الميمر 201 ميلاد مخلصنا في الجسد

الميمر 201

 

        في هذا اليوم زمرتُ التسبيح للاهوتك، في يومك العظيم أجدُ حنان لاهوتك، في هذا اليوم الذي فيه سبّحتُك باختصار، في صباحك العظيم اهلني لازمر مطولا، في هذا العيد اعطيتُ لبيعتك هدايا كلماتي، في ذلك (العيد) الابدي اكون نديما في وليمتك، كيف يمكنني انا الضعيف ان اتكلم عن خبر ولادتك.،؟ ان خبرك السامي لا يصغر في الفم الناقص، لو يدعو الاخرس الملكَ بكلام مبلبل، فاسم المملكة لا ينقص بسبب التلعثم، ولو كُررت قصة اللاهوت من قبل الجاهل فاللاهوت لا يصغر ابدا.

        أُرسل الملاك جبرائيل: لماذا يا ترى ارسل المستيقظَ ليبشر بنزوله،؟ لعله لكي لا تتحير الام الشابة لما ترى الحبَل في بطنها بدون زواج، ولهذا ارسل المستيقظَ لتحس مريم من هو حالّ فيها، ومن تحمل في بتوليتها وحمل اليها رسالة من السماء فيها البشارة: السلام معك ايتها المباركة في النساء، هوذا ربي معك، بقوله لها: هوذا ربي معك، عرفت بانه عبد.

        الرب خفي عن الجميع: مريم تقول للملاك: قل لي ايها الرجل من هو ربك،؟ واين هو موضعه،؟ قال المستيقظ: كفى ايتها الشابة اختميِ موضوعك، ربي خفي وموضعه خفي واسمه مستور، انه اعظم منا وخفي عنك ومستتر عن الكل، سمعتُ صوته ولا يمكنني ان اراه، صوته في اذنيّ بينما محياه غريب عن عينيّ.

        مريم تستفسر من لملاك عن حبلها: اعطني اصغاء فاتعلم منك الحقائق ووضّح كلمتَك ولا تتكلم معي رمزيا، لستُ مسرعة مثل امي حواء التي اضطربت بصوت واحد صدقته فذاقت الموت، لم تسأل مبشّرها: كيف يمكن ان يصل اللاهوت اليها من الشجرة،؟ تلك ارادت ان تصير الهة بخلاف الطبيعة، وانتَ بشّرتني بحبل بدون زواج.

        الملاك يفسر لمريم: بدأ المعلّم الماهر يفسّر المستقبل، يا بنت داؤد لم اضلكِ: اقبلي كلماتي، لستُ رسولا ماكرا، لا اشبه الحية التي اضلّت امك في عدن، لا انصحك بان تتكبري على الهكِ، ولا اضلكِ (بقولي) انك ستنالين اللاهوت.

        للكلام وقت، ووقت للسكوت: انظر ايها المتميز: يوجد للكلمة وجهان لما تُدرس، واحد هو وجه الخصام، وواحد هو وجه المحبة، لقد سألت مريم ولم تُذم من قبل الملاك، لانها تزاحمت لتتعلم ولم تسعَ لتعقب، ذُمّ زكريا الذي قوصص بالسكوت، توما لم يؤمن وقد انتصر بالايمان، حواء سكتت وسكوتها اعطاها الموتَ.

        قالت مريم انا امة الرب: اجابت المستيقظَ بمحبة عظمى: ليأتِ ربك، فهانذا مستعدة ليحل عندي حسب ارادته، هانذا امة الرب كما انت عبده، قالت مريم: ليكن لي حسب كلمتك، اعطت فمَها ثم اخذت الثمرة في حضنها، فتحت الباب هي بارادتها، ثم دخل الملك ليُكرم الختم الكامل بحرية.

        الكلمة في الآب وفي مريم وفي كل مكان: حل في الطاهرة وهو يتباهى في حضن ابيه، ودخل الى البطن والسماء مليئة من مجده، كله في مريم، وكله في ابيه، وهو في الكل، يحرك الكواريب، ولابس الاعضاء وموجود عند الكل.

 

        الكلمة يتجسد في مريم: يصوّر ويطبع الايقونات الناطقة في البطون، ويصوغ في امه ايقونة مجسمة لخفائه، ويربي له جسدا نفسانيا في مريم، ويصور نفسَه ليصير انسانا من بنت الانسان، ويهيء له حواسا مجسمة في البتولية، ويجبل جسما لمجده بدون زوج، ينفخ نفس الكمال في جميع الاجنة، وجُعل جنينا في الجسد النفساني الذي اخذه.

        مريم تزور اليصابات: ما اكثر تطويباتي اذ استحققتُ ان ارى الطوباوية-السماء الجديدة التي مشت واتت ودخلت عندي.

        يوسف يتحير من مريم: يوسف خطيبها العادل رآها واستولت عليه الحيرة، ونظر الى الشابة العفيفة والمحتشمة وانذهل قلبه لما رآها حبلى، واذ كان يحفظ السر لئلا يذكره راى بانهم يرمزون الى البطن الحابل والحامل، فدنا بهدوء وبدأ يقول بلطف: قولي لي ايتها الحمامة البهية من قصّ جناحَي جمالكِ، ونتف واخذ ريش بتوليتك السليم،؟ ايتها العفيفة التي زلّت من سرق لؤلؤتك، وخرب وسلب بكارتك المحفوظة الجميلة،؟ ايتها الحقل المحروس من القى فيك زرعا مسروقا، فهذا الكدس الموضوع في الوسط ليس كدسنا.؟

        مريم تطمئن يوسف وتقدم له البراهين علىبتوليتها: قالت مريم: كفى يا يوسف انا لستُ مذنبة والهي يشهد، اللؤلؤة محفوظة عندي ولم تُسرق، وختم البتولية قائم ولم يفسده احد، اختام شبابي هي محفوظة وانا واثقة، وباب مقصورة صباي مغلق وانا مختومة، لو كذّبتني توجد في بلدنا “الحكيمات”، وبخصوصي يوجد الختم عند الاناث، اسقني مياه فحص الزانيات، ولو كذّبتني وكذّبتها، هوذا ابني يشهد بانه من العلي وانا لا اعرف رجلا، عليك ان تسمع (شهادة) الطبيعة والكتاب، من تزوج الارضَ البتول التي ولدت آدمَ،؟ وآدمُ باي نكاح ولد حواءَ،؟ من تزوج الشجرةَ وولدت الحملَ،؟ او من عرف الحجرَ وولد الانهارَ،؟ باي روح اورق القضيب بخلاف العادة،؟ وباي نكاح اثمر الفك الميت شرابا،؟ اقرأ في الانبياء، ألم تسمع من اشعيا لما كان يكرز: هوذا البتول تحبل وتلد عمانوئيل.؟

        مريم تطلب وتصلي لاجل يوسف: وشوشت لابنها بلطف وباصوات شجية، وتكلمت معه بصلوات بصوت عال، ادارت عينيها الى حضنها بتمييز، وهي تنظر الى بطنها بمحبة، ايها الصادق الذي ظُلمتُ بسببه اشرق حقيقتَك لا يُخفى صِدقُ امك عن الفقير، اكشف ارادتكَ لابيك المستعار على الارض لئلا يصير غريبا عن سرّ ولادتكَ.

        يوسف يتسلى بكلام الملاك في الحلم: واذ استراح العادل في سبات الليل الهاديء، ابن البتول اشار الى المستيقظ فوصل عنده، قال له: يا ابن داؤد لا تتشكك اعطاه في بداية كلامه اكليلا لانه ابن داؤد، لا تخف ولا تفزع منها بانقسام، لان ذلك الحالّ فيها هو بالحقيقة ابن العلي، حبَلها ليس من الزنى كما يُظن، لان ولدها يزيل زنى الارض.

        يوسف يصدق ولا يطلّق امرأته مريم: راى البتولَ وضم يديه وسجد امامها: السلام معك يا امّ الملك الذي اتى الى عالمنا، اسجد للبطن مركبة رب الملوك، اصدقكِ ايتها الشابة الحاملة رب الحقيقة، اشهد بان ذلك الحالّ فيك هو رب المستيقظين، ها قد ابعدتُ فكري عن الزواج منذ اليوم، واخضع لطهركِ لان ابنك هو ربي.

 

        تسجيل قيصر للعبودية وتسجيل الابن لآدم في سفر الحياة: قيصر يسجل البشر حسب الجزية، والابن يرسم اولاد آدم في سِفر الحياة، لما اراد ان يسجل آدمَ في سِفر الحياة، صدر امر ليُكتب الناس بموجب الجزية، ليذهب كل احد الى مدينته وقريته، وهذا هو سر عودة الطريد الى عدن.

        مخاض الولادة يهجم على مريم: هجم المخاض على الام الشابة لتلد الجنين لان وقت ولادة مصوّر الاجنة قد بلغ، واذ لم يوجد بيت لامه في بيت لحم، مالا الى مغارة بيت حجري ليحلا هناك، منجب الاجنة انجب نفسَه جسديا وخرج من البطن وختم بتوليتها موجود، ميلاده هو الهي وانساني، ولا يُعقب.

        هدايا الرعاة الثلاث: حمل المتميزون الحملان للحبر والحليب للصبي والمجد للملك وتزاحموا بين المستيقظين ووصلوا الى المغارة، قُدمت حملان القطيع الى الحمل الآتي ليصير ذبيحة ويحمي الحملان من الذبح.

        هربت اوجاع مريم: تحيرت مريم وتعجبت وقامت عند ولدها، وهربت اوجاعها وسجدت لابنها بدون الم، ضمّت يديها ووقعت امامه لتصلي، وفتحت فمها ورتلت لابنها الاغاني.

        البيعة تسبّح الابن المولود: استيقظي ايتها البيعة بتراتيلك الجميلة وقدّمي للابن هدايا التسبيح في يوم ميلاده.

– المخطوطات: لندن 12165؛ باريس 196؛ لندن 14515؛ لندن 17183؛ لندن 17155؛ لندن 17218

– يرد في البداية اسم القديس مار يعقوب. الميمر روعة شعرية ولاهوتية تتكرر فيه تقريبا نفس الافكار الواردة في ميامره الاخرى على الميلاد. انظر، ميمره 38-40. يوجد في الميمر حوار رائع بين مريم والملاك ويوسف. حوار مريم مع الملاك يختلف عن سكوت حواء امام الحية. قد يرقى تاريخ تاليف هذا الميمر الرائع الى حوالي سنة 500-505م.

– الدراسات:

Costantino Vona, Sulla natività secondo la carne del Salvatore nostro, in Vona, pp. 195-235

Kollamparampil Thomas, Jacob of Serugh, Select festal homilies, Bangalore-India,

  1. 37-93

 

 

للقديس مار يعقوب

الميمر 201

ميلاد مخلصنا في الجسد

 

المقدمة

 

1 عجيب هو ميلادك يا ابن الله وفمي صغير لاصف خبرك العظيم بلساني الضعيف،

2 تجليك يفوق كل الافواه وكيف يمكنني انا الضعيف ان اتكلم عن خبر ولادتك،؟

3 ربي لا يقدر العالم كله ان يتحدث عن خبرك، وانا الناقص كيف اتزاحم على قصتك،؟

4 ابوك فقط يعرف كيف هو ميلادك، وباي فم يصفك التراب وهو غبار،؟

5 تجليك الانساني هو خفي حتى عن امك، فمن يدنو من ميلادك الالهي،؟

6 لا يوجد فم يسعه ان يصفك ما عدا فم ابيك، وكيف وبماذا امدّ لساني على خفائك،؟

7 خبرك خفي حتى عن المستيقظين، وباي صوت ارسل لك هدايا كلماتي الحقيرة.؟

 

اين افتش عنك: في العلى ام في الاسفل نك في كل مكان ولا تُحدد؟

8 الكواريب المربوطون لم يتعلموا نهائيا اين هو موضعك،؟ والى اية جهة يسافر ذهني ليتحدث عنك،؟

9 /721/ اين افتش عنك لانك غير بعيد وانت خفي جدا،؟ وكيف اصفك ايها العلني المولود لان خبرك خفي،؟

10 الى اي موضع اطيّر حواسي لتصطادك،؟ والى اي ميعاد انظر واراك لانك مستتر،؟

11 الى اين يمهّد العقل دربه ليفتش عنك،؟ والى اي سبيل تتحرك الكلمة لذكر جمالك،؟

12 اين انت موجود هل على المركبة،؟ ام عند مريم،؟ هل عند والدك،؟ ام عند يوسف في ارض اليهودية،؟

13 هل في حضن ابيك،؟ ام بالحقيقة في حضن مريم،؟ هل في حضن اللحم،؟ ام على عرش البلور،؟

14 هل يجدك احد على اجنجة النار والريش المصفوف،؟ ام تتزيح في ذراعي الام الشابة،؟

15 هل انت على ظهر الكواريب لاراك هناك،؟ ام هل حلت عظمتك على ركبتي المؤمنة،؟

16 هل ضوءك موجود في افواج اشعة النور،؟ ام هل انت متشح بالاقماط في المذود مثل فقير،؟

17 هل يحل جوهرك حيث لا يوجد استنشاق للمستيقظين،؟ ام هل انت قابض على ثديَين ناقصَين مع ناسوتنا،؟

