الميمر 206 على مجمع نيقية

الميمر 206

 

        بايمان ابن الله استنارت البرايا، وبه انفتح العالم الاعمى وراى النور، اشرقت البشارة بين الشعوب الذين كانوا مظلمين، وبها استنارت كل الاقطار التي كانت مظلمة.

        الانجيليون الاربعة هم انهار عدن ومنهم تفرع الاساقفة: الانجيليون الاربعة هم انهار عدن المباركة ومنهم تفرع الاساقفة-الجداول الثلاثماية وثمانية عشر الذين كرزوا الايمان بصوت عال مع الملك قسطنطين الذي جمعهم، هولاء الذين صاروا مثل الاعضاء في بيعة الابن في الجسم العظيم الذي رأسه هو الرب يسوع، هولاء الذين حرسوا جسد البيعة من المرض، هولاء الذين صار الروح القدس المعلم الخفي وعلّمهم كل اسرار الايمان، هولاء الذين استحقوا ان تظفر التاج بيعة الابن في ايامهم، وترفع صوتها لانها كانت مضطهدة.

        عهد قسطنطين عهد ازدهار البيعة: بشارة الابن جعلت الملكَ يتبعها، وبه ازاحت الاضطهاد عن البيعة بنت النيرات، استحق هو الاول ان يظفر تاجا فيه الصليب ظافر التيجان للاسياد، الصليب الذي لا يحتاج قط الى غلبة انسان، اخذ الملكَ ليساعد به الايمانَ، هو اخذ صليبَ النور على التاج، وبه انتصر واركع الوثنيين تحت السكين وذبحهم، انتصر الغالب بصليب النور في كل المعارك، وبه تمت كل الانتصارات بجبروت.

        لقسطنطين ولداؤد السلطتان الدينية والمدنية: اسمي هذا داؤدَ الثاني الذي دبّر المملكة والنبؤة كلتيهما بسلطته، داؤد كان قد جُعل نبيا وملكا لبني شعبه، وهذا رسولا وملكا لشعوب الارض.

        اساقفة مجمع نيقية الثلاثماية والثمانية عشر رمز لعدد عبيد ابراهيم: ولما هدأ موج الوثنيين عن بنت النور نشأت ايضا تعاليم باطلة لتعكيرها، الفوج المكلوب انبح كلابَه ضد الحقيقة، وبدل الوثنيين صفّ التعاليمَ ضد البيعة، هذا السر ورد في (العهد) القديم عند ابراهيم الذي انتصر ايضا بالايمان، وسلّح ثلاثماية وثمانية عشر رجلا وخرج ووطيء بأس الملوك ورذلهم، وصوّر صورة لقسطنطين رئيس الظافرين الذي غار على معركة الايمان.

        تعليم آريوس: واحد خارجي شقي ومطرود ومليء ويلات تجاسر وباثم سمى ابن الله خليقة، وبجنونه تجاسر العبد على الصانع، وسمى باري كل البرايا مخلوقا، وتجاسر وظلم ذلك المولودَ من الجوهر بدون بداية (قائلا): انه ليس مولودا لكنه مخلوق.

        كل العالم يناهض آريوس: البيعة لا تسجد للخليقة او للمصنوع، وفي اعتراف الآباء الذي هو كله نور، كل المسكونة تصفّق وتسبّح، انها تعرف الها واحدا فقط لا يتغير، وربا واحدا هو المسيح الذي منه ولا يُعقّب، وروحا واحدا هو الاقنوم الكامل الذي لا يُترجم: الآب غير مولود، والابن مولود، والروح منبثق، طبيعة واحدة وسلطان واحد وارادة واحدة وقوة واحدة وولاية واحدة وكرامة واحدة، ثلاثة اقانيم اله واحد لا يُعقّب، اسماء ثلاثة، صانع واحد لا يُفسر، الآب وكلمته وروح قدسه، كرامة واحدة، الثالوث جوهر واحد بدون بداية ولا نهاية، لا يقال: الآب امس، والابن البارحة، والروح اليوم لانهم اسمى من كل الازمنة، في فمكَ الآب هو اكبر لما يُذكر، بموجب الطبيعة الولد ليس اصغر من والده، لكلمتكَ توجد بداية ونهاية، ذاك الولد هو اسمى من كلمة الانسان.

        الآب ولدَ، لا يمكن القول كيف ولد،؟ والبكر مولود ولا يمكن القول منذ متى،؟ الآب ولد وحيدَه بدون بداية، وهو معه ازليا منذ وجوده، وبه كل شيء اتى الى الوجود من لا شيء، وانبثق الروح القدس من الآب، وهو يكمل الكل، هو ينجز الكل، هو يشيد الكل، هو يتفقد الكل، وبرفرفته هو يقدس الكل.

        البراهين الكلاسيكية على الثالوث:

– شيت هو مولود ولادة من آدم وهو ابنه، وحواء خرجت واذ هي منه ليست ابنته، لم تولد من آدم لكن خرجت، اما شيت فهو مولود ولم يخرج من آدم مثل حواء، ثلاثتهم هم طبيعة واحدة وهم من واحد: الواحد والد، والواحد مولود، والواحد خارجٌ (منبثق)، آدم ولدَ، شيت هو مولود، وحواء خرجت: ثلاثة هم من واحد وبهم مصًوّر الثالوث.

– الآب جذر، والابن ثمرة، والروح اغصان: شجرة واحدة كلها حياة لمن يقترب منها.

– الآب نور، والابن شعاعه، والروح اشراقه: شمس واحدة لان شعاعها واشراقها هما منها.

– الآب نار، والابن ضوؤها، والروح غليانها: لهيب واحد له الغليان والحرارة.

– الآب نفس، والابن كلمة، والروح عقل: ومَن يفسر،؟ خافوا ايها المتميزون من التعقيب.

– الآب مجد، والابن بهاء، والروح جلال: تسبيح واحد تكلّ العقول من عظمته.

