الميمر 194 (الرابع) على الآخرة

الميمر 194

 

        رايتُ العرس الزمني مزينا بالاستعارات، وهبط عليّ ميمر لاتكلم عن المجيء، دعتني المناسبة الى العرس لافرح هناك، ونبع في فكري الالم على النهاية، خرجت لارافق الختن والعروس باحتفال، وكان يمشي معي كل نظام العرس، القرن الذي يهتف مع الشبابة ذات الالحان المحبوبة والطبل الذي يدق ويبهج من يسمعه، الترتيل المضطرب ماذا يفيد لانه بعد قليل ياتي الموت ويسبّب البكاء لاحبائهم،؟ عرس الختن يشبه الصورة ويتغير، لماذا تضلون بالاستعارات غير الحقيقية.؟

        افرحوا مع الفرحين وابكوا مع الباكين: ايها الرجل لقد دعوناك لتفرح في الزفاف، لا لتتعبنا بمراثيك الصاخبة، افرح مع الفارحين كما هو مكتوب وسوف لن تصغر، وبعد يوم يمكنك ان تبكي لو شئتَ، يوجد وقت للضحك ووقت للبكاء، اليوم هو للضحك وليس للبكاء كما تقول، وبما ان الختن دعاك افرح في العرس وانتقل من هنا، فالبيت ليس بيت البكاء تكفي بلبلتك بسبب افعالك.

        الختن رمز المسيح: الختن الزمني يمثّل ويصوّر الختن الحقيقي، انظر بوضوح وها قد ادركتَ الكمال، لا تتامل في هذا العرس ببساطة، فلو فهمتَ فقد صُوّر الاحتفال العظيم بهذا النمط، الوليمة هي كالمجيء لما سيشرق بصوت القرن الذي يفزع الارض ويحيرها، بهذه الضجة صُوّر شيء سريا، فانظر باستقامة وستفهم بوضوح، الجسم العظيم يبين ظِلَه في العالم لتراه الارض في اشباهه قبل ان ياتي.

        كل سلطة تصدر من الله: صورته العظيمة هي مصورة على الانسان باشباه مختلفة، وبواسطتها هم مسلطون ليستولوا على الارض سيديا، سلطان رئاسته مصوّر على المملكة، وبواسطتها التيجان هي عزيزة لتتسلط في العالم، الملوك لابسون صورته ويامرون الهيا وكذلك القضاة وتنتصر في الارض سلطاتهم، مغفرته مصورة في الكهنة والاحبار اللابسين لها.

        البيعة خطيبة المسيح: المسيح الختن هو مصوّر على العرسان في اعراسهم، وبه يُبارك الزواج ليستولي على الارض، انه الختن الحق وقد خُطبت له البيعة بدمه، وسياتي في النهاية بمجد ابيه مع ملائكته، بالنسبة الى ذلك الختن اسماء الاختان هي مستعارة، واحد هو الحقيقي وسياتي بمجده العظيم، المسيح والبيعة بزواج طاهر، هذا هو نمط الحقائق وهي خفية.

        الرجل والمرأة رمز للمسيح وللبيعة: ليلحق الرجل امرأته ويصيران واحدا كما هو مكتوب، لقد اخفىموسى الغوامض وكشفها بولس، كل الالغاز التي كانت تُرمز في (العهد) القديم، دخل (العهد) الجديد وفسّرها بوضوح، لم يُقل عن الرجل والمرأة انهما واحد، لانهما ليسا واحدا انما يصوران سر الخفايا.

        وحدة الرجل والمرأة رمز لوحدة المسيح والبيعة: لو كان الرجل وامراته واحدا لما كانا يتخاصمان ولما وُجدت نهائيا المخاصمات بينهما، لو كانا واحدا لما انقسم الواحد على نفسه، ولما صار هناك خداع باي شكل من الاشكال، لو لحق الواحد واحدة فقط، ليسا واحدا بل يصوران سرا لو كانا صادقَين، ولكن لو يخونان لا يتم السر بهما.

