الميمر 204 على صعود ربنا الى السماء

الميمر 204

 

        استيقظي يا كنارتي على تسبيح الوحيد قبل ان يحلّ الموت اوتاركِ الناطقة، لقد وضعكِ لتسبيحه لماذا انتِ بطالة،؟ زمّري لله ما دمتِ موجودة، ربي لا اسكت من تسبيحك حتى وإن متُّ، لا يموت من هو حي بك ولاجلك.

        الرب موجود في كل مكان ولا تحدده المواضع: انت لا تحبسك المواضع، انت حالّ على الكرسي، وبطن مريم مليء منك، انت خفي وانت جلي وكيف يفهم ذاك الذي يتكلم،؟ صخب الناطقون وجادل عليك المثقفون وخاب الحكماء وغلب الصيادون وانتصر الجهال في كرازتك، انت ابن الله، وانت ابن الانسان، وانت ابن مريم، وانت ابن العلي ولا تُدرك من قبل السفليين.

        المسيح مثل غطاس ينقذ آدم-اللؤلؤة: بموته نزل الى هوة الموتى التي بلعت آدم، ومثل السبّاح الشجاع اصعد اللؤلؤة.

        رمزية الرقم اربعين: مكث في العالم اربعين يوما بعد الانبعاث، وبعدئذ ارتفع عند والده، الختن لم يشأ ان يرتفع من القبر عند ابيه الى ان أكد على انبعاثه، باربعين يوما صوّر اشباه العالم الجديد، وهذا هو سرّ ونمط التي تلد ذكَرا، في اربعين يوما يتجمع الجنين في بطن امه ليكتمل بالاعضاء وبالصور، في اربعين يوما التي فيها يصير الجنين كاملا، ابن الله كمّل رسله بالايمان، في اربعين يوما كمل طريق كرازته، وبدل النفس نفخ الروح القدس في رسله.

        جبل الزيتون رمز للمسحة: جمع بني سرّه على جبل الزيتون، وجبل الزيتون ايضا هو سر المسحة، ليصير الدهن للمعموذية من جبل الزيتون، ومنه ايضا يرتفع المسيح الى موضع والده، خزينة الدهن في جبل الزيتون للمسحة، ولهذا جمعهم على ذلك الجبل ليزوّدهم بالمسحة لرسم كل الارض.

        المسيح يجمع بيعته على جبل الزيتون: البيعة التي مات لاجلهه جمعها على جبل الزيتون لتراه هناك وهو يصعد الى موضع ابيه، اخذ الفقيرة والمعوزة والمعذبة، ووضع لها شرطا: انه سيرسل لها كنوز ابيه، عادت من السبي وكانت عارية فصعد وارسل الروح القدس معطي الثياب لجميع العراة.

        المسيح يبارك الارض وبيعته: بسط يديه وبرفرته باركهم، لتتبارك الارض الملعونة بوضع يده، كان قد دعا الآبَ وسلّمهم له ليحفظهم الآب باسمه من شرور العالم الشرير، اعطى السلام ليعطوه هم للارض كلها ويحلّ سلامه محله، ووعدهم: انني معكم، لئلا يحزنوا لما يرتفع من عندهم.

        البيعة مريضة بمحبة الختن: بنت النيّر رات بانه سجن الموت في عشه، وعاد الى موضعه فخرجت وراءه لتذهب معه، كانت تقول له: اسحبني وراءك الى حيث تذهب، لقد صرتُ خاصتك فاصعد معك عند والدك، لقد فتشتَ علي بالمحبة وخطبتني بالالم وخلصتني بالرمح والآن انتَ ممجد فاركض وراءك الى موضع ابيك، قبلتُ التعيير لاجلك من اليهود، ليكن لي اسمك دهن المرّ الذي يطيبني لان مراحمك الذّ من الخمر وبك اتعزى، يا بنات اورشليم اين وجدتن الختنَ الملك،؟ فتشتُ عنه كثيرا وصعد الى موضعه ولم اجده، هانذا مريضة بمحبة الختن وافتش عنه، صادفني في الطريق ولم اعرف لانني كنتُ ساذجة وصعد الى سماواته فمن يُصعدني عنده لاراه.؟

        الملائكة لم يروا الرب الا بعد تجسده: كانت طغمة السماويين تواقة لترى ذاته لانهم لم يروه الى ان اتى وتجسد فينا، كانوا يعرفون بانه في ابيه وهو خفي معه، ولم تكن تقدر القوات ان تراه، ولما نزل الى الارض بمحبته لياتي في الجسد، تزاحم الافواج لينظروا اليه لانه صار جليا.

        صعود المسيح الى السماء وصعود موسى الى سيناء: استقبلته غيمة لما ارتفع، لم تحمله كما حملت المركبة ايليا لكونه بشرا لكن استقبلته واكرمته لانه اله، في موضع الاجنة استقبله الجنين لانه اتى الى موضعه، واتى الى النهر واستقبلته المعموذية، وصادفه الاطفال وجميعهم استقبلوه بسعانينهم، ولما كان يجتاز عند الاشجار اعطت اغصانها، ودخل الى المحكمة واكرمته ثياب القرمز، وصعد على الصليب وسجلوه ملكا دون ان يريدوا، وصمم وتوجّه ليدخل الى الشيول المليئة امواتا فخرج موتى الشيول واستقبلوه اثناء دخوله، ودخل الى القبر وخرج سكان القبور لاكرامه، وحيثما ذهب كانت طغمة الموضع تستقبله، اخيرا صعد عند والده حيث لا يوجد مجال ليمشي المستيقظون، كان يتباهى في قدس اقداس الاحبار العظيم، حيث لا سلطة لاحد ان يدخل اليه باستثناء الواحد الوحيد.

 

  • المخطوطتان: باريس 196؛ لندن 12165

– يرد في البداية اسم القديس مار يعقوب. الميمر قطعة شعرية رائعة فيه يصف صعود المسيح الى السماء. يقول ملفاننا ان الملائكة والبشر لم يروا ولا يرون الله، غير ان الملائكة والبشر شاهدوا الله-الكلمة بعد تجسده لانه اصبح مرئيا. قد يرقى تاريخ تاليف هذا الميمر الى حوالي سنة 490-500م.

