الميمر 53 المقطع الثالث لليل الاربعاء يهوذا الاسخريوطي

الميمر 53

المقطع الثالث

 

        تناول يهوذا الخبز المغسول والمبلل وقد أُفرغ من عون ابن الله، وصار مجال للعدو ليسخر منه، كان قد حل منه تلك النعمة التي اختارته ودخلت الضلالة وانتشرت في فكره واعمته، تربى فيه الشر وصنع اغصانا طويلة واثمر ثمرة مُرة ومليئة موتا.

        لماذا اختار المسيح يهوذا:؟ لو قلتَ لماذا اختاره عارف الكل وهو يعرف بانه كان كذابا وغير صادق، الجواب: لقد اختاره وهو جميل ونقي وطاهر وليس فيه عيب ووديع ومستقيم ومليء محبة ابن الله، وبعد ان اختاره لما كان لائقا ومليئا جمالا تغير وفقد جماله وصار بغيضا. ولو تقول ايضا: لو كان يعرف بانه كان سيتغير، لماذا ضل بجمال وقتي لم يثبت فيه.؟ الجواب: ضد هذه الامور يمكن قول الكثير (آدم، الحية الشيطان، الكافر المجدف)، لو تصرف فاحص الكل حسب معرفته لكان يبطل من تدبير القدرة البارية، وكان يتعطل سير القدرة البارية المستقيم، ولما كان يجيء العالم الى الوجود كما صار.

        عارف الكل يطأطيء ذاته الى (مستوى) اللامعرفة بسبب مراحمه الكثيرة لبراياه، جبل آدمَ وكان يعرف بانه لن يطيعه، وبالرغم من معرفته فانه لم يرد ان يبطل من كونه العارف، ادخله الى الجنة وكان يعرف بانه لن يمكث فيها، وبارادته الصالحة ادخله حتى يمكث، امره كثيرا بالا ياكل من الشجرة، ولو تصرف حسب معرفته لما كان يامره، رب آدم ادخله الى الجنة ليمكث في الجنة، اما خروجه بعد ان اذنب فيعود اليه، امره ان يحفظ نفسه من الشجرة وبما انه لم يحفظها كما أُمر فهذا يعود الى ارادته.

        خليقة الشيطان والملائكة متساوية: برية الشيطان وجبرائيل هي متساوية، وفي الاختيار كان يهوذا متساويا مع يوحنا، وبارادته سقط الشيطان من خدمته، وبحريته اسلم يهوذا ابن الله.

        المسيح يشبه اباه الذي عرف سليمان ومع ذلك نزلت النار على قربانه. لا يلام الآب بسقوط العدو، ولا يلام ولده ايضا لانه اختار يهوذا الذي سقط، الآب لم يدهور الركنَ من بين الصفوف، ولا الابن طرد الرسولَ من (بين) التلاميذ.

        المسيح لم يكن يتميز عن تلاميذه: صار ملفانا لينظر اليه جميع المعلمين ولا يستندوا على الكبرياء الذي يدهور المتكبرين، ساوى نفسه مع تلاميذه واحبهم حتى يسمع المعلم ولا يتباهى على تلاميذه.

        الصلاة سلاح به انتصر جميع النشيطين وهي ضرورية للظافرين وقت الخطر، ولهذا نقّاها وصاغها ابن الله ليغلب بها عبيد الملك في حروبهم، سامع الكل وقابل الصلوات دنا ليصلي ومن لا يتزاحم على الطلب،؟ لو كان هو غير المحتاج قد صلى بالم وبنشاط، فلو لم يصلّ المحتاج الى اين سيصل.؟

