الميمر 52 على لص اليمين

الميمر 52

 

        يا بحر المراحم الذي افاض سيوله على اللص، ساعدني لاسبح بين امواج عاصفة خبرك، ايها الملك المصلوب الذي اعطى الغفران وقت موته، اسمح لاتكلم عن نعمتك حسب استطاعتي، يا مصور الاجنة الذي مهنته هي الرحمة صوّر على قصتي ميمر آلام صلبك، حنانك ساعدني لاسير على دربك بواسطة ميمرك، وتخيفني خطايا شخصي مثل اللص، خبر ذلك اللص محبوب اكثر من كل الاخبار خاصة من قبل الخطأة الذين هم مثلي.

        كل انسان يشتهي ما يحبه وتجوع نفسه الى الذوق الذي يتوق اليه، لستُ اوجه الخبر الذي اعالجه الى الصالحيين لانهم لا يحتاجون الى متابعة عباراتي، ميمري هو حسن لمن عملوا ساعة فقط، وقصتي يشتهيها من يحتاجون على الغفران، يا انصاري هلموا واحيطوا بي واسمعوا كلماتي لان لساني يزمر لحنا محبوبا وحلوا لاذننا.

        البرايا ساكتة ومريم واقفة بعيدا وهي صامتة وخائفة، والرسل منهزمون، والملائكة ملجمون. تكلم اللص بشجاعة واعترف بلاهوت المسيح المصلوب ولهذا استحق الفردوس. اللص يعترف بصوت عال لا موشوشا: لما مزق رئيس الكهنة قميصه وصرخ بك، انا لبست الايمان لاحتمي بك، طار وتسلق ايمانه من بين الفخاخ، ووضع عشه في اكليل الشوك الموضوع على يسوع، صنع له سياج العوسج من كل جهاته، فعصى هناك على الصيادين الذين كانوا محيطين به، كان فمه مفتوحا ليرتشف الدم الجاري منه، وكان يتلقى بطيب رذاذ جلداته، التقط البصاق من وجهه وملأ بطنه، وحصل على شراب من جدول جنبه، ملأوا القصبة المرارة والخل وقدموها له حتى يتخدر ويطير ويخرج من عشه.

        المسيح يقول للص: قل يا رجل من كشف لك عن ملكوتي،؟ اين رايته لتطلبه مني وقت المي.؟

         اللص يرد على يسوع: في المحكمة سمعت منك بتمييز لما وجّه اليك الحاكم سؤالا، لما سالك: هل انت ملك،؟ اجبته هكذا: مملكتي ليست من هذا العالم كمملكة الارضيين.

        قال المسيح: الحق اقول لك يا رجل آمن وصدّق ستكون معي في جنة عدن المليئة تطويبات. بعد هذه الامور تفاضل الحنان من الرحمن ليعطي اللص اكليلا لانه تغلب على الشكوك.

– المخطوطتان: اوكسفورد 135 ورقة 159، باريس 196 ورقة 315

– يرد في البداية اسم القديس مار يعقوب. الميمر حوار بين المسيح واللص على شبه الدراما. السروجي يعترف بخطاياه ويؤكد بان ميمره ليس موجها الى الكاملين بل الى الخطأة مثل اللص وامثاله. اسلوب الميمر حيوي. فيه وصف رائع للص الذي يعتبره كالعصفور الذي وضع عشه في اكليل شوك المسيح فعصى على الصيادين. فيه يبكت هزيمة الرسل وينوه قائلا: حتى الملائكة صمتوا وحتى مريم تركت الابن مصلوبا بينما اللص لم يتركه واعترف به ملكا والها. قد يرقى تاريخ تاليفه الى عهد الشباب اي الى حوالي سنة 490م.

