الميمر 51
ربي اتوق لياتي عندي غفرانك، اعطني الدموع لاطلب المراحم ما دام يوجد الوقت، انا عطشان الى المراحم وبدونها لا اقاوم، يا بحر المراحم اسكب عليّ فيض نعيمك، كلمتي هي عار لمن هو كامل لشدة ضعفها غير ان ميمري حسن ومليء رجاء للمحتاجين.
الخاطئة دخلت الى بيت سمعان: لم تستح من المدعويين الكثيرين، لا احد يستحي من كشف جرحه امام الطبيب، البكاء صار لها مبخرة طاهرة وادخلته معها وسجرته بالتنهدات ليعطر في بيت المغفرة، صارت لشخصها الكاهن الذي يتوسل للغفران وذبحت ارادتها بالالم لاجل المصالحة.
دموع ودهن الخاطئة هما رمز المعموذية: طوبى للباكين، لانه لا احد يبكي ما لم ير جروحه. البكاء هو معموذية ثانية. سكبت هناك على القدوس الدهن والدموع ليكتمل كل نظام المعموذية. محبتها ادخلتها الى كور المراحم وسكبتها هناك، فجمل ذهبها لتكون حلية لرب الملوك.
سمعان حسب يسوع لاعارفا: لامعرفة سمعان تطاولت على عارف الكل، وكان يفكر بانه لا يعرف كل الخفايا، اللاعارف تشكك من العارف: لو كان نبيا لعرف من اقترب منه، لو عرف الابن بانه الابن منذ البداية، لما كان يعده في النهاية لانبيا، اساس ايمانه كان مهزوزا ولهذا قُهر بالانقسام الذي داهمه.
الراعي الصالح مسك الغنمة بمحبة اي الخاطئة لئلا يفقد الواحدة لما يريد ان يجد الاخرى اي سمعان الابرص، حكيم القلب جعل سمعان مثل حاكم ليجعل نفسه مذنبا: صاحب دَين سامح لمن كان له عليه خمسماية دينار ولآخر كان عليه خمسون: اي منهما يلزم ان يحبه كما تقول،؟ قال سمعان: يلزم على ذاك الاول ان يحبه لان دَينه كان اكثر من دَين رفيقه. الحق حبس سمعان، كما حبسه حكيم القلب بكلماته مثل ناثان النبي الذي حبس داؤد بالمتناقضات. انت جلبت امامي طعام الخبز والخمر، وهذه اعطت صلاتها ودموعها وبخورها وشعرها.
اية عطور او عقاقير كانت معصورة في دهن الخاطئة حتى يقتني كل هذه الرائحة وهذه القوة،؟ اخذ القوة واقتنى الرائحة والبأس من شجرة الحياة العظيم الذي وقع عليه، مسحت بتمييز مسيح القدس بالمسحة وفاحت منه رائحة حلوة وحيرتهم. عملت عملا صالحا ولهذا سينتشر خبرها في كل العالم، وتذكارها سينتصر مع كرازتي.
الخاطئة هي رمز البرية: كل البرية صُورت بهذه المدنسة لانها جملت وصارت طاهرة بمجيء يسوع. الحنان اعطى لكليهما الغفران، لقد طهر ذاك، وغفر لتلك كما طلبا منه، اليوم ايضا ليس كنزه خاليا من الغفران، انه مليء وبابه مفتوح لمن يطلب منه. انت لا تمل من التوسل لما تخطيء، والرحوم لا يمل لما يغفر لك، في يوم واحد لو تتوب سبعا في سبعين لا يغلقون الباب امامك لو قرعته.
– المخطوطات: باريس 196 ورقة 285؛ لندن 12165 ورقة 114؛ روما 118 ورقة 164؛ روما 117 ورقة 457؛ روما 116 ورقة 1-5
– يرد في البداية اسم القديس مار يعقوب، وفي النهاية اسم مار يعقوب. الميمر روعة ادبية. وردت بعض ابياته في الليتورجية السريانية. لا يمل القاريء من قراءته، ولو ان السروجي يعتبر ميمره هزيلا بالنسبة للكاملين. السروجي يذكر خطاياه تائبا ولا يقطع رجاءه من الغفران. قد يرقى تاريخ تاليف هذا الميمر الى سنة 480-485م .
للقديس مار يعقوب
الميمر 51
على الخاطئة التي غفر لها ربنا ذنوبها[1]
(متى 26/6-13، مرقس 14/3-9، لوقا 7/36-50، يوحنا 12/1-11)
المقدمة
1 ربي اتوق لياتي عندي غفرانك، اعطني الدموع لاطلب المراحم ما دام يوجد الوقت،
2 انا عطشان الى المراحم وبدونها لا اقاوم، يا بحر المراحم [ اسكب[2] عليّ فيض نعيمك،
3 خطايا العالم الشرير المقلقة صارت لي فخاخا، ربي حطمها بحنانك وانا انجو [ منها،[3]
4 احاطت بي ذنوبي كالجيش المتعطش الى الدم، ايها الجبار القوي هلم لعون الفاعل الضعيف،
5 ملك الضلالة امطر سهامه ليميتني، يا قائد الجيش إطلني بدوائك لاشفى به،
6 كنزك ليس صغيرا لتعطي المراحم لمن لا يستحقون لانك احببت كثيرا الزانية لما اقتربت منك،[4]
7 لا يفتش عن ضمادك الا المرضى، ومن ليس محتاجا حتى المراحم ليست محبوبة لديه،[5]
8 الطبيب الصالح لا يشتهر الا بالجروح /403/ لانه ماذا يضيف الى الجسم السليم لو اقترب منه،؟
9 بالجروح يبين قوة حرفته وينال بعدل الاجرة والمجد حسب علمه الطبي،
10 يشتهر الطبيب بالمرضى لما يُشفون، وينتصر حنانك العظيم بالخطأة لما يُغفر لهم،
11 لك المراحم، وانا اقتنيت الذنوب، وها انني انتظر لتنتصر بي رحمتك لما يُغفر لي،
12 لا اقول ان جهالتي اعظم من ان تُغفر لان حنانك اعظم من البحر، فاغسلني به،
13 لما كنت اخطأ كل يوم هيأت عملا لمراحمك لئلا تبطل من الغفران الذي تحبه،
14 يرضى الطبيب ان تكثر الاوبئة في جواره لينال منها [ الفوائد[6] والمديح،
15 هوذا الجروح، فاجلب دواءك لينتصر بي، بك يليق كثيرا ان تشفي المرضى،
16 ربي لا تنتظر لتُدفع لك الاجرة، فماذا اعطت تلك الزانية لما احببتها،؟
17 اعطت الدهن والدموع لما شفيتها، [ ووعدك[7] استأصل الجرح العظيم باجرة زهيدة،
18 نهر النار الذي كان يهدد الدنسة اطفأته بقطرة الدموع التي رشتها عليه،
19 /404/ المياه القليلة التي اجراها جفنا المليئة ارجاسا سقطت على موج اللهيب واخمدته.