        صلى لابيه: ابتي لو امكن لتعبر الكاس، لكن لا تكن ارادتي ايها الآب بل ارادتك، لماذا صلى لتجتاز الكأس وهو يعرف بانها لن تعبر الا ويذوقها لانه جاء لاجل هذا،؟ سمى رئيسَ التلاميذ شيطانا لانه قال حاشا ان تموت، لانه لم يكن يهرب من الموت، لم يكن يريد ان يبطل الدرب الذي نهجه، لانه اتى ليخلص ولو بطلت لما كان يخلص، صلى ليعرّف بانه تشبه بنا في كل شيء، فلو تعطل ولم يصلّ لما كان يشبهنا، لو لم يصلّ فهو يشبه اباه، ونحن لا يشبهنا، وبما انه صلى فقد تشبه كله بنا وبابيه، صلى مثلنا ليعرّف بانه صار منا، وهو كان يقبل الصلاة مع والده، كان مثل ابيه قابل الصلوات، ولهذا قال: لو امكن دون ان يغصب، اعطى الصلاة لارادة ابيه وهو يعلم بانه ارسله لهذا، والاب لا يتراجع عن كلمته.

        الملائكة يساعدون المسيح: صلى المسيح واتى الملائكة ليساعدوه لانهم معتادون على عضد ومعونة الانسان: لقد اعانوا دانيال وزكريا الكاهن وحزقيا في الصلاة وهذا ما فعله احد الملائكة مع المسيح الذي تشبه بنا.

        العرق الذي يصير لمن هو مريض هو بشرى سارّة، لان الصحة تاتي في اعقابه وفي نهايته، عرق ربنا لم يكن يلزم لربنا بل لعبده المطروح في عمق الشيول، اتى المسيح وعرق واراحه من عذابه، بعرق الرب صارت العافية للعبد المريض: عملٌ جديد لم يصنعه احد ما عدا ربنا، عرق آدم لم يكن بوسعه ان يشفي آدم، لانه كان يوجد في عرقه القصاص وهو عرق التعب.

 

– الدراسات:

الميمر الثاني والخمسون، على آلام مخلصنا وصلبه ودفنه وقيامته. قبطي

 

 

 

الفصل- ج: لليل الاربعاء[160]

يهوذا الاسخريوطي

 

 

430 اخذ [ اذاً[161] يهوذا الخبز الفارغ من البركات والمغسول والمجرد من الغفران ومن المسامحة،

431 فاحص القلب وبخ مكره لانه كان يعرفه، ووضع فيه علامة مثل عارف الكل لانه كان يدري به،

432 لكونه تبدل من رأي مصف الرسل، فقد تغير الخبز الذي اخذه عن (خبز) الآخرين،

433 كان قد حل نفسه من حلقة [ التلمذة،[162] فحل المسيح خبزه بالماء واعطاه لياكله،

434 كان قد أُفرغ من عون ابن الله، وصار مجال للعدو حتى يسخر منه،

435 كان قد [ حل[163] منه تلك النعمة التي اختارته ودخلت الضلالة وانتشرت في فكره،

436 تربى فيه الشر وصنع اغصانا طويلة واثمر ثمرة مُرة ومليئة موتا،

437 كان مليئا زيفا، ففحصه كور مصف الرسل، ففُضح لانه لم يكن ذهبا لكن غشّا.

 

لماذا اختاره عارف الكل؟

438 ولو قلتَ لماذا اختاره عارف الكل وهو يعرف بانه كان كذابا وغير صادق،؟

439 /490/ لقد اختاره وهو جميل ونقي وطاهر وليس فيه عيب ووديع ومستقيم ومليء محبة ابن الله،

440 وبعد ان اختاره لما كان لائقا ومليئا جمالا تغير وفقد جماله وصار بغيضا.

 

لماذا ضلّ عارف الكل بالجمال الوقتي؟

441 ولو تقول ايضا: لو كان يعرف بانه كان سيتغير، لماذا ضل بجمال وقتي لم يثبت فيه،؟

442 ضد هذه الامور يمكن قول الكثير، لو وُجدت المحبة لتسمعها بتمييز،

443 لو تصرف [ فاحص] الكل حسب معرفته لكان يبطل [ من تدبير القدرة البارية.[164]

 

لو تصرف الرب حسب معرفته لما برى آدم

444 آدم الذي براه لما كان يدخله الى الفردوس ولما كان يامره بالا ياكل من الشجرة.[165]

 

لو تصرف الرب حسب معرفته لما برى الشيطان والحية

445 ولما كان يبري الشيطان مع الملائكة، ولما كان يصنع حيالة الحية التي اضلت،[166]

446 وكان يتعطل سير القدرة البارية المستقيم، ولما كان يجيء العالم الى الوجود كما صار.

