الميمر 202 (الثاني) على الميلاد

الميمر 202

 

        صنع الله عجبا عظيما بميلاد ابنه الذي اتى الى التجلي ليخلص العالم بصغره، البتول حبلت به والبطن احتواه والمذود ضمّه، ومن يقدر ان يتكلم بدون تعجب.؟

        تنازل المسيح لكي يخزي كبرياء الابالسة والوثنية الذين خطفوا اسم الاله: لماذا تنازل الولد العظيم والازلي، واتى ايضا ثانية الى الميلاد الجسدي،؟ العدو الذي طلب ان يصير الها، سرق بتمردٍ العظمةَ التي ليست مُلكه، واراد العظيم لما تنازل الى الصغر ان ياخذ خاصته من المارد ويسخر منه، ولانه اراد ان يصير الها بجسارة نزل الله وصار انسانا بتواضع، البتول ولدت، وخافت الآلهة وسقطت وارتجف الابالسة من العجب الذي صفعهم، برق النور اشرق فجأة في كل المسكونة، واستنارت الارض وكل الوثنية اظلمت.

        تساقط الاصنام: قال الشرير: انا ايضا اعماني برق النور، ولا اعرف ما لم اتعلّم سبب ذلك، خفت كثيرا لانني رايتُ الاصنام تتساقط خائفة، من يضايق النور الذي اشرق ما عداي، لان كل عملي يتم في الدروب المظلمة.؟

        الضلالة ادخلت الاصنام بفضل الظلام: قالت الضلالة لجمع بني اليسار المضطرب انه لالم عظيم وانتم غافلون عن العمل، النور الذي اشرق يكثر ويزداد وماذا اعمل لانني ادخلت الاصنام الى البلدان بفضل الظلام.؟

        قال الابالسة للضلالة الشريرة انت معلمتنا وقد تثقفنا بتعليمكِ،من يعرّفنا سبب الفزع الذي يرعبنا الا انتِ او الشيطان الذي هو معلمنا.؟

        الشرير يعد ان يكشف مصدر النور: ليس وقت الاطالة انا مستعجل لاكتشف العمل الذي يرعبني، امهلوني ساعة لاذهب واعقب من اين اشرق النور الذي ارعبنا وافزعنا،؟ اتيه في الجهات واطير في الاعالي واجس الاعماق وساجلب الخبر وابشركم بواقعه، الشيطان راى من بعيد ملاكا مخيفا ومجيدا ومتشحا بالاضواء يجتاز في بيت لحم، رآه الشيطان ولما كان يختبيء خوفا منه اطال اناته ليرى الى اين يذهب ذاك الناري، المستيقظ يبشر الرعاة، بميلاد مخلص العالم كله.

        قال الابالسة والضلالة للشرير: من هذا الطفل،؟ فسّر لنا عن الطفل هل هو انسان يا ترى،؟ ام اله،؟ او من هو،؟ هل هو من العلويين،؟ ام من السفليين،؟ ام من الروحيين،؟ ام من الجسديين،؟ او من اين هو،؟ فسر لنا.؟

        قال الشرير: لا اعرف هذا الطفل، الى الآن كنتُ حكيما، وهنا قد قُهرت ولا اعرفُ ان ادركَ شيئا، هوذا من (عهد) قائين لم يوجد ولد لم انظر اليه، ولم يهجم مخاض على الوالدات بدوني، لما اسمع صوت تنهد الوالدات افتخر بقصاص حواء، سرّ هذا الطفل مسروق ومخفى عني ولا اقدر ان ادرك خبره بوضوح، لما حبلت الشابة لم اشعر كيف حبلت، ولم اكن قريبا لما ولدت “لارى” جنينها.

        ابليس من فارس يبشر الابالسة بان الطفل ياتي من آثور: لما كانت قوات العدو متحيرة، اتى خبر آخر من فارس وارعبهم، وقال لهم: الآن خرجتُ من آثور لانني رايتُ اعجوبة غير اعتيادية تحدث هناك، ولما تجمع حكماء الآثوريين قالوا: الملك الذي ينقض السحرَ يشرق في اليهودية.