ليس للتوبة وقت محدود في هذه الحياة
20 اتكلم عنها لان خبرها محبوب على بني طغمتها ولما يسمعونه يسكب الرجاء على ادناسهم،
21 الميمر مقبول من قبل التائبين حتىيسمعوه لانهم عطاش مثلها الى التوبة،
22 لا يترك احد باب التوبة العظيم لان الزانية لما طرقته اخذت الحياة،
23 من يخطيء لا يقترب من قطع الرجاء لكن ليتجاسر مثل الزانية وها قد غُفر له،
24 من يتوب لو يخطيء ايضا عليه ان يتضرع ايضا فلا يوجد للتوبة حدود ولا زمان،
25 لو تدنس ربوات المرات سيغتسل، وكلما سقط يمكنه ان ينهض لو اجتهد،
26 لو اخطأ احد وعاد ليطلب يُقبل لانه لا يوجد حين فيه يكون باب التوبة مغلقا،
27 هل اغفر لاخي سبعين مرة سبع مرات لو اذنب ضدي،؟ كم بالاحرى (يغفر) ذاك الرحمن لمن يطلب منه،[8]
28 انت لا تمل من التوسل لما تخطيء، والرحوم لا يمل لما يغفر لك،
29 لو لا تشفق على جسدك وتُكثر جروحه، يسهل على الطبيب ان يضمدك كلما طلبت منه،
30 /405/ لو لم تبغض ان تكثر الجروح في جسدك، ان مضمدك ماهر وبشفائك يشتهر،
31 لو حسن لديك ان تهدم وتبني كل يوم، هو لا يمل من قبول تعبك كلما تطلب اليه،
32 لو عرفتَ بان لك وقتا قبل النهاية، فلا تتشكك من غفرانك لو تتوب،
33 لو لم يكن مجيء اجلِك خفيا عنك، فالغفران ليس بعيدا عنك لو تتوب،
34 في يوم واحد لو تتوب سبعا في سبعين لا يغلقون الباب امامك لو قرعته،
35 لو حطمتك الخطيئة على فراشك في الليل اذهب باكرا الى بيت الطبيب في الصباح فيشفيك،
36 لو داهمك جرح آخر اثناء النهار اقترب من عتبة الطبيب في المساء وسيشفيك.
الله يغفر لمن يتندم
37 كلمتي هي عار لمن هو كامل لشدة ضعفها غير ان ميمري حسن ومليء رجاء للمحتاجين،
38 رب البيت صالح فيما يخصه لمن يطلب منه فلو كانت عينك شريرة هو لا يعمل الشر،[9]
39 اليس مسلطا على كنزه وهو مُلكه ليثري كل من هو محتاج بدون [ مانع،؟[10]
40 اطلب ايها الخاطيء لان الشفوق على الكل صالح فيما يخصه /406/ وبقدر ما تطلب منه يوجد لديه ليعطي دون ان يمل،
41 رش على الخطيئة [ قطرة الدموع[11] لما تلسعك، وصدق بان جرحك سيُستأصل لو شئت،
42 افتح نهر الدموع على الاثم فيخنقه، والبكاء يكفنه مثل الميت فتنجو منه،
43 لو لم تبك فانك لن تتوجع على شفائك، والطبيب لا يهتم بتضميد جروحك،
44 العادة جلبتك لتاتي وتطلب ولكنك لا تنال لان جرح الاثم لا يُشفى الا بالالم،
45 الزانية ايضا بكت بكاء لما شُفيت لان مرض الاثم كان يمانع من الانتقال عنها،
46 اعطت الدموع اجرة للطبيب ليشفي اثمها فضمدها بالغفران ونالت العافية،
47 اخذت البكاء الهدية العظمى ودخلت امامه، فاكرمها كثيرا بالغفران وبالمديح،
48 لما تُرى الدموع: انها مليئة بعلامة المحبة ولهذا هي محبوبة من قبل غافر الكل،
49 محبوب هو الجسم لما يكون مضروبا بالجروح، انه يحرك العين لتدمع على حبيبها،
50 الحنان يطلب ان تُقرب له المحبة ولا ياخذ عطية من احد لما يشفيه،
51 /407/ انه يركض الى الارادة الصالحة ليحبها لانها تقوم مقام الذبائح والمحرقات،
52 لما أُرسل لم يأت ليدين العالم لكنه تحين الفرصة ليحيي العالم لانه مليء بالمراحم،[12]
53 كان يتردد مع الخطأة ومع الزانيات لان الطبيب ينفع هولاء لكي يشفيهم،
54 ربنا اتى الى العالم ليغفر الذنوب وكان يحب جميع المحتاجين الى المغفرة،
55 اتى من موضعه ليحمل اثم كل العالم وابان قوة لطفه بالجروح.
