الميمر 53 المقطع الثاني لليل الثلاثاء يهوذا يسلم يسوع

الميمر 53

المقطع الثاني

 

        المسيح العارف ينبيء بان سمعان ينكره وبان يهوذا يسلمه ولكنه لا يفضح سمعان ولا يهوذا: برهن بانه “عارف” ويعرف لئلا يعدّونه لاعارفا، ولما كان يعرف حفظ السر لئلا يُذكر، برهن بانه فاحص القلب والكلى، وواضحة هي لديه الخفايا والظواهر.

        قلق التلاميذ: لو سالوه لكان يُحسب سؤالهم جسارة، ولو سكتوا لكان يُظن بانه احتقار، لم تكن توجد فرصة ليسألوا ولا ليسكتوا لان السكوت والكلام والاستفسار كانا مصيبة.

        سمعان المتزوج يسأل من يوحنا البتول: القداسة التي هي الجمال الثاني العظيم اشارت الى البتولية اختها لتتعرف على السر. طريقة الزيجة اذاً جميلة وطاهرة وهي مليئة جمالا لما تكون بعيدة عن الزنى، واذ هي جميلة فالقداسة هي اسمى منها، لانه بدونها لا يقترب احد من الله. ما هو حيواني في الزواج هو الزنى فقط.!

        البتولية: مريم بتول وايليا بتول والملائكة لا يتزوجون: درجة القداسة هي لدى الملائكة، واذ هي سامية جدا فان البتولية هي اسمى منها، فيها الجمال الاول الذي تملكه الطبيعة، ولا يوجد جمال آخر في العالم يشبهه، انه جمال غير مصاغ وغير مزين من قبل البرايا لكنه برية جميلة بدون اضافة.

        آدم كان بتولا في الفردوس: آل آدم كانوا قد تنازلوا من قمة البتولية الى الزواج الذي هو جميل ايضا، دخل المتوحدان بدون زواج مثل الملائكة الى عدن عن طريق البتولية السامية، واذ وعد اللاهوتَ سقط الجميلان وفُقد منهما اسفرار الوجه الذي تملكه الطبيعة، وبعدما سقطا تقدما من الزواج ليس لانه بغيض لكنه متواضع ومليء اوجاعا.

        لعل السروجي يذكر ولو بصورة غير مباشرة هرطقة باسيليدوس، كما ذكرها القديس ايريناوس، وينقدها. انه يقول سمعان القيرواني صُلب “بدل” يسوع الكلمة. هنا يقول سمعان غصبه التدبير لئلا يُصلب “مع” المسيح لان المسيح وحده يقدر ان يواجه الصلب ولا احد آخر غيره: نكر سمعان طريق الصلب العظمى لانه لم يكن يوجد احد ليمشي عليها الا ربنا، من المعصرة التي داسها ابن الله وحده هرب سمعان وهو ينكر لئلا ينزل فيها، مسكوه ليموت مع المخلص، فنكر وهرب ليموت الوحيد كما يليق به، خطر الدم صادف سمعانَ رئيس التلاميذ، وكان واحد مهيأ لذلك الخطر وليس كثيرين، كانوا يدعون سمعان لياتي الى الصلب، ولما نكر هرب منه لان الصلب لم يكن خاصته.

        التدبير غصب سمعانَ لينكر الابن، اما يهوذا فلم يغصبه شيء لما اسلم، عليك ان تعرف من كلمة ابن الله لو تسمع بتمييز ماذا كان يقول: قال لسمعان باختصار: انك تنكر، اما ليهوذا فانه لم يقل له: انك تسلمني، ولما سأل: لعلني انا هو،؟ اجابه: انت قلتَ، اعني لم يغصبك احد، كان من شأن ارادته ان يسلّم او لا يسلّم، ولهذا قال له ربنا: انت قلت، وبخ يهوذا لانه وقع بارادته من درجته، ولم تبلغه القرعة ليسلّم بالاكراه.

 

        نهاية العهد القديم وبداية الجديد، زوال الفصح وبداية الاوخارستيا: مساء الفصح هو حدّ العهدين العظيم وهو موضوع بين (العهد) القديم (والعهد) الجديد بعجب عظيم، به بلغت التوراة حدها لتلزم السكوت، ومنه بدأت تسري بشارة الحياة، رُفع حمل الفصح واتى الخبز ليصير جسدا لحمل اللاهوت الحي.