        الشياطين يهيجون هيرودس على هذا الطفل: لنترك الآن الطفل لانه اقوى منا، ولنفتش عن وقت وحجة تؤهل للمعركة، لي الحسد، ولهيرودس السيف، اعطيه الحسد ويعطي هو سيفه.

        الضلالة تهيح بنت العبرانيين على هذا الطفل: انا اهتم بالطفل واحاول واتحايل واغلبه، لي حبيبة تبغض الحق مثلي بنت العبرانيين التي تحب ان تقتل جميع الجميلين، لنصفّ بنت اورشليم ضد الطفل، وستلتقيه حسب معرفتها المليئة مكرا.

        تعجب مريم: مريم منذهلة، والجنين ساكت، ويوسف متواضع، والابالسة قلقون لانهم راوا نورا ارعبهم، كل جبهة اليسار تحيرت لما كانت ترى بان ولدا صار للبتولية، والشيطان حزين ويقف منحنيا مع فوجه، وكل جبهته ترتعد وتترنح من الولد.

– المخطوطات: باريس 196؛ لندن 12165؛ لندن 14515؛ لندن 17183؛ لندن 17155؛ لندن 17218

– يرد في البداية اسم مار يعقوب. في المقدمة لا يستعمل السروجي الاسلوب الشخصي. الميمر حوار بين الشيطان والابالسة والضلالة الذين يفصحون عن جهلهم ولا يعرفون المسيح المولود في المغارة التي منها اشع النور وطرد الظلام وازال الوثنية. ملفاننا يتحدث عن قصص غير موجودة في الانجيل مثلا لقاء الابالسة مع المستيقظين في بيت لحم يوم الميلاد. قد ينقل لنا هذه القصص من الاناجيل المحرفة او من تقاليد رهاوية قديمة ويحررها باسلوب شعري ملحمي. قد يرقى تاريخ تاليفه الى حوالي سنة 485-490م.

– الدراسات:

اغناطيوس افرام برصوم، الوليد القدوس من روائع القديس مار يعقوب السروجي، في المجلة البطريركية 51 (1986) 23-26

الميمر الثاني والعشرون، على ميلاد ربنا بالجسد وعلى ضلالة الشياطين النجسين، قبطي، 279-285

Costantino Vona, Omelia seconda sulla natività, in Vona, pp.237-248

Kollamparampil Thomas, Jacob of Serugh, Select festal homilies, Bangalore-India,

  1. 94-107

 

ايضا

الميمر 202

الثاني على الميلاد لمار يعقوب

 

المقدمة

 

1 صنع الله عجبا عظيما بميلاد ابنه الذي اتى الى التجلي ليخلص العالم بصغره،

2 البتول حبلت به، والبطن احتواه، والمذود [ ضمّه،[1] ومن يقدر ان يتكلم بدون تعجب،؟

3 الركبتان زيحتاه والذراعان حملتاه والصدر حضنه، وبسبب كل هذه الامور هو عجب وحيرة للمتميزين،

4 الثدي غذاؤه، والمغارة خدره، والمذود سريره، وبسبب هذه الامور [ يتحير[2] العقل لما ينظر اليه،

5 انه ملفوف بالاقماط، ويرضع الحليب بتواضع، وهو متشح باللهيب ويحرك العجلات بقوة.