18 هل تُبارك بحركات تلك المركبة السريعة،؟ ام هل تحب مناغاة المعوزة،؟

19 هل تُقدس من قبل السِنة اللهيب،؟ /722/ ام اهل انت محبب من قبل فم البتولية،؟

20 هل انت تُحمل على العجلات الناطقة،؟ ام هل تُكرم على يدَي بنت داؤد،؟

 

21 (هل) نير اللهيب الطاهر مربوط لكرامتك،؟ ام هل تُحضن على صدر بنت الفقراء،؟

22 هل ملكوتك انت في القبة الخفية فوق الاركان،؟ ام هل يحل سلطانك في المغارة الحجرية المضاعفة،؟

23 هل يُقدّم لك القدس بلحن من بين صفوف السواريف،؟ ام هل يُقرّب لك حليب الرعاة،؟

24 هل افتش عنك في الاسفل،؟ هل انظر اليك في العلى،؟ ام هل انت عند الكل،؟ في افراتا،؟ او في السماء،؟ وفي كل الاقاصي،؟

25 ربي لقد قُهرتُ: ان خبرك مخيف، وانا ضعيف، وميمرك غني، ولساني محتاج، فبماذا اصفك،؟

26 التفتيش عنك نقي، وذهني مضطرب، فكيف اجدك،؟ موضوعك نيّر وفكري مظلم وبماذا اراك.؟

 

هل اختار السكوت ام اجرؤ على الكلام: اسلمّ كنارتي لتعزف عليها اصبعك؟

27 هل اختارُ السكوت،؟ انه ينجب المضرات لانه يخيف، هل اتجاسر واتكلم فهناك يرعبني الخوف،؟

28 حوصرتُ بين كلا الامرَين وباي منهما اتمسك،؟ لو اسكتُ انه لخوف، ولو اتكلم انه لقنوط، وماذا افعل،؟

29 اسلّم لك كنارة كلماتي طالبا اصبعك، وبالحانك تردد صوتا لتسبيحك،

30 بحركة الروح ينجب فكري ميمر تسبيحك، /723/ فانا لا افهم ميمرك فتكلم انت فيّ،

31 انا شبابتك وكلمتك هي الريح وخبرك هو الصوت، فامسكها وبك ترتل لك مما لك،[1]

32 بقوتك حرك كلمات لساني على قصتك وبموهبتك ازمر خبر ولادتك.

 

مولدا الابن-الكلمة هما عجيبان

33 وبما ان ولادتك الاولى هي مستترة حتى عن المستيقظين، فاهلني لازمر (لولادتك) الثانية من بنت داؤد،

34 تلك لا يتجاسر حتى العقل ان يقترب اليها، يمكن للمرء ان يتكلم عن هذه،

35 تلك لا توصف حتى بلسان اللهيب، يلفظ الفم ليتكلم عن هذه لانها من النعمة،

36 تلك الازلية حتى السواريف لا يقدرون ان يفحصوها، وهذه الحاضرة اقترب منها الرعاة،

37 تلك الاولى الآب وحده يعرف كيف هي، عن هذه كل البرية ارتجت [ مع[2] كل من يوجد عليها،

38 تلك هي بعيدة عن كل طغمات السماويين، وهذه قريبة حتى الى المجوس بقرابينهم،

39 تلك الخفية هي مستترة حتى عن الكواريب وموضعها بعيد، وهذه جلية بالمراحم التي افاضتها على السفليين،

40 حتى ولادتك العلنية ليست واضحة للفاحصين، كيف اذاً يوجد من يتكلم عن تلك الخفية،؟

41 /724/ لا يوجد من يفسر تلك التي هي من الآب وهذه التي من مريم، لان ولادتك الخفية والعلنية هي واحدة ولا توصف،

 

42 ولادتك التي فوق الازمنة بعيد خبرها، وهذه الاخرى هي داخل اختام البتولية،

43 عن الاولى لا يمكن القول كيف ومتى (تمت)،؟ والاخيرة ايضا تُفحم المعلمين بمجدها،

44 اتراجع اذاً عن البعيدة التي لا تُعقب، واتزاحم قليلا على القريبة التي لا تُفسر.

 

اللاهوت لا يصغر بفم الناقص، كما لا يهان اسم الملك بلسان الالثغ

45 واذ لا اقدر (ان افهم) لا انتقص بتاملي (فيها)، واذ لا استوعبها لا أُلام بتسبيحي،

46 ربي انظر الى ارادتي المستعدة لسرد قصتك، لساني لا يجرؤ على مدحك بابتذال،

47 لو لم يكن جميلا اكليل ميمري فهذا لا يعود اليّ لانني ارصف فيه كل الاحجار الثمينة التي اخذتها منك،

48 واذ لم يكن جميلا ترتيب كلماتي فهذه موهبتك، ان خبرك السامي لا يصغر بفم الناقص،

49 لو يدعو الاخرس الملكَ بكلام مبلبل، فاسم المملكة لا ينقص بسبب التلعثم،

50 ولو كُررت قصة اللاهوت من قبل الجاهل فاللاهوت لا يصغر ابدا،

51 بهذا الشرط هانذا اقترب ليس لاحدد، لكن لاشرق كل ارادتي على عباراتي.

 

كور مراحم الرب غلي ليجدد آدم صورته

52 /725/ اتكلم قليلا عن النعمة التي صارت في آدم لان ربه نزل لينظف صورته التي كانت قد فسدت،

53 كلمتي تظفر اكليل المدائح لذلك الذي رضي ان ياتي الى الولادة وهو غير ناقص بالولادة،

54 بعباراتي اعقد تاجا واقربه لظافر التيجان الذي تواضع بين الفقراء،

55 آخذُ هدايا الالحان المتنوعة وأُدخِلها امام المتشح بهاء وصار انسانا من بنت داؤد،

56 اتقدم واعطي قرباني-كلماتي وانا اسجد للحبر الذي اتى ليصير ذبيحة بدل الخطأة،

57 القي فلسي على مائدته وانا اميز الراعي الذي نزل ليصير ذبيحة في رعيته،

58 اضاعف كلمتي على قصته واقدمها للكلمة الذي اتى وصار جسدا ولم يتغير،

59 كان قد غلي الحنان في كور المراحم الذي صاغ آدمَ، وعاد واخذه بواسطة ولده ليتجدد ايضا،

60 مستورا كان حنان تلك النعمة التي جبلت آدم، فاتت لتغسل التراب الذي توسخ بالقروح.

 

الملاك يبشر مريم بتجسد الكلمة فيها لئلا تستغرب من الحبَل في بتوليتها

61 اراد الملك ان يرسل ابنه ليعمّر الارض التي سباها الشرير واخضعها بصفوف الاصنام التي جلبها،

62 ارتج سعاته ليخبروا الارض قبل مجيئه، ليُبشر ابن البتول من قبل كراريزه،

63 /726/ هدد الرسل المضطهدَ ولم يخف ورموه بالسهام ولم يبتعد عن الجلاء،

64 راى الرحمن ان العالم قد ضعف وان الشرير يسخر فارسل ابنه ليعيد السبي من [السالب،[3]

 

65 رب المستيقظين رمز الى المستيقظ ليهيء امامه لينزل ويحل دون ان يبتعد من عند ابيه،

66 امرَه بالكرسي وارسل الموطيء الذي تحت رجليه: السماء عرشه والارض موطيء والى اين انتقلَ،؟[4]

67 لماذا لزم ان يسير الملاك امامه،؟ واي هدف دعا المستيقظ اثناء نزوله،؟

68 لا الروحيون يطيرون معه بسرعتهم، ولا الناريون يصلون اليه باحتراقهم،

69 لو مشى طاقته اسرع من الكواريب، ولو ابتعد فطيرانه [ احدّ[5] (سرعة) من طيران السواريف،

70 لو تخطى يُتعِب البرقَ ولا يدركه، وتخيب الريح ولا تصطاده لانه اقوى منها،

71 انه نقي في طبيعته، ومسيرته سريعة، ولماذا يا ترى ارسل المستيقظَ ليبشر بنزوله،؟

72 لعله لئلا تتحير الام الشابة لما ترى الحبَل في بطنها بدون زواج،

73 ولهذا ارسل المستيقظَ لتشعر مريم /727/ بمن هو حالّ فيها وبمن تحمل في بتوليتها،

74 لفظ الامر واصغى الملاك من بين الصفوف، واسرع الجناح لئلا يتاخر عن الرحلة.

 

سمع جبرائيل الكلمات السرية ونقلها لمريم

75 الكلمات التي سمعها جبرائيل هي خفية لانها نُطقت بخفاء من قبل العلي،

76 في الكتب اتضح لنا بانه أُرسل فقط، ولم يُسمع كيف (أُرسل) لانه كان مستورا،؟

77 الامور التي تلقّنها علّمها للمؤمنة، والخبر الذي سمعه ترجمه للطوباوية.

 

الملاك يحمل رسالة الملك ويبلغها الى مريم

78 صدرت رسالة من بيت الملك وحملها المستيقظ وطار السريع على صفوف السماويين،

79 تخطى الجموع ولم يتاخر بين الطغمات، طار بين الصفوف ولم يتاخر بين الافواج،

80 شق اللهيب ومزق الريح وداس على الجمرات وركب العاصفة وسار في طريق اللهيب،

81 ترك الملائكة في جموعهم وتجاوزهم، وترك المستيقظين في صفوفهم وطار ونزل،

82 عبر مدينة السماويين وخرج الى موضعنا، طار من العلى ووصل عند مريم وسجد امامها.

 

الملاك يقرأ الرسالة: السلام لكِ، الرب معكِ (لوقا 1/28)

83 العبد راى امّ الملك واحنى راسه وقدّم الرسالة وحافظ على السكوت مثل الحكيم،

84 اقترب الرسول واعطى الرسالة المليئة سلاما /728/ التي كُتبت خفية كما لو كان بالسرّ،

85 فتحها امامها وشرع يقرأ ببلاغته: السلام معك ايتها المباركة في النساء، هوذا ربي معك.[6]

 

مريم تقول للملاك-العبد وهي خائفة: اخبرني عن ربكَ لانني لا اعرفه

86 الحمامة رات النسرَ فخافت لانه استقر عندها دون ان تعرف من ارسله،

87 لم تكن تعرف ماذا يريد،؟ ومن هو،؟ واي هو موضعه،؟ واية طريق اوصلته عندها،؟

88 بقوله لها: هوذا ربي معك، عرفت بانه عبد ولم تعرف ايا هو ربه لانها لم تسمع به،

89 قل لي ايها الرجل من هو ربك،؟ واين هو موضعه،؟ لقد شبهتني بانسان وانا لا اعرف ربك،

90 هل يعرفني،؟ او هل سلامك هو مستعار،؟ هل وجّهك الي،؟ ومتى عرفني ليرسل اليّ،؟

91 اين رايتُه،؟ وماذا قلتُ له ليتعوّد عليّ،؟ هل سمعتُ كلمته،؟ ام لعله لم اسمعها وانت ضللتني،؟

92 باي شرط ارسلكَ عندي لا تُخفِ عني،؟ وما هي درجته لانك انت العزيز سميتَه ربّا،؟

93 هل يشبهك،؟ ام بهاؤه اعظم من بهائك،؟ هل هو مجيد مثلك،؟ ام هل لا يوصف جماله،؟

94 لو كنتَ انت العبد متشحا ببروق على اعضائك، اذاً ربك كله نار كما تقول،

95 لو كان وجهك شمسا قوية الشعاع /729/ فلا الشمس تنظر الى ربك لانها ستكلّ،

96 لما دخن البيت من لهيبك انت الناري، فلا الجبل يحمل ربَك لانه سيذوب،

97 من خطواتك تتناثر الجمرات، فكيف اذاً يسير ربك على الصوان ولا يحرقه،؟

98 لباسك يرش النار ولو انت عبد، اذاً ربك يمطر ببأسه اللهيب،

99 لو نُسجت الاشعة في ردائك كما رايتُ، فلباس ربك نور متجمع غير محدود،

100 لو رنّ صوتك في اذنيّ كصوت الجيوش، فلو تكلم مرسلك سيهز الارض،

101 لو خرج الرعد من شفتيك، لو أُرسل صوت ربك سيفجر الصخور،

102 هل انت عبد،؟ ام هل انت سيد العبيد،؟ هل لك رب بالحقيقة،؟ ام هل انت هو الرب،؟

103 لو كنت عبدا لا تُخفِ عني من هو ربك، اكشف وفسّر لي كل خبرك لانني تحيرت بك،

104 ما هو اسمه،؟ ومن هو شعبه،؟ واين هو موضعه،؟ هل هو بعيد كثيرا،؟ او هل هو ابن البلد،؟ بيّن لي كل هذه الامور.

 

ردّ المستيقظ: سمعتُ صوت الرب ولم اشاهده لانه خفي عن الكل

105 قال المستيقظ: كفى ايتها الشابة اختميِ موضوعك، ربي خفي وموضعه خفي واسمه مستور،

106 انه اعظم منا، وخفي عنك ومستتر عن الكل، /730/ بعيد في ابيه وحالّ عندك، فكيف تفحصين،؟

107 انا لم اره، انتِ بصفتك امه ها انه يظهر لكِ، انه خفي على جنسنا وكيف اصفه لا اعرف،؟

108 سمعتُ صوته ولا يمكنني رؤيته، صوته في اذنيّ بينما [ محياه[7] غريب عن عينيّ،

109 سمعتُ منه بانه ياتي عندكِ، وها قد بشّرتك: [ لعله[8] فيك فتعلّمي منه الحقائق.!

