهم، اغمض عينيه لئلا يتعجب بالآية الواضحة،

146 لقد انفتحت عينا الاعمى: لكي يبصروا ولم يريدوا ان يبصروا لكن ازدادوا عمى،

147 طُعن الكهنة والرؤساء بالحسد بسبب الاعجوبة، وبدأوا يفتشون ليخفوها لئلا تُذكر،

 

148 راى ناكرو الحقيقة ان الاعمى انفتح، ولو قدروا لكانوا ينكرونه (قائلين): ليس هو،

149 بجنونهم (قالوا): يشبهه شبها وليس هو، لئلا تُذكر الآية العجيبة في كل الاحوال،[27]

150 كانوا قد تسلحوا ضد الآية بالافتراء حتى يخفوها لئلا تشتهر بعد ان حصلت،

151 الرجل يقف ويصرخ في الجمع قائلا: انا هو، ويقولون: ليس صحيحا لستَ انت،[28]

152 انا طيماي، هم يقولون: انت لست طيماي تشبهه شبها، نعرف ان هذا ليس صحيحا،[29]

153 تواقحوا بكذب لينتصروا باثم، وقد افترى الظالمون على الاعمى قائلين: لستَ انت.

 

الاستفسار من ذوي طيماي

154 ولكي تكمل الكذبة العظمى، فقد دعوا ابوَيه ليسألوهما عنه،

155 هددوا كثيرا بالا يعترف احد بابن الله، وعادوا وسألوا عن الاعمى قائلين: هل هو ابنكما،؟[30]

156 ارعبوا من يعترف به ليكفر ويجدف عليه، وبعدئذ سألوا ابوي الاعمى عنه،

157 ولما سُئلا هل هذا هو ابنكما واقرّا؟ كان الكهنة يهددون ابوَيه برمز،

158 كان واحد يدعوهما ليسألهما قدام الجموع، وآخر يرمز لو اقررتما ستتعذبان،

159 ابوا الاعمى كانا متضايقين بين امرَين: إما ان يكذبا، وإما ان يُطردا من قبل اليهود،

160 ولكي ينجوا من كليهما بحكمة، قسما القضية لتكون صحيحة دون ان يعترفا،

161 اعترفا بابنهما ولم ينكرا بانه اعمى، ومن فتحه، لقد كتما القضية لئلا يُعذبا،

162 نعرف بان هذا هو ابننا وكان اعمى، لا نعرف: من، وكيف، ولماذا يبصر،؟[31]

163 انه كامل السنّ ليُسأل، ليس طفلا حتى نتكلم، ليس من حقنا ان نتكلم عوضه وهو غير بعيد.[32]

 

من فتح عيني طيماي شيلوحا ام يسوع؟

164 هذا الاعتراف بذكاء لم يطب لليهود لما سمعوه،

165 ابوا الاعمى كانا قد ارتبكا من الاسئلة ولهذا قالا: ليدافعْ عن نفسه،

166 قال الكهنة: من تقول انك انت،؟ من فتح لك العينين لترى اذا كنتَ طيماي،؟[33]

 

167 قال الاعمى: يسوع طلاني بالطين وابصرت وارسلني الى شيلوحا واعطاني النور،[34]

168 قالوا: اذاً صارت لك العينان من شيلوحا، ما شأن يسوع كما تقول،؟

169 مياه بيت آدوناي المباركة اعطتك النور، لماذا تنسب التسبيح الى ابن النجار،؟[35]

170 قال الاعمى: يسهل علينا برهان هذا الامر: لنجرب لنرى هل شيلوحا اعطتني النور،؟

171 وهل حدث هذا عند شيلوحا، او هل حدث (مثل هذا الامر) لآخر ايضا باستثنائي،؟

172 كم فرد عاملتم هكذا وابصروا النور حتىاصدق بانني ابصر بدون فضل يسوع،؟

173 فتحني بالطين حيث يوضع تعمى به العيون، واعطاني النور بشيء مضادد وهانذا ابصر،[36]

174 قام الحق وتغلّب على بني الاثم بخبره، ونطقت الحقيقة وافحمتهم بالمتناقضات،

175 قوة يسوع ومعوناته حبستهم، لانه النور وبه انفتحت عينا الاعمى،

176 /479/ الكفرة نكروا الشمس قائلين: ليست شمسا، وتنكروا لها بينما تشهد لها كل البرية،

