الميمر 87 على الخبزات الخمس والسمكتين

الميمر 87

 

        ربنا انت الغنى العظيم والكنز المليء، اغنني منك لاوزع غناك على الفقراء، مُلكك هي كل ثروات ابيك الخفية، ليغتنِ منك الفم الذي يتزاحم ليصفك، هو وحده الغني وآخر لا، وباسم الغنى ينخدع الناس بينما هم فقراء، يوجد غني مليء (كيسه) ذهبا ومليء امراضا، وهذا هو محتاج لا غني كما يُسمى، ومن هو ثري بشيء وناقص بشيء هو كله ناقص، ربنا غني وله كل هذه الامور على كثرتها، ولا ينقصه شيء واحد لانه كله غنى.

        ربنا جلب نفسَه من الامان الى القفر، وجعل القفرَ امانا بسبب الجموع القادمة، خرج الى القفر هو وحده ليصلي، وخرج معه كل الامان لانه الامان، سامع الكل خرج الى موضع مقفر ليصلي حتى يعلّم الصلاة للمتوحدين، الامان مؤذ، ومضطرب، ومليء مضرات شريرة: ضجة وكلام واحاديث كاذبة، هذا يشتري، وذاك يبيع، وهذا يتخاصم: ظلم في العالم وكذب وكل ضلالة، لو يسكن المتوحد بين هولاء ستُشل صلاته باللقاءات الجسدية، يجدر به القفر الخالي من الشرور اكثر من الامان المليء بالخطايا للساكن فيه.

        البيعة العظمى خرجت الى القفر مع مخلصنا، والبر الواسع فتح لها بابه لتُخدم فيه، خطيبها العادل خرج الى القفر وحده، والعروس البتول اشتهت جماله وطارت وراءه، عروس النور كانت تقول له: اجذبني وراءك، اركض الى رجلك لان رائحتك احلى من العطور، اسمك دهن المر الذي يطيب جماعاتنا، ولهذا احبتك الشابات بالحقيقة، المسيح وبنت النيرات التي خرجت اليه: العروس والختن في خدر الابن المليء بالزنابق.

        هناك صارت ارادة واحدة للعروس وللختن، ولم يسمح للوسطاء ان يفصلوهما، لا هي ولا هو ارادا ان ينفصلا الواحد عن رفيقه، لانه كانت له ولها ارادة محبة واحدة، صنع لها خدرا: القفر الواسع الذي خرج اليه، وقام ليخدمها في الوليمة العظمى التي صنعها.

        لما تنظر الوردة الى الشمس تاخذ لونها وتحمل منها زينة محبوبة وتتزين بها، ايها العقل انظر الى المسيح بعجب وها انك تغتني، وخذ اشباهه وها انك وصفته بمحبة.

        الرسل كانوا مثل صبيان لانهم لم يعرفوا ما كانوا يملكونه لما قالوا ليس لنا سوى خمس خبزات فقط وسمكتان، ايها الصادقون لماذا كذبتم على الصادق،؟ لكم القوة والبأس والجبروت وقيامة الموتى والملكوت الذي هو كله نور.

        المسيح اخذ الخبز من ايديهم الضعيفة، وحمله على يديه اللتين تحملان اقاصي الارض، خلط فيه الخبز القليل الموجود هناك، ليكثر منه الخبز للجموع المحتاجة.

        برمزه البحر ينجب الاسماك ، ولما لزم احنى نفس الرمز في القفر وكثّرها، النار لم تمنع السمك من الانجاب بعد ان دخلت اليها واحترقت فيها وخرجت لتتكاثر على الموائد.

        ابن المقيت اطعم الجياع وسد احتياجاتهم، فاكلوا وشبعوا وفضل (الطعام) وشكروا بسبب النعمة، ورفع الرسل الكسر التي فضلت لتصير شهودا للاعجوبة.

        السروجي يحتفظ بتفسير الخبز والسمك لمن يهتم بالتعليم، لئلا يقتنع بان الخبر كله قد فُسر، ولا يثور فيه استفسار مليء بكل الفوائد.

        اهمية رمزية الاعداد: خمسة نمط الحواس الخمس. خمسون نمط سنة السوابيع اي تحرير العبيد. المئة نمط كمال عدد الشعوب كالخروف المئة.

        الكتب الالهية هي جبال الذهب، فاحفر ايها الفقير وها انك تغتني من كنوزها، هوذا الخزائن في كل اسفار بيت الله، هلموا ايها الناقصون واكشفوا الاسرار وخذوا واغتنوا.

– المخطوطات: اوكسفورد 135 ورقة 171؛ لندن 17161 ورقة 17؛ روما 117 ورقة 304

– يرد في البداية اسم الملفان مار يعقوب. الميمر هو فعل ايمان بالمسيح الامان ورب الازمان ورب البحور الذي يقيت البشرية ويترحم عليها. قد يرقى تاريخ تاليف هذا الميمر الذي هو روعة ادبية ونصائح روحية ونسكية للمتوحدين الى فترة شباب ملفاننا لعله قبل غلق مدرسة الرها يوم خصص نفسه لنشر التعليم والتفسير في قرى منطقة الرها اي الى حوالي سنة 480-485م.

 

 

الميمر 87

على الخبزات الخمس[1] والسمكتين

الذي الّفه الملفان مار يعقوب

(متى 14/14-21، مرقس 6/34-44، لوقا 9/11-17، يوحنا 6/1-15)

 

المقدمة

 

1 ربنا انت الغنى العظيم والكنز المليء، اغنني منك لاوزع غناك على الفقراء،

2 مُلكك هي كل ثروات ابيك الخفية، ليغتنِ منك الفم الذي يتزاحم ليصفك،

3 [ كل ما[2] لابيك السامي هو مُلكك، ربي اعط الغنى مما لك للكلمة التي تبحث خبرك،

4 انت نور عظيم بك يستنير جميع المظلمين، اشرق فيّ بعجب لارى [ جمالك لانك بدون حدّ،[3]

5 ربي، انت شمس فلينتشر اشراقك على [ الظلال،[4] لاثير كلمتك بوضوح لدى السامعين،

6 غناك وفير، ونورك محبوب، وخبرك حلو، وكلمتك سامية، انا ناقص فادعني لازمر لك،

7 من خزائن ابيك الخفي التي لا تُدرك اعطِ للمحتاجين الملتصقين بك بمحبة،

8 غناك هو فيك وكلما تعطي انت كما انت /426/ لا تنقص، فاستجب طلبات المعوزين،[5]

9 كل البرايا تاخذ منك احتياجاتها، يا ايها الغني ان كنزك العظيم مليء وهو كما هو.

 

نور الشمس لا ينقص وهي مثال الله الذي لا يتبدل

10 الشمس لا تنقص بالنسبة الى الناظرين اليها، وكلما ياخذون النور منها تمكث في نورها،

11 تستنير بها كل العيون التي تنظر اليها ونورها لا يُسلب لانه كله فيها بوضوح،

12 اشراقها منتشر على الطرقات وعلى الجهات، ومقياس نورها لا ينقص من كماله،

13 انها مشرقة على الجبال، واشعتها مبذورة على الآكام، ونورها في البحر واليبس مليء من بهائها،

14 تمهد السبيل لجميع التجار في طرقهم، واشراقها يبهج كل الاقاصي في تخومها،

15 وتدخل وتنير بيوت الفقراء وبيوت الاغنياء، ونورها يكفي للعالم كله وهو كما هو،

16 ولما يتزوّد كل من هو محتاج ليرى النور، يظل كل نورها فيها ولا ينقص،

17 ربي، الشمس تصوّرك باشراقها [ وباشعتها،] لان كل الاقاصي تغتني بك [ وانت كما انت.[6]

 

التدبير الالهي يبيّن بان المسيح هو المحسن العظيم على الانسانية

18 ابن الله هو شمس البرارة العظيم وكلما يعطي فجماله موجود فيه ولا يتغير،[7]

19 /427/ اشرق في العالم واستنارت كل البرية بنوره، وباشعته زيّن الارض كما لو كان بالاضواء،

20 نزل كالمطر وبغلاته اغتنى الفقراء، وشبع منه كل من رآه بمحبة،[8]