– لابن هو كالشعاع من الكرة مولود من الآب، وينبثق الروح مثل الحرارة من اللهيب، من الآب هو مولود البكر، وينبثق الروح، وثلاثيا واحد هو الرب الذي لا يُعقب.

 

– النسخة: اوفربيك، القديس افرام السرياني، المؤلفات المختارة، 384-408

– لا يرد في البداية ولا في النهاية اسم المؤلف. السروجي لا يستعمل في المقدمة الاسلوب الشخصي. ملفاننا يعترف قائلا: انا اعرفُ الآب واعترف بالابن واعتمذت بالروح اسجد للواحد ولما اصفه ثلاثا فانه واحد. الميمر دراسة لدحض آريوس فيها يبين بان المسيح هو اله وليس اصغر من والده، كما يستعرض كل براهين الآباء “السريان” وهي براهين كلاسيكية على سرّ الثالوث. ملفاننا يعرف مقررات مجمع نيقية ويعتبره قاعدة الايمان مع مجمع قسطنطينية الاول وما زاد على تعاليم هذين المجمعين هو “اضافة” على الايمان: اللؤلؤة التي لا تقبل الاضافة كما ورد في رسالته 16. قد يرقى تاريخ تاليف هذا الميمر الى حوالي سنة 486-490م.

– الدراسات:

Overbeck Joseph., (Jacobi Sarugensis) Tractatus de Synodo Nicaena, in S. Ephraemi Syri Rabulaei, Balaei aliorumque opera selecta, Oxford, 1865, pp. 394-408

 

[ الميمر[1]] 206

على مجمع الثلاثماية والثمانية عشر اسقفا الذي انعقد في نيقية

في ايام قسطنطين الملك المظفر

 

المقدمة

 

1 بايمان ابن الله استنارت البرايا، وبه انفتح العالم الاعمى وراى النور،

2 اشرقت البشارة بين الشعوب الذين كانوا مظلمين، وبها استنارت كل الاقطار التي كانت مظلمة،

3 باشراقه طرد الصليب ظلال الكفر من الاقطار كالكرة في اشراقها العظيم،

4 كان الليل قد خيم وغطى العالم بلونه البغيض، فاشرق لنا ربنا كالنهار واستنرنا به.

 

الرسل كالمصابيح والملح يصلحون العالم

5 خرج رسل الابن الى البرية كمصابيح النور العظيم، واستنارت كلها باشعتهم،

6 التلاميذ صاروا ملحا في العالم الذي انتن /843/ وبعدما فقد كل طعمه تملّح بهم.[2]

 

الانجيليون الاربعة متى ومرقس ولوقا ويوحنا يسقون العالم بالبشارة

7 ذاك الينبوع الذي ثلمه الرمح على الجلجلة جرى في البرية وشبعت بسقيه لانها كانت خربة،[3]

8 وتوزع الى اربعة رؤوس كما هو مكتوب، وخرج وسقى الاقطار الاربعة وابهجها،[4]

9 وهذه الانهار نفسها هي جارة عدن، وقد وزعت الجداول للمواضع وجعلتها ثرية،

10 متى، مرقس، ومعهما لوقا، ويوحنا سقوا الحياة لكل المسكونة بالتعليم،

11 هولاء ياخذون من ينبوع عدن المبارك الذي فاض من الجلجلة بغزارة،

12 هولاء هم انهار مياه الحياة الذين يسقون بلذة الفردوس المنطقي،

13 بهولاء جرى وخرج التعليم المليء حياة الى الجهات الاربع [ وملأها[5] اثمارا الهية،

14 هولاء هم الانهار الذين وزعوا الارض وخرجوا وسقوا المواضع والامصار.

 

الاساقفة الثلاثماية والثمانية عشر يسقون الارض بتعليمهم

15 كانوا قد توزعوا الى ثلاثماية وثمانية عشرة جدولا، وهولاء هم مياه بيت الله المباركة،

16 هولاء الاساقفة الذين كرزوا الايمان بصوت عال مع ذلك الملك الذي جمعهم،

17 /844/ هولاء الذين صاروا كالنيرات في كل المسكونة، واشرق ايمانهم كالنهار في العالم،

18 هولاء الذين أتكأوا قطيعَ الابن على الينبوع ليشرب كل يوم مياها صافية وحية،

19 هولاء الذين ساروا على اعقاب معلميهم، وسلكوا في درب الرسل بدون اضطراب،

20 هولاء الذين كرزوا الايمان مثل يوحنا، ونطقوه بالفاظ سمعان دون خصام،

21 هولاء الذين اسقطوا كل التعاليم الباطلة، واقاموا تعليما حقيقيا واحدا في كل الارض،

22 هولاء الذين صاروا كاعضاء في بيعة الابن في الجسم العظيم الذي رأسه هو الرب يسوع،[6]

23 هولاء الذين حرسوا جسد البيعة من المرض، لئلا يُقطع من قبل حمّى الانقسام،

24 هولاء الذين صار الروح القدس معلمهم الخفي وعلّمهم كل اسرار الايمان،

25 هولاء الذين استحقوا ان تظفر بيعة الابن التاج في ايامهم، وترفع صوتها لانها كانت مضطهدة.

 

الاساقفة الثلاثماية والثمانية عشر يلتئمون في مجمع مع قسطنطين الملك

26 هولاء الذين تجمعوا مع ذلك الملك المليء انتصارات الذي صار عاملا صالحا للايمان.

 

وصفُ قسطنطين الملك

27 قسطنطين الملك المظفر اكثر من المظفرين، وبغلبته هو اسمى وامجد من المنتصرين،[7]

28 /845/ الرجل الذي صار رسولا وملكا بهمته، ودبّر جيدا المملكة والايمان.