177 ارادوا ان يخفوا آية اوضح من الشمس، لكنهم لم يقدروا ان [ يحبسوا[37] البحر بحفناتهم،

178 ظنوا بانهم يخفون النور العظيم بالكذب، وباشعته وسلطته كان يوبخهم،

179 اصمتْ واعترف بان الله اعطاك النور، وابن يوسف لم يفتح العينين المغلقتين،[38]

180 مجِّد الرب وليس يسوع ابن النجار: ان هذا رجل خاطيء نعرفه.[39]

 

الله يسمع من هو منه

181 قال طيماي: اذا كان خاطئا انا لا اعرف، اعرف امرا واحدا كنتُ اعمى واعطاني النور،[40]

182 واعطاني عينين، كيف اعدّه مع الخطأة،؟ فتح بؤبؤيّ لا اقدر ان اجدف عليه،

183 سندني بالنور، ولماذا اصمت عن شكره،؟ وابان لي البرية واظن بانه ابن الباري،

184 لا اعرف اذا كان الخطأة يفتحون العيون، انها لشتيمة عظمى اسمعها منكم،

185 لو لم يكن هذا من الله لما كان مسلطا على براياه ليبدلها،

186 لو كان بعيدا عن آدوناي حسب كلمتكم، /480/ لما قدر ان يعطي النور لمن هو بلا نور،

187 منذ الازل: مَن فتح عيني الاعمى الذي خرج من البطن مظلما الا هذا،؟

188 لو لم يكن ماهرا في قدرة آدوناي البارية لما كان يقدر ان يبري العينين الناقصتين،

 

189 لو كان غريبا عن الله وليس منه، لما تمكن من مدّ يديه الى مصنوعاته،

190 لو لم تنتصر به قوة اللاهوت، لما كان يحرك النور ليصير في البآبيء،

191 لو لم تكن القدرة العاملة منسوجة فيه، لما كان يعمل عملا جديدا مثل آمر الكل،

192 عمله يشهد بان فعله من الله، وهو مسلط على كل البرايا لكي يامرها.

 

طرد طيماي من المجمع

193 جاء الحق على الكفرة واخزاهم، ونُطقت الحقيقة من قبل الاعمى واحتقرهم،

194 جاءت العدالة وحبستهم بذكائها، ولم يقدروا ان يجدوا فرصة للهرب من الاعجوبة،

195 لما دخل الخذلان وصفعهم، اطلقوا الشتائم على الاعمى واخرجوه من عندهم،[41]

196 انت وُلدتَ في الخطايا لا تعلّمنا، الاثم اعماك لماذا تجادل بالمتناقضات،؟[42]

197 راى الوقحون بانه اخزاهم امام الجموع، /481/ فاخرجوه لينطلق لئلا يضيف الى الاعجوبة،

198 ليخرج اذاً لانه كلما جادل كلما انتصر، اتركوه لانه متمكن على ردود كثيرة،

199 انه وقح جدا، ولو لم تسكتوا هو لن يسكت، لتبطل النصيحة لانه يقدر ان يتكلم بقدر ما يُطلب منه،

200 قُهروا من قبل الحق، وشرعوا يقولون بسلطة: غلبهم الاعمى وجاء الاكراه وطرده ليخرج.

 

اثمار المعموذية

201 ربنا كمّل العمل الذي جاء لاجله، وبنو الشعب لم يفكروا بعجائبه،

202 فقّه العالم الى الخفايا بالظواهر، ليبصر نور كرازته مثل ذلك الاعمى،

203 اضرم النار في المعموذية وجعلها امّا، ولما تلد العالم يستنير بالامور المزمعة،

204 العالم اعمى وقد ارسله المسيح الى المعموذية، وحالما سبح فيها استنار وفهم الخفايا،

205 العالم الذي اعتمذ [ جمع[43] الفهم من الماء ليرى العوالم وجمال المواضع باعجوبة:

206 المناظر العجيبة التي لا توصف تفاصيلها، والطغمات المستعرة التي لا تُحدد سلطاتها،