21 انحدر كنيسان وهرب شتاء الاوجاع منه، وبالشفاءات زين الارض كما لو كان بالاقاحي،

22 صار للبرية بيدرا مليئا بكل الخيرات، ومنه سدّ جميع المحتاجين كل احتياجاتهم،

23 كان قد تشبه بكدس الحياة الجديدة العظيم، واقات المعوزين وسدّ احتياجاتهم،

24 كل واحد طلب منه ملأه من كنزه، وبقدر ما يُطلب منه له ان يعطي لانه الغني،

25 كان حاملا كل الشفاءات للمرضى والضمادات للمعلولين وللجروح وللقروح،

26 كان مليئا حنانا ويوزع للجموع وللخطأة ليجدهم لانهم كانوا ضائعين،

27 فيه يوجد [ باب] لكل واحد من كل [ الجهات[9] ليدخل الصالحون والاشرار عنده بسهولة،

28 كله نور متجمع ينشره حواليه لينير حتى العميان لو صادفوه،

29 اي طالب عاد من بابه بدون موهبة،؟ /428/ واي محتاج لم ياخذ منه حسب رغبته،؟

30 متى وكيف التقاه مدنس ولم يطهر،؟ واي اطرش اجتاز بقربه ولم يسمع،؟

31 في اي محل ترك الخاطيء بدون غفران،؟ او متى ترك المريض في فراش امراضه،؟

32 من اقترب منه ولم يسد كل احتياجاته: سواء العافية او الغفران او التطهير،؟

33 لو كان يلتقي العشار الطماع كان يبرره، ولو كان يجد الخاطيء كان يغفر له،[10]

34 لو اقترب منه المدنس [تقدس،[11] ولو (اقتربت) الزانية (جعلها) في مرتبة البتولات،

35 لو كان يصل بصاقه الى الاعمى فتحه، ولو كان الاجرب يسمع صوته طهر،[12]

36 في طرف ثوبه كان متجمعا بحر كل المعونات، وفتحه كخزينة وتركه امام الناقصين،[13]

37 هزّم الابالسة لئلا يتسلطوا على البشر، وارسلهم الى العمق مثل آمر الكل،[14]

38 طرد الابالسة وسند البشر بحنانه، لانه الاكار الذي نقى زروعه من الزؤان،

 

39 فتش عن المفقودين وبنعمته وجدهم، وعن الضالين واعادهم الى بيت الآب،

40 /429/ دعا الميت المدفون بعد ان انتن وخرج، لانه [ في كل دربه كان مليئا رجاء للاموات وللاحياء،[15]

41 الراعي الصالح خرج ليفتش عن الخروف الضال، وفي كل الفرص جمع قطيعه لئلا يهلك،[16]

42 تزود بكل المعونات من بيت ابيه، وخرج ليتفقد القطيع المريض الذي كان هالكا،

43 حمل الشفاءات مثل تاجر وجلبها الى موضعنا، وبما انه صالح فقد وزعها كلها مجانا،

44 فتح كنوزه في العالم المحتاج الذي كان معوزا، والغنى اللامحدود الذي جلبه نهبه الفقراء،

45 لاجل الجياع صار خبزا واشبعهم، وصار ماء ليشرب منه من هو عطشان،

46 صرخ في الجموع: انا ماء الحياة، واعطى للعطاش موعدا لياتوا عند ينبوعه،[17]

47 قال في بيت عنيا: انه القيامة والانبعاث، واعطى الشجاعة والرجاء الصالح لراقدي الشيول،[18]

48 في قانا، خمره الجيد ابهج جميعَ المدعويين، وبهديته اغتنى الختن الذي كان فقيرا،[19]

49 ترك طرف الثوب في الجمع لاجل هدف، واعطى الشفاء للنازفة المتضايقة،[20]

50 من بصاقه جبل الطين بقوة قدرته العاملة، /430/ ومنه صنع عينَين للاعمى وابصر النور،[21]

51 صادفه ميت وحيد على طريق القبر، فرشّ الانبعاثَ على الحزين واعطاه لامه،[22]

52 تفقد المشلول المعذب عند شيلوحا، وطرد منه الخطايا والامراض فوقف وتقوى،[23]

53 اعطى [ التطهير] للبرص العشرة الذين صادفوه، وبقوته العظمى اكسبهم جسما [طاهرا،[24]

54 الصبية التي ماتت سمعت صوته الذي دعاها، واستجابته من بطن الموت واعطاها لابيها،[25]

55 طرد من شقي [ جوق الابالسة] واعطى الشفاء لجسمه [ البهي[26] الذي كان معذبا،

56 من امرأة طلب [ الماء ليشرب[27] وهو المقيت، فاخرج واعطاها الماء الحي لكونها محتاجة،

57 مريض [واحد[28] اخرس واعمى وفيه ابليس شفاه كله لانه كله كان بحاجة الى الشفاء،

 

58 كان عقارا ينفع لكل الامراض، والمرض الذي كان [ يصل اليه[29] كان يُشفى،

59 كان ينتصر في كل الامراض التي صادفته، ولو كان يدخل الى ميت كان يبعثه،

60 كل يوم كان يحمل غفران الذنوب وشفاء الامراض، /431/ وكنزه مفتوح بين الجموع ويوزع ثرواته،

61 كان ينبوعا يفجّر [ الحياة في العالم كله،[30] واستقت منه الجماهير والجموع ولم ينقص،

62 شجرة الحياة نثر ثمراته بين المائتين، وقام الموتى وجمعوها واكلوها وانبعثوا،

63 كان مليئا تطويبات للبعيدين وللقريبين وزوّد كل واحد بالمعونات الوفيرة،

64 كان قد دخل الى الامان واعطى الشفاء للمرضى، وخرج الى القفر وملأه شبعا وكل لذّات،

65 كانت الجموع تزدحم حواليه في الامان لاجل معوناته، وكان ينتقل الى القفر ليتفقده بامانه،

66 خرج الى الصحراء وسبقته جموع من كل الجهات: المرضى والمعلولون لينالوا منه احتياجاتهم.

 

اختلاء المسيح في القفر للصلاة وقد جعله امانا للمتوحدين

67 ربنا جلب نفسَه من الامان الى القفر، وجعل القفرَ امانا بسبب الجموع القادمة،

68 انتقل النور: اي موضع كان سيختفي لان اشراقه العظيم لا يستتر عن براياه،؟

69 خرج الى القفر هو وحده ليصلي، وخرج معه كل الامان لانه الامان،

70 سامع الكل خرج الى موضع مقفر ليصلي /432/ حتى يعلّم الصلاة للمتوحدين،[31]

71 الامان مؤذ، ومضطرب، ومليء مضرات شريرة: ضجة وكلام واحاديث كاذبة،

72 هذا يشتري، وذاك يبيع، وهذا يتخاصم: ظلم في العالم وكذب وكل ضلالة،

73 كل علل تسبب المضرات للقريبين منها: لجميع المسلوبين وجميع المظلومين وجميع الخاطفين،

74 وجميع المتعسفين وجميع الكذابين وجميع المقلقين وجميع الافاكين والمقرفين والوشاة والمرائين،

75 لو يسكن المتوحد بين هولاء ستُشل صلاته باللقاءات الجسدية،

76 يليق به القفر الخالي من الشرور اكثر من الامان المليء بالخطايا للساكن فيه،

77 الهدوء يعيد النفس الى الداخل عند الله، فتتطلع الى جماله الروحي الذي لا يُدرك،

78 ولا تقلقها اصوات العالم الشرير المقلقة ولا القصص المليئة مضرات لسامعيها،

79 لا تحتمل [ التعيير] من القريبين كل يوم، ولا [ تسمع[32] كل الشتائم من البعيدين في كل ساعة،

 

80 يوجد في الامان حسد الاعداء [ كالعواصف،] وفيه مكر الاصدقاء [كالزوابع،[33]

81 /433/ وتمجيد الشعب الباطل للمتوحد، [ ونتائج[34] المحاباة من قبل الرؤساء،

82 وتُظلم النفس لاسباب مختلفة من نقائها، ويختفي منها جمال الطبيعة،

83 [ وتعمى] وتظلم ويطيش عقلها عن [ الفهم،] وباضطرابها تنقسم لما [ تصلي،[35]

84 ولهذا يجدر القفر بالمتوحد حتى يطمئن نفسه في الداخل وتنظر الى الله،

85 لما تكون [ محرومة[36] من المعاشرات الجسدية تتكلم بسكوتها مع الله بمحبة،

86 الصلاة بهية عندما لا تقلق الافكار وجناحها سريع وتتحلق الى العلى عند سامع الكل،[37]

87 اراد ربنا ان [ يعلّم المتوحدين[38] ان يخرجوا الى موضع مقفر لما يصلون.