        المسيح يخطب الانسانية: الوحيد اتى الى البرية من عند ابيه وبمواعيد خطب له الشابة بقداسة، اخذ الانسانية وتبعها في الحضن الطاهر، وبولادته الجديدة صنع شرطا للخطوبة، خلط جنسا عظيما مع جنس الفريدة، وورث معها صغرَها من جهة اليمين، خطبها في بطن الام البتول التي لم تُعرف، وبولادته اخذها جنسيا لانها كانت مطلّقة.

        العرس رمز لمجيء الرب الثاني: المسيح والبيعة واحد في روح واحد كما كُرز، هوذا وليمة الختن والعروس وكلاهما واحد.

        البتولية في البيعة: اذاً ايتها البيعة اقتني عفاف المخطوبات لئلا يجد فيك رَجلك الغيور العهارة، هوذا يوم الختن قد وصل وهو يطلب صِدقا فحافظي على امانتك لئلا ترتخي كرامتك، في يوم زفافكِ يقوم الموتى ليسبّحوا لتُحفظ لؤلؤتكِ بكرامة، لا تكوني بالاسم خطيبة لذلك الصادق، بل كوني بالحقيقة مع القدوس في روح واحد، آخرة كل العوالم المخيفة التي ترعبها كلها هي وليمتك، سيفرح الختن لما يراكِ.

        البتولات العشر: حينئذ يتحقق حرفيا مثل ربنا (على) البتولات العشر الجاهلات والحكيمات، يستيقظ العالم بصوت القرن امام الختن ومَن ليس في يده المصباح يظل في الظلمة، يخرج للقائه كل فريق الحكيمات، ويضيء نور مصابيحهن العظيم.

  • المخطوطتان: لندن 17155 ورقة 56-61 (ناقص)؛ روما 92 ورقة 92

– لا يرد في البداية ولا في النهاية اسم المؤلف. (ميامر على الآخرة). ملفاننا يؤلف ميمره في مناسبة العرس. وانطلاقا من هذه المناسبة يفسر نصَّي التكوين وافسس: وحدة الرجل والمرأة. الزفاف او العرس هو رمز لمجيء الرب باحتفال للدينونة. قد يرقى تاريخ تاليف هذا الميمر الى حوالي سنة 495-500م.

– الدراسات:

Babakhan, OrChr 8 (1913) 358-374

 

 

الميمر 194

الرابع: على الآخرة[1]

 

المقدمة

 

1 رايتُ العرس الزمني مزينا بالاستعارات، وهبط عليّ الميمر لاتكلم عن المجيء،[2]

2 دعتني المناسبة الى العرس لافرح هناك، ونبع في فكري الالم على النهاية،

3 خرجت لارافق الختن والعروس باحتفال، وكان يمشي معي كل نظام العرس،

4 القرن الذي يهتف، مع الشبابة ذات الالحان المحبوبة، والطبل الذي يدق ويبهج من يسمعه،

5 الرقصات البهيجة والشباب الذي يفرح والندماء مسرورون ازاء الختن ويمدحونه،

6 صفوف ممدودة تذهب امامه وتغني له، وكل الجمع يفرح معه في دربه،

7 نظرتُ الى هذه الامور وانا متعجب وحملني فكري قائلا: لماذا هذه الضجة المضطربة بدون فائدة،؟

8 /874/ لماذا كل هذا العمل الباطل، فاليوم هو موجود وغدا يبطل ويزول كله،؟

9 لماذا هذه الثياب البهية التي لا تدوم، لعلها غدا تصير غبارا على اصحابها،؟

10 ماذا تستفيد تلك الشقية من مصاغاتها، فلو تمرضت تؤخذ كلها وهي حية،؟

11 اية فائدة يحصل عليها الختن من صوت القرن، اذ يوجد زمان سيسكت في مسكن الشيول،؟

12 الترتيل المضطرب ماذا يفيد لانه بعد قليل ياتي الموت ويسبّب البكاء لاحبائهم،؟

13 عرس الختن يشبه الصورة ويتغير، لماذا تضلون بالاستعارات غير الحقيقية،؟

14 جمال العروس هو كالزهرة فلا تضلوا به، لانه سيذبل لما يقترب منه المرض.