 

لو تصرف الرب حسب معرفته لما برى المجدف والوثني والكافر

447 لو [ تصرف[167] حسب معرفته، لما كان يصور المجدف في بطن امه،

448 ولما كان يعطي للوثني ان يبصر النور، ولما كان ياتي نهائيا بالكافر الى العالم.

 

عارف الكل يتنازل الى مستوى اللامعرفة ليحترم تدبيره للبرايا

449 عارف الكل يطأطيء ذاته الى اللامعرفة /491/ بسبب مراحمه الكثيرة لبراياه،

450 جبل آدمَ وكان يعرف بانه لن يطيعه، وبالرغم من معرفته لم يرد ان يبطل مثل العارف،

451 ادخله الى الجنة وكان يعرف بانه لن يمكث فيها، وبارادته الصالحة ادخله حتى يمكث،

452 امره كثيرا بالا ياكل من الشجرة، ولو تصرف حسب معرفته لما كان يامره،[168]

453 هكذا ايضا لما كان يعرف بان الشيطان سيقع وقوعا براه مع طغمة السماويين،

454 صنع للكافر فما ولسانا، ولو يعرف كم انه سيكفر به لم يحرمه (منهما)،

455 رب آدم ادخله الى الجنة ليمكث في الجنة، اما خروجه بعد ان اذنب [ يعود اليه،[169]

456 امره ان يحفظ نفسه من الشجرة وبما انه لم يحفظها كما أُمر فهذا يعود الى ارادته،[170]

457 برى الشيطان مع طغمة آل ميخائيل ليسبّح فحسد وسقط من حريته.

 

يسوع اختار يهوذا وهو يعرف بانه سيسلّمه

458 ربنا الذي اختار يهوذا وهو [ يعرف[171] بانه سيسلمه، يشبه ايضا اباه في اعماله،

459 لما كان جميلا دعاه للبشارة مع الجميلين، وبعد ان صار بغيضا خلطه مع الصالبين.

 

 

 

نزلت نار على قربان سليمان لما كان جميلا

460 /492/ ابوه ايضا لا يرذل الناس لما يكونون جميلين لانه انزل النار على قربان سليمان،[172]

461 لما كان جميلا استجابه في الصلاة واعطاه النار، وبعد ان صار خادما للذبائح [اطلقه[173] من عنده.

 

ابن الله اختار يهوذا لما كان جميلا

462 ابن الله ايضا وعد كرسيا ليهوذا ولانه كفر به اعطاه المشنقة اجرا.[174]

 

مساواة خليقة الشيطان وجبرائيل، واختيار يهوذا ويوحنا

463 برية الشيطان وجبرائيل هي متساوية، وفي الاختيار كان يهوذا متساويا مع يوحنا،

464 وبارادته سقط الشيطان من خدمته، وبحريته اسلم يهوذا ابن الله.

 

لا يلام الله بسقوط الشيطان ولا يلام الابن باختيار يهوذا

465 لا يلام الآب بسقوط العدو، ولا يلام ايضا ولده لانه اختار يهوذا الذي سقط،

466 يا للجميلين اللذين زلاّ وسقطا من درجاتهما: رسول مختار، وركن حارس الهواء،[175]

467 هذا فقد كرسيه الذي كان موضوعا مع الاحد عشر، وذاك حرموه من خدمة السماويين،

468 الآب لم يدهور الركنَ من بين الصفوف، ولا الابن طرد الرسولَ من (بين) التلاميذ،

469 ذاك لانه حسد تجاسر وسقط من العلويين، وهذا صار بمكره غريبا عن الجميلين،

470 /493/ الحسد والمكر ومحبة المال والكبرياء اسقط يهوذا والشيطان.