207 وقيامة عجيبة يفوق خبرها الفهم، /482/ وبرية جديدة ولدتها المياه بالنور،

208 وطبائع ناطقة تسجد للآب بتراتيلها، وصفوف ممدودة تدهش العوالم بتهاليلها،

209 وابناء نور يرعون في لهيب الآب، وموضع مجد لا يقدر حتى الفكر ان يلمسه،

210 ومكافأة بدل دينونة وعذاب عظيم، ومراحم ورجاء وحنان ومحبة وامان كامل،

211 واكاليل تطير صوب راس المجاهدين، ومراحم فائضة من النعمة على المذنبين،

 

212 وهدايا صادرة من العدالة لجميع النشيطين، وعرس مزين بابناء النور المدعويين اليه،

213 وصباح عظيم لا يصادفه مساء آخر، ونهار لا يوجد ليل حتى يخفيه،

214 واشعة نور جارية من جوهر الآب، وامواج اشعة القاها الابن على عطاياه،

215 والروح العامل بوضوح باشكال مختلفة، والوزنات التي تدخل ويُمدح تجارها،[44]

216 والآخرون يخجلون لما تؤخذ عطاياهم، والقضاء الذي ينتصر بالعدالة وبالنعمة،

217 والاجر متساو للاخيرين وللاولين، والكاملون متذمرون على العدالة وتكرمهم،[45]

218 والاخيرون يشكرون لانهم اخذوا الدينار بنعمة، /483/ وخوف ومراحم قنوط ورجاء للعالم كله،[46]

219 بالمعموذية تقتني النفس كل هذه الامور لترى وتصادف الجمال، لانها [ فُتحت[47] مثل ذلك الاعمى،

220 لم تكن تقدر ان تقبل هذه الامور قبل ان تعتمذ، وبالولادة الثانية لبست النور مثل ابن طيماي.

 

الخاتمة

221 بدل شيلوحا هوذا العالم قد استنار بالمعموذية، مبارك النور الذي به استنار الاعمى والعالم.

 

كمل (الميمر) على طيماي الاعمى

 

[1] – نص: اشراقها، بيجان يصوب: اشراقه

[2] – مزمور 112/4

[3] – يوحنا 8/12

[4] – مرقس 10/47

[5] – تلاعب على كلمة وفعل: برو

[6] – 1صموئيل 24

[7] – ترد عبارة: سحق الكتب في مصطلحات السروجي. تعني قراءة الكتب بتواتر وبقوة وبمحبة وبشوق الخ..

[8] – مرقس 10/47

[9] – مرقس 10/47

[10] – نص: جدول، بيجان يصوب: جداول

[11] – مرقس 10/49

[12] – مرقس 10/49

[13] – مرقس 10/51

[14] – نص: فيه، بيجان يصوب: فيها

[15] – يوحنا 9/6. السروجي يعتبر طيماي ابن طيماي (مرقس 10/46) نموذجا لجميع عميان الانجيل الذين شفاهم الرب: في كفرناحوم (متى9/27) في بيت صيدا (مرقس 8/22) وفي اورشليم (يوحنا 9)

[16] – يوحنا 5/17

[17] – تكوين 2/7، يوحنا 9/6

[18] – نص: سأل، بيجان يصوب: سألوا

[19] – يوحنا 9/2

[20] – يوحنا 9/3. في ميمره 131/106 على المفلوج يقول ملفاننا: الخطايا هي سبب شلله. تعددية نظريات السروجي

[21] – يوحنا 8/12

[22] – يوحنا 8/12

[23] – يوحنا 9/7

[24] – تكوين 1/3

[25] – نص: معرفته، بيجان يصوب: معرفتها

[26] – نص: الطعي، بيجان يصوب: لطعا

[27] – يوحنا 9/9

[28] – يوحنا 9/9

[29] – يوحنا 9/9

[30] – يوحنا 9/19

[31] – يوحنا 9/20

[32] – يوحنا 9/21

[33] – يوحنا 9/10

[34] – يوحنا 9/11

[35] – متى 13/55

[36] – يوحنا 9/11

[37] – نص: لمحبوشو، بيجان يصوب: لمحباش. ايوب 38/8؟

[38] – لوقا 4/22

[39] – يوحنا 9/24، متى 13/55

[40] – يوحنا 9/25

[41] – يوحنا 9/22

[42] – يوحنا 9/34

[43] – نص: جمعوا، بيجان يصوب: جمع

[44] – متى 25/14-30

[45] – متى 20/1-16، خاصة 20/8

[46] – متى 20/1-16، خاصة 20/8، 16

[47] – نص: فُتح، بيجان يصوب: فُتحت