الميمر 81
الابن الكلمة الالهي غير محدود بالزمان والمكان: اتى الى العالم وكان في العالم قبل ان ياتي، وجاء الى خاصته ولم يُقبل من قبل الاثمة، كان خفيا في ابيه لما وُلد بدون بداية، وتجلى في آخرة الازمنة ولم يُقبل. دخل العقل ووقف ليرى متى وُلد الابن، فكلّ وعاد ولم يقدر ان يرى متى (وُلد)، خرجت الافكار لتعقّب اين وكيف وُلد،؟ فطردها شعاع ناره من التعقيب عليه، وبما انه لا توجد بداية ولا نهاية للكلمة، كيف يبدأ وماذا يقول المتكلم،؟ ولانه جاء في درب الولادة فقد كذّبوا دربه، وكثرت الشكوك والكلمات الفارغة على مجيئه، لو تعقّب الحكيم عن دربه لاضطرب، ولو كان مجادلا تقع كلمته تحت اللوم، دربه مسدود لئلا يسير فيه المعلم الذي يفحص، وهو ممهد وخال من العثرات للجاهل، وهنا تخيب وتسقط كلمة المتكلم ما لم يركض ويلتجيء الى الايمان، وبما انه لا توجد بداية ولا نهاية للكلمة، كيف يبدأ وماذا يقول المتكلم.؟
مكث الابن ثلاثين سنة ثم اظهر نفسه للعالم ليبرهن على صحة تجسده لئلا يقال انه اخذ ظِل الجسد او تجسد باستعارة، ثم ليُضل الابالسة لئلا يعرفوه، واخيرا ليمر في نفس مراحل الانسان لانه ابن الانسان الذي جعل البشر ابناء الله.
وجد السروجي في قصة يعقوب الذي اشتغل لاجل راحيل عشرين سنة رمزا لمحبة يسوع للبيعة التي عاش معها ثلاثين سنة ثم خطبها واصعدها عند ابيه.
– المخطوطتان: اوكسفورد 135 ورقة 310؛ لندن 17155 ورقة 5
– لا يرد اسم المؤلف في البداية ولا في النهاية. السروجي يؤكد بان للكلمة ولادتين الاولى قبل الزمان من الآب والثانية في الزمان من مريم البتول وكلتاهما لا تفسران. تجد في الميمر اسلوبا جذابا وممتعا ولا يمل القاريء من مطالعته. يرد في بدايته نص لاهوتي وجدلي حول ولادتَي الكلمة. يرقى تاريخ تاليفه الى فترة الجدالات المسيحانية في منطقة الرها لعله قبل غلق مدرسة الفرس الرهاوية اي حوالي سنة 480م.
– الدراسات:
الميمر السادس والعشرون، من اجل ماذا اقام ربنا ثلاثين سنة وبعد ذلك اعتمد وفعل القوات، قبطي،
328-333
Traduction anglaise, in, HTM, TV 4 (1990), pp. 37-49
الميمر 81
الذي يبين لماذا ظَل ربنا على الارض ثلاثين سنة،
وبعدئذ اجترح العجائب في العالم؟[1]
(لوقا 3/23)
المقدمة
1 اشرق ابن الله في العالم [ كالنهار[2] وتبدد الظلام الذي اختنقت به كل البرية،
2 شمس البرارة العظيم ابان نفسه وطرد الظِلال الحزينة من الجهات،[3]
3 اتى الى العالم وكان في العالم قبل ان ياتي، وجاء الى خاصته ولم يُقبل من قبل الاثمة،[4]
4 كان خفيا في ابيه لما وُلد بدون بداية، وتجلى في آخر الازمنة ولم يُقبل،[5]
5 /322/ اتى المخلص [ ليحل[6] المسجونين ويخرجهم، وابناء الاثم ثبتوا له الصليب على الجلجلة،
6 انحدر الجبار ليعمّر الارض الخربة، وادخله الجهلة الذين ضلوا وسجنوه واخرجوه وصلبوه،