– الدراسات:

الميمر الخامس والخمسون، على صعود ربنا للسماء، قبطي، 635-645

Kollamparampil Thomas, Jacob of Serugh, Select festal homilies, Bangalore-India,

  1. 329-352

 

 

للقديس مار يعقوب

الميمر 204

على صعود ربنا الى السماء

 

المقدمة

 

1 استيقظي يا كنارتي على تسبيح الوحيد قبل ان يحلّ الموت اوتاركِ الناطقة،

2 اعطي التسبيح لابن الله بصوت عال، لقد وضعكِ لتسبيحه لماذا انتِ بطالة،؟[1]

3 زمّري لله ما دمتِ موجودة لانه يسهل عليكِ وتقدرين ان تسكتي، اما الآن فالافضل لكِ ان تنطقي،

4 استيقظي وتكلمي عن عظمة الرب ربك قبل ان يُسكتكِ سبات الموت وصمت الشيول،

5 في القبر الصامت لا يوجد مسبّحون ولا ناطقون، ما دمتِ هنا حركي التسبيح كثيرا.[2]

 

يعقوب يتكلم

6 /809/ ربي لا اسكت من تسبيحك حتى وإن متُّ، لا يموت من هو حي بك ولاجلك،

7 كلمتك هي يقظة ولا ينوّمها سكوت الشيول، فلتتكلم فيّ حتى تتكلم بها الاجيال الآتية،

8 كلمتك هي اسمى من الموت حيثما وُجدت، لانها حية معك ولا تحبسها اعماق الشيول.

 

ربنا لا تحبسه المواضع

9 ربنا كلمتك لا[ تُدفن في[3] الهلاك، انها تشبهك انت الذي لا تحبسك المواضع،

10 انت حالّ على الكرسي [ وبطن مريم[4] مليء منك، ومسكنك في العلى وولادتك في العمق،

11 احتواك البطن، وحملك المذود، واخذتك الركبتان، السماء كرسيك، والمغارة خدرك، والارض شِبرك،[5]

12 والبحر حفنتك، والرقيع رمزك يا ابن الله، وقوتك في كل مكان، وكرامتك ملفوفة بالاقماط،[6]

 

13 والسماء صغيرة، [ والبتول] تحمل وتعطي الحليب، والساروف مغطى، ويوسف محسور (الراس)
[ ويلاطفك،[7]

14 انت خفي مع ابيك، وعلني معنا ولاجلنا، ونارك للمستيقظين، وللبشر تواضعك،

15 صوت بركاتك في العجلات الناطقة، ومن شفتي المعوزة صوت انغامك،[8]

16 /810/ الغيوم رمزك، وفمك عند قطرات الحليب، انت محمول على الصدر، وانت مزيّح على المركبة،[9]

17 فوقُ انت العزيز الذي منه ترتجف القوات، وفي الاسفل انت متواضع ومختلط كل يوم مع الفقراء.

 

دعوة الى عدم الجدال: الكلمة هو ابن الله وابن الانسان

18 في العلى انت مخيف، وفي العمق انت محبوب ومن يفهمك، انت خفي، وانت جلي، وكيف يفهم ذاك الذي يتكلم،؟

19 صخب الناطقون، وجادل عليك المثقفون، وخاب الحكماء، وغلب الصيادون، وانتصر الجهال في كرازتك،

20 انت ابن الله، وانت ابن الانسان، [ وانت ابن مريم، وانت ابن العلي[10] ولا تُدرك من قبل السفليين،

21 هبطتَ من العلى، واشرقتَ من العمق، واتيتَ من عند الآب، واقتنيتَ امّاً، وصرتَ ولدا ومن [يفحصك،؟[11]

22 نارك خفية، ومنظرك جلي، وتجليك عظيم، لتخَف الافواه ولا تقترب لتعقيبك،

23 الفم مسلط كثيرا على تسبيحك، [ ولا يسهل عليه ان يفحصك كما انت[12] يا ابن رب الكل،

24 من يتجاسر ان يقلب جمرات النار،؟ ومن يمسك قطرات المطر ليحسبها،؟

25 من يقدر ان يقفز البحر ويمشي على اليابسة ويجس العمق ويصل الى مقياس العلى،؟

26 /811/ من يقدر ان يوجّه طريقه الى الضباب ويسير عليها الى حدّ الوحيد،؟

27 من يمسك النار بيديه، والريح بحفنتيه، وباصابعه يمسك الهبوب وينظمه،؟[13]

28 من يقدر ان يصرّ المياه في المنديل، ويحبس [ نور[14] الشمس بكنفه لكي يحدده،؟

29 من يبيّن سبيل السفينة بين الامواج، او على الهواء درب النسر وخطواته،؟[15]

 

30 من [ جُنّ اذاً يا ترى حتى يفحص] طريق الوحيد التي لا [ تسلكها[16] بروق اللهيب،؟

31 ابان اشراقَه في كل العالم كالنهار، واستنارت منه كل البرية لكي تسبّح،

32 خرج كشمس البرارة على الاقطار، وطرد منها كل ظلال الاباطيل،[17]

33 بخروجه ابان الطريق للعالم الذي كان قد ضل بتيه الاصنام، وجذبه لياتي عند والده،

34 صار للارض نيسانا عظيما مليئا جمالا، وصفّ الشفاءات للمرضى كالزهور،

35 نزل كالمطر وتحرك الموتى كالجذور، ومن قبورهم صعدوا الى [ الارض[18] بخوف عظيم،

36 /812/ مشى واتى في طريق الحية المسمومة وبخطواته سكب وملأها عسلا حلوا،

37 دخلّ من الاذن وخرج من البطن وصار ولدا، ولعب بالثعبان كما هو مكتوب،[19]

38 مدّ يده في ثقب الافعى المفسدة، واعاد آدمَ الذي كان ملدوغا وفاسدا هناك.[20]

 

تدبير المسيح في الجسد

39 تجسد ليصير قابلا للآم، واخذ اثم العالم بآلام صلبه،

40 جلب الحرية لجنس العبيد الذي كان مستعبدا، واصعدهم حتى انهم صاروا بنين لابيه،

41 خرج مثل الطبيب على جروح العدو، [ وبالشفاء طرد المرض[21] من الانسانية،

42 وشفى المرضى، وعالج الاوجاع، وطهّر البرص، وفتح العميان، وقوّم المنحنين، واسمعَ الصمّ،