الزانية في بيت سمعان
56 كان مقيت الاجيال قد دُعي الى بيت سمعان وجذبته محبته ليكون ضيفا كما دُعي،
57 كان بسيطا ونقيا [ ومختلطا[13] ومسالما ومليئا مراحم وكان كلا مع الكل ليقتني الكل بحكمة،[14]
58 لو يدعونه عند العشارين كان يختلط بهم، ولو فتش عليه الفريسيون كان يذهب،
59 طالبوه بالخبز وكثّره في البرية بدون الخبازين، ودعوه لياكل فذهب معهم مثل القريب،
60 طلبوا الشفاء واخذوه منه لانهم كانوا محتاجين، وسألوا الغفران واعطى [ لجميع[15] من طلبوا لانه صالح،
61 نال السائلون كل اسئلتهم من خزينته /408/ لانه مليء بالمراحم من كل الجهات لمن يطلبون منه،
62 دعاه سمعان وذهب معه الى العشاء، [ وطلبت[16] الخاطئة منه غفران ذنوبها فنالته،
63 هذه التي صارت فخا للرجال بخطواتها واصطادتهم كما لو كان بشراك لافسادهم،
64 هذه التي صارت قوسا مختارا للعدو، وبه امطر سهام الشهوة على المشاهدين،[17]
65 هذه التي سبت الناس بجمال عهرها وضل بها الشباب من مساكنهم كما لو كان بالتيه،
66 هذه التي ابغضت سبيل الزواج الطاهرة ونقضت الناموس بالزنى وبصورة آثمة،[18]
67 هذه التي صرفت كثرة ايامها عبثا وكانت تفسق مع الفجار [ ببغائها،[19]
68 هذه التي كمنت مثل اللص بين الطرقات، وبجمالها اصطادت التجار [ لتهلكهم،[20]
69 هذه التي صنعت انشقاقا بين الرجال ونسائهم، وبالمخاصمات افرغت مساكن المتزوجات،
70 هذه التي امتهنت الزنى منذ طفولتها، وصنعت احتفالا للفسق في البلد ودنسته،
71 هذه التي تبعها سبعة ابالسة محبو الزنى وبهم كانت تصطاد الشباب ليخطئوا معها،[21]
72 /409/ هذه التي صارت مسكنا للاثم ليُقترف فيها وسكن فيها الزور وتمرد من العدالة،
73 هذه التي احتقرت الحرية والعفاف، وكانت باعمالها تتصرف بالفجور،
74 هذه التي وضعها الشرير في اليهودية علامة للاثم واليها كان يتوجه محبو الزنى باعمالهم،
75 هذه التي احبت [ الاباطيل[22] مع الزنى وابغضت الزواج الطاهر ليُكرم بواسطتها.
يسوع يصطادها
76 كان ربنا قد نصب فخ المراحم [ ليصطاد[23] هذه اللاهية باعمالها وامورها،
77 دخل الصياد وحل في بيت سمعان الذي دعاه وارسل وهيج الحمامة في عشها لتاتي عنده،
78 خرجت المراحم لتصطاد المتمردة الهاربة من الامان الى القفر العظيم،
79 ركض الصياد والقى الشراك على دروبها [ وبمحبته[24] ربطها لئلا تتيه بعد في الاباطيل،
80 فرش امامها مصيدة التوبة العظمى، وببساطتها مشت ودخلت في حضنها الواسع،
81 خبر الحياة اصبح لقطا للهمجية، واذ كانت مهتمة به اتت الى سرب بيت الله،
82 خبر يسوع كان مبذورا امامها فحرضها، /410/ ولما رعت فيه حُبست لتصير مُلكه،
83 علمت باهتمامها بان ربنا هو غافر الذنوب وبما انها كانت محتاجة الى الغفران فقد ركضت الى ميعاده،
84 كمن لها الاثم كالاسد وطرحها وحطمها فركضت عند يسوع المضمد ليعالجها،
85 الخطايا ضربتها بمصائب عديدة، فطلبت الشفاء من رئيس الاطباء،
86 الفطِنة اخذت معها دهنا جيدا واسرعت ودخلت الى بيت سمعان عند مخلصنا،
87 لم تستح من المدعويين الكثيرين: لا احد يستحي من كشف جرحه امام الطبيب،[25]
88 البكاء صار لها مبخرة طاهرة وادخلته معها وسجرته بالتنهدات ليعطر في بيت المغفرة،
89 صارت لشخصها الكاهن الذي يتوسل للغفران وذبحت ارادتها بالالم لاجل المصالحة،[26]
90 صاحبة الذنوب وقفت وراء يسوع وصنعت توسلا بالتنهدات لتقدمه له.