 

الوثنية كانت سائدة في الامبراطورية الرومانية قبل عهد قسطنطين

29 لما كان الملوك الوثنيون اقوياء في ولاياتهم، وقرن الوثنية مرتفعا في كل العالم،

30 والسيف مستلا ضد البيعة من قبل المضطهدين وطغاة الارض يلطمون الايمان،

31 والسيف مرتويا ليقتل شهداء الابن ويدخلون امام القضاة كحملان الى الذبح،[8]

32 وطريق الصلب العظيمة مبللة بالدم، والنار تشتعل لتطفيء الايمان،

 

33 ويلمع السيف من كل الجهات على التلاميذ، وتشبه البيعة نعجة بين الاسود،

34 ورؤساء الارض يصنعون احتفالا لاصنامهم، والصليب مبغَض من قبل القضاة ويهددونه،

35 والوثنية تامر في الشعوب وفي المدن، وايمان بيت الله مضطهد كثيرا.

 

بشارة الابن تختار قسطنطين ليضع الصليب على تاجه ويدحض الوثنية

36 حينئذ اشرق الملك المستحق التطويبات الالهية كالشمس وهو مليء نورا وايمانا،

37 ابان الصليبُ نفسَه في التاج المتشح الغلبة، وهدأت عاصفة الوثنيين من الانسانية،

38 بشارة الابن جعلت الملكَ مَن يرضيها، وبه ازاحت الاضطهاد عن البيعة بنت النيرات،

39 اختارته اختيارا من بين الملوك بسبب [ جمالها،] لترفع المملكة الصلب[9] الذي لا يزول،

40 استحق هو الاول ان يظفر تاجا فيه الصليب ظافر [ التيجان[10] للاسياد،

41 الصليب اخذه كباكورة من اركان، العالم وجعله [ عاملا[11] يبني الايمان،

42 الصليب الذي لا يحتاج قط الى غلبة الانسان، اخذ الملكَ ليساعد به الايمانَ،

43 به هدّأ صخب الوثنية المضطرب، وبه استاصل النواويس العالية التي بنتها الضلالة،

44 هو اكلّ ذلك السكين الذي كان مستلا لينحر الحملان المسيحية الساذجة،

45 هو اعاد ذلك السيف الدموي المخيف ليهدأ الشر ولا يلحق بعد بالودعاء،

46 هو اخذ صليبَ النور على التاج، وبه انتصر واركع الوثنيين تحت السكين وذبحهم،

47 به هزّم الملوكَ الوثنيين الذين تخاصموا معه وبددهم كالاعشاب باللهيب،

48 انتصر الغالب بصليب النور في كل المعارك، وبه تمت كل الانتصارات بجبروت،

49 به كان يعود قوسه ببأس من المعركة، /847/ وطارت اليه كل الانتصارات بالمعركة التي صنعها،

50 به كان يصنع كل حروبه وهو يتباهى، وبه كان يُركع اعداءه ويطأهم،

51 كان الصليب يليق ليتزين به التاج، وهو يكرز بانه المسلط على السلاطين،

52 اخذه الملك على قمة تاجه، وكرز بانه منه تجري رئاسة جميع الرؤساء.

 

لداؤد الملك ولقسطنطين الملك: السلطتان الدينية والمدنية

53 هذا الملك المحبوب الغلبة كان يليق به ان يهدم اصنام الارض بهمته،

54 كان يجمل به لما كان يغلق بيوت الآلهة، ويفتح بيع الابن في الجماعات،[12]

 

55 كان التاج والامر اعتياديين لهذا الملك، لانه [ عرف[13] ان يعلم مَن هو الملك الذي لا يتغير،

56 بهذا كان يليق الاسم والاكليل الذي وضعه على راسه،[14]

57 اسمي هذا داؤدَ الثاني الذي دبّر المملكة والنبؤة كلتيهما بسلطته،

58 وهكذا ايضا فقد انتصر بشجاعة هذا الملك بمصف الرسل وبالمملكة،

59 داؤد كان قد جُعل نبيا وملكا لبني شعبه، وهذا رسولا وملكا لشعوب الارض،

60 /848/ كان يليق بداؤد اذ جُعل ملكا وكان يتنبأ، وهذا اذ كان ملكا كرز الايمانَ،

61 لما كان داؤد يملك كان يزمر اسرار الابن، وهذا كرز بشارة الابن بتاجه،

62 صار عاملا صالحا للبشارة وتعب معها، وخلط ارادته مع ارادة الرسل حتى يبشر،

63 باوامره رفع قرنَ الايمان، وبسلطته ركضت البشارة في البلدان،

64 جميع الوثنيين خافوا حالما سمعو بخبره: اخضع الصليبُ تاجَ الارض وقام على قمته،[15]

65 به كُسر قرن الوثنية العالي الذي كان ينطح البيعة البتول بهمجية،

66 به تغيرت هبوب الشتاء والعواصف، وزرعُ الايمان المبارك ابان نفسَه،

67 هو اجلس الاحبارَ بعجب لانهم سمعوا باخباره اذ جُعل بايمانه خادما للصليب،

68 البيعة الحمامة التي طردتها ونتشتها البواشق الشريرة ،التجأت اليه وهزّمها وهو يتباهى،

69 الملك العادل خلط نفسه مع التلاميذ ليبني هو ايضا اسس الايمان المستقيمة،

70 لبس المسيحَ مع تاجه وصار خاصته، وبه كان يتمم أعماله ببرارة.

 

بعد انحسار الوثنية هبّت رياح الهرطقات

71 /849/ ولما هدأ موج الوثنيين عن بنت النور نشأت ايضا تعاليم باطلة لتعكيرها،

72 الفوج المكلوب انبح كلابَه ضد الحقيقة، وبدل الوثنيين صفّ التعاليمَ (الغريبة) ضد البيعة،

73 نمى الزؤان بين حنطة التلمذة، لنطح الزروع الصالحة باشواك شريرة،

74 ارتفعت الامواج الهائجة في بحر التلمذة الهاديء، لتدمر سفينة الايمان الجديدة.