 

مريم تطلب المزيد من الايضاح من الملاك قبل تصديق بشارته

110 تحيرت مريم من الاعجوبة التي ذكرها المستيقظ ولانها ذكية لم تطع دون ان تسأل،

111 تزاحمت لتتعلم من الملاك بحكمة لئلا يختفي الحق عنها لما يُترجم،

112 ايها الناري لو لم تعط التفسير لا يُقبل في اذنيّ الخبر الذي تتحدث عنه،

113 اعطني اصغاء لاتعلم منك الحقائق ووضّح كلمتَك ولا تتكلم معي رمزيا.

 

مريم تناقش الملاك بعكس حواء التي صدقت الحية دون ان تجادلها

114 لستُ مسرعة مثل امي حواء التي اضطربت بصوت واحد صدقته فذاقت الموت،[9]

115 لم تسأل مبشّرها: كيف [ يمكن[10] ان يصل اللاهوت اليها من الشجرة،؟

116 لو سألت لكانت تغلبه، فاسمح لي اذاً /731/ لاصل اليك [ بسؤال دون ان تملّ،[11]

117 بشارة الحية ليست مفزعة اكثر من بشارتك لو لم يُصدّق تفسيرك اكثر من تفسيرها،

118 لستُ صبية مثل تلك التي صارت فخا لرَجلها، فلو لم اعرف الحقائق سوف لن تنتقل،[12]

119 تلك ارادت ان تصير الهة بخلاف الطبيعة، وانتَ بشّرتني بالحبل بدون زواج،

120 الغاية هي واحدة ما لم يميزها التفسير، وبدون جدال لا اسمعُ كلمتكَ،

121 لا تتشبه بالحية الماكرة التي تكلمت ومضت، اثبت لنرى ماذا تعلّم لو كنتَ صادقا.؟

 

قالت مريم: كيف يثمر الحقل او الشجرة او الجفنة بدون زرع، وكيف يتم ما

بشرتني به وانا لا اعرف رجلا؟

122 كيف يمكن ان يحصل ما سمعته منك بينما لم اعرف رجلا ابدا منذ ان وُجدتُ،؟

123 في اي وقت ولد البطن بدون زواج،؟ واين ومتى حدث هذا عند الاناث،؟

124 اية ارض اعطت الباقة دون ان يزرعوها،؟ واي عنقود نبت من الجفنة التي لم تُفلح،؟

125 اية ثمرة صارت في الشجرة بدون سقي،؟ واي حقل اعطى الكدس بدون اكار،؟

126 من راى حبلا يتم بدون زواج،؟ ومن قامت في درجة الولادة دون ان تتزوج،؟

127 /732/ من راى جنينا في حضن البتولية،؟ ومن لها بكارة محفوظة الا خارج الحبَل،؟

128 لو لم تعطني تفسيرا يصعب علي ان اصدق، ولو لم تجادل معي حتى النهاية لستَ صادقا.

 

قال الملاك: انا اختلف عن الحية وانقل لك كلمة الرب بصِدق

129 سمع الملاك الجدالَ الذكي واستولت عليه الحيرة، وبدأ المعلّم الماهر يفسّر المستقبل،

130 تحير من الشابة التي كانت ذكية في اسئلتها، وطار لسانه على التفسير حتى يبرهن لها،

131 وجد بانها مهتمة بالاستفسار عن الحقائق فاستعد ليبين لها البديهيات،

132 وجد بان الصبية كانت بارعة في المتناقضات، فنقّى كلمته ليتكلم معها عن امور مخيفة،

133 يا بنت داؤد لم اضلكِ: اقبلي كلماتي، فالحق يرعد بتمييز من عباراتي،

134 لستُ رسولا ماكرا، صدقيني مهمتي هي حقيقية فلا تتشككي من مجيئي،

135 لا اشبه الحية التي اضلّت امك في عدن، ولو تتاملين: ان رمز كلماتي يعلّمكِ،

136 لا انصحك ان تتكبري على الهكِ، ولا اضلكِ (قائلا): انك ستنالين اللاهوت،

137 انا اعظّم ربي واعطيكِ سلامه الخاص، لم اشتكِ عليه امامك مثل امكِ،

138 /733/ لا انزعُ عنكِ المجد كما في الجنة، جلبتُ ثوبا لتكسي اباك الذي تعرى،[13]

139 لا انسجُ لكِ ثوب العار من الاوراق، جلبت لآدم حلة المجد ليلبسها.

 

الروح القدس ياتي عندك وقوة العلي تحل عليك ولهذا لا تحتاجين الى الزواج

140 ربي صادق وانا اكرز لك الصدق، واذ سالتيني كيف يتم ذلك فاسمعي وتاملي،

141 الروح القدس ياتي عندكِ بقداسة، وقوة العلي تحل عليكِ بمحبة،[14]

142 مصوّر الاجنة يصوّر له فيك جسدا ويلبسه، وابن غير المولود يصير محبولا في بتوليتك،

143 حِرفيّ العوالم ينسج ثوبا في حضنك الطاهر، ويهيء له معطف اللحم بنول بطنكِ،

144 ويُنزل عليك قوة العلي دون ان يصغر، ومن طهركِ ياخذ جسما ليصير انسانا،

145 في كور حضنك يصوغ ويتقن الصورة لآدم، وبها ينزل اله الكل لياتي الى الولادة،

146 في تلك العُملة (نقدية) التي خرّبها الشرير، يطبع ذاته وبها يشتري كل العالم من العبودية،

147 ذاك اللامركّب يحل في تركيب بطنكِ، ويخرج الى العالم جسديا مثل الانسان،

148 ها انه يحل فيكِ دون ان يبتعد من عند ابيه، وياتي عندكِ وهو يتفقد كل الاقطار،

149 /734/ لا تحتاجين الى الزواج لتقبلي الحبل، ويثمر الزواج برمز ذلك الذي يحل فيك،

150 لا تقترب منكِ الزيجة لتصيري امّا لان ابنك ربط الزيجة في كل الاجناس،

151 لا يقترب الرجل منك لتثمري منه، لان قوة العلي يصير جنينا في بتوليتكِ،

152 لا يفسد ختم شبابك المحفوظ لان شعاعا صافيا يخلد ويدخل ويتكيء في حضنك،

153 لا يُزاح حجاب بكارة جسدك التي هي معقودة ومسدولة بحرس في وجه الملك،

 

154 ابعدي الافكارَ الجسدية من ذهنك فالحبل الذي في بطنك هو ابن الله: لا تفحصي بعدُ،

155 لا تفكري اين؟ وكيف؟ وبماذا؟ ومتى؟ لان ولدك خفي فلا تتعذبي بالتعقيب عليه.

 

الملاك يعطي برهانا لمريم: اليصابات العاقر هي حبلى

156 ولكي تصدّقي صوتَ كلماتي بوضوح اعطيكِ ايضا برهانا [ لتعليمكِ،[15]

157 هوذا اليصابات نسيبتك العجوز العتيقة حبلى، حل الجنين في العاقر القديمة في نهاية ايامها،[16]

158 ذاك العقر يجيب لبتوليتكِ بانه لا يصعب شيء على الباري لانه العامل،[17]

159 /735/ العجوز تشرح لك عن كلماتي بانها حقيقية، وهذا الشهر هو السادس في درجة الحبالى،[18]

160 ولو العقر-الجفنة الذي خرب اعطى الثمرة، كيف يصعب ان تقبلي الحبَل في بتوليتكِ.؟

 

جبرائيل لم يجادل الرب ليقول له: كيف يكون هذا؟

161 ولدُكِ لا يُعقب من قبلنا لانه قوة العلي، والتفتيش عنه مستتر ولا يُدرس الا بالمحبة،

162 لما أُرسلتُ لاجلب بشارته لم اعقبّه ولم اجادله وما سمعته ها قد اسمعتُه اياك،

163 لم اضاعف السؤال عليه (قائلا): كيف يكون هذا،؟ واذ لم اجرؤ على السؤال لزمتُ الصمت.

 

يوجد جدال لا يُذم ويوجد جدال كله ضرر

164 انظر ايها المتميز: توجد طلبة هي مفيدة، ويوجد سؤال يُنجب المضرات بانقسامه،

165 يوجد من يفحص ولا يُذم لانه صادق، ويوجد من يجادل ويؤول خبره الى الخسارة،

166 بين المتميزين: يوجد للكلمة وجهان لما تُدرس، واحد هو وجه الخصام، وواحد هو وجه المحبة.

 

الملاك يمدح استفسار مريم المفيد ويذم استفسار زكريا الكاهن المضرّ

167 لقد سألت مريم ولم تُذم من قبل الملاك، لانها تزاحمت لتتعلم ولم تسعَ لتعقب،[19]

168 ذُمّ زكريا الذي سأل في قدس الاقداس، واعطى القصاص سكوتا لكلام المتشكك،

 

169 /736/ اثنان قدّما سؤالا واحدا لملفان واحد، ولم يبينّ في ردّه وجهة نظر واحدة لكليهما،[20]

170 المستيقظ ذمّ الكاهنَ الذي سأل (قائلا): كيف يكون هذا،؟ واعطى للشابة اكليل التفسير دون ان يذمّها.[21]

 

شكوك توما الرسول انجب الحقيقة

171 لو لم يؤمن توما فقد انتصر بالايمان، وبطن الشك ايضا ولد الحقيقة.[22]

 

حواء تموت لانها صدقت الحية بدون جدال

172 بالنسبة الى حواء عدم الشك اعطى الموتَ لانها صدّقت، وقد غُلبت لانها لم تجادل.[23]

 

زكريا اذنب لانه استفسر في وقت لا يجوز فيه الاستفسار

173 زكريا الشيخ اذنب لانه سأل، يوجد وقت لا تجوز فيه الاسئلة.

 

استفسرت مريم لتُبعد البحث والنقاش عن المجادلين

174 ولما فحصت مريم فقد ابعدت الفحصَ عن الجسورين، [ وبسؤالها[24] اسدلت السكوت على المجادلين،

175 لو لم تثر جدالا مع المستيقظ، لكان يتضاعف الجدل في العالم بخصوص ولدها،

176 ولو سكتت لما سمعت: هوذا ربي معك، لكان جدال الاثم يخنق كل العالم،[25]

177 بعد ان فسر المستيقظ الخبرَ ظل الخصام موجودا، وبعد كشف الملاك للحقيقة يكثرون الجدال.

 

الملاك يفسّر موضوع التجسد لمريم وللبشرية بفضل استفسارها

178 لو لم تسأله الصبية كيف يكون هذا،؟ لكان المستيقظ ايضا يهمل التفسير،[26]

179 مباركة مريم لانها صارت علة ليوصف لخبر الخفي /737/ بوضوح من قبل الملاك،

180 بدون السؤال كان يغيب التفسير ولما ذُكر، وبدون البحث لا تقدر الحقيقة ان تبرز،

 

181 بقولها كيف يكون هذا،؟ سمعت هي ايضا بان الروح القدس وقوة العلي تاتي عندكِ،[27]

182 ولو حل الروح وقوة العلي في الشابة، من ينقّص الولدَ الكامل في اللاهوت،؟

183 قوة العلي هو الابن الحقيقي بدون تعقيب، وهو قوته وذراع وبأس لاهوته،[28]

184 من كان ينحت الحقيقة بصوته مثل جبرائيل،؟ ومن كان يزن الحقيقة بالكلمات مثل الملاك،؟

185 من كان يفهم الخبر الخفي مثل الروحي،؟ ومن كان يسبح في ميمر الجمرات مثل الناري،؟

186 من كان يعرف ان يفسر الابنَ مثل ساعيه،؟ من كان يقدر ان يصف السامي مثل كاروزه،؟

187 من كان صادقا الا المستيقظ الذي جلب بشارته،؟ من يُصدّق مثل ذلك الذي اتى من بيت ابيه،؟

188 من يُقبل تجليه الا مبعوثه،؟ او من يعرفه مثل ذلك الذي اتى قبل مجيئه،؟[29]

189 واذ صرخ ابن سرّه عن خبره (وقال): انه قوة العلي، تجاسر اناس حتى يصغّروه في ولادته،

190 /738/ واذ ابان عبده حقيقته ظلموه هكذا، فلو كان يسكت اي ضرر كان سيضاف،؟

191 ولو لم يُصدق ابن بيته من قبل المجادلين، من كان يعلّم المعلمين المتكبرين وكان سيُقبل.؟

 

لما فهمت مريم الحقيقة لم تعد تجادل

192 انظر كم ان سؤال الطوباوية ساعد لانها لو سكتت لما كانت تشرق هذه الحقيقة،

193 سألت وتعلمت ثم لم تتشكك، واشرق لها الحق ولما راته لم تعقب عليه،

194 [ نقّت[30] حواسَها ونظفت فمها من الاسئلة وربطت كلمتها لئلا تفحص بعدُ امورا مخيفة،

195 سمعت الصوت: قوة العلي تاتي عندها ولم تجادل (وتقول): كيف ولماذا او لاي سبب.؟

 

مريم تكنس بيتها وتزينه بالفضائل

196 جمعت واخذت كل الافكار من ذهنها، ورشّت ناؤوسها الطاهر بالمحبة امام القدوس،

197 [ كنست[31] بيتها بالقداسة التي في باطنها، وزينت اسسَه باشكال الكرامة،

198 وصفّت فيه احجار الكمال الكريمة، وملأته باقاحي كل سير العفاف،

199 فرشت ارضيته باعضاء البتولية المختارة، وعلقت فيه زين اكاليل البهاء المجيدة،

200 اسدلت وعقدت ستائر الابواب من العفاف /739/ وفرشت ومدّت ثياب الحراسة الواسعة.