حديث المجدلية
91 من قبل الزانية كانت تقال مثل هذه الامور لغافر الذنوب وهي تتوسل ليرضى عليها:
92 ربي اعرف بان المراحم ارسلتك لتاتي الى الارض ووجهت دربك الى الخطأة ليعيشوا،
93 بي انا الشقية اظهر قوتك لانني محتاجة /411/ وبواسطتي يتعرّف العالم المحتاج على الغفران،
94 هدمني جرح الاثم كل يوم وزاد اوجاعي، ايها الطبيب الصالح عالج المريضة المتوسلة اليك،
95 الشرير طمر لي الفخاخ واصطادني بمكره، ايها الصياد الحقيقي حطمها لاصير خاصتك،
96 شتاء الذنوب نزع وريقات اغصاني الجميلة، ربي بك انبت رجاء مباركا كما لو كان في نيسان،
97 ادخل ايها القوي الى النفس النقية التي عكرها الابالسة الملاحقون لها واطردهم لكي انجو،
98 صرت منذ مدة طويلة حقل الاشواك بخطاياي، ايها الاكار الحقيقي اقلع الاعشاب المرة من شكارتك،
99 العدو كدنني بنيره لاشتغل معه، ايها السيد الحقيقي اعطني الحرية لانني انتظرك،
100 جذبني السارق وقادني بالعثرات مدة طويلة، ايها المخلص العظيم اجلبني الى حصنك لاحتمي فيه،
101 العالم-البحر جرفني بامواجه ليميتني، يا ميناء الحياة بك انجو من العواصف،
102 كانت تصدر من التائبة كلمات الالم، وكانت تنسكب من الرحمن المراحم للغفران،
103 بنار محبتها سجرت الدموع كالعطور، فطابت رائحة توبتها المتفاضلة،
104 ربنا صار لها كالمرآة ونظرت اليه /412/ ورات شخصها مضروبا بالجروح،
105 كانت مظلمة لما اقتربت عند النيّر، ولما رات نفسها استولى عليها الحزن لكثرة قبحها.
من يخطيء يضل ولا يعرف ماذا يفعل
106 لما يخطيء احد يضل ولا يعرف ماذا يعمل، وبظلام الضلالة يذنب وهو لا يدري،
107 تدخل الخطيئة وتعمي النفس وتعكرها ولا تراها دنسا بغيضا [ يُقترف فيها،[27]
108 لو لم تكن تضل ضلالة وراء الاثم لما كانت تُقترف الخطيئة في النفس لانها نقية،
109 تبغض ان تخطيء وبذرائع مختلفة تدخل الضلالة وتعكر النفس [ فتضل ثم تُسرق،[28]
110 يدخل الشرير ويغطيها بحيلته ثم يمد لها الخطيئة في الظلمة لتتحد بها،
111 يلقي ثمالة مرارته على صفائها، ولما تضطرب حينئذ تخطيء باللامعرفة،
112 متى ما صارت مُلكه تغطي وجهها غيمة الاثم فتتيه في الظلام ولا تفهم ماذا فعلت.
النعمة تشرق وتبدد الضلالة
113 لما يشرق النور من النعمة عليها تتحير فتخرج من العثرات التي ضلت بها،
114 ترى الاثم وتفهم بانه دنس بغيض فتهرب منه مستترة بالتوبة،
115 /413/ تتعجب من ذاتها لانها غرقت لما سُرقت فتصرخ بالم لتعود بنشاط الى مُلكها،
116 لما تقترب النفس من التوبة تستنير وتركض لتدرك جمالها الاول الذي كان قد فسد،
117 تتناثر منها الحيرة والدموع لما تتذكر الارجاس التي صنعها فيها الاثم لما اقتربت اليه،
118 تتولد فيها كل التنهدات المريرة لانها رات كل جروح الاثم الكثيرة فيها،
119 ولهذا طوبى للباكين كما هو مكتوب، لانه لا احد يبكي ما لم ير جروحه.[29]
البكاء معموذية ثانية
120 بكت الزانية لانها رات [ جروحها[30] الكثيرة فعرفت نفسها واستولى عليها الاسف بسبب ذنبها،
121 يسوع-الشمس اشرق وانارها كثيرا وهو الذي بيّن لها بان دربها محفوف بالعثرات،
122 اشرق النور في الظلمة على [ الشقية[31] فمسكت رِجليه وعادت اليه بمحبة،
123 ضياء الآب اشرق وانارها لانها كانت مظلمة، وباشعته اقتربت عنده لتتنقى به،
124 رات النفس صورة مجد النور العظيم وحملت منه الضياء لتهرب من الظلام،
125 رات شخصها مهشما بالاثم البغيض /414/ فالقت الدموع على الطبيب ليداوي [جروحها،[32]
126 كشفت جروحها الكثيرة لتقربها له، وسكبت الدموع بالالم لتبين بانها متاسفة،
127 الطبيب الذي ضمدها دهنته بدهن جيد ليرى كل واحد علامة محبتها [ برائحة[33] الدهن،
128 سكبت الدهن على راسه وعلى رجليه لانه مليء مراحم من كل الجهات لمن يقترب اليه،
129 كان قد سلّم نفسه للمليئة ادناسا [ لتقترب اليه[34] فلاطفته بتمييز كما احبت،
130 مسكت راسه ولم يردع المدنسة، ومسكت رجليه وتركها تفعل حسب ارادتها،
131 بللته بالدموع ولم يشمئز من الشقية، وقبّلته بشهوة وهي زانية ولم يطردها،
132 اقتربت ومسكته بشدة حيثما ارادت ولم تُمنع لانها تحركت لتقترب اليه بمحبة،
133 كان كل كنز اللاهوت متروكا امامها لتصير شبها للتائبين بقربها منه،
134 هناك نزلت الى المعموذية لتغتسل، فلو كانت قد استحت لخرجت بدون غفران،
135 سكبت هناك على القدوس الدهن والدموع ليكتمل كل نظام المعموذية،[35]
136 /415/ امتزج دهن جيد ومياه قليلة، وبخصوصيته رئيس الاحبار غفر للمدنسة،
137 الذكية ركعت قدام الغافر لتاتي الى الولادة الروحية التي كانت تعوزها،
138 سندت رأسها لتنشف رجليه بشعرها وقبلت القدس من القدوس كما لو كان بالعماذ،[36]
139 دخلت الى البطن الثاني (في) بيت الغفران، لتجمل روحيا بالولادة الثانية،
140 مسكت رجلَي بحر المراحم في الوليمة [ واعتمذت[37] فيه، فغسلها ونظفها وصعدت طاهرة،
141 بسطت نفسها امام موج [ القدس[38] العظيم فافاض عليها امواج مراحمه ليُغفر لها بواسطته،
142 قدمت نفسها للنار الحية اللابسة الجسد فاشتعل دغل نفسها وتلاشى كله،
143 [ محبتها[39] ادخلتها الى كور المراحم وسكبتها هناك، فجمل ذهبها لتكون حلية لرب الملوك.