        الاوخارستيا: ربنا وزع على المائدة جسده بيديه، ومن يتجاسر ويقول الآن: انه ليس جسدا،؟ هو قال: هذا هو جسدي ومن لا يصدق،؟ ولو لم يصدق ليس تلميذ مصف الرسل، لو كان ميتا لما كان خبزه جسدا، ولو كان حيا لما كان يكسر جسده ويعطيه رسله، كسر الخبز وجعله جسدا، واعطى رسله، وصار في افواههم طعم جسد فيه الحياة، منذ ان مسكه وسماه جسدا لم يعد خبزا لكن جسده، وكانوا ياكلونه وهم مندهشون، هناك لا يوجد الفاحصون ولا المجادلون ولا المعقبون ولا معلمو الحكم، لم يسألوا، ولو وُجد مجال للسؤال: ربي لماذا تدعوه جسدا بينما هو خبز،؟ الايمان لا يتنازل الى الاستفسارات انما يعرف ان يصدق ولم يتعلم ابدا ان يعقب.

        الكاهن والذبيحة: كسر ووزع جسده بيديه للاثني عشر، ولو لم يروا كيف يكسر لما كانوا يكسرون، قام مثل حبر ليكهن نفسه بين تلاميذه ويرسم نمطا للكهنوت ليتشبه به، علّمهم كيف يكسرون جسده الطاهر ويوزعونه لبني بيت الايمان، عرّفهم كيف يشربون كأس دمه ويسقون منه الشعوب والعوالم والبلدان، ختم بدمه العهد الجديد الذي صنعه ليكون لغفران الذنوب للعالم باسره.

        يهوذا تناول خبزا مبللا: عارف الكل اعطى يهوذا خبزا مبللا لانه لم يكن يستحق الخبز المقدس مثل التلاميذ، عاد وبلله وجعله خبزا وبعدئذ اعطاه اياه لئلا ياخذ الخبز الذي هو الجسد مثل رفاقه، لم يرد ان يعطي القدس للكلب الذي لا يحبه، ولا اللؤلؤة للخنزير الذي لا يعرفها. عند الله لا توجد معموذية ثانية لان تلك الاولى تنحل بهذه الثانية، الرب واحد وله معموذية واحدة، ولا تُعطى مرتين لمن يأخذها، لما اعطى الخبز ليهوذا الذي لم يكن يستحقه، انزله الى معموذية ثانية ثم اعطاه اياه، بلله بالماء لياخذ منه تلك الرفرفة الاولى بواسطة هذه المياه، وبعدئذ يعطيه اياه.

– الدراسات:

الميمر الثاني والخمسون، على آلام مخلصنا وصلبه ودفنه وقيامته. قبطي

 

 

 

 

الفصل- ب: لليل الثلاثاء[101]

يهوذا يسلم يسوع (يوحنا 13/21-35)

 

 

242 ولكي يضيف هناك الما على الحزن، اعلن للتلاميذ بان واحدا منكم يسلمني،[102]

243 برهن بانه يعرف لئلا يعدّونه لاعارفا، واذ كان يعرف حفظ السر لئلا يُذكر،

244 برهن بانه فاحص القلب والكلى، /471/ [ وواضحة[103] هي لديه الخفايا والظواهر،

245 اعلن لرسله بان واحدا منكم يسلمني، فخاف الودعاء من الخبر الذي سمعوه من الصادق،

246 اضطربوا وانزعجوا وقلقوا ونظروا الى بعضهم بعضا وارتجفوا وتحيروا مثل الاشقياء،

247 تصاعدت الكآبة كالدخان من قلوبهم وتغير لون اوجههم المحبوب،

248 جاءت الكآبة ولفّتهم من كل الجهات وامضوا المساء المليء قلقا بالضيقات،

249 نعم بالحقيقة كانت تلك الوليمة مُرة، وتراكمت الضيقات الواحدة تلو الاخرى على التلاميذ،

250 سمعوا بان معلمهم يموت من قبل اليهود، فانزعجوا وسمعوا بان واحدا يسلمه فاضطربوا،

251 على من يبكون اعلى المعلم،؟ ام على الرفيق،؟ وكلا الامرين كانا مرَّين للسماع،

252 المعلم عزيز ولو حُرموا منه فهذا يعني الموت‎، والرفيق محبوب ولو [ طردوه[104] فهذه خسارة،

253 ماذا يقولون: الويل لنا يا معلمنا لو فقدناك،؟ او يقولون: الويل [ لك[105] يا رفيقنا ماذا حدث لك،؟

254 أيبكون على فراق معلمهم بمرارة،؟ او يبكون على الاخ [ المحبوب[106] الذي فُقد منهم.؟

 

التلاميذ يتساءلون: من الذي يسلّم معلمهم؟ (يوحنا 13/22)