 

دعوة لزيارة الموتى في القبور

15 ايها الاشقياء اذهبوا ورافقوا الموتى وترون هناك الطغمات المضطربة الفاسدة في مسكن الشيول،

16 توجد في القبر كل المراتب المحبوبة، وها انها فاسدة ونتنة ومطروحة في الظلمات،

17 يوجد هناك العرسان الذين لم يشبعوا من عرسهم، والعرائس اللواتي اغلق الموت اخدارهن،

18 الاطفال المحبوبون الذين دخلوا الى الشيول وافسدتهم، هلموا واذهبوا وشاهدوا الجمال الذي جُعل هناك رمادا،

19 /875/ يوجد في الفساد عرسان لمعوا اكثر من هذا وانهم الآن ساقطون على تراب اشخاصهم،

 

20 توجد العرائس اكثر جمالا من هذه، [ وها انهن قد جُعلن[3] عشّا للعث في الهلاك،

21 توجد هناك الجميلات بلا احصاء، والآن قد جُعلن بيتا للدود الذي التهمهن،

22 توجد البهيات وبدل جمال ثيابهن دخل العنكبوت [ ونسج[4] النول على وجوههن،

23 بدل الزينة غطى الدود اشخاصهن، وبدل رائحة عطورهن [ ورثن[5] التراب،

24 يوجد شباب دخلوا الى الشيول اطفالا وذبلوا كالزهور بريح الحر التي جففتهم،

25 يوجد هناك [ العرسان[6] الذين لم يفرحوا باعراسهم، والبتولات اللواتي لم يرين وجوه اختانهن،

26 توجد [ كثيرات[7] قد فسدن على التراب ولم يشبعن من سرير الزواج مع رجالهن،

27 توجد من توفين وهن على وشك الدخول الى اخدارهن واتى الموت واحنى إتقان قاماتهن،[8]

28 الكثيرات كن ينتظرن اعراسهن، واتى الموت وقطع رجاءهن وافسدهن،

29 /876/ المخطوبات الكثيرات كن يرافقن حَموَيهن وقد ادخلن معهن الى الشيول مهر رجالهن،

30 الحرات الكثيرات اللواتي تنتظرن هذا اليوم وقد فسدن بالموت المليء مخاوف،

31 كم كانت ترعد اخدارهن في اعراسهن، والآن سقطن واطبق عليهن مسكن الشيول،

32 كم تزينت بلباسهن اكثر من هذه العروس، وافسد الموت زينتهن ودمّرها،

33 توجد في الشيول من علقن الذهب اكثر من هذه العروس وجُعلت وجوههن هناك فحما،

34 توجد العرائس بعد ان تزوجن من رجالهن، نزلن الى الفساد واجنتهن في احضانهن،

35 واذ كان هذا المسكن محبوبا ولو انه لا يدوم، لماذا يضلكم جمال الختن الذي يتغير.؟[9]

 

يعقوب يتكلم

36 كانت تهبط عليّ هذه الاحاسيس في تلك الوليمة، وكنتُ اتعذب بفكر هذه النظرية،

37 واذ كانت تتقاذفني احاسيس الالم بسبب هذه الامور، استيقظ فكر بهيج لينطق فيّ،

38 ايها الرجل لقد دعوناك لتفرح في الزفاف، لا لتتعبنا “بسواغيثك” الصاخبة،[10]

39 افرح مع الفرحين كما هو مكتوب سوف لن تصغر، /877/ وبعد يوم يمكنك ان تبكي لو شئتَ،[11]

 

40 قيل في سليمان: وقت للضحك ووقت للبكاء، اليوم هو للضحك وليس للبكاء كما تقول،[12]

41 وبما ان الختن دعاك فافرح في العرس وانتقل من هنا، البيت ليس بيت البكاء، تكفي بلبلتك بسبب افعالك،

42 فكرتان كانتا تتخاصمان معي الواحدة ضد الاخرى: (فكرة) الفرح والحزن، اية منهما ستنتصر،؟

43 نزلت المعرفة الى المعركة مع الفكرتَين لتنال منهما اكليل التعليم،

44 لم تبطل هناك من مهمتها وقد صممت لتبحث هذا الموضوع بذكائها.

