الميمر 66 على محبة الفقراء

الميمر 66

 

        الكتب الالهية: ربنا، انت نور بك اسير وآتي اليك، لانك النور والطريق والحياة لمن يسير بك، نورك يشع من القراءة كالشمس ومن يريد ان يفتح ليقرأ تستنير نفسه، الكتب الالهية هي موانيء الحياة، اصعدوا ايها المتميزون من الامواج واستريحوا في الموانيء، العالم مضطرب بهمومه اكثر من البحر، لان الخطيئة تتحرك فيه كل يوم كالعواصف، ادخل الى سفينة التعليم وانقذ نفسك، لو لم تقرأ في الكتب ستُصطاد، ولو لم تقترب من التعليم سوف تُلدغ، هوذا الكنوز مطمورة في اسفار اللاهوت، ومن يريد ياخذ الغنى غير المحدود.

        الله يزرع الخير والشيطان يزرع الشر: شجرتان موضوعتان هنا امام الحرية، ربِّ واحدة من هاتين في نفسك وصِر مُلكها، هوذا فكر النفس مثل الارض، فاختر لك شتلة تعطي الحياة لنفسك. لما تشتله النفس في عقلها صارت فردوسا وحملت اثمارا حية لآكليها.

        هل يمكن ان تسمى شجرة واحدة شجرة الخير والشر الا اللهم مجازا؟: اسمع ايها المتميز باذن النفس بوضوح، كيف تكون شجرة واحدة صالحة وشريرة،؟ لا توجد فرصة ولا يمكن ان يحدث هذا، لو هي واحدة، كيف تصير شجرتين وتنقسم الى صالحة وشريرة بينما هي واحدة،؟ لو هي شريرة، باية علة سُميت صالحة، ولو هي صالحة لماذا سموها شريرة.؟ انا اظن بان شهوة عالمنا هي هذه (الشجرة) ومن احبها صار غريبا عن الله. لا يجنى من الشوك عنب. !

        الله لا يشتل الشر: ليس العادل الذي شتل هناك تلك الشجرة، لانه لو شتلها لما كان ينبع منها الموت، يشهد الكتاب بان الله لم يصنع الموت، اذاً من الواضح بانه لم يشتل تلك الشجرة.

        الفكر البشري يشتل شجرة الشر: تلك الشجرة التي اعطت الموت نبتت من الفكر الموضوع من قبل الشر منذ صغره.

        آدم حر لما تجاوز على الناموس: جرّب ما اقوله بهذه الامور التي هي خاصتك ليصير حل شكك من تفكيرك، انت مسلط لتشتل او لا تشتل شتلة، وامكانية فعل اي من الامرين موضوع بين يديك، لو تشاء تشتل كرما ويصير كرما، ولو لم ترد لن تشتله ولن يصير، هكذا اعطى العادل الحرية لآدم الذي جبله وكانت مسلطة لتحفظ ذاتها من المضرات، جبل آدمَ واعطاه ان يحيا فوق الموت، اما قبوله مشورة الشرير فكان من ارادته.

        الشيطان متساو مع الملائكة لكنه سقط بحريته: كان العادل قد صنّف توبيخا بواسطة حزقيال ليحتقر العدو بسبب شره، انا بريتُك في الجبل المقدس بقداسة، وصرتَ كاروبا مُظللا وممسوحا وحاملا المجد، لم انبذك الى ان وُجد المكر في قلبك، فنزلتَ الى الجب لتصير قتيلا مع القتلى، الباري برى العدو مع الملائكة، اما وجود الاثم في قلبه فكان من شأنه.

        البشارة والوصايا فأس لاستئصال شجرة الشر. البيعة اصبحت فردوسا فلا تخرج منها لئلا تلقى الموت خارجها. والنفس هي ارضية الفردوس الطاهرة لا تزرع فيها الخطايا.

        الصدقات: هوذا الفقراء-ارض البرارة الصالحة، القِ زرعك (فيهم) لياتي بغلّة مئة اكيال، ليس للنفس موضع حيث تزرع البرارة ما لم يصبح الفقراء لها ارضا حتى تزرع (فيهم)، من يريد ان يعطي للفقير لما يطلب منه، فهذا يقرض لله ذاته كما هو مكتوب.