43 ودعا الخطأة، [ وبرر العشارين، وجلب المطرودين، وجمع المبددين، وطهّر الدنسين، واحيا[22] الموتى،

44 ومشى على الارض، ورشّ فيها الحنان، [ وملأها[23] الرجاء، وصنع الامان بين الارضيين والسماويين،

45 اسكتَ واخمد ذلك الخصام الذي القته الحية، وصالح آدم الذي كان غاضبا من الله،

46 /813/ بصليبه فتح باب الجنة الخدر البهي، وادخل ووضع فيه العريسَين المحسودين اللذين كانا مطرودَين،

47 [ قبل في جنبه حربة رمح ذلك الحارس، واطلقه ليبتعد[24] لئلا يطرد آل آدم،

48 بمساميره مزق صك حواء امّنا، واوفى دَينها ورفع [ راسها الذي كانت قد نكّسته.[25]

 

المسيح مثل الغطّاس ينقذ صورة آدم اللؤلؤة من الشيول ويردّ سبي البشر

49 بموته نزل الى هوة الموتى التي بلعت آدم، ومثل السبّاح الشجاع اصعد اللؤلؤة،

50 نزل وجسّ الاعماق وتفقد المدفونين وفتش عن المفقودين ونام عند الموتى والقى سريره بين المتوفين،

51 هناك كان قد صنع ميمر الحكم مع الركن، وطالبه بصورة آدم التي فسدت،

52 نزل الى اسافل الارض ليفتش على صورة القدرة البارية العظيمة الفاسدة في الشيول،

53 حاكم الموتَ في موضع الموت وطلب صورته واخذ خاصته وعاد ليرجع من الهلاك،

54 هناك غلب الغاشمَ في موضعه وتحرى خزائنه واخرج السبي الذي جمعه في مقصوراته،

55 حلّ الاسيرَ وربط السلب بقوة، وعاد ليصعد الى موضع ابيه مثل القوي،

56 /814/ سلك دربه ليعود الى العلى عند والده ولم تقف امامه ابواب الشيول لما خرج،

57 صرخ في هوة الموتى العظيمة وسقطت اسوارها وسبى السبي واخذه واتى من الهلاك،

58 صعد من القتل ويتبعه الجبروت، وصنع الخلاص وعاد قوسه ياتي بالقوة،[26]

59 رشّ الانبعاث على الموتى وشجعهم، وصعد منتصرا من [ العمق بعجب[27] عظيم،

60 صادفه المستيقظون في باب القبر لما خرج، واشتاق وسجد له عبيد ابيه الذين أُرسلوا،

61 قدم التلاميذ ابناء النهار المبددون، وابهج النور التلميذات اللواتي كن حزينات،

62 صعد من الارض شمس البرارة العظيم لانه نزل ليتفقد كل الاعماق وبعدئذ يرتفع،[28]

63 ابان نفسه بانه ذهب واتى بجبروت، فانجز ما لزمه ولم يسلك الطريق برِجليه.[29]

 

مكث المسيح اربعين يوما بعد القيامة وبعدئذ صعد الى السماء

64 مكث في العالم اربعين يوما بعد الانبعاث، وبعدئذ ارتفع عند والده،[30]

65 الختن لم يشأ ان يرتفع من القبر عند ابيه الى ان أكد على انبعاثه.

 

تطهير المرأة التي تلد ذكَرا بعد اربعين يوما

66 باربعين يوما صوّر اشباه العالم الجديد، /815/ وهذا هو سرّ ونمط التي تلد ذكَرا.[31]

 

الجنين يكتمل في الرحم بعد اربعين يوما من الحبل به

67 في اربعين يوما يتجمع الجنين في بطن امه ليكتمل بالاعضاء وبالصور،

68 ولما يكتمل بيت النفس بكل الصور، بالنفس والجسد يتحرك حسيا.

 

ابن لله كمّل رسله في اربعين ونفخ فيهم الروح القدس

69 في اربعين يوما التي فيها يصير الجنين كاملا، ابن الله كمّل رسله بالايمان،

70 وكاعضاء الجنين في البطن [ قوّاهم وجمعهم[32] وعقدهم وتممهم،

71 في اربعين يوما كمل طريق كرازته وبدل النفس نفخ الروح القدس في رسله،[33]

72 ولهذا مكث اربعين (يوما) بعد انبعاثه ليقوي البشارة بترس الايمان،[34]

73 واكل وشرب ليس لانه كان محتاجا الى الاكل لكن ليثبت بان انبعاثه ليس كاذبا،

74 لئلا ينظروا اليه كالشكل وكالظل ولهذا اكل لان الظل لا ياكل،[35]

75 في موضع قال: جسوني، فانا لستُ روحا، ثم جعلهم يمسكون موضع المسامير،[36]

76 واعطوه ايضا السمك وشهد العسل فاكل لئلا يتشككوا من انبعاثه بفضل كل هذه الامور،[37]

77 /816/ لقد ثقفهم مدة اربعين يوما ومرّنهم وعلّمهم واكدّ لهم على انبعاثه،

78 وعقد جسمَ الرسل كما لو كان بالعظام وبالاعصاب وبالاعضاء [ وبالشرائين[38]،

79 ولما اعطى الكمالَ للبشارة بكل حواسها وقوّاها بكل الصور مثل الرجل الكامل،

80 حينئذ ارسلها لتستولي على العالم بالكرازة، وهو توجه ليصعد الى سماواته العالية.

 

يسوع يجمع الرسل على جبل الزيتون الذي هو رمز لمسحة المعموذية

81 جمع بني سرّه على جبل الزيتون، وجبل الزيتون ايضا هو سر المسحة،[39]

82 ليصير دهن للمعموذية من جبل الزيتون، ومنه ايضا يرتفع المسيح الى موضع والده،

83 خزينة الدهن في جبل الزيتون للمسحة، ومنه ايضا صعد المسيح عند والده،

84 ولهذا جمعهم على ذلك الجبل ليزوّدهم بالمسحة لرسم كل الارض.