 

المسيح قابل الصلوات يصلي لاجل كل الطبيعة البشرية التي اذنبت

88 ولكي يبين مثالا لبني سرّه بنفسه، خرج الى موضع مقفر ليصلي،

89 واذ هو قابل كل الطلبات والصلوات، شاء ان يصلي لياخذ عبيده منه نمطا،

90 اخذ بشخصه اقصى حد العوز ليصلي لاجل كل الطبيعة لانها كانت قد اثمت،[39]

91 /434/ لاجل آدم قبل ان يصير آدم، وحلّ محله وصلى للآب بدل الخطأة،

92 واذ [ صار[40] ربنا فقد صلى في القفر، ولكونه “الموجود” فهو سامع الصلوات،

93 البار غير المحتاج الى طلب صلى لكونه منا، ولكونه (الها) هو قابل الصلاة مع والده،

94 انه الواهب والآخذ والمقرب والقابل لانه كله عجب،[41]

95 ابصر آدمَ مطروحا وملقى في العمق العظيم، ولا يقدر ان ينهض ليطلب المراحم لجهالته،

96 اخذ جسدا وصار ابن الانسان مثله، وصلى لاجله بينما هو غير محتاج الى الطلب،

97 ذاك الغني كان قد افتقر وصار منا وصلى لاجلنا كانما هو محتاج لاجلنا،[42]

98 كان يجمل بقابل الصلوات ان يصلي بدل الخطأة ليبررهم،

 

99 كان يليق [ بابن] الحق وهو يعلم الصلاة لابنائه ولتلاميذه لما كان [ يصلي،[43]

100 كان قد خرج الى القفر وفاض الامان ليخرج معه جموع الناس لياخذوا منه احتياجاتهم.[44]

 

المسيح – الامان يتحنن على البشر في القفر

101 الراعي الصالح وقف ووجد القطيع ضعيفا /435/ ومليئا امراضا ويحيط به لكي يُشفى،

102 احاطت به قطعان مريضة من كل الجهات ليتفقدها ويقويها بالشفاء،

103 كان الآسي قد شاهد المرضى يحيطون به فايقظ قوته ليسندهم بمعوناته،

104 اشرقت الشفقة هناك على جروحهم وكانوا يُضمدون بالشفاء المليء حياة،

105 الحنانُ طالب طبيبَ الامراض بان يتفقدهم، وكان يتباهى بشفاءاتهم بمعوناته،

106 ربنا شاهد الجموع في القفر تحيط به، فترحم وشفى وطبب مرضاها.

 

قال التلاميذ: المكان مقفر فاطلق الجموع لتوفر لها القوت

107 لما مال النهار ليغيب في الموضع المقفر، اقترب التلاميذ وتوسلوا الى المعلم العادل،

108 كانوا يقولون له: ربنا، لقد فات الوقت والموضع قفر ونفتقر الى القوت،

109 قم بعمل حسن واطلق جموع المرضى ليذهبوا ويفتشوا عن الاطعمة لاشخاصهم،[45]

110 نسي التلاميذ بان ربنا هو امان كل الارض، وسموا الموضع قفرا ولم يكن قفرا،

111 ربنا موجود فيه، [ لماذا[46] سُمى قفرا بينما امان العوالم والمواضع حاضر فيه،؟

112 /436/ هو الذي امّن بين العلويين والسفليين، وبما انه موجود هناك [ لماذا يسمونه موضعا مقفرا،؟[47]

113 به اطمأنت الاعالي والاعماق وسكانها، ولم يكن خربا الموضع البهي حيث هو حاضر.

 

كيف يفوت الوقت بحضور المسيح-ربّ الازمان؟

114 كانوا يقولون للامان العظيم: ان الموضع مقفر، وفات وقت النهار فاطلق الانسانية،

115 ايها التلاميذ ان شمس البرارة موجود، واي مساء يقدر ان يغطيكم بظلمته،؟[48]

 

116 هوذا ربنا-النهار عندكم، فلا مجال لليل حتى [ يظلم[49] بجواركم،

117 ما دام معكم رب الاشراقات والنيرات، لن يُسمع بانه بوسع المساء ان يلفّكم،

118 في يديه موضوعة كل الامسيات[50] والاوقات، لماذا قلتم: هوذا الوقت قد فات وانقضى،؟

119 الى اين يمضي ذاك الوقت كما قلتم،؟ ومن يقبض على اقاصي الارض برمزه الخفي،؟

120 هو الذي يزيل كل الازمنة وتغييراتها، والاوقات هي مربوطة بنيره وتطيعه،

121 مُلكه هي الليالي والايام، وله يسمع [ الظلام[51] والنيرات،

122 /437/ [ الصبحيات والامسيات وتغييراتها[52] تركض صوب رِجله وهو الذي يعجّل عجلة الازمنة لتنتقل،

123 هو الذي يدعو النورَ ويخرج الى البرايا، وهو يرمز الى الظلام ليغطي [ الارض،[53]

124 هو الذي يقبض على الهواء [ ويغيره] بكل التغييرات، وهو الذي يدير المجرة على [التدبير،[54]

125 لو يدعو [ النهار] في منتصف [ الليل] لسمعه، ولو اراد لاخفى [ النور بالظلام،[55]

126 هو المسلط على جسر كل الازمنة، وبدونه لا يدور محور العجلة،

127 واذ هي موضوعة في يديه مسيرة [ كل الاوقات، لماذا[56] تقولون مثل الضعفاء: لقد فات الوقت،

128 واطلق الناس ليذهبوا الى القرى والارياف، وليهتم كل واحد (بشراء) حاجة اغذيته.؟

 

المسيح-مائدة وخبز الحياة للبشر

129 ايها الرسل المختارون، ان ربكم شبعٌ وقوت وهري التطويبات ومائدة الحياة الذي لا يفتقر،

130الى اين تذهب الجموع الجائعة بعد اطلاقها،؟ ومن يقدر ان يقيت الجياع ما عداه،؟

131 لو تركته كيف تشبع او كيف تُسند،؟ /438/ بدونه حتى في الخبز لا يوجد شبعٌ،

132 هو الذي يقيت الفلاحين من اتعابهم، ومن موهبته تغتني [ البيادر[57] بكل الغلات،

133 هو الذي يرسل من خزينته المطر للزروع، والرشاش والندى للحقول ليسندها،

134 لما يزرع صاحب الحقل لا يتكل على الشبع فيما لو اهمل رمزه قليلا من فائدته،

 

135 وليس الكدس غنى في وقته لمن يجمعه، لو لم يباركه امره بكل [ الخيرات،[58]

136 وليس في الباقة غلة او فائدة لو عُرّيت من الموهبة المليئة بالمراحم،

137 ولا المائدة فيها شبعٌ لما يُكدس الخبز الوفير عليها لو اهمل من بركاته،

138 يده تسد كل احتياجات البشر، فالى اين تذهب الجموع الجائعة المحيطة به،؟

139 اتى الفقراء من كل الجهات عند المقيت، فلو اطلقها، من سيقوم مقامه هناك،؟

140 لو لم يعط الخبز الموجود عنده للجياع، من مثله يقدر ان يسد احتياجاتهم،؟

141 لو يطلقهم، الى اين سيذهبون كما قلتم لانه شبعٌ ونور وحياة العالم باسره.؟

 

يسوع لا يطلق الجموع جائعة بل يقيتها

142 /439/ تكلم الرسل حتى يطلق الجموع، ولم يكن من العدل اطلاقها جائعة وضعيفة،

143 الآسي الصالح شفاها من المرض، وكان يجمل به ان يسندها بالطعام،

144 صار طبيبا صالحا للمرضى وشفاهم، وصار مقيتا للجياع واطعمهم،[59]

145 كان يجمل به ان يشفي ويطعم، ولهذا لم يطلق الجموع لما طلبوا منه،

146 الرسل الذين طلبوا ان يطلق الجموع كانوا بشرا، اما هو فلم يطلقها لانه كان الها،

147 كان يليق به ان يبرهن بانه المقيت ويُعرف بان الرسل كانوا معوزين،

148 لكونه الها مكث في فكر الله لئلا [ يتحقق[60] نقص حيثما يكون موجودا،

149 واذ كان التلاميذ بشرا فقد تكلموا مثل بشر ناقصين: اطلق الجموع، ولم يرد ربنا،

150 اجاب ربنا: ليس جميلا ان تذهب [ الجموع[61] من عندكم، اعطوها انتم الخبز لتاكل،

151 لا اطلق الجياع ليذهبوا صائمين، انتم سدّوا عوزهم مثل المسلطين،

152 ايها الوكلاء افتحوا الكنز الذي تقبضون عليه، /440/ واخرجوا منه واعطوا للمحتاجين القادمين عندكم،

153 ايها التلاميذ لكم المفاتيح اخرجوا الغنى، ووزعوا مجانا للموضع المحتاج ولسكانه،[62]

154 هوذا العلى والعمق وكل ما فيهما في ايديكم، ولستم محتاجين لا تتضايقوا مثل الناقصين،

155 لا يلزم للجموع ان تذهب من عندكم اعطوها انتم من الكنز الذي تقبضون عليه،

156 قالوا: ربي ليس لنا في الموضع المقفر ما عدا [ خمس خبزات[63] فقط وسمكتان.