 

– المخطوطة: روما 118 ورقة 105

– يرد في البداية اسم مار يعقوب. الميمر قطعة شعرية رائعة اسلوبه جذاب لا يمل المرء من قراءته. فيه الفلسفة والاسلوب التدريسي مثلا: جرب ما اقوله بنفسك لتزيل شكوكك.. انه من ميامره الاوائل ولعله كتبه في نفس فترة ميامره على الايام الستة بعد غلق مدرسة الرها مباشرة اي حوالي سنة 489م

 

 

 

للقديس مار يعقوب

الميمر 66

على محبة الفقراء

على شجرة معرفة الخير والشر وعلى الصدقات وعلى الفقر[1]

 

المقدمة

 

1 ربنا، انت نور بك اسير وآتي اليك، لانك النور والطريق والحياة لمن يسير بك.[2]

 

الكتب الالهية هي موانيء الحياة

2 نورك يشع من القراءة كالشمس ومن يريد ان يفتح ليقرأ تستنير نفسه،

3 الكتب الالهية هي موانيء الحياة، اصعدوا ايها المتميزون من الامواج واستريحوا في الموانيء،

4 /817/ العالم مضطرب بهمومه اكثر من البحر، لان الخطيئة تتحرك فيه كل يوم كالعواصف،

5 الاثم والظلم منتصبان وقائمان كالامواج، ادخل الى سفينة [ التعليم[3] وانقذ نفسك،

6 العالم مظلم وشهواته هي فخاخ، ولو لم تقرأ في الكتب ستُصطاد،

7 طريق العالم مغلقة ومسيجة ومليئة اشواكا، ولو لم تقترب من التعليم سوف تُلدغ،

8 هوذا الكنوز مطمورة في اسفار اللاهوت، ومن يريد ياخذ الغنى غير المحدود.

 

الله زارع الخير والشيطان زارع الشر (متى 13/24-30)

9 زارع كل الخيرات زرع الخيرات: الزرع الصالح الذي هو حياة لمن يجمعه،

10 ذاك الحاسد مبغض الناس زرع الشرور كالزؤان بين الحنطة في هذا العالم،[4]

11 زارعان واحد هو الله، وواحد هو الشيطان، اجِّر ارضك لاي واحد تريده من هذين الاثنين،

12 هذا يزرع زرعا هو حياة للنفس، وزرع هذا هو موت لمن يجمعه.

 

على الحرية ان تختار بين الشجرتين (تكوين 3/9)

13 شجرتان موضوعتان هنا امام الحرية، ربِّ واحدة من هاتين في نفسك وصِر مُلكها،

14 هوذا فكر النفس مثل الارض، /818/ فاختر لك شتلة تعطي الحياة لنفسك،

15 هل تحب الحياة ربِّ في نفسك شجرة الحياة، واهرب من تلك الشجرة التي هي كلها موت،؟

16 شجرة الحياة وشجرة الموت هما امامك، فانت مسلط ان تختار الواحدة وتترك الاخرى،

17 انا الحياة، ومن ياخذني يجد الحياة، هذا ما قاله ربنا تلك الشجرة المباركة،[5]

18 انا الحياة، ومن ياكل ثمراتي يحيا الى الابد، وانتقل وعبر وقفز الموضع المليء موتا:[6]

19 البرارة، والقداسة مع العدالة، والشفقة، والطيب، والراحة،

20 والسلام، والامان، ومحبة كل الفضائل هذه هي ثمرات شجرة الحياة الصالحة،

21 لما تشتلها النفس في عقلها صارت فردوسا وحملت اثمارا حية لآكليها،

22 لما تقتنيها وتثبت فيها واخذت وذاقتها، تصير معينا تجري منه مياه الحياة،

23 وبما انها ابغضت تلك الشجرة التي هي كلها موت، فقد خطفها الحي وصعد ووضعها في موضع الحياة.

 

ثمرة شجرة معرفة الشر هي الموت (تكوين 2/9، 16-17)

24 اهرب من اثمار تلك الشجرة المليئة موتا التي منها اكلت حواء في عدن واعطتها الموت،

25 لا تاكلا من شجرة الخير والشر، اسمع ايها المتميز باذن النفس بوضوح،[7]

26 كيف تكون شجرة واحدة صالحة وشريرة، لا توجد فرصة ولا يمكن ان يحدث هذا،؟

27 قال ايوب: لا يُجمع العنب من الاشواك، ولا يطلبون من العوسج تينا كما هو مكتوب،[8]

28 لو هي واحدة، كيف تصير شجرتين وتنقسم الى صالحة وشريرة بينما هي واحدة،؟

29 لو هي شريرة، باية علة سُميت صالحة،؟ ولو هي صالحة لماذا سموها شريرة،؟

30 طعمها يشهد بانها كانت شريرة، لانها اعطت الموت وكانت تحمل باستعارة اسما لم يكن اسمها،

31 انا اظن ان شهوة عالمنا هي هذه (الشجرة)، ومن احبها صار غريبا عن الله،

32 كل شيء موجود في العالم هو شهوة العيون، وشهوة الجسد مع افتخار القلب المتكبر،[9]

33 وهي ليست (صادرة) من الآب الحقيقي، لكنها من العالم وهي مُلكه،

 