 

المسيح يجمع بيعته على جبل الزيتون لتشاهد صعوده

85 البيعة التي مات لاجلهه جمعها على جبل الزيتون لتراه هناك وهو يصعد الى موضع ابيه،

86 المخلص العظيم سلك دربه وكمّل عمله وخرج ليذهب ويرسل الغنى للعروس التي جلب،

87 اخذ الفقيرة والمعوزة والمعذبة، /817/ ووضع لها شرطا: انه سيرسل لها كنوز ابيه،

88 سبى سبيا واخذه واتى من العثرات، واعطى المواهب للضعيفة التي كانت محتاجة،

89 عادت من السبي وكانت عارية فصعد وارسل الروح القدس معطي الثياب لجميع العراة،[40]

90 اتى الجلاء العظيم الذي خلّصه وليس له شيء، فصعد ليجلب الكنوز والثروات ليرسلها له،

91 اتى ومات في موضعنا وصعد ليحيينا في موضع ابيه ليُحيي بموته العالمَ الذي لم يكن حيا.

 

المسيح يجمع رسله ليكونوا شهودا على قيامته وصعوده

92 جمع التلاميذَ والرسل [ والاحباء وبني السرّ[41] ليبين لهم نفسه علنا لما يصعد،

93 راوا قيامته وتاكدوا من انبعاثه، وجلبهم ليروا هناك صعوده،

94 ليكونوا شهودا لقيامته وانبعاثه وصعوده ويملأوا الارض من كرازته،

95 سمعوا بآذانهم، ورات عيونهم، ومسكوا بايديهم، وعرفوه، ولمسوه، وصاروا شهودا لكل دربه.[42]

 

المسيح يبارك تلاميذه ويعطيهم سلامه ويعدهم بان يمكث معهم

96 بسط يديه وبرفرفته باركهم، لتتبارك الارض الملعونة بوضع يده،[43]

97 كان قد دعا الآبَ وسلّمهم له ليحفظهم الآب باسمه من شرور العالم الشرير،[44]

98 /818/ اعطى السلام ليُعطوه للارض كلها، [ ويحلّ[45] سلامه محله بالنسبة اليهم،

99 شجعهم ووعدهم (قائلا): انني معكم، لئلا يحزنوا لما يرتفع من عندهم،[46]

100 انه معهم وهوذا اسم الآب عندهم، ويرسل الروح لئلا يتركهم مثل اليتامى.[47]

 

 

اثناء صعود المسيح عرف العالم الثالوث وانتشر في العالم

101 سلامه معهم، واسم الآب جُعل حارسا، والمعزي حامل الثروات للتلمذة،[48]

102 ايها الآب احفظهم باسمك لان اسمك عظيم، واسم الآب تبع الرسلَ بكلمة الابن،[49]

103 قال الابن: انا معكم، ولم يكن يكذب، فصار معهم كما [ وعد[50] امام الكثيرين،

104 اتى الروح وجلب الثروات [ وصار معهم:[51] الآب والابن والروح القدس كما قيل،

105 الآب الذي يحفظ، والابن الذي يغفر، والروح الذي يقدس: الثالوث الذي به قام العالم من اللاشيء،

106 في ذلك الحين عرف العالم الثالوثَ واشرقت الاسرار الخفية وانتشرت في العالم كله.

 

المسيح-الشمس يرسل تلاميذه-الاشعة ليتلمذوا الشعوب ويعمذوهم باسم الآب

والابن والروح القدس

107 علّمهم وثبتهم وارسلهم كما ترسل الشمس اشعتها الى الارض كلها،

108 خرجت الاشعة من كرة النور العظيم /819/ وراء الليل المظلمة به كل البرية،

109 امرهم (قائلا): اخرجوا واذهبوا وتلمذوا وعمذوا الشعوب باسم الآب وباسم الابن وباسم الروح،[52]

110 اعطى الرسلَ رسما عظيما: الثالوث [ الذي هو بلا انقسام[53] ليُرسم به شعوب الارض،

111 من جبل الزيتون [ اعطى الثالوثَ والدهنَ:[54] الدهن للرسم، والثالوث للخلاص،

112 سلّمهم وباركهم وشجعهم وزودهم وامرهم ان يبشروا.

 

فرح البرايا بصعود الابن بانتصار

113 ولما كانوا ينظرون اليه، ارتفع عنهم، واستقبلته الاعالي وهي تسجد له باكاليلها،

114 صعد بالمجد وركب البأس والجبروت وكانت الاعالي والاعماق مبتهجة به لانه طمأنها،

115 طُعن لما خلص، وتالم لما اعاد، وصعد لما [ انتصر،[55] وقوسه عال، وهو مخيف ومسبّح اكثر من المخلِّصين،

116 الارض تبتهج لانه استاصل اشواكها ثم ارتفع، والسماء مسرورة لان رب الاعالي تزيح لياتي اليها،

 

117 الجهات متباهية بالوسيط الذي امّنها، وصالح العلى والعمق لانهما كانا غاضبين،

118 الضلالة خابت، والخطيئة سقطت، والشيول انهارت، والموت مربوط، وآدم محلول، والثعبان مرضوض.[56]

 

مسيرة الشمس ترسم نزول المسيح-الشمس في كانون وصعوده في حزيران

119 /820/ ملكَ النور وتلاشى الظلام من الاقطار، وغلب النهار وخنق الليل من الانسانية،

120 صعدت الشمس وقامت في درجتها العليا، وقصّرت الظِلالَ الممتدة وبددتها،

121 كان قد نزل في كانون كما تنزل الشمس في درجات وصعد في حزيران وخنق الظلمة بنوره،[57]

122 شهر النور الذي فيه تصعد الشمس الى الدرجة العالية، فيه ارتفع الابن النيّر الى العلى،

123 في هذا الشهر تقوم الشمس على قمة قبة الرقيع وتتطلع وترى كل الينابيع،

124 فيه ارتفع شمس البرارة العظيم، ومنه استنارت كل الاعماق التي كانت مظلمة.[58]

 

اشراق الشمس في البئر في حزيران يرمز الى انارة البئر-الخطيئة في العالم

125 في حزيران الشمس تتطلع في البئر وتنيره، وفيه ترتفع وتكمل في كل درجاتها،

126 وكما ترتفع وتصعد الشمس الى العلى، هكذا يشرق وينزل نورها الى اعماق الاسفل،

127 خطيئة العالم صارت كالبئر الذي كان مظلما، ولما ارتفع شمسنا الى العلى اشرق فيه نوره،[59]

128 كان قد ارتفع ونزل نوره وخنق الظلمات وقصّرها وانهاها وبددها،

129 الشمس تصوّر نزول وصعود ابن الله بمسيرة دربها لمن ينظر بوضوح،

130 /821/ في كانون ميلاده [ وفيه] ايضا تنزل الشمس، وهي تكرز [ بان الابن النيّر[60] نزل الى الارض،

131 في حزيران ترتفع الشمس وتصعد في دربها، وتصور صورة للمسيح النور الذي ارتفع فيه،

132 اشراق ابن الله ملكَ على الاقطار وقطّع الظلال الحزينة التي كانت طويلة.