وليمة سمعان ووليمة المسيح
144 ربنا كان مدعوا لياكل خبز الفريسي وكانت [ محبته[40] تحرك الخاطئة لتدنو منه،
145 بالمراحم المغروزة فيه كان جائعا ليغفر فوجد في وليمة سمعان ما كان ينشده،
146 /416/ انهم دعوه لياكل الخبز مثل نبي وكان يستعمل الغفران مثل الاله،
147 طاب له البكاء الذي سمعه من الزانية اكثر من الإعداد الذي ادخله سمعان ليقدمه له،
148 احب قطرات الدموع التي قبلها هناك اكثر من كل الشراب الذي دخل الى تلك الوليمة،
149 لذّ له صوت التنهدات التي سُكبت هناك اكثر من الطعام الذي اعده سمعان للوليمة،
150 كان الجمع يستفسر عن الاطعمة التي كانت تُصفّ وكان ربنا يصغي الى الصلوات التي كانت تُوشوش،
151 كل واحد كان ينتظر ان يصله الشراب ليتلذذ به، وشرب يسوع الحان الحزن التي كانت تُرتل له،
152 [ هم[41] كانوا يهتمون بالاطعمة التي يجلبها سمعان، وهو كان يتلذذ بالتوبة التي يحبها،
153 يأكل معهم ونظره مائل الى الزانية لانه كان جائعا كثيرا الى الطلبة حتى تُقدم له.
سمعان اعتبر عارف الكل “جاهلا” (لوقا 7/39)
154 حينئذ تشكك سمعان من الصادق وحسبه لاعارفا بما كان يجري،
155 لامعرفة سمعان تطاولت على عارف الكل، وكان يفكر بانه لا يعرف كل الخفايا،
156 اللاعارف تشكك من العارف /417/ فيما لو كان نبيا لعرف من اقترب منه،
157 ولفهم بان هذه التي دخلت هي خاطئة، ولما ترك المدنسة تقترب اليه،
158 لو هو قريب من الايحاءات الالهية، لكان يصرخ بالمدنسة ولكانت تنهزم،
159 لو له عين خفية رائية الاسرار، لكان يعرف كم هي بغيضة ارجاس هذه (المرأة)،
160 لو له فكر مسلط على الخفايا، لما كان يسمح للمدنسة ان تمسك رجليه،
161 اتضح فعلا بانه ليس نبيا، ولكونه لم يدرك فانه لم [ يُبعد[42] عنه الخاطئة،
162 غلي سمعان بهذه الاحاسيس دون ان يعرف، وتشكك من عارف الكل الذي دعاه،
163 الطبيب الصالح اهتم ليشفي المدنسة واذ كان يشفيها كان مظلوما من قبل المشاهدين (القائلين): انه لا يعرفها،
164 لو كان نبيا لكان [ يعرف] من هي هذه، واذ كان الامر [ هكذا[43] فقد كان يسميه نبيا فقط،
165 الفريسي الذي دعاه سماه نبيا قبل الشك، وبعد شكه كان يفكر بانه ليس حتى نبيا،
166 منذ ان بدأ كان معتقده منقسما في البداية /418/ ولهذا قُهر ومال الى الانقسام الذي داهمه،
167 لما اكرم ربَ الانبياء حسبه نبيا، وبما ان حركة محبته كانت ناقصة فقد تشكك،
168 لو عرف الابن بانه الابن منذ البداية، لما كان يعده في النهاية لانبيا،
169 اساس ايمانه كان مهزوزا ولهذا قُهر بالانقسام الذي داهمه،
170 لو كان نبيا لكان يعرف، اعني انه ليس نبيا كما كنتُ [اظن[44] بانه نبي.
يسوع يردّ على سمعان (لوقا 7/40-47)
171 العارف اجاب سمعان بلطف: لي شيء اقوله لك، فاحكم بالعدل،
172 الراعي الصالح مسك الغنمة بمحبة لئلا يفقد الواحدة لما يريد ان يجد الاخرى،[45]
173 كان قد امر ان يطرد منه الريب بالمتناقضات ليعود هذا مع تلك التي وجدها،
174 كان يقول له: لي شيء اقوله لك، اجاب سمعان لمخلصنا: قل يا رابي،
175 مسكه بتواضع ليُدان لانه تشكك، وقال له بمحبة: قل يا رابي،
176 حكيم القلب جعل سمعان مثل حاكم ليجعل نفسه مذنبا لانه تشكك من الصادق،[46]
177 /419/ لصاحب دَين كان يوجد مديونان، وكانا مديونَين الواحد خمسماية، والآخر خمسين (دينارا)،
178 واذ لم يكن لهما ما يوفيان سامح كليهما، اي منهما يلزم ان يحبه كما تقول،؟
179 قال سمعان: يلزم على ذاك الاول ان يحبه لان دَينه كان اكثر من دَين رفيقه،
180 ومحبته عظيمة للمسامح كالمسامحة، ويلزم عليه ان يحب كثيرا صاحب الدَين،
181 جُعل سمعان حاكما على نفسه على الخفايا، [ وكلمته[47] خفية عن فكره ولا يفهم،
182 اشتكى على نفسه متفاخرا لانه انتُدب ليقاضي وقد جُرّم وكان يظن بانه حاكم،
183 كان قضاؤه جاريا وقد تأكد من نقضه باستقامة، وبما ان الحق حبسه بعدل فقد ظهر مذنبا،
184 المذنب صار حاكما وخسر الدعوى شخصيا لانه ظن بان الحكم الذي [اصدره[48] كان حكما على الآخرين،
185 [ هو[49] دخل المحكمة وخسر فيها وخرج دون ان يدري، صار حاكما واشتكى على نفسه ولم يفهم،
186حكم بالعدل ولم يكن يعرف الا ان يخسر لئلا يتعالى على عارف الخفايا،
187 المديونان كانا يُحسبان هو والخاطئة، /420/ لفظ الكلمة وبها انفضح لكونه مذنبا.