7 تنازل ليُتقن العالمَ الذي كان قد فسد، ويفتح الباب للناس ليدخلوا عند والده،
8 احب العالمَ لان العالم صار به، واتى الى خاصته ليجدده ويبنيه لانه كان مهدوما،[7]
9 ذاك الذي كان قبل ان يكون العالم [ والارض،] هو الذي اتى ليُتقن العالمَ في مسيرة دربه،[8]
10 قتّال الناس اعمى البشرَ ولم يعرفوه لما تنازل ليخلصهم.[9]
لا يلزم الجدال على الابن بل يجب الكلام عنه بالمحبة والايمان والتعجب
11 ولما جاء في درب الولادة كذّبوا دربه، وكثرت الشكوك [ والكلمات[10] الفارغة على مجيئه،
12 طريق ابن الله مليئة [ بعجب عظيم،[11] ولا احد يقدر ان يسير فيها الا بالتعجب،
13 لو تعقّب الحكيم عن دربه لاضطرب، ولو كان مجادلا تقع كلمته تحت اللوم،
14 سبيله مسدودة لئلا يسير فيها [ المعلم] الذي يفحص، وهي ممهدة وخالية من العثرات [للجاهل،[12]
15 /323/ متى وكيف يقع خبره تحت التفسير اذ لا توجد كلمة لتتكلم عن تجليه،؟
16 انه فوق العوالم، وفوق الحدود، وفوق الازمنة، وفوق المسافات، وفوق دائرة كل البرايا،
17 وفوق [ بداية كل البرايا:[13] ولده الآب حيث لا توجد فرصة لتصفه الكلمة،
18 قبل ان تكون البداية والحركة الاولى التي اقامت [ العوالم[14] من لا شيء برمز خفي،
19 انه مولود وخفي، ولا يقال متى هو مولود،؟ انما [ يقال:[15] ان الولد موجود بلا بداية،
20 وهنا تخيب وتسقط كلمة المتكلم ما لم يركض ويلتجيء الى الايمان،
21 الولد كامل ولا بداية لولادته، ولو لم يؤمن فماذا يفعل المتكلم،؟
22 دخل العقل ووقف ليرى متى وُلد الابن،؟ فكلّ وعاد ولم يقدر ان [ يرى[16] متى (وُلد)،؟
23 خرجت الافكار لتعقّب [ اين؟] وكيف وُلد،؟ فطردها شعاع [ ناره من التعقيب عليه،[17]
24 وبما انه لا توجد بداية ولا نهاية للكلمة، كيف يبدأ وماذا يقول المتكلم،؟
25 /324/ يقوم الولد بدون بدء ولا بداية، ومن يبدأ بكلمة يُقهر من التفسير.
للابن ولادتان من الآب ومن مريم
26 ولما تسلسل الخبر وخرج من الولادة الاولى، قام بعجب في الولادة الثانية،[18]
27 للابن ولادتان مليئتان عجبا، ولا تصل الكلمة لتصف واحدة منهما،
28 انجب الآب بدون بداية بعجب عظيم، وولدت الام في بتوليتها وهذه [ اعجوبة،[19]
29 البتول ولدت [ وكانت ثابتة] في بتوليتها، فتعطلت الكلمات ووقف العجب [باندهاش[20] عظيم،
30 قُهرت الطبيعة وخاب التفسير بالولادة الثانية، [ وكانت قد الغيت[21] كلمات الناطقين وكثر التعجب،
31 لو وُجدت بتول تلد في بتوليتها، فهي تُلقي الحيرة على الحكماء وعلى الباحثين،
32 ليس للطبيعة طاقة لو طُلب منها ان تفسر معنى هذا العمل الذي حدث،
33 قُهرت الطبيعة، وقُهر التفسير، وقُهر الناطقون، فيلزم العجب من ميلاد ابن الله،
34 ذاك (الميلاد) الاول مستتر وخفي عن الحكماء، وهذا الاخير عجيب ومحير وممجد لدى العارفين،
35 الاول خفي، والثاني جلي لمن ينظر اليه، /325/ ولا يمكن تفسير هذا الخفي ولا ذاك الظاهر.