255 دخل الالم وجعلهم يرتجفون وحيرهم، والاخبار المفزعة ارهبتهم وارعبتهم،

256 كان يعزّ عليهم ان يتكلموا مع الموقر ولم يتجاسروا ليسالوه: من يسلمك،؟

257 وبدأ جميعهم يشيرون الى بعضهم بعضا: من هو الذي يفعل هذا ويخسر حياته،؟

258 من الذي يسقط من عدد الاثني عشر، ويثلم سور الاخوة العالي ويصير سخرية،؟

259 من يصنع رجسا في جوق مصف الرسل، ويفسد جمال التلمذة المحبوب،؟

260 من يخرج من حلقة ربنا-النور، ويذهب ويختلط مع الظلمة بفزع عظيم،؟

 

261 من يترك النبع الحلو المفجّر للحياة، ويضع فمه على الينبوع [ المفجّر[107] للموت،؟

262 من يسقط من [ بناء[108] الملكوت، ويبني شخصه في الشيول-الهوة التي تبلع الموتى،؟

263 من يترك صحبة الشمس البهية الاشعة، ويمشي في طريق مليء غيوما وظلالا،؟

264 من يهرب من النهار الذي هو كله نيّر، ويصفّ نفسه في ليل بغيض كله ظلمة،؟

265 من الحمل الذي يقلب نفسه ويصير ذئبا، /473/ ويشرع يعض الراعي الصالح،؟

266 من العبد الذي ينسى طبيعته ويرفع عقبه ليبعج رب جميع الارباب،؟

267 من الاخ الذي يبغض ويرذل محبة الاخوة ويذهب ويصير رفيقا للاعداء وللقتلة،؟

268 من يبغضك يا محب الاذلاء والفقراء، فانت مليء غنى للبعيدين وللقريبن،؟

269 من ينكر كل احساناتك يا ابن الله، وينسى ويهمل كل خيراتك العديدة،؟

270 من يسلّمك يا نارا ونورا وضياء عظيما، فلو لم ترد لا تقدر الشمس ان تقبض عليك،؟[109]

271 [ [110]] تعذب التلاميذ بالم عظيم بسبب هذا، واهتموا ليعرفوا من يسلمه،

272 لو سالوه لكان يُحسب سؤالهم جسارة، ولو سكتوا لكان يُظن بانه احتقار،

273 لم تكن توجد فرصة ليسألوا ولا ليسكتوا لان السكوت والكلام والاستفسار كانا مصيبة.

 

سمعان يشير الى يوحنا ليستفسر (يوحنا 13/23-24)

274 [ [111]] حينئذ مثل اول رفاقه طلبَ ليعرف الحقائق من الصادق،

275 /474/ نظر الصفا الى ذلك التلميذ الذي كان يحبه ليتعرف من العارف خفية على السر.

 

القداسة والبتولية

276 القداسة التي هي الجمال الثاني العظيم اشارت الى البتولية اختها لتتعرف على السر،

277 نظر الشيخ المليء وقارا الى الشاب البتول ليتزاحم ويدخل الى الخفايا ليتعرّف عليها،

278 طُلب من اسفرار الوجه الذي تملكه طبيعة [ البتولية[112] ان تتعرف على سر بيت الله،

279 درجة القداسة هي لدى الملائكة، واذ هي سامية جدا فان البتولية هي اسمى منها،

280 فيها الجمال الاول الذي تملكه الطبيعة، ولا يوجد جمال آخر في العالم يشبهه،

 

281 انه جمال غير مصاغ وغير مزين من قبل البرايا لكنه برية جميلة بدون اضافة،

282 انه جمال [ صاف[113] جعله الباري جمالا وهو اسمى ويسبق كل جمال تملكه الطبيعة.

 

آدم وحواء بتولان في عدن

283 آل آدم كانا قد تنازلا من قمة البتولية الى الزواج الذي هو [ جميل[114] ايضا،

284 دخل المتوحدان بدون زواج مثل الملائكة الى عدن بطريق البتولية السامية،

285 لما كانا قائمَين على القمة العالية، دخل الثعبان /475/ الذي حسدهما وتقيأ [السم[115] ليقتلهما،

286 ولما وعد اللاهوتَ سقط الجميلان وفُقد منهما اسفرار الوجه الذي تملكه الطبيعة،

287 وبعدما سقطا تقدما من الزواج ليس لانه بغيض لكنه متواضع ومليء اوجاعا،[116]

288 طريقة الزيجة اذاً جميلة وطاهرة وهي مليئة جمالا لما تكون بعيدة عن الزنى،

289 واذ هي جميلة فالقداسة هي اسمى منها، لانه بدونها لا يقترب احد من الله،

290 البتولية [ اذاً[117] هي سامية وبهية ومليئة نورا ودرجتها هي اسمى من جمال القداسة.

 

الملائكة لا يتزوجون

291 آل جبرائيل هم رفاق البتولية وبجمالهم لا [ يتنازلون[118] الى الزواج،

292 آل ميخائيل يقيمون عندها في موضعها السامي ولا يمشون قط في درب الزيجة.