 

 

مريم تملأ مصباحها بزيت الاعمال الصالحة

201 سكبت الزيتَ-الاعمال الصالحة في مصباحها، واشتعل ضوءه العظيم في هيكل جسدها،

202 سجرت رائحة صلواتها بحرارة لتكون نار ايمانها النقية للبخور،

203 القت العطور-الحان التسبيح في نار محبتها، وفاحت رائحة بخور مختار من اعترافها.

 

قالت مريم: انا امة للرب ليأت وليحل فيّ (لوقا 1/38)

204 خرجت عباراتها مثل [ الجنود[32] من بيت الملك ليدخل معهم ابن المملكة من باب الاذن،

205 ولما تزين البيت بهذه الامور بقداسة، دخل ابن الملك وحلّ في ناؤوس البتولية،

206 اجابت المستيقظَ بمحبة عظمى: ليأتِ ربك، فهانذا مستعدة [ ليحل[33] عندي حسب ارادته،

207 هانذا امة الرب كما انت عبده، فلو وجّه ارادته اليّ سوف لن اهربَ،[34]

208 قالت مريم: ليكن لي حسب كلمتك، اعطت فمَها ثم اخذت الثمرة في حضنها،[35]

209 فتحت الباب هي بارادتها، ثم دخل الملك ليُكرم الختم الكامل بحرية.

 

الكلمة لم يحل في مريم قبل بشارة المستيقظ كما يدعي البعض

210 ليس كما يقولون: انه سبق المستيقظَ ودخل وحل فيها /740/ فلو حدث هذا لما كان اعجوبة،

211 من يخطو مع ذلك الرمز القابض على الاقطار،؟ او من يمشي مع السريع الذي برى اللجج،؟

212 من يقدر ان يذهب في رفقته لانه في كل مكان،؟ كيف اذاً يكون العجب بهذا لو سبقه،؟

213 انه لا يحظَ بمجد من ذلك (ولا) يُمدح، هذه هي العظمة: لقد جرى مجيئه بهدوء،!

214 كما بشّر موسى الشعبَ بان السامي ينزل وبعد ان تقدسوا نزل الآب على الجبل،[36]

215 وهكذا جلب المستيقظُ البشارة للمؤمنة، ولما سمعتها تهيأت وبعدئذ حلّ فيها.

 

الكلمة موجود في حضن الآب وفي حضن مريم وفي كل مكان

216 اشرق من الآب واستنارت مريم من امتلائه، نزل الشعاع ولم يقطع جذره من مرسله،

217 حل في الطاهرة وهو يتباهى في حضن ابيه، ودخل الى البطن والسماء مليئة من مجده،

218 اضاء في الشابة ونوره يلمع على المركبة، حبَله في البطن واجنحة المستيقظين تشتعل منه،

 

219 كله في مريم، وكله في ابيه، وهو في الكل، يحرك الكواريب، ولابس الاعضاء وموجود عند الكل،

220 الرتب ترتعب والطغمات تخاف والقوات ترتل والجموع ترتجف والصفوف تتغطى والافواج ترتعد،

221 /741/ هولاء يقدسون وفوق يفتشون عن خفائه، وهو حال في البطن-السماء اللحمية التي وُجدت على الارض،

222 وقابض في شبره لجام العالم وتدابيرها، وجُعل جنينا في الحضن البتولي الذي لم يتزوج،

223 كل مقياس الارض موضوع في شبر ابيه، وشبر اللحم حبَلَ به في صغره،[37]

224 سلطته ممتدة على البرايا وهو متكيء في مريم، ويقبض على ولايات العلى والعمق وحالّ في امه.

 

الكلمة-مصوّر الاجنة ياخذ جسدا نفسانيا من مريم

225 يصوّر ويطبع الايقونات الناطقة في البطون، ويصوغ في امه ايقونة مجسمة لخفائه،

226 يسكب اختام المنطق في الاناث، ويربي له جسدا نفسانيا في مريم،

227 ينحت ويتقن صوَر الناس في الظلمة، ويصور نفسَه ليصير انسانا من بنت الانسان،

228 يجمع ويعقد كل الاعضاء من الزواج، ويهيء له حواسا مجسمة في البتولية،

229 يركّب الاجسام في احضان العائلة المتزوجة، ويجبل جسما لمجده بدون زوج،

230 ينفخ نفس الكمال في جميع الاجنة، وجُعل جنينا في الجسد النفساني الذي اخذه.[38]

 

مريم تبتهج بالكلمة الحالّ فيها

231 اضاءت افكار المؤمنة لما حل فيها، فحملت البهاء ولمع جمال شبابها،

232 /742/ رعدت المقصورة برب الملوك الذي دخل وحل فيها، وابتهجت البتول برب الاقداس الذي كانت تحمله.

 

مريم تزور اليصابات

233 ولما كانت متحيرة وبهية وعفيفة ومتباهية ومسرعة وخائفة وشجاعة ومسرورة ونقية ومحتشمة،

234 [ [39]] ولما كان يلمع شعاع الآب في بتوليتها، قامت على رِجليها لتذهب وتفرح مع العقر،

235 حملت الشابة ربَ [ القطيع[40] وصعدت لترى النعجة العاقر التي ظهر فيها الحمل بعد فوات الاوان،

 

236 الحمامة طارت بريش القوة ووصلت الى اليهودية لترى وتفرح بفرخ النسر العجوز،

237 اتت الظبية وهي حاملة الايل الشاب، ورعد عجل اللاويين ليرتقص في اليهودية،[41]

238 صعدت وتفجرت الغيمة-مريم المليئة مراحم لتذهب وتسقي ارضا عطشانة اذ نبتت فيها الثمرة،

239 جلس الملك على المركبة المليئة قوة ليخرج ويزور بعناية بيت عبيده،

240 مشت على رِجليها [ القبة العفيفة[42] وفيها العظمة، لتزور رسولا ابن الفقراء في بيته،

241 قامت البتول لتصعد الى بيت العجوز، ليكثر التعجب في الشباب والشيخوخة،

242 /743/ مشت وصعدت مقصورة اللحم وفيها الملك فوقف على باب العبد وارتجف وهو في امه،

243 طرق العزيزُ وخاف الرسول داخل بيت ابيه، تكلم الملك ووقع العبد وركع وسجد له،

244 رمز الباري وارتقص الولد ابن العقر، تطلعت قوة ابن الله وتحرك الصبي،

245 لفظ امر مصوّر الاجنة وحرك الجنينَ، اكتملت ارادة المسلط على الكل وحرك البطنَ،

246 نظر الهاديء والتوى الساكت، امر [ ذاك[43] الخفي وبيّن اللامولود شجاعته،

247 ابن البتول اراد، فتحير ابن العاقر، صرخ المستتر ووقعت الرجفة في الجنين الساكت،

248 شبل الاسد الذي كتب عنه يعقوب زأر في امه، والعجل ابن الشيخوخة سمع صوته وارتجف،[44]

249 تكلمت الشابة بلطف في اذنَي العجوز، ومشى الصوت ودخل وحرك كاروزَ الحق،

250 ارتقص الصبي رقصا رهيبا بفرح امام ابن داؤد الذي ارتقص امام التابوت،[45]

251 اجبر امَه لتخرج وتسجد بقوة، لئلا يتاخر ربه الذي اتى لزيارته (ويقف) على الباب.

 

اليصابات تمتليء من الروح القدس وتتنبأ: من اين لي ان تاتي امّ ربي عندي؟

252 فاض الروح من القدوس على العجوز العاقر /744/ وسكب فيها القوة لتكرز لامه الحقائق،

253 تفجّر موج النبؤة على بنت هارون لتُجري جداول الخفايا على بنت داؤد،

254 اصبع الانبياء عزفت على اوتار فمها، وبدأت تزمر المستقبل بصوت عال،[46]

255 بنت اللاوين امتلأت من الروح القدس، وزمرت الحانا مليئة تسبيحا من شفتيها،

256 من اين لي ان ياتي عندي ربي وامه وابن العزيز يزور ابن الضعيف في بيته.؟[47]

 

مريم سماء جديدة اعظم من مركبة الكواريب

257 ما اكثر تطويباتي لانني استحققتُ ان ارى الطوباوية-السماء الجديدة التي مشت واتت ودخلت عندي،[48]

258 تلك المركبة المتنوعة المناظر هي اصغر منكِ، تلك حملت ابنَك بالشبه، وانتِ بالحقيقة،[49]

259 حواسك هي ابهى من عجلات اللهيب، لان ذلك الذي تحملينه يحركها لتسير،

260 بطنك اكثر فزعا من ضباب جبل سيناء، فهوذا سكينة السامي حالّة فيكِ بقداسة،[50]

261 حضنكِ الطاهر لا يشبهه العرش البهي، هوذا صامت فيكِ ذاك الذي يرتجف منه الكواريب،

262 قبة السماء العظمى هي مساوية لكِ، لان الواحد المسجود له يُزيح في كلتيكما،

263 لما دخل صوتك في اذنَي استولى علي العجب /745/ اذ اقلقني بارتقاصه الجنين الهاديء الذي احمله،

264 سلامكِ في اذنيّ ورمزُ ابنك حرّض الجنينَ، وها انه يعذبني بجسارته ليخرج اليه،

265 ولو لم تمنعه طبيعة نقصه لكانت ارادته تسحبه الى الخارج بسبب فرح قلبه.

 

اليصابات تقول لمريم: يخاف جنيني ان يولد في حضور رب البرايا رجاء عودي الى بيتك

266 دخل ابن الملك وحل في بيت عبده بفقر، ورعد الموضع كثيرا من مجده،

267 فرحت مريم لان العقر ايضا شهد على بطنها، وتلك العتيقة اجابت بدل شبابها،

268 مكثت مريم ثلاثة اشهر في بيت اللاويين، وبلغ الزمان لتثمر العاقر كاروز الحق،[51]

269 دنت النعجة والقت بنفسها امام اللبؤة، وطلبت منها ان تفسح المجال لضعفها،

270 اذهبي ايتها القوية وامكثي في موضعك، وَلِدي هناك لئلا يتبدد قطيع صهيون برعبك،

271 اذهبي [ واتكئي[52] شبل الاسد في منزلك الهاديء، فالحمل الذي في حضني يخاف منه لياتي الى الولادة،

272 هجم علي المخاض وضعفتُ ووقعت على سرير الاوجاع، وحمَلُ السنة راى الاسدَ الشيخ وخاف منه،

273 لن يخرج ما لم ينتقل ذاك العزيز، لانه لا يليق ايضا ان يخدم الملكُ الوضيعَ،

274 /746/ ليس جميلا ان يقف الرب ويتكيء العبد، ولا يوجد مجال لتخدم النار امام الهباء،

275 ولهذا يتزاحم الجنين في البطن ويخاف ان يخرج، لئلا يكلّ من لهيب ذلك الذي يحلّ فيكِ،

276 لما يمشي الفرخ من العش ليخرج الى الارض، لو يرى النسر يلتجيء الى الكمين في بطن امه،

277 ليذهب الشمس وها قد اشتعل السراج الصغير في الارض، فانتقلي اذاً لئلا يهان ثمرتك من قبلنا.

 

 

يوسف يتعجب من حبل مريم ويهمّ بتخليتها سرا

278 [[53]] عاد الملك من بيت العبد الى بيت امه، البتول الحاملة جنينا شيخا اتت عند يوسف،

279 يوسف خطيبها العادل رآها واستولت عليه الحيرة، ونظر الى الشابة العفيفة والمحتشمة وانذهل قلبه،

280 شكلها عفيف، وحضنها مليء، وماذا يقول،؟ منظرها محتشم، وبطنها حامل، واين يتطلع،؟

281 محياها متواضع، وجنينها يتحرك، وكيف يهدأ،؟ البهية في منزلها ويعرف حبلها واي حَلّ يقبل،؟

282 كان يتعجب من وقارها: كم انها بهية، وكان يخاف كثيرا من واقع الحبَل الذي كان يراه،

283 وكلما اطال يوسف اناته على القضية، كان البطن يصرخ بخصوص الجنين الحالّ فيه،

284 ولما كان يحفظ السرّ لئلا يذكره /747/ راى (الناس) يرمزون الى البطن الحامل،

285 واذ كان يريد بالا يفضح المؤمنة، راى الآخرين يشيرون اليها كانما بالاصبع،[54]

286 كان العادل محصورا بين حبَل مريم وعفتها: يستحي ان يتكلم ولا يقدر ان يسكت.