 

تواضع الابن وصغر لينقذ آدم ويهزّم ابليس

6 لماذا هذا الفقر لابن الغني،؟ ليسمع بمحبة من يهتم بالفوائد،

7 لماذا تنازل الولد العظيم والازلي، واتى ايضا ثانية الى الميلاد الجسدي،؟

8 ما هو سبب حلوله من المركبة في المذود،؟ ومن العظمة ياتي الى اقصى حدّ الصغر،؟

9 /776/ العدو الذي طلب ان يصير الها، سرق بتمردٍ العظمةَ التي ليست مُلكه،

10 واراد العظيم لما تنازل الى الصغر ان ياخذ خاصته من المارد ويسخر منه،

11 ولانه اراد ان يصير الها بجسارة نزل الله وصار انسانا بتواضع،

12 ولما وجد بان آدم سقط من العظمة، اخذ بشخصه جسد آدم وبه انتصر،

13 هو تواضع ازاء العلى الذي ارتفع اليه الابالسة، ليصيروا اضحوكة للصغر الذي غلبهم،

14 وذاك الذي ارتفع متكبرا ليصير الها اسقطه جنين موضوع في مذود وداس على تاجه،[3]

15 الولد الذي لفّته مريم بالاقماط حطم كلَ اصنام الارض وازالها،

16 الجنين الهاديء والمربوط والملقى في المذود الحقير ربط الغاشمَ وحط بأس تمرده،

17 ذاك الجبار الذي اخضع الشعوبَ للاباطيل اسقطه ابنُ البتول في المعركة وجعله سخرية،

18 كان اولاد حواء قد خضعوا للعدو، وصار ربُ حواء ولدا ليخلصهم،

 

19 هذه العلة دعته ليأتي الى الصغر /777/ ولهذا كفاه مذود صغير بارادته،

20 حلّ في المغارة وهدم كل الهياكل العالية التي بنتها الضلالة في البلدان للاصنام الخربة،

21 في بيت لحم كان يُزيح ميلاده في [ المذود[4] بتواضع اوقع المتكبرين من درجاتهم.

 

الميلاد يرعب الابالسة ويحطم الاصنام ويزيل الوثنية

22 البتول ولدت، وخافت الآلهة وسقطوا، وارتجف الابالسة من العجب الذي [صفعهم،[5]

23 اصنام الارض بدأت تترنح في حللها، والرعب جعل الوثنية تطنطن بخلاف العادة،

24 الابالسة المختبئون في اصنام ظاهرة خافوا من السقوط، وبدأ جمال (التماثيل) المصورة يفسد،

25 ولول الابالسة بالآية التي راوها في الوثنية التي تترنح لكي تسقط كلها بسبب الفزع الذي ارعبها،

26 برق النار لمع عليهم من بيت لحم، وخاف المظلمون من اشراقه العظيم الذي اعماهم،

27 ضياء نوره لمع في البرية من بيت داؤد، وبدأ يطرد غيماتهم المظلمة،

28 النار الحية لفّت نفسها في الاقماط والدغل والاشواك التي شعرت بها هربت من امامها،

29 راعي الارض صار حملا في رعيته، وراته الذئاب وبدأت تهرب من خوفها.

 

الابالسة يستفسرون من الشيطان عن سبب سقوط الوثنية

30 /778/ جميع الابالسة بنو اليسار صفقوا للشيطان رئيس كل التمرد،[6]

31 وكانت تقال مثل هذه الامور من قبل الكذابين للغاشم ابي كل الكذب،[7]

32 ظهرت لنا آية جديدة غير جميلة: قوة ما رمزت للوثنية وافزعتها،

33 هوذا جميع الآلهة يرتجون ولماذا يا ترى كل جبهتنا تخاف وترتجف من الرعب،؟

34 برق النور اشرق فجأة في كل المسكونة، واستنارت الارض وكل الوثنية اظلمت،

35 منك نتعلم ما هي العلة التي افزعتنا لانك مهتم بتعتيم الارض المستنيرة.