 

ايليا بتول

293 انها رفيقة المستيقظين واخت السماويين المحبوبة، ويشهد معنا ايليا ايضا الذي هو هناك.

 

مريم بتول

294 مريم البتول التي اشرق منها ابن الله بدون زواج تشهد على جمال البتولية.

 

 

 

يوحنا البتول يسأل من يسوع: من يسلمه؟ (يوحنا 13/25)

295 بطرس العظيم يعلمك جمال البتولية لانه منها سأل لتتعرف على الاسرار وتعلنها له،

296 /476/ الرسول المختار الذي صار حجرا ووكيلا كان محتاجا ليتعلم من ذلك الشاب الذي كان بتولا،

297 نظر سمعان الى يوحنا واشار اليه (قائلا): اقترب، وتعلّم منه: من سيسلمه،؟

298 دنا الشاب النقي والبسيط والمليء جمالا ووقع على صدر ابن الله ليسأله،

299 الصدر للنار، والاعضاء للهيب، والروح الحي متكيء بعجب على المائدة،

300 صنع له صدرا في [ الحضن[119] البتولي ليحمل به ويحبب البتولية التي تتعرف على اسراره،

301 حمل على كتفيه وجلب الخروف الضال، وحمل ايضا على صدره ذلك التلميذ الذي كان يحبه،[120]

302 ذاك اللاجسدي الذي تجسد اقتنى الاعضاء، وبها مسكوه ليسد لهم احتياجاتهم،

303 الفم والبصاق ليفتح به الاعمى المظلم، واللسان ليزجر الابالسة ويهزّمهم،[121]

304 الذراعان واليدان ليحتضنا عمود المحكمة، والظهر ليقبل سياط الحكام،[122]

305 هيأ صدره ليحمل التلميذ البتول، ونفذ كل هذه الامور لاجلنا حتى يحررنا،[123]

306 اقترب التلميذ قلب كل التلمذة، /477/ وحضن النار وبدأ يسأل اللهيب:

307 من يسلمك يا ابن الله اكشف لي السر،؟ من هو الحية الخفي سمه ولم نعرفه،؟

308 من اضلنا وصار ضدنا بينما هو [ معنا،؟[124] من هو لابس الابليسَ خفية ولم يعلن ذلك لنا،؟

309 أي تلميذ جُعل صالبا ولم يعلم به احد،؟ ومن هو قوسه مليء ضدنا بينما هو معنا،؟

310 من يبغضك،؟ ولو ابغضك فمن يحب،؟ ومن هو مثلك ليذهب عنده من الذي ابغضك.؟

 

يسوع يكشف السر (يوحنا 13/26)

311 يا ربنا اكشف [ لي[125] السر لاننا لا نعرفه، فاعلن ربنا السر لعبده الذي كان يحبه،

312 ذاك التلميذ الذي اعطيه الخبز المبلل هو الماكر، وهو يسلمني وياخذ اثماني،

313 هذه هي العلامة: ها انا ابلل الخبز بالماء واعطيه لذلك التلميذ الذي لا يستحقني،

314 حينئذ اكل الرسل الحمل بالم عظيم، [ وامضوا[126] المساء بضيقات وهم منذهلون.

 

لو تشكك الجميع بيسوع سمعان يؤكد بانه لن ينكره (متى 26/31-33)

315 كشف ليوحنا من يسلمه بالعلامة التي اعطاه واجاب لجميعهم: كلكم تتشككون فيّ،

316 ولما كانوا خائفين ارتجفوا من الحزن، فبدأ سمعان رئيس اخوته يتكلم،

317 /478/ انا لا اكفر بك نهائيا يا ابن الله، ويسهل عليّ ان اموت معك وانا مسرور،

318 صحبتك هي نور وهي محبوبة وعزيزة عليّ، وانا مستعد لاسير معك حيثما تذهب،

319 لو توجهتَ الى الموت فهانذا معك، ولو تريد ان تصعد على الصليب فانا لن اتراجع،

320 لو حدث ومتُ معك فانا لن انكرك، لان الموت معك هو حياة صالحة لمن يتبعك،

321 لو جميعهم يتشككون بك كما تقول، لو صادفني السيف لن يحملني على الشك،

322 انا لا انكر ابدا ايها الصادق، وانا مستعد لاموت معك بدون نكور،

323 كان يجمل بذلك التلميذ الذي تظاهر لربنا مثل صادق (وقال) انه لن ينكره،

324 لما كان عارف الكل يقول له: انه سينكره، هو لم يصدقه، وكان يليق بالا يصدّقه،

325 ليس من العدل ان يردّ المرء على كلمة الابن، لقد رد سمعان وكان يحبه لما كان يرد،

326 حقيقة سمعان كانت ثابتة بالنسبة اليه، ولم يفكر بانه توجد فرصة لينكر ابن الله.