– الدراسات:

الميمر الحادي والخمسون، على اللص اليمين، يقرأ في الساعة التاسعة من ليلة الجمعة العظيمة المقدسة، قبطي، 546-554

 

 

للقديس مار يعقوب

الميمر 52

على لص اليمين[1] (لوقا 23/39-43)

 

المقدمة

1 يا بحر المراحم الذي افاض سيوله على اللص، ساعدني لاسبح بين امواج عاصفة خبرك،

2 ايها الملك المصلوب الذي اعطى الغفران وقت موته، اسمح لاتكلم عن نعمتك حسب استطاعتي،

3 يا مصور الاجنة الذي مهنته هي الرحمة صوّر على قصتي ميمر آلام صلبك،

4 ايها المربوط لانه اراد، والممدود لانه شاء، والمقتول الذي يحيي رد لارتل لك وانا عارف بانني غير مستحق،

5 ايها المسجود له الذي مدّوه بين الشريرَين وهو المنتصر، ساعد كلمتي لتقترب منك بهدايا،

6 يا من احصوه بين الاثمة ولم ينتقص /429/ خذ الفلس من ضعفي دون ان تصغر انت،[2]

7 ساعدني لاعطي ولكن [ ليس لي[3] ما اقدمه لك، اعطيك مما لك فاجزل في يديّ (عطيتك)،

8 هوذا مجموعة مراحمك تدعوني لآتي عندك، وهوذا مجموعة ذنوبي [ تخيفني[4] من الاقتراب اليك،

9 حنانك ساعدني لاسير على دربك بواسطة ميمرك، وتخيفني خطايا شخصي مثل اللص،

10 لو لم ترافقني نعمتك في درب خبرك ساتوقف بسبب الخوف الموجود هناك،

11 لو لم اقترب من قصتك بواسطة حنانك لا اقدر ان افتح شفتيّ بسبب ذنوبي،

12 لو لم يشجعني غفرانك [ لارتل لك،[5] لساني مربوط بالذنوب ويخاف ان يتجاسر (ليتكلم)،

13 ولو لم الجأ الى صليبك مثل اللص سيُنهب حِمل ميمري من قبل الخطأة،

14 صار لي فرج من خبر الشرير الذي تبرر بك، وها انا اتزاحم على قصته لاتقوى بها،

15 اتشجع بواسطة ذلك القاتل الذي اشفقت عليه المراحم لاطلب منك واجلب الحان التسبيح الى كنزك.

 

قصة اللص محبوبة من قبل الخطأة

16 خبر ذلك اللص محبوب اكثر من كل الاخبار خاصة من قبل الخطأة الذين هم مثلي،

17 /430/ في ميمره الرجاء، وفي قصته الحنان العظيم، اقتربوا ايها التائبون واستمعوا الى الشجاعة التي تنجب الحياة،

18 يا من يشبهونني هلموا وتنعموا من الغفران، ايها الاشرار الذين هم مثلي لنشجع نفسنا بواسطة هذا الخبر،

19 يا رفاقي المحتاجون هوذا القصة التي نحبها، يا طالبي المراحم هوذا العطية التي نحبها،

20 ايها المذنبون هلموا نتقوى بصوت البرهان، ايها المعوزون رفاقي لنسلّ قلبنا بخبر الغنى،

21 صادفناكنز عظيم ولم [ نطلبه] لنغرف وناخذ ولا [ نمل[6] لكوننا محتاجين.

 

حيثما وُجد كنزك هناك يكون قلبك

22 كل انسان يشتهي ما يحبه وتجوع نفسه الى الذوق الذي يتوق اليه،

23 آكل اللحم يتزاحم على اكل اللحم، ومن قوته يتكون من الخضار فانه يحبها،[7]

24 من هو زانٍ اذنه تصغي الى خبر النساء، ومن هو قديس كل قلبه هو عند الطهارة،

25 من يحب الغنى يفكر في الذهب حتى في نومه، ومن يحب التجرد يركض اليه،

26 يفرح البتول ان يسمع خبر البتولية، والمتنسك الميمر الذي يتحدث عن التنسك،

27 من له زوجة يشتهي ان يسمع عن الزواج، /431/ ومن هو قديس [ يصغي[8] الى الحان القداسة،