34 ويزول العالم ويفسد مع شهوته، ومن احب هذا العالم بطل وفسد،

35 اللذة مخلوطة في شهوة هذا العالم، ولما تقتنيها النفس بالمحبة ولدت الموت،

36 /820/ شهوة الخطيئة هي على شبه العسل الحلو، ولما تؤخذ صارت سما في (فم) آكلها،

37 من يريد ان يصنع الشر فهو بالنسبة البه كالخير، ومتى ما تمّ هو شر كما هو،

38 يُظن بان الذهب جيد بالنسبة الى قانيه، ولما يقتنيه المرء تاجر له المشنقة،[10]

39 ذاك التلميذ الذي اسلم معلمه احب الذهب ولما احبه لم يصل له منه سوى المشنقة،[11]

40 اللذة مخلوطة بشهوة من يزني، ولما تتم فسدت بها النفس والجسد،

41 زمري احب الزنى وتدنس بكزبي، ونزل وورث موضع الموت المليء عذابات،[12]

42 ها انهم يعطون التطويبات لمن يقتني الغنى بينما يحمل ثقلا عظيما في رقبته ويسير الى العمق،

43 ذاك الغني الذي كان يتنعم احب الغنى، فنزل وفرش له سرير النار في جهنم،[13]

44 ركض السارق وملأ بيته من الغنيمة، وخزن له كنزا مليئا غضبا ليوم الغضب،[14]

45 هوذا الشتّام يقذف حمأته على قريبه، واذ يفكر ضميره بالخير فهو يدنس نفسه،

46 الحسد هو سمّ ذاك التنين الخفي، ومن اقتناه يفسد هو اولا،

47 /821/ من يحسد ترمي عيناه سهام الغضب، ولا يفكر بان سهامه تعود وتطعنه،

48 ذكرت هذه الامور كلها وتحدثت عنها امام السامعين لئلا يشتهي احد الاكل من الثمار الواهبة الموت،

49 هذه هي تلك الشجرة التي قال ربنا: لا يمكنها ان تُخرج وتصنع اثمارا صالحة،

50 يقطعونها بالفأس من جذورها لتسقط في النار وتصير طعاما للهيب،[15]

51 امر ربنا آل آدم بالا يقتربا لياكلا منها لان الموت خفي فيها،[16]

52 لم يسمعاه وتجاوزا وتعديا على امره فسقطا وطُردا من الفردوس المليء تطويبات.[17]

 

الرب العادل لم يشتل شجرة الشر

53 ليس العادل الذي شتل هناك تلك الشجرة، لانه لو شتلها لما كان ينبع منها الموت،

54 يشهد الكتاب بان الله لم يصنع الموت، اذاً من الواضح بانه لم يشتل تلك الشجرة،[18]

 

55 تلك الشجرة التي اعطت الموت نبتت من الفكر الموضوع من قبل الشر منذ صغره،[19]

56 الصالح اشفق على انسانيتنا وارسل ابنه ليقطع جذور تلك الشجرة التي خرّبت الارض،

57 امر وحذّر آدم في عدن لئلا ياكل من الشجرة التي تعطي الموت لمن يذوقها،

58 /822/ في نهاية الازمنة علّم ربنا من يسمعه بالا تحدق العين بشهوة الى تلك الشجرة،

59 واحد هو الآب، وواحد هو ولده الابن الحقيقي، وواحد هو ذاك الامر: لا تاكل من الشجرة،

60 لم تكن توجد هناك شجرة متميزة ومحروسة، الفكر نفسه كان قد أُمر بالا تنبت فيه.

 

كان آدم حرا ليقطف او لا يقطف الثمرة المميتة

61 جرّب ما اقوله بهذه الامور التي هي خاصتك ليصير حل [ شكوكك[20] من تفكيرك،

62 انت مسلط لتشتل او لا تشتل شتلة، وامكانية فعل اي من الامرين موضوع بين يديك،

63 لو تشاء تشتل كرما ويصير كرما، ولو لم ترد لن تشتله ولن يصير،

64 هكذا اعطى العادل الحرية لآدم الذي جبله وكانت مسلطة لتحفظ ذاتها من المضرات،

65 كان قد حُدد ذاك الامر لتلك الحرية، لتُقاد بارادتها الى حيث تشاء،

66 وضع لها سياجا: ذلك الناموس لئلا يدخل اليها الزرع الشرير مثل غريب ليس مُلكها،[21]

67 فتحت الباب ودخل اليها الماكر والقى زرعه، ففسدت ارض النفس التي كانت فردوسا،

68 كان الشر قد نمى وصار شجرة مليئة موتا، /823/ وعادت واعطت [ اثمار الموت[22] لمن شتلها،

69 كما ارشد موسى الشعب وهو يعلمه (قائلا): انظر الى قلبك لا يكن فيه اثم بغيض،[23]

70 هكذا امر الآبُ آدم لئلا ياكل، اعني لا تقبل فيك زرعا شريرا.[24]

 

الشيطان بُري ملاكا وسقط بارادته (حزقيال 28/14-16)