 

قسطنطين يحارب الضلالة بثلاثماية وثمانية عشر ابا مثل ابراهيم

75 هذا الملك المستقيم واللابس المسيح، غار ليكبح كل التعاليم مثل الوثنيين،

76 كان قد تسلح ليشنّ المعركة ضد الضلالة، فارسل وجمع قادةَ قوات الصلب،

 

77 صنع له جيشا من الجبابرة الالهيين ليتعارك بهم مع التعاليم التي ادخلتها الضلالة،

78 كان قد صفّ ثلاثماية وثمانية عبدا للرب ليغلب بهم الخصام الذي نشأ من التعليم،

79 هذا السرّ ورد في (العهد) القديم عند ابراهيم الذي انتصر ايضا بالايمان،[16]

80 ملوك الشعوب قاموا بغزو في جواره، وحاربوا ونهبوا البلد في معركة عظيمة،

81 وغار ابراهيم على المعركة بجبروت، فواجه معركة الوثنيين العظمى بالحرب التي شنها،

82 /850/ سلّح ايضا ثلاثماية وثمانية عشر رجلا وخرج ووطيء بأس الملوك ورذلهم،

83 ودحرهم وكبحهم، وبالمعركة اذلهم وهزّمهم بيقظة عبيد بيته،

84 وصوّر صورة لقسطنطين رئيس الظافرين الذي غار على معركة الايمان،

85 وصنع خصاما لحلقة بني النور التي حاربت ايضا مع التعاليم بعجب،

86 وبعدد عبيد بيته رسم صورة لعبيد الرب ولذلك الملك الذي جمعهم،

87 لو لم يكن هناك سرّ لما كان يغلب ثلاثماية رجل اربعة ملوك،؟

88 البار صوّر جمعَ فوج بيت الله لما سلّح عبيدَه الثلاثماية،[17]

89 واكتمل النمط الذي رسمه ابرام العادل بالملك المستقيم والمستحق التطويبات الالهية،[18]

90 ذاك كان قد تعارك بثلاثماية وثمانية عشر، وهذا ايضا صنع النصر بنفس العدد،

91 غلب ابراهيم واعطى العشور لملكيصاداق، والحبر ايضا كان لابسا شبه ابن الله،[19]

92 هذا الحبر اعطى القربان والتسبيح المستقيم مع الغلبة لشخص ابن الله،[20]

93 /851/ عبيد ولادة بيت ابراهيم صفقوا وخربوا الغرباء الذين دخلوا عندهم،

94 المختارون الثلاثماية والثمانية عشر الذين تجمعوا صاروا مثالا لكل جمع الرعاة،

95 مع ذلك الملك اللائق البهاء الذي جمعهم وطردوا من البيعة التعاليم المخالفة للحق.

 

نقض لتعاليم آريوس

96 واحد خارجي شقي ومطرود ومليء ويلات تجاسر وباثم سمى ابن الله خليقة،

97 وبجنونه تجاسر العبد على الصانع، وسمى باري كل البرايا مخلوقا،

98 لذلك الذي هو صورة وضياء وقوة الآب وضع الجاهل اسما ليس خاصته (قائلا): انه خليقة،[21]

 

99 وتجاسر وظلم ذلك المولودَ من الجوهر بدون بداية (قائلا): انه ليس مولودا لكنه مخلوق،

100 واشتعلت نار الايمان ضد هذا، وبها انفضح [ بهتانه[22] البغيض ولم يُقبل،

101 الملك العادل صنع مجمع الرعاة، وطرد الذئبَ من الرعية لئلا يفترسها.

 

البيعة تعلن ايمانها بالثالوث وبالمسيح الاله مناهضة تعاليم آريوس

102 كل البرية تصرخ ضد آريوس علنا: البيعة لا تسجد للخليقة او للمصنوع،[23]

103 وفي اعتراف الآباء الذي هو كله نور، /852/ كل المسكونة تصفّق وتسبّح،

104 انها تعرف الها واحدا فقط لا يتغير، وربا واحدا هو المسيح الذي منه ولا يُعقّب،

105 وروحا واحدا اقنوما كاملا لا يُترجم: الآب غير مولود، والابن مولود، والروح منبثق،

106 طبيعة واحدة، وسلطان واحد، وارادة واحدة، وقوة واحدة، وولاية واحدة، وكرامة واحدة،

107 غير متبدلة، وملكوت واحد، ومجد واحد، وسيادة واحدة، واتفاق واحد لا يُمزق،

108 ثلاثة اقانيم: اله واحد لا يُعقّب، اسماء ثلاثة: صانع واحد لا يُفسر،

109 الآب وكلمته وروح قدسه، كرامة واحدة، ثالوث متساو وخال من الانقسامات.[24]

 

الشجرة رمز الثالوث

110 الآب جذر، والابن ثمرة، والروح اغصان: شجرة واحدة كلها حياة لمن يقترب منها.

 

الشمس رمز الثالوث

111 الآب نور، والابن شعاعه، والروح اشراقه: وشمس واحدة لانه شعاعها واشراقها هما منها.

 

اللهيب رمز الثالوث

112 الآب نار، والابن ضوؤها، والروح غليانها: لهيب واحد له الغليان والحرارة.

 

النفس والكلمة والروح رمز الثالوث

113 الآب نفس، والابن كلمة، والروح عقل: ومَن يفسر،؟ خافوا ايها المتميزون من التعقيب.

 

المجد والبهاء والجلال رمز الثالوث

114 الآب مجد، والابن بهاء، والروح جلال: /853/ تسبيح واحد تكلّ العقول من عظمته.

 

الثالوث واحد وليس ثلاثة اعداد

115 الواحد هو ثلاثة، وكلما فتشت عنه تجده واحدا، الثلاثة هم واحد غير مجزء الى اقسام،

116 الواحد في ثلاثة دون ان يكونوا مبلبلين في [ اسمائهم،[25] الثلاثة واحد دون ان يكونوا ناقصين في اقانيمهم،

117 ادعُ الثلاثة لا تعدّ ابدا ثلاثة، انهم واحد وليسوا ثلاثة اعداد،

118 الآب والابن والروح القدس: عدد واحد، فالثالوث هو واحد لا كثيرون.