28 على هذا المثال كل الاجناس [ تصغي[9] الى الصوت ليسمع كل واحد منها صوت الآخر،

29 وهكذا ايضا الخاطيء يشتهي ان يسمع فقط عن الغفران الذي يبهجه،

30 لما يُسرد (خبر) الكاملين فهو مثل غريب، ولما يوصف الابرار فهذا لا يعنيه،

31 لما يُسرد خبر الصالحين ليس قريبا، ولما تُذكر قصة العادلين يقف بعيدا،

32 لما يُحكى عن ميمر البرارة يحني رأسه، ولما تصدر كلمة الكمال يستولي عليه النوم،

33 لو تكلم احد عن الغفران ينهض الضعيف لانه من الصوت يعرف ما يخصه،

34 يفرح قلبه ويفتح فمه ويرفع يده ويمدح كثيرا تلك العبارة التي تلائمه،

35 من هو مثلي يفرح بخبر ذلك اللص: انه ميمر مليء رجاء للاشرار وللخطأة،

36 انه صوت يوقظ النفس الضعيفة الى التوبة ويعطي القوة للرِجل المرتجفة التي اضعفتها الآلام،

 

37 انه مطر هاديء يحيي الجذور الميتة ويكثر [ الغلة[10] للحقول غير المثمرة،

38 /432/ انه ندى طري به تنتعش الزروع التي يبست، ولذته تطرد الجفاف الذي نفخه الشرير،

39 انه باب مفتوح لا يغلقه الا الموت، ودرب الحياة ممهد من قبله لمن يدخل فيه،

40 لستُ اوجه الخبر الذي اعالجه الى الصالحيين لانهم لا يحتاجون الى متابعة عباراتي،

41 الهدية التي اقدمها لا تطيب للكاملين ولا تفيد المراحم من حملوا ثقل (النهار)،

42 ميمري هو حسن لمن عملوا ساعة فقط، وقصتي يشتهيها من يحتاجون الى الغفران.

 

اللص استحق ان يدخل الى الفردوس

43 يا انصاري هلموا واحيطوا بي واسمعوا كلماتي لان لساني يزمر لحنا محبوبا وحلوا لاذننا،

44 اسم اللص جُعل علامة للتوبة ليشجع ابناءها ليعودوا الى الحياة بواسطة القتيل،

45 واذ تساعد [ كنيته[11] الاشرار ليحييوا فان تعبه في البرارة اعظم من تعب الكاملين،

46 الاكليل الذي ناله ذاك النشيط لم يكن مجانا لانه استحق ذلك الملكوت الذي دُعي اليه،

47 لا يقل احد: انه ورث الحياة بدون تعب، انه نجح في عمل [ اخفق[12] الرسل فيه،

48 اثناء المصيبة وقف البطل مثل شجاع، /433/ حتى ان سمعان لم يحارب هكذا ضد الشك،[13]

49 في وقت دخل فيه التلاميذ واختبأوا في الكمائن، رفع الشجاع صوته للحياة امام الكافرين،

50 في ساعة وصل السيف الى النفس داس الموتَ وبدأ يهتف الى الرجل المربوط: ربي اذكرني،[14]

51 لما هرب التلاميذ من المعلم وظل وحده، تبعه هذا وهو يتوسل بانسحاق،

52 لما ثُلم سور الاثني عشر العالي، قام القوي ليسدّ الثغرات وحده،

53 لما تبددت تلك الوحدة من قبل الصالبين، شنّ ذاك النشيط حربا ضد الضلالة،

54 خلال هذا الفعل الذي عثرت به حتى رِجل المختارين كان يُطلب الايمان من اللص،

55 مركبة مصف الرسل كانت مشلولة وواقفة، ومسيرة البرارة كانت مربوطة بالقاتل،

56 سمعان يحلف (قائلا): لا اعرف هذا الرجل، وقاتل الناس يسميه بمحبة: يا ربي،[15]

57 رئيس التلاميذ يكفر [ وينكر الابن،[16] وهذا محب التوبة يتوسل اليه،

 

58 سمعان الصفا كان قد تشكك من الوحيد، ومخرب المدن لم يستح ليطلب منه،

59 ارتخى ذاك الاساس وحافظ على نفسه، ومن كان مرذولا بدأ يعترف بقوة.