 

الروح يفقّه التلاميذ

157 ربنا تكلم مع التلاميذ روحيا، وهم سمعوا جسديا لانهم كانوا ضعفاء،[64]

158 كان يقول: اعطوا الخبز للجموع، [ وهم[65] اجابوا: ليس لنا مثل الناقصين،

159كان لهم ولم يكونوا يعرفون ما كان لهم لانهم كانوا مثل صبيان لا يشعرون بما لهم،

160 الوارث الذي يخفى عنه ميراث ابيه هو صبي، واذ كان كنزه مُلكهم فانهم لم يعرفوا اين هو،[66]

161 كان التلاميذ مثل الاطفال عند مخلصنا، وقد اكسبهم كل الغنى ولم يكونوا يشعرون،

162 حملّهم مفاتيح كنزه مثل [ الامناء[67] ولم يدخلوا ليعرفوا كنوزه ويعرفوا كم انه غني،

163 /441/ وضع في ايديهم كل كنوزه ولم يعرفوا على اية ثروات كانوا مسلطين،

164 لم يكونوا يرون مدى حدّ غناه ولا كثرة خزائنه على اختلاف اشكالها،

165 بعد ان صعد وجاء الروح عند التلاميذ شعروا بكمية الغنى الموجود في ايديهم،[68]

166 كانت لهم ثروات خفية لا تُدرك، وكان حالاّ في ايديهم كل كنز ابيه،

167 لو لم يكن للرسل الكثير لما كان يقول لهم ان يعطوا الخبز للجائعين،

168 واذ يملكون فقد طالبهم عارف الكل بان يعطوا الخبز للجموع الجائعة القادمة عندهم،

169 طلبوا منه ان يطلق الجموع، اما هو فطالبهم بان يعطوا الخبز للجياع ولم يفهموا،

170 هو عرف بانهم كانوا اغنياء لانه اغناهم، وهم قالوا: ليس لنا مثل الفقراء،

171 واذ لم يعرفوا ان يعطوا الخبز كما امر، قام ليبين غناه علنا لبني سرّه،

172 وجد كم ان تفكير سلاطينه فقير [ ولايشفق،[69] فقام ليضع الخبز للجموع،

173 وجد بان الشفوقين لا يوزعون ثرواته للعالم، فوزع خبزه للجياع بعينه الصالحة،[70]

174 /442/ كانوا يقولون له: لنا [ خمس خبزات] فقط، ولم يفهموا بان له [ غنى[71] بقدر ما يريدون،

175 كان ملكوت الله داخلهم، فاجاب التلاميذ مثل الفقراء بانهم لا يملكون.[72]

 

 

التلاميذ وايليا واليشع

176 كانوا قد ثاروا وارتعبوا في قرية اهينوا فيها، فطلبوا وقالوا: لتنزل النار وتحرقهم،[73]

177 من هو مسلط ليُنزل النار هو مسلط ايضا ليُكثر الخبز حيثما يريد وهذه هي [قوة،[74]

178 اليشع الذي انزل معلمه النار كثّر الخبز واشبع الجياع لما كان يلزم،[75]

179 كان التلاميذ قد اهتموا بانزال النار، ولم يهتموا باكثار الخبز ولو كان ضروريا،

180 [ نظروا[76] الى ايليا الذي انزل نارا لما صلى، ولم ينظروا الى اليشع الذي كثّر الخبز،

181 لما اهينوا اقروا بانهم يقدرون ان ينزلوا النار ولم يهتموا باكثار الخبز للجياع،!

182 ذات الانسان تركض نحو الشر منذ طفولتها، ويصعب عليها فعل الخير ولو انها تقدر،[77]

183 غار التلاميذ حتى ينزلوا النار على الجسورين، لكنهم لم يغاروا ليكثروا خبزا للجموع الجائعة،

184 /443/ اهتموا مثل [ الغيورين[78] بصنع الشر، ولم يغاروا مثل الصالحين ليشبعوا من هو جائع،

185 واحد هو الصالح وبه تجدر الشفقة، [ ويسهل[79] عليه فعل الخير لا على غيره،

186 طلب من رسله ان يعطوا الخبز لانهم كانوا يقدرون، ولم يتحركوا (لصنع) المعجزة التي كانت ممكنة،

187 وابن الصالح اخذ الصلاحَ ليعمله، وبه تجدر الشفقة بكل اشكالها.

 

معنا خمس خبزات وسمكتان

188 ليس لنا سوى خمس خبزات فقط، ايها الصادقون لماذا كذبتم على الصادق،؟[80]

189 لكم القوة والبأس والجبروت وقيامة الموتى والملكوت الذي هو كله نور،

190 يوجد لكم يسوع [ معين] كل الخيرات، وكلما يطلب المرء [ يجده[81] بكثرة،

191 لماذا تقولون: ليس لنا سوى خمس خبزات، ولم تحسبوه هو المليء بكل ثروات.؟

 

 

تقريع لسمعان لانه نسي بان ربه شبع وهو خبز حقيقي

192 يا سمعان لك ربك، فماذا يعوزك،؟ واذ هو معك اي صلاح ليس مُلكك،؟

193 لك [ خمس قرص[82] خبزا وسمكتين، ولك معها المسيح الغنى غير المحدود،

194 /444/ هاتِ كل شيء تملكه وضعه في الوسط، ولاحظ بان الجياع سيشبعون ويفضل عنهم،

195 خمس خبزات وسمكتان وابن الله، هات بهذا ويكفي ليشبع الجياع،

196 لك الخبزات ولك السمكتان ولك ربنا، ولما تحسب احسبه [ هو ايضا خبزا،[83]

197 لو تضعه قدام الجموع هو وحده، ستشبع منه بدون خبز لانه الشبع،

198 لو وُجدت خبزات بدونه فهي تكثّر الجوع، عدّه مع الخبز ومنه يشبع الشعوب والعوالم،

199 توهم التلاميذ وحسبوا الخبز والسمكتين فقط، وبما انهم لم يحسبوا الابن فقد غار ليؤدّبهم.

 

المسيح يبارك الخبز

200 واخذ الخبز من ايديهم الضعيفة، [ وحمله[84] على يديه اللتين تحملان اقاصي الارض،

201 خلط فيه الخبز القليل الموجود هناك، ليكثر منه الخبز للجموع المحتاجة،

202 اخذه على يديه اللتين رقعتا اسس المسكونة، [ ووزنتا] الجبال، وبسطتا الاعالي، واتقنتا [الاعماق،[85]

203 ومدّتا الرقيع، وصفّتا النيرات، ووزعتا [ الساعات،[86] ووضعتا الاوقات، وقاستا البحار، ومسحتا اليابسة،

204 /445/ [ وجبلتا[87] آدم من التراب ليصير انسانا، ومنها وبها يقوم العالم على اللاشيء،

205 مقيت الاجيال اخذ الخبزات ووضعها على يديه التي منها تجري الحياة [للعوالم[88] وللبرايا،

206 [ رب الاعالي[89] نظر الى السماء وبارك وكسر، نظر الى السماء لكنه هو الذي بارك مثل مقيت الكل،

207 نظر الى السماء لا ليقبل قوة اخرى، لكن ليبين بانه يتفق مع ابيه وابوه (يتفق) معه،

208 نظر الى السماء ولم يدعُ آخر ليبارك، هو بارك لانه كان مسلطا على التبريك،

209 منه تجري كل البركات للبشر، ولا يبارك الآبُ شيئا الا به،[90]

210 به تبارك الاولون بافعالهم، وبه بارك ايضا الوسطيين بايحاءاتهم،

 

211 انه معين عظيم [ منه[91] تجري كل البركات، وبه يبارك الآبُ الناسَ لما يبارك،

212 ابن الله امر الجموع بالجلوس ونظر الى السماء وبارك وكسر واعطى رسله،

213 نظر الى الخبز بصفته العامل كما هو معتاد، وبامره بدأ يثمر ويكثر وينجب،

214 رمز الى الخبز كما لو كان الى الزرع الموجود في تلم (الحقل)، /446/ وشرع يثمر [ويتكاثر وينجب بامره،[92]

215 كثّر [ الخبز حسب[93] حاجة الجموع الجائعة، ليصير الخبز على عدد ضيوف صاحب البيت،

216 نبعت الخبزات منها وبها كما أُمرت، ودفع الخبزُ الخبزَ رفيقه حتى يتكاثر هناك،

217 يدا الابن تجشأتا اللذات [ كالينبوع:[94] خبزا مباركا كان محررا من اللعنات،

218 الغلة [ الوفيرة] بدون الزراع وبدون الحصادين: بيدر الخبز بدون الخبازين وبدون [تعب،[95]

219 الضيوف المرضى الذين حَبَوا وخرجوا الى الموضع المقفر، ووجدوا بانه مليء بكل شفاءات وبشبع عظيم.