 

الشيطان يدخل في يهوذا (يوحنا 13/27)

471 [ [176]]اخذ ذاك الجسورخبزا مبللا ودخل الشيطان وعكّره وفصله عن التلاميذ،

472 طُرد وخرج كالزؤان من بين الحنطة ليذهب ويصير [ خبزا[177] للنار التي كان يستحقها،

473 كمنَ فيه المكر وبدأ يحركه للتخريب ليصير رفيقا لمبغض كل الحسنات،

 

474 انهزم من النور ليذهب ويختلط مع الظلمة، لان العين المريضة لا تحب النور ابدا،

475 الشقي ترك تلك المائدة المليئة حياة، واتكأ على الاجانة [ المليئة[178] موتا،

476 غضب الظل من النهار المليء نورا، وخلط ذاته في الليل البغيض الذي هو كله ظلمة.

 

يا يهوذا الى اين تذهب؟

477 الى اين يا يهوذا؟ الى اين تذهب من عند [ معلمك،؟[179] من مثله متواضع ومحبوب ومليء محبة،؟

478 الى اين ايها الرسول؟ الى اين تُطرد لتنتقل لتثلم نظام [مصف الرسل[180] المليء نورا،؟

479 الى اين يا صديق ورفيق سمعان ويوحنا،؟ اي اصدقاء يوجد مثل هذَين لترافقهما،؟

480 /494/ الى اين يا اخا توما ومتى وفيليبس،؟ اين تجد اخوة آخرين مثل هولاء،؟

481 الى اين تذهب من عند معلمك يا مبغض معلمه،؟ من يشبهه ولو خسرته من ستجد،؟

482 الى اين ايها المختار تترك كرسيك [ وخدمتك،؟[181] من يعطيك كرسيا عاليا،؟

483 لماذا ايها الماكر،؟ لماذا نسيت تلك العطية التي وهبك ربنا اياها مثل سمعان ويوحنا،؟

484 المرضى الذين شفيتهم يبكون عليك بمرارة، والبرص الذين طهرتهم يصرخون بسبب سقوطك،

485 بلدا الجليل واليهودية يبكيان عليك لانهما يسمعان خبر انطفاء نورك من بين الرسل،

486 ليخف منك جميع المعلمين وتلاميذهم، لانه لم ينكر احد مثلك معلمه الذي يحبه.

 

يهوذا يبيع معلمه (متى 26/14-16)

487 الماكر الذي سقط كان قد ضل ونكر كل الخيرات وتآمر مع الصالبين على المخلص،

488 اخذ رشوة ووعد بان يسلّم الابنَ وثمّن بالاموال ذاك الذي البرية هي معلّقة برمزه،

489 ايها البائع الذي نسي نفسه، ماذا تعمل،؟ لو [ انت[182] مسلط على البيع فالثمن قليل،

490 لو تقصد ان تبيع، السماء والارض والبحر واليابسة والعالم والهواء /495/ هي قليلة لتاخذها كثمنه،

491 بماذا يُبدل لو لم تتاسف على التبديل لان اباه يريد ان يخلص كل العالم بدمه،؟

492 كهنة الشعب اعطوك فقط ثلاثين من الفضة انتبه انها لا تساوي بيعك للممجد الذي لا ثمن له،

493 المراؤون خدعوك خدعا، فها انهم يطالبونك بالثمين (لقاء) شيء زهيد،

 

494 ليس له اثمان ولا يُباع، لماذا تجنّ،؟ انت تحمل فقط اثمان الحبل الذي يلزمك،[183]

495 خذ الفضة واشتر الحبل واحفظه لك، لان من يقع من الله يلقى الخنق،

496 لا يعطون لك سوى اثمان المشنقة، لانه لا توجد اثمان للمسيح، لا يغرونك،!

497 جنّ الصالبون واعطوا اثمان بن الله، وجنّ يهوذا اكثر منهم لانه استمع اليهم.