 

لا يُفسر كيف ولدَ الآب ولا كيف وُلد الابن

119 ليبطل الاستفسار وليرفع الايمانُ صوته في الخبر المخيف الذي لا يخضع للتفسير،

120 الآب ولدَ، لا يمكن القول كيف ولد،؟ والبكر مولود، ولا يمكن القول منذ متى،؟

121 الآب ولد وحيدَه بدون بداية، وهو معه ازليا منذ وجوده،

122 الآب لم يلده في الوقت وفي الزمان، لكنه ولدُه بدون بداية،

123 صدّق بانه وُلد، ولكن لا تفتش عن بداية له لانك لن تجد رجحانا ولا رمزا بينه وبين ابيه،

124 كل الازمنة محبوسة فيه وهي ادنى منه، وفوقه لا يوجد شيء ما عداه،

125 /854/ لا اوقات، ولا اعداد، ولا ازمنة، ولا حسابات، ولا حروف، ولا بدايات،

126 بينه وبين الآب لا يوجد شيء، ولا يوجد شيء ليتكلم او ليحسب او ليفكر،

127 بينه وبين الآب لا يجرؤ ان يدخل البحث لانه يختنق ولا يوجد مجال ليحيا منه،

128 بينه وبين الآب لا يقدر حتى الفكر الصغير ان يتزاحم ويدخل لو دفعتَه بجسارة،

129 بين الولد وبين والده حتى العقل برهافته لا يقدر ان يدخل ليفتش عن شيء،

130 الآب بلا بداية ولدَ الابنَ بدون بداية الولدَ الاسمى من الاذهان ولا يوصف،

131 الوحيد الذي يشبه اباه بالوهيته وهو مثله بالقوة والبأس والقدرة العاملة،

132 وهو النور البهي من ذلك النور غير المحدود، وهو اله من اله لا يُعقّب،[26]

133 الكلمة الذي خرج بالسكوت بقداسة، واشرق بدون حركة من خفاء الآب،

134 جبار العالمين من الجبار الحامل البرايا، الابن والمتساو في الجوهر به قامت العوالم واتقاناتها.

 

 

بالابن حكمة وقوة الآب صار كل شيء

135 به كل شيء اتى الى الوجود من لا شيء، وبه اقام ابوه وصفّ كل الاتقانات،[27]

136 /855/ به أُتقنت عوالم النور واشكالها وخدام اللهيب وتغييراتها،[28]

137 وبه قامت افواج آل جبرائيل للتسبيح، وجموع آل ميخائيل للتهليل،

138 به كُدنت تلك المركبة المتنوعة المناظر وهو اتقن لها الاجنحة والعجلات الناطقة،[29]

139 هو الذي اقام آلاف الالوف على خدمته، وصفّ ربوات ربوات بني النور لكرامته،[30]

140 هو اعطى البركات للكواريب بخوف عظيم، والقدس المخيف للسواريف بصوت عال،[31]

141 بالابن صارت البرايا من لا شيء، وهو قوة الآب العظيمة وبه يصنع الكل،[32]

142 ابنه هو حكمة وقوة الآب، ولا يقال انه كان يوجد وقت لم تكن توجد قوة للآب،

143 لان الآب هو اب ازليا وهكذا ولدُه هو ولدٌ ازليا وقد اشرق من ابيه بدون زرع.

 

الروح القدس القدس ينبثق من الآب ويكمل كل شيء ويزمر في الانبياء

144 وهكذا ايضا انبثق الروح القدس من الآب، وواحدة هي طبيعة، وواحدة هي ارادة ثلاثتهم،[33]

145 هو يكمل الكل، هو ينجز الكل، هو يشيد الكل، هو يتفقد الكل، وبرفرفته هو يقدس الكل،[34]

146 الروح ذاته [ زمّر[35] في الانبياء ايحاءاتِهم /856/ وللرائين كشف خفايا افكارهم،

147 هو كشف الامور العميقة للنبؤة وهو الذي اعلن الاسرار الخفية لمصفّ الرسل،

148 هو الذي البس الرسلَ القوة والكرازة ليتكلموا بالسنة جديدة دون ان يتعلموا،[36]

149 الروح هو معلم السماويين الخفي، وهو الذي يثقف الجهال بالذكاء،

150 هو يوزع بسخاء كل المواهب، وبه يكتمل العادلون ليصيروا مع الله،

151 الروح يرف على القرابين ويكملها، والابن يقبل الذبائح السلامية ويدخلها،

 

152 والآب ياخذ ليشرك الكل في ابوّته، وواحد هو الرب الذي كلمته وروحه هما منه،[37]

153 الروح القدس هو ثروة المعموذية، وبه يولد الناس الجدد والروحيون،

154 به يُقدس بطن المياه لتثمر كل يوم بنين للآب بدون زواج جسدي،

155 الروح القدس يحل في المياه، وبرفرفته تلد كل يوم اولادا منطقيين وروحيين،

156 الروح هو النار التي تطهر دغل الذنوب من النازلين الى المعموذية،

157 هو الذي وُزع كألسِنة اللهيب /857/ وخرج ليحرق دغل الضلالة من الاقطار،[38]

158 الروح يمسح الاحبار للخدمة، ويقيم في الارض مسحاء وملوكا للتدبير،[39]

159 هو الذي يعطي الكهنوت والحبروية والنبؤة والارسالية والقداسة،

160 بالروح القدس يتطهر الكل، ويتقدس الكل، ويُختم الكل، ويُبارك الكل، وينجز الكل،

161 انبثق من الآب كالغليان من اللهيب، وهو الذي يحرق ويطهر ويسكب ويجدد الكل.

 

الآب هو كالكرة الضوئية والابن كالشعاع والروح القدس كالحرارة

162 الابن هو كالشعاع من الكرة مولود من الآب، وينبثق الروح مثل الحرارة من اللهيب.