 

الشرير لا يعرف سبب سقوط الوثنية لانه عمي بنور المسيح

36 قال الشرير: انا ايضا اعماني برق النور، ولستُ اعرف ما لم اتعلّم سبب ذلك،

37 اظن بان ضيقا ما وصل الى جبهتنا، لانني خفت كثيرا لما رايتُ الاصنام تتساقط خائفة،

38 النور الذي اشرق مَن سيضايق ما عداي لان كل عملي يتم في الدروب المظلمة،؟

 

39 من ينفضح باشراق النور الا انا الذي اجتهد لاكمّل كل اراداتي في الظلمة،؟

40 من يتوجع من وجعي مثلي ما عداي ولهذا ساعقب عن السبب الذي افزعنا.؟

 

الضلالة تقول: انفضحت باشراق نور المسيح

41 /779/ قالت الضلالة لجمع بني اليسار المضطرب انه لالم عظيم وانتم غافلون عن العمل،[8]

42 النور الذي اشرق يكثر ويزداد وماذا اعمل لانني ادخلت الاصنام الى البلدان بفضل الظلام،؟

43 اخفيت الطريق لئلا يراها شعوب الارض وسحبتهم بواسطة الظلام وبتيه نفسهم،

44 فلو تطيلون الاناة لينتشر النور في الارض، سترى الانسانية الدرب التي غطيتها،

45 ولو راى الناس الطريق بالنور المشرق سيتركون التيه ويسيرون عليها وماذا اعمل،؟

46 ليُغطّ النور بظلمة ظلالكم لاتمم اراداتي خفية في ولاياتكم،

47 تعبتُ ثم ادخلتُ الاصنام الى الارض انتبهوا ولا تتركوها تخاف لاي سبب كان،

48 جلستُ وصغت الالهات في الظلمة، ولو اشرق النور عليها ستبطل،

49 انها نشيطة وحاذقة في كل المضرات، ولا اقدر ان اسلك طرقي في النور،

50 ابغضُ النور دائما واجتهد لاسكن انا وانتم الى الابد في الظلام،

51 اعرف بانه لو فُضح زيفنا بالنور، ستبغض كل البرية اعمالَنا وتزجرها،

52 /780/ قالت الضلالة: لم نسلك في سبل النور، فلا تصبروا عليه لئلا [ يستأصلكم[9] من الاقطار.

 

الابالسة يطلبون من الضلالة والشيطان ان يشرحا سبب اشراق النور

53 قال الابالسة للضلالة الشريرة: ماذا نعمل انت معلمتنا وقد تثقفنا بتعليمكِ،؟

54 من يعرّفنا سبب الفزع الذي يرعبنا الا انتِ او الشيطان الذي هو معلمنا،؟

55 من يشرح لنا سبب النور الذي يرعبنا ما لم يدلنا واحد منكما على علته.؟

 

قال الشرير: ساطير الى كل الجهات لاتعرف على سبب النور

56 قال الشرير: ليس وقت الاطالة انا مستعجل لاكتشف العمل الذي يرعبني،

57 امهلوني ساعة لاذهب واعقب من اين اشرق النور الذي ارعبنا وافزعنا،؟

58 اتيه في الجهات، واطير في الاعالي، واجس الاعماق، واصل الى البعد، وافحص اللجج، وارى الغيوم،

 

59 واطير في الهواء، وامس الاقفال، واعبر البحور، واحل في الاقطار، واصل الى الرقيع، واغطس في الارض،

60 وافتش في كل الاقطار عن سبب الخوف، واجلب الخبر وابشركم [بواقعه.[10]

 

الشيطان حظي بملاك يبشر الرعاة بميلاد المخلص في بيت لحم

61 ولما خرج الشيطان بقوة من المعسكر والجمع الشرير قائم وهاديء وينتظره،

62 ويطير ويسرع على كل الاعالي وعلى كل الاعماق /781/ وقوته مسرعة على الاقطار وكل الجهات،

63 راى من بعيد ملاكا مخيفا ومجيدا ومتشحا بالاضواء يجتاز في بيت لحم،

64 وطائرا وآتيا ومسرورا ومسرعا وبهيا وشهيا وتلمع ناره ويرش صوته نورا عظيما،

65 رآه الشيطان ولما كان يختبيء خوفا منه اطال اناته ليرى الى اين يذهب ذاك الناري،؟