الرب نزل ليعيد السبي الى ميراثه
36 ابن العلي انحدر من اعالي ابيه الخفية، ليتفقد العالمَ كما أُرسل من قبل والده،
37 خرج الى البرية جسديا بطريق الولادة، ليشفي بتجليه اوجاع المرضى،
38 احنى السماء ونزل الى الارض ليسير عليها، [ ويسبي[22] السبي من السابي الذي كان يعذبه،
39 ذاك المارد كان قد سبى آدم من الفردوس، وانزله الى العالم وجرجره في موضع الاشواك،[23]
40 اشفق الرحمن [ لانه راى السبي] متضايقا، فارسل ابنه ليربط المارد [ بقوة،[24]
41 [ ويعيد[25] السبي الذي خرج من الفردوس الى موضعه، ويتعزى به الطريدان اللذان اتيا من العثرات،
42 جاء ربنا ليعيد السبي كما أُرسل ومهّد دربه ليمشي في اسواق العالم.
مر المسيح باطوار عمر البشر: جنين وطفل ووليد وشاب ورجل
43 ذاك الروحي المليئة السماء من مجده، مشى على الارض جسديا ثلاثين سنة،[26]
44 اراد ان يسير حسب كل درب البشر، ويتنازل الى القياسات الانسانية،
45 صار جنينا، ووليدا، وطفلا، وصار شابا، وصار رجلا، وكمل الدرب،[27]
46 /326/ نزل من سمو الجوهر الذي كان قائما فيه، وتربى ونمى ليصير آدم الروحي،[28]
47 بدل الانسان الاول الذي كان من الارض، صار المسيح آدم الثاني وهو سماوي،[29]
48 اخذ جسدا من آل آدم وصار آدم، لياتي الى الموت [ والصلب[30] بدل آدم،
49 صار جنينا ورضع الحليب ولم يستنكف، وصار وليدا وكان يحبو ولم [ يستح،[31]
50 وصار طفلا وقاس الاسواق بخطواته، وصار شابا [ وكان خاضعا في بيت النجار،[32]
51 وصار رجلا واحنى راسه قدام يوحنا، وبتواضعه نزل الى المعموذية مع التائبين،[33]
52 اراد ان يسير في كل درب البشر الى ان دخل[ في باب الموت ليحلّ[34] آدم،
53 الطريق التي انتهجها بدأها بالولادة، وانهاها بالموت، وسار [ بتواضع[35] على خطوات آدم،
54 دخل الى حيث سقط آدم في است الشيول، وسقط لاجله، [ وقاده[36] وخرج،
55 لم يملّ لما كان يتربى بين الفقراء، لانه لو ملّ الصياد لما اصطاد نهائيا،
56 /327/ [ ربنا كان يراقب الصيد على الارض[37] ثلاثين سنة، ثم القى شبكته وجمعت موتى الشيول،
57 في المذود جنين، في كنف مريم وليد، في الناصرة طفل، وفي اسواق الجليليين شاب،[38]
58 ورجل كامل بين الجموع التي اعتمذت من يوحنا، وكمّل كل ما يخص آدم وهو يتربى،
59 لم يترك اي مقياس لآدم الا ودخل اليه، الى ان اصبح ميتا معه [ في مسكن[39] الشيول،
60 يربي الاجنة ويتربى مع الاولاد، ويقيت القبائل ويرضع حليب المباركة،[40]
61 كان يتنازل ولم يكن يظهر جبروته لئلا يبلبل الطريق التي شرع يسلكها.