 

الآب والد والابن مولود من الآب وينبثق الروح من الآب

163 من الآب هو مولود البكر، وينبثق الروح، وثلاثيا واحد هو الرب الذي لا يُعقب،

164 الابن هو مولود، والروح القدس ليس مولودا، انه ينبثق انبثاقا من الآب بدون تفسير،

165 واحد هو الآب لانه لا يوجد آب آخر معه، وواحد هو الولد لانه لا يوجد ولد ما عداه،

166 وواحد هو الروح لانه لا يوجد روح يضاهيه: ثالوث واحد في ثلاثة لا يُجادل عليهم،

167 ابن الله هو وحيد في لاهوته، وهكذا الروح ايضا هو فريد في انبثاقه.

 

آدم هو والد وشيت هو مولود وحواء خرجت من آدم: رمز الثالوث

168 شيت هو مولود ولادة من آدم وهو ابنه، /858/ وحواء خرجت واذ هي منه ليست ابنته،

169 ابونا آدم لم يلد حواء ولادة لكنها خرجت خروجا منه بدون ولادة،

170 ولا تُقال ابنة آدم ولو هي منه، ولا تُدعى اخت شيت ولو هي من آدم،

171لم تولد من آدم لكن خرجت، اما شيت فهو مولود ولم يخرج من آدم مثل حواء،

 

172 ثلاثتهم هم طبيعة واحدة، وهم من واحد: الواحد والد، والواحد مولود، والواحد منبثق،

173 آدم ولدَ، شيت هو مولود، وحواء خرجت: ثلاثة هم من واحد، وبهم هو مصًوّر الثالوث،

174 مسبقا عرفهم ورسمهم على صورة ابنه وعلى سرّ لاهوته،[40]

175 ولدَ آدمُ بشبهِه وكصورته، وهذا هو سرّ الابن الذي يشبه كله اباه،[41]

176 خرجت حواء لترسم هي ايضا اقنوم الروح لانها خرجت من الآب الخفي بقداسة.[42]

 

الله الآب هو وحده اب بالحقيقة لانه اب ازليا ولا يوجد وقت ليس ابنه معه

177 الآب القدوس صوّر في الطبيعة نمط ابنه، وفي آل آدم ابان شبهه سريا،

178 تشبهوا به بقدر ما توجد امكانية ليتشبهوا به، بينما هو اسمى من الاشباه ومن الامثال،

179 /859/ ولادة اللاهوت لا توصف ولا تُترجم ولا تُفسر ولا تُشبّه،

180 لا تحتويه الاشباه، ولا الصور، ولا الانماط، ولا الامثال تصل اليه،

181 لا تحسبه العقول ولا المنطق ولا الفهم، ولا تفهمه الاذهان ولا الافكار،

182 اقتنى الكثيرون اسماءَ الآباء، والآب هو واحد ولا يوجد قط اب هو اب ما عداه،

183 هذا هو الآب مَن هو آب ازليا، ولا يوجد وقت ليس معه ابنه الحبيب،

184 هذا هو الآب الذي ولدَ ولدا، واذ هو ولدُه فحضنه لم يفرغ منه لكنه موجود فيه،

185 هذا هو الآب الذي له الولد لم يجرِ ويخرج وينقطع ويبتعد من والده مثل المولودين،

186 الولد مولود دون ان ينتقل من عند والده، وانبثق الروح دون ان ينتقل من عند مرسِله.

 

النار والنور والحرارة: رمز للثالوث

187 النار تلد وهي نور وما ان ولدته فهو كله منها ولا ينقطع منها لكي ينتقل،

188 من النار يخرج الغليان لكنه لا يبتعد انما هو فيها حتى لما يخرج بحرارة.

 

كرة الشمس والشعاع وعمود النار: رمز للثالوث

189 الشعاع ليس مقطوعا قط من كرة الشمس، ولا يبتعد الاشراق من عمود النار.

 

الثالوث متساو في الامر والعمل

190 /860/ لا توجد فرصة ليبتعد الولد عن والده، ولا ان ينتقل الروح القدس عن مرسِله،

191 يأمر الآب، ويامر الولد، ويامر الروح: وثلاثتهم امرٌ واحد لا يتجزأ،

192 يعمل الآب، ويعمل ايضا الولد مثله، وهكذا الروح: وثلاثتهم عامل واحد،

193 الآب كائن، ومن الكائن الروح والابن، واحد هو الوالد الذي له ولدٌ وروح ازليا.[43]

 

الثالوث الاقدس جوهر واحد وليس فيه درجات متفاوتة

194 الثالوث جوهر واحد بدون بداية ولا نهاية ولا انقسامات واجزاء،[44]

195 في الثالوث يوجد الآب، ويوجد فيه الولد، ويوجد فيه الروح وهو كله اله واحد،

196 الثالوث ليس موضوعا [ ومصفوفا[45] على درجات الواحدة عالية والواحدة وسطى والواحدة سفلى،

197 الثالوث كله سام ومتساو سموه ولا تجد مصفوفة فيه الاعماق [ والدرجات،[46]

198 الثالوث لا يقال عنه: ان ذلك هو الاول، وهذا هو وراءه، وهذا هو الاخير، الواحد هو بعد الآخر،

199 ولا يقال: ان الآب [ امس،] والابن [ البارحة،[47] والروح اليوم، لانهم اسمى من كل الازمنة،

200 الآب هو قديم، وابنه قديم معه، /861/ ولا يقال ان الروح هو اصغر من الجوهر.

 

في فمك الآب اكبر من ولده وهو بعده، في الجوهر ليس وراء الآب بل معه

201 الآب هو الاول، وهكذا ابنه هو الاول ايضا، ولا توجد فرصة ليكون الروح القدس الاخير،

202 في فمكَ الآب هو اكبر لما يُذكر، بموجب الطبيعة الولد ليس اصغر من والده،

203 لكلمتكَ توجد بداية ونهاية، ذاك الولد هو اسمى من كلمة الانسان،

204 بشفتَيكَ تدعو الابنَ بعد الآب، في الجوهر ليس وراءه لكن معه،

205 هناك لا تعدّ واحدا واثنين وثلاثة، لكنه واحد والكل يعرفه ثلاثيا.