 

الختن الزمني وزفافه يصوران المسيح-الختن ومجيئه الثاني

45 [ ولما[13] كانت تقال هذه الامور من قبل المعرفة: لم تحدث هذه الامور صدفة فلا تتشكك،

46 الختن الزمني يمثّل ويصوّر الختن الحقيقي، انظر بوضوح وها قد ادركتَ الكمال،

47 لا تتامل في هذا العرس ببساطة، فلو فهمتَ فقد صُوّر الاحتفال العظيم بهذا النمط،

48 الوليمة هي كالمجيء لما سيشرق بصوت القرن الذي يفزع الارض ويحيرها،

49 بهذه الضجة صُوّر شيء سريا، فانظر باستقامة وستفهم بوضوح.

 

صورة الله في الانسان

50 /878/ الجسم العظيم يبين ظِلَه في العالم لتراه الارض في اشباهه قبل ان ياتي،

51 صورته العظيمة هي مصورة على الانسان باشباه مختلفة، وبواسطتها هم مسلطون ليستولوا على الارض سيديا.

 

كل سلطة هي من الله

52 سلطان رئاسته مصوّر على المملكة، وبواسطتها التيجان هي عزيزة لتتسلط في العالم،[14]

53 الملوك لابسون صورته ويامرون الهيا وكذلك القضاة وتنتصر في الارض سلطاتهم،

54 مغفرته مصورة في الكهنة والاحبار اللابسين لها، وكذلك مجيئه باحتفال الختن الذي تراه،

55 انماطه تقوم على سلطات الرئاسة، وتحرك العالم بمجد اشكالها.

 

آدم يشبه اللاهوت ببعض الشيء

56 آدم هو صورة الله منذ الازل، ولهذا امكنه ان يتشبه بامجاده،

57 الضعيف هو لابس صورة القدرة البارية العظيمة، ولهذا يشبه اللاهوتَ ببعض الشيء،

 

58 وبوسعه ايضا ان يصور مجيء العلي، ويرسم بوليمته صورة لاحتفال الآخرة،

59 يوجد فيه لون من الوان اللاهوت، وهو يجمّل صورة جماله لتكون عزيزة،

60 القدرة العاملة تتحرك فيه باشكال مختلفة، وبها يتباهى لما تشرق على افعاله،

61 /879/ انظر الى عرس الختن الشقي والضعيف كم هو منتصر، ومن هذا اعلم بانه سرق جمالا لا يملكه،

62 ظِل الختن العظيم يتبعه ومن بهائه يبسط البهاء ويزينه.

 

المسيح-الختن والبيعة-العروس

63 المسيح الختن هو مصوّر على العرسان في اعراسهم، وبه يُبارك الزواج ليستولي على الارض،[15]

64 انه الختن الحق وقد خُطبت له البيعة بدمه، وسياتي في النهاية بمجد ابيه مع ملائكته،[16]

65 بالنسبة الى ذلك الختن اسماء الاختان هي مستعارة، الحقيقي هو واحد وسياتي بمجده العظيم،

66 لا فساد لوليمة ذلك العرس، انها الوليمة التي لا يتبدل جمالها نهائيا،

67 لذلك الختن جمال ليس غريبا، لكنه سياتي بجماله ليبهج جميع اقربائه،

68 ثياب تلك الوليمة الجيدة لا تبلى نهائيا، والاكاليل التي [ فيها[17] لا تذبل او تتشوه،

69 بذلك القرن الصارخ هناك سيرتجف العالم وتسقط القبور ويشق صوته الصوان،

70 ذاك هو الترتيل الذي يتسلى به جميع الحزانى، واللحن الشهي الذي يطرد الالم من المتضايقين،

71 الجمال هو ذاك الجمال الذي لا يتبدل ابدا، /880/وليس هذا الذي يذبل غدا كالزهرة.