71 كان العادل قد صنّف توبيخا بواسطة حزقيال ليحتقر العدو بسبب شره،

72 انا بريتُك في الجبل المقدس بقداسة، وصرتَ كاروبا مُظللا وممسوحا وحاملا المجد،

73 اتشحتَ بكل جمال المستيقظين اندادك، وصرت حجر النار كما هي حجارة النار،

 

74 لم انبذك الى ان وُجد المكر في قلبك، فنزلتَ الى الجب لتصير قتيلا مع القتلى،[25]

75 الباري برى العدو مع الملائكة، اما وجود الاثم في قلبه فكان من شأنه،

76 جبل آدمَ واعطاه ان يحيا فوق الموت، اما قبوله مشورة الشرير فكان من ارادته،

77 حسدُ ومكرُ العدو واثمه الشرير: من هنا نبتت تلك الشجرة التي تعطي الموت،

78 وبما ان آدم قبل منها الثمرة بواسطة حواء، فقد ربّى في نفسه تلك الشجرة التي قتلته.

 

البشارة والوصايا هي الفأس الذي يستاصل شجرة الشر

79 /824/ بشارة الابن هي فأس تلك الشجرة: يقطعها ويلقيها لئلا ياكل احد منها الثمرة،

80 هوذا الوصايا المسننة فيها مثل المنجل الذي به تُقطع كل الثمرات الواهبة للسم،

81 ذاك الحاسد يمد كل يوم اثمار الموت: احفظ الوصايا فلن تؤذيك اثمارها الشريرة،

82 لما يمد لك ثمرة الموت: محبة الزنى، رُدّ عليه بتلك الوصية: لا تزن،[26]

83 يحرك ويُدخل اقتناءَ محبة المال الذي هو اصل الشر كله،[27]

84 وجّهْ اليه تعليما [ كله] حياة: لقد سمعتُ بالا اقتني في العالم شيئا،[28]

85 يقلق ويجلب لذة محبة البطن، قابله وانت تحتقر جسارته،

86 الانسان لا يحيا فقط بالخبز لكن بكلمة الله التي يصدرها فمه،[29]

87 لما تضطرم النفس بالحقد لتلد الغضب، اقرأ تلك الوصية المكتوبة والمشرّعة: لا تغضب،[30]

88 لما يزرع فيك رذيلة الكبرياء الشريرة، فكّر بان كل انسان هو افضل منك،

89 مبغض الناس يتوسل اليك لتصير قتاّل الناس، /825/ احبب الله وقريبك واخزِ زيفه،[31]

90 لا يوجد وقت لا يرميك بسهامه المتوقدة، احمل ترس الايمان واطفئها،[32]

91 امسك سيف الروح الذي هو كلمة الحياة، وحطم والقِ عنك ضربات العدو،[33]

92 أحِطْ نفسك برمح الكاروب الناري: حراسة يقظة اي كمال كل الوصايا.[34]

 

بشارة الابن هي فردوس روحي

93 انت داخل في باب ذلك الفردوس، ثبّت رجليك على ارض الحياة لئلا تقع،

94 لو تحفظ وصايا ابن الله وتكملها، فانها سور النار لصيانتك،

95 البشارة هي ذاك الفردوس الروحي، وداخله الانبياء والرسل كالاشجار،

96 اقطف وكلْ اثمار الحياة (اي) عباراتهم، وحلِّ فمك بتاملاتهم وقراءاتهم،

97 المسيح هو ينبوع عدن المبارك، وجميع ملافنة اسرار البيعة هم مشتولون عليه،

98 خذ وكلْ اثمارا شهية من اغصانهم وغذّ نفسك بعباراتهم وباوراقهم،

99 الرمح فتح بئر الحياة على الجلجلة، ومنها خرجت الانهار للعالم كله،[35]

100 الجداول المباركة التي خرجت وروت الارض كلها /826/ لتعطي الاثمار لانها كانت خربة منذ مدة طويلة،

101 كن شجرة مشتولة وقائمة على جداولهم، وشاربة للحياة، وصانعة اثمارا روحية.

 

دعوة لعدم مغادرة هذا الفردوس

102 ها انك قائم داخل باب ذلك الفردوس، فلا تخرج الى الخارج لان الموت حاضر وينتظرك،

103 ذاك الثعبان الذي قتل آدم هو خارج الباب، ويحمل شهوة هذا العالم على شبه الاثمار،

104 لا تضلك ثمرة الموت التي تحلو لك لانها شهوة الجسد التي تنجب الموت،

105 شهوة الجسد هي الموت كما هو مكتوب، وشهوة النفس هي السلام والحياة لمن يطلبها،[36]

106 لا تسمح لذلك الثعبان ان يصفر في اذنك وهو ينفخ فيها لذة الشهوات،[37]

107 لا تنخدع لما يسرقك بحيلته بجمال [ وبزينة[38] وبمقتنيات هذا العالم.