يسوع وسمعان، ناثان وداؤد
188 حكيم القلب حبسه بكلماته مثل داؤد وقُهر من قبله مثل ابن يسى لما سُئل،[50]
189 ناثان النبي جعل داؤد مذنبا بالمتناقضات، ورب ناثان جعل الفريسي مذنبا بالشكل ذاته،[51]
190 النبي وربه كانا قد دانا الملك والفريسي وهما جعلا نفسيهما مذنبين لما سئلا،
191 المذنبان صارا حاكمين على افعالهما واصدرا الحكم بادانة شخصيهما.
يسوع يمدح الخاطئة ويقرع سمعان على تقصيره
192 المليئة ذنوبا مسكت المليء حنانا برجليه، ولما [ ذمها[52] سمعان دِين بحكمة،
193 بدأ ربنا يفسر له حرفيا ويبين له بان الحكم الذي اصدره ليس حكما على الآخرين،
194 ادار طرفه نحو الزانية بمحبة عظمى وبدأ يشرح عنها لسمعان،
195 اراد ان يبرهن امام المدعويين كم ان محبتها عظيمة وافضل من تمييز ذاك الذي دعاه،
196 كان يقول للفريسي: دخلت بيتك ولم تجلب وتقدم حتى الماء لرجليّ،
197 وهذه بللتهما بتمييز بدموعها، وقدمت بالحقيقة شعر راسها بدل المئزر،
198 /421/ انت لم تقبّلني ليرى كل واحد علامة محبتك، وهذه لم تبطل من تقبيل رجليّ،
199 انت لم تدهني بينما كان لازما (ذلك) على تمييزك، وهذه بللتني بمحبة بالدهن الفاخر،
200 تمييزك رجح قليلا عن الواجب، وهذه ابانت لي محبتها بامور عديدة،
201 انت جلبت امامي طعام الخبز والخمر، وهذه اعطت صلاتها ودموعها وبخورها وشعرها،
202 انت تمزج المادة التي تؤول الى اللاشيء، وهذه تبوس رجليّ بمحبة من كل الجهات،
203 انت بينت محبتك بالاطعمة الفانية، وهذه كررت طلبتها باصوات نادمة،[53]
204 محبتها اعظم من وليمتك واطعمتك، ولانها احبت كثيرا مغفورة ذنوبها الكثيرة.
هذه المرأة عجيبة بالحقيقة
205 ايتها المرأة المليئة ارجاسا لقد كثر [ جمالك] فتعجبتُ بك ولست ادري كيف [اسميك،؟[54]
206 الام المحسودة التي حبلت اثما وولدت ظلما، وبالمغفرة اقتنت الطهر والقداسة،[55]
207 محبة الزور التي اقترفتها طيلة سنواتها، [ وآخرتها[56] عظمت مثل (آخرة) الرسل بالكرازة،
208 /422/ صاحبة الذنوب التي كانت ملوثة بافعالها، غسلها يسوع وطهرها بزوفاه وصارت نقية،[57]
209 العين النتنة التي صدرت منها كل الشرور، وقلبتها المراحم وطابت سيولها التي كانت مُرة،
210 قلقة النفس التي كانت مظلمة في الزلات، يسوع-النور اضاء وبدد ظلمتها،
211 الحدأة التي خطفت كل من التقاها، المسيح-النسر جعلها حمامة منذ ان راته،
212 الحجر الذي صار عثرة الاثم لكل اقربائها، ها قد وُضع على بناء الرسل،[58]
213 الدبة التي دخلت عند رئيس الرعاة، وما ان شاهدته حتى صارت نعجة في شكارته،
214 المرأة التي اقترفت الشرور الكثيرة، هوذا البشارة ترتل اسمها بمحبة،[59]
215 مبغضة الحياة التي طمر الاثم معظم [ ايامها،] زينها المسيح لتكون [ سيدة[60] للحسنات.
هذه المرأة رمز كل البرية
216 كل البرية صُورت بهذه المدنسة لانها جملت وصارت طاهرة بمجيء يسوع.
الدهن والدموع رمز المعموذية
217 [ بالدهن[61] والدموع التي صبت هناك على مخلصنا صَورّت للعالم سريا عماذ العالم.