 

يوسف يستفسر من مريم: كيف جرى وحبلتِ وفقدتِ اللؤلؤة-بتوليتك؟

287 دنا بهدوء وبدأ يقول بلطف: [ قولي] لي ايتها الشابة ماذا صادفكِ ولم [تشعري[55]به،؟

288 ايتها السفينة المحروسة كيف غرقت خفّتُك،؟ واي بحر خطف تجارتك بين امواجه،؟

289 ايتها النعجة المحسودة في اي مكان اخذوا حملك،؟ واطلقوك مشلحة وتركوك كما لو كان في القفر،؟

290 ايتها الحمامة البهية من قصّ جناحَي جمالكِ، ونتف واخذ ريش بتوليتك السليم،؟

291 ايتها العفيفة التي زلّت من سرق لؤلؤتك، وخرب وسلب بكارتك المحفوظة الجميلة،؟

292 ايتها البهية يوميا متى خسرتِ كرامتك،؟ وفي اي يوم وقع اللصوص وسرقوا [جمالك،؟[56]

293 ايتها المدينة المحصنة اي سبي استاصل سورك، واخرج سلبك مع الهجرة عند الغرباء،؟

294 ايتها الحقل المحروس من القى فيك زرعا مسروقا، فهذا الكدس الموضوع في الوسط ليس كدسنا.؟

 

مريم تردّ على يوسف: لؤلؤة البتولية محفوظة عندي

295 /748/ قالت مريم: كفى يا يوسف أختم خبَرك، انا لستُ مذنبة في كل هذه الامور والهي يشهد،

296 اللؤلؤة محفوظة عندي ولم تُسرق، وختم البتولية قائم ولم يفسده احد،

297 اختام شبابي هي محفوظة وانا واثقة، وباب مقصورة صباي مغلق وانا مختومة،

 

298 لم ياخذ احد ذلك البلور الذي خُطب لك، ولم يُكسر الحجر المنتخب الذي سُلّم لك،

299 اكليل شبابي البهي محفوظ بجماله، وكنز بتوليتي العظيم موجود عندي.

 

قال يوسف لمريم: انا اصدّقكِ ولكن كيف تفسرين لي حبَلك؟

300 قال يوسف: الى هنا [ كنتِ[57] صادقة وانا شهدتُ لعفتك اكثر من كل واحد،

301 كنتُ اتامل كل يوم في كرامتك، وكنتُ افرح كثيرا ببهائك لانك [ كنتِ[58] عفيفة،

302 اشهد ايضا بان الكذب لم يدنُ منكِ، ولا اريد ان اصدّق ما يقوله فمك،

303 يلزم قبول الافعال اكثر من الاقوال، لان الفعل يثبت ذاتيا وليس بالجدال،

304 هانذا ارى الحبل في بطنك، فكيف اصدّق [ استعاراتكِ،؟[59] لا اعرفُ،

305 الكذب يتبع الزنى /749/ [ والافتراء[60] مرتبط بالسرقة،

306 من [ يسرق[61] ليس صادقا لانه سارق، لان شرا واحدا يمكنه ان ينجب (شرورا) كثيرة،

307 هل اصدقّ فمكِ ام اثق بحبَلك،؟ هل انظر الى صوتك او الى الحقيقة الواضحة والثابتة.؟

 

بكارة مريم محفوظة وتعرض على يوسف ان تفحصها القابلات وان تُسقى مياه الاختبار

308 قالت الشابة: بكارتي تشهد على عباراتي وكوني حبلى هذا لا يخصك كما لا يخصني،

309 انا اكيدة بانني لستُ ملامة من قبل الرجل، وبدون ريب لم امارس الزواج نهائيا،

310 لو كذّبتني توجد في بلدنا “الحكيمات”، وبخصوصي يوجد الختم عند الاناث،[62]

311 اسقني مياه فحص الزانيات، واختبر [ امانتي[63] بموجب الناموس الذي تركه موسى،

 

312 اي شهود بعدُ اجلبُها لك لتعليمك ماعدا البكارة ومياه الفحص التي تصدّقها،؟

313 ولو كذّبتني وكذّبتها، هوذا ابني يشهد بانه من العلي وانا لا اعرف رجلا.[64]

 

يوسف يقول لمريم: لا الطبيعة ولا الكتاب يسمحان ان اصدقكِ

314 قال يوسف: من يقدر ان يصدّق هذه الامور لانه لا يوجد برهان يشبهها،؟

315 من وجد البكارة والحبل في بطن واحد /750/ وثديَين مليئين واختام بتولية محفوظة،؟

316 تقوم البكارة مثل الحراس على باب البطن، ولو لم تنتقل سوف لن يدخل الجنين الى البطن ويحل في الحضن،

317 لم يُسمع ابدا لدى الاناث هذا (الخبر): ان يصير ولد للبتولات بدون رجل،!

318 كيف ومتى او عند من حدث قط (هذا)،؟ يصعب علي ان اصدّق هذا المنظر الذي سمعته منكِ،

319 لا الكتاب ولا الطبيعة تعلّم هذا، فكيف يحدث هذا فيكِ بصورة غير اعتيادية.؟

 

من تزوج الارض لتلد آدم،؟ وباي نكاح ولد آدمُ حواءَ؟

320 قالت مريم: لو تريد شهادة على كلماتي يسهل عليك ان تسمع (شهادة) الطبيعة والكتاب،

321 من تزوج الارضَ البتول التي ولدت آدمَ،؟ وآدمُ باي نكاح ولد حواءَ.؟[65]

 

من تزوج الشجرة وولدت الكبش،؟ ومن تزوج الحجر وولد الانهار؟

322 من تزوج الشجرةَ وولدت الحملَ،؟ او من عرف الحجرَ وولد الانهار.َ؟[66]

 

كيف اورق قضيب هارون، وكيف اثمر فك الحمار الماء؟

323 باي روح اورق القضيب بخلاف العادة،؟ وباي نكاح اثمر الفك الميت شرابا،؟[67]

324 في هذه الاحضان من اثمر هذه الاجنة ليكون ما حدث لي فقط غير صحيح.؟

 

 

دعوة يوسف لقراءة النبؤات التي تبرهن على بتولية مريم

325 لو لا تصدق الطبيعة التي هي صادقة جدا، حتى الكتاب لا يقدر ان يعلّمك بخفاياه،

326 اقرأ في الانبياء وانظر الى الخبر الذي يشبه خبري، /751/ ستجد امورا كثيرة موجودة في كل الاسفار،

327 ألم تسمع من اشعيا لما كان يكرز: هوذا البتول [ تحبل وتلد[68] عمانوئيل،؟

328 هل هذا الصوت هو صادق بالنسبة اليك ام كاذب،؟ هل آمنتَ،؟ او هل يوجد بعدُ قنوط في فكرك.؟

 

يوسف يقول لمريم: اهرب منك سواء كان حبلكِ من الزنى ام من الروح

329 قال يوسف: انه لقنوط منكِ لسببين، ولهذا بالحقيقة يلزمني ان اهرب منكِ،

330 لو كان حبلك من الزنى حاشا لي ان اخلط طهري في جسم زنى مع الغرباء،

331 ولو كان جنينك من الروح لا اتجاسر ان اقترب الى مقصورة طاهرة فيها حلّ الملك،

332 لا اعقّب ممن هو حبَلك او ما هو،؟ لو ابحث هذا العمل ساقوم به في النهاية،

333 انه مخيف سواء كان من الزنى، او من الروح، فلماذا اجادل معكِ مطولا.؟

 

مريم تتوسل الى جنينها لينير يوسفَ بخصوص الحبَل به

334 فكّر يوسف العادل ان يخلّي مريم، ولبست المنكوبة الحِداد بسبب انفصالها،

335 وشوشت لابنها بلطف وباصوات شجية، وتكلمت معه بصلوات وبصوت عال،

336 ادارت عينيها الى حضنها بتمييز، /752/ وهي تنظر الى بطنها بمحبة،

337 ايها الصادق الذي ظُلمتُ بسببه اشرق حقيقتَك لئلا يُخفى صِدقُ امك عن الفقير،

338 اكشف ارادتكَ لابيك المستعار على الارض لئلا يصير غريبا عن سرّ ولادتكَ،

339 ايها الرحمن اشفق على عدالته الرحومة جدا، وبتجليك سيفرح قلبه وينسى المه،

340 يا ابني لا تخفِ الحبل بك عنه لئلا يهلك، اجبهُ بدل والدتكَ لئلا يتشكك،

341 ربي انا مصممة [ بألا[69] اعود الى الزواج، وانا معنية كثيرا بعدالته ليتقدس معي،

342 واذ [ استحققت[70] ان اخذك بخطوبته، اهلّه ليصير قريبا من ولادتكَ المليئة اقداسا،

343 لا تتركه مختنقا بالشك بسبب الحبل بك، اجمعه الى ميناء ايمانك المليء رجاء،

344 كن شاهدا صادقا لامكَ لانهم عذبوها كثيرا، اقنِع يوسف وسيُقنع من يتشكك بي،

345 لو يصدّق هو يسهل عليه ان يرذل من يظلمني، ويكرز الحقيقة عن ميلادك كل ايامه.

 

الملاك يظهر ليوسف في الحلم ويرعبه

346 ولما استولت الافكار على يوسف عما يصنعه، غرق في نوم لانه كان يتشكك بفكره،

347 /753/ ولما استراح العادل في سبات الليل الهاديء، ابن البتول اشار الى المستيقظ فوصل عنده،

348 نزل الرسول الذي جلب البشارة الى حضن امه ليكشف ليوسف رَجل المؤمنة،

349 اتى كاروز ليبين الحقيقة لذلك الذي تشكك، ويبرهن له الحقيقة الظاهرة بالمنظر الخفي،

350 طار الروحي ووصل اليه بسرعة ليطرد منه افكار الشك،

351 اقترب منه بالمنظر الليلي بمحبة، ليقبل كلماته بحرس وبخوف،

352 ابان له المحيا المرعب والمجيد والعجيب ليسمع منه الحقائق بخوف،

353 هبّ كالريح وطار كالبرق ووصل عنده، ولمع كالنار وصوّت [ كالرعد[71] وتكلم معه،

354 [ كان قد التهب[72] وانجب بروقا من لهيبه، واشرق كالشمس وملأ البيت من اشعته،

355 ابرق [ نور[73] اللهيب وارتجف يوسف وفتح فمه، وامطر الجمرات من شفتيه،

356 مدّ جناحيه ولبس البيت غيمة النار، وبدأ يتكلم فارتجف العادل على فراشه.

 

قال الملاك ليوسف: يا ابن داؤد لا تتشكك من مريم لانها حبلى “بابن داؤد”

357 دعاه وقال له: يا ابن داؤد لا تتشكك /754/اعطاه في بداية كلامه اكليلا لانه ابن داؤد،[74]

358 دعاه ابن داؤد كانما رمز اليه ليفكر بان الملك الذي كتب عنه يعقوب، يشرق من بيت داؤد،[75]

359 لو كانت خطيبتك مريم من سبط روبيل، ليس صحيحا ان يكون حبَلها بدون رَجل،[76]

360 لو كان جنسها من شمعون او من لاوي، لا يقوم رئيس لياتي من هذين كما هو مكتوب،[77]

361 لو كان جنسها من يهوذا ومن بيت داؤد، فمنها يشرق من هو مُلكه التدبير.[78]

 

 

مريم هي حبلى بعمانوئيل حسب نبؤة اشعيا (اشعيا 7/14)

362 لا تخف ولا تفزع منها بانقسام لان ذلك الحالّ فيها هو [ بالحقيقة[79] ابن العلي،

363 حبَلها ليس من الزنى كما يُظن، لان ولدها يزيل زنى الارض،

364 هذا الذي حدث هو ما كرزه اشعيا: هوذا البتول [ تحبل وتلد[80] عمانوئيل،

365 لو لم يتحقق هذا كما رُسم، لكان يكذب اشعيا في كرازته،

366 بالحقيقة هوذا عمانوئيل في خطيبتكَ وهو قوته وتفسيره ربنا معنا،[81]

367 هوذا الله مختلط مع الناس كما كُرز: ايل هو معكم كما زُمرت، وانتَ تتقمقم.؟

 

يوسف يؤمن ويسجد لابن مريم ويدافع عنها

368 /755/ انتقل المستيقظ ونهض يوسف وهو متحير، وخائف، ومرتجف، ومرتج، ومتعجب، ومنذهل،

369 ومرتعب، وفزع، وصادق، ومعترف، وقنوط، ومسرور،

370 وواثق، وعزيز، ومسبِّح، وشاكر، ومبارِك، وساجد،[82]

371 راى البتولَ وضم يديه وسجد امامها: السلام معك يا امّ الملك الذي اتى الى [عالمنا،[83]

372 اسجد للبطن مركبة رب الملوك، اصدقكِ ايتها الشابة الحاملة رب الحقيقة،

373 اشهد بان ذلك الحالّ فيك هو رب المستيقظين، وصفوف النار تطيعه لانه ابن الله،

374 اظن ايضا بانه خفي عنك لكثرة عزته، انا تعلمتُ [ الحقائق[84] بخوف عظيم،

375 ذاك الذي هو في بطنك هو بالحقيقة عمانوئيل، وقد تنبأ اشعيا عنه في كرازته،

376 هذه الامور كلها ابانها لي وكرزها في اذنيّ عبدُ ابنك رئيس المستيقظين ووكيله،

377 الآن بعد ان تعلمتُ سوف لن اهدأ من تسبيحه واصير كاروز الحق بين الظالمين.

 

 

قال يوسف لمريم: تشككتُ بعض الوقت وقد حسبتُكِ زانية فاعتذر منك

378 واذ تشككتُ بعض الوقت بسبب حبلكِ، سيكرز لساني حقيقة ولدك طيلة حياتي،

379 /756/ واذ خفت واردتُ ان [ اخلّيك[85] بسبب جنينك سوف لن اترك قداستكِ حتى لو (يُشهر) السيف عليّ،

380 واذ حسبتكِ في حينه متزوجة وزانية، حاشا لي ان اعود الى الزواج البعيد عنك.