66 المستيقظ استقر بين جوق الرعاة، وبدأ يبشر [ بمخلص[11] العالم كله،

67 اناس بسطاء رعاة اغنام سذج في كل يوم بدأوا يتعلمون من الملاك البشارة التي جلبها،

68 وقف الناري ورفع صوته على الودعاء، وشرع يبشر بالولد بصوت عال،

69 كان يقول لهم: هانذا ابشركم اليوم [ بفرح عظيم مليء[12] غنى للعالم كله،

70 ابشركم بالمخلص وبالمحيي الذي هو الرب المسيح الذي اشرق من بيت داؤد،

71 هوذا جنين في بيت لحم ملفوف وصبي مضجع في مذود حقير وهو الرب والمخلص،[13]

72 واذ لم ينهِ الملاك كلامه، هوذا فوجه كله قد نزل للتسبيح،

73 /782/ ليلة الميلاد جعلوها هناك كنهار لان لهيبهم كان المع من الشمس القوية،

74 كان نور وجوههم العظيم يلتهب، وكل منظر اشخاصهم مليئا بهاء،

75 الارض ترتجف بالتسبيح الخارج من افواههم، ويرعد البلد من تهاليل السنتهم،

76 تسبيح نقي ولحن حلو بفم عظيم، وترتيلة عجيبة بنغم يعطي الطوبى للنفس،

77 نار تزمر للنور الذي اشرق في الظلمات، ولهيب يُصعد التسبيح بصوت عال.

 

الشيطان يهرب من بيت لحم مصدر اندحار ابناء اليسار

78 راى الشيطان جمع المستيقظين وخاف المارد، وترك وغادر رويدا رويدا مثل السارق،

79 طُعن الظلام باشعة ابناء النور وانتقل من عندهم كما يضمحل الدخان بالريح،

80 عاد الشرير وهو يحمل الويلات لبني جبهته، وفمه مليء ببشارة مليئة بكل الضيقات،

 

81 هلموا واذهبوا وشاهدوا فاجعة حدثت في بيت لحم، من هناك صدر خوف يرعبنا،

82 علينا ان نهرب لو لم تتغير القضية، لئلا تخجل الضلالة واستحي انا وتهلكون انتم،

83 هلموا واذهبوا واسمعوا ضجة المستيقظين في بيت لحم: الارض انشقت بلحن انغامهم،

84 هلموا نرى من بعيد جموع السماويين، لا نقترب منهم لئلا تعمينا اشعتهم.

 

الضلالة تقود بنيها وتذهب الى اليهودية لتتحقق من الحدث

85 حينئذ قادت الضلالة بنيها وهي مرتجفة، ووصلت الى اليهودية لترى ما قيل لها،

86 رات الجنين ملفوفا ومضطعا بفقر، ولا بهاء له ولا منظر ولا عظمة،

87 مغارته حقيرة ومذوده صغير وامه شابة وهو متواضع وساكت ويخاف الابالسة من النظر اليه،

88 تحيرت قوات العدو ولم تكن تعرف ماذا تقول بخصوص الطفل،

89 ولما تشجعوا بسبب صغره حتى يحتقروه، وجدوا بان امه بتول فولولوا من الاعجوبة.

 

طلب الابالسة من الشرير ان يقول لهم: هل الطفل هو انسان ام اله؟

90 قال الابالسة للشرير: فسّر لنا عن الطفل هل هو انسان يا ترى،؟ ام اله،؟ او من هو،؟

91 هل هو من العلويين،؟ ام من السفليين،؟ ام من الروحيين،؟ ام من الجسديين،؟ او من اين هو،؟ فسر لنا،؟

92 انت حكيم وقد اكتسبتَ الخبرة بالمشاكل، قل لنا ما هو خبر الطفل الذي يفوقنا.؟

 

الشرير يقول للابالسة: لا اعرف بالضبط من هو هذا الطفل

93 قال الشرير: الى الآن كنتُ حكيما، وهنا قد قُهرت ولا اعرفُ ان ادركَ شيئا.