 

سمعان ينكر ويهوذا يخون

327 ايهما افضل اعتراف سمعان بانه لا ينكر،؟ او سؤال يهوذا: لعلني انا هو،؟[127]

328 /479/ لما قال المسيح لسمعان: انك تنكرني، قال له: حتى وإن متُ لن انكرك،

329 واذ لم يقل للاسخريوطي انك تسلمني اسرع وسأل مثل كذاب: لعلني انا هو،[128]

330 اراد ان يسلّم ولهذا صدق ابنَ الله وعاد وسأله وهو يعرف (وقال): لعلني انا هو،؟[129]

331 [ كان يجمل بسمعان الصفا[130] لما كان يقول لو حدث ومتُّ معك انا لن انكرك،[131]

332 قال الواحد: لن انكر حتى وإن مت، والآخر سأل دون ان يطلبوا منه: لعلني انا هو،[132]

333 هلم وشاهد هنا القوة، والرخو، والمحبة، والمكر، والحقيقة العظمى، والكذب،

334 سمعان صادق لانه حتى وإن مات لما نكر، ويهوذا كذاب لانه مرتاب وماكر وسأل،

335 استعد ليسلّم معلمه وكان يسأل (قائلا): لعلني انا هو، وهو يعرف بانه يسلّمه،؟

 

336 واذ لم يكن سمعان مستعدا لينكره قال ايضا: لو اضطررت ومت معك لن انكرك،[133]

337 سمعان الصفا لم يشأ ان يصدّق المسيح لما كان يقول له: ستنكرني قدام التلاميذ،

338 لو صدقه وقال له: سانكرك /480/ لكان ناكرا وغير صادق لانه تشكك،

339 وبما انه كان صادقا فقد قام ليناقض الصادقَ: لن انكر كما تقول حتى وإن متُّ،

340 كشف كم كانت ارادته مُحِبة،وكم كانت صادقة،وكم كانت مستعدة لئلا تترك معلمهاحتى وقت الموت،

341 ذاك الذي اسلم والذي كان [ يسأل[134] لعلني انا هو، بسؤاله كشف عن ارادته بانه مستعد،

342 كان يوجد في نفسه مثل اساس الكذب والمكر والقتل قبل مدة ثم اسلم،

343 في نفس سمعان كان يوجد الحق والمحبة العظمى، ولهذا هيأ نفسه للموت لئلا ينكر.

 

نكر سمعان حتى يموت المسيح وحده

344 نكر سمعان درب الصلب العظيم لانه لم يكن يوجد احد ليمشي عليه الا ربنا،

345 من المعصرة التي داسها ابن الله وحده هرب سمعان وهو ينكر لئلا [ ينزل فيها،[135]

346 مسكوه ليموت مع المخلص، فنكر وهرب ليموت الوحيد كما يليق به،

347 لم يمسك احد يهوذا وبعدئذ اسلم، ولم يهرب من الموت بسبب الضيق ثم اسلم،

348 اسلم في الامان وهو يجنّ بمحبة الفضة، وبدون اكراه صاغ سر [ الحيلة العظمى،[136]

349 /481/ نكور سمعان لربه لم يكن يشبه استلام يهوذا لاثمانه وهو يسلمه،

350 خطر الدم صادف سمعانَ رئيس التلاميذ، وكان واحد مهيأ لذلك الخطر وليس كثيرين،

351 كانوا يدعون سمعان لياتي الى الصلب، ولما نكر هرب منه اذ لم يكن (الصلب) خاصته،

352 الاسخريوطي مثل سارق ومبغض معلمه باعه بالذهب كاناء لا يصلح،

353 ولهذا اقر قبل مدة: هل انا هو،؟ لانه لم يكن يقدر ان يقول له: انا لا اسلّم،

354 من فضلات قلبه تكلمت شفتاه، لان الفم قريب جدا من القلب والافكار،[137]

355 سمعان ايضا تكلم من فضلات قلبه وهو يكذب: انا لا انكر حتى وإن متُّ،

356 قال ربنا: نعم يا [ ابن يونا] انت ستنكر ثلاث مرات الثالث الذي تحبه.[138]

 

التدبير غصب سمعان ان ينكر ولم يغصب يهوذا ان يسلّم

357 التدبير [ غصب[139] سمعانَ لينكر الابن، اما يهوذا فلم يغصبه شيء لما اسلم،

358 عليك ان تعلم من كلمة ابن الله لو تسمع بتمييز [ ماذا كان يقول:[140]

359 /482/ قال لسمعان باختصار: انك تنكر، [ اما[141] ليهوذا فلم يقل له: انك تسلمني،

360 ولما سأل: لعلني انا هو،؟ اجابه: انت قلتَ، اعني لم يغصبك احد،[142]

361 كان من شأن ارادته ان يسلّم او لا يسلّم، ولهذا قال له ربنا: انت قلت،َ[143]

362 وبخ يهوذا لانه وقع [ بارادته[144] من درجته، ولم تبلغه القرعة ليسلّم بالاكراه.