 

كل البرايا كانت صامتة وقت الصلب باستثناء اللص

60 كان المسيح مصلوبا، والحيرة مستولية على البرايا، والعالم يرتج، وتوقفت المراتب عن الاعتراف،

61 جبرائيل ملجم، والسكوت مخيم على ميخائيل، والملائكة هادئون، والحيرة مخيمة على صفوفهم،

62 طغمات السماويين تقف مغطاة ومرتجفة، والالحان مربوطة ولا احد من جموعهم يرنم،

63 تحير مصفقو الجناح وحزنوا بصمت ولم يقدروا ان يتكلموا،

64 تحيروا من الصليب وقطعوا التهليل واختبأوا في الاعالي وقد تُرك الملك وحده،

65 لا تتبعه افواج بيت ابيه ولا صفوف السماويين التي تحيط به،

66 لم يكن يُزيح من قبل الكواريب على الجلجلة ولم يكن يُقدس من قبل السواريف على قمة الخشب،

67 وقت [ اهانته[17] سكت العلويون مع السفليين، وكان يُعترف به فقط بصوت اللص،

68 في ذلك الوقت لم يعترف احد بالملك المصلوب ما عدا هذا الذي طلب منه بالم عظيم،

69 لم يوجد صوت آخر يطلب منه: /435/ من العمق، ولا من العلى القريب منه،

70 صرخ اللص وحده على قمة الخشب، وبصوت اعترافه اصبح فم العلى والعمق،

71 هو وحده تعارك ضد الضلالة، ولم يوجد صوت آخر معين ليعضده،

72 البطل استهان بالامواج، وبصوت اعترافه اسس جبهة الايمان،

73 رفع صوته من قمة الخشب الى يسوع، وحير السماويين بكثرة تحمله،

74 لو سمعته ورددت وراءه كل الطغمات، لكان يُطرد الشك من الكافرين منذ تلك الساعة،

75 لو صرخت معه افواج آل جبرائيل، وصرخت جموع آل ميخائيل المسجورة،

76 لو هتفت فرقة السبعين وصرخت معه، وصاح ايضا الاثنا عشر واختلطوا معهم،

77 لو اعترف هولاء جميعا مثل اللص، مَن كان يقدر ان يحتقر الابن اثناء المه،؟

78 لو رتل العساكر السماويون وصرخ معهم التلاميذ بالصالبين،

79 لو اختلطت اصوات العلى باصوات العمق لكان يتعالى التسبيح هناك على الجلجلة،

80 حينذاك بطل التسبيح من كل الافواه، /436/ وانقطع الاعتراف من كل الاصوات،

81 استولى الشك والانقسام على المشاهدين، ووُجد الهزء والسخرية عند الكافرين،

82 كان ايمان الرسل قد برد لان ريح الالم نفخت القنوط في افكارهم،

83 في ذلك الوقت تشكك حتى الصادقون ووقف اللص يعترف بالابن بدون انقسام.

 

 

سمعان وتوما ويوحنا هاربون

84 توما هارب، وسمعان ينكر يسوع، والتلميذ الذي كان يحبه واقف بعيدا،[18]

85 يوحنا واقف مثل غريب بدون حركة وقت الالم وقائم في البعد مثل خائف بسبب الابن المصلوب،

86 [ واذ لم[19] يهرب فهذا لا يعني بانه كان اشجع من رفاقه لكنه كان يعرف رئيس الصالبين،

87 حبيب الابن كان يتشجع معتمدا على رئيس الكهنة الذي لو رآه لكان يحابيه وينقذه،

88 وقف في البعد ونظر اليه بينما كان يُسخر منه ولم يقدر ان يعترف به لانه كان يخاف،

89 في العشاء وقع على صدره بمحبة، وخاف ان يقترب من صلبه بدافع القنوط،[20]

90 صوت الاعتراف كان يُنطق من قبل اللص —-.[21]

 

مريم واقفة بعيدا وهي صامتة

91 /437/ حتى مريم لم تقدر ان تعترف بابنها، وكانت تنظر اليه مثل غريبة وهي حزينة،

92 وصلها رمح الآلام [ وتحيرت] فوقفت كما اعلن لها سمعان الشيخ وقت [ولادتها،[22]

93 اجتازت المصيبة في قلب الام على حبيبها، ولم تستطع ان تقترب منه لما كان يُسخر منه،