 

يوسف لا يفكر بعدُ بتخلية مريم ويعيشان سوية بطهر

381 هلمي وادخلي وصيري سيدة لمسكن بتوليتك واخدمُ قداستكِ وانا فرح،

382 ها قد ابعدتُ فكري عن الزواج منذ اليوم، واخضع لطهركِ لان ابنك هو ربي،

383 يوسف اخذ المؤمنة فدخلت عنده، وسكنت البتول مع القديس باحترام،

384 ويخضع ويسجد ويكرم ويبتهج بها، ويعظّم ويشكر ويخدمها بقداسة،

385 ويخجل منها لما يسمعها بتمييز، وجسده مقدس وقلبه نقي مع افكاره،

386 صار النجار كاروبا لحميا لحِرفيّ المسكونة، وقام على الخدمة بنقاء وخوف عظيم،[86]

387 السواريف يتغطون ويقدسون الابن الخفي، وهو حالّ في الشابة بين الفقراء مثل جميع الاجنة،

388 السماء اصغر من ان تسع وتحمل خفاءه، والوحيدة تزيح وتحمل مجده،

389 بين الناريين هو خفي في جوهره عن كل الطغمات، /757/ ومسكن يوسف غني ومكرّم به،

390 انه خفي عن المستيقظين عند مرسله في موضعه العظيم، وبين الفقراء انه حالّ في الشابة مثل ولد.

 

بعد تسعة اشهر اكتمل جسد مصوّر الاجنة حينئذ اتى الى الولادة

391 ولما كان يتربى مربي الاجنة في البطون ويصوّر ويطبع الايقونات الناطقة في المتزوجات،

392 ولما اكتمل اكليل جسده الكامل ونجز اكليل اعضاء مجده،

393 ولما جمع الجسم في حواسه بالنطق، وهيأ وتمم كمال جسده في كل صوره،

394 ولما صاغ كل الصورة حسيا، ونحت الطبع البشري كاملا وحِرفيا،

395 ولما تشيد بناء جسده روحيا، ونجز تركيب جسمه بكمال،

396 ولما كمل تمام كيل الاشهر التسعة، اراد منجبُ آدمَ ان ياتي الى الولادة بنظام.

 

 

قيصر يحصي المواطنين رمز للابن الذي يكتب آل آدم في سفر الحياة

397 ولما اراد ان يسجل آدمَ في سِفر الحياة، صدر امر ليُكتب الناس بموجب الجزية،[87]

398 تضاعف امران واحد من العلى وآخر من العمق، ليحصي الملكان الشعبَ في الجهتين،

399 قيصر يسجل البشر حسب الجزية، والابن يرسم اولاد آدم في سِفر الحياة،

400 الواحد يحاول ان يُخضع له البشر، /758/ والآخر يهتم ليجعل الضعفاء يغلبون،

401 تسجيلا الملكَين المنطقيان التقيا، الملك على الارض، والابن في العلى سجلا الاسماء،

402 الاحصاء بموجب الجزية كان الاول، كما حدث هذا الامر الجديد للانسانية،[88]

403 بالظواهر كانت تُرسم البواطن، وبالمرئيات كانت تُكرز الخفايا.

 

تسجيل المواطن في بلده رمز لتسجيل آدم في بلده عدن

404 كان يُقدّم احصاء الناس [ للعبد،[89] وحريتهم كانت تُسجل من قبل العلي،

405 صدر امر بان يكتب كل واحد اسمه في بلده، اذاً سُجل آدم في عدن لانه بلده،

406 سجله ربه في جنة التطويبات مدينة الاجناس، وسجل اسمه في بلده الاول بين معارفه،

407 ولما أُرسل هذا الرمز من العلى، امر قيصر ان يتحقق هذا على الارض ايضا،

408 ليذهب كل احد الى مدينته وقريته، وهذا هو سرّ عودة الطريد الى عدن.[90]

 

يوسف ومريم يكتتبان في افراتا قرية داؤد

409 ولما تسلط الامر على ارض اليهودية، وكان جميع الناس يُكتتبون بموجب الجزية،

410 وصلت الاوامر الى يوسف رجل مريم ليصعد ويعطي تسجيل اسمه في قرية داؤد،[91]

411 اخذ المليئة جمال البتولية واتى /759/ وصعد ليذهب ويسجل اسمه حسب الامر،[92]

412 صعد الملك الى قرية الملك ليشرق هناك، وبولادته يسجل الناسَ في سِفر الحياة،

413 الشابة حملت رب الملوك في حضنها الطاهر، وصعدت محتفلة مع يوسف الى افراتا،

414 واذ وصلا الى بلد الملك، عرف خاصتَه وتهيأ ليدخل ويحل في سلطته،

415 هجم المخاض على الام الشابة لتلد الجنين لان وقت ولادة مصوّر الاجنة قد بلغ،[93]

 

416 تعرّف على قرية داؤد ودخل وسكن فيها، ليُكرم في منزل الملك ابيه،

417 واذ لم يوجد بيت لامه في بيت لحم، مالا الى المغارة: البيت الحجري ليحلا هناك،[94]

418 دخل الفقيران مع الغني الى المنزل المستعار وحل الضعيفان مع العزيز في عش مجوف،

419 ركعت النعجة الشابة لتلد شبل الاسد القوي الذي [ سجله[95] يعقوب في بركاته،

420 استقرت الحمامة الصبية لتثمر في بتوليتها النسر الشاب الملك [ العظيم في عش[96] صغير،

421 جلست العِجلة المحبوبة لتلد بشبابها الثور المسمن الذي صار ذبيحة لاجل الخطأة،[97]

422 /760/ منجب الاجنة انجب نفسَه جسديا وخرج من البطن وختمُ بتوليتها موجود.

 

واحد هو الكلمة وله مولدان: انه ابن الله وابن مريم

423 ميلاده هو الهي وانساني، ولا يُعقب بسبب عجبه لانه غير محدود،

424 انه الهي وحمله البطن بتوليا، وهو انساني لان الحضن ولده جسديا،

425 واحد هو الولد الابن الحقيقي والكامل والعجيب [ المولود[98] من الآب والخفي عن المستيقظين والمسجود له من قبل الناس،

426 من الجوهر ومن الانسانية هو وحيد واحد، ابن العظمة وابن مريم هو مخلص واحد،

427 من العلي ومن بنت داؤد هو رب الكل الواحد، من الناريين ومن الجسديين هو العزيز الواحد،

428 انه [ خفي في جوهره، وظاهر في ناسوته، ومن يفحصه،؟ انه مستتر في طبيعته وجسده حقيقي: انه لعجب في كل هذه الامور،

429 انه متشح باللهيب وملفوف بالاقماط ولا يُحدد، انه خفي على العرش وموضوع في المذود ولا يُعقب،

430 انه محمول على الكواريب وموضوع على الركبتين ولهذا فهو عظيم، انه محرِّك الطبائع التي تردد العجب وهو لابس الجسد،

431 ويقيت الاجناس ويرضع الحليب ومن يفهمه،؟ ويعطي المطر ويمسك الثدي وهذه اعجوبة،

 

432 انه سام ومخيف ويُرتل له وهوذا اعجوبة، /761/ العلى صغير ولا يسعه، ولما سأل البيت فهذه نعمة،

433 والسواريف يتغطون ويوسف يسجد وهذا عجب، والصفوف منظومة والناس ضعفاء ومن يفهم.؟[99]

 

الملائكة والبشر يرتلون في ميلاد الابن

434 تعجب الملائكة ورتل الجموع وصرخ الصفوف وهللت الطغمات وتزيح الافواج ونزلوا الى الارض،

435 ولمع الناريون وهبّ الروحيون وتجمع الافواج وسبّحت الالوف مع الربوات بصوت العجب،

436 رعد القفر بافواج السماويين، وشقّ ضياء المستيقظين الليلَ بضيائه،

437 التفّت بروق النار واحاطت بالموضع والتهبت اشعة النور واضمحلت الظِلال،

438 امتدت اجنحة اللهيب وتلاشت الامسيات، ونزل العلويون ومشوا على الارض وجعلوها سماء،

439 الجهات نسجت اكليل المجد لرب الامجاد، وقُدّم له واحد من العلى وآخر من العمق،

440 اشتبك العلويون مع السفليين وظفروا التاج من الشكر للواحد رب الكل،

441 /762/ نزل الملائكة ليبشّروا البشر لانهم سينتقلون من العمق الى العلى بواسطة الابن الذي اشرق،

442 اختلطت الجهة بالجهة رفيقتها ورعد التسبيح، هلل المستيقظون والبشر هناك باصوات متميزة،

443 آل جبرائيل هتفوا الى آل آدم [ ليستيقظوا[100] بتسبيح السماويين،

444 هتف جوق آل ميخائيل [ بنغمة[101] حلوة حتى تسمع الانسانية وتتعلم انغامهم،

445 [ ذاك[102] لحن الكواريب رعد بخوف عظيم، ليحرض الافواه المسدودة على التسبيح،

446 [ ذاك[103] قدسُ السواريف نطق كالابواق ليوقظوا البشر على التقديس،

447 خرج رعد من بين العجلات [ واقلق[104] الارض لتنهض وتقوم وتزمر التسبيح لان ربها قد اتى.

 

 

المجد لله في العلى وفي العمق الرجاء

448 [ رتل] العلويون ترتيلة الالحان بكناراتهم: [ المجد في العلى والسلام[105] في العمق ولآدم الرجاء،

449 فوقُ في الاعالي اكليل التسبيح لرب الاعالي، وفي الاسفل على الارض الرجاء الصالح للبشر.[106]

 

الملائكة يبشرون الرعاة بميلاد المخلص

450 ركض الملائكة ليبشروا الرعاة بانه الراعي الذي اتى لاجل القطيع الناطق الذي كان هالكا،

451 /763/ هتف العلويون: [ بشرى[107] لكم ايها السفليون لان الرب المسيح اشرق لكم في قرية داؤد،[108]

452 هوذا المخلص قد اتى عند السبي ولم يشعر به، والراعي العظيم قام على رعيته ولم تعرفه،

453 هوذا القوي الذي يحل الاسرى، اذهبوا [ واسجدوا[109] له لانه يُخرج المسجونين من الظلمة الى النور العظيم،

454 هوذا الجبار يُعيد الجلاء بقوته، واذ يطعنه المضطهدون فانه يتغلب على جميعهم،

455 ايها الناس لماذا لا تشعرون بانه اتى [ ليتفقدكم،؟[110] لقد وقف على الباب وانتم نائمون من التسبيح،

456 قوموا واذهبوا وشاهدوا الملك الذي اتى ليخلص شعبه، انه بسيط ومتواضع وبوداعته يعمّر الارض،

457 سلطته ليست كمنظره، وولاية عزته ليست مصوّرة بلباسه،

458 لا يوجد في يدَيه رمح وسيف وهو المخلص، ولا مركبة مزينة تحته وهو الملك،

459 لا توجد عربة مربوطة لاكرامه ليتزيح عليها، وهو ملفوف بالاقماط وموضوع في مذود حقير مثل صبي،[111]

460 ترونه في هذا الشبه بالبساطة، هذه هي علامته فلا تتشككوا لما ترونه.

 

هدايا الرعاة الثلاثية: الحملان للحبر الاعظم والحليب للصبي والمجد للملك

461 فرح الرعاة وقطعانهم بالبشارة، /764/ وصدّقوا وسبّحوا وحملوا وجلبوا قرابينهم،

462 انهم سذج وبسطاء وانقياء واطهار وصادقون، وقد ميزوا واخذوا وعشّروا وجلبوا ونقلوا واختاروا وقربوا،

 

463 وحمل المتميزون الحملان للحبر والحليب للصبي والمجد للملك وتزاحموا بين المستيقظين ووصلوا الى المغارة،

464 ودخلوا وراوه وسجدوا امامه باكرامهم، ونسج الرعاة الاكليل الاول وقرّبوه له،

465 قُدمت حملان القطيع الى الحمل الآتي ليصير ذبيحة ويحمي الحملان من الذبح.[112]

 

تسبيح الملائكة والبشر للطفل يسوع

466 تزاحم المستيقظون والناس امام الولد، واختلط الملائكة والرعاة واعطوا التسبيح،

467 انه لعجب عظيم: الحان بني العلى وبني العمق كانت مختلطة بتهليل واحد،

468 اختلطت الحان ناعمة بالحان جسدية، وتصاعدت للابن من كل الجهات الانغام المتنوعة،

469 هناك تكلمت افواه الروح بسعانينهم، وهتفت هناك افواه الجسد بالسنتها،

470 والحان السماويين الناطقين رتلت التسبيح، وانغام الرعاة المختارة ضاعفت الشكر،

471 [ لمعت[113] الحان اللهيب من اللهيب، وكثر الصخب من الانسانية بسبب الاعجوبة،

472 /765/ هتفت ألسِنة النار الطاهرة بمزاميرها، ورعدت افواه بني الجسد بانغامها،

473 وبتمييزاتهم اعطى الملائكة الحانا مدروسة، والناس السذج تسبيحا بسيطا بمدائحهم،

474 الطغمات تحيط بالمذود الصغير باشكالها [ وصفوف المستيقظين والناس مختلطة باكرامهم،[114]

475 المغارة مليئة بجموع الروح وافواج الناس، وتصرخ افواه بني العلى وبني العمق،

476 اختلطت السماء والارض لتسبيح الوسيط الواحد الذي طمأنهما بولادته،[115]

477 الجنين ساكت، والصفوف ممتدة، والالحان مرتفعة، والضجة مختلطة، والمستيقظون يزمرون، والناس يشكرون،

478 والمغارة مزدحمة، والمذود فقير، والام بتول، ويوسف مرتجف، والتسبيح يرعد، والابن متواضع.