 

الاوخارستيا: عهد جديد ازال العهد القديم (متى 26/26-29)

363 ربنا كمّل العشاء المليء آلاما، وبدأ يوزع جسده بيديه لبني سره،

364 اكلوا الحمل وكملوا عيد العتائق، وبدأوا يسيرون في درب جديد مليء [ عجبا،[145]

365 لم يسمّ جسد الحمل جسدا لكن فصحا، واسم الجسد حفظه للخبز الذي هو جسده،

366 قضى العيد الى ان [ انهى[146] العشاء لئلا ينقّص شيئا من الناموس،

367 مشى وانهى الدرب الذي مهّده عبده موسى ليتعلم العالم بانه رب موسى العظيم،

368 وقّع على العهد الذي صنعه ابوه، وبعدئذ بدأ يصنع العهد الجديد،

369 /483/ هناك ابان بانه يتفق مع ا(لعهد) القديم، وهو الوارث والوحيد وابن الآب،

370 مشى وجاء الى كل درب النبؤة، وبعدئذ شرع يمشي على درب مصف الرسل،

371 مساء الفصح هو حدّ العهدين العظيم وهو موضوع بين (العهد) القديم (والعهد) الجديد بعجب عظيم،

372 به بلغت التوراة حدها لتلزم السكوت، ومنه بدأت تسري بشارة [ الحياة،[147]

373 رُفع حمل الفصح واتى الخبز ليصير جسدا لحمل اللاهوت الحي،

374 كان قد أُكرم موسى الشيخ وافعاله، ودخل وقام سمعان على الخزينة مثل الوكيل،

375 ابعد لاوي وإقامة ذبائحه السلامية، ودنا توما الذي تليق به الخدمة،

 

376 استراح هارون الذي تعب بالذبائح منذ (عهد) سيناء، وقام يوحنا ليتعلم ويصير كاهنا عظيما،

377 كمل وقت الظلال التي استُعملت، والحق-الجسم ابان نفسه قدام التلاميذ،

378 [ كمّل الفصح[148] واشرق الخبز الذي فيه الحياة ليكون جسدا لابن الله بدل الحمل.

 

خبز وخمر ملكيصاداق (تكوين 14/18)

379 /484/ ربنا صنع له الخبز والخمر جسدا ودما، وهكذا صوّره ملكيصاداقَ سريا،

380 الحبر الاعظم الذي كان افضل من ابراهيم ذبح لله خبزا وخمرا ولا شيء غيره،[149]

381 وعلّم الارض بان الخبز والخمر هما جسد [ ودم[150] ابن الله الذي اعطاه للعالم ليطهر به،

382 اشرق السر من مخلصنا مساء الآلام، وكسر جسده واعطاه لرسله كما قلنا.

 

التعجب من ابن الله الذي لا يوصف

383 هنا لتلبس نفس المتكلم العجب لان ابن الله لا يوصف الا بالعجب،

384 ليغلِ عقلنا بنار المحبة التي تاكل الشكوك والانقسامات ولينظر بعدئذ الى ابن الله،

385 لتركض الكلمة بايمان يقفزالحفر والهوات، وها انها لن تقع بين المجادلين.

 

الخبز والخمر هما بالحقيقة جسد ودم ابن الله

386 ربنا وزع على المائدة جسده بيديه، ومن يتجاسر ويقول الآن: انه ليس جسدا،؟

387 هو قال: هذا هو جسدي ومن لا يصدق،؟ فلو لم يصدق ليس تلميذ مصف الرسل،

388 الرسل صدقوه واكلوه وهو حي ومتكيء معهم، وبدون شك كانوا يعرفون بانه حي ولو هو ميت،

389 [ لو] كان ميتا لما كان خبزه جسدا، /485 [ ولو] كان حيا لما كان يكسر [جسده[151] ويعطيه رسله،

390 لو لم يكن مقتولا كيف اكلوه كما اكلوه،؟ ولو لم يكن حيا من وزع هناك جسده،؟

391 نعم بالحقيقة كان مقتولا واكلوه اكلا، وكان ايضا حيا لانه كان يتكلم مع تلاميذه،

392 وكانوا ينظرون اليه مقتولا وحيا كما كان، ولم يكونوا يتشككون من كونه حيا ولا مقتولا،

393 كسر الخبز وجعله جسدا، واعطى رسله، وصار في افواههم طعم جسد فيه الحياة،

394 منذ ان مسكه وسماه [ جسدا] لم يعد خبزا لكن [ جسده،[152] وكانوا ياكلونه وهم مندهشون،

 

395 ياكلون جسده وهو متكيء معهم على المائدة، ويشربون دمه ويسمعون صوت تعليمه،

396 ويصدقون بانه مقتول وهم ينظرون اليه حيا، ويتكلم وهو مختلط معهم وهم ياكلونه بدون شكوك.