 

النفس هي ارض الفردوس

108 [ النفس[39] هي ارض ذلك الفردوس المباركة، لا تقبل فيها زرعا مسروقا ليس خاصتها،

109 كانت قد بُريت من قبل باريها ارضا صالحة لتفلح هي ذاتها وتزرع فيها زرعا جيدا،

110 لا تقبل فيها الكبرياء ولا الحسد-الشتلة الشريرة، لئلا تصير غريبا عن الله،

111 /827/ لا يسكن فيها الحقد والضغينة والغضب، لئلا تفسد ارض النفس المليئة جمالا،

 

112 لا يسقط فيها الفجور البغيض الذي يدنسها، فتصير شبيهة ببالوعة القذارة النتنة،

113 لتبتعد عنها السرقة والظلم، لئلا تستوجب قصاص رجم عخور،[40]

114 لتستاصل منها محبة المال التي هي كلها شر، لئلا تلبس عار جحزي الطماع،[41]

115 لتطرد منها الحيلة والقتل والكذب، لئلا تُلعن من قبل الله على شبه قائين،[42]

116 لا تكن فيها الخطايا السمجة التي تدنسها، لئلا تحترق كارض السادوميين،[43]

117 لا تنبتن فيها هذه الزروع-وقود النار، لئلا تحترق مع الزارع الذي زرعها،

118 لتكن نفسك كفردوس عدن العظيم، فتُنبت وتُخرج شتلة صالحة تعمل الثمرات.

 

لا تكن مثل التينة العقيمة (متى 21/18-20)

119 ربك مشتاق ان ياخذ منك ثمرات صالحة، فاعطه لياكل لان شراب حياتك هو منه،

120 لا تمنعه كما منعته التينة التي طلب منها، ولعنها فخربت ويبست لتصير اخشابا للنار،

121 لا تعطّل المكان كالتينة في ارض ربك، /828/ ولو لم يشفق سيقطعك ويلقيك عنه بغضب،[44]

122 خذ وقرّب لرب عدن الرجاء والمحبة والايمان: ثمرات شهية كالباكورة،

123 يريد ان تقرّب له الصبر والتواضع مع الوداعة اكثر من الذبائح،

124 بخّر قدامه السهر والصوم والصلوات الحسنة: رائحة لذيذة كالعطور،

125 انه جائع لياخذ القداسة لو اعطيتها له، وهو متعطش كثيرا الى البرارة لو تمدها له،

126 يداه مبسوطتان ويطلب الرحمة: زيتا صالحا مصباح الايمان،[45]

127 ذاك المقيت الذي يقيت العوالم ويسد حاجاتها، صار معنا ليتشبه بنا في كل شيء،[46]

128 هو حمل آلامنا وطُعن بامراضنا كما كتب عنه اشعيا.[47]

 

 

 

 

 

الصدقات تُزرع في الارض-الفقراء والرب يوفي

129 لاجلك جُعل متسولا في الاسواق، وجائعا ومعوزا مع الفقراء في هذا العالم،[48]

130 هوذا الفقراء-ارض البرارة الصالحة، القِ زرعك (فيهم) لياتي بغلّة مئة اكيال،[49]

131 المحتاجون هم ارض-البرارة الصالحة، ومنهم تجمع النفس غلّة مليئة حياة،

132 ليس للنفس موضع حيث تزرع البرارة /329/ ما لم يصبح الفقراء لها ارضا حتى تزرع (فيهم)،

133 الجياع المعذبون والمتضايقون هم كحقول، لا [ تمل[50] من القاء زرعك في ارض صالحة،

134 كسرات الخبز التي تعطيها لمن هو محتاج تجمع كدس الحياة في ارض العلى،

135 عطيتك هي قليلة جدا لما تُعطى، لكنها تُعدّ لك مائدة التطويبات مع ابراهيم،[51]

136 تُزرع في الاسفل وتجمع فوقُ في هري الحياة مؤونة صالحة تحتاج عليها النفس هناك،

137 انت تزرع هنا في ارض الفقر، وزرعك يوضع في يدي الرب حسب وعده،

138 من يريد ان يعطي للفقير لما يطلب منه، فهذا يقرض لله ذاته كما هو مكتوب،[52]

139 باري كل البرية التي هي مُلكه تنازل ليقترض منك بواسطة الفقراء،

140 علّمك ونصحك بالا تقرض لمن يوفيك، اعطِ للمحتاجين وانا اكون لك مثل المدين،[53]

141 انا هو المقترض منك في الفقراء، وعوضهم ساعطيك غنى عظيما،

142 اقبل ان اكون مثل المدين بدل الفقراء لانني احب الفقر،

143 /830/ انت اعط وكن صاحب الدَّين على المقترضين، وانا اكون لك مثل مدين بدل الآخذين،

144 انا اكفل، وانا اوفي عوض المدينين ولن تُظلم، وعليك ان تشكر لما توفى،

145 بدل الفقير الذي ليس له ليوفي ما اخذه، لما اوفي يصير لك كل ما هو مُلكي،

146 انا اقرض، وانا اكافئك بالملكوت، فلا يتشكك من يعطي لمن هو محتاج،

147 خذ الملكوت والثروة العظمى بدل الفضلات التي تعطيها من مائدتك لمن هو محتاج.