 

وليمة المسيح في القفر تشبه بهجة الارض بنيسان

220 ابن الله صنع وليمة للمرضى، وخرج الى حيث لا يوجد الهمّ نهائيا،

221 الى القفر الفارغ من المهتمين ومن المعكرين، الى حيث لا يوجد من يتعب ولا من يشقى،

222 ولا من يزرع، ولا من يحصد، ولا من [ يحمل،[96] ولا من يهتم بالغلات ليوزعها،

223 كانت وليمة يوجد فيها [ حنان[97] للمرضى، ودواء للجروح وشبع عظيم لمن هو جائع،

224 المشلول يقفز، والاعمى يبصر، والاطرش يسمع، /447/ والاجرب يطهر، والمريض يُشفى،

225 ولسان الالثغ مطلق ويرتل التسبيح في الجمع، والجائع الذي [ شبع خبزا[98] يشكر بصوت عال،

226 كان القفر شهيا لو يجوز لي ان اسميه قفرا، لم [ يكن[99] قفرا لانه كان مليئا امانا من كل الجهات،

227 كان امان العالم حالاّ هناك مع تلاميذه، وشبع عظيم وكل افراح لجميع المتضايقين،

228 يدا الابن تنبعان الخبز الكثير للجموع، والتلاميذ يصفّون ويجمعون كل الملذات،

229 الارض مفروشة باقاح وفيرة وبزهور: ثياب شهية فرشها نيسان على الآكام،[100]

 

230 رب نيسان حامل الخبز ليوزعه، وكنزه [ مفتوح[101] ويوزع غناه بقلب صالح،

231 طبيب الجروح [ الذي شفى الامراض] ولم ياخذ الاجرة، عاد [ واعطى[102] الاجرة الجيدة لكل من شُفي،

232 الخبز القليل الذي فرش نفسه على مائدة الملك ودعا المرضى الى الوليمة وغمر الارض،

233 المتكئون على [ العشب] وعلى الزهور [ المتعددة الالوان] جالسون ومبتهجون وجميعهم يرتلون [ كل[103] شكر،

234 الخبز البهي على زنابق البر الواسع: /448/ مائدة شهية، وخبز مبارك، ومن كان يشبع،؟

235 انهزمت الامراض، وحضرت الشفاءات هناك في الجمع، والخبز المبارك لذيذ جدا لمن هو معافى،

236 كانوا معافين، وكانوا صائمين، وكانوا جياعا، والخبز جيد، وذاك الذي يخدم كان الها،

237 خبز جديد، ابن نهار واحد، غير معجون، وغير مخبوز: ولده الرمزُ الخفي بقوة عظمى،[104]

238 الجموع واقفة على ابسطة كل الاعشاب، ومصفوف خبز اشتهاه الملوك باكاليلهم،

239 مغيب محبوب [ كان[105] نوره اعظم من النهار وكان يقف في مساء الصباح البهيج،

240 الشمس مالت للمغيب ورب الشمس قام ليخدم، وتنعمت الجموع بنور ابن الله البهي،

241 زال النهار وظَل المسيح لانه غير زائل ليسعد اصدقاءه من الموهبة المليئة مراحم،[106]

242 مال وقت النور الزمني لينتقل، فاشرق ربنا كالنهار واشبع شعبه.

 

البيعة العظمى خرجت الى القفر مع ربنا

243 البيعة العظمى خرجت الى القفر مع مخلصنا، والبر الواسع فتح [ لها بابه لتُخدم[107] فيه،

244 خطيبها العادل خرج الى القفر وحده، والعروس البتول اشتهت جماله وطارت وراءه،

245 /449/ عروس النور كانت تقول له: اجذبني وراءك، اركض الى رِجلك لان رائحتك احلى من العطور،[108]

246 اسمك دهن المر الذي يطيب جماعاتنا، ولهذا احبتك الشابات بالحقيقة،[109]

247 يا بنات اورشليم اين هو الختن الذي خُطبتُ له،؟ خرج الى القفر فاخرج وراءه وافرح معه،[110]

 

248 لا تنظرن اليّ لانني مريضة واحبه، انه ياخذ امراضي فاذهب عنده لانه يشفيني،[111]

249 القفر معه محبوب وليس بالنسبة الي قفرا، انه يطمئنه لانه الامان لمن ينظر اليه،

250 ابغضتُ الامان، وكلما لا يحضر فيه هو قفر، فمن يقدر ان يصنع الامان ما عداه،؟

251 لاي مريض يوجد امان بلا عافية، ومن يقدر ان يطمئن الاعمى الا النور،؟

252 ما الامان الذي يطلبه الاطرش الا ان يسمع،؟ ولو لم يسمع لا امان له حيثما وُجد،

253 الموضع الموجود فيه الختن الذي احببته هو امان، فيه توجد كل الفرص لجميع المحتاجين.

 

البيعة والمسيح في خدر واحد

254 البيعة خرجت الى البر وراء [ ربها،[112] /450/ لانها اشتهته في الامان، وشبعت منه في القفر لانها تاقت اليه،

255 القت عينيها على الشاب لتصير معه، فهددها المعلمون وخافت وارتعبت من كلماتهم،

256 رؤساء الكهنة وضعوا لها حدودا بتهديداتهم: لو تعترفين به سنطردكِ بسببه،

257 واذ انتقل [ حبيب الذكية[113] الى القفر توفرت لها الفرصة فخرجت لتشبع هناك من جماله،

258 حيث لا يوجد كهنة يحسدون الشابات، ولا غيورون ينصبون الشراك للبتولات،

259 ولا مدربون يمنعون الشعب عن الخيرات، ولا لاويون ينشرون الفرائض،

260 لكن المسيح وبنت النيرات التي خرجت اليه: العروس والختن في خدر الابن المليء بالزنابق،

261 بالاسم هو قفر وبالفعل هو امان عظيم: متكأ محبوب اجلسه الختن على الورود،

262 المريضة الجائعة التي خرجت لتشبع ثم تُشفى من قبل الختن حبيبها الذي لم يشأ ان يطلّقها لما توسلت اليه،[114]

263 ربطها بالمحبة، ومُحبة رَجلها خرجت وراءه واذ توسلوا ليطلقها لم يشأ لانه لم يكن من العدل (ان يطلقها).

 

للمسيح-العريس وللبيعة-العروس ارادة محبة واحدة

264 هناك توسل الرسل ليطلق الجموع، ولم يشأ الختن ان يطلق العروس المخطوبة له،

265 /451/ خلطها وقرّبها اليه بمحبة، ولم يرد ان يطلقها بسبب محبتها التي امتزجت به،

 

266 وهي لم تسمح لنفسها لتبتعد عن [ الجميل،[115] فلم يكن لها درب للسير الا اليه،

267 فتشت عنه فلو طلقها لكانت تتضايق، فاشفق على محبتها لئلا [ تهان[116] لما يطلقها،

268 الجموع لم تشأ ان تذهب من عند ربنا، التلاميذ قاموا ليطلقوهم دون ارادتهم،

269 ربنا ايضا لم يقبل ان يطلقهم لانه كان يريد ان يحبهم كما ارادوا،

270 هناك صارت ارادة واحدة للعروس وللختن، ولم يسمح للوسطاء ان يفصلوهما،

271 فتش كما فتشت عنه [ بمحبتها،[117] ولم يشأ ان يطلقها لانها لم تكن تود ان تتركه،

272 لا هي ولا هو ارادا ان [ ينفصلا] الواحد من رفيقه، اذ كانت [ له ولها[118] ارادة محبة واحدة،

273 تركت الامان، ولما وجدته في القفر ابتهجت، وهو ايضا تاق اليها وهناك سدّ كل احياجاتها،

274 شفى امراضها واوجاعها وطهر برصاها واشبع جياعها وجمعها اليه من العثرات،

275 /452/ صنع لها خدرا: القفر الواسع الذي خرج اليه، وقام ليخدمها في الوليمة العظمى التي صنعها.