 

 

اعتراف السروجي بالآب وبالابن وبالروح الذي اعتمذ به

206 انا اعرفُ الآب، واعترف بالابن، واعتمذت بالروح، اسجد للواحد، ولما اصفه ثلاثا فانه واحد،

207 عرفتُ الآب، ولم اتعلّم الابن بعده لكن معه وهو عنده لما عرفته،

208 اسم الابن ذاته يعرّف بان للآب ابنا دون ان تدعوه ولولا ابنه لما كان ابا،

209 وهكذا ايضا اسم الآب يكرز الابنَ ولا يوجد آب لتعرفَ هذا بدون هذا.

 

الابن علّمنا سرّ الثالوث

210 بواسطة الوحيد فُسر لنا السرّ الخفي الذي اتى الى الولادة جسديا وخبره المستتر،

211 الميمر العالي الذي نطقه الكلمة للعالم كله، /862/ وهوذا البرية مستنيرة كثيرا بخبره،

212 بالابن اشرقت لنا كل اسرار الله، وبه تعلّمنا العلى والعمق والعرض والطول،[48]

213 ابن الله فتح لنا فما للكلام عن والده الذي يسمو على الكلمة وعلى اللسان،

214 به ادركنا اعماق اللاهوت وتسلطنا لنتكلم عن الخفايا،

215 الابن عرّفنا هذه الاسرار التي كانت خفية عن العوالم والاجيال والقبائل.

 

تجسد الكلمة في مريم ولم يبتعد عن ابيه السماوي: وهو كما هو بدون تغيير

216 لاجلنا اتى في الجسد من بنت داؤد ليبين لنا خفاءه جسديا،

217 صار انسانا لينتسب الينا ويصير لنا اخا ورفيقا بينما هو الله مع والده،

218 نزل من عند الآب، وحلّ في البتول بقداسة، ليطبع ذاته في عُملة الجنس البشري،

219 اتى عند مريم دون ان يبتعد عن والده، وحلّ في الشابة والسماء مليئة من عظمته،

220 انه كله موجود في حضن ابيه روحيا، وكله حالّ في حضن مريم جسديا،

221 هو في الآب بدون جسم، وفي بنت الانسان جسميا، انه خفي في العلى، وجلي في العمق وهو كما هو،

222 انه مع والده عظيم وسام وجبار، /863/ وعند والدته متواضع وحقير وهو كما هو،

223 يقيت العوالم، ويموّن الاجناس، ويعطي الحياة، ويمسك الثدي، ويرضع الحليب وهو كما هو،

224 يعطي الاولاد للمتزوجات من الزواج، ولما حسن لديه صار ولدا وهو كما هو،

225 قبل كل الازمنة ولده الآب بدون بداية، وفي النهاية اشرق من مريم وهو كما هو،

226 الغني صار فقيرا وهو كما هو، ونزل العظيم الى الصغر لما كان يتربى،

227 ابن الله صار من مريم انسانا وكان الها وكان انسانا وهو كما هو،

 

228 انه قبل العوالم، واصغر من مريم، وفي كل الاوقات [ امس[49] واليوم والوحيد هو كما هو،

229 ابن الله عدد واحد بدون اضافة قبل ان يتجسد، وبعدما تجسد مخلص واحد،

230 هو الخفي، وهو الجلي بدون تغيير، انه من الآب، وانه من مريم بدون تبديل،

231 هو العلي، وهو السفلي بدون بلبلة، هو الله، وهو الانسان بدون انقسام.

 

الكلمة المتجسد لا يُفسر

232 عنه كُتب: اسمه كان موجودا قبل الشمس، وعنه قيل: انا اليوم ولدتكَ،[50]

233 /864/ وهكذا قال يوحنا لما كان يكرز: ياتي بعدي وهو قبلي وهو واحد فقط،[51]

234 ياتي بعده بحسب هذا الميلاد الجسدي، وهو قبله بحسب ذلك الميلاد الالهي،

235 انه بهي على المركبة، وحالّ في الشابة ولا يُفسر، وحامل البرايا، وقد حملته الركبتان ولا يُعقّب،

236 انه مخيف بين العجلات ويرتجف منه الكواريب كثيرا، [ والشابة[52] تحمله في كنفها ولا تخاف،

237 حلّ في الشابة وتجسد فيها واشرق منها وتوجه الى الم الصلب،

238 اعلن اسرار الآب التي كانت خفية، وبتعليمه انار الارض التي كانت مظلمة،

239 ثار ضده حسد الدم من قبل الصالبين، وجابه الخطرَ بجبروت بدل الخطأة.

 

المسيح نزل مثل الغطاس الى بحر الموتى وانقذهم

240 صعد على الصليب ووزع الحياة لجميع المائتين، ذهب ومات واتى وجلب البشارة للعالم كله،

241 صار في القبر ثلاثة ايام بين الموتى واستاصل وذرّ كل اسوار الشيول العالية،

242 الجبار هدم حصن الموت المستعصي وحلّ واطلق منه السجناء الذين كانوا مأسورين،

243 بغيرته نزل الى بحر الموتى مثل الغطاس /865/ وانقذ الجثة واعطاها الحياة واعادها الى موضعها،[53]

244 نزل وجسّ اللجة ووجد هناك آدمَ مربوطا فحله وصعد من الهلاك الى الفردوس،

245 وجد حواءَ ساقطة في اسافل الارض، فنزل وراءها واصعدها ووضعها في موضع ابيه،

 

246 القى نفسه في الحفرة العظيمة المليئة موتا، وهناك كرز حياة الموتى وعاد الى موضعه،

247 صعد الى السماء وسبى السبي الذي كان منهوبا من قبل العدو بموته واعطاه لابيه.

 

الخاتمة

248 اتى وخلص، وذهب وياتى ليورث آل آدم، وهو الذي اتى وهو الذي ذهب، له التسبيح.