 

 

المسيح يصعد بذاته بعكس ايليا الذي اصعده الرب

133 ارتفع من جبل الزيتون كما هو مكتوب، هو ارتفع ولم يرفعه احد لما كان يصعد،[61]

134 لم تنزل وراءه المركبة كما نزلت لاجل ايليا لان الرب اصعد ايليا لما كان يصعد،[62]

135 صنع له احتفالا بالمركبة وخَيل النار لانه لم يكن يقدر بقوته ان يصعد الى حيث صعد،

136 مخلصنا هو ارتفع كما هو مكتوب، ولم تكن تلزمه المركبة لما كان يرتفع،[63]

137 ابن الغرباء كان محتاجا ليركب لانه انسان، وابن الله لم يطلب مركبة لانه اله.[64]

 

البيعة تعترف بالمسيح-الختن الصاعد الى السماء وتطلب منه ان يسحبها وراءه

138 الختن المجيد كان قد ارتفع الى موضع ابيه، فخاف فوج بني النور بسبب انفصاله،

139 العروس رات الختن في المجد وهو يصعد، وارتفع راسها الذي كان منحنيا لما كان يهان،[65]

140 /822/ رأته راكبا البأس ويصعد عند والده فاتسع قلبها فرحا لانها كانت تُعير [بسبب موته،[66]

141 رأت القتيلَ لابسا البأس ويطير في الهواء، فنسيت كل اهانات الصلب،

142 رات الغيوم والضباب يركض امامه، ونست المستهزئين عند الجلجلة،

143 بنت النيّر رات بانه سجن الموت في عشه، وعاد الى موضعه فخرجت وراءه لتذهب معه،

144 كانت تقول له: اسحبني وراءك الى حيث تذهب، لقد صرتُ خاصتك فاصعد معك عند والدك،[67]

145 لقد فتشتَ علي بالمحبة، وخطبتني بالالم، وخلصتني بالرمح، والآن انتَ ممجد [فاركض[68] وراءك الى موضع ابيك،

146 دخلتُ معك الى المحكمة لارى اهانتك وقبلتُ التعيير لاجلك من قبل اليهود،

147 خفتُ ومتُ لما كنتَ تهان على الصليب فهربتُ واختبأت لما كنتَ تُلطم من قبل الاشرار،

148 عُيّرتُ بسببك لما صلبوك بين اللصَين، وحزنت كثيرا لما وضعوك مع الموتى في القبر،

149 بك ايها النيّر تعزيتُ ونسيتُ مضايقي، اذهبُ معك لانني مضطهدة لاجلك.

 

 

البيعة-العروس مريضة بمحبة عريسها وتفتش عنه باهتمام (نشيد 1/5)

150 ليكن لي اسمك دهن [ المرّ] الذي يطيبني /823/ لان مراحمك الذّ من الخمر، [بك[69] اتعزى،

151 ايها الختن اذهبُ معك الى موضعك لانني احبك، احصني في قطيعك لانني مفقودة وبك اوجد،

152 يا بنات اورشليم اين وجدتن الختنَ الملك،؟ لقد فتشتُ عنه كثيرا وصعد الى موضعه ولم اجده،[70]

153 هانذا مريضة بمحبة الختن وافتش عليه، واحبه لانه اكثر جمالا من الجميلين،[71]

154 لما يتكلم، فالمراحم مسكوبة على شفتيه، ومنظره اجمل من البشر لمن ينظر اليه،[72]

155 ثيابه مطيبة بعطر المباخر [ الهارونية،[73] وهو ابيض واحمر ومنه تجري المياه والدم،

156 خدّاه [ كاسرّة[74] البخور لمن ينظر اليه، كله عطر وبه تصالح ابوه مع العالم،

157 صادفني في الطريق ولم اعرف لانني كنتُ ساذجة، وصعد الى سماواته فمن يُصعدني [عنده[75] لاراه.؟

 

الملائكون يعزّون العروس قائلين: سياتي الختن ثانية في نهاية العالم فانتظريه

158 قام فوج مصفّ الرسل على جبل الزيتون، وتنظر العروس البتول الى الختن الذي يرتفع،

159 اواه انها تولول لانه ارتفع وتركها وصعد، دنا الملائكة ليشجعوها (قائلين): انه سياتي،[76]

160 كان عبيد الملك يشجعون عروسَ الملك (قائلين): لا تحزني سياتي الختن وسترينه،

161 /824/ ذهب لياتي وليجلب لكِ معه الغنى فلا يتركك سياتي عندكِ انتظريه آتيا،

162 اخذكِ في جسمه وها انكِ معه في [ موضعه السامي،] واعطاكِ روحَه [ وها انه معكِ[77] هنا في موضعك،

163 صرتِ منه، وصار منكِ، وسوف لن يترككِ، انه واحد معكِ، سياتي عندك فلا تحزني،

164 دنا الملائكة عند التلاميذ وشجعوهم (قائلين): ربكم سياتي فلا تحزنوا: لقد ارتفع،

165 رايتم بانه ذهب وسترونه ايضا لما سياتي، وفي مجيئه الثاني سيشرق جبروته.

 

 

ابن الله صالح الملائكة والبشر والسماء والارض لانهم كانوا غاضبين

166 اتى الملائكة ليفرحوا هناك مع التلاميذ، لانه خلط الجهة بالجهة بامان عظيم،

167 الملائكة لبسوا (ثيابا) بيضاء من فرحهم، لان الجنس البشري تصالح معهم لانهم كانوا غاضبين،[78]

168 بابن الله السماء والارض اختلطتا ببعضهما بعضا، وبه اطمئن البشر والملائكة.