ثلاثون سنة رمز لكمال الرجولة
62 تُسلك طريق جميع [ المولودين[41] مدة ثلاثين سنة، وبعدئذ يصل (المرء) الى قياس الرجولة،
63 الناموس لا يسمح ان يصير احد كاهنا الا بعد اكماله ثلاثين سنة كما هو مكتوب،[42]
64 ابن الله المكتوب عنه بانه كان قبل الشمس كمّل (الناموس) هكذا ليحترم نظام جسده،[43]
65 ولان الكلمة نزل واتى ليصير جسدا، فقد مشى مع الجسديين في درب جميع المولودين،
66 ومكث في العالم ثلاثين سنة وهو يتواضع، /328/ وبعدئذ شرع يصنع قوات الجبروت،
67 انه لعجب اذ [ كان يسكن في بيت النجار،] وهو مختلط معهما ويقوم [ باعمالهما،[44]
68 انه لعجب لان النار كانت تسكن [ مع] الهشيم، ولم يحترقا لما كانا يقتربان منه [ليلاطفاه،[45]
69 انه لعجب ان يوجد العشب مع اللهيب في منزل واحد [ دون ان يحترق[46] باللهيب،
70 [ انه لعجب ان يوجد الاسد والحمل في مبيت واحد ثلاثين سنة ولم يزأر ليفترس كما كان يقدر،[47]
71 انه لعجب ان يسكن النسر مع الفراريج، وكان يقتات بلقط قليل بين الفقراء،
72 انه لعجب لان السماء مليئة من مجده، وكان يكفيه بيت صغير ليتربى فيه،[48]
73 ربنا كان عجيبا لمن ينظر اليه في كل هذه الامور، واشعيا المذكور سماه اعجوبة في [نبؤته،[49]
74 كان هادئا ومتواضعا وراكنا ووديعا ومليئا امانا ويحتمل بطيب المصادمات [والكلمات،[50]
75 وكان يطيل اناته ويحتمل ابناء يوسف، وبصحبتهم كان [ يتربى[51] كانما هو اخوهم.
مريم ويوسف فقط عرفا سرّ لاهوت المسيح
76 كان السرّ محفوظا ولم يكونوا يعرفون من هو ابوه، انما كان يُظن بان يوسف ابوه،[52]
77 /329/ ولم يكن يشعر احد بالسرّ الخفي ما عدا البتول ويوسف الذي كان يحميها لئلا تُفضح،
78 طوبى لمريم كم انها حفظت السرّ الخفي، ولم تعلن بانها بتول من بعد ولادته،
79 لئلا تسخر منها العبرانيات بنات الثعابين، ويكذّبنها لما تقول الحقائق،
80 طوبى ليوسف العادل لانه قبل وحفظ السر وكان يتصرف كانما [ هو[53] الاب،
81 جبرائيل امره بالا يخاف من ان تسكن معه البتول الحاملة اللهيب،[54]
82 وكان يحمي السرّ بنقاء وبفكر مليء اقداسا لئلا يوصف للبرانيين،
83 البتول نقية، ويوسف قديس، وربنا هاديء ولم يشعر احد بانه ابن الله ما عداهما،
84 كانت مريم البتول المليئة تطويبات [ مصونة،] وهي تنظر كم [ تواضع[55] شبل الاسد،
85 وكانت مندهشة لما كان يوسف العادل يدعوه، وكان يجيبه ويخضع له كانما هو الاب،
86 قلبها كان قد جُعل بيتا لاسرار بيت الله، وكانت منذهلة بالخفايا الموجودة عندها،[56]
87 كانت محتارة من بتوليتها التي لم تُفض، /330/ ومن ثدييها المليئين بالحليب للطفل [مثل الامهات،[57]
88 كان يتم بينها وبين يوسف كلام خفي ،ولم يكونا يهملان خدمة السرّ العجيب،
89 وكانا ينظران بخوف عظيم الى ابن الله ويتحيران منه: كم انه تواضع حتى يطيعهما،
90 وكانا يُكرمانه داخل افكارهما وفي الخارج كانا يامرانه كطفل ليطيعهما،
91 وكانا يخافان من ان يكرماه امام البرانيين لئلا يستفسروا عن سبب اكرامه،
92 لهيب السماويين يرتجف منه، وابناء يوسف كانوا يظنون بانه اخ في مسكنهم،
93 لم يكن يشاء ان يُعرف ما يعود اليه الا بعد سلوكه درب الانسانية بتواضع،
94 لم يكن يريد ان يعلن عن نفسه (ويقول) من هو في العالم، الا بعد بلوغه كيل الثلاثين الكامل.