 

المسيح تشبه بالناس ولم يكن يتميز عن تلاميذه (متى 26/45-50)

498 هنا لنتعجب من تواضع ابن الله لانه لم يكن معروفا ولا متميزا عن تلاميذه،

499 ولهذا اولائك الذين قبضوا عليه اعطوا رشوة لذلك التلميذ ليبين لهم ايا هو المعلم،

500 رئيس الفوج لم يكن معروفا لمن ينظر اليه باللباس ولا بالكرامة ولا بالمطية،

501 /496/ ليس له مركبة ولا موكب مثل العظماء ولا سير سريع امامه مثل الرؤساء،

502 صار صبيا وعبدا لتلاميذه في العشاء، ولم يكن معروفا الا مثل تلميذ بينما هو المعلم،

503 ولهذا كان ذاك التلميذ قد اخذ رشوة ليبينه لانه لم يكن معروفا اي هو المعلم،

504 عمانوئيل تشبه بنا بتواضعه، بينما هو يشبه كليا اباه في المجد العظيم،

505 اخذ اشباهنا واختلط معنا وتشبه بنا ونزل ليرفعنا الى موضعه السامي عند والده،

506 رايناه في موضعنا وليس له منظر ولا بهاء، وحسبناه احقر الناس بسبب تواضعه،[184]

507 صار ملفانا لينظر اليه جميع المعلمين ولا يستندوا على الكبرياء الذي يدهور المتكبرين،

508 ساوى نفسه مع تلاميذه واحبهم حتى يسمع المعلم ولا يتباهى على تلاميذه،

509 مسلّم معلمه اخذ برطيلا واعطى علامة وصار رفيقا للمتآمرين على الصلب.[185]

 

المسيح يصلي في نزاعه: اهمية الصلاة (متى 26/34-44)

510 [ [186]] ربنا صمم ان يصلي بالم عظيم وكآبة لا حد لها،

511 /497/ الصلاة سلاح به انتصر جميع النشيطين وهي ضرورية للظافرين وقت الخطر،

512 ولهذا نقّاها وصاغها ابن الله ليغلب بها عبيد الملك في حروبهم،

513 سامع الكل وقابل الصلوات دنا ليصلي ومن لا يتزاحم على الطلب،؟

514 لو كان هو [غير[187] المحتاج قد صلى بالم وبنشاط، فلو لم يصلّ المحتاج الى اين يصل،؟

 

515 [ [188]] شجع نفسك ايها المصلي ولا تمل لان كل صلاة ابن الله هي لاجلك،

516 القِ صلاتك على صلاته التي فيها القوة، فيسمع صلاتك بسبب صلاته،[189]

517 انت لا تتوان لانه لا يرذل طلبك، وبما انه قد جُرب فهو يساعد المجربين كثيرا،[190]

518 اراد ان يصلي ليساعدك لما تصلي، صلِّ وثق بانه يعطيك بقدر ما تسأل،

519 لما تصلي لاجلك فهو معك، ولما يقبل الصلوات فهو مع ابيه،

520 هو يقبل كل الطلبات من التائبين، /498/ وهو يردّ كل الاسئلة لجميع النائلين،

521 بواسطته تدخل الصلوات عند والده، وبواسطته تصدر كل الخيرات لمن هو محتاج،

522 دنا من الصلاة ليصلي بالم لابيه ليتعلم عبيده ويتشبهوا به لما يصلّون،

523 صار للكاملين كمرآة لينظروا اليه وياخذوا الصلاة سلاحا للخطر كما اخذها هو،

524 عرق في الصلاة ليكون نمطا لمن يصلي حتى يلاقي الخطر بنشاط ولا يرتخي،[191]

525 دعا رسله وايقظهم ليصلوا وتغلبت عليهم الكآبة والسبات [ لئلا يصلوا،[192]

526 كانوا ثقيلين بسبب الحزن الذي هجم عليهم، ولم تكن توجد فيهم القوة للدنو من الطلب،

527 اضاف ربنا وايقظهم للصلاة، اما هم فقد ثقلوا وغرقوا في النوم بسبب الحزن،

528 جاء ايضا اليهم ثالثة وايقظهم، اما هم فناموا مثل الكسالى ولم يكونوا يصلّون،[193]