 

رمزية الاعداد: خمسة وخمسين ومئة

276 القفر اغتنى بصفوف المئة المتكئة فيه، واشرقت الاسرار بعدد المئة الكامل،[119]

277 خمسون خمسون في مئة صفّ اي خمسة آلاف، ويلزم الكلام عن هذه لو تسمعُ،

278 في كل عدد موجود هناك مصورة الانماط، ومن يسمع روحيا يفهم.

 

العدد خمسة هو نمط الحواس الخمس

279 الآلاف الخمسة هي حواس الطبيعة الخمس [ التي شبعت من مقيت[120] كل الخيرات.

 

العدد خمسون هو نمط سنوات السوابيع اليوبيلية

280 بالرجال الخمسين الموجودين في الصفوف كانت مصورة سنة السوابيع التي فيها تعاد الارض الى وارثها،[121]

281ربنا اعاد جميع [ الورثة الى مواريثهم،[122] وبه اعطيت عدن لآدم التي كانت مأخوذة (منه).

 

العدد مئة هو نمط كمال الشعوب المتجمعة في البيعة

282 بعدد الصفوف المئة، فُسر لنا كمال جميع الشعوب القادمين،

283 كل شيء يُحدد بمئة عند الله، والخروف المئة ايضا هو حدّ كل ما اكتمل،[123]

284 كل القطيع البشري مصور بمئة، ولما [ يدخل المئة يكتمل[124] الملكوت،

285 /453/ لو نقص واحد يتالم صاحب القطيع كثيرا، ولا يتركه الا وزيحه على كتفيه،

286 يخرج وراء الخروف الذي ضل ويحمله، لئلا ينقص عدد المئة الكامل،

287 البيعة العظمى التي [ فيها تتجمع كل الاسفار،[125] كللها ابن الله بالصفوف المئة،

288 خرج الى القفر وحرضها لتاتي عنده، [ واتكأ] الصفوف وصوّر صورة [للكمال،[126]

289 زين الحرة [ بالاكاليل] المئة التي نظمها لها، وابان [ للعوالم[127] بان الكل يكمل ببنت النيرات،

290ولهذا امر ان يصطفّوا خمسين خمسين ليصنع هناك مئة صفّ لاجل السرّ،

291 بالعدد الكامل [ والشامل الذي يتضمنه السرّ يعرف العالمُ [128]انه يكمل بابن الله.

 

البشارة تجمع الشعوب ليصبحوا قطيعا واحدا لراع واحد

292 البشارة تجمع [ جميعَ] الشعوب الى منزل واحد، وبها يكتملون [ كاعداد المئة الكاملة،[129]

293 والخروف الضال المفقود يدخل ايضا، ويصبح كله قطيعا للواحد الذي يجد الكلَّ،[130]

294 والمئة [ الكاملة] غير الناقصة [ العدد[131] /454/ تقوم للآب بواسطة ابنه الذي وجدها،

295 والبشارة تحوي كل العالم الذي يُجمع بها كما يُخثّر الحليب ليصبح [ جسما[132] قويا،

296 وكل الجبلة تختمر وتكتسب طعما جيدا بخمير الحياة الذي عجن فيها نفسه لتطيب به،

297 [ رمز] الى الارض باحناء راسه على الجلجلة، [ وجذب موتى كل[133] البرية الى منزل واحد،

298 يحمل الخروف الضال على منكبيه، ويسلّم لابيه الخروف المئة بدون نقص،

299 صوّر ربنا هذه الاسرار الروحية بالصفوف المئة التي نظمها في القفر حتى يسعدها.

 

يعقوب يتكلم

300 كان يُفسر سر آخر في الخبز والسمك، وهذا حفظته لمن يهتم بالتعليم،

301 لئلا يقتنع بان الخبر كله قد فُسر، ولا يثور فيه استفسار مليء بكل الفوائد.

 

الكتب الالهية هي جبال من ذهب

302 الكتب الالهية هي جبال الذهب، فاحفر ايها الفقير وها انك تغتني من كنوزها،

303 هوذا الخزائن في كل اسفار بيت الله، هلموا ايها الناقصون واكشفوا الاسرار [وخذوا واغتنوا.[134]

 

الله وحده غني ولا آخر سواه

304 هوذا الغني يوزع ثرواته على المحتاجين، /455/ هلموا يا محبي الغنى وخذوا احتياجاتكم مجانا،[135]

305 هو وحده الغني وآخر لا، وباسم الغنى ينخدع الناس بينما هم فقراء،

306 يوجد غني مليء (كيسه) ذهبا ومليء امراضا، وهذا هو محتاج لا غني كما يُسمى،

307 يوجد من له الفضة والاموال وينقصه النور، فليس غنيا لكن شقيا مليئا آلاما،

308 [من له الغنى ليس له كل شيء،[136] ولا يقدر ان يعطي المحتاجين كلما يُطلب منه،

309 اي غني له ان يعطي من يطلبون منه الصحة او المعونة لمن هو مريض،؟

310 او يهب النور للاعمى من كنزه، او يرسل التطهير للاجرب لو طلب منه،؟

311 او يصنع الخمر من الماء لما يطلبون منه، او من خبز [ قليل يشبع الآلاف،؟[137]

312 من لا [ توجد[138] له هذه الاشياء ليس غنيا، ومن هو ثري بشيء وناقص بشيء فكله ناقص،

313 ربنا غني وله كل هذه الامور على كثرتها، ولا ينقصه شيء واحد لانه كله غنى،[139]

314 يمكنه ان يلبي كل اسئلة يطلبها كل واحد:/456/ [ الضماد[140] للجروح وكل العافية للمرضى،

315 واذا طلبوا منه القيامة للموتى والشبع للجياع، وهذا هو الغنى لما تكثر كل الخزائن،

316 في القفر طلبوا منه وشفى الامراض والاوجاع، ووزع في كل الجهات كنوزه السامية لكل احد،

 

317 وبعد ان نقص الخبز اشبع الآلاف بخبز قليل، ولما طلبوا منه اتى بشيء من اللاشيء،

318 اشبع الآلافَ الذين اتوا اليه بخمس خبزات، وبسمكتين اعطى اللذة لمئة صفّ.

 

تكثير السمك

319 من راى السمكَ يخرج من النار ويلد ويتكاثر على الموائد كما لو كان في البحر،؟[141]

320 ايها الرسل المختارون انتم صيادون، هلموا وبينوا لنا هل توجد فرصة ليكثر السمك لما يُوزع،؟

321 وصعد من الماء وسقط على الجمرات وصار مهيأ، فدخل الى الصفوف وبدأ يكثر على الموائد،

322 خرج الى القفر رب البحار فجلبت السمك [ واعطته[142]له ليباركه واذ كان قليلا فقد كّثره،

323 توسط وقام ليكون موزعا للآلاف، وماذا كان يصنع بسمكتين ما لم يكثّرها،؟

324 ماذا كان يصنع بسمك قليل مقسّم الى اجزاء عديدة، /457/ لو لم يقدر ان يكثّره،؟

325 كان موزعا وكل واحد متساو عنده باستقامة، وماذا كان يصنع بسمكتين للجموع،؟

326 وجد بانه ليس عادلا ان ياخذ واحد ولا ياخذ آخر، ولانه قادر فقد كثّر وساوى واشبعهم،

327 برمزه البحر ينجب الاسماك ،ولما لزم احنى نفس الرمز [ في القفر[143] وكثّرها،

328 النار لم تمنع السمك من الانجاب بعد ان دخل اليها واحترق فيها وخرج ليتكاثر على الموائد،

329 يدا الابن اللتان قاسى بهما البحر العظيم مسكتا السمكتين وبتلك القوة كثرتا في الصفوف،

330 بلا صيادين وبلا شراك وبلا شص انما رمزه يكثّر الشبعَ على الموائد،

331 سمعان يا رئيس الصيادين هلم وانظر، هل تقدر ان تصطاد هكذا صيدا جديدا غير اعتيادي،؟[144]

332 خاب الصيادون ومصائدهم من هذا الفعل، وقدرة ربنا العاملة اشرقت على المتكئين.