المسيح لم يشأ ان يعرفه الابالسة
95 الجبار القوي ابان قوته بالضعف، وكان يُخفي عظمته بالصغر،
96 الشمس الذي يكلّ اشراقه العظيم السماويين، كان [ يختبيء] في جسده كما لو كان [بسحب،[58]
97 لم يكن يسمح لنوره العظيم ان يغرق البرية لئلا يعرف حراس الليل بانه ابن الله،
98 /331/ مشى في اسواق العالم ثلاثين سنة، واقلق واضل الحراسَ ولم يعرفوه،[59]
99 مشى الشمس مع الظِلال بدون اشعة، وخرج ليصطاد الليل البغيض ويستهزيء به،
100 بدأ [ يسير] في درب البشر ولم يترك ولا ميلا واحدا فيه الا ومشى [ فيه.[60]
العريس-الملك مشى مع العروس-البيعة ثلاثين سنة
101 ابن الغني كان يتواضع في الطريق التي سلكها، حتى يتربى مع بنت الفقراء التي خطبها،
102 منذ الولادة بدأ يسير معها على الدرب حتى تتطبع العروس بعادات الختن ثم ياخذها،
103 مشى معها ثلاثين سنة في ارض الاشرار [ لتكدّ[61] معه، ثم يُصعدها الى موضع ابيه،
104 صار [ لها] رفيقا وبعِشرته كان يدربها لئلا [ تهرب[62] لما يقودها ويعود الى موضعه،
105 اتى الى بيت ابيها وجُرب بالفقر ولم يملّ حتى يبين لها كم انه يحبها.
يعقوب تعب عشرين سنة لاجل راحيل، وتعب المسيح ثلاثين سنة لاجل البيعة
106 يعقوب العظيم اشتغل عشرين سنة وراء الغنم لاجل راحيل بنت الحرانيين،[63]
107 واتى المسيح وابان محبته واضاف عشر، وقد تواضع ثلاثين سنة لاجل البيعة،
108 /332/ يعقوب صوّر هذه الصورة في ارض آرام حيث نزل واشتغل وقاد وصعد مثل نشيط،[64]
109 الجليد والحر اثّر على يعقوب لاجل راحيل، وكان يحتملها بدون تذمر بسبب محبتها،[65]
110 ابن الله كان قد اشتاق الى بنت آدم، فنزل وراءها ليعيدها ويصعدها الى موضع ابيه،
111 وربط نفسه بشغل صعب اكثر من يعقوب مدة ثلاثين سنة لاجل محبة تلك التي [هام بها،[66]
112 يعقوب لم يصنع ما صنعه ابن الله، فلا توجد ابدا محبة في العالم كله تشبه محبته،
113 ربنا العظيم قبِل ان يصير طفلا ويجلب الشابة الى بيت ابيه بينما هو القديم،[67]
114 صار وليدا [ ليتربى معها وفي جوارها،[68] حتى تعلم كم انه تواضع وتتعرف على محبته بواسطة عِشرته،
115 لتحب وتذهب معه لما يدعوها، لانه حمل معها ثقل الفقر،
116 ذووها اهانوه وكان يحتمل لاجلها، وتفلوا في وجهه ولم يذهب الا بعد اخذها،[69]
117 تحمل تعييراتهم ثلاثين سنة واطال اناته، وبسببها لم يكن يحسب اهاناته [ اهانات،[70]
118 كان سماويا وشاء ان ياخذ بنت الارضيين، /333/ ولاجل محبتها صار ارضيا ولم يكن يتذمر،
119 الى ان صار جنيا في المذود والاقماط، ونزل وتواضع ليتربى حسب اطوار (عمرها)،
120 لتتعوّد على عادته بفضل التربية والعِشرة، وتذهب معه لما يصعد عند [ مرسله،[71]
121 كان قد افتقر لاجل محبة بنت الفقراء، حتى تخجل منه لما ترى: كم انه تواضع،
122 كان قد تجسد من جنس الضعيفة لتصير معه مثل بنت الجنس باختلاط واحد،