 

اشتاق الملائكة ان يروا الابن لانهم لم يروه قبل التجسد

169 كانت طغمة السماويين تواقة لترى ذاته لانهم لم يروه الى ان اتى وتجسد فينا،

170 كانوا يعرفون بانه في ابيه وهو خفي معه، ولم تكن تقدر القوات ان تراه،[79]

171 /825/ ولما نزل الى الارض بمحبته لياتي في الجسد، تزاحم الافواج لينظروا اليه لانه صار جليا،

172 تعجبت القوات ورؤساء القوات مع طغماتهم، لان الخفي شاء وصار جليا لينظروا اليه،

173 وشكلوا فرقة ليروه في درب العلى، لان خبر مجيئه افزعهم فاحتفلوا لاجل اكرامه،

174 كانوا قد تاقوا ليروا تجلي الابن، انه لعجب جديد لقد شاء السرّ ان يكشف نفسَه،

175 تجلى في الجسد وصعد [ بالمجد،[80] ولما كان يصعد ظهر للناس وللملائكة.

 

استقبال المسيح من قبل سكان المواضع التي كان يمر ويحلّ فيها

176 انه مكتوب بان غيمة استقبلته لما ارتفع، لم تحمله لكن استقبلته واكرمته،[81]

177 هو ارتفع ثم استقبلته غيمة في موضعها، كما استقبلته كل الطغمات لما كان يجتاز،

178 في موضع الاجنة استقبله الجنين لانه اتى الى موضعه، واتى الى النهر واستقبلته المعموذية،[82]

179 وصادفه الاطفال وجميعهم استقبلوه بسعانينهم، ولما كان يجتاز عند الاشجار اعطت اغصانها،[83]

180 ودخل الى المحكمة واكرمته ثياب القرمز، [ وصعد[84] على الصليب وسجلوه ملكا دون ان يريدوا،

181 وصمم وتوجّه ليدخل الى الشيول المليئة امواتا، /826/ فخرج موتى الشيول واستقبلوه اثناء دخوله،

182 دخل الى القبر وخرج سكان القبور لاكرامه، وحيثما ذهب كانت طغمة الموضع تستقبله.[85]

 

لما وصل المسيح الى موضع الغيوم استقبلته الغيوم

183 ولما ارتفع ووصل الى موضع الغيوم، تاقت اليه الغيوم وخرجت للقائه واستقباله،

184 الغيمة لم تنزل الى الارض لما كان يصعد، استقبلته لما وصل عندها الى موضعها،

185 هو ارتفع من الارض [ الى السماء،[86]  كما يعرّف كتاب لوقا لمن هم متميزون،

186 ولما بدأ يصل الى موضع الغيوم العالي، خرجت الغيمة واستقبلته وهو يجتاز،

187 [ احتفلت[87] وخرجت للقاء ربها ليس لتحمله بل لتستقبله لانه اتى ليجتاز في جوارها،

188 الغيمة لم تصعد معه الى حيث صعد، لكنها استقبلته في موضعها وتوقفت،

189 كما ترك الارض بصعوده لما ارتفع، هكذا ترك ايضا الغيمة لما كان يصعد،

190 وكل الطغمات كانت تستقبله في مواضعها وتخومها لما كان يرتفع الى موضعه العالي،

191 كانت تستقبله لا تحمله حتى يرتفع لانه هو كان يحمل المواضعَ وطغماتها،

192 /827/ ترك الغيمة في موضع الغيوم المضطرب وكان يرتفع فوقها في [ الموضع[88] الصافي.

 

المسيح يمر في مواضع البروق والاهوية والملائكة والمركبة حيث يستقبله سكانها

ويتركها في مواضعها ليدخل هو وحده عند والده

193 في كل المواضع وفي كل الاعالي حيث كان يجتاز، كانت تستقبله تلك الطغمة الموجودة في الموضع،

194 لما كان يصعد رافقته البروق والغيوم والرياح والهبوب والاهوية وظلت في تخومها،

195 رؤساء القوات والقوات في ولاياتهم كانوا يستقبلونه ويتخلفون عنه خائفين،

196 استقبله وزيحه هولاء الذين هم اعلى من الوسطيين وظل السفليون طغمة بعد طغمة في موضعها،

197 كانت تستقبله افواج النار بخوف عظيم، وظلت في مواضعها وهي ترتجف،

198 خرج لاكرامه جميع [ الاركان[89] العالية وتركهم وارتفع الى العلى الاعلى،

199 وصل الى المركبة لكنه لم يمكث على المركبة لانه كان يرتفع الى اعلى منها الى الاعالي الواسعة،[90]

200 هي ايضا استقبلته في موضعها لما صعد، وصعدت معه بقدر ما حدد لها ان تصعد،

201 وتخلفت عنه وصعد هو عند [ والده[91] حيث لا يوجد مجال ليمشي المستيقظون،

202 ترك السواريف الذين يقدسونه برفرفاتهم /828/ والكواريب المخيفين [ الذين يرتلون له بخوف عظيم،

 

203 والاشخاص[92] والوجوه والاجنحة والعجلات الناطقة، غيمة النار التي كلها ترش اللهيب،

204 كان الوحيد يتباهى فوق هذه [ حيث لا يوجد مجال لترتفع العقول،

205 كان يتباهى في قدس اقداس الاحبار العظيم،[93] حيث لا سلطة لاحد كي يدخل اليه باستثناء الواحد،

206 في المسكن المخيف الداخلي الموجود فيه الآب، يقدر الابن وحده فقط ان يدخل عند والده.

 

مقارنة بين صعود المسيح وبين نزول الرب على سيناء

207 ظل الملائكة خارج الباب مثل اللاويين ورئيس الكهنة-المسيح دخل هو وحده،

208 وقوات السماء اسباطا اسباطا وطغمات طغمات وافواجا افواجا على اختلاف اشكالها،

209 ظلت في عمق الاعالي لما كان يصعد مثل العبرانيين المتجمعين حول سيناء،[94]

210 لم يكن يصعد على قمة الجبل الا موسى، وكان يرتفع الى وسطه الشيوخ والكهنة،

211 كان الشعب حواليه وفي مرتفعاته رؤساء الشعب، وحيث كانت سكينة السامي موسى فقط،

212 السماء مليئة بقوات السماويين، وفوقها موضوعون رؤساء القوات،

213 /829/ وعليّون آخرون اسمى من رفاقهم، وابن الله مثل رئيس الاحبار داخل هولاء،

214 الى حيث صعد موسى العظيم لم يصعد الكهنة ولا اللاويون ولا رؤساء الشعب،[95]