 

ليلحق الرجل امرأته ويكونان واحدا (تكوين 2/24)

72 الختن والعروس: المسيح والبيعة بزواج طاهر، هذا هو نمط الحقائق وهي خفية،

73 ليلحق الرجل امرأته ويصيران واحدا كما هو مكتوب، لقد اخفىموسى الغوامض وكشفها بولس،[18]

74 كل الالغاز التي كانت تُرمز في (العهد) القديم، دخل (العهد) الجديد وفسّرها بوضوح،

75 لم يُقل عن الرجل والمرأة انهما واحد، لانهما ليسا واحدا انما يصوران سرّ الخفايا،

76 لو كان الرجل وامراته واحدا لما كانا يتخاصمان ولما وُجدت نهائيا المخاصمات بينهما،

77 لو كانا واحدا لما انقسم الواحد على نفسه، ولما صارت هناك الخديعة باي شكل من الاشكال،[19]

78 لو لحق الواحد واحدة فقط، ولو لم تُجرّ الواحدة الا عند واحد فقط،

 

79 لما تحايلت النساء على رجالهن، ولما خدع الرجال نساءهم،

80 لما تزني المرأة باثنين او بثلاثة، دخل اذاً الانقسام ودمّر السرَّ وفصلهما،

81 ليسا واحدا بل يصوران [ السر[20] لو كانا صادقَين، ولكن لو يخونان لا يتم السر فيهما.

 

سليمان ونساء حرمه

82 /881/ اخذ سليمان آلاف النساء، لاية منها يصير راسا واية هي عقبه،؟[21]

83 لو كانا واحدا لكانت واحدة فقط تلحقه، واذ دخلت الكثيرات فليسوا واحدا،

84 والسرّ ايضا لم يمكث هناك وهرب لانه يبغض كثيرا ان يرى وجوه الكثيرات.[22]

 

بولس يفسر نص موسى تفسيرا مسيحانيا

85 انه يحب واحدة لو كانت امينة لزوجها، وبه هي مرسومة البيعة بنمط لانها لا تُسرق،

86 يا موسى ويا بولس معلما العهدين الماهرين ماذا قلتما عن هذا الموضوع الذي عالجته،؟

87 لستما ضد بعضكما بعضا لانكما (تصدران) من واحد، افتحا سِفرَيكما لاجد الحقيقة في كلماتكما،

88 في سِفر موسى: الرجل والمرأة هما واحد، فاتضح بانهما ليسا واحدا كما قلنا،

89 بولس كان قد راى بعين مصف الرسل العظيمة هذا السرّ الذي هو اعظم من التفسير،

90 اقول: ان المسيح وبيعته كليهما واحد بالوحدة التي لا تنفصل،

91 لا العلى ولا العمق ولا لموت ولا الحياة ولا السيف ولا الملائكة،

92 ولا السلاطين ولا القوات ولا السادة ولا الامور الحاضرة او المستقبلة باشكالها،

93 /882/ ولا برية اخرى تقدر ان تفصل فكري عن الختن الذي خُطبتُ له بقداسة،[23]

94 انهما واحد وواحدة لان كليهما واحد كما هو مكتوب: المسيح وبيعته، حتى السيف لا يفصل محبتهما،[24]

95 انه محتقر على الصليب وتفتخر به لكونه ابن الله، وهو معلق على الصليب وتحمل آلامه بافتخار،

 

96 (حاشا لي) ان افتخر الا بصليب العار الذي خُلّصتُ به والذي هو افتخاري،[25]

97 هوذا المساواة: انها لا تنكره حتى في الموت، وقد فُسر سرّ موسى: وكلاهما هما واحد.[26]

 