529 لم يكونوا يعلمون ماذا يقولون لما يصلون، لان موضوع ذلك الطلب كان [اسمى[194] منهم،

530 قولهم للآب: ربي لا يتالم وحيدك هي كلمة سامية، ولم يكن من حقهم ان يصلّوها،

531 /499/ وقولهم: سلّم ابنك لاجل الخلاص، [ من[195] كانوا هم حتى يعطوا للآب المشورة،؟

532 وقولهم للابن: متْ وخلّصْ هو جسارة، ولو قالوا بعدم موته، لما كان يسمعهم،

533 لم يقدروا ان يسكتوا لانه كان يصلي، ولم تكن توجد قوة في افكارهم حتى يصلّوا،

534 لم يكونوا يعرفون ماذا يصلّون كما يجب، ولهذا بطلت الصلاة من افواههم،

535 من كان يقدر ان يقول للآب: ليمت حبيبك،؟ ومن كان يجرؤ ان يتكلم عن عدم موته،؟

536 من كان مسلطا ليعقّب درب الصلب ويقول: كيف يكون او لا يكون الصليب.؟

 

 

ابتاه لو امكن لتعبر عني هذه الكاس (متى 26/39)

537 نام التلاميذ واستراحوا من كل هذه الامور الجسيمة وتركوا الابن يصلي للآب وحده،

538 من كان يدخل بين الولد ووالده،؟ او من يجرؤ ان يرشد الآب [ وحبيبه،؟[196]

539 ثقل الالم على التلاميذ وانامهم، وكان من الافضل ان يناموا من ان يصلّوا،

540 لو صلّوا لكانوا يفسدون الخبر هناك، لان خطر الصلب كان اعظم منهم،

541 جاء السبات ووقاهم من الاذى، /500/ فواجه ربنا وحده الخطر لانه كان لائقا به،

542 صلى لابيه: ابتي لو امكن لتعبر الكاس، لكن لا تكن ارادتي ايها الآب بل ارادتك،[197]

543 لماذا صلى لتجتاز الكأس وهو يعرف بانها لن تعبر الا ويذوقها لانه جاء لاجل هذا،؟

544 سمى رئيسَ التلاميذ شيطانا لانه قال حاشا ان تموت، لانه لم يكن [ يهرب[198] من الموت،

545 لماذا صلى لتعبر الكأس التي جاء ليشربها، ما لم يكن يريد ان تعبر منه الا وذاقها،؟

546 لما كان يصلي لم يكن يضادد نفسه، لكن لو بطل من الخلاص لكان يصير ضد نفسه،

547 لو اجتازت الكأس التي صلى لتعبر عنه، لكان يبطل كل درب الصلب،

548 لم يكن يريد ان يبطل الدرب الذي نهجه، لانه اتى ليخلص ولو بطل لما كان يخلص،

549 صلى ليعرّف بانه تشبه بنا في كل شيء، لانه لو تعطل ولم يصلّ لما كان يشبهنا،

550 لو لم يصلّ فهو يشبه اباه، ونحن لا يشبهنا، وبما انه صلى فقد تشبه كله بنا وبابيه،

551 صلى مثلنا ليعرّف بانه صار منا، وهو كان يقبل الصلاة مع والده،

552 /501/ [ كان[199] مثل ابيه قابل الصلوات، وكان مثلنا لانه صلى بالم وبحزن،

553 ولانه كان موجودا فقد سمع كل من يصلي، ولانه صار منا فقد صلى ليتشبه بنا،[200]

554 ولانه اخذ شبه العبد من البطن، فقد قرّب صلاة العبد لكي يصلي بينما هو الرب.[201]

 

الموت بغيض

555 ولما راى باننا جميعا نبغض الموت، ابغضه مثلنا بينما الخطر كان يدفعه ليموت،

556 صلى للآب: لو امكن لتعبر الكأس، كيف صلى لانه علم بان (هذا) لم يكن ممكنا،؟

557 قال للآب: ليس ارادتي بل ارادتك، وهو يعلم بان الآب يريد ان يموت حبيبه،[202]

 

558 لم يكن ممكنا ان يبطل درب الصلب، ولهذا قال: لو امكن دون ان يغصب،

559 اعطى الصلاة لارادة ابيه وهو يعلم بانه ارسله لهذا، والاب لا يتراجع عن كلمته.