 

الشيطان يحاول خلط الزنى بالزواج “وينظر” الى الاطفال منذ عهد قائين ليؤذيهم

94 هوذا منذ (عهد) قائين لم يوجد ولد لم انظر اليه، ولم يهجم مخاض على الوالدات بدوني،

95 /784/ لما اسمع صوت تنهد الوالدات افتخر بقصاص حواء: كم انها تعذبت،[14]

96 ولما يحبلن اتحين الفرصة لو اقدر لاخلط الزنى في طريق الزواج الطاهرة،[15]

97 ولما يلدن انا لا ابتعد من عندهن، فلو تيسرت لي الفرصة اسيء الى احبائهن.

 

 

قال الشيطان: سرّ هذا الطفل خفي: لم اشعر وقت الحبل به “لاراه” مثل بقية البشر

98 سرّ هذا الطفل [ مسروق ومخفى[16] عني ولا اقدر ان ادرك خبره بوضوح،

99 لما حبلت الشابة لم اشعر كيف حبلت، ولم اكن قريبا لما ولدت لارى جنينها،[17]

100 الآن، انها بتول، وماذا اقول عن [ ولدها،؟[18] يرعبني عجب الطفل الذي لا يُفسر،

101 هوذا من حواء الى هذه بنت العبرانيين لم توجد البتولية والحليب في جسم واحد،

102 اظن بانه اله لكونها بتولا، وافكر [ ايضا[19] بانه انسان لكونه جسديا،!

103 كل طريق هذا الطفل هي خارج نطاق تفكيري وهو يقلقني وكيف اصفه لا اعرف،؟

104 لما انظر الى الحبل به بدون زواج، وجدتُ ايضا بان ميلاده يفوق التفسير،

105 /785/ امه بتول، ولو هو ارضي مَن هو ابوه،؟ ابن مَن اسميه،؟ ومَن هو ابوه لا اعرف.؟

 

الابالسة يسخرون من الشرير الذي قهره طفل وخفي عنه خبره

106 قال الابالسة: وماذا نقول عن الطفل ما دام خبر ميلاده غير واضح لديك، من يخبرنا عنه،؟

107 انت الحاذق والحكيم والحيال والذكي والمثقف والدارس والمتعمق والتواق الى شرّ جمع المولودين،

108 لو قهرك الجنين انت العظيم ولم تعرفه، ماذا سيفعل بنا بعد قليل كما تقول،؟

109 لو غلب بطشَك هكذا منذ اليوم، لو يصير شابا الى اين ستصل (نهايتك) لو التقاك،؟

110 لو تطيل عليه الاناة قليلا سياخذ تاجك ويُسقط اكليلك ويزيل الاصنام ويفضح التماثيل،

111 ويبطّل الذبائح ويستاصل المذابح ويهدم النواويس وينقض السحر ويُجلس الوثنية في الحِداد،

112 تحايل عليه بخديعتك وهو بعد طفل، لئلا يطردنا من الاقطار ونصير اضحوكة،

113 لو بدأت الارض تستنير به منذ اليوم، بعد اوقات سيبهج باشراقه حتى اللجج،

114 الويل لنا منه لانه يفضحنا ويقلقنا، فيلزم على لارض ان تركض وراءه [ ثم[20] تسخر منا.

 

كوكب من الشرق يرعب الابالسة ويقود مجوس فارس-آثور الى اليهودية

115 /786/ ولما كانت قوات العدو متحيرة، اتى خبر آخر من فارس وارعبهم،

116 وصل ابليس مستعجل ومطرود وابن الظلمة يولول ويقلق وهو مليء مخاوف واخبارا سيئة،

 

117 قال لهم: الآن خرجتُ من آثور لانني رايتُ اعجوبة غير اعتيادية تحدث هناك،

118 اشرق فيها كوكب عظيم نوره ليس من الرقيع واستنارت وها انها مندهشة بالآية التي راتها،[21]

119 ولما تجمع حكماء الآثوريين قالوا: الملك الذي ينقض السحرَ يشرق في اليهودية،

120 وهوذا المجوس يحملون قرابينهم ويجلبونها، فسبقتُ لارى من هو لانه افزعني كثيرا،

121 انه لعجب عظيم، لو لم [ نسبق[22] ونستعد سيستولي على كل البرية ويسخر منا.