 

مريم تطلب ان يرتفع الملائكة الى علوهم لتناغي وتنشد ليسوع

479 [ تحيرت مريم وتعجبت وقامت[116] عند ولدها، وهربت اوجاعها وسجدت لابنها بدون الم،

480 ضمّت يديها ووقعت امامه لتصلي، وفتحت فمها [ ورتلت[117] لابنها الاغاني،

 

481 يا ابن المظلومة اسمح لامك ان تصفك يا رب امّه مُر امتك لتتحدث اليك،

482 /766/ حُلَّ الافواجَ لتصعد الى موضعك، لئلا تقلق، ها انك هناك ليذهب المستيقظون عندك الى العلى،

483 ازجرِ الناريين ليفسحوا المجال لاقتربَ منك، ومر السواريف ليرفعوا الجناح لآتي عندك،

484 ارمز الى حليب البتولية ليصل الى فمك، وانظر الى الثديَين اللذين ربّاهما رمزك ليربياكَ،

485 انشقت الارض بالحان السماويين، مر ليتجمعوا في خدر سمو خفائك،

486 اعطِ لذراعيّ قوة وبأس الكواريب، لتزيحاك بين الفقراء بقداسة،

487 اعطِ ليديّ جناحَين قويين لهما ريش محبتك، ليمسكك ضعفي بالاصابع كما لو كان بالجناحَين،

488 ضع على لساني قدس السواريف البهي، ليقدم لك فمي القداسة بدون انقطاع،

489 احلّ في فكري حركة الكواريب العظيمة، لابارك اباك السامي المستتر عن الكل،

490 اعطِ لرجليّ قوة العجلات الناطقة لتزيحاك في ارض اليهودية كما يجمل بك،

491 زينّ ركبتيّ اكثر من اللون السمنجوني النقي لتحملا كرامتَك ايها العزيز القوي،

492 يا ابن الملك اعطِ قوة عظيمة لكنف امك لتُكرم فيه بقوة عظيمة كما لو كان على المركبة،

493 /767/ اعطني قوة لانني لا اتحمل قوتك، انت اكرم ذاتَك لان العلى اصغر من ان يكرمك.

 

في هذا اليوم يفرح الملائكة والبشر والطبيعة الصامتة

494 في هذا اليوم تبتهج الارض مع كل ما عليها، وبدل الاشواك تلد التطويبات في ميلادك،[118]

495 في هذا اليوم يفرح آدم رئيس الاجناس لانه اكتسب الالوهية من ميلادك كما كان قد سألها،[119]

496 في هذا اليوم حواء تشكر اكثر من آدم لانه قد اشرق منها الجنين الذي يزيل اوجاع المها،[120]

497 في هذا اليوم الجنة ترتقص مع اشجارها، لانه قد عاد بك المطرود الى عدن مسكنه،

498 في هذا اليوم يشكر الشعوب في كل الاقطار لانهم كانوا مبددين على كل العبادات وبك تجمعوا،

499 في هذا اليوم تفرح السماوات وتبتهج الارض لان ربهما نزل والقى الامان في الجهتين،

500 في هذا اليوم نبت الفرخ ليصير قضيبا للعالم العجوز الذي احناه طول عهد الوثنية،[121]

501 في هذا اليوم نبت الجذع من بيت داؤد ليسقي بخمره الارض العطشانة والمعذبة،[122]

502 في هذا اليوم تطلع النسر وهربت البواشق ووضع الانسانية-الحمامة المضطهدة في عشها،

503 في هذا اليوم نهض الوارث الى مقتنياته واستردها من السالب الذي خطفها،

 

504 /768/ في هذا اليوم قامت الرِجل التي كانت مكسورة، وبه تشدد العقب الضعيف والساقط،[123]

505 في هذا اليوم سبي الشعوب دخل في الامان، واللؤلؤة عادت بقوة الى بيت عارفيها،

506 في هذا اليوم تفرح جبهة الانبياء، لان غوامضهم قد فُسرت بميلادك،

507 في هذا اليوم يشدّ داؤد ابوك اوتاره، وبقيثارته يزمر لميلادك الذي تجلى علنا،

508 في هذا اليوم اشعيا ايضا يحس في قبره بان عمانوئيل قد اتى كما [ تنبأ،[124]

509 في هذا اليوم ياتي ويسبّح ابن عاموص، لانني ولدتُ جنينا وانا بتول كما [ كتب[125] لي،

510 في هذا اليوم يستيقظ زكريا ويفرح معنا، انت الرجل واسمه اشراق في نبؤته،[126]

511 في هذا اليوم يضيء المجد على قبورهم، ليوقظهم للتسبيح بكناراتهم،

512 في هذا اليوم يفرح يوسف رَجل امك الذي احتمل التعيير بسببك واستحق ان يراكَ،

513 في هذا اليوم الذي ولدتُك فيه كثر التسبيح لان العلوين والسفليين زمروا تسبيحك،

514 في هذا اليوم زمرت مريم /769/ العصفور البتول للجنين الهاديء لحنا وتزميرا حلوا،[127]

515 اختلطت انغامها بمزامير السماويين، ولحق لحنها رعد السواريف الناطق،

516 مناغاتها غلبت ترتيل بني العلى لانها زمرت لابنها بقوة وبمحبة،

517 رعدت كنارة البتولية بين الملائكة واختلطت انغام تلك اللامتزوجة باللامتزوجين.[128]

 

في هذا اليوم البيعة تتامل في ميلاد الرب

518 العالم تجدد بالمجد بولادة الابن منذ ان أُتقنت البرية الجديدة في يومه العظيم،

519 مجد هذا اليوم اعظم من مجد كل الايام، وجمال هذا العيد امجد من جمال كل الاعياد،

520 استيقظي ايتها البيعة بتراتيلك الجميلة وقدّمي للابن هدايا التسبيح في يوم ميلاده،[129]

521 في هذا اليوم طردَ صهيونَ التي اضطهدته ودعا تلك المهملة التي تركته حتى تدخل،

522 في هذا اليوم ارتفع رأس المعوزة التي فسدت بتركه اياها عند الغرباء،

523 في هذا اليوم صار شموخ للمتواضعة التي كانت ساقطة بارادتها في ناؤوس الابالسة،

524 في هذا اليوم ارتقصت الحزينة المطلّقة لان الختن اتى وجمعها ولمّها من بين الاصنام،

 

525 في هذا اليوم ابتهجت لانها كانت كئيبة /770/ و صار عرس فيه تسلّت من ضيقاتها،

526 في هذا اليوم صدرت الحرية للمستعبدة لانها كانت مربوطة لخدمة الوثنية،

527 في هذا اليوم حُلت المربوطة منذ مدة طويلة، لان الجبار قام وكسر اكبال سجنها،

528 في هذا اليوم امة الابالسة اقتنت الحرية، لان الرب العظيم هزمهم واسترجع خاصته،

529 في هذا اليوم خرجت السجينة من الظلمة، لان النور اشرق وكسر باب بيت الظلام،

530 في هذا اليوم نقى المصوّر صورة آدم ولما فسدت خلط فيها الدواء الذي لا يفسد،

531 في هذا اليوم شيد المهندس البيتَ المنهار، ولئلا يسقط دخل اليه سندُ اللاهوت،

532 في هذا اليوم تصالح الرب مع آدم، لان الابن الذي اشرق القى الامان بين الجهتين،

533 في هذا اليوم وجد الراعي الخروف الضال وزيحه على كتفيه وحمله الى الفردوس،[130]

534 في هذا اليوم عاد قطيع الشعوب لان الذئب الخفي بدده من راعي الكل،

535 في هذا اليوم دخل الخارجيون وصاروا داخليين، وخرج اهل البيت من بيت الملك غاضبين،

536 في هذا اليوم نزل الله وفضح الاصنام، /771/ واخذ منها اسم الآلهة ورذلها،

537 في هذا اليوم قام القوي على المتمرد ومسكه وربطه وخرّب داره المخصبة،

538 في هذا اليوم اتى المحارب عند الجلاء، [ وربط السالب بقوة[131] واسترجع خاصته،

539 في هذا اليوم اتى الطبيب عند المرضى ليضمد ويشفي ويعطى الاجر للمرضى،

540 في هذا اليوم اتى مضمد جميع المنكسرين ليسند ويداوي ويقيت ويشفي بعنايته،

541 في هذا اليوم اتى مقوي جميع الضعفاء ليمسك ويقيم ويثبت ويقيت [ بعنايته،[132]

542 في هذا اليوم انتشر في جبلتنا خمير الحياة، لان الجنس البشري كان فطيرا قبل مجيئه،

543 في هذا اليوم نزل الملح من عند العلي لتمليح تفهنا بطعمه الصالح،

544 في هذا اليوم تقوّت النفس الضعيفة وتركت ونست كل اغراءات الشهوات،

545 في هذا اليوم تشكر الاجساد بتراكيبها: العميان بالنور، والصم بالسمع، والعرج بالركض،

546 في هذا اليوم صدر غفران من بيت الملك واثرى كل واحد في يوم ميلاد وحيده.[133]

 

في هذا الشهر البيعة تتامل في ميلاد الرب

547 /772/ في هذا الشهر الذي هو بدون اثمار، أُرسل لنا ثمرة الحياة ليقيتنا بسلامته،

548 في هذا الشهر الذي فيه يخلو [ البيدر] من الغلات تجمعت باقة [ المراحم[134] لتشبعنا،

 

549 في هذا الشهر الذي فيه جميع الفقراء هم محتاجون اتى الغني ووزع خزائنه على المتسولين،

550 في هذا الشهر الذي فيه كل الاشجار هي عارية، به تزينت الاجساد العارية بكل عافية،

551 في هذا الشهر الخالية فيه احضان الاغصان، اعطى الغصن البتولي ثمرة من حضنه،

552 في هذا الشهر الذي ينثر الاوراق من الاشجار فيه تبدلت اوراق آدم بلباس النور،[135]

553 في هذا الشهر الذي [ يحرق[136] الزروع ببرده القارس، نبت الزرع المبارك من الارض التي لم تُفلح،

554 في هذا الشهر الذي ياتي ليعرّي كل الزركشات، فيه كُسى عريُ رئيسَي جنسنا،[137]

555 في هذا الشهر الذي يكثر الصكوكَ لجميع المدينين اتت عندنا الخزينة التي بها تُسدد كل الديون،

556 في هذا الشهر الذي يحرم الارضَ من المباهج، فيه أُرسل الطوبى العظيم لجميع النفوس،

557 في هذا الشهر الذي فيه تصعد الشمس في درجات النور، /773/ فيه تجدد النور عندنا من قبل العلي،

558 في هذا الشهر الذي فيه تقفز الشمس الى الموضع العالي، فيه نزل الشعاع واستنارت الاقطار باضوائه،

559 في هذا الشهر الذي يتقهقر فيه الظلام الى الوراء، فيه تواضع الشرير وعاد من النصر،

560 في هذا الشهر الذي فيه ينقص الليل من امتلائه، فيه تفاضل الجنس الذي خسر بسبب جروحه،

561 في هذا الشهر الذي فيه تزداد اشعة الصباح، فيه [ فُضحت[138] شراك الشرير من قبل الانسانية،

562 في هذا الشهر الذي يقصر الليل عن النهار، فيه اقترب النور الى النفس المظلمة،

563 في هذا الشهر الذي فيه تتقهقر الظلمة من قبل النيّر، فيه غُلب الشرير البغيض من قبل مخلصنا،

564 في هذا الشهر الذي فيه تدخل الشمس في حفر مجوفة، فيه دخل الشمس وحل في المغارة لينير الارض.[139]

 

في هذا اليوم وفي هذا العيد البيعة تتامل في ميلاد الرب

565 في هذا اليوم الذي فيه تجددت الامور العتيقة، يا رب الملوك جدد لنا الامور القديمة،

566 في هذا اليوم الذي فيه تتجدد كل الاوامر، فيه نزل الامر لآدم الصبي من العلى،[140]

567 في هذا اليوم الذي تكثر فيه الانظمة للحكام، /774/ فيه أُرسل حكم المراحم عند المائتين،

 

568 في هذا اليوم الذي فيه يحكم الملوك بامور جديدة، صدر امر جديد الى الارض ليملك فيها الامان،

569 في هذا العيد الذي فيه رتل المستيقظون بكناراتهم، فيه يشكر الشعوب [المخلصون[141]بالسنتهم،

570 في هذا العيد الذي خدمه السماويون، فيه التسبيح للابن المسجود له من قبل الارضيين.

 

يعقوب يتكلم

571 في هذا اليوم زمرتُ التسبيح للاهوتك، في يومك العظيم أجدُ حنان لاهوتك،

572 في هذا اليوم الذي فيه سبّحتُك باختصار، في صباحك العظيم اهلني لازمر مطولا،

573 في هذا العيد اعطيتُ لبيعتك هدايا كلماتي، في ذلك (العيد) الابدي اكون نديما في وليمتك.