 

ابن الباري يشبه اباه في افعاله

333 انه يشبه اباه بالقوة والبأس والجبروت، وهو مثله بالقدرة البارية وبالقدرة [العاملة،[145]

334 انه ابن الباري وفيه القوة مثل والده، [ وكل ما راى[146] الآب يفعله يعمله هو ايضا،

335 /458/ اراد ابن آدوناي ان يتشبه بابيه السامي الذي كثّر المنّ والسلوى في القفر للشعب العظيم،[147]

336 خبز بهي من السحب النيّرة، صيد طاهر ارسله البحر بلا صيادين،

 

337 المنّ والسلوى من كل الجهات على المعسكر، والغلة الجديدة لعساكر بيت الله،

338 الآب المقيت اطعم الشعب في آشيمون، وراى ولده ذلك فصفّ هو ايضا الموائد في القفر،[148]

339 كما اكل الشعب ذلك المنّ بدون همّ، كثّر الخبز لانه يشبه اباه في افعاله،

340 واذ صعدت السلوى من البحر، [ كثّر] السمكَ لئلا [ ينتقص[149] بشيء عن والده،

341 تكاثرُ السمك الميت في القفر اعظم بكثير من مجيء السلوى الى المعسكر،

342 لو [ كان[150] منفصلا عن والده لكان فعله اعظم، لكنه ليس اعظم لان كليهما صارا بقوة واحدة،

343 بالمنّ والسلوى التي اتت للقدامى كان الابن يقيت عساكره برمز الآب،

344 [ والخبز الذي كثّره هناك للآخرين كان يكثّره[151] بواسطة الابن ليعيش الجياع،

345 /459/ قوة [ الولد الكامل] ووالده هي واحدة، وارادة واحدة، وطبيعة [واحدة،[152] وتفكير واحد.

 

الجموع اكلت وشكرت النعمة

346 ابن المقيت اطعم الجياع وسد احتياجاتهم، فاكلوا وشبعوا [ وفضل[153] (الطعام) وشكروا بسبب النعمة،

347 رعد صوت الشكر في القفر من قبل الناقصين لابن الله الذي سد احتياجاتهم،

348 اعطى العافية واعطى الطعام وسندهم، ولانه غني فانه يعطي لكل واحد ولجميع المحتاجين،

349 ايها المتميز انصت روحيا لو قدرتَ الى هذه الاصوات التي صدرت من ذلك الجمع،

350 اطِر عقلَك ليقف هناك وانظر الى العجب: [ بطن النفس مليئة خبزا وفمها[154] تسبيحا،

351 مريض البارحة الذي تعافى في منتصف النهار، اتكأ في الوليمة وبدأ يتنعم خلال [يوم،[155]

352 والاعرج يركض ليجمع الكسر التي فضلت، والاطرش يعطي التسبيح الجديد بصوت عال،

353 والاعمى يحمّل خبزا للطفل الذي جرّه البارحة، وعاد اليوم وجرّ الطفل لئلا يهلك،

354 والاجرب كشف عن نفسه ليبين بان جسمه طاهر، وكشف عن جوعه ليبين خبزه لمن يصادفه،

355 /460/ [ اشتدت[156] العجائب من كل الجهات على المشاهدين، والمسبّح لم يكن يعلم الى اي عجب ينظر،

 

356 ماذا يوفي بصوت شكره لو اوفى:؟ هل لانه شُفي او لانه شبع خبزا جديدا،؟

357 هل ينظر الى السمك الذي كثر ويتعجب بتمييز،؟ ام هل يندهش بحكمة بالآلاف الذين شبعوا،؟

358 هل يتعجب من الفتات التي فضلت عن الآكلين،؟ ام من جميع المرضى الذين عادوا معافين وفرحين.؟

 

دعوة المشاهد لينظر الى الابن كما تنظر الوردة الى الشمس

359 ايها المشاهد اترك كل (هذه الامور) لانك لا تستوعبها، وهلم انظر الى الابن المليء منظره كل اللذات،

360 انه الينبوع الذي منه [ تجري] كل الخيرات، فتعجب [ به وتلذذ[157] لانه يرشّ الحياة على الناظر اليه،

361 لما تنظر الوردة الى الشمس تاخذ لونها وتحمل منها [ زينة محبوبة وتتزين[158] بها،

362 ايها العقل انظر الى المسيح بعجب وها انك تغتني، وخذ اشباهه وها انك وصفته بمحبة،

363 [ تامل[159] فيه لانه بحر مليء حنانا، ومنه يستقي العوالم الغنى ولا يفرغ،

364 انظر اليه لانه يحمل الغنى من كل [ الجهات،] ويوزع لكل واحد [ لياخذ مجانا[160] من امتلائه.

 

الرسل جمعوا اثنتي عشرة سلة من الكسر

365 /461/ كثّر الخبزَ واطعم الجياع كما سمعتم، وتعجب الآلاف وصرخت الجموع بسبب الآية التي حصلت،

366 [ فقام] التلاميذ لجمع كل [ ما فضل:[161] غلة جديدة فضلت هناك عن الآكلين،

367 كانت موهبةً [ سكبت] نفسها بغزارة، [ فحملتها الجموع لانها فضلت منهم[162] بسبب كثرتها،

368 منها امتلأت البطون والاكناف والسلال الاثنتي عشرة المليئة من قبل التلاميذ،

369 ذاك [ الواهب قاس] وكثّر حسب معرفته، واعطى الموهبة [ حسب[163] الحاجة اليها،

370 اعطاها [ لتكفي] ويصير منها شبع [ للجمع،] وكثّرها (وجعلها) [ زوادا لدرب المريض الفقير،[164]

371 وسمح للرسل ان يحملوا الكسر التي فضلت حسب مقدرتهم، ولم تفضل لانه اعطى بكيل لما كان يعطي،

372 بقدر ما كان الجياع ياكلون اعطاهم حسب احتياجاتهم، وبقدر ما تاخذ كل الجموع اعطاها زوادها،

 

373 ملأ الموائد بقدر ما طلب المحتاجون، وبقدر ما حمل هولاء الذين صاروا شهودا للابن،[165]

374 لما كان يعطي كان يعرف كم تسع /462/ البطون والاكناف والسلال،

375 وهكذا فقد اعطى تلك الموهبة لما اعطاها حسب حاجة المواضع التي كانت تطلبها،

376 ليشبع الجائع [ ويمتليء[166] الكنف من نعمته، واعطى للتلميذ حملَه ليصير شاهدا.

 

الخاتمة

377 من اكل يسبّح، ومن شبع يشكر، ومن حمل يشهد، مبارك الواهب الذي كنوز غناه لا تُدرك.

 

كمل بعون ربنا[167]

 

 

 

[1] – ر: هذه الخبزات الخمس. الخبزات: هي تعريب “كريصُن” (القرص، قوص ومفردها قوصة) حسب العربية الدارجة الموصلية

[2] – و: لان كل من

[3] – ر: جمالك الذي هو بدون حدود

[4] – ر: ظلالي

[5] – عبرانيون 1/11-12

[6] – نص: وبنيراتها. نص: وكما انت انت. عبرانيون 1/11-12

[7] – ملاخي 4/2

[8] – مزمور 72/6

[9] – ر: ابواب. ر: جهاته

[10] – لوقا 19/1-10

[11] – ر: كان يقدسه. متى 26/6-13

[12] – يوحنا 9، خاصة 9/6، لوقا 17/11-19

[13] – متى 9/19-22

[14] – متى 8/28-32

[15] – ر: للاحياء والاموات في كل دربه. يوحنا 4

[16] – يوحنا 10/11، لوقا 15/1-7

[17] – يوحنا 7/37-38، 4

[18] – يوحنا 11، خاصة 11/25

[19] – يوحنا 2/1-11

[20] – متى 9/20-22

[21] – يوحنا 9، خاصة 9/6

[22] – لوقا 7/11-17

[23] – يوحنا 5/1-18

[24] – ر: تذخيثو، نص: دوكويو. ر: ناقدو، نص: داخيو. لوقا 17/11-19

[25] – مرقس 5/21-43

[26] – و: الابالسة الشرير. و: تعبان. مرقس 5/1-20

[27] – ر: ليشرب الماء. يوحنا 4

[28] – ر: لحاذ، نص: حاذ. متى 12/22-23

[29] – ر: الذي كان يصادفه

[30] – نص: كله حنان عظيم

[31] – ملفاننا ينقد ضجيج العالم ويفضل العيش في القفر على مثال يسوع الذي تردد الى القفر. ينصح المتوحدين ان يعيشوا في القفر حيث الامان. ويقصد بالامان المسيح الذي هو الطمانينة. انظر، رسالة/8، 11، 13، 14، 16، 17، 21، 22، 38، 39، 40. انظر، ميمره 137، 138، 191