موسى تكلم حرفيا عن آدم وحواء، ورسم روحيا صورة للمسيح وللبيعة

98 موسى تكلم حسنا وبوضوح فيما يخصه، فقد ربط السرَّ وضمّن التفسير داخله،

99 لعل الموضوع الذي اعالجه صعب على اللحمي، يا عارفي الاسرار اقول لكم اسمعوني،

100 السر عظيم والعقل العظيم يفهمه، فلا تسمع جسديا: وكلاهما هما واحد،[27]

101 ولما تكلم موسى حرفيا فانه قد صوّر روحيا صورة للبيعة وللمسيح،

102 كل ما كتبه موسى كتبه عنه، ورمز بالالغاز التي سيفسرها هو لما ياتي،

103 النبي العظيم علّق برقعا خارج السرّ لانه لم يحن وقته ليراه الشعب الغليظ الفهم،[28]

104 /883/ ولما راى الرسول بان وقت السر قد حان ليشرق رفع الحجاب لئلا يتزيح الجمال في الخفية،

105 عن المسيح اقول وليس عن آدم، وعن البيعة وليس عن حواء مدهورة زوجها،[29]

106 هذا هو الختن والعروس الحقيقيان فكلاهما واحد لان اختبار محبتهما يختمه القتل والصلب.

 

من هي امي ومن هم اخوتي، البيعة هي اخوتي واخواتي وامي؟

107 قال الختن: من هي امي،؟ او من هم اخوتي،؟ لي البيعة وهي اخوتي واخواتي وامي،[30]

108 ها قد ترك امه وتبع زوجته بالطهارة وثبتت الكلمة التي قالها موسى: كلاهما واحد.[31]

 

الوحيد يتزوج الانسانية بتجسده في حضن مريم

109 الوحيد اتى الى البرية من عند ابيه وبالمواعيد خطب له الشابة بقداسة،

110 اخذ الانسانية وتبعها في الحضن الطاهر، وبولادته الجديدة صنع شرطا للخطوبة،

111 خلط الجنس العظيم مع جنس الفريدة، وورث معها صغرَها من جهة اليمين،

 

112 خطبها في بطن الام البتول التي لم تُعرف، وبولادته اخذها جنسيا لكونها مطلّقة،[32]

113 هوذا العرس الذي كتب عنه موسى العظيم، ثم اتى بولس وفسّر السرَّ الذي كان خفيا،

114 كان اللاهوت يتربى عند الانسانية ليصير الرب والامَة واحدا كما هو مكتوب،[33]

115 884/ انه سرّ عظيم بعيد جدا عن التفسير: المسيح والبيعة واحد في روح واحد كما كُرز،[34]

116 بولس خطب البتول الطاهرة ليقدمها للخطيب الحقيقي الذي ذبح نفسه لاجل خلاصها،[35]

117 هوذا وليمة الختن والعروس وكلاهما واحد، وليس العرس الزمني الذي لا يدوم،

118 اتى ابن الملك وخطبها وصعد الى موضعه العالي، وها انها تنتظره لياتي بمجده وتفرح معه.[36]

 

دعوة البيعة لتحافظ على العفاف لاجل رَجلها-المسيح الغيور

119 اذاً ايتها البيعة اقتني عفاف المخطوبات لئلا يجد فيك رَجلك الغيور العهارة،[37]

120 هوذا يوم الختن قد وصل وهو يطلب الصِدق فحافظي على امانتك لئلا ترتخي كرامتك،

121 في يوم زفافكِ يقوم الموتى ليسبّحوا فلتُحفظ لؤلؤتكِ بكرامة،

122 لا توجد فيك اشكال الزانيات لانهن ينلن الويل من رجالهن في اعراسهن،[38]

123 اقتني الطهارة بالكمال وليس بالاشكال لان حقيقتك واحدة فلا تبدليها بالاستعارات،