 

كمل (الميمر) بمعونة ربنا

 

 

 

[1] – من اضافة الناشر

[2] – متى 5/13

[3] – يوحنا 19/34

[4] – تكوين 2/10

[5] – نص: وملأه، سوني يصوب: وملأها

[6] – قولوسي 1/18

[7] – قسطنطين الملك (288-337م) في ايامه التأم مجمع نيقية سنة 325م. ازدهرت المسيحية في عهده واصبحت ديانة الامبراطورية الرومانية الرسمية بعد اعلان مرسوم ميلانو سنة 313م. في هذا الميمر يبتهج السروجي من اتفاق السلطة الدينية والمدنية في البيعة. في ميمره على عوزيا الملك واشعيا النبي يتهجم على الملك عوزيا الذي قام بدور الكاهن. انظر، ميمره 163. هذه تعددية نظريات السروجي!

[8] – رومية 8/36

[9] – نص: جمالها، سوني يصوب: جماله. نص: لزقيفوثو، بيجان يصوب: زقيفوثو؟

[10] – نص: تاج، بيجان يصوب: تيجان

[11] – نص: فعيلو، بيجان يصوب: فُعلو

[12] – اشارة واضحة الى هدم الوثنية وفتح ابواب المجامع اليهودية لجعلها بيعا او لجعلها نصرانية

[13] – نص: معروف، بيجان يصوب: عرف

[14] – ينقص عجز البيت؟

[15] – يردد يعقوب نفس الفكرة في رسائله. انظر، رسالة/16، 32 على مثال الذهب الذي يمر في الكور ويطرق على السندان ليصير تاجا للملك

[16] – تكوين 14، خاصة 14/14

[17] – خطأ في النص او بيجان ينقل الرقم: ثلاثماية فقط بدل ثلاثماية وثمانية عشر مراعاة لقواعد الشعر

[18] – تكوين 17/4

[19] – تكوين 14/20؛ مزمور 110/4

[20] – مزمور 110/4؛ عبرانيون 5/6، 10؛ 7/1-17. عبارة التسيح المستقيم او المجد المستقيم تعني ايضا الايمان المستقيم (شوبحا ةريأا شوبحو تريصو) في اليونانية اورثوذوكسيا Όρθοδοξία

[21] – عبرانيون 1/3

[22] – نص: بهتانها، بيجان يصوب: بهتانه

[23] – آريوس وُلد في اسكندرية (ليبيا؟) (280-336م) ودرس في انطاكية واصبح كاهنا. علّم بان الله لا يولد ولم يلد. وبما ان المسيح قد وُلد فقد قال انه ليس الها انما هو اله ثانٍ اي اله بالتبني وهو مخلوق. ردّ عليه المجمع النيقاوي بعبارة تقول ان الابن هو: مولود غير مخلوق. مجمع نيقية المنعقد سنة 325م حرم آريوس واتباعه

[24] – مزمور 33/6

[25] – نص: في اسمائهن، بيجان يصوب: باسمائهم

[26] – قانون ايمان مجمع نيقية

[27] – يوحنا 1/3

[28] – مزمور 104/4

[29] – حزقيال 1،10

[30] – دانيال 7/10

[31] – حزقيال 3؛ اشعيا 6/1-5

[32] – 1قورنثية 1/24

[33] – يقول السروجي ينبثق (نفاق) او يصدر الروح القدس من الآب دون ان يذكر عبارة “والابن” ايضا كما تعلن البيعة اللاتينية من خلال مجادلاتها مع البيزنطيين على قضية ” والابن Filioque” لانه يتمسك بتقليد السريان الرهاوي-الانطاكي

[34] – ترد هذه العبارات اللاهوتية في القداس السرياني: واحد الآب القدوس واحد الابن القدوس واحد الروح القدوس مكمل ومنجز كل ما كان وما سيكون

[35] – نص: زمر، بيجان يصوب: رمز

[36] – اعمال 2/1-13

[37] – مزمور 33/6

[38] – اعمال 2/1-13

[39] – خروج 29؛ 2صموئيل 12/7؛ مزمور 2/6؛ 105/15

[40] – رومية 8/29

[41] – تكوين 5/3

[42] – تشبيه الروح بحواء الصادرة من آدم يتفق لغويا مع انبثاق الروح الوارد في السريانية مرة مذكرا ومرة مؤنثا كما هي الحال هنا. شيت يشبه اباه آدم. في نصوص اخرى يسمي الابن “ثالث الثالوث” لكون شيت ثالث اولاد آدم. انظر، ميمره 5، 53، 150

[43] – يطلق يعقوب كلمة (ايةيا ايثيو) على الله فقط ولو وردت مرارا منسوبة الى الخلائق. كلمة (ؤويا  ؤويّا هوُيو) الكائن المخلوق يطلقها برديصان وغيره من الغنوصيين على الله، بينما يعقوب لا يطلق (هوُيو، هوُيي) الا على البرايا فقط. انظر، ميمره 19 على تجلي سمعان الصفا، 71 على الايام الستة، 89 على فلسي الارملة، 108 على الطوفان، 123 على حلم نبخذنصر، 125 على مركبة حزقيال، 204 على صعود المسيح

[44] – كلمة (ايةوةا ايثوثو) تعني الجوهر. يعادلها باليونانية (اوسيا) ويطلقها السروجي على لله ونادرا ما يطلقها على البرايا

[45] – نص: مصفوفون، بيجان يصوب: مصفوف

[46] – نص: ودرجة، بيجان يصوب: ودرجات

[47] – نص: منثمل. اثمل، بيجان يصوب: منثملي. اثملي

[48] – افسس 3/18

[49] – نص: اثمل، بيجان يصوب:اثملي. عبرانيون 13/8.  بلاغة يعقوب استعمل 8 مرات (وهو كما هو) في نهاية كل بيت من البيوت: 222-229

[50] – مزمور 72/16؛ مزمور 2/6

[51] – يوحنا 1/30

[52] – نص: وجليلية، بيجان يصوب: والشابة

[53] – نص: موضعه، سوني يصوب: موضعها.  رؤيا 20/13؟