 

الايمان يصدق ولا يجادل على الاوخارستيا

397 الايمان متفاخر وواقف بجبروت ولا يتشكك من كونه حيا ولا من كونه مقتولا،

398 والمقتول متكيء على المائدة ولا يُعقب ويشربون دمه ويصدقون بانه دم وهو حي،

399 هناك لا يوجد الفاحصون ولا المجادلون /486/ ولا المعقبون ولا معلمو الحكم،

400 لم يسألوا، ولو وُجد مجال للسؤال (قائلين): ربي لماذا تدعوه جسدا بينما هو خبز،؟

401 الايمان لا يتنازل الى الاستفسارات انما يعرف بان يصدق ولم يتعلم ابدا ان يعقب،

402 كان الرسل المختارون مهتمين بان يصدقوا الابن لا ان يعقبوا او يستفسروا مثل الجسورين،

403 الخبز الذي كسره [ وسماه] جسده عرفوه جسدا، [ نعم[153] وحسبوا بالحقيقة بان دمه كان يقطر.

 

المسيح الكاهن الاعظم علّم رسله كسر خبز الاوخارستيا

404 من كان يقدر ان يذبح الابن قدام والده لو لم يذبح هو نفسه بيديه قبل المه،؟

405 ربنا هو الحبر الاعظم، والذبيحة الكاملة، ولهذا ذبح نفسه قدام [ والده،[154]

406 انه ميت، واذ هو ميت كان حيا ولا يُعقب، وهو الكاهن والمحرقة وبحثه يفوق المجادلين،

407 كسر ووزع جسده بيديه للاثني عشر، ولو لم يروا كيف يكسر لما كانوا يكسرون،

408 قام مثل الحبر ليكهن نفسه بين تلاميذه ويرسم نمطا للكهنوت ليتشبه به،

409 علّمهم كيف يكسرون جسده الطاهر ويوزعونه لبني بيت الايمان،

410 /487/ عرّفهم كيف يشربون كأس دمه ويسقون منه الشعوب والعوالم والبلدان،

411 ختم بدمه العهد الجديد الذي صنعه ليكون لغفران الذنوب للعالم باسره،

412 علّم سمعانَ واعطى يوحنا البرهان ليصنعا مثلما صنع هو بعدما يرتفع.

 

يهوذا تناول الخبز المبلل بعد اخذِ القدس منه

413 عارف الكل اعطى يهوذا خبزا مبللا لانه لم يكن يستحق الخبز المقدس مثل التلاميذ،

414 الخبز المبلل ليس قربانا بل خبزا لانه لا احد يبلل الخبز المقدس لما يقرّب،

415 موسى لم يبلل خبز الوجوه على المائدة، ولو بلله لما كان يدخل الى بيت الغفران،

 

416 الخبز المبلل هو بسيط واعتيادي ولا [ يُقرب،[155] وفيه الشبع لطعام الجسد فقط،

417 لما يدخل الخبز المقدس الى بيت القربان لا ينقعونه ولو نقعوه لا يُقرب،

418 ابن الله اخذ خبزا ووضعه على يديه، فتقدس ليأكل منه الرسل الذين اختارهم،

419 [ وصار[156] الخبز جسدا برفرفته، ولم يكن ذاك القاتل مستحقا ان ياكل منه،

420 عاد وبلله وجعله خبزا وبعدئذ اعطاه اياه /488/ لئلا ياخذ الخبز الذي هو الجسد مثل رفاقه،

421 لم يرد ان يعطي القدس للكلب الذي لا يحبه، ولا اللؤلؤة للخنزير الذي لا يعرفها،[157]

422 اعطى جسده لسمعان الصفا لانه كان يستحقه، وليهوذا خبزا بسيطا وكان زائدا عليه،

423 نقّع الخبز ليكون خاليا من الغفران ثم اعطاه لذلك التلميذ الذي [ ابغض[158] نفسه.