123 وبما انه مكتوب بان كليهما واحد، فقد [ انتسب اليها[72] وصار منها وجعلها منه وهما واحد،
124 صار ابنَ الانسان وجعل البيعة بنت الله، وبالاختلاط به ثبتت الكلمة بانهما واحد،[73]
125 ولهذا اطال الختن المسيح اناته ثلاثين سنة مع العروس وهو يخطبها،
126 ونزل ولبس الفقر والعوز لاجل محبة بنت الفقراء المخطوبة له،
127 ولانه احب البشر صار بشرا، وصار لهم اخا وجعلهم ابناء الله،[74]
128 وحسب المقياس الذي ينمو بموجبه البشر كان قد تربى ثلاثين سنة في اسواقهم،
129 /334/ حتى يُصدق الكلمة الذي اتى ليصير جسدا بانه صار انسانا بالحقيقة وليس [بالاستعارة،[75]
130 وحتى يشعر العالم بان آدم الثاني اظهر نفسه ليجدد العالمَ بدل الاول الذي عضّته الحية،[76]
131 لو بدأ منذ طفولته يصنع القوات لكانوا ينكرون بانه قد تجسد بالحقيقة،[77]
132 (ولقالوا) ان للمسيح ظِل الجسد فقط، وليس الجسد كما بشّره ابن الرعد،[78]
133 ولهذا مكث ربنا ثلاثين سنة، وبعدئذ شرع في السير في درب القوات،
134 ليصير في الجسد رجلا كاملا على شبه آدم، وبعدئذ يخرج ليشنّ المعركة بدل آدم،
135 لما كمل كيل الثلاثين بالكامل، اظهر نفسه في المعموذية عند يوحنا،[79]
136 وهناك عرفت عروسُ الملك بانه الختن الذي اشرق عندها كنهار النور العظيم.
الخاتمة
137 اطال اناته وسار على [ الدرب] بالتواضع، مبارك المسيح الذي بتواضعه خلص [البرايا.[80]
كمل[81]
[1] – ل: لمَ في العالم سنوات ثلاثين وبعدئذ القوات؟
[2] – ل: النيّر
[3] – ملاخي 4/2
[4] – يوحنا 1/11-12
[5] – 1قورنثية 10/11
[6] – ل: دنشري، نص: نشري
[7] – يوحنا 1/11-12، 3/16، 13/1
[8] – نص: حينئذ. يوحنا 1/10
[9] – يوحنا 8/44
[10] – نص: الكلمات
[11] – ل: عجائب وفيرة
[12] – ل: لسوفرو، نص: سوفرو. ل: وللجهلة
[13] – ل: كلمة كل البدايات
[14] – ل: عالم. اهمية الحركة (زاوعو) الاولى او “المحرك الاول” التي تقيم العوالم. انظر، ميمره 71/67 على الايام الستة
[15] – ل: مثامرو، نص: متأمار
[16] – نص: يراه
[17] – ل: ايكو، نص: ايكاو. نص: نوره من قصته
[18] – اشعيا 41/1، 44/6
[19] – ل: دومورو، نص: تذمورتو
[20] – ل: قائمة. ل: وثاهرو، نص: بثاهرو
[21] – ل: وبطلت
[22] – ل: نشبي، نص: ونشبي. مزمور 18/9
[23] – تكوين 3، 3/18، 24
[24] – ل: دحزو شبيثو، نص: دشبيثو حزو. ل: بقوته
[25] – ل: ونهفيخ، نص: ونفني. تكوين 3/24
[26] – اشعيا 6/3؟، لوقا 3/23
[27] – يعقوب يقول عادة بخماسية مراحل عمر الانسان: جنين، وليد، طفل، شاب، رجل. بيوت: 43-61. في ميامر اخرى يقول بثلاثيتها او برباعيتها حسب سياق نصوصه
[28] – 1قورنثية 15/45-49
[29] – 1قورنثية 15/45-49
[30] – ل: دزقيفوثو، نص: ولازقيفوثو. جسد المسيح الذي اخذه من آدم هو جسد آدم قبل الخطيئة. لم يكن ممكنا ان يموت بجسد لا يعرف الخطيئة، كما يقول فيلوكسينوس المنبجي وغيره. يقول يعقوب تيسر للمسيح ان يموت “بارادته” وليس قسرا او اكراها كما حدث لآدم وذريته بعدخطيئته