215 الى حيث ارتفع الابن عند ابيه لم يرتفع الى هناك الكواريب ولا السواريف برفراتهم.[96]

 

دخول الابن وحده الى قدس الاقداس حيث لا تدخل البرايا

216 يوجد كهنة ورئيس الكهنة واحد فقط، وواحد يدخل الى قدس الاقداس لا كثيرون،[97]

217 الوحيد دخل وحده عند والده، ولا توجد فرصة ليدخل آخر عند الآب،

218 الملك داؤد عازف القيثارة الالهي حرك صوته نحو ابواب العلى ليفتحها،

219 ارتفعي ايتها الابواب الابدية اعني ليست مفتوحة الا له وليس لاحد (القدرة) ان يدخل فيها،[98]

220 ظَل الملائكة قبل ان يصلوا الى الاعالي والى الابواب وارتفعت الابواب ليدخل الملك وحده،

221 الى الموضع الخفي والمستتر والمخيف الذي لا يوصف وهو فوق كل الاعالي والمسافات والمواضع،

 

222 وتوقفت طغمات طغمات لما كان يصعد وكل واحدة منها مكثت في موضعها وارتفع،

223 /830/ الى موضع خفي لا علم للبرايا به، وخبره ليس [ مختلطا[99] بالكائنات وبالاتقانات.

 

مسكن المسيح خفي عن الملائكة والعقول والافكار

224 المسكن غير مصنوع ولا يوجد نده في المصنوعات، الموضع بعيد عن الملائكة وعن الافكار،[100]

225 ولا تصعد اليه العقول والافكار، ولا يفكر حتى المستيقظون ليقولوا اين هو موجود،

226 ظل السفليون وظل الوسطيون وظل العلويون والذين هم اعلى منهم ظلوا في تخوم ولاياتهم،

227 وكما اختفى عن ذلك الفوج على جبل الزيتون، اختفى كذلك عن الوسطيين وعن العلويين،

228 ودخل وحده الى قدس الاقداس الداخلي، ولم يدخل معه العقل ولا الفكر،

229 توقف العقل ولم يقدر ان يتجاسر ويرتفع ايضا ليعرف كم ارتفع الابن،

230 العقل يصعد مثل الملاك ولا يزيد اكثر، وحيث يظل المستيقظون تظل الافكار.[101]

 

الابن خفي عن جبرائيل وميخائيل كما هو خفي عن سمعان وتوما ويوحنا

231 الابن اختفى عن العقول وعن الملائكة، كما اختفى ايضا عن توما ويوحنا،

232 نظر اليه سمعان بقدر ما استطاع ان ينظر وهو يصعد، ونظر جبرائيل وميخائيل بقدر استطاعتهما،

233 /831/ ونظر العقل اليه بقدر ما استطاع ان يتجاسر، والافكار مدّت حركاتها لترى موضعه،

234 ارتفع وصار باطنيا واستتر عن التلاميذ، وعن الملائكة، وعن العقول،

235 وعن الاذهان، وعن الافكار، وعن حركاتها ولا تقدر ان تنظر اليه بسبب ارتفاعه.

 

يجب على البرايا الناطقة واللاناطقة بألا تحاول معرفة موضع الابن الخفي

236 قِف يا سمعان لقد صعد ربك الى موضعه العالي، ومهما تنظر فلن تراه لكثرة ارتفاعه،

237 قِف يا جبرائيل لانه ارتفع اعلى من فوجك، ولستَ مسلطا لترتفع وراءه الى موضعه،

238 قِفي ايتها المركبة وحركي عجلاتك [ لتباركي[102] الخفي في موضعه لانه ليس ماذونا لك ان تشاهدي موضعه،

239 قِف يا ميخائيل يا رئيس القوات العظيم، لانك لن تصل الى مرتفعات ربك العالية،

 

240 قِف ايها العقل الذي يتجاسر ويخطو ويقفز ويسقط لئلا تتجاسر ايضا (لتبلغ) الى المرتفات التي لا تُدرك،[103]

241 دخل رئيس الاحبار الى قدس الاقداس بدم نفسه ليصالح اباه مع الانسانية،[104]

242 هو الذبيحة، وهو رئيس الكهنة، وهو السكيب، وهو يُدخِل نفسَه لتطهر به كل البرية.

 

الخاتمة

243 /832/ ذاك الذي نزل صعد، وذاك الذي تنازل اخضع الاعالي، وهو نزل وتفقدنا، وهو صعد وخلصنا، له التسبيح.

 

[ كمل (الميمر) على الصعود[105]

 

[1] – ورد هذا البيت في الليتورجية في فنقيث مساء عيد السعانين!

[2] – مزمور 6/6؛ اشعيا 38/18

[3] – نص: تُحبس تحت

[4] – ل: والمركبة ايضا

[5] – متى 5/34-53؛ اشعيا 40/12؟

[6] – اشعيا 40/12

[7] – ب: مريم. ل: ويخدم. اشعيا 6/1-6

[8] – حزقيال 3/12

[9] – حزقيال 1، 10

[10] – ب: انت من مريم من يين

[11] – ل: يفهم، يقدر

[12] – ل: ليس مسلطا ليفحصك كيف

[13] – امثال 30/4

[14] – ب: واشعة. امثال 30/4

[15] – امثال 30/19

[16] – ب: يجنّ حتى يفحص. ب: يفحصون. نص: له، بيجان يصوب: لها

[17] – ملاخي 4/2

[18] – ب: لقاؤه

[19] – اشعيا 11/8. المسيح يدخل من اذن مريم ويخرج من بطنها بعكس الناس لانه ابن الله مولود من بتول. انظر، ميمره 91 الخ… في نصوص اخرى يقول دخل الكلمة من الباب الذي يدخل منه جميع الاجنة. انظر، ميمره 197 الخ..