[32] – ر: التعييرات. ر: تحتمل

[33] – و: والعواصف. و: والزوابع

[34] – نص: مطالبون، حكام

[35] – و: وكمهث، ر: وخامث، نص: وخمهث. و: متناقضات. و: تميل

[36] – : نص: مستترة

[37] – للصلاة جناح، على مثال النفس، تطير عاليا كلما انفرد المتوحد في القفر

[38] – ر: ليعلم البشر

[39] – كل الطبيعة اثمت. يقصد ملفاننا بالطبيعة الجنس البشري او آدم

[40] – و: شاء

[41] – اشعيا 9/6

[42] – 2قورنثية 8/9

[43] – ر: للعظيم. ر: صلى

[44] – انظر، ميمره 53

[45] – متى 14/13-21

[46] – ر: ولمُن، نص: وعال مُن

[47] – ر: لماذا قفرا موضعه؟

[48] – ملاخي 4/2

[49] – و: ناحشيخ، نص: دنحشاخ

[50] – هنا يبدأ نص ل 17161 ورقة 17

[51] – ل: الظلمات

[52] – ر، ل: الامسيات والصبحيات باشكالها

[53] – ر، ل: لارعو، نص: ارعو

[54] – ر، ل: ومحاليف، نص: ومشاحليف. ر، ل: التدابير

[55] – ر، ل: للليليو، نص: لليليو. ر، ل: للليليو،. نص: بحشكو

[56] – ر، ل: كل التغييرات لماذا

[57] – و: الزروع

[58] – و: الغلات

[59] – ايوب 26/31، مزمور 145/7

[60] – ر، ل: يشتهر

[61] – و: الجمع

[62] – متى 16/19

[63] – ر، ل: حمشو كريصين، نص: حاميش كريصون. متى 14/17

[64] – المسيح تكلم روحيا مع التلاميذ وهم فهموا جسديا. هذه العبارة توضح اسلوب تفسير السروجي: الروحي او المعنوي والجسدي او الحرفي

[65] – و: يهمل

[66] – غلاطية 4/1-2

[67] – و: امين. متى 16/19

[68] – يوحنا 7/39

[69] – غموض في العبارة

[70] – متى 20/15

[71] – ر، ل: حمشو كريصين، نص: دحاميش كرصون. ر، ل: وكان

[72] – لوقا 17/21

[73] – لوقا 9/54

[74] – و: القوات. هذه العبارة غامضة

[75] – 2ملوك 4/42-44، 1ملوك 18/20-40

[76] – و: نظر. 2ملوك 4/42-44، 1ملوك 18/20-40

[77] – تكوين 8/21

[78] – و: غيور

[79] – و: يجمل به. متى 19/17

[80] – متى 14/17

[81] – ر، ل: ينبوع. ر، ل: يجده فيه

[82] – ر: كريصي حمشو، ل: كرصي حمشو، نص: كريصون حاميش

[83] – ل: فهو ايضا خبز. يوحنا 6/35. اروع جملة لكم الخبز ولكم الرب يسوع فاعتبروه هو ايضا خبزا!

[84] – نص: وحمل

[85] – نص: واتقن. نص: عمق

[86] – ل: الازمنة

[87] – و: وجبلتاه. تكوين 2/7. البيوت 201-208 هي برهان على لاهوت المسيح “مقيت الكل” والباري مثل ابيه

[88] – نص: للعالم

[89] – نص: واعطاهم

[90] – افسس 1/3

[91] – ل: منها

[92] – نص: ويتزايد بالباقة هو ايضا

[93] – ل: الغلة حسب

[94] – ل: الينابيع. تكوين 3/17-19

[95] – و: خفية. و: اتعاب

[96] – و: يفسد

[97] – و: الحياة

[98] – و: دسباع للحمو، نص: دسباع لحمو

[99] – و: هو

[100] – متى 14/19

[101] – ل: يفتح

[102] – ل: الصالح الذي شفى الجروح. ل: يعطي

[103] -، نص: الشبع.، نص: لابسو الالوان. ل: على

[104] – هذا الخبز يشبه خبز ايليا في القفر. انظر، ميمره 112

[105] – و: هو. تكوين 3/8

[106] – عبرانيون 13/8، متى 24/35، عبرانيون 7/24

[107] – و: له ابوابه تخدم. مزمور 22/25، 40/9-10. ملفاننا يجعل البيعة تلحق يسوع الى القفر على مثال المتوحدين

[108] – نشيد 1/3-4

[109] – نشيد 1/3

[110]  نشيد 1/5

[111] – نشيد 2/5

[112] – و: ربه

[113] – و: احبته لانها عاقلة

[114] – تلاعب على فعل (شرو) اطلق: متى 14/15 ؛ متى 19/3-9؛ تثنية 24/1. ملفاننا ينوه بالخصومات والاضطهادات التي كانت تعصف بالبيعة التي وجدت الامان في قفر-يسوع حيث تصبح معه واحدا بروح واحد

[115] – و: الجميلون

[116] – ل: يهان

[117] – ل: محبته

[118] – نص: ليقسما. ل: لها وله

[119] – مرقس 6/40

[120] – ل: يشبعون من مقيت

[121] – لاويون 25/8-12

[122] – ل: الفوائد الى ورثتها

[123] – متى 18/11-13

[124] – نص: المئة يُدخل اكتمل

[125] – نص: الانماط فيها تشفى

[126] – ل: واتكأوا. ل: الكمال

[127] – ل: اكاليل، نص: صفوف. نص: لعولمو

[128] – ل: والشامل المكتمل يعلّم العالمَ بان كل

[129] – نص: جميعِ. نص: به يكتملون كالعدد الكامل

[130] – يوحنا 10/16

[131] – نص: تكمل. ل: حساب

[132] – ل: لغوشمو، نص: كوشمو

[133] – ل: ويرمز. ل: ويجذب وياتي بكل. يوحنا 19/30

[134] – و: واغتنوا به

[135] – 2قورنثية 8/9

[136] – نص: يوم. نص: مليء

[137] – و: يشبع الآلاف منذ الازل. يوحنا 2/1-12

[138] – و: يوجدون

[139] – رومية 10/12، 2قورنثية 8/9

[140] – ل: الضمادات

[141] – يوحنا 21/9

[142] – و: واعطى

[143] – نص: بمحبته

[144] – متى 4/18-19

[145] – و: وسعوروثو، نص: وعوبوذوثو

[146] – ل: وكل ما يرى. يوحنا 8/28؟

[147] – خروج 16

[148] – خروج 16، خروج 17

[149] – ل: كان قد اعطى. ل: انتقص

[150] – نص: هو

[151] – ل: ذاك الخبز والسمك الذي تكاثر ايضا للآخرين الآب كثّر

[152] – و: كاملة مباركة. و: دحاذ، نص: وحاذ

[153] – نص: وفضلوا

[154] – ل: الجائع الذي بطنه مليئة خبزا وفمه

[155] – ل: المغيب

[156] – و: اشتد

[157] – و: يجرون. و: بدواء الحياة

[158] – ل: صبغ محبوب لتتزين

[159] – ل: تاملوا

[160] – ل: جهاته. ل: لياخذ كل انسان. يوحنا 1/16

[161] – ل: قومو، نص: دقومو. ل: من الموائد

[162] – ل: القت. ل: وحملت الجموع وفضلت منها

[163] – و: عارف عدني؟. و: واخمو، نص: وخمو

[164] – ل: دثسفاق، نص: تسفاق. ل: وللمرضى الفقراء الذين شفاهم زوادا للدرب

[165] – لوقا 24/48

[166] – و: دثثملي، نص: دثملي

[167] – ل: كمل الميمر على هذه الخبزات الخمس والسمكتين التي باركها ربنا في الموضع المقفر