94 تقف النعجة وتنظر الى ابنها وهو يُقطّع وتخاف ان تقترب بسبب الذئاب المحيطة [به،[23]

95 العِجلة البتول تصرخ بلين وبالم وكانت خائفة من القصابين لكي ترفع صوتها،

96 بلغ الظبية وجع عظيم لما ذُبح عجلها، وصرخت نفسها وهي خائفة من ان تفتح فمها،

97 بسكوتها ناحت الحمامة اصواتا شجية، وهي مرتجفة لئلا يسمع احد دويّ المها،

98 ولما كانت امّ الملك المقتول واقفة بعيدا، ركض اللص بسرعة ليطلب منه،

99 ولما بكت مريم على ابنها بصوت خافت، صرخ اللص بصوت عال وطلب منه.

 

اللص يطلب الملكوت بصوت عال

100 لم يشر اليه ولم يوشوشه بلين، ولم يستح منه لانه رآه مصلوبا عاريا،

101 ولم يكترث بضرباته الكثيرة، /438/ ولم يتشكك من المه المرير،

102 ولم يتشكك من جنبه المفتوح، ولم يندهش قلبه لانه راى الجَلد المبرح،

103 ولم يتوقف ايمانه لاية اسباب ولم ينجرف بافكار الشكوك،

 

104 ولم يخفه صخب الشعب وهم يجنّون، ولم يضطرب من الكافرين الغاضبين،

105 ولم [ تسقط] في اذنيه اصوات المجدفين المقلقة، ولم يجرفه [ سيل[24] الساخرين القاسي،

106 داس على كل هذه الامور وتوصل ليعترف بدون شكوك، فاحنى رأسه ورفع صوته بالايمان،

107 صرخ قائلا للابن: اذكرني ربي لما تجيء في ذلك الملكوت وذلك المجد الخفي هناك،

108 ايها الرجل كم ان ايمانك هو سليم وخبرك عجيب لو وُصف بتمييز،!

109 من اعلن لك عن ملكوت يسوع الملك،؟ واين ومتى اكتشفت سلطته،؟

110 ها انك ترى اهانة الابن وصلبه وتؤمن بان له مجدا يذكرك فيه،

111 من اين ياتى ليعلن صوتك على مجيئه،؟ واين يذهب [ لتتوسل[25] اليه لما يجيء،؟

112 /439/ من ابان لك بانه يشرق على الارض بملكوته،؟ واين رايت مجد الابن الذي تعلنه،؟

113 من ابان لك مجيئه وانت لص لتطلب منه بثقة كما لو كان من ملك،؟

114 اين هو مسلط،؟ ومن يامر،؟ ومتى ياتي،؟ وما هي قوته،؟ واين هو شعبه،؟ واية هي ارضه،؟

115 ما هي آلاف العساكر الملتفة حوله،؟ واين هي صفوف الشعب التابعة له،؟

116 اين هي المرتبة التي تركض امامه وتخضع له،؟ وعلى اية مركبة ركب وخرج ليُزيح باكرام،؟

117 ها انك ترى رَجلا على الخشب مربوطا ومكتوفا وعاريا ومجلودا وهادئا ومضروبا ومصلوبا،

118 كيف تساله الملكوت بعد هذه الامور وهو يهان ويحتمل الآلام من جميع القادمين،؟

119 هل انت اكيد من انه يعطي كما طلبت منه،؟ يا سالب الكنوز تحيرتُ بك، كم انك ذكي،!

120 انت سارق، لم يكفك السلب الذي حصلت عليه فتجتهد حتى تسرق ملكوت العلى،!

121 الا يكفيك غنى العالم الذي كنت تنهبه،؟ وها انك تجرؤ لتحصل على الحياة الجديدة،

122 كسبتَ هنا، وها انك تسعى لترث هناك، وانت نشيط في كلتا الحالتين، فكيف اسميك،؟

123 /440/ نعم انت لص حقيقي بالتاكيد، وهذا الاسم فقط يليق بك ويتبعك لتُكنى به،

124 الى هنا كنت تتعاطى بالامور الصغيرة، ومن الآن وصاعدا ها انك تتعامل مع كنز عظيم،