رائحة دهنها الثمين
218 /423/ كانت [ رائحة عطرها[62]الفاخر قد فاحت على المتكئين وامتلأ البيت بعطر طيب،
219 (حاسة) الشم لم تتحمل رائحته فخافت من عظمته لانه كان يفوح بقوة في كل [البيت،[63]
220 تعجب المتكئون من حلاوة الدهن الفاخر لان رائحته الجديدة المنتشرة قد غلبتهم،
221 كان قد اقلقهم خبر الدهن ورائحته المنتخبة، فبدأوا يستفسرون عنه في الوليمة،
222 وُجد من قدّره بثلاثماية (قطعة) ذهبية، [ وكان يساويها[64] ووُجد من قال اكثر من مئتين، لماذا فُقد،؟
223 يهوذا كان يشتهي اثمانه لانه كان سارقا وقدّره بالزيادة لانه كان يحتاج الى المزيد،[65]
224 ما هي رائحة الدهن الكثير العظمة،؟ وما هي قوته حتى يساوي ثلاثماية او مئتين (دينارا)،؟
225 اية عطور او عقاقير كانت معصورة فيه حتى يقتني كل هذه الرائحة وهذه القوة،؟
226 باية قوة سبى الرسل الذين كانوا متكئين حتى يقولوا بعجب عظيم: لماذا فُقد،؟
227 اخذ القوة واقتنى الرائحة والبأس من شجرة الحياة العظيم الذي وقع عليه،[66]
228 دهن المؤمنة الفاخر سقط على يسوع /424/ فتضاعف الغليان والرائحة على المتكئين،
229 لما اقتربت من بحر [ العطور[67] ايقظته فتصاعد منه بشدة عطر مختار،
230 مسحت بتمييز مسيح القدس بالمسح وفاحت منه رائحة حلوة وحيرتهم،[68]
231 سجرت بالمحبة رب المباخر فاصدر رائحة جعلت الرسل مندهشين،
232 الدهن يقبل الرائحة الطيبة من العقاقير وحسب قوة مزجها يصبح [ عزيزا،[69]
233 هوذا اشعيا قد سمى المسيح عقارا صعد من الارض العطشانة بدون زواج،[70]
234 كان الدهن قد سقط على هذا عقار الحياة ومنه اكتسب رائحة عجيبة لا توصف،
235 ابن البتول كان عقار الارض العطشانة واضاف رائحة الى الدهن الذي سقط عليه،
236 واذ كان [ بخور الطوباوية[71] رئيسيا فقد اقتنى مزيدا من ذلك الحي لما كان يمسحه،
237 ولهذا تعجب المتكئون [ من ذلك الدهن[72] الذي لم يكن له مثيل على الارض اعظم منه،
238 /425/ قدّروا اثمانه حسب قوة رائحته لانهم لم يكونوا يعرفون ماذا يقولون عنه.
يهوذا السارق (يوحنا 12/4-6)
239 يهوذا الماكر كان يتصرف حسب مصلحته وكان يتحين الفرصة ليسرق اثمان الدهن،
240 لماذا لم يُبع هذا بثمن باهض وجُعل ثمنه لفائدة الفقراء،؟[73]
241 ولما تكلمت ارادة شريرة وبخها ربنا لائلا تُمدح تلك العبارة التي رتلها الماكر،
242 اترك هذه المرأة تعمل حسب ارادتها، هذا العمل كان ضروريا ان تقوم به،
243 دخلت الى هنا قبل ايام لتدهن الجثة، لانه لما أُصلب لن يدهنني ويطيبني احد،[74]
244 يلزم الدهن ليوم دفني وها انها صنعت هذا منذ اليوم ما دام المجال مفتوحا من قبل الصالبين،
245 قبل ان يدخل سيف القتل ليبددكم دهنتني هذه لانهم لن يدهنونني لما تهربون،[75]
246 هذه تتعب بدلكم قبل حينه فدعوها تصنع لان هذا العمل كان يجب عليكم انجازه،
247 عملت عملا حسنا لاجلي انا المقتول، لقد تقيدت بالنظام لئلا ينقصني هذا الشيء،
248 ولهذا سينتشر خبرها في كل العالم، وتذكارها سينتصر مع كرازتي.[76]
كنز الرب الذي شفى في الماضي ليس اليوم فارغا من الشفاء
249 /426/ ربنا شفى كل الادناس التي اقتربت منه، وبحنانه ضمد اثم النفس واوجاع الجسد،
250 طهر جسد الفريسي من الارجاس، وشفى نفس الزانية التي كانت مريضة،
251 ذاك [من[77] برصه، وهذه من شرورها، غفر الاثم الخفي، وطهر البرص الظاهر،
252 هذه غُسلت نفسها، وذاك غُسل جسده، لان طبيبا عظيما وغافرا صادفهما كليهما،
253 ترك الخمسماية وترك الخمسين (دينارا) لانه رحوم، للنفس (ترك) الاثم، وللجسد المعلول (ترك) البرص،
254 المديونان شكراه لاجل مسامحتهما، فوزنا واعطيا له المحبة بدل صكوكهما،
255 ذاك الذي [ طهر[78] برصه الظاهري اكرمه ظاهريا، وصنع الوليمة باعدادات منظورة،
256 وتلك التي غُفر اثمها الخفي احبت بالخفاء [ وطلبت[79] الغفران بالتنهدات والالم والدموع،
257 الحنان اعطى لكليهما الغفران، لقد طهر ذاك، وغفر لتلك كما طلبا منه،
258 اليوم ايضا ليس كنزه خاليا من الغفران، انه مليء كما هو وبابه مفتوح لمن يطلب منه،
259 /427/ من له اوجاع جسدية ليركض اليه، ومن هو ملطخ باثم النفس ليلتصق به،
260 اجلبوا الدموع مثل الزانية الى بيت الله، ومثلها خذوا غفران الذنوب لاشخاصكم،
261 قبّلوا ابوابه واقتربوا من عتبته مثلها، وبدموعكم بللوا ارضية بيت الغفران،[80]
262 يسوع الذي احبته الزانية موجود هنا، وهو تواق ليغفر الذنوب الخفية لمن يدعونه،
263 من هو محتاج الى الغفران بسبب افعاله ليسكب الدموع على عتبته وها قد غُفر له،
264 من هو ملسوع من قبل الافعى التي قتلت آدم، ليشرب كأس يسوع الذي انتصر على سمها،[81]
265 من صنع دنسا في نفسه بحريته، ها نه يوجد طبيب يشفيه مجانا،
266 من اراد وزلّ وسقط ليشأ ان ينهض لانه يعود اليك ان تمهد طريقك حسب ارادتك،
267 اصنع طلبا مثل الخاطئة وأدخِله واعطه له، مراحمه موجودة فيه كل يوم وكل الاوقات،
268 ابكِ كما بكت، واحبب كما احبت وستاخذ من الواهب مثل غفرانها،
269 يسوع هو اليوم وامس والى الابد ايضا، وكما غفر فانه يغفر لمن يطلب منه.[82]
الخاتمة
270 /428/ بابه مفتوح، ومحبته مستفيضة على التائبين، مبارك الحنّان الذي خبر مراحمه لا يُحدد.