[20] – اشعيا 11/8

[21] – ب: وبالشفاءات طرد الامراض

[22] – ل: عاد المفقودون لانه برر العشار واتى البعيدون واستنار المظلمون وعاش. متى 11/4-6

[23] – نص: وملأ، بيجان يصوب وملأها

[24] – ل: في جنبه قبل حربة رمح الغاشم واطلقه ليبعد. تكوين 3/24؛ يوحنا 19/34

[25] – ل: راس ذلك الذي كان منحنيا

[26] – تكوين 49/24. يفكر يعقوب بحواء لما يسميها قوس الشيطان ويقارن بين قوس المسيح الغالب ولعله يفكر ايضا بقوس قزح رمز السلام على الارض. انظر، ميمره 156، 157

[27] – ب: القبر بعجب

[28] – ملاخي 4/2

[29] – العبارة غامضة لغويا (ولم يُدخِل الطريق برِجليه!). بيجان يكتب: هكذا، دون ان يوضح اكثر. نظن بانها تعني بان المسيح لم يعد من نفس الطريق التي سلكها لانه دخل ميتا وخرج حيا. تشبه هذ العبارة عبارة دخول المسيح من الاذن وخروجه من البطن. يذكر يعقوب بان المسيح لم يرجع الى الوراء لما ذهب ليقيم بنت يوآرش. انظر، ميمره 91

[30] – اعمال 1/3

[31] – لاويون 12/2-5

[32] – ب: جمعهم قوّاهم

[33] – يوحنا 20/22

[34] – افسس 6/16

[35] – لوقا 24/36-43، خاصة 24/39. لوقا يكتب (روحو) لا ياكل، يعقوب يكتب طلنيثو او اسكيمو او طللو

[36] – يوحنا 20/27؛ لوقا 24/39

[37] – لوقا 24/42

[38] – ب: وبشريُثو، نص: وبشريُني

[39] – اعمال 1/6-12

[40] – تكوين 3/7، 10-11

[41] – ب: محبوبون وبنو سره

[42] – 1يوحنا 1/1

[43] – تكوين 3/17-18. يعقوب يذكر عبارة (غصظ اصدا سيُم ايذو) (“الشرطونية: χειροτονίαكيروطونيا” باليونانية) الليتورجية لاعطاء سرّ الكهنوت هنا لاعطاء البركة للارض

[44] – يوحنا 17/11

[45] – ل: وتملأ. يوحنا 20/21

[46] – متى 28/20

[47] – يوحنا 14/18

[48] – يوحنا 14/16، 26؛ 16/7

[49] – يوحنا 17/11

[50] – ل: كان يقول. متى 28/20

[51] – ب: وها هو معهم

[52] – متى 28/19

[53] – نص: الذي لا يُعبر، يُفهم؟

[54] – نص: وكان قد اعطى الدهن

[55] – ل: منتصر

[56] – بلاغة يعقوب استعمل 3 مرات فاعل وفعل و3 مرات مبتدأ وخبر

[57] – البيوت: 119-132: يعقوب يذكر قصر وطول الفصول ويستند الى قِصر النهار في كانون اي في الشتاء ليرسم صورة الميلاد اي نزول الكلمة: شروق شمس البرارة. يذكر تاريخ الميلاد الذي ثبت في 25 كانون الاول في سنة 374م. حلّ صعود المسيح في حزيران لان الشمس ترتفع وتصعد في درجاتها لان النهار يطول في موسم الصيف ويقصر الليل وهذه صورة لصعود الرب وارتفاعه. يذكر برهانا فلكيا تكون اشعة الشمس في الصيف مستقيمة بحيث تنير عمق البئر. انظر البيت: 125. انظر، ميمره 201

[58] – ملاخي 4/2

[59] – تكوين 29/10. بئر يعقوب هو نمط الخطيئة وقد نزل اليه شمس البرارة. في نص آخر يقول ان حجر او غطاء بئر يعقوب يمثل الخطيئة. انظر، ميمره 75

[60] – ل: ايضا. ب: ابن العلي

[61] – مرقس 16/19؛ لوقا 24/51؛ اعمال 1/9-11

[62] – 2ملوك 2/11

[63] – مرقس 16/19؛ لوقا 24/51؛ اعمال 1/9-11

[64] – ابن الغرباء يعني ايليا. 1ملوك 17/1

[65] – العروس هنا يعني بها اولا (شليحوثو) اي مصف الرسل وثانيا يعني بها البيعة

[66] – ب: بسبب

[67] – نشيد 1/3

[68] – ل: نركض. نشيد 1/3؛ يوحنا 19/34

[69] – ب: الميرون. نشيد 1/2-3

[70] – نشيد 1/4؟

[71] – نشيد 1/5

[72] – مزمور 45/2

[73] – ب: والعطور. نشيد 5/11؛ يوحنا 19/34

[74] – نص: سرير. نشيد 5/14

[75] – ل: معه

[76] – اعمال 1/11

[77] – ل: وموضعه عال. ل: وصار معكِ

[78] – اعمال 1/10

[79] – بيجان يضيف نص متى 18/10 ليبين خطأ يعقوب اللاهوتي لانه ينكر رؤية الملائكة للرب وجها لوجه بصورة دائمة. انظر، سوني 2أيام، الملائكة

[80] – ل: وبالتسابيح

[81] – اعمال 1/9

[82] – لوقا 1/44؛ متى 3/13-17

[83] – متى 21/1-11

[84] – نص: صعدوا، بيجان يصوب: صعد. متى 27/28؛ يوحنا 19/19، 21-22

[85] – متى 27/52-53

[86] – نص: الى، بيجان يصوب: الى، قبل. ب: الغيوم. السروجي يذكر اسم مؤلف اعمال الرسل: لوقا. لوقا 24/51؛ اعمال 1/9-11

[87] – ل: خافت

[88] – ب: منه في الهواء

[89] – ب: اركوس، نص: اركاس

[90] – حزقيال 1، 10

[91] – ل: مرسله

[92] – ب: وقوات في ولاياتها. رتب. حزقيال 1/15

[93] – ل: يهمل

[94] – خروج 19/16-25

[95] – ل: كان يصعد لا هارون ولا فنحاس واليعازر

[96] – فقط في المخطوطة: ل

[97] – عبرانيون 9/12؟

[98] – مزمور 24/7، 9

[99] – ب: مكتوب

[100] – عبرانيون 9/11

[101] – ملفاننا يقول يصعد العقل الى حيث يصعد الملاك. كلاهما مخلوقان ولهذا لا يدخلان الى قدس اقداس الرب

[102] – نص: لوصف. حزقيال 3/12

[103] – بلاغة يعقوب استعمل 5 مرات (قف) في البيوت: 236-240

[104] – عبرانيون 9/11-12

[105] – ل: كملت رتبة صعود ربنا