 

تنازل الرب الى الفاقة هو عجيب

148 تحيروا واندهشوا ايها المتميزون من مراحم الرب الذي هو اله وقد ساوى نفسه مع الفقراء،

149 ذاك الغني تنازل ليصير مدينا، وبذرائع مختلفة يريد ان يوزع غناه،[54]

 

150 انه خفي ومتعال على كل طغمات السماويين ولما يقف الفقير على بابك تراه هو بالذات،

151 ذاك الذي يتغطى سواريف النار من لهيبه، ها انه يتسول منك الخبز بواسطة الفقراء،[55]

152 ذاك الذي يرتجف منه الكواريب في موضعه السامي، ها انه يجتاز من بيت الى بيت مع المتسولين،[56]

153 ذاك الذي يملك كل المواضع ولا تسعه، يريد ان يدخل ويحل عندك مع الغرباء،

154 /831/ ذاك الذي اتقن بيت العوالم لسكنى القبائل، ليس له بيت لياوي اليه في المشردين،

155 ذاك الذي البرية هي مليئة منه ولا تستوعبه يطرق بابك ليدخل الى بيتك بواسطة الحقيرين الصغار،

156 ذاك الذي دخل واتكأ في بيت ابراهيم بمحبته ادعُه من السوق ليدخل ويجلس على مائدتك،[57]

157 ذاك الحابس البحر بالرمل ولا يتجاوزه هو محبوس بين السجناء فاذهب وزره مع المسجونين،[58]

158 ذاك الذي يحمله الكواريب بخوف على ظهورهم هو طريح فراش الامراض ومريض مع المرضى،[59]

159 حيثما تريد ان تراه تجده بعين الايمان الصافية التي لا تتشكك:

160مع المرضى، ومع المتضايقين، ومع الحزانى، ومع المحتاجين، وفي الجياع، وفي المعذبين، وفي المتالمين،

161 ضياؤه يحرق السماويين لو نظروا اليه، وهو متشح خرقا مع المتسولين لتتبرر به،

162 من يقبل احد الصغار الذين يؤمنون بي، يقبلني [ انا[60] حسب تعليمه المليء حياة.

 

استقبال الرب بفرح في شخص الفقير

163 باعمال البرارة هذه التي تعطيها له، يطلب منك ان تستقبله بسرور،

164 لو تعطيه كسرة الخبز، وكاس الماء، /832/ ليكن فكرك مبتهجا ويحبه،

165 انه ضعيف ومتعب ومتضايق ومعذب وقادم اليك، فاسكنه وارحه وقم واخدمه وانت مسرور،

166 انه معذب كثيرا بالفقر ويحمل الامراض، فاظهر له محبة عظمى لئلا يتضايق،

167 (هل) وقف فقير على بابك،؟ انه الله بالذات الذي اتى عندك، فافتح له ببشاشة حتى يدخل،

168 لو دخل عندك بواسطة الغني لكنتَ تخجل فسوف لن تقدر على استقباله،

169 جاء وتفقدك بالتواضع والحقارة، ولما تملأ بطنه خبزا تجد الحياة،

170 اعطه مما هو مُلكه ولا تعطه مما هو مُلكك، اذ ليس لك شيء لتقدمه له مما هو مُلكك،

171 هو الذي اقاتك، وبواسطة الفقراء يطلب منك ان تتاجر بالملكوت في كل الاحوال،

172 اعطاك جسده قدّم له الخبز لانه جاع ، وتشرب دمه خذ وقرّب له شرابا لانه عطشان،

 

173 اعطاك ان تلبس الضياء والبهاء من الماء، فلا تمنع عنه الثياب الرثة والالبسة الحقيرة،[61]

174 كل ما تعطيه بواسطة الفقراء الذين يسالون منك، فهو يكافئك بلباس النور في العالم الجديد.