 

الشرير ينصح الابالسة بترك الطفل القوي مؤقتا

122 قال الشرير: لا اقدر ان اقترب اليه لان القوة العظمى تفزعني بجبروتها،

123 لنترك الآن الطفل لانه اقوى منا، ولنفتش عن وقت وذريعة سانحة للمعركة،

124 لا اقدر اذاً ان ابتعد عن ميعاده، لانني انظر اليه وارى مخاوفه وافعاله،

125 /787/ ليس لي فكر آخر الا فيه، ولو اجد [ فرصة[23] ووقتا ساهجم عليه.

 

الشرير الحسود يثير سيف هيرودس على الطفل

126 لنبطل من العمل الى ان ياتي المجوس، ولما يصلون ساثير الحرب بقدومهم،

127 لي الحسد، ولهيرودس السيف، اعطيه الحسد ويعطي هو سيفه،

128 اوشوش (واقول): ان هذا الطفل يصير ملكا وياخذ مملكتك منك لو اهملته،

129 امزج له الحسد في الخفية وأُسكرِه، واجعله يستل السيف على [ الولد،[24]

130 لي كمائن وفرص وحيل وكذب وفخاخ الاثم ومصايد الكذب،

131 لا اهمل ولا اهدأ ولا اسكت [ عن الجنين[25] الا وغلبتُه لو استطعتُ.

 

مريم ويوسف هادئان بينما الابالسة مضطربون

132 مريم منذهلة والجنين ساكت ويوسف متواضع، والابالسة قلقون لما راوا النور الذي ارعبهم،

133 كل جبهة اليسار تحيرت لما [ كانت[26] ترى بان ولدا صار للبتولية،

 

134 انذهل الابالسة بحركة اشكالهم، وتعذب الابالسة بقلق تغييراتهم،

135 /788/ الشيطان حزين ويقف منحنيا مع فوجه، وكل جبهته ترتعد وتترنح من الولد،

136 لما نظروا وراوا البتول تعطي الحليب، ولولوا من العجب الذي كان يرعبهم بواقعه،

137 [ حيرهم[27] الثمرة الذي صار بدون زواج، وحضن امّ مختوم ومحروس بالبتولية،

138 جنين مضجع في المذود ويخيف السماويين، وموضوع في المغارة واشراقه يحرك البلدان.

 

الضلالة التي تبغض الحقيقة تثير على الطفل بنتَ العبرانيين مثيلتها

139 قالت الضلالة: انا اهتم بالطفل واحاول واتحايل وساغلبه،

140 لي حبيبة تبغض الحق مثلي هي بنت العبرانيين التي تحب ان تقتل جميع الجميلين،

141 انها مختصة بالدم وسيفها مستل على الظافرين، ومثقفة بالمكر وماهرة في الكذب،

142 عليها اتكلُ لتنجز كل اراداتي، وكما هي معتادة ستصادف الطفل وتريحه،

143 رجمت حورا وصاغت عجلا بواسطة هارون وشتمت واسقطت ارميا في الجب،[28]

144 انها احذق منا بالوثنية لانها صاغت بفكرها صنما رباعي الاوجه دون ان تتعلم،[29]

145 /789/ لنصفّ بنت اورشليم ضد الطفل، وستلتقيه حسب معرفتها المليئة مكرا.

 

المسيح اضل الابالسةَ ولم يعرفوه

146 انه لقول عجيب: طفل صامت في الاقماط وترتعد منه كل جبهة اليسار،!