 

المسيح يموت ليكمل النبؤات

560 ارسل الانبياء واخبروا الارض بانه اتى ليموت ولم يكن يشاء ان يكذّب كلمات النبؤة،

561 ولما كان مصمما ليموت لانه جاء لهذا، قال: لو امكن، ولم يكن ممكنا ان يكذب،

562 لما صلى اعطى للصلاة ما يخصها في وقتها، /502/ وقبل ان يشرب كأس الموت مسرورا،

563 لم ينقّص من واجب الصلاة شيئا، ولم يهرب من الموت مثل الجبان وقت الخطر الجسيم،

564 لما صلى لم يغصب ارادة الآب، وفي ذاك الطلب لم يكن يقتن ارادة اخرى،[203]

565 لم يتراخ في الصلاة او يملّ ولم يظهر تراجعا عن درب الصلب،

566 حسن لديه ان يصلي في [ الالم[204] لئلا يقال: انه لم يتالم في الصلب،

567 صلاته وعرقه يشهد لالمه وتواضعه: كم انه تنازل لاجل الاشرار حتى يخلصهم!

 

الملائكة يعضدون المسيح في جهاده (لوقا 22/43)

568 راى الملائكة كم ان ابن الله تواضع، فخاف [ الروحيون[205] من طلبه العظيم،

569 ولانهم راوه يقترب من الصلاة مثل الانسان، فقد كمّلوا ما هو خاص بهم كما هم [معتادون،[206]

570 جاء ملاك ليقويه في الجهاد، لئلا ينتقص حتى هذا الامر عن المعتاد،

571 للقوات السماوية عادة: انها تاتي بمحبة لمساعدة كل من يصلي.

 

الملائكة يساعدون: دانيال وزكريا الكاهن وحزقيا

572 دانيال وزكريا الكاهن الاعظم /503/ كانا يُعضدان من قبل الملائكة لما كانا يصليان،[207]

573 ابن يوزاداق لما كان قائما في قدس الاقداس، نزل ملاك وساعده خفية ولم يكن يشعر،

574 حزقيا ايضا تفقده الملاك لما كان يصلي، واهلك آلاف الآثوريين وبعدئذ انتقل،[208]

 

575 عساكر العلى هولاء هم معتادون في كل مكان لمساعدة كل من يصلي،[209]

576 الملائكة راوا الابن يصلي فانحدروا حسب نفس العادة لئلا [ تنقص[210] عن مخلصنا،

577 لقد قيل تشبه بنا في كل شيء، اذاً من الواضح بانه تشبه بنا ايضا [ بصلاته،[211]

578 الملاك ايضا شبّهه بنا بينما هو ربه، ولهذا قوّاه لكونه وجد بانه قد صار منا،

579 انه مكتوب: انتقص عن الملائكة بسبب موته، ولهذا كان الملاك يقويه،[212]

580 ذاك الغني افتقر لاجلنا لنغتني نحن لما نلبس فقره.[213]

 

عرَقُ المسيح يشفي آدم (لوقا 22/44)

581 صلى ربنا وكُتب بانه عرق، فلو انت متميز عليك ان تتعجب بسبب عرق ابن الله،

582 العرق الذي يصير لمن هو مريض هو بشرى سارّة، لان الصحة تاتي في اعقابه وفي نهايته،

583 /504/ عرق ربنا لم يكن يلزم لربنا بل لعبده المطروح في [ عمق[214] الشيول،

584 كان آدم ملقى في داء الموت العظيم، واتى المسيح وعرق واراحه من عذابه،

585 بعرق الرب صارت العافية للعبد المريض: عملٌ جديد لم يصنعه احد ما عدا ربنا،

586 عرق آدم لم يكن بوسعه ان يشفي آدم، لانه كان يوجد في عرقه القصاص وكان عرق التعب،[215]