[31] – ل: اهين
[32] – ل: وكان خاضعا في بيت النجارين. لوقا 2/52، متى 13/55
[33] – متى 3/13-17، مرقس 1/9-11، لوقا 3/21-22، يوحنا 1/31-33
[34] – ل: في ابواب
[35] – نص: بلطف
[36] – و: وقادها
[37] – ل: كان يراقب الصيد ربنا
[38] – لوقا 2/16، متى 2/23، متى 2/23
[39] – ل: حضن
[40] – لوقا 1/42
[41] – نص: الفاضلين (ياتيري ؟)
[42] – عدد 4/3
[43] – مزمور 72/16
[44] – نص: كان معهم في بيت النجارين. ل: في عاداتهم. متى 13/15
[45] – نص: بين. ل: بمحبة
[46] – ل: ولم يكن يحترق
[47] – البيت موجود فقط في المخطوطة: ل
[48] – اشعيا 6/3. بلاغة يعقوب استعمل 6 مرات (انه لعجب) في البيوت: 67-72
[49] – ل: النبؤة. اشعيا 9/6
[50] – ل: وممللي، نص: وميلي
[51] – ل: يتدبر. متى 12/46. يذكر يعقوب بان ليوسف “ابناء” طبعا من امرأة اخرى (؟) لا من مريم التي يسميها “البتول”. يسوع يعتبر نفسه كانه “اخوهم” بينما ليس اخاهم بالحقيقة.! متى 12/46-47. يستذكر ملفاننا تقليدا قديما (انه بلا شك احد الاناجيل “المحرفة”) عن يوسف البار ؟؟
[52] – يوحنا 6/42
[53] – و: آبو هاو، نص: آباهو
[54] – متى 1/20
[55] – ل: ومندهشة. ل: يتواضع
[56] – لوقا 2/51
[57] – ل: جاريات
[58] – ل: بالسحابة اختبأ
[59] – 1قورنثية 2/8
[60] – ل: ليكون. نص: فيها
[61] – ل: دثكابيش، نص: تكابيش
[62] – و: صار له. ل: يهرب؟
[63] – تكوين 31/38، 41. يعقوب اشتغل 14 سنة لاجل راحيل: 7 سنوات لية. تكوين 29/18. 7 سنوات راحيل. تكوين 29/27. و 6 سنوات اضافية لاجل القطيع. تكوين 31/41
[64] – تكوين 28/2
[65] – تكوين 31/40، 29/20
[66] – ل: يحب
[67] – دانيال 7/9
[68] – و: ليتربى معه وفي جواره من
[69] – متى 26/67
[70] – و: اهانة
[71] – ل: والده. مرقس 16/19-20
[72] – و: تجسد فيها. تكوين 1/27، 2/24، متى 19/6
[73] – متى 19/6
[74] – يوحنا 1/14
[75] – ل: بشايلو، نص: باشيلو. يوحنا 1/14
[76] – تكوين 3، 1قورنثية 15/45-49
[77] – ملفاننا يدحض الدوسيتيسم (ابوليناريوس) الذي نكر حقيقة جسد الابن الكلمة. يعقوب يستعمل عبارة المسيح “نار ولهيب وروح” تجسد، ولكنه يعتبر الجسد حقيقيا لا خيالا كما يدعي الهراطقة. يستعمل مثل هذه العبارات ليبين الفرق والفارق بين الكلمة وبين الانسان. الكلمة الالهي نار محرقة ويمسكه الانسان، ولهيب مضطرم ويدنو منه الانسان ولا يحترق الخ.. هذا ما تم بفضل التجسد. حسب مبدأ آبائي عام: اصبح الكلمة انسانا ليصبح الانسان الها.! هناك مبدأ فلسفي ارسطوطاليسي يطلب “التشابه” بين العارف والمعروف لتتم المعرفة بالحقيقة. لم يكن ممكنا ان يصبح الانسان الها ولهذا فان الاله-الكلمة صار انسانا ليصير البشر آلهة.!
[78] – يوحنا 1/14، مرقس 3/17
[79] – لوقا 3/23
[80] – ل: دربه،. ل: براياه
[81] – حسب المخطوطة: ل