147 دخل الى البرية عن طريق الولادة واضل جميعَ الابالسة لئلا يعرفوا اين هو موضعه.؟

 

ميلاد المسيح صالحَ الارض مع السماء

148 بميلاده صالح الارضيين والسماويين، وصنع امانا بين العلويين والسفليين،

149 ثلم سياج الغضب من بين الجهتين، وخلطهما للتسبيح بتهليل واحد،[30]

150 علّم التسبيح للبشر وللملائكة: امان في العلى وسلام في العمق بميلاده الجديد،[31]

151 فرح العلويون وابتهج السفليون واضاءت البرايا بالابن الذي اتى ليجددهم بميلاده الجديد،

 

152 المستيقظون مسرورون والناس يبتهجون والابالسة يحزنون والاشرار كئيبون لما راوا النور الذي ارعبهم،

153 السماء تسبّح والارض ترقص والاقاصي ترعد، لما اشرق المخلص العظيم من بيت لحم،

154 يسير المجوس بزوادهم وكراماتهم والرعاة بقرابينهم وتسابيحهم،

155 ويرتل المستيقظون بسعانينهم وتراتيلهم وتفرح مريم ببتوليتها وبولدها.

 

الخاتمة

156 /790/ ميلاده ابهج وانار البرايا، المجد للآب الذي ارسله ليحيي العالمَ كله.

 

[ كمل الميمر على الولادة الخلاصية وعلى الابالسة والضلالة[32]

 

 

 

 

 

 

[1] – ل: حمله

[2] – ب: يكلّ

[3] – ب: رأسه

[4] – ب، ل 14: بعجب

[5] – ب: اسقطت

[6] – متى 25/33

[7] – يوحنا 8/44

[8] – متى 25/33

[9] – ب، ل 17: يهزمكم

[10] – ب: واقع، ل 17: وقائعه

[11] – ل 17: خلاص. لوقا 2/8-20

[12] – ب: فرح عظيم مليء. لوقا 2/10

[13] – لوقا 2/10-11

[14] – تكوين 3/15

[15] – الشيطان يحاول ان يمزج الزنى في درب الزواج الطاهر. الزواج طاهر وليس “حيوانيا” كما يقول كتاب الدرج، ولكنه ادنى مرتبة من القداسة والبتولية. انظر، سوني، الانسان 301-348

[16] – ب: مستتر. ل 17: ومخبأ

[17] –  ينسب يعقوب الى الشيطان فعل (حُر، حزو) نظر، راى في البيتين 94، 99 بمعنى يؤثر على الاولاد اثناء الولادة اي يحاول ان يخلط الزنى في الزواج والاذى في الاولاد لو استطاع. هذه صورة شعرية لنقل الخطيئة او الدَّين العمومي

[18] – ل 17: والده، ل 14: والد، ولد؟

[19] – ب: لمو، ل 17: دأُف، نص: دذَم

[20] – ل 14: ايضا، نص: بنا

[21] -متى 2/1-12

[22] – ل 14: نقوم

[23] – ل 14: اثرو، نص: فلعو

[24] – ل 14: الاولاد

[25] – ل 17: من هذا الجنين. لعل هذا الميمر هو قبل ميامر التجربة حيث يتطرق الى الشيطان وحروبه. هنا يعد يعقوب على فم الشيطان بانه سيثير حربا بواسطة المجوس وهيرودس ولكنه ينهي ميمره قبل شنّ هذه الحرب! لعله يذكر الميمر السادس على المجوس وبقية ميامره على اليهود حيث يقرع اليهود الذين لم يهدأوا من شن الحرب على يسوع!

[26] – نص: كانوا ينظرون

[27] – ب: اثهر، ل 14: داثوَر، نص: اثوَر

[28] – خروج 32؛ ارميا 38-6-7

[29] – 2أيام 33/7

[30] – افسس 2/14

[31] – لوقا 2/14

[32] – فقط حسب المخطوطة: ب