 

الخاتمة

574 في هذا العيد لابيك التسبيح، ولك التعظيم، وللروح القدس اكليل الغلبة، وعلينا المراحم.[142]

 

كمل ميمر الميلاد

 

 

 

[1] – ملفاننا يقبل ان يكون “شبابة” الرب، وكلمته هي الريح وخبره هو الصوت. في نص آخر لا يقبل ان يكون ملفاننا شبابة لانها غير عاقلة بينما هو عاقل وحر. في البيت 29: يسلم ملفاننا كنارة كلماته للرب ويطلب من اصبع الرب ان يعزف عليها. هذه تعددية نظريات ملفاننا !

[2] – ل: على

[3] – ل: السالبين

[4] – اشعيا 66/1

[5] – ل: اقوى

[6] – لوقا 1/28، 42

[7] – نص: موضعه

[8] – ب: انظري

[9] – تكوين 3

[10] – نص: يكون. تكوين 3/1-6

[11] – ب: دبشاولي، ل: دبشاولو، نص: دبشوأُلي. نص: تامن، بيجان يصوب: تمأن

[12] – حواء هي صبية بينما مريم ليست صبية حتى تصدق بسرعة بشارة الملاك ما لم تتاكد من صحتها. في نصوص اخرى حواء ليست صبية بل هي ناضجة، على مثال آدم الطفل مرة والناضج طورا، لانها قطفت الثمرة وصدقت الحية وتاقت لتصبح الهة. هذه تعددية نظريات ملفاننا !

[13] – تكوين 2/25؛ 3/7، 10-11

[14] – لوقا 1/35

[15] – ل: لمَفُسوثِخي، بيجان يصوب: لَمفُسوثِخي

[16] – نسابة مريم واليصابات. انظر، ميمره 197 على بشارة والدة الله

[17] – لوقا 1/36-37

[18] – لوقا 1/36

[19] – لوقا 1/34

[20] – لوقا 1/18، 34

[21] – لوقا 1/18

[22] – يوحنا 20/24-29

[23] – تكوين 3/1-6

[24] – نص: وبشاولُه، بيجان يصوب: وبشوالُه

[25] – لوقا 1/28

[26] – لوقا 1/34

[27] – لوقا 1/34، 35

[28] – 1قورنثية 1/24

[29] – بلاغة يعقوب استعمل 10 مرات (من) في صدر وعجز البيوت: 184-188

[30] – ل: نقى

[31] – ل: ختمه

[32] – ب: دقنسا، ل: دقنيسا، نص: دَقنيسِا. هنا يؤكد يعقوب بان الابن دخل من باب الاذن

[33] – نص: يحل

[34] – لوقا 1/38

[35] – لوقا 1/38

[36] – خروج 19/16-25. ملفاننا يردّ على من يقولون ان الكلمة تجسد قبل بشارة جبرائيل

[37] – لم يستعمل يعقوب: حضن او بطن انما استعمل (زرةا زرتو) شبر مريم الحامل والحابل بالكلمة تماشيا مع عبارة الارض موجودة في شبر ابيه.! هل هذه اصالة سروجية، ام بدعة تنكر تجسد الكلمة في احشاء مريم.؟ انظر، ميمره 198

[38] – تكوين 2/7؛ يوحنا 20/22

[39] – في حاشية المخطوطة ب: للزيارة

[40] – ل: المستيقظين

[41] – مريم هي ظبية (ايلةا ايلتو) ولعلها هي ايضا ستقضي على الحية. انها امّ ايلا الايل الشاب اي المسيح. في ميامره يؤكد بان المسيح هو الايل الذي يقضي على الحية

[42] – نص: صعدت القبة (قوبثو). هل يفكر ملفاننا بقبة العهد (قيبوثو)؟

[43] – ل: كان

[44] – تكوين 49/9

[45] – 2صموئيل 6 خاصة 6/12-23

[46] – اصبع الانبياء عزفت على اوتار فم اليصابات !

[47] – لوقا 1/43

[48] – مريم هي السماء الجديدة. في نصوص اخرى مريم هي السماء الثانية، لا بل ان مريم هي اعظم من السماء. انظر، ميمره 196، 205

[49] – حزقيال 1، 10

[50] – خروج 19-20

[51] – لوقا 1/56

[52] – ب: اغنيهي، ل: اغنيوهي، نص: اغنايوهي

[53] – في حاشية المخطوطة ب: قري دجلينا قري دغليُنو (اقرأ للجليان). توزيع ليتورجي للميمر

[54] – متى 1/19

[55] – نص: قُل، سوني يصوب: قولي. نص: شعرت، بيجان يصوب: تشعرين

[56] – ب: غناكِ

[57] – نص: كنتَ، بيجان يصوب: كنتِ

[58] – نص: كنتَ، بيجان يصوب: كنتِ

[59] – ل: لاشيلاثخي، بيجان يصوب: لشايلُثخي

[60] – ل: وسروبوثو، بيجن يصوب: وسُروبوثو

[61] – ب: يزني. ملفاننا يذكر بان شرا واحدا يُقترف يمكن ان ينجب ويسبب شرورا اخرى. غيمة واحدة تغطي وجه الشمس !

[62] – الحكيمات (حكيّمةا حكيمُثو) بمعنى القابلات او الطبيبات اللواتي بالاضافة الى مهنة التوليد كن يفحصن ويختبرن علامة البكارة بمياه الاختبار او الفحص (ميّا دبوحرنا مَيو دبوحرونو) في النص الكتابي (ميّا بحإا مَيو بُحري). عدد 5/12-31. تاثر ملفاننا بنصوص كتابية ولعله ايضا بانجيل الطفولة. انظر، ميمره 198

[63] – ل: لنطوروثي، نص: لنطيروثي، بيجان يصوب: لنطوروثي. عدد 5/12-31

[64] – السروجي يذكر شهادة يسوع الجنين الذي يتكلم وهو طفل صغير استنادا الى انجيل الطفولة. نفس الفكرة ترد في القرآن لما يذكر بان المسيح-عبد الله تكلم في المهد في طفولته. سورة مريم 25-30. في ميمره 203 يقول يعقوب ان الابن لم يتكلم في صغره، لكنه انتظر ليكبر حتى يتكلم. وهكذا انتظر يوسف وتحمل التهم بصفته ابا ليسوع الى ان كبر الصبي ورد التهم عنه وعن يوسف. انظر، ميمره 165 على سمعان الشيخ. هذه تعددية نظريات ملفاننا!

[65] – تكوين 2/7؛ 2/21-22

[66] – تكوين 22، خاصة 22/13؛ خروج 17/1-7

[67] – عدد 17؛ قضاة 15/15-19

[68] – ل: ستبطن وستلد. اشعيا 7/14؛ متى 1/23

[69] – نص: لها، سوني يصوب: بالا

[70] – ب: التي تستحق، نص: واهّلتُ، بيجان يصوب: واستحققتُ

[71] – ل: برق

[72] – نص: كان قد تانس (اثبارناش)، سوني يصوب: التهب؟(انثنابراش)

[73] – ب: شعاع

[74] – متى 1/20

[75] – متى 1/20؛ تكوين 49/9

[76] – تكوين 49/2

[77] – تكوين 49/5، 10

[78] – تكوين 49/8-10

[79] – ل: بقداسة. لوقا 1/32

[80] – ل: ستبطن وستلد. اشعيا 7/14

[81] – متى 1/23

[82] – بلاغة يعقوب  استعمل 18 صفة ليوسف بدون فعل في البيوت: 368-370

[83] – ب: بلدنا

[84] – نص: الكثيرة

[85] – نص: لاصدقك، لاطلق؟ (داشرِخي)، بيجان يصوب: لاطلقك (داشريخي)

[86] – متى 13/55

[87] – لوقا 2/1؛ فيليبي 4/3. بلاغة يعقوب استعمل 7 مرات (ولما) في البيوت: 391-397

[88] – لوقا 2/2

[89] – نص: لعبدو؟، سوني يصوب: لعبدُا

[90] – لوقا 1/3

[91] – لوقا 1/4

[92] – لوقا 1/5

[93] – لوقا 1/6. يقبل السروجي ان يهجم المخاض على مريم، في نصوص اخرى ينفي وجود المخاض لمريم

[94] – لوقا 1/7

[95] – نص: اكتبَ. تكوين 49/8-12

[96] – ب: السرب في العش

[97] – لوقا 15/23

[98] – ل: ياليذ، نص: يليذ

[99] – ب: انه مستتر في جوهره وظاهر في ناسوته ومن يفحصه، انه مستتر في طبيعته وجسده حقيقي: ومن يجادل عليه؟. انه متشح باللهيب وملفوف بالاقماط ومن يفهمه، انه خفي على العرش وموضوع في المذود ومن يفهمه؟. يخيف الكواريب وهو لابس الاعضاء ولا يوصف ومخوف بين العجلات ومحمول على الذراعَين ولا يُفسر. يقيت القبائل ويرضع الحليب ولا يُترجم، ويعطي المطر ويمسك الثدي ولا يُحدد. يرعد وهو مرعب ويُرتل له وهذه اعجوبة لا يسعه العلى بسبب صغره وقد استعار بيتا وهذه اعجوبة. السواريف يتغطون ويوسف يسجد: انه لعجب في كل هذه الامور

[100] – ل: يعتادون

[101] – ب: نغمة

[102] – نص: ذلك

[103] – نص: ذلك

[104] – ل: سجروها

[105] – نص: باشروا بترتيل. ل: السلام في العلى والامان. لوقا 2/14

[106] – لوقا 2/14

[107] – ل: رجاء

[108] – لوقا 2/11

[109] – نص: وسجدوا (وسغذو)، بيجان يصوب: واسجدوا (وسغوذو)

[110] – ب: ربكم. رؤيا 3/20؟

[111] – لوقا 2/7

[112] – يوحنا 1/29

[113] – ل: اشتعلوا (دلقو)، نص: زلق

[114] – ل: لتسبيح رب الاعالي بتهاليلهم

[115] – 1طيمثاوس 2/5

[116] – ب: تحيرت مريم وتعجبت واقتربت. هنا ينسب الالم والمخاض الى مريم ليؤكد على حقيقة ولادة الابن، ولو انه يسمي الابن في عدة نصوص: شعاع ونار ونور اي يجرده عن الجسد. مرة يحجب عن مريم آلام المخاض، ومرة اخرى ينسب الى مريم آلام المخاض. هذه تعددية نظريات ملفاننا. ! يجمع السروجي بين تعابير التجسد الخيالي: نور ولهيب الخ.. وبين حقيقة جسد الابن “النفساني”. انه ينقد الخياليين ويسخر منهم ولا يقول ابدا بولادة خيالية، ولو انه قال مرة الكلمة تجسد في شبر مريم اللحمي.! انظر، ميمره 201/223

[117] – ل: قالت

[118] – تكوين 3/18

[119] – تكوين 3/5

[120] – تكوين 3/16

[121] – المسيح قضيب يسند العالم العجوز. مزمور 23/4؟

[122] – تكوين 49/10-12؛ اشعيا 11/؛ مزمور 63/2

[123] – يعقوب ينوه على حواء ويسميها: عقب (عقبا عقبو) ويسميها لاول مرة رِجلا (رجلا رغلو) مثل نرساي. استنادا الى هذه الملاحظة تصح نظرية بيجان اذ يقول: “يوجد في هذه الميامر ما لا تصح نسبته الى السروجي”!

[124] – ب: كتب. اشعيا 7/14

[125] – ب: اكتبَ. اشعيا 7/14

[126] – زكريا 6/12

[127] – بلاغة يعقوب استعمل 21 مرة (في هذا اليوم) في البيوت: 494-514

[128] – متى 2/30

[129] – ورد هذا البيت في الفنقيث في الليتورجية السريانية في صلاة تجديد البيعة. انظر، فنقيث 2/32-33

[130] – لوقا 15/1-7، خاصة 15/5

[131] – ل: ومسك وربط الشرير بقوة

[132] – ل: بلجاجته

[133] – بلاغة يعقوب استعمل 26 مرة (في هذا اليوم) في البيوت: 521-546

[134] – ب: وخالي. ب: الحياة

[135] – تكوين 3/7

[136] – ب: يجمع

[137] – تكوين 3/7

[138] – ب: قصرت. البيوت: 547-564 تشير الى طول النهار وقصر الليل. ملفاننا يذكر بان النهار يبدأ يطول في هذا الشهر (كانون الاول؟ ام كانون الثاني؟) أي انه بداية الاعتدال الربيعي. لعله يذكر ايضا احتفالات “عيد الشمس” في شهر كانون في الامبراطورية الرومانية، ومن هذا المنطلق يقول ان المسيح شمس البرارة ينير كل البرايا بميلاده الذي قضى على عيد الشمس الوثني (25 كانون). هذا النهار اختير سنة 374 م لعيد ميلاد يسوع شمس البرارة الذي ينير البرايا

[139] – بلاغة يعقوب استعمل 18 مرة (في هذا الشهر). انظر، ميمره 204

[140] – ينوه ملفاننا على صدور امر اوغسطس قيصر. لوقا 2/1. يسمي يعقوب آدم صبيا، كما يسمي حواء صبية في نفس هذا الميمر 201/118. لعله يقارن بينه وبين المسيح الطفل؟. نظريته على آدم هي متعددة: يعتبره مرة طفلا ومرة اخرى بالغا ومرة كاملا ولو ان عمره نهار واحد. هذه تعددية نظريات ملفاننا.! انظر سوني، 2أيام ستة 436-444

[141] – ل: المباركون

[142] – هذه الخاتمة هي الخاتمة الثالوثية الوحيدة في كل ميامر السروجي