125 من كشف لك غنى يسوع لتقتني منه،؟ ومن ابان لك الملكوت الذي تساله،؟

126 ما الذي فيه يشبه ملكا لو عرفت،؟ واية علة دعتك لتعترف بصلبه،؟

127 هل كنت تنظر اليه وهو يُجلد بالسياط،؟ واين وجدت ملكا يُعذب من قبل جنوده.؟

 

اللص يعترف بيسوع الها

128 يا له من عجب عظيم، لقد احتقر اللص كل هذه الامور وتوسل بدون ريب الى رجل مصلوب،

129 لما كانت تهب [ ريح[26] الزور من كل الجهات، ويرن في اذنيه صوت الهزء من كل الافواه،

 

130 ولما كان التجديف مثلوما كبحر من قبل الصالبين، وجُعل الشعب غدير اثم لا يُجسّ،

131 ولما كان كل من ياتي يهزّ راسه ويضحك ويجتاز، وكل من اتى كان يعض شفته ويمر وينتقل،

132 ولما كانت امور كثيرة تُنطق من قبل الكتبة، وكانت الاكاذيب تُقال من قبل الكهنة،

133 ولما كان حنان يضحك ويتهكم باثم، /441/ وقد جُعل قيافا شبّابة لالحان الهزء،

134 ولما كانت تُرتل هناك الحان الانقسام، رعدت كلمة ذلك اللص بصوت الاعتراف،

135 ولما كان يرتفع ترتيل المستهزئين [ الاشقياء،[27] رتل الصادق بلحن حلو بين الثائرين،

136 ولما كانت تتنهد الصرخة الكبرى وتخيفه، صرخ الى المسيح: ربي اذكرني لما تجيء،

137 ولما كانت تنهمر اصوات البرَد على اذنه، قام ايمانه ونبت وجمع الثمرات،

138 ولما كانت تهب كل الرياح بقوة، اشتعل سراجه ولم يتضرر من قبل العاصفة،

139 ولما كانت الامواج الهائجة ترتطم لتغرق سفينته عبرت بحر الشك بمجاديف سليمة،

140 ولما احاطت به الاعاصير كالموج، بلغ الى الميناء بخشب الصلب ولم يغرق،

141 ولما حُفرت هوة الزور من كل [ الجهات،[28] صار له جناحان وطار وبلغ الى قمة الهواء.

 

ايمان اللص وضع عشه كالعصفور في اشواك اكليل المسيح

142 طار وتسلق ايمانه من بين الفخاخ، ووضع عشه في اكليل الشوك الموضوع على يسوع،[29]

143 صنع له سياج العوسج من كل جهاته، فعصى هناك على الصيادين الذين كانوا محيطين به،

144 /442/ كان قد استتر في العش المرصوف من الاشواك المحتبكة ولم [ تؤذه اظفار البواشق التي انغرزت[30] فيه،

145 دخل العصفور الطريد واحتمى بالاشواك حتى يتمزق من ياتي ليصطاده،

146 كان الم يسوع يطيب له ويبهجه، وكان يصدر له قوت من جروحه،

147 كان فمه مفتوحا [ ليرتشف[31] الدم الجاري منه، وكان يتلقى بطيب رذاذ جلداته،

148 التقط البصاق من [ وجهه[32] وملأ بطنه، وحصل على شراب من جدول جنبه،

149 ملأوا القصبة المرارة والخل وقدموها له حتى يتخدر ويطير ويخرج من عشه،

150 جلبوا الرمح العظيم الذي طُعن به وثلموا جنبه ولم يترك اغصانه،

151 وجد الصيادون كم انه جسور فتذمروا ورجموه كثيرا ولم يسقط في ايديهم،

 

152 بدأ يزمر الحانا شجية من داخل الاشواك وهو يشبه السنونو الرخيم اللحن،

153 وضع فمه في اذن يسوع بمحبة وبانغامه زمر له بقوة.