 

المسيح يحب الفقر

175 تواضع لاجلنا اراديا، /833/ وجاء الى اقصى حد الفقر حتى انه قال:

176 للثعالب اوجرة وللطير مظلة، وليس لابن الانسان موضع حيث يسند راسه،[62]

177 احب الفقر بكل هذه (القوة) بحيث لا يريد ان يقتني مَن يحبه شيئا،

178 من لم يرد ان يقتني شيئا في العالم، هذا عرفه وهذا احبه من كل قلبه،

179 النفس التي ابغضت [ زينة[63] العالم وشهواته هي بيته ومنزله وفيها يسكن،

180 الفلسان الموجودان في بيت الارملة لم يحلّ عندها الى ان اخرجتهما واعطتهما،[64]

181 سمعان رئيس التلاميذ كان يقتني شبكة صغيرة، حالما القاها تبع ابنَ الله،[65]

182 الرسل لم يقتنوا سوى شِراك السمك على الارض وتركوها، وها انهم اغنياء في الملكوت،

183 زكى العشار الذي كان بيته مليئا غنى لما دخل المسيح ليتغدى فيه وزعه حالا،[66]

184 زكى لم يترك شيئا في بيته دون ان يوزعه، لانه راى بان ربه يحب الفقر،

185 لا يدخل الى بيت يجد فيه الذهب، لانه خطف مكانه منه وهو لا يلزم،

186 /834/ قام الذهب وصار سيدا حيثما وُجد، ولو دخل اليه سيد آخر احتقره ورذله،

187 لا تقدر ان تخدم بكل قوتك ربَين اثنين: الله والمال،[67]

188 واحد يُكرم وآخر يُحتقر لانك لا تقدر ان تُكرم الاثنين بالتساوي،

189 امر ان تحب الرب ربك من كل قلبك، فلو [ اقتنيت[68] معه الذهب فانك لا تحبه،

190 الذهب يسلب كل قلبك وجعله مُلكه، وظَل الله بدون محبتك من كل قلبك.

 

 

الذهب لا ينفع وقت الموت

191 اقتنيتَ ذهبا سيدا [ حيالا[69] يكذب عليك، ولما تخرج لتذهب من هنا يتركك،

192 تركته وراءك ولعل اعداءك يرثونه، والصديق الذي اقتنيته لا يذكرك الا بالشر،

193 متى ما جاء الموت وراءك مثل السالب، يبتعد عنك ويتركك تذهب وحدك،

194 لما تسافر في درب مخيف ومليء رعبا، لا يرافقك ولا ينقذك من اللصوص،

195 لما تسير في مضيق مخيف ومليء رجفة، تسلك في الدرب بقنوط وخوف لانه ليس معك،

196 لما يصادفك جميع الابالسة ابناء الظلمة، /835/ صديقك بعيد، ولا من مخلص، ولا من عون،

197 لما تلاقيك كل الارواح المريرة، سيدك الكذاب بعيد ولا ينجيك،

198 لما يشن المعركة ضدك مبغضو الناس لتذهب معهم الى موضع الظلمة لا ينقذك،

199 لما تبلغ الى جسر النار المخيف لو دعوته لا يستجيبك لياتي عندك،[70]

200 ولعله يقال لك ما يلي: اين هو صديقك لياتِ وينقذك من الضيقات ومن العذابات،؟

201 هوذا الوقت قد حان ليقوم الصديق تجاه صديقه، ليات وينقذك من الشرور المحيطة بك.

 

الرب صديق حقيقي لا يترك الانسان حتى في الموت

202 اقتنيت المال-الرب الماكر الذي لا يعينك، وذاك الصادق ابتعد عنك لانك لم تحبه،

203 من احب ابن الله بقلب صالح هو معه حيثما يذهب ولا يتركه،

204 هل تدخل الى القبر هو الاول يدخل معك،؟ هل تنزل الى الشيول، هو يرافقك في الموضع المخيف،؟

205 لما ينفصل عنك عند القبر الاخوة والاصدقاء، هو لا يتخلّف لانه يدخل معك الى موضع الموت،

206 لما يوصدون الباب في وجهك ويعودون، هو لا يعود لانه يظل هناك ويشجعك،

207 لما ينكرك الاخوة والاحباء والاصدقاء، /836/ هو يعترف بك ويسليك بين الموتى،

208 لما يُغلق عليك مسكن القبر الذي تحل فيه وحدك، هو يقوم عندك ويشجعك لئلا تحزن،[71]

209 كل واحد يرافق من يحبه حتى القبر، ولما يبلغ المرء الى باب القبر يظل الاحباء،

 

210 الله ليس كالذهب بالنسبة لاحبائه، ان محبته تشبهه لانها لا تتغير،

211 لما يدخل صديقه وأُغلق باب الشيول في وجهه، هو يصير له اشراقا ونورا في الظلمات.

 

الخاتمة

212 يا ابن الله الذي هو رفيق من يحبه، كن لنا رفيقا في الحياة وفي الموت، لك التسبيح.