124 لا توجد فيك الكمائن المسروقة للبرارة لئلا يفضحها لما ياتي للعرس العظيم،

125 لا تتكلي على الاشكال لتخلصك ففي ذلك النهار يريد الختن الصِدق غير المسروق،

126 /885/ لا تكوني بالاسم خطيبة لذلك الصادق، بل كوني بالحقيقة مع القدوس في روح واحد،

127عرسك عظيم فاعطي العظمة لامانتك ليمدح المستيقظون كرامتك في زفافك،

 

128 عرسك العظيم يرعب قوات العلى، ويُحل الفزع في كل البرايا ويرعبها،

129 آخرة كل العوالم المخيفة التي ترعبها كلها هي وليمتك، سيفرح الختن لما يراكِ،

130 لما تُسمع فجأة صرخة الخوف: هوذا الختن ياتي في مجده هلموا واخرجوا للقائه،[39]

131 لما يصمم الوحيد ان ياتي من لدن ابيه ليصنع الزفاف للبيعة التي خطبها.

 

الملائكة والعوالم ترتجف في يوم مجيء الابن

132 يقع الرعب على كل رتبة السماويين التي تخرج امام الختن باحتفال وبعزة،

133 الطبائع ترتجف وتميد وترتج كل البرايا ويقع العالم وتزول اخباره المضطربة،

134 تخرج الصفوف من بيت الآب بقوة للاحتفاء بعرس الختن لانه الوحيد،

135 يهتف المستيقظون بصوت القرن للترتيل، ويقع الرعب على كل العوالم لتسبّح،[40]

136 يطير افواج ابناء النور في الهواء، وتتحرك طغمات السماويين امام العزيز،

137 /886/ يدوّي الصوت: الختن آت هلموا اخرجوا للقائه، ويوقظ الموتى من قبورهم ليسبّحوا.[41]

 

تحقيق حرفي لمثل البتولات العشر

138 حينئذ يتحقق حرفيا مثل ربنا (على) البتولات العشر الجاهلات والحكيمات،[42]

139 يستيقظ العالم بصوت القرن امام الختن ومَن ليس في يده المصباح يظل في الظلمة،[43]

140 يخرج للقائه كل فريق الحكيمات، ويضيء نور مصابيحهن العظيم.[44]

 

الخاتمة

141 [ ليهيء كل واحد الزيت في انائه مع مصباحه، مبارك من ينير عينَي كل من ينتظره.[45]

 

كمل ميمر الآخرة الرابع

[1] – ر 251: على الآخرة وعلى الوليمة والختن والعروس. ل: نقص

[2] – يبدأ الميمر بحرف: ح

[3] – نص: وها انه قد جعلهن

[4] – نص: واشتهت، بيجان يصوب: ونسجت

[5] – ر 92: يرث واي، نص: يرث

[6] – ر 251: اطفال

[7] – هنا تبدأ المخطوطة: ل. عبرانيون 13/4

[8] – بلاغة يعقوب استعمل 10 مرات (توجد، يوجد) في البيوت: 16-27

[9] – لملفاننا نظرة متشائمة جدا عن العالم الذي ينعته بالسيء والشرير والزائل الخ.. ولكنه يقول رغم كل صفاته السيئة هو محبوب من قبل البشر

[10] – لاول مرة ترد عبارة “السواغيث” التي حبرها قلم ملفاننا. السواغيث نوع من الشعر السرياني المرتل

[11] – رومية 12/15. يوبخ يعقوب ويحاولون طرده من الحفل لانه بدّل العرس الى الحداد. انظر البيت 39، 41