 

ايمان اللص يطلب من يسوع

154 صرخ الايمان وقال له بالم عظيم: /443/ ربي اذكرني في ملكوتك لما تجيء،

155 ها قد [ التجأت] اليك لانني مطرود من كل الجهات، لا تتركني [ افلت[33] منك (واذهب) عند الغرباء،

156 هوذا كل الرياح تعصف بي لئلا اتمسك بك، وانها محتقرة بعدما صعدت الى قمة [خشبك،[34]

157 قيافا ينفخ فيّ كالافعى والسم الذي يتقيأه لا يقترب[35] مني لانني في عشك،

158 هوذا حنان-الحية يصفر لي لانزل عنده، وانا اكيد من انه لن يبلعني لانني بك استعصيت عليه،[36]

159 هوذا يهوذا-التنين الماكر يزحف نحوي، وانا اكثر حيلة من دانيال لكي اواجهه،[37]

160 هوذا الثعبان-رئيس الكهنة ينظر الي، وعندي ملح محبتك ليعمى به،[38]

161 هوذا الشيطان رئيس البواشق يطاردني، وانا اكيد من انه لن يدركني لان جناحاي حسنان،

162 هذا ما رتله ايمان اللص ولم [ يسكته[39] اضطراب الصالبين الصاخب.

 

عظمة ايمان اللص

163 مَن من المتميزين يقلل من اهمية هذا التعب،؟ ومَن من الصادقين يحتقر هذا الجهد،؟

164 هذا السعي اي اكليل لا يستحقه الا اللهم ملكوت العلى والفردوس فقط،؟

165 /444/ ايها النشيط الذي خدم في ساعة واحدة لمدة سنوات، وباشارة واحدة بدأ وانهى درب العادلين،

166 ارادته صارت اميال البرارة الممدودة، وبحريته وصل الى منزل الملكوت،

167 هو وحده من بين [ جميع[40] جنوده تبع الملك، وكل الصفوف تركته وهربت مثل الضعفاء،

168 كان قد راى الملكَ يُمزق من قبل الساخرين، وجوق المجرمين يعذبونه بشراسة،

169 في وقت عذاب الملك بين الصفوف، هذا فقط كان يتبعه ليطلب منه،

170 ربي اذكرني في ملكوتك لما تجيء، وبما انني رايت اهانتك فاتمتع بمجدك واصير معك.

 

المسيح يسأل اللص: كيف تطلب ملكوتي بينما رسلي هربوا؟

171 التفت الملك ووجد بان الصفوف غير موجودة، وهولاء الذين اختارهم هربوا اثناء الالم،

172 وجد بان سمعان المختار ئيس [ الصفوف،[41] ويوحنا ايضا يقف بعيدا مثل غريب،

173 وجد بان واحدا منهم اسلمه واخذ ثمنه، وواحدا نكره، وآخر ابتعد، وهرب جميعهم،

174 شرع يصرخ: احبائي ورفاقي [ وقفوا[42] ازاء وجعي، وهوذا اقربائي واقفون كانما في البعد،

175 قل يا رجل من كشف لك عن ملكوتي،؟ /445/ اين رايته[43] لتطلبه مني وقت المي،؟

176 هوذا كراريز الايمان قد صاروا هاربين، وانت ايها اللص لماذا تكرز الملكوت،؟

177 من دلّك على ذلك المجد الذي ساجلبه،؟ ومن ابان لك بانني ملك بالحقيقة.؟

 

جواب اللص للمسيح

178 اجاب اللص للملك المصلوب متوسلا (وقال): نعم انت ملك، فلا ترفض طلبي،

179 في المحكمة سمعت منك بتمييز لما وجّه اليك الحاكم سؤالا،

180 لما سالك: هل انت ملك،؟ اجبته هكذا: مملكتي ليست من هذا العالم كمملكة الارضيين،[44]

181 اجاب بيلاطس: انت اذاً ملك كما تقول، وهذا الصوت برهن لي على ملكوتك،[45]

182 ومنك تعلمت بانك ملك بالحقيقة ..،[46]

183 هذه الكلمة اضرمت النار لتلتهب فيّ، وهوذا الايمان يستعر فيّ بمحبتك ايها الملك،

184 انت علمتني عن مجدك الذي [ سألتك[47] اياه، ومنك سمعت كيف تاتي في المجد،

185 لما مزق رئيس الكهنة قميصه وصرخ بك، انا لبست الايمان لاحتمي بك،[48]