كمل الميمر على تلك الخاطئة الذي قاله مار يعقوب
[1] – اضاف الناشر: مريم المجدلية
[2] – ر 117: زلوح، نص: زلوع
[3] – نص: انا. وردت في الليتورجية السريانية مبعثرة البيوت: 1-3. الاشحيم 327
[4] – لوقا 7/26-50
[5] – متى 9/12
[6] – ر 118: الفائدة
[7] – ل، ب: غفرانك
[8] – متى 17/21-22
[9] – متى 20/15
[10] – ر 118: كُلوثو، نص: كُليثو
[11] – ل، ر 118: الندامة والدموع
[12] – يوحنا 3/17
[13] – ب: بسيطا
[14] – 1قورنثية 9/22
[15] – ب: كول، نص: لخول
[16] – ب: بكت
[17] – عبارة المرأة: قوس الشيطان اطلقها ايضا على زوجة ايوب. انظر، ميمره 157 على ايوب
[18] – خروج 20/14
[19] – ل: بشريحوثو، نص: بسريحوثوه
[20] – ر 118: لتحرق
[21] – مرقس 16/9
[22] – ر 118: الفجور. بلاغة يعقوب استعمل 13 مرة (هذه) في البيوت 63-75
[23] – ل، ر 118: به
[24] -: ب، ر: بمحبة
[25] – يذكرنا يعقوب بمبدأ طبي: لا حياء في العلم
[26] – المجدلية بتوبتها تصبح “الكاهن” السائل الغفران. الرجل يصبح كاهنا لغفرانه كما تصبح المرأة كاهنا لغفرانها!
[27] – ب: لما يقترف، ل: اذ يقترف
[28] – ل، ر 118: لتخطيء متى ما تُسرق
[29] – لوقا 6/21
[30] – ب، ر 117: ادناسها
[31] – ب: الخاطئة، ر 117: الطائشة
[32] – ل، ر 118: اثمها
[33] – ر 118: بغليان
[34] – نص: لتقرب، بيجان يصوب: لتقترب اليه
[35] – اعمال 4/30
[36] – اعمال 4/30
[37] – ل، ر 117: وكانت قد اعتمذت
[38] – ر: الحق)، ل: المراحم
[39] – ل، ر 117: محبة. “البوطة” (أي البوتقة بالعامية) للذهب، كور المراحم بدل كور النار. امثال 17/3، 27/12
[40] – ل، ر: محبة
[41] – ب: هولاء، ر 118: اولائك
[42] – ب، ر 118: كان يبعد، يصد
[43] – ل: يوذاع وو ليه، نص: يوذاع وو لام. ب: احترمه
[44] – ل، ر 117: ان يظن
[45] – يوحنا 10/11، 14، لوقا 15/1-7
[46] – ايوب 9/4
[47] – ل، ب: كلمة
[48] – ل، ب: يصدر
[49] – ب، ر117: كان
[50] – ايوب 9/4
[51] – 2صموئيل 12/1-15
[52] – ر 116: يذم
[53] – بلاغة يعقوب استعمل 5 مرات (انت، هي) في البيوت 208-213
[54] – ر 116: جمالها. ل، ر 118: اصفك
[55] – اشعيا 59/4، يعقوب 1/15
[56] – ر 116: اخرى
[57] – مزمور 51/7
[58] – مزمور 118/22
[59] – متى 26/13. هل يخلط بين سمعان الابرص وسمعان الفريسي. متى 26/6-13؟
[60] – ر 118: سنواتها. ر 117: رفيقة
[61] – ل، ر 117، 118: دهن
[62] – ل، ر 117، 118: رائحة الدهن. متى 26/6-13؛ مرقس 14/3-9؛ لوقا 7/36-50؛ يوحنا 12/11
[63] – ر 118: بايتو، نص ببايتو
[64] – ر 116، 117: دشويي، نص: وشويي. مرقس 14/5
[65] – يوحنا 12/4-6
[66] – المسيح هو شجرة الحياة. تكوين 3/9
[67] – ب، ر 118: العطر
[68] – بلاغة يعقوب تلاعب على مسح والمسيح والدهن
[69] – ل، ب، ر 118: شدته، ر 117: رائحته
[70] – اشعيا 53/2
[71] – ب، ر 117: دهن، ل، ر 118: دهنها. ب: الذكية
[72] – ب، ل، ر 117، ر 118: من تلك الرائحة
[73] – يوحنا 12/4-6
[74] – متى 26/10-12
[75] – متى 26/31
[76] – متى 26/13
[77] – ر 116: مُن، نص: مِن. هذا البيت يفسر سبب خلطه سمعان الفريسي وسمعان الابرص
[78] – ب: شفي، ر 116: غفر له
[79] – نص: صنع
[80] – يتم احترام البيعة الملقبة: بيت الغفران بتقبيل ابوابها. هذه العادة الحميدة لا زالت بعدُ موجودة في شرقنا
[81] – تكوين 3، متى 20/22-23، 26/29
[82] – عبرانيون 13/8