 

كمل (الميمر) على محبة الفقراء

 

[1] – من اضافة الناشر

[2] – يوحنا 8/12، 14/6

[3] – ر: الايمان. جملة رائعة:! العلم عامة والعلم الكتابي خاصة هما مرفأ فيه يستريح الانسان وبهما ينجو من الغرق في بحر العالم المضطرب

[4] – متى 13/24-30. تعبير السروجي: “زارعان الله والشيطان” هو “منهج ثنائي” على غرار ثنائبة “ماني” الذي يدحضه ملفاننا في رسالته التاسعة عشرة!. هل يجعل الله على قدم المساواة مع الشرير.؟ لا يُعقل ولا يمكن ان يقبل ملفاننا “بمبدأ الشر مستقلا” عن الله مبدأ الخير. عبارته هي صورة لشرح وجود الشر في العالم بسماح وبمعرفة الرب، استنادا الى ثنائية الشجرة: شجرة الخير والشر !

[5] – يوحنا 14/6

[6] – يوحنا 6/51، 5/24

[7] – تكوين 2/17

[8] – يعقوب يبدل نص ايوب: عوض الحنطة ينبت زبل وعوض الشعير ينبت شوك. ايوب 31/40، ويعتبره مطابقا لنصي. متى 7/16-17، لوقا 6/44

[9] – 1يوحنا 2/16

[10] – متى 27/ 3-10

[11] – متى 27/ 3-10

[12] – عدد 25/14-16

[13] – لوقا 16/19-31

[14] – يوئيل 2

[15] – متى 7/17، 3/10

[16] – تكوين 2/16-17

[17] – تكوين 3. آدم يطرد من الفردوس. في نصوص اخرى آدم يخرج بارادته من الفردوس. تعددية نظريات ملفاننا

[18] – حكمة 1/13

[19] – يستند ملفاننا كمفكر وفياسوف مؤمن الى نص تكوين 6/5-6 ليفسر وجود الشر في الانسان منذ صغره. الشر في الانسان دخل من الخارج بارادته الى نفس الانسان التي كانت فردوسا. البيوت: 63-67، وتسلسله في كل فرد هو نتيجة الوراثة، وهذا ما سبب ندامة الرب على خلقه الانسان

[20] – نص: تفسيرك، بيجان يصوب: شكك

[21] – افسس 2/14-16

[22] – ل: ثمرة السم

[23] – تثنية 11/16

[24] – تكوين 2/16-17

[25] – حزقيال 28/14-16. بتاثير من افراهاط

[26] – خروج 20/14، متى 5/27

[27] – 1طيمثاوس 6/10

[28] – ل: المليء. منى 10/9

[29] – تثنية 8/3، متى 4/4. في هذا النص يتقيد ملفاننا بالنص الكتابي. ي نصوص ارى يضيف الى الخبز كلمة “الماء”. انظر، ميمره 10، 23-25

[30] – جامعة 7/9، 1طيمثاوس 2/8

[31] – يوحنا 8/44، تثنية 6/4، متى 22/37-40

[32] – افسس 6/16

[33] – افسس 6/17

[34] – تكوين 3/24

[35] – يوحنا 19/34

[36] – 1يوحنا 2/16، رومية 14/17؟

[37] – الحية او الثعبان يصفران في الاذن، ترد هذه العبارة بتواتر لدى ملفاننا بتاثير من افراهاط

[38] – ل: وهمّ

[39] – ل: نفسك

[40] – يشوع 7/24-26

[41] – 2ملوك 5، خاصة 5/20-27

[42] – تكوين 4/1-16، خاصة 4/11-12

[43] – تكوين 19/1-29

[44] – لوقا 13/6-9

[45] – متى 25/1-30

[46] – عبرانيون 4/15

[47] – اشعيا 53، خاصة 53/3-4

[48] – متى 25/31-46

[49] – متى 13/23

[50] – ل، ر: تاِمن، بيجان يصوب: تِمان

[51] – لوقا 16/19-31

[52] – امثال 19/17

[53] – لوقا 6/34

[54] – 2قورنثية 8/9

[55] – اشعيا 6

[56] – حزقيال 10

[57] – تكوين 18، خاصة 18م1-9

[58] – ارميا 5/22، متى 25/36

[59] – متى 25/36. يعدد يعقوب اعمال الرحمة. لاحظ بلاغته: استعمل 9 مرات (ذاك) في البيوت 149-158

[60] – ر: يقبله. متى 18/5

[61] – المعموذية تعطي (حلة المجد) مقابل الثياب الرثة المقدمة للفقراء

[62] – متى 8/20

[63] – ل: همّ

[64] – مرقس 12/41-44

[65] – متى 4/18-20

[66] – لوقا 19/1-10. انظر، ميمره 15 على زكى العشار

[67] – متى 6/24

[68] – ر: اقتنت. تثنية 6/5، متى 22/37

[69] – ر: آخر

[70] – بلاغة يعقوب استعمل 6 مرات (لما) في البيوت: 194-199

[71] – بلاغة يعقوب استعمل 4 مرات (لما، هو) في صدر وعجز البيوت: 205-208