587 قيل له: ان ياكل الخبز بعرق جبينه: عندما يكون العرق من التعب ليس صحيا،[216]

588 أُعطي عرق آدم من قبل الله بسبب التعب والاوجاع والمرض الموجود فيه الموت،

589 اتى ربنا وعرق بدون خطيئة وبدون اوجاع لاجل آدم فصار معافى لانه كان معذبا،

590 بجسده اخذ عرقه منه وجعله مُلكه، وعرق لاجله لينقذه من الوباء،

591 وجد بانه لو يعرق ربوات المرات ليس بصحة لان الخطيئة كانت ممزوجة في عرق آدم،

592 عرق [ المخلص[217] مرة واحدة فقط بدون خطيئة، وسقط عرقه على الميت وعاش بعجب عظيم.

[160] – في حاشية المخطوطة: ل 14585: (بيجان يضيف: الاربعاء) الاربعاء

[161] – و: دين، نص: كيث

[162] – و، ب، ل 14: مصف الرسل

[163] – ب، ل12: القاها، ل 14: شرو، نص: شروه

[164] – و، ر، ب: عارف. و: ذلك تدبير قدرته البارية

[165] – تكوين 2/17

[166] – تكوين 3/1

[167] – و: آقيم آخ، نص: آقيم عال

[168] – تكوين 2/17

[169] – ر، ب، و، ل 12: من. و، ر: هي

[170] – تكوين 2/17

[171] – نص: كان يعرف

[172] – 2أيام 7/1

[173] – ب: القاه. 1ملوك 11

[174] – متى 27/5

[175] – افسس 2/2

[176] – فقط في المخطوطة  و: فصل ليل خميس الاسرار

[177] – ب: حصة

[178] – ب، ل 12: التي فيها

[179] – ر، ل 14: ربك

[180] – و، ل: الاثني عشر

[181] – ر، ل 14: ومجدك. بلاغة يعقوب استعمل 6 مرات (الى اين) في البيوت: 477-482

[182] – ل 12: لك

[183] – ر، ب، ل 14: حوشاح، نص: دحوشاح. متى 27/3-5

[184] – اشعيا 52/14

[185] – كمل فصل الثلاثاء

[186] – ر: ايضا قومة الاربعاء الحاش

[187] – ل 12: ذاك

[188] – ب: كمل. قومة ليل اربعاء الحاش. ل 12165: كملت قومة الثلاثاء. قومة اربعاء الحاش. ل 12162، سمعاني 3: ايضا قومة ليل الاربعاء

[189] – تلاعب على الصلاة

[190] – عبرانيون 2/18

[191] – لوقا 22/44

[192] – و، ب: ولا يصلون. متى 26/36-44

[193] – مرقس 14/41

[194] – ر، ل 12: كبير

[195] – ل 14: مِن، و: مون، ر، ب، ل 12 : مُن، نص: مُن. اشعيا 40/13

[196] – ر: على حبيبه. اشعيا 40/37

[197] – لوقا 22/42

[198] – و، ر: يخاف. متى 16/23

[199] – و: هو

[200] – يوحنا 1/1

[201] – فيليبي 2/7

[202] – لوقا 22/42

[203] – لوقا 22/42

[204] – ر: المه

[205] – و: النورانيون

[206] – و: مكونون

[207] – دانيال 6؛ زكريا 3/1-5

[208] – 2ملوك 19-20، 2أيام 32/20-21

[209] – و، ل 14: يصلون

[210] – نص: تثباصار (كذا؟)

[211] – ب، ل 12: بصلاة. عبرانيون 4/15

[212] – مزمور 8/5

[213] – افسس 2/4، 2قورنثية 8/9

[214] – ل: في اعماقه، ب: في جحرها

[215] – تكوين 3/17-19

[216] – تكوين 3/19

[217] – ب، و: مخلصنا