[12] – جامة 3/4

[13] – نص: وكم، بيجان يصوب: واذ

[14] – رومية 13/1. يؤكد ملفاننا بان كل سلطة دينية ومدنية تاتي من الله

[15] – تكوين 1/28

[16] – متى 25/31

[17] – نص: فيه، بيجان يصوب: فيها

[18] – تكوين 2/24؛ افسس 5/31، 1قورنثية 6/16، 7/10

[19] – متى 12/25-26. انظر، ميمره 71 على الايام الستة

[20] – نص: اسرار، بيجان يصوب: سر

[21] – 1ملوك 11/1-3؛ افسس 5/23، 1قورنثية 11/3. يعقوب يتكلم عن آلاف النساء بينما النص الكتابي يتكلم عن 700 امرأة، وعن 300 وصيفة. يقول يعقوب ان الرجل راس والمرأة عقب (عقبو). لا يقول (رِغلو) بل عقب او عضو (هادومو) كما يرد في ميامره. عبارة العقب ليست موجود في الكتاب المقدس انما هي استنتاج لاهوتي ورمزي في تفكير السروجي، ويدل استعمالها على الفرق بين آدم الرأس وحواء العقب اي الدرجة الثانية. السروجي يناهض نرساي الذي يسمي حواء (رغلو)

[22] – نساء سليمان ابعدن قلبه من الله 1ملوك 11/1-13

[23] – رومية 8/35-39

[24] – تكوين 2/24؛ افسس 2/18، 4/4

[25] – غلاطية 6/14

[26] – تكوين 2/24

[27] – افسس 5/32؛ تكوين 2/24. ملفاننا يقول ان موضوعه صعب على “اللحمي” ولهذا نراه يفسر النص الكتابي لمن هو “روحي” الذي يفهم الاسرار الكتابية والذي يسميه “بعارف الاسرار” الذي يسمع يعقوب ويستفيد من تفسيره

[28] – خروج 34/29-35؛ 2قورنثية 3/7-11. يؤكد ملفاننا بان موسى والانبياء لم يوضحوا كل الاسرار الكتابية قبل بلوغ وقت تفسيرها خوفا من سقوط الشعب في الوثنية. العهد الجديد او المسيح فسرها كلها بنور تعليمه

[29] – افسس 5/32

[30] – متى 12/48

[31] – تكوين 2/24

[32] – استعمل يعقوب فعل (اثحكم) بمعنى عرف بالنسبة الى مريم التي لم تعرف رجلا. لوقا 1/34 اي تزوج وفعل (شباق) بمعنى طلّق. متى 19/9-10. هنا يفكر يعقوب بالجماعة اليهودية الزانية بالعجل والمطلقة. موسى اعطى لها الطلاق لقساوة قلبها. دخلت البيعة بنت الشعوب محل بنت الشعب اليهودي بصفتها الخطيبة الصادقة والامينة

[33] – تكوين 2/24؛ افسس 5/32

[34] – افسس 5/32

[35] – افسس 5/25

[36] – اعمال 1/9-11

[37] – خروج 34/14

[38] – البكارة مهمة قبل الزواج. وبدونها يفضح العريس عروسه. يعقوب يجد في قصة سارة وفرعون وابي مالك تكوين 12/10-20؛ تكوين 20 حلا كتابيا لقبول الجماعة اليهودية الزانية التي فقدت بكارتها بزناها ويعتبرها كانها لم تزن. يقبل المسيح البيعة بنت الشعوب التي كانت زانية قبل ايمانها بالرب ويعتبرها عروسه العفيفة كانما لم تكن زانية ويعطيها البكارة التي فقدتها. يجترح المسيح العريس اعجوبة اذ يعطي البكارة المفقودة، بينما في العرس البشري تفقد البكارة. لا يمل يعقوب من التذكير باهمية الوحدة بين العريس والعروس أي بين المسيح والبيعة (او البشرية) في روح واحد. انظر، رسالة/3، 25. انظر، ميمره 12 على الابن الذي بدد امواله، وميمره 57 على الاحد الجديد وتوما، وميمره 79 على برقع موسى، وميمره الثاني 112 على ايليا، وميمره 115 على صعود ايليا، وميمره 191 على بنت العهد

[39] – متى 25/6، 31

[40] – 1قورنثية 15/52؛ متى 24/31

[41] – متى 25/6، 31

[42] – متى 25/1-13

[43] – 1قورنثية 15/52؛ متى 25/8، 11

[44] – متى 25/7، 9-10

[45] – فقط في المخطوطة: ر 251