 

رب واحد ومعموذية واحدة

424 عند الله لا توجد معموذية ثانية لان تلك الاولى تنحل بهذه الثانية،

425 الرب واحد وله معموذية واحدة، ولا تُعطى مرتين لمن يأخذها،[159]

426 لما اعطى الخبز ليهوذا الذي لم يكن يستحقه، انزله الى معموذية ثانية ثم اعطاه اياه،

427 بلله بالماء لياخذ منه تلك الرفرفة الاولى بواسطة هذه المياه، وبعدئذ يعطيه اياه،

428 ارتفع الخبز على يدي الابن وصار جسدا، واعطى للاحد عشر لياكلوا منه بقداسة،

429 عاد وانزل (خبز) يهوذا الى الماء وحلّه فتناوله بسيطا بدون قوة وبدون رفرفة.

 

 

[101] – في حاشية المخطوطة: ل 14585 وفي نسخة السمعاني 2

[102] – يوحنا 13/21

[103] – و، ب: دغاليون، نص: وغليون. مزمور 7/9

[104] – ر، ب، ل: عزل فصل

[105] – و: لنا

[106] – ب، ر: والصديق

[107] – ل 12: دماردي، ر، ب: المسقي، نص: دغوسي

[108] – و: عدد

[109] – بلاغة يعقوب استعمل 13 مرة (من) في البيوت: 258-270

[110] – ل 12165: قومة ثلاثاء الحاش اي الالم

[111] – ر: كملت قومة ليل الاثنين. قومة اعني فصل ليل ثلاثاء الحاش. ب: القومة الثانية. و: ليل الاربعاء

[112] – و: في البتولية

[113] – ب، ر: منحل، طليق

[114] – و: مقدس

[115] – ر: مروري، و: الموت، نص: ميرثو

[116] – تكوين 3/16

[117] – ر، ب: كير، نص: دين

[118] – و: مثناحثين، نص: متتاحتين

[119] – ر، ب: في البطن

[120] – لوقا 15/1-7؛ يوحنا 13/25

[121] – يوحنا 9/6؛ متى 12/24

[122] – متى 27/26

[123] – يوحا 13/25

[124] – و، ل 14: رفيقنا

[125] – و، ر، ل 12: لنا

[126] – نص: عملوا

[127] – متى 26/33؛ 26/25

[128] – متى 26/25

[129] – متى 26/25

[130] – و: لائق وحسن بسمعان

[131] – متى 26/33

[132] – متى 26/25

[133] – متى 26/33

[134] – ب، ر، ل 12: ومشاِل، نص: دمشاِل

[135] – ر: يعرفه. اشعيا 63/2-3

[136] – و: مع اليهود

[137] – متى 12/34

[138] – ر: بالحقيقة. متى 16/17، 26/34. يعقوب يسمي الابن: “الثالث” لعله تماشيا مع النكران الثلاثي؟. اعتبر الابن ثالث الثالوث استنادا الى نص التكوين 4/25. 5/55. هذا خطأ لاهوتي فادح لا ندري كيف ارتكبه يعقوب. لا بد انه ينقل تقليدا قديما ضاع حاليا في مصادرنا السريانية.؟ وردت نفس النظرية في ميمره على الرابع على قائين وهابيل 150/88. لعل ملفاننا يستند الى ما ذكره افرام بهذا الخصوص.؟ انظر، ميمره 5/145 على هارون الكاهن المنسوب الى افرام

[139] – بيجان يصوب فعل (عصو) بفعل (شباق) ترك، سمح

[140] – و: لما يتكلم، ل 14: مُما تكلم ذاك)، ب: ما كان يتكلم

[141] – ب، ر: كير، نص: دين

[142] – متى 26/25

[143] – متى 26/25

[144] – ر، ل 14: بحريته

[145] – ر، ب، ل 12: نور

[146] – ل 14: انتهت، نص: انتهوا

[147] – و، ب: الجديدة

[148] – ل 14: غطس، ر:توفي، ب، ل 12: عبر، زال)، نص: كان قد زال الحمل

[149] – عبرانيون 7/4

[150] – فقط في المخطوطة: و

[151] – و: ان لو، نص: ايلو. ب: خبز، و، ل12: خبزه

[152] – ل 14: جسده. ل 12، ب، و: جسد

[153] – و: وصنعه. ل 12: إن

[154] – و، ر، ل 12: تلاميذ

[155] – ر: يُقبل

[156] – ر: ويصير

[157] – متى 7/6

[158] – و، ر، ب، ل 12: جعل نفسه مرذولا

[159] – افسس 4/5. ليعقوب نظرية “غريبة”: المعموذية الاولى تمحوها معموذية اخرى تُعطى بعد المعموذية الاولى.! بمثل المعموذية يبرهن بان خبز يهوذا المبلل (صبيعو) لم يعد جسد الرب بل خبزا عاديا لان الماء “بلله أي عمذه” فغيّره من الجسد الى الخبز!