186 /446/ لك مجد خفي في العلى ستشرق به، وفي العالم الآخر انت ملك كل الولايات،

187 توجد في موضعك مراتب اخرى تطيعك، والعساكر هي تواقة لتنفيذ رمزك،

188 هوذا الطبائع الصماء تتحير بسبب قتلك، وهوذا الموتى في القبور يخبرون بنعمتك،[49]

 

189 الشمس غير موجودة، والقمر هارب، والظلمة مخيمة، وقد صار خوف، والارض مهتزة والصخور متفطرة،

190 والقبور صاخبة، والعظام سائرة، والموتى احياء، كلهم يشهدون على مملكتك بانك الله.

 

يسوع يكلل اللص (لوقا 23/43)

191 بعد هذه الامور تفاضل الحنان من الرحمن ليعطي اللص اكليلا لانه تغلب على الشكوك،

192 ظفره بالمراحم، وانضجه [ وقوّاه[50] بالايمانات لئلا يتشكك من عطية كانت بعيدة،

193 قال له: الحق اقول لك يا رجل آمن وصدّق ستكون معي في جنة عدن المليئة تطويبات.

 

الخاتمة

194 يا يسوع الذي صرتُ فما لصوت اعترافك، ربي اذكرني في ملكوتك لارتل تسبيحك.

 

كمل الميمر على اللص اليميني

 

 

[1] – انظر، ميمره 177

[2] – اشعيا 53/12

[3] – نص: لي

[4] – و: التي تخيف

[5] – و: لازمر لحنك

[6] – و: ربتاه ؟ غامضة. و: تامن، نص: تمأن. ملفاننا يكرر القول في البيوت 16-42 انه خاطيء وناقص ومحتاج وميمره ليس موجها الى الكاملين بل الى الخطأة مثله

[7] – يعقوب يذكر بان بعض الناس (الرهبان؟) يقتاتون من الاعشاب ولا ياكلون اللحم: لكونهم “نباتيين”

[8] – نص: صولي، بيجان يصوب: صوإيث

[9] – نص: صاتين، بيجان يصوب: صويتين

[10] – و: غلة، ذبيحة، سبب؟

[11] – نص: كنيتها، بيجان يصوب: كنيته

[12] – و: امنو، نص: امإنو. متى 26/56

[13] – متى 26/33-35، 69-75

[14] – لوقا 23/42

[15] – متى 26/69-74، لوقا 23/42

[16] – و: بان لا اعرف هذا الرجل. متى 26/69-74، لوقا 23/42

[17] – و: عطشه

[18] – متى 26/69-75، يوحنا 18/15، 13/23، 25

[19] – و: ليس لانه. يوحنا 18/15

[20] – يوحنا 13/ 23، 25

[21] – يعوز عجز البيت؟

[22] – و: وثهراث، نص: وثوراث و: ولادته. لوقا 2/25-35، خاصة 2/35

[23] – و: بها

[24] – نص: سقط، بيجان يصوب: سقطوا. و: مليأا، نص: مِلأا

[25] – و: وتتوسل

[26] – و: طريق

[27] – نص، ب: ثمل، سكران؟

[28] – ب: جهاته. بلاغة يعقوب استعمل 13 مرة (لما) في البيوت 129-141

[29] – متى 27/29

[30] – و: آذته..التي كانت منغرزة

[31] – و: تسراف، نص: تسروف

[32] – و: وجهها

[33] – و: التجأتْ. نص: اتمرد

[34] – ب: عشك

[35] – و: تقترب

[36] – صفير الحية. العبارة مستمدة من افراهاط

[37] – دانيال 14/23-27. انظر، رسالة 21

[38] – ملح المحبة يعمي الثعبان. العبارة تتكرر في ميامر اخرى

[39] – ب: اسكتها

[40] – و: تهمل. نص: كول

[41] – ب: الصف

[42] – و: وقف. مزمور 38/11

[43] – و: رايته

[44] – يوحنا 18/36

[45] – يوحنا 18/37

[46] – ينقص عجز البيت، او اكثر؟

[47] – و: دشَإلتوخ، نص: دشْإلتوخ

[48] – متى 26/65

[49] – مزموز 88/5